JustPaste.it


سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية

(الجزء الثالث)

 

يكتبها العبد الغريب

نديم بالوش

 

________2_small.jpg

 

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (41)

 

كتاب المغــــــــازي (27) :

 

قال ابن إسحاق : 
وكان فراغ رسول الله من بدرٍ .. في شوال !

ولما قدم المدينة لم يقم بها إلا سبع ليال ..
حتى غزا بنفسه يريد بني سليم .

فبلغ ماءً من مياههم فأقام عليه ثلاث ليال .. ولم يلق كيداً !

ثم رجع إلى المدينة فأقام بها شهرين تقريباً ..
كان أثناءهما يفدي الأسرى من قريش !

...

قلتُ : فإذا فرغت .. فانصب !
هذه السورة التي يحفظها كلّنا .. ولايهمنا منها إلا : 
فإن مع العسر يسراً !!

_ سبحان الله حتى في السور .. نجتزأ ونأخذ ما نهوى !!

فالذي يقرأ إن مع العسر يسراً ويدندن بها .. 
حريٌّ به أن يقرأ الاية التي بعدها فقط : 
فإذا فرغت .... فانصب !
ولم يقل فاتعب .. والنصب هو شدّة التعب !

_ وهذه رسالة صغيرة لشبابنا وخاصّة هذا الجيل !

الذي يظنّ أنه إن صلّى ركعتين بالليل وقرأ كتابين ..
ثم أطلق رصاصتين ولعب تمرينين ودرس درسين .. 
وقضى سنتين في الجهاد !
فيظنّ أنه أفضى الخير كله !!!

_ وذلك لأنه يقارن نفسه مع أقرانه بمجال الجهاد أو العبادة .

فينظر إلى حاله وحال رفيقه الذي بالامارات أو السعودية أو أوروبا !
فيرى نفسه إماماً بل صحابيّاً .

_ فهو يقوم الليل ..
ورفيقه إن صلى الفجر حاضراً يظنّ نفسه أنجز أمراً .

وهو يجاهد ويتعب بالتدريب الرياضي والعسكري ..
ورفيقه لا يغادر سيارته وإن مشى مترين لَهِد .

وهو يأكل طعاماً عادياً .. ورفيقه في عتبات كنتاكي !
و ....

....

وماهكذا يكون القياس !

إن كنت تريد قياساً : فأحسن تشبيه الواقعين وكن دقيقاً به .

_ فرفيقك يا عبد الله ..
أصبحت الدنيا في عقله الباطن هي حياته الأبدية .
(طبعاً إن سألته يصير شيخ الاسلام : الآخرة والجنة والنار و .. الخ)

_ وتراه أن أراد أن يضع لزخرفة بيته :
(الفاني !!! كما يزعم أنه يعتقد) .. 
يضع مالاً يبني أربع بيوت !! (أتكلم عن الانسان العادي طبعاً !!)

وإذا سألته يقول لك :
ليش في آية أو حديث بتقول أنو هالشي حرام !!

_ رفيقك يشتري فيلا ومزرعة ويقعد يهندس فيها ليقضي باقي عمره !!!
وينسى عمره الحقيقي وحياته الحقيقة هناك !

فكيف تقارن حالك بحاله ؟!!!!!

...

إن أردتّ أن تقارن ولابدّ ..
فقارن نفسك معه في أمور حياته الأبدية :
(التي يعتقدها حقيقةً بعقله الباطن) وهي الدنيا !!!

_ فرفيقك مثلاً قد يضي 18 ساعة عمل متواصل ولايكلّ ولايملّ !!
ورفيقك يسعى كالكلب وراء أفضل الأعمال ..
ذات المردود المادي له (الحسنات عندنا ) ولو كان بهونغ كونغ !

_ رفيقك يتحمل الغربة والبعد .. فهو قد هاجر إلى دنيا يصيبها !
قبل هجرتك انت إلى ماتزعم أنه دين الله .. بسنوااااات !
وماسمعت صوته يشكي وبيكي على صفحات الانترنت :
أعيدوني إلى بلدي .. هرمنا كبرنا مللنا إلى متى ... ... الخ !

_ رفيقك مستعدّ أن يُذلّه صاحب العمل ويركب عليه ويأكل حقّه !
ويتحكم به الكفيل ..
ويدوس غلى رأسه شرطي المرور في البلد التي يعمل بها !
كل هذا في سبيل : لقمة العيش والمال لتأمين الحياة !!

وأنت لو نظر لك أخوك في الله نظرةً بدون قصد .. أكلته !
ولو صرخ بوجهك بسبب ضيقٍ عنده .. شويته ! 
ولو أخطأ بحقك .. فرمته !!!!

مجسّداً بكلّ إتقان !!! قول الله سبحانه : 
أذلّـــــــــــــةٍ على المؤمنين !!

...

رفيقك لا يدع أحداً يسبقه .. يترك كل شيء من أجل عمله ..
ويشيل عمله وعمل غيره لينال مالاً أكثر ورضى ربّه بالعمل !!

وأنت تقول : ليش فلان لايحرس أنا كل يوم بحرس !!!

_ رفيقك خير من يجسّد تماماً قول الله : فإذا فرغت فانصب .
لكن باختلاف المعايير !

....

فإن أردت قياساً فأحسن تشبيه الواقعين ثم قس .. وإلا كنت مغفّلاً !

واللهم لاعيش إلا عيش الآخرة !

...

فيا عبد الله يا من تعمل للإسلام ..
وتعمل لما تعتقد انت أنّه حياة أبديّة خالدة لك .. 
وماتعتقد أنه الحياة الحقيقة وهي الحق ..
ومادونها من حياة دنيا باطلة تذهب كل آمالها ومخططاتها وتعبها ..
بضربة سيارة أو رصاصة طائشة أو زحطة رجل في درج ..
أو .. أو ...

_ لن أقول لك اعمل واعمل ..
وأعطيك خطب جمعة مللنا منها بسبب نفاق خطباءها !

أقول لك حدّد منهجك وحياتك انصحك .. واختر درباً واحداً منهما :
وطبق به هذه القاعدة : فإذا فرغت فانصب .

فإن حدّدت درب الدنيا ..
(خبت وخسرت وأحمق من حمار أهلك والله) فطبقها فيه .. 
تفلح به .

وإن أخترت درب الآخرة ..
(ربحت وفزت الفوز العظيم .. وألا ذلك هو الفوز المبين ) فطبقها فيه .. 
تفلح به !

_ وإلا ستضيع الدربين .. 
ومن الناس من يعبد الله على حرف ....
خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين !

..

وليعلم سالك الدرب الثاني .. 
أنه لن يثبت فيه إلا ..... بالقــــــرآن وبركعتي الليل وبدمعته فيهما !

...

هذه الدروس نأخذها من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ..
بعد فراغه من بدر رغم كل ماتعب ونصب بها ..
لكنه لم يقم إلا سبع ليال ..
حتى غزا غزوة أُخرى ليستغلّ نتائج بدر ..
ويستغلّ رهبة العرب منه بعد ضربه رأسهم : قريش !

...

وهذا ماسنراه الان في كل غزواته وسراياه إلى أحد ..
كلها كانت تعتمد على القاعدة هذه : 
اضرب الرأس يهابك الذنب ويهرب منك ..
أو يوادعك ويفاوضك .. أو أضعف الايمان يتركك وشأنك !

_ وقد رأينا كيف هرب منه بنوسليم ..
ولم يلق كيداً من خوفهم منه ورهبتهم منه بعد بدر .

ولو غزاهم قبل بدر لما هربوا هكذا .. فتأمّـــــــــــــــــــل !

...

يتبع إن شاء الله ..

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (42)

 

كتاب المغــــــــازي (28):

 

قال وكان أبو سفيان قد نذر بعد بدر ..
أن لايمسّ رأسه ماء حتى يغزو محمّداً !

_ فخرج على رأس 200 راكب من قريش .. 
ثم أتى قريب من المدينة ..
وأتى متخفيّاً بالليل حتى نزل بحييّ بن أخطب .

(هذا خرق أمني وعملية أمنية داخل العمق النبوي ..
تحسب لأبي سفيان وهو كما وجدنا كان ذكيّاً ..

...

ونلاحظ هنا أيضاً ..
أنّ قريش قد بدأت بالحرب الاستخباراتية بعد هزيمتها ببدر .. 
وطوّرت العمل الاستخباراتي ولجأت إليه ..

_ بعد الغرور والتكبّر والبطر والرياء ..
والوثوق الأكيد !! بالنصر كما رأينا ببدر :
(والله لن نرجع لو رجع أبو سفيان حتى نقتل محمداً وصحبه ..
ونقيم على ماء بدر ثلاثة أيام نطعم الطعام للناس !) .

...

وقد لاحظنا من تصرف أبي سفيان ببدر :
من معرفته لملاحقة النبي له من بعر الإبل !!! وتغييره طريقه !
إلى إرساله لقريش أن يرجعوا فقد أمنت أموالهم ..

أنه كان من أحكم قريش وأذكاهم وأحنكهم .. 
وأنه يفكّر بذكاء عقلانية لابحماس وطفش وغرور ..

وهذا معروف عن أبي سفيان ..
ولاننسى أنّ أبا سفيان هو من ربّى مُحنَّك الأمة معاوية ..
وهو أحد الموجّهين له حتى وفاته !

...

فدخل أبو سفيان المدينة بعملية أمنية داخل العمق ..
ووصل لسيّد بني النضير : حيّي بن أخطب .
لكنه خاف من أن يستقبله .. هكذا أتى بنصّ ابن اسحاق !

_ طيب على ماذا يدلّك هذا ؟!!
ومما خاف حييّ من استقبال أبي سفيان بجنح الليل !
وهاهو قد وصل لبابه ولم يشعر به أحد ؟!!!!

_ إنه يخشى بكل بساطة أيها الأخوة : الجهاز الأمني النبوي !
ووصول المعلومات للنبيّ بأي طريق كان ..

والله أعلم بأساليب النبي بهذا كانت اختراق أم مراقبة أم ..
فلم يُفصّل بها أصحاب السير للأسف ..

_ حيّي بن أخطب :
(وهو من أذكى بني النضير ..
كما سترى لاحقاً أنه قتله النبي عندما قتل بني قريظة .. 
قتله بصفح السيف ! لشدّة مكره بالنبي وجمعه للتحالفات عليه) .

رفض استقبال أبي سفيان .. 
لكن استقبله سلام بن مشكم وهو يومئذٍ من أكبر ساداتهم !

_ فيقول ابن اسحاق : فقراه وسقاه (أطعمه وشرّبه) .. 
وبطن له (أسرّ) من خبر الناس !!!!
ثم خرج من عنده .. وأتى أصحابه !!

...

قلتُ : وكثيرٌ منا يقرأ هذا الكلام ويمرّ عليه مرور الكرام !!
بينما لو عرفه بحقه ووعى سيرة نبيّه بحقها ..
والتي كان يظنّ أنه يعرفها وهو لايعرف شيء منها :

لعلم أن كل هدف عملية أبو سفيان الأمنية الخطيرة جدّاً ..
داخل العمق النبوي ..
كانت بهدف عمل استخباراتي أمني !

_ فتأمّــــــــــــل !
ولاتنسى أنّ هذا من 1450 عام !!!!

...

وحتى أصحاب السِيَر ومن يكتبون بالسيرة ويقصّونها عليكم ..
لايذكرون هذه القصّة إلا بمرور الكرام ويركّزون أنّها من نذرِ أبي سفيان !!!!

_ طيب هل لو كانت القصّة مجرّد نذرٍ فقط ..
أكان عرّض نفسه أبو سفيان لهذا الأمر الخطير ..
والذي قد يهلك به لو مسكوه .. وهو الرجل الحاذق الذكي المحنّك !!

_ أو تراهم ركّزوا على ماجرى بعدها !!
من أن أبا سفيان لما عاد لصحبه حرقوا نخيلاً للمسلمين .. 
قبل أن يرجعوا (وما أراه إلا تمويهاً للعمل الاستخباراتي) .
وقتلوا رجلين منهم ..
وهربوا بعد أن ألقوا أزوادهم ولم يلحق بهم رسول الله ..

_ والحقيقة التي لم ينتبه لها أصحاب السير ولم يهتمّوا بها !
أنها كانت كلّها من أجل العمل الاستخباراتي الذي قام به أبو سفيان !

ولماذا نستغرب .. 
ونبيّنا نفسه رجل الحروب الاستخبارايتة وهو أسدها !
وحتى على أبي سفيان نفسه قد قام بعمليتين استخباراتين :
مرّة لقتله ولم تنجح . 
والثانية لما أرسل حذيفة بن اليمان ليخترق جيش قريش ..
في الخندق !

_ وسنمرّ بهما إن شاء الله ..
وهما مثل صغير من العمليات الأمنية داخل العمق ..
لأذكى القادة وأحنكهم بأبي هو وأمّي ..
سيّدي ومعشوقي ورافع رأسي وعزّتي وفخري : محمّــــد !

...
...

فنحن هنا نعترف أن هذه الغزوة ..
قد نجح بها أبو سفيان الذكيّ نجاحاً أمنيّاً باهراً ..
وكانت وغيرها (ستمرّ بنا في الدروس) :
هي الممهد لنصرهم في أُحد !

...

فهذه سنّة الله من يأخذ بالاسباب ينجح .. ومن يهملها يخسر !
(كلّه بأمر الله فهو من وضع هذه السنن .. 
وحتى التأييد والملائكة والمطر والتثبيت والرعب للعدو :
هي لما تطبّق هذه السنن وتزكّي نفسك وجندك !) .

وهذا جرى على جيش ومجتمع وأمّة فيها محمّد .. 
وأبو بكر وعمر وحمزة وعليّ وأبو عبيدة ..

فما رأيكم بمجتمعنا الأحمق النتن المريض الخبيث ..
(حتى مجاهديه إلا من رحم الله منهم) !!!!!

_ وبالأخيــــــــــــــر :
اللهم نصرك !!!! 
ياريت بس هيك لا !! وكمان : الذي وعدت !!!!

...

يتبع إن شاء الله ..

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (43)

كتاب المغــــــــازي (29) :

 

قال فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك ..
قعد شهران فقط !!

ثم غزا نجــــــــــد ! (لاحظ الصورة) ..
لتعرف كيفيّة تمدد النبيّ صلى الله عليه وسلم ..
وسنتحدّ عنه مفصلاً بالدرس القادم إن شاء الله ..

...

لكن هاهنا كلام خطير :

دولةٌ نشئت ومن حولها أعداء كُثر .. بل كل من حولها عدوّ لها !

_ ليس هذا فقط .. بل وبالعكس من زماننا .. 
لم تكن فقط الدول والحاكمين هم الأعداء ..
بل كان الشعب بقاطبته معادٍ لهذه الدولة الجديدة .

_ بينما في زماننا أغلب الشعوب المحيطة بالدولة الاسلامية ..
مؤيّدة لفكرتها بقلوبهم ..

..

وهذه نقطة لو كانت زمن النبي لحسم الأمور كلّها في عامين والله ..
_ رغم أنّ ظروفه أصعب من ظروف الدولة الان بكثيــــــر !

فهو قد وافق على صلح الحديبية "المجحف بحقّه" ..
رغم اعتراض أكثر الصحابة ووصول الأمر إلى مرحلة خطيرة ..
كادوا فيها أن يهلكوا بعدم سماعهم لكلام النبي بالرحيل ..

حتى استشار النبيّ زوجته أم سلمة بهذا الأمر الجلل ..
فأشارت عليه بحلّ جميل رضي الله عنها :
(شايفين بيستشير نسوان !!) .

_ ورغم كلّ هذا ورغم أنه كان أكثر قوّة وقتها من بدرٍ بكثيــــر .
رضي بهذا الصلح "المجحف" وأحد أهم أسباب قبوله :
نشر الدعوة بين الناس واستمالتهم للدين الجديد وتعريفهم به !

وسنأتي على هذا الصلح الرهيب النتائج في وقته إن شاء الله ..

_ فهذه لفتةٌ مهمّة لمن يقول ظروف الدولة صعبة !! :

لا حبيبي .. 
ظروف النبيّ في دولته وقتها ..
أصعب بكثير من ظروف الدولة اليوم والله .. بكثير من الأمور .
ومع ذلك أقام دولةً أمتدت لعشر قرون !!! خلال عشر سنين !

_ مع أنّه كان يتعامل مع عربٍ جِلاف أغلبهم بدوٌ ..
يمسك أحدهم بطرف ثوبه حتى تحمرّ رقبته بأبي هو وأمي ويقول له : 
يامحمّد .. ! أعطني من مال الله الذي أعطاك !!
(تخيّل لو فعلها أحدهم مع قادتنا اليوم ))

....

والنقطة الثانية الخطيرة والمهمّة جدّاً أيضاً بعد نقطة تأييد الشعوب :

هي أنّ قريش وقتها (أخطر أعداءه ورأس الحيّة بالنسبة له) ..
لم تكن عدّوة جميع دول المنطقة وقتها !

ولم تكن جميع العشائر والجميع يتمنى الخلاص منها ..
وحاقدٌ عليها منذ الصغر ..

ولم تكن جسماً غريباً عن المنطقة كلّها : جنساً ولوناً ولغةً وديناً ..

ولم تكن تحمل عداوة لكل الدول وقتها ..
ولم يكن الشعوب كلهم يحملون عداوتها ..

(كحال اسرائيل اليوم) .

...

كانت قريش يا أيها السادة وقتها :
إن لم تكن محبوبة من العشائر والشعوب ..
فهي على الأقل ليست مكروهة !

_ وليست العدو التاريخي الأهم والأخطر والأزلي والتاريخي والفطريّ .
لكل شعوب المنطقة باختلاف أجناسهم .

ولا يشمأز منها الجميع ويعتبرها جسماً غريباً ..
لا حقَّ لها بالعيش على هذه الأرض الغريبة عنها ..

(كحال اسرائيل كذلك) .

...

بل كانت قريش ابنة المنطقة بل ومن أعرق القبائل فيها : 
نسباً (اسماعيل) ..
وقوّةً (حرب الفجّار) ..
ووظيفةً (خدمة الحجيج وسدانة البيت) ..
ومكانةً (سدانة البيت العتيق المقدّس عند أبناء المنطقة كلهم) ..
وتاريخاً (من زمن اسماعيل) ..
ورجاحةً (كانت دار الندورة فيها) ..
وكان فيها عقلاء العرب (كقصيّ بن كلاب جدّ النبي الأقدم) ..

_ وكانت مكّة أعظم المدن وأقدسها وأحدثها ..
وأكثرها تطوراً وراحةً وفخراً لكل العرب وكل أبناء المنطقة كلها ..

وقريش هم أهل مكّة منذ التاريخ وليسوا غريبين عنها !!!

...

بل والأهم يا سادة كانت قريش مقدّسة عند العرب تقديساً رهيباً ..
فهي حامية أقدس الأقداس عندهم وخادمته (بيت ابراهيم العتيق) .

وخادمة حجاجه وضيوفه ومن تقريهم وتطعمهم ..

_ وفيها أعرق العرب أنساباً (وهذا كان مهمّ جداً لأبناء المنطقة وقتها) ..
وهي قيبلة اسماعيل جدّ العرب ونبي الله وذبيحه (قدسية زائدة) .
وهي قيبلة قصيّ بن كلاب .. شيخ العرب كلّهم ..

...

والأهم أنّ مَن سيحارب هذه القبيلة .. هو ابنها !!!!
وكانت هذه عظيمةٌ جدّاً عند أبناء المنطقة ..
ولازالت إلى اليوم لعظمها !

فهم أولاد قبائل وعشائر ..
وينصرون بعضهم ولو على باطل .. ولو فَنُوا !!

_ فأن يحارب رجل قبيلته وعشيرته وأولاد عمومته :
فهذا أمرٌ جلل عظيم عندهم .. والناس كلها ستنفر منه بالبداية !!

....

فقارن حال قريش وقتئذٍ ..
وكانت هي رأس أعداء النبي ورأس الحية بالنسبة له !

_ والتي لو يقترب منها مجرد تقريب :
لقامت عليه العرب كلها واستنفرت .. ولشبّهتهُ بإبرهة الحبشي :
الذي لم يكن مضى على فناء جيشه من الرّب كثير ..
(تقديس أيضاً لقريش) .

(بينما لو تحارب الدولة اسرائيل بالعمق ..
لكسبت قلوب مليار مسلم في كل العالم !! فلاحظ الفرق) .

....

فقارن حال قريش "الذي شرحته لك" وقتئذٍ ..
وحال اسرائيل (رأس أعداء الدولة الاسلامية اليوم) ..

ولاتعليــــــــــــــــــــــــــــــق !!!

...

سترى أيهما كان أصعب بكثيــــــــــــــــر !
وترى أن وضع النبي صلّى الله عليه وسلم في دولته ..
أصعب بـــــــــــــــــــآلاف المرات والله .. من وضع الدولة اليوم !!!!!!

_ ولو أن الدولة طبّقت نهج النبي بربعه فقط والله ..
كما تزعم أنّها : خلافة على منهاج النّبوة (لاتنظروا للشكليات) .

لثبتتْ بإذن الله قروناً !

_ منهج النبي في إقامة الدول وتثبيتها لم يكن بتطبيق الحدود ..
فلم تفرض الحدود إلا بعد وقت طويل من تثبيت الدولة أصلاً ..

_ لم يكن منهجه بأبي هو وأمّي :
أنّ الدولة تطّبق الحدود .. وتطّول الذقون وتخمّر النساء :
فهي تنصر الله وتقيم شرعه .. فلذلك سينصرها الله !!!!

_ منهج النبي أيها السادة : منهج كامل متكامل !
ولم تكن الحدود والشعائر إلا نتاج جهد كبير ..
وتفكير رهيب وذكاء عجيب .. 
وحسن تعامل وحنكة وذكاء .. وسياسة وتخطيط ..
ومعرفة ودهاء وحنكةٍ : 
استراتيجية وجيوسياسية ووسيكولوجية (سياسة اجتماعية) !
وحربٍ في وقتها وكيفيتها ولمن يستحقّها ..
وموادعةٍ في وقتها وكيفيتها ولمن يستحقّها ..
وترهيبٍ في وقته وكيفيته ولمن يستحقه ..
ونظام أمني كامل متكامل كشف كل الأختراقات والدخلاء ..
و ... و ...

...

فالحدود وإقامة حكم الله في الأرض نتيجةٌ لإقامة الدول وتثبيتها ..
وليست سبباً له !!!!!

...

نعم أيها السّادة :

ظروف النبيّ في دولته وقتها ..
كانت أصعب بآلاف المرّات من ظروف الدولة اليوم والله .. 
بكثير من الأمور .

ومع ذلك ... !
أقام دولةً امتدت لعشر قرون !!! خلال عشر سنين !

....

 

نعود لكلامنا :

 

‏سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (43)  كتاب المغــــــــازي (29) :  قال فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك .. قعد شهران فقط !!   ثم غزا نجــــــــــد ! (لاحظ الصورة) .. لتعرف كيفيّة تمدد النبيّ صلى الله عليه وسلم .. وسنتحدّ عنه مفصلاً بالدرس القادم إن شاء الله ..  ...  لكن هاهنا كلام خطير :  دولةٌ نشئت ومن حولها أعداء كُثر .. بل كل من حولها عدوّ لها !  _ ليس هذا فقط .. بل وبالعكس من زماننا ..  لم تكن فقط الدول والحاكمين هم الأعداء .. بل كان الشعب بقاطبته معادٍ لهذه الدولة الجديدة .   _ بينما في زماننا أغلب الشعوب المحيطة بالدولة الاسلامية .. مؤيّدة لفكرتها بقلوبهم ..  ..  وهذه نقطة لو كانت زمن النبي لحسم الأمور كلّها في عامين والله .. _ رغم أنّ ظروفه أصعب من ظروف الدولة الان بكثيــــــر !  فهو قد وافق على صلح الحديبية "المجحف بحقّه" .. رغم اعتراض أكثر الصحابة ووصول الأمر إلى مرحلة خطيرة .. كادوا فيها أن يهلكوا بعدم سماعهم لكلام النبي بالرحيل ..  حتى استشار النبيّ زوجته أم سلمة بهذا الأمر الجلل .. فأشارت عليه بحلّ جميل رضي الله عنها : (شايفين بيستشير نسوان :) !!) .  _ ورغم كلّ هذا ورغم أنه كان أكثر قوّة وقتها من بدرٍ بكثيــــر . رضي بهذا الصلح "المجحف" وأحد أهم أسباب قبوله : نشر الدعوة بين الناس واستمالتهم للدين الجديد وتعريفهم به !  وسنأتي على هذا الصلح الرهيب النتائج في وقته إن شاء الله ..  _ فهذه لفتةٌ مهمّة لمن يقول ظروف الدولة صعبة :) !! :  لا حبيبي :) ..  ظروف النبيّ في دولته وقتها .. أصعب بكثير من ظروف الدولة اليوم والله .. بكثير من الأمور . ومع ذلك أقام دولةً أمتدت لعشر قرون !!! خلال عشر سنين !  _ مع أنّه كان يتعامل مع عربٍ جِلاف أغلبهم بدوٌ .. يمسك أحدهم بطرف ثوبه حتى تحمرّ رقبته بأبي هو وأمي ويقول له :  يامحمّد .. ! أعطني من مال الله الذي أعطاك !! (تخيّل لو فعلها أحدهم مع قادتنا اليوم :) ))  ....  والنقطة الثانية الخطيرة والمهمّة جدّاً أيضاً بعد نقطة تأييد الشعوب :  هي أنّ قريش وقتها (أخطر أعداءه ورأس الحيّة بالنسبة له) .. لم تكن عدّوة جميع دول المنطقة وقتها !  ولم تكن جميع العشائر والجميع يتمنى الخلاص منها .. وحاقدٌ عليها منذ الصغر ..   ولم تكن جسماً غريباً عن المنطقة كلّها : جنساً ولوناً ولغةً وديناً ..  ولم تكن تحمل عداوة لكل الدول وقتها .. ولم يكن الشعوب كلهم يحملون عداوتها ..   (كحال اسرائيل اليوم) .  ...  كانت قريش يا أيها السادة وقتها : إن لم تكن محبوبة من العشائر والشعوب .. فهي على الأقل ليست مكروهة !  _ وليست العدو التاريخي الأهم والأخطر والأزلي والتاريخي والفطريّ . لكل شعوب المنطقة باختلاف أجناسهم .   ولا يشمأز منها الجميع ويعتبرها جسماً غريباً .. لا حقَّ لها بالعيش على هذه الأرض الغريبة عنها ..  (كحال اسرائيل كذلك) .  ...  بل كانت قريش ابنة المنطقة بل ومن أعرق القبائل فيها :  نسباً (اسماعيل) .. وقوّةً (حرب الفجّار) .. ووظيفةً (خدمة الحجيج وسدانة البيت) .. ومكانةً (سدانة البيت العتيق المقدّس عند أبناء المنطقة كلهم) .. وتاريخاً (من زمن اسماعيل) .. ورجاحةً (كانت دار الندورة فيها) .. وكان فيها عقلاء العرب (كقصيّ بن كلاب جدّ النبي الأقدم) ..   _ وكانت مكّة أعظم المدن وأقدسها وأحدثها .. وأكثرها تطوراً وراحةً وفخراً لكل العرب وكل أبناء المنطقة كلها ..   وقريش هم أهل مكّة منذ التاريخ وليسوا غريبين عنها !!!  ...  بل والأهم يا سادة كانت قريش مقدّسة عند العرب تقديساً رهيباً .. فهي حامية أقدس الأقداس عندهم وخادمته (بيت ابراهيم العتيق) .  وخادمة حجاجه وضيوفه ومن تقريهم وتطعمهم ..   _ وفيها أعرق العرب أنساباً (وهذا كان مهمّ جداً لأبناء المنطقة وقتها) .. وهي قيبلة اسماعيل جدّ العرب ونبي الله وذبيحه (قدسية زائدة) . وهي قيبلة قصيّ بن كلاب .. شيخ العرب كلّهم ..  ...  والأهم أنّ مَن سيحارب هذه القبيلة .. هو ابنها !!!! وكانت هذه عظيمةٌ جدّاً عند أبناء المنطقة .. ولازالت إلى اليوم لعظمها !  فهم أولاد قبائل وعشائر .. وينصرون بعضهم ولو على باطل .. ولو فَنُوا !!  _ فأن يحارب رجل قبيلته وعشيرته وأولاد عمومته : فهذا أمرٌ جلل عظيم عندهم .. والناس كلها ستنفر منه بالبداية !!  ....  فقارن حال قريش وقتئذٍ .. وكانت هي رأس أعداء النبي ورأس الحية بالنسبة له !  _ والتي لو يقترب منها مجرد تقريب : لقامت عليه العرب كلها واستنفرت .. ولشبّهتهُ بإبرهة الحبشي : الذي لم يكن مضى على فناء جيشه من الرّب كثير .. (تقديس أيضاً لقريش) .  (بينما لو تحارب الدولة اسرائيل بالعمق .. لكسبت قلوب مليار مسلم في كل العالم !! فلاحظ الفرق) .  ....  فقارن حال قريش "الذي شرحته لك" وقتئذٍ .. وحال اسرائيل (رأس أعداء الدولة الاسلامية اليوم) ..   ولاتعليــــــــــــــــــــــــــــــق !!!  ...  سترى أيهما كان أصعب بكثيــــــــــــــــر ! وترى أن وضع النبي صلّى الله عليه وسلم في دولته .. أصعب بـــــــــــــــــــآلاف المرات والله .. من وضع الدولة اليوم !!!!!!  _ ولو أن الدولة طبّقت نهج النبي بربعه فقط والله .. كما تزعم أنّها : خلافة على منهاج النّبوة (لاتنظروا للشكليات) .  لثبتتْ بإذن الله قروناً !  _ منهج النبي في إقامة الدول وتثبيتها لم يكن بتطبيق الحدود .. فلم تفرض الحدود إلا بعد وقت طويل من تثبيت الدولة أصلاً ..  _ لم يكن منهجه بأبي هو وأمّي : أنّ الدولة تطّبق الحدود .. وتطّول الذقون وتخمّر النساء : فهي تنصر الله وتقيم شرعه .. فلذلك سينصرها الله !!!!  _ منهج النبي أيها السادة : منهج كامل متكامل ! ولم تكن الحدود والشعائر إلا نتاج جهد كبير .. وتفكير رهيب وذكاء عجيب ..  وحسن تعامل وحنكة وذكاء .. وسياسة وتخطيط .. ومعرفة ودهاء وحنكةٍ :  استراتيجية وجيوسياسية ووسيكولوجية (سياسة اجتماعية) ! وحربٍ في وقتها وكيفيتها ولمن يستحقّها .. وموادعةٍ في وقتها وكيفيتها ولمن يستحقّها .. وترهيبٍ في وقته وكيفيته ولمن يستحقه .. ونظام أمني كامل متكامل كشف كل الأختراقات والدخلاء .. و ... و ...   ...  فالحدود وإقامة حكم الله في الأرض نتيجةٌ لإقامة الدول وتثبيتها .. وليست سبباً له !!!!!  ...  نعم أيها السّادة :  ظروف النبيّ في دولته وقتها .. كانت أصعب بآلاف المرّات من ظروف الدولة اليوم والله ..  بكثير من الأمور .  ومع ذلك ... ! أقام دولةً أمتدت لعشر قرون !!! خلال عشر سنين !  ....  نعود لكلامنا :  يتبع إن شاء الله ..‏

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (44)

كتاب المغــــــــازي (30) :

 

_ دولةٌ نشئت ومن حولها أعداء كُثر .. بل كل من حولها عدوّ لها !
مع شعوبهم كلهم وليس فقط الحكومات وشيوخ القبائل !

_ دولةٌ بتلك الظروف التي حدّثتكم عنها بالدرس السابق ..
وتريد رأس أبناء المنطقة كلّهم وأقدس قيبلة عندهم ..
بالظروف التي حدثتكم عنها بالدرس السابق ..
والتقديس الموجود لهذا الرأس عند أبناء المنطقة كلّها !

_ وهذا الرأس يريدها ويحرّض عليها ويحمّع لحربها ..
فهم مجموعة من أبناء "عاقّين" لقبيلتهم وأهليهم وعشيرتهم ..
ويريدون حرب مكّة المقدّسة .. وتغيير دين الأباء والأجداد !

_ ويريدون أن يقربوا من الكعبة ..

فإن تخلّوا عنها (قريش) يوم إبرهة لقوته ولعدم قدرته على ردعه ..
حتى أرسل الله معجزةً لحماية بيته ..
فإنهم اليوم يستطيعون ردع هذه الفئة الضعيفة المستضعفة !

(هذه عوامل إضافيّة تحفّزهم على حرب النبي ودولته الجديدة ..
وتصعّب من مهمّة النبي بإنشاء دولته .. بأبي هو وأمّي ) .

...

دولةٌ بهذه الظروف الصعبة ..
مع أولئك القوم الغلاظ الجلاف الذين أحدهم يأدُ ابنته ولايسأل !

كيف أنشأها هذا الرجل الغريب الوحيد ..
الذي خرج متخفيّاً بأبي هو وأمّي يخاف على نفسه من قريش ..

_ وبعد 8 أعوام فقط ..
غزاهم بجيوش جرّارة من أبناء هذه المنطقة نفسها ..
وقريش ومكّة عندهم ماشرحته لكم !!!!!!

ودخلها وهي أقدس الأقداس عندهم !!
ولم يطلق طلقة .. ولم يضرب بالسيف (إلا شيء لايذكر) .

...

إنها عبقريةٌ يا سادة مابعدها عبقريّةٌ ..
إنه دهاء وحنكة مابعده حنكة ودهاء ..

_ فسلّم لي على نابليون .. ..
وسلّم على اسكندر المقدوني ..
وسلّم لي على عبد الرحمن الداخل ..
وسلّم لي على جورج واشنظن ..
وسلّم لي على صلاح الدين الأيوبي ..
وسلّم لي على جنكيزخان ..
و .... و .... و ....

...

إنّها بكل فخر وبكل بساطة :

عبقرية : محمّـــــــــــــد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ..
بن عدنان .. بن اسماعيل بن ابراهيم !

إنها عبقريّة _ إن كنت تثق بكلامي _
والله مامرّ في التاريخ مثلها أبداً !

...

صحي نسيت :
هذا نبيّ ومظلل بالغمام وهدوك صحابة و .. و .. !
....... !

_ هذا الذي شُجّ وجهه وكُسرت أسنانه يا سادة ..
ولم يستطع أن يصعد صخرة (رغم قوته) من انهكاكه وتعبه ..
هذا الذي فقد ابنه وزوجته وعمّه المناصر له ورفيق دربه حمزة ..
تُكلّم عليه واستُهزأ به ورمى بأقذع التهم ..
وتُكلّم في عرضه وزوجته ..
هذا الذي كان يُحمّ (حّمّى) بعشر رجال ..
هذا ... هذا .... هذا .... !

_ هذا الذي :
وأحنَكُ منه لم ترَ قطّ عيني .. وأذكى منه لم تَلِدِ النساء ! والله !

...

بأبي أنت وأمّي وعرضي ونفسي وأهلي ومالي يارسول الله ..
يامحمّــــــد .. شابّاً ورجلاً وقائداً وزوجاً وأباً ورفيقاً !

كم أُحبّك وافتخر بك واعتزّ بك وأرفع رأسي بك عاليــــــــــــــــاً !
(مو لأنو نبي عفكرة .. بل لأني مقتنع به كشخصية وإنسان) .

_ ويعلم الله أني أكتبها وأنا أبكي الان حبّاً له وشوقاً وفخراً به ..
وحزناً على أمّة حَمَلتْ اسمه .. وهي أبعد ما تكون عن نهجه !

فتبّاً لنا من قوم مثّلوا دين محمّد ..!

_ فِدىً لك مَن يُقَصّرُ عن مَداك .. فلا مَلِكٌ إذن إلاّ فَدَاكا .
أروحُ وقد ختمتَ على فُؤادي .. بحبّك أنْ يحِلّ به سواكا .
وقد حَمّلْتَني شكراً طويلاً .. ثقيلاً لا أُطيقُ به حَراكا .
وفي الأحباب مُخْتَصٌّ بوَجْدٍ .. وآخرُ يدّعي معه اشْتِراكا .
إذا اشْتَبَهَتْ دُموعٌ في خُدودٍ .. تبيّن من بكى ممّن تباكى !

....

فركّز يا عبد الله يا من تريد الحقّ ..
يامن تعتقد أنك على منهج النبيّ صلى الله عليه وسلم ..
وأنك مقلّد له ومتأسي به ..

_ ومن تظن أنّ أمراءك وقادتك هم من يمثّلون منهج النبوّة !
فقط بما يردّدونه من شعارات وشكليات ..
وما يربّونه من ذقون ومايقصرون من ثياب ..
وما يخطبون من خطب .. وما يقيمون من حدود !!

...

فهاهنا منهج النبي وهاهنا سيرته بحقها ..
وهاهنا حياته بأبي هو وأمّي ..

أفيعقل أن قوماً تأسّوا بسيرته بحقها ..
وهم إلى الان في أسفل الأمم ؟؟!!!

_ بل ويلعب بهم من كل الأمم كما يلعب بالكرة !
ويحرَّكون كما تُحرَّك اوراق الشطرنج ..
ويُختَرقون ويُستَجشون ويُخدَعون ويُستَحمرون ويُستَحقرون !
ويستعلمونهم محارم تمخيط ووقود وحطب لتصارع مصالحهم !!!!

...

فأوّوواهٍ أوّاه .. على جند محمّد بحقهم ..
أوّوواه أوّاه .. على أتباع محمّد بحقّهم ..
أوّوواه أوّاه .. على نجباء محمد وأتباعه المحنّكون الأذكياء :
سياسة واستراتيجية ومكراً بأعداءهم ..
ومواكبةً لأحدث أساليب الحروب في عصرهم ..
(هي في عصرنا حروب الاستخبارات) ..
ومعرفة ًبأسرار مخابرات أعداءهم ..
واستغلالاً لأقلّ الإمكانيات بأفضل النتائج ..
ومعرفةَ نقاط ضعف أعداءهم وخلافاتهم واللعب عليها ..
و .. و .. و ... و ... و ..

...

أُعيد ما قلته لكم بالدرس السابق :
منهج النبي أيها السادة : منهج كامل متكامل !
ولم تكن الحدود والشعائر إلا نتاج جهد كبير ..
وتفكير رهيب وذكاء عجيب ..
وحسن تعامل وحنكة وذكاء .. وسياسة وتخطيط ..
ومعرفة ودهاء وحنكةٍ :
استراتيجية وجيوسياسية ووسيكولوجية (سياسة اجتماعية) !
وحربٍ في وقتها وكيفيتها ولمن يستحقّها ..
وموادعةٍ في وقتها وكيفيتها ولمن يستحقّها ..
وترهيبٍ في وقته وكيفيته ولمن يستحقه ..
ونظام أمني كامل متكامل كشف كل الأختراقات والدخلاء ..
و ... و ...

_ فالحدود وإقامة حكم الله في الأرض نتيجةٌ لإقامة الدول وتثبيتها ..
وليست سبباً له !!!!!

....

أمتي ... أفيقي أمتي ..
واجعلي مايكتب لكم هاهنا من دورسٍ .. نبراساً لك ومنهجاً !

_ هذه سيرة نبيك !!
التزميتها واعقليها وعيها وطبّقيها .. ترتفعين وتُعزّين !

وإلا .. فابقِ ممسحة الأمم !!

لكن لاتلوّثي اسم ذلك الرجل فيكِ ..
إن لم يكن من أجله كنبيّ ورسول ..
بل من أجل ذكاءه وعبقريته .. أن نشوّهها بغبائنا و"صهودتنا" !!

(التصهود يجعل أذكى الشباب غبيّاً أحمقاً ..
فهو يجمّد عقله عن التفكير بحجّة الطاعة والولاء ..
وبذلك يقضوا على طاقات الأمة عقلاً !

ريثما يحرقه أمراه الخبثاء أو الأغبياء ..
بمعارك محارق فيقضوا على الطاقات جسداً !!).

...

فركّز ماذا فعل بأبي هو وأمّي .. وكيف كانت تصرفاته وأفعاله بحقها .

لاما علّموك إياه من قصص ليى والذئب :
والملائكة والمظلل بالغمام والماء التي تجري من أصابعه ..
وأكل السم وماصرلوا شي !!!!

_ أو ما حولّوه لك ولوّوه بألسنتهم ..
حسب مايوافق هواهم ومصالحهم ومصالح أسيادهم !

(وإنّ منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب ..
لتحسبوه من الكتاب وماهو من الكتاب !
ويقولون هو من عند الله .. وما هو من عند الله ! )

...

فركّز بذلك ..
وقارن بما يفعله أمراءك اليوم الذين يدّعون أنهم على منهجه ..
ويريدون منك طاعة وبيعة وتقديساً وسمعاً وطاعةً ..

بأنهم هم من يمثّل هذا الدين ويمثّل منهج النبي !!!
وأنهم من سينصر هذا الدين .. وسيقيم الاسلام ودولته !!

...

 

سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (45)

كتاب المغــــــــازي (31) :

الان يأتي سؤال .. !

لماذا يثرب أيها السّادة ؟!!!

لماذا كان اختيار الله سبحانه لنبيّه : يثرب .. !

_ ماعلمونا إياه : لأنها المدينة المنورة وأهلها طيبون !!
ولأن أهلها كان على علمٍ بقدوم نبي جديد من اليهود جيرانهم ..
و .. و .. و ..
(نعم هذه عوامل تؤثّر لكن هل هي يا ترى السبب !!!
لو كانت هذه فقط يا أخوة فيوجد مثل يثرب الكثير)

...

وها هنا لفتةٌ انتبهوا إليها أيها الأخوة ..

لفتةٌ ... !
هي ككلّ هذه السيرة التي يَروُونها لكم :
مقفرةٌ مجدبة جوفاء مفرّغة من عِبَرها الحقيقة ..
ومن خفاياها وأبعادها ودروسها !

_ لها شكل السيرة فقط ..
لكن جوفاء مفرّغة من كل قيمتها ودروسها !

...

ولما أفرغنا هذا الدين من حقيقته بقي لنا منه الشكليات فقط ..
مفرغّة جوفاء مجرّدة .. بكل جوانبه !

_ ففي الصلاة نصلي صلاتهم نفسها ..
نسجد كما سجدوا ونركع كما ركعوا !!

لكن أحدهم كأبي بكر مثلاً ..
كان يجهش بالبكاء لما يقرأ الفاتحة فقط ..
وأحدهم يصفرّ وجهه لما يريد أن يدخلَ بالصلاة ..
وأحدهم قطعت رجله بالصلاة و..
أحدهم كانت صلاته تنهاه وتكون موعداً يشتاق له ويجنّ بدونه ..

_ ونحن صلاتنا الجوفاء المفرّغة التي بقي لنا منها الشكل فقط :
نتنافس فيها بالتثاؤب وبحك الوجه وبالأفكار والاختراعات حتى
وتَذكُّر المنسيات !!

...

وحتى جهادنا ..
أصبح للقتل والذبح والصلب وإقامة الحدود على الناس !!

أفرغناه من كل شيء ..
أفرغناه من رسالته ومن سموّه ..
وأنّه بالأصل للحياة ولتعمر الحياة ..
(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحيكم !)

وأنّه رحمةٌ بالناس ومن أجلهم ومن أجل مصلحتهم ..
لاتخويفاً لهم وقتلٌ وذبح وصلب وجلد ورجم ..

وإنما هي مجرّد وسائل لابدّ منها ببعض الحالات ..

_ بل كان الجهاد عندهم أيّها السّادة ..
(وقد تحدثنا مفصّلاً عن هذا بالدروس السابقة ..
وبسلسلة جهاديّات للعبد الفقير : http://justpaste.it/CIHADIYAT)

كان الجهاد عندهم :
رسالةً ورحمةً بالبشر من عذاب أليم قادم لهم ..

_ وإلا فلما كانت الدعوة إلى الله أولاً .. ثم الجزية !!!
أليسوا كفارً والجهاد هدفه قتل الكفّار فقط (زعموا) ..
فلماذا الجزية إذاً ؟!!

هل نبيع ديننا بمالٍ منهم يعني ؟!!!

...

فهذا حالنا وهذا دأبنا ..
ثم نأتي ونعلن أننا نمثّل الاسلام !
وندّعي أننا على المنهج الصحيح !
وأنّ كل جماعةٍ منا هي الفرقة الناجية !!
وأننا أتباع محمّد !
ونسأل الله نصره .. وليس هذا فقط !! : بل الذي وعدنا !!!

....

نعود لموضوعنا : لماذا يثرب ؟!!!

تخيّلوا أيها السّــــــــادة !!
أنه ولا عالم قد كَتَب في السيرة ..

قد فَكَّر مجرد تفكير بشكل علمي استراتيجي عسكري أمني :
(رغم أنّ هذه الجوانب ..
هي التي طغت علي كلّ حياة النبيّ في يثرب !!
باعترافهم هم !!!!)

لماذا ..
لأنّ تفكيرهم : إنّا وجدنا آباءنا على أمّة وإنا على أثارهم مقتدون !

_ تجميد العقول .. وجعل هذا الدين رهبانية !
وأنّه مجرد قصص أو تبركيات أو تعويذات ..
أو حركات مع تسبيحات وتحميدات (الصلاة) .
أو جوع وعطش (الصيام) أو إنفاق مال أو مشقة وشعائر (الحجّ) !!!!!

_ وإنها وربي الرهبانية والعلمانية الجديدة ..
فإن كانت العلمانية هي فصل الدين عن الدولة والسياسة فقط ..

فإن العلمانية الجديدة : هي فصل الدين عن الحياة كلّها ..
وقد أسهم بها علماءنا ومشايخنا قبحهم الله ..
وهم من زرعها بأذهاننا بغباءهم وحمقهم .. أو خبثهم وعمالتهم !

_ خلاص نعرف من الهجرة مثلاً أنه ذهب ليثرب ..
لأن الأوس والخزرج جاؤوا للعقبة وبايعوه..
ومنهم أصلاً من يقول بطريقة غير مباشرة :
أنهم استقبلوه .. لأنهم أرداوا فقط ان يفقّعوا اليهود ..
ويكون لهم نبي يفقعونهم فيه كما يفقعونهم هم !!!

...

لماذا يثرب برأيي :
لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم وهذه نقطةٌ رابعة ..
(تضاف للنقط التي تحدثنا بها بالدروس السابقة لهذا الدرس ..
عن قريش ووضع قريش ووضع العرب وقتها وصفاتهم ..
ووضعه هو وهو ابن قريش ويحارب أهله و ... و ... )

_ فمّما زاد من تعقيد إنشاء دولته :
(ليعلّمنا ربّنا ولايكون لنا حجّة .. بأنّ ذاك نبي وظروفنا أصعب !!
فلا ظروف والله أصعب من ظروف النبيّ عند إنشاء دولته وقتئذٍ) .

ممّا زاد من تعقيد إنشاء دولته ..
أنّه أتى لمدينة عجيبة غريبة بوضعها وبتركيبتها وديموغرافيتها !

وسبحان الله الذي أختارها له :
ليعلّمنا حِكَماً عظيماً ستذهلون منها ..
وليعلّمنا كيف تُنشأ الدول مهما كانت ظروفها صعبة ..

...

فيثرب أيها السّادة حسب ما رأيت في حال البلدان وقتئذٍّ ..
كانت مدينة فريدة في كل الجزيرة (جزيرة العرب) !

_ فهي المدينة الوحيدة التي يعيش فيها اليهود "أهل الكتاب" ..
مع العرب "الوثنيين" ..

ولكلّ منهم فيها صولته وجولته فيها وشبه دولة مستقلّة ..

يثرب مجتمع حوى اليهود والعرب (دولتين مستقلتين) ..

ورغم أنّ اليهود كانوا بطوناً مختلفة إلا أنّ كلمتهم "كالعادة" واحدة..

بينما كان العرب "كالعادة أيضاً !" ..
دولاً متفرّقّة (الأوس والخزرج) ..
واليهود يفتنون بينهم ليتحكّموا بهم ..

_ وهذا نفس حالنا اليوم ..

...

فعدى أنّ النبي كان يواجه أعداء خارجيّين ودولاً عديدة عدّوة له :
سُليم وغطفان وهذيل وقضاعة و .. و .. الخ ..
ورأسهم وأخطرهم وأهمهم ومحرّكهم : قريش !

كان يواجه داخل المدينة التي هاجر إليها مجتمعات متفرقة ..
أشبه بكانتونات غير متجانسة مع بعضها أبداً ..
بل العداوة بين الأوس الخزرج انفسهم من جهة ..
وبين الأوس والخزرج كلهم واليهود من جهة أخرى !

...

وهذا نفس حالنا اليوم بمجتمعاتنا
(طوائف متعدّدة غير متجانسة متفرّقة حتى بنفس الطائفة) ..
فلا حجّة لنا والله ..

_ والعطل منّا نحن .. لامن ظروفنا !
فلو فهمنا سيرة نبيّنا بحقها ..
ماضيعنا فرصةً ذهبية هيّأها الله بأحداث الشام ..
لإقامة دولة العدل دولة الاسلام ..
(التي تثبت بإذن الله قروناً ..
لاسحابة صيف قوتها برعبها للناس وللمجتمع التي تحكمه ..
فستزول ولابدّ)

...

هذا أهمّ سبب لأختيار الله له ليثرب برأيي ..
وبقية الاسباب مكمّلة لهذا السبب ..

اختارها له .. لئلا يكون للناس على الله حجّة بعد النبي وسيرته !

....

فماذا فعل بأبي هو وأمّي .. من أجل إقامة دولته :
(دولة الله ..
التي فيها العدل للجميع والازدهار والحضارة والقوة والريادة ..

وليس الصلب والقتل والذبح و .... الخ .
وهي حوادث نادرة جدّاً في حياته صلى الله عليه وسلّم ..
مافعلها إلا لضرورتها وفي وقتها وفي ظروفها !
ولم تكن علامته والثوب الذي يميّز دولته ..

كحال دولنا التي تدعي أنها دول وإمارات للإسلام اليوم ..
فقط لأنها تطبّق الحدود وتذبح الكافرين و ... الخ !!)

_ فماذا فعل بأبي هو وأمّي .. من أجل إقامة دولته ..
وهو بتلك الظروف ..
وكيف تغلّب عليها جميعاً بعبقرية وفنّ واحتراف وبروفوسوريّة ..

هذا ماسنراه في الدرس القادم إن شاء الله ..


سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (46)

كتاب المغــــــــازي (32) :

أول مافعله النبيّ صلّى الله عليه وسلم ..
أرسل مصعباً وتكلّمنا عن إرساله وشخصيّته في دروس سابقة ..

1- مصعب قام بحنكةٍ وذكاء وعبقرية ..
(لاننسى أنّ من أرسله هو أذكى منه) ..
قام بتمهيد الجوّ للنبي بين قبيلتي العرب : الدولتين (الأوس والخزرج) .
مهّد له الجو وأصلح بين القبيلتين (قدر الإمكان) ..
بعبقرية مصعبيّة محمّدية ..

...

مصعب (ولايروي لنا أصحاب السيَر هنا كثيراً للأسف ..
عن ماحدث بالسنة التي قضاها مصعب في يثرب قبل الهجرة)

_ لكن أنا أثق أنها كان فيها من العبقرية : مدرسةٌ مصعبيّة ..
وإن كانت الهجرة هي أهمّ حدث بتاريخ الاسلام ..
فإنّ مهمّة مصعب في المدينة هي من أنجحتها .. نقطة انتهى .

مصعب .. أصلح بين الدولتين (الأوس والخزرج) ..
وتصرّف باحترافية بالغة حيث أعطى لكلّ حقّه ..
وراعى الزعامات وأعطاهم مكاناتهم ..

ويبدو أنه بدماثته ورقيّه الاجتماعي لم يخافوا منه ..
ولم يروه باحث عن سلطة وجاه ..
يريد أن ينتزع منهم ملكهم وسيادتهم فأعطى لكلّ ذي حقّ حقّه ..

يبدو أنه دفع فيهم دماءً جديدة .. وضخّ فيهم روحاً جديدة ..
كانوا يحتاجونها لأنهم ملّوا حالتهم وحروبهم ..

وكان هذا أولاً وآخراً بتيسير الله له ..
ثمّ بحنكة مرسله ومعلّمه .. ثم بحنكته هو رضي الله عنه ..

..

مهّد الجوّ له بين العرب ..
وأتى هو صلّى الله عليه وسلّم وكمّل المهمّة ..
التي هو من خطّط لها وهو من وجّه مصعب بالتعليمات لها ..

_ فإن كان قد وجّه معاذ لئلا يطيل بالصلاة على أهل اليمن ..
فبرأيكم ماذا يكون قد وجّه مصعب ..
وهو في وضع أصعب بألف مرة من وضع معاذ !

وكانت مهمّة أخطر على الدين كلّه وعلى أمته كلها ..
بألف مرة من مهمّة معاذ .

...

فماذا فعل لما أتى المدينة .. صلّى الله عليه وسلّم :

2- آخى بين الناس ..
(هذه كلمة سهلة لكن تحتاج عبقرية وحنكة وحسن تدبير رهيب)

...

3- ثم توجّه لليهود ..

فوادع يهود .. وكلّ قرءانه كان يهاجمهم !!
ويبيّن خطرهم ونجاستهم وغدرهم ويذمّهم و .. و .. و ..

..

وادعهم حتى تمكّن من مجتمعه الداخلي نوعاً ما ..

_ فرغم خطرهم ومكرهم عليه ..
وتحذير قرءانه منه وتوضيح غدرهم ونجسهم !
وعلمه علم اليقين تخطيطهم عليه ..

_ لكن لم يرد أن يشغلوه عن العدو الرئيسي : قريش !!

فصبر عليهم وعلى آذاهم ..
وعلى سمومهم وتخطيطهم عليه ..
(لدرجة كادوا أن يقاتلوا بين الأوس والخزرج مرّة بمكرٍ منهم ..
حيث ذكّروهم بثاراتهم إلى أن كادوا أن يتقاتلوا !!!) .

..

صبر على كل ذلك ..
ريثما يمكّن مجتمعه الداخل .. يوحّده ويربيّه ويعالج مشاكله ..
ويحيّد المنافقين فيه قدر الامكان دون مواجهة ..

ريثما ضرب رأس أعداءه (اسرائيل في يومنا هذا) ..
ضربة هزّت عروش جزيرة العرب كلها من شمالها لجنوبها (بدر) .

_ فكان هدفه الرئيس :
مجتمعه .. والرأس ولم يلتفت إلى سواهما !!
وكل ماكان يفعله دون ذلك .. كان بحيث لايشغله عن ذلك !

..

فلم يُرِق دماً واحداً من يهود رغم كل خبثهم وتخطيطهم عليه ..
حتى قال جملته عن العدو الرئيسي : اليوم نغزوهم ولايغزونا !
(بعد فشل معركة الخندق) .

(للتنويه وقتها لم يكن اليهود عدّوه الرئيسي كيومنا هذا ..
بل كانت قريشفلاتخلط الأمور بذهنك) .

_ تصوّر أنه تحمل اليهود بينه وبين رعاياه وبين جانبيه ..
وفي عمق دولته !!
وهو يعلم خطرهم وخبثهم وسمومهم وغدرهم وخططهم عليه ..

_ ليس هذا وحسب ..

بل لما غدر بنو قنيقناع ..
(كما سنرى بالدرس القادم) ..

لم يقتلهم ولم يرق دماً واحداً منهم ..
ولم يأخذ أبناء عمومتهم ودينهم من بني النضير مثلاً بجريرتهم !!

_ وحتى لما غدر بنو النضير .. لم يأخذ بجريرتهم بنو قريظة !
رغم علمه التامّ أنهم جميعاً سواء أهل غدر وخيانة وخبث ..

_ فما هذه السياسة الرهيبة ياقوم ؟؟!!!!!!

..

تسألهم اليوم لماذا ذبحتم ألف رجل :
من عشيرة الشعيطات المحسوبة على أهل السنة ..
يقولون : طبّقنا بهم حكم بني قريظة لأنهم غدروا !!!! !!!!!!

..

كما قلت لكم ..
الأحكام مجتزأة دون تعمّق بها ودراسة لسيرة الني كاملةً ..
ويدورونها حسب ماتهوى أنفسهم !

_ ولو فعلها مخالفوهم ..
وقالوا حكم الجاسوس أن تعفو عنه مثلاً !!

سيقيمون عليه الدنيا ..

_فلو قلت هذا حاطب مثلاً !!

يجن جنونهم لأن هواهم هنا طبعاً أن يكون حكمه القتل ..
ويبدأون وهل تاخذ قصّة حاطب مجرّدة هكذا دون ماقبلها !!!!
ودون مابعدها .. ودون معرفة ظروفها .. ودراسة الواقع فيها !!
وأن حاطب كان من أهل بدر ..
وأن حاطب كذا وأن وضع النبي في تلك المعركة كذا ..
وأن حاطب لم يقل عنهم شيء و ... و .. و..

_ ويبدأ ويقول لك :
ما قولك بمن أشار بيده لليهود أن حكمهم الذبح مجرّد إشارة ..
ألم تنزل به الايات : لاتخونوا الله والرسول و ... و .. الخ !

..

فهذا المرض الآفة الحارقة المحرقة القاصمة الحالقة :
دين الأهواء !!

..

فكم كرّرت عليكم ..
لمّا تنظر للحكم لاتأخذه مجرّداً ياعبد الله وتسيره لهواك ..

(وإنّ منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب ..
لتحسبوه من الكتاب وماهو من الكتاب !
ويقولون هو من عند الله .. وما هو من عند الله ! )

(يحرّفون الكلم عن مواضعه .. !) .

_ وسنأتي مفصّلاً عن مافعل بيهود ..
بعد دروس قليلة إن شاء الله .. وسنبدأ ببني القنيقاع !

......
......

4- ثم تحمّل المنافقين كابن سلول الذي كان يقدر يقتله بإشارة منه ..
وذلك لكي لايثير الفتن في قتله ..
ويحرّك الغرائز الموروثة المتربّون عليها عقوداً ..
وهي غرائز قبلية وثارات وعصبيات قبلية ..

...

5- سايس بعض المسلمين الجدد من أهل يثرب ..
الذين ما زالت بهم بعض المواريث القبلية والثارات ..
من أيام حرب الأوس والخزرج : كسعد بن عبادة .. وترقّق معهم !
وهو من سادات الخزرج يومئذٍ .

...

6- لم يخرج في السرايا إلا مهاجرين وكان على رأسهم ..
وإن لم يكن هو بنفسه الشريفة :
(والذي نفسي بيده لولا أن أشقّ على أمتي ماقعدت خلاف سريّة ..
تغزو في سبيل الله لكن لا أجد سعةً فأحملهم ..
ويشقّ عليهم أن يتخلّفوا عني ..
والذي نفسي بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ..
ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل)

_ فإن لم يكن بنفسه كان يرسل على رأسهم أقرباءه وبنو عشيرته ففهم الناس أنه لم يكن بأبي هو وأمّي :
راغباً بزعامة او ملك له ولعائلته ..

_ وهذا ماكان واضحاً جليّاً ..
فمن تولّى بعده أبو بكر وبعده عمر وبعده عثمان ..
وكلّهم رضي الله عنهم ليس من عائلته !!

ولو أراد بأبي هو وأمّي لأشار إشارة واحدة فقط ..
فلم يخرج هذا الأمر من ولده وآل بيته قروناً !!

7_ لم يتقصّد إلا قريش وقوافل قريش وتجارة قريش ..
والتجسس على قريش وحرب قريش وأموال قريش ..
ورجال قريش (الرأس) ..

_ فدولته وافد جديد على المنطقة ..
فلم تعادي أهلها وإنما عادت أبناء قبيلتها هي : قريش ..
.. و .. و ..

يتبع إن شاء الله ..

سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (47)

كتاب المغــــــــازي (33) :

(لو كنت مكانك لدرست كل حرف فيه ولأعدته عشرين مرّة) .


8- لم يعادي أحداً ممن حوله من القبائل ..
(مانتحجّج اليوم بأنهم الكفّار والمرتدين ووجوب قتالهم و ... و ...)
فقد كان همّه فقط وقتها تأمين طوق الدولة الجديدة ..

فقد وجدنا أنه مرّ بغطفان (شمال) وبنو سليم (جنوب) ..
ومزينة (غرب) والآن نجد (شرق) ..
(انظر الصورة المرفقة) .

- وكلّ هذا بعد ان ضرب الرأس وأوجعه وقصم ظهره وهو :
قريش سيدة العرب يومئذٍ !

....

يقول ابن اسحاق فخرج إلى غطفان (دولة مجاورة له) ..
خرج ب 450 رجلاً !!

_ هذه الكلمة تمرّ عليك وقد لاتقرأ الرقم حتى !!

وهكذا يا سادة تعلّمنا سيرة أذكى إنسان عرفته البشرية للأسف !!

  - هكذا إنسان ..
فَصفِصْ كلّ حرف وصلك عنه ..
وتابعْ أدقّ تفاصيل حياته وخصوصاً في حروبه ومغازيه ..
هذا لو كان إنساناً عاديّاً ..

فكيف إن كان نبيّاً يجب أن تقتدي به لتُنصر ولتنجو ؟؟!!!

_ لكن .. ما رُسم لكم أَيَا أمّته ..
أن تتعلّموا هذه التفاصيل فقط في السواك وتقصير الثوب وإطالة اللحية وغسل الجماع
وهل الركبة من العورة أم لا ... !

...

وهكذا .... بُدّلت أمّة محمّد .. مع أنها مازالت تحمل شكله !
وهكذا دانت بدين جديد ليس من دين محمّد في شيء ..
إلا رسمه وشكله : مفرغّاً مجوّفاً !

فأُخزت .. وذُلّت .. وضاعت .. وتاهت .. وضيّعت .. وضلّت !

_ مع أنها نُبّهت من المتولّي الوحيد لها :
أنه لن يمكّن لها إلا دينها الذي : ارتضـــــــى لها !

فكم من زاعم أنه على دين محمّد وأنه يمثّله ..
وهو ليس منه في شيء !
فكانت هذا الاية فاصلة جامعة :
الذي ارتضــــى لهم .. لا أيّ دين يزعمون !

...

الان انظر فقط لرقم .. كم سيأخذ منّا من كلام !!
(لو عشت السيرة كما أعلمك إياها)

وكم سيفتح لك تخطيطاً استراتيجياً كاملاً ..
قد يتسبب بربحك أو خسارتك لدولتك كلّها وحرق رجالها !!

_ ثم نقول لماذا لاينصرنا الله .. وقد نصرناه !!
ظنّنا أن النصر فقط يأتي :
بإقامة الحدود وتطويل اللحى وتقصير الثوب و ... !

_ والله لو أحببنا نبيّنا بحقه ونريد نصرته بحق لعشنا معه بكل لحظة ..
كما لو كنا بقربه على يمينه !!

أرأيت لبنت تحبّها .. كم مرة تقرأ الرسائل بينك وبينها وتعيدها ؟!!
كم مرة تتخيل حالتها وتحاول أن تعيش مكانها وهي تكتب كل حرف ..

كم تحاول أن تعيش حالتها ومكانها ..
وتتخيل كل حرف يصلك عنها ماحالتها وكيف قالته ولماذا ..
وما أبعاده وماخفاياه وهل تقصد كذا أم قصدها كذا ..
و .. و ..

...

أرأيت لسجّان (وأغلبكم الان ذاق ولو ريحة السجن ..
فلّعلكم الان تفهمون عليّ هذا المثل جيّداً)

أرأيت لسجّان يأتي ويقول لكم كلمتين كم يوم تقعدون تحلّلون كلامه ..
كم يوم تقعدون تحلّلون لو غيّر السجّانة فقط أسلوب كلامهم ..
كم يوم تقعدون تحلّلون لو أنّهم قصّوا لكم شعوركم !!
كم يوم تقعدون تحلّلون وتستنيجون ..
لو قال أحد السجانة لأحدكم وهو يطلب صابونة مثلاً أو دواء :
مافي داعي إلو اصبروا شوي
كم يوم تقعدون تحلّلون حتى وجه السجّانة ..
كم تسترقون السمع لتسمعوا كلمة واحدة منهم ..
كم تنتظرون قادم من التحقيق ليخبركم ولو بحرف سمعه ..
كم تنتظرون سجين جديد ليخبركم بخبر جديد !!

كم .. كم .. كم ..

...

لماذا .. ؟!!
لأنّك وقتها تريد النجاة فتحلّل كل حرف أو حركة أو حتى إشارة ..
من كلام من تظنّ أن نجاتك عن طريقه .. !!

..... !
هل أكمل المقارنة ياشباب !!!

_ أعرفتم معنى : آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم !!!

أعرفت لو أنك فعلاً تؤمن باليوم الآخر ..
وأنّ كتابه الله ومحمّداً وسيرته هي مَن ستنجيك وتُنجي أمّتك ..
والله لفصفصتها ولفكّرت بكل حرف فيها .. أياماً !!

...

فهذا المحبّ وربي ..
وليس من حبّ الني كعاطفةٍ فقط ..
ثمّ تصرّف على أساس عاطفته آخذاً لأحكام مجتزأة ..
محرّفاً الكلم عن مواصعه !

وهو يخالف منهجه بل ولم يتعمّق بشخصيته ولم يدرسها !

...

فكان الناس على ذلك مناهجاً ..
كلٌ يرى نفسه الحقّ .. وكلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون !

1- فمنهم من رأى المحبّة أن يصلي عليه الصلاة النارية ..
ويرقص باسمه ويمسك وِرداً .. ويزور قبره ..
وهاهي دولة الأشباح قد حضرت ..
فامدد يمينك يارسول الله كي تحظى بها شفتي .. !

_ ويرى نفسه الحقّ ويتحسّر على مخالفيه أنهم ما عرفوا النبيّ بحقه !

..

2- ومنهم من رأى أن المحبّة أن يعطي صيغة عن الاسلام :
الجميل المتسامح ‏‎ والاسلام دين المحبّة ..
واليهودي الذي رمى الزبالة على باب النبيّ والنبي سكت ..
وأن الرسامين يرسمون النبيّ بهذه الصورة :
لأننا نحن أعطينا صورة خاطئة عن النبي !!
(يخلطون الحق بالباطل قاتلهم الله ..
ويلبّسون على الناس ليُخفوا عنهم حقيقة الصراع ..
وكأن كعب بن الاشرف أو من هجى النبي بأشعاره أو هزأ به ..
كان بسبب النظرة الخاطئة التي أعطاها النبي عن نفسه ‏‎
والصحابة عن نبيهم ..
والأجمل أن الناس تصدّقهم !!! لاضير :
فإنّ أمتي أصبحت قطيعٌ يختلف راعيه فقط وربي ..
وذلك ببعدها عن التعمق بسيرة نبيّها بحقها !!)

_ وطبعاً أيضاً هذا الصنف :
يرى نفسه الحقّ ويتحسّر على مخالفيه أنهم ما عرفوا النبيّ بحقه !

..

3- ومنهم من رأى أنّ المحبّة هي أن يدرس ويجتهد ويتفوق ..
وهكذا يُعزُّ الاسلامَ !
لأن الغرب سيقول انظروا ماشاء الله هذا مسلم وعالم !

((وأيضاً يخلطون الحقّ بالباطل ..
ويلبّسون عن الناس ويحرّفون الكلم عن مواضعه !
فجعلوا العلم المطلوب والضروري فعلاً لعزّة الأمة ..
حجّة لهم لمصالحهم النتنة الشخصيّة ..

فماذا فعلت أنت ياعالم ‏‎ !! ياخبيث لنصرة ربّك ودينه ..
هل اغبرّت قدماك ساعةً فقط في سبيل الله !!
هل تقدّم هذا العلم لنصرة دينك ..
هل تعدّ جيلاً من المجاهدين في سبل ربّك فيه !!
أو على الأقل هل أنفقت مالك في سبيل نصرة هذا الدين ..
والجهاد في سبيل الله سبحانه !
(والناس ثلاثة : غازٍ أو مجهّزٌ لغاز أو يخلف غازياً بأهله بخير)

- هه .. قال سيقولون ماشاء الله هذا مسلم وعالم !!
وهل الاسلام أن تتحرك وتتثاؤب وماتصدق إيمت تخلص منها
(ما تسميه أنت : الصلاة ) .

- لو كان هذا الاسلام .. لسهلت والله جنّة الله !
ولما مات ثلاثة أرباع الصحابة .. قتلاً !!
ولما مات النبي مسموماً ..
ولما شقينا وما عُذّبنا في السجون والمعتقلات ..
والتشريد والذلّ والتعذيب والخوف والترقّب !!

- فهل يُعقل أن ندخل نحن الجنّة ..
"إن لم يردّ الله اعمالنا بوجوهنا وقبلها برحمة منه لابٍحُسنها هي"

فنراك متربّع على الارائك مقابلنا وأنت لم تغادر "الكوندشن" يوماً !
"أقول هذا ليس لأهُتّك وأمدح نفسي الخبيثة .. بل لتصحو!" )) .

_ وهذا أيضاً طبعاً يرى نفسه الحقّ ..
ويتحسّر على مخالفيه أنّهم ما عرفوا النبيّ بحقه !

..

4- ومنهم من رأى المحبّة :
أن يَقِتل ويذبح ويصلب ويشوي ويرجم ويجلد !!

(وهذا وربي لعلّه الان بزماننا أشدهم خطراً ..
فأولئك ضررهم على أنفسهم .. أما هذا فضرره على أمّة كاملة ..

- أمّةٌ حلمت بالاسلام ودولته ونسجت عنها أجمل الخيالات ..
وحلمت بها كثيراً واشرأبّت روحها له طوال عقود :
(انظر الشعب السوري رغم بعده العجيب عن دينه ..
كيف كان يريد أول الأحداث دولة اسلامية ..

إلى أن جاءت هذه التنظيمات الحمقاء المخترقة ..
الملعوب بأسفل بعض قاداتها إلا من رحم الله ..

فاستثمرتْ حبَّ الناس لنبيّهم وحلمهم الجميل عن دولة الاسلام ..
وأدخلوا فيه حبّ هواهم أو حب تسلطهم أو تربيتهم بالصغر ..
أو استرداد لحكمهم أو .. أو ... .
(انظر الدروس السابقة وانظر درس تزكية النفس وجهاديّات 34) .
فجعلت هذا الشعب الان يكره رائحة اسم دولة الاسلام ..
مجرد رائحة اسم ..

- وطبعاً لو أفصح احدهم عن هذا ..
يقولون : انظروا المرتدّ طلع مظاهرات لا يريد حكم الله !!!!!
جعلوا أنفسهم مكان الله سبحانه يمثّلونه !!
لعلّه لايريد حكمكم أنتم .. لاحكم الله الذي تزعمون أنكم تمثّلوه ..

- ولتفهم عليّ جيداً ولاتخلط الأمور ..
وتظن أنّ هذا الكلام ككلام السروية أو المرجئة أو علماء السلاطين ..

يجب أن تكون متابعاً لكلامي كلّه وللدروس السابقة كلّها ..
ولاتجتزأ وتحوّر وتلبّس وتدلّس !

..

وهنا أعيد آخر بوست لي الذي يبدو لم يُعجب إدارة الفيس ..
أو متصهودة هؤلاء .. فأغلقوا الحساب بعده بساعات !

جهاديّات (34) :

ما أسهل أنك عندما تخسر حكماً حكمت به الناس استبداداً ..
باسم الرئيس المفدّى ..
والحزب القائد للدولة والمجتمع !
و ... و ... .

بحيث كان أي شخص ينتقد الرئيس وأحكامه .. يُسجن !

...

فما أسهل عندما تسقط وتخسر حكمك ..
وتجد أن هذا لن يفيد في استمرار استعبادك للناس ..
وللقطيع الذي كنت تحكمه باسم الثورة ..
ومواجهة الاستعمار والصهيونية !!

أن تحولّه لاسم الاسلام .. وباسم الله ورسوله !!

_ وهذا سهل ..
فما عليك إلا أن تأخذ أحكام الدين مجردّة مجتزأة مفرّغة !
باسم : تطبيق الحدود وشرع الله !!!

_ فهذه وربي أربح لك وأثمر وأفيد ‏‎ !!

حيث مجرّد الكلام هنا عنهما ..
تستطيع أن تكفّر صاحبه ولاأحد يجرأ أن يردّ عليك ..
بل وتستطيع أن تقتله .. لاتسجنه !
(كنت من قبل فقط تسجنه والكل يتكلم عليك ولايعجبه حكمك ..
أما الان فسيقولون ماشاء الله :
انظروا كم هو يحب الله وحريصٌ على تطبيق حكمه ! ‏‎ )

_ ولن يستطيع أحد نقدك .. لأنه إن نقدك ....
فإنّه سيكفر بالله ورسوله !!

وسيُتَّهم من متصهودتك بأنّه :
يرفض شرع الله تطبيق الشرع ودولة الاسلام !!

....
....

فبالنتيجة أمتي تحولت ..
من "قطيع" يُحكم باسم الثورة وتحرير فلسطين ..

لـ"قطيع" يحكم باسم تطبيق شرع الله وإقامة دولة الاسلام !!
وهذا وربّي أصعب ! ..

فمافهموه اليوم عن دولة الاسلام وتطبيق شرع الله هو فقط :
تطبيق الحدود وقطع اليد والرجل والصلب والذبح و ..

(انظر فقط لنفسك الان ..
مجرّد أن تسمع لفظ دولة الاسلام أو تطبيق الشرع :
فأول ماسيخطر ببالك : هو الذبح والقتل والصلب والشوي و .. و .... !!!
فهذه نظرتنا اليوم لله .. ولشرع الله !!!

- ولو قلت .. يخرج لك أغيلمة من ولدان الجهاد ويقول لك :
تطبيق حدّ أفضل من عبادة ألف سنة ‏‎ !!!
أو إقامة حد من حدود الله خير من مطر أربعين ليلة !!
أو ... أو ...

....
.....

على كلٍّ ..
أذكّرك أنك يحتاج أن تكون قرأت لي من قبل .. لتفهم هذا البوست ..
ولاتأخذه مجرّداً ..

_ وسيأتي يوم وتكتب أمتي ما يكتب لها هنا ..
وبالأخص دروس السيرة النبوية .. بماء الذهب !

وتعرف أنه : تباً لنا من قوم .. مثّلوا دين محمّد !

...

شرع الله سبحانه لايقيمه إلا من تجرّد من هواه .. وتزَكّتْ نفسه ..
وعرف رسالة الجهاد بسمّوها وبحقيقتها !

_ راجع دروس السيرة النبوية أول تعليق .. لعلّك تفهم عليّ !))

أنتهى جهاديّات (34) ..

.....

فالناس الان أول مايخطر على بالهم عندما يُذكر اسم الله ودولته :
الذبح القتل الجلد الصلب الرجم قطع اليد ... الخ !!

وهذا الصنف محور كلامي وأغلبه ..
فأولئك الأصناف الثلاثة "من مدعي المحبّة" :
حرّفوا الكلم عن مواضعه ..

_ بينما هؤلاء حرّفوا الدين كلّه عن مواضعه !
وجعلوا دولة الاسلام والحكم بشرع الله سبحانه ..
وهي غاية الحياة كلّها في هذا الكون "ليعمّ العدل للجميع فيه" ..
جعلوا الناس تنفر منها حتى يقول أحدهم :
"كلاماً منطقياً أصبح بزماننا للإنسان العادي ولاحول ولاقوة الا بالله" :
دعني أكون نصراني كافر أدفع الجزية وأئمن على نفسي ..
خير لي من أحكم بمرتد .. ثم أُذبح !!!

...

نعود لموضوعنا .. فمنهم من رأى المحبّة :
أن يَقتِل ويذبح ويصلب ويشوي ويرجم ويجلد !!
أو أن ينتقم للنبيّ في وقت أحمق غير مدروس :
الطريقة والكيفية والتوقيت والهدف والاستمرارية ..

- فبانتقامه هذا يكون قد ضرّ أمة محمد أكثر بكثير من مفسدة :
شتم النبي .. الذي صبر على استهزء ابن سلول له !

وما قَتَل كعب (القصّة التي يتحجّجون فيها ) إلا بعد بدر !!
وما قتله برأيي والله إلا من أجل أن يعطي الهيبة ..
بنفس الإطار الذي أحدّثكم به هنا (الحرب النفسبة ) !

_ ولو قلت لهم يقولون :
حكم شاتم النبيّ أن يُقطع رأسه دون الرجوع حتى ..
إلى الحاكم أو الوالي ..

ألم تقرأ كتاب ابن تيمية الصارم المسلول !!

..

وكأن ابن تيمية كان يتكلم عن زماننا هذا ..
أو كأنّ ابن تيمية صار نبياً مرسلاً ..

_ عادي إذا هم يقدّسوا غلام كالجولاني وسفيه كالمحيسني ..
فماذا سيفعلون بابن تيمية (العالم الجليل نحسبه) ؟!!

_ والعجيب أنهم لايقرأون لابن تيمية قوله في مكان آخر ..
أحكام الجهاد لاتُأخذ مجتزأة .. وآياته المنسوخة يُأخذ بها :
إن شابهت واقعاً يشابه الواقع الذي نزلت فيه .

- فأن تأخذ كلام ابن تيميّة مجرّداً فهذا وربي هو الحمق !
ووالله لو عرضت حال الأمة وحال شارلي إيبدو على ابن تيميّة ..
بالظروف كلّها وبظروف الأمة والجهاد بالشام ..
و خطط الاستخبارات و ... و ... و ... و ... و .... و ... !

_ فوالله لن يفتي لك حسب ما أرى ..
وإن أفتى فهو لايفقه تماماً سيرة نبيّه كما يجب !
لم يفقه سيرة النبي بعبقريتها العسكرية والاسترتيجية ..

وإلا لماذا لم يغتاله النبي إلا بعد بدر !!!
وهو مازال يشتمه قبلها وبعدها ؟!!!!

- فابن تيمية وغيره عالم جليل ..
لكن هو لايفتي لمثل زماننا بأمور الجهاد والحرب ولاتأخذ فتواه مجرّدة ..
فهو ليس مَلَكاً مقدّساً ..

..

هل رأيت لخالد بن الوليد ..
أليس أعظم قائد عسكري في الاسلام ؟!!

- لو يأتي الان .. والله لا أوليه حتى على المطبخ !
حتى يتعلم واقعنا اليوم بكل جوانبه ..
وجميع صنوف الحرب الحديثة : عسكريّاً وأمنياً واستخباراتياً و ...
ماذا سيقول عنّي المتصهودة ..

لعنك الله يا عميل يا خائن يامثبّط ..
الصحابي الجليل المحنّك بالمعارك وسيف الله جعلته جندياً عادياً ..

وهكذ المتصهودة في كل مكان وزمان !

هو رغم علمه وحنكته وذكاءه وعبقريته ..
لو يقود معركة عندنا اليوم سيخسر بها لامحالة !

- فهو قائد محنّك بالنسبة لزمانه وعصره وواقعه ..
ولو أتيت به الان دون أن يعيش واقع لأصبح قائداً فاشلاً !!!
ولايصلح أن يقود المعارك !!

لعلك فهمت عليّ الان !

(طبعاً انا واثق من عبقريته أنه لن يقبل أن يكون قائداً هو لوحده ..
حتى يتعلم ويعش واقعنا ومن ثم سيبرع بإذن الله ..
لأن المبدأ واحد واختلقت الاساليب !
والعبقري هنا سيكون عبقريا هنا )

...

نقطة مهمّة :
فبالنسبة لي يا أخوة وتعلّموا هذا :
لا ابن تيمية ولا ابن القيّم ولا ... ولا ...

فقط آخذ الاطار العام لفقه الجهاد وأتعلمه منهم ..
لكن لاأرى أي واحد فيه قادر على أن يكون مفتياً لعصرنا ..
(كإفتاء بالحالات التعييّنة) .

_ فأن تأخذ فتاوي اين تيمية في عملية شارلي إيبدو كحالة تعيّبنة ..
على أساس أنها شتم للنبيّ هكذا فقط !!
فهذا وربي عين الحمق وعين الغباء وعين الهوى !

..

فلذلك ترى كل من يطلب العلم ليصبح عالماً عأساس ..
تجده أحمقاً غبيّاً ملعوباً به يحركونه كالدمى ..
ثم يرمونه كمحارم المتخيظ ..

_ والداهية الدهماء أن الأمر لايتوقف على نفسه ..
فهم سيوّلونه على مصير أمة على أساس أنه شيخ وعالم !!!!

وما أبو علي طيبا (أبو عبد الملك الشرعي) ..
وأبو سارية السخنة (يحفظون من الكتب بحوراً عن ظهر قلب !!) ..
ومن معهم من قادة الأحرار وماحدث فيهم .. منكم ببعيد !

- (صحي : نالوا ماتمنّوه وهم شهداء أبطال
أحد الكلمات التي يستخدمونها ليلبّسوا عليكم ..
ليجمّدوا عقولكم ويوقفوا تفكيركم بالأخطاء !!!!)

...

وما وجدت عالماً لا من قديم ولا حديث ..
كتب في السيرة بالطريقة والدراسة كمايّكتب لكم هنا ..
وهذا وربي ما أوصل الأمة إلى هنا !!

_ فلذلك يا من تريد العلم ..
(وقاعد تتعلمي كتب ومجلّدات عأساس تريد تصير عالم !!!)
انتبه لهذه النقطة جيّداً فهي والله ستقلب حالك ..

- وتحولك من مجرد أمعة تابع أحمق غبي يُلعب بكم ..
مهما حفظت من كتب ومهما درست من مجلّدات ..

وتبقى لاتسوى حذاء عند اجهزة المخابرات ..
(أعداءك وأهم مافي المغازي في هذا العصر ..
إن أدرت اقتداءً برسول المغازي صلى الله عليه وسلم)

_ تتحول إلى عالم يذهل أعداء الله ويطيش عقولهم ..
ويصحي أمة محمد ويعيدها للطريق الصواب ولسيرة نبيّها بحقّها !!

...

فكما أضاع علماء آل سلول شباب الأمة بالسواك وتقصير اللحية ..
هم يضيّعونكم الان بهذه الكتب والمجلّدات مجرّدة !

_ فعلم الواقع وفهم السيرة بحقها ..
لم أجدها عند أحد من علماءنا للأسف !

...

والعجيب أنهم يؤلّفون لك مئات المؤلّفات عن أهمية الجهاد ..
وأنّه ذروة سنام الاسلام وأنّه هو رأس الأمر الان ..
وأهم مافي هذا الدين والفريضة الغائبة الأهم ..
وأن أغلب سيرة نبينا وحياته كانت جهاداً ومغازي ..
و ...

_ ثمّ هم لايدرسوا مغازي سيرة نبيّهم إلا قصص ..
كقصص ليلى والذئب !!

وهذا والله مادمّر الأمّة !!
وهذا والله بسبب هذه النقطة المهمة في طلب العلم ..
التي حدّثتكم عنها الان !!

...

وربي من يحبّ نبيّه بحقه ..
هو من يتحرق قلبه وعقله وجسده وروحه ..
على ضياع شباب أمته ..
وعلى ضياع حلم دولة الاسلام "الحقيقية" ..

_ وهكذا قلت لك :
عش سيرة نبيّك كأنك كنت معه وكأنك مكانه !
وهكذا كل الحياة !

_ فقد قلت لك سابقاً وعلمتك أن :
أنجح العمليات الأمنية داخل العمق ..
هي العملية التي يضع منفّذوها أفسهم مكان المحقّقين ..

- وحتى بتربية الأطفال بدورة الحرب الأخطر ..
فإن أساس التربية أن تضع نفسك مكان ابنك :
بعقله وتفكيره وعمره وزمنه ..

...

نعود لموضوعنا وللرقم ..

هذا الرقم الذي لاتقرأونه حتى يا سادة ..

...

 

سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (48)

كتاب المغــــــــازي (34) :

هذا الرقم : (450 رجلاً) .. الذي لاتقرأونه حتى ياسادة ..
يدلّك على عبقرية محمّد بالحرب النفسية التي أبدع بها بعد بدر ..
وكان يهتمّ بها كثيراً قبلها ..

_ وكانت (الحرب النفسية) أساس كثير من معاركه وغزواته ..
وتحركاته العسكرية والأمنية ..
وخصوصاً مع الدول المحيطة به .. لئلا يُشغلوه عن الرأس !

..

وإن كانت الولايات المتحدّة تعتبر اليوم :
أن الحرب النفسية هي أمضى وأهم سلاح موجود حالياً ..

_ فإن هذا الاكتشاف الأمريكي "الذي نمجّده لأنه امريكي !!"
كانت عبقرية محمّد قد اكتشفته ..
وطبّقته بشكل متطور وحديث مازال يدرّس إلى الان !
منذ 15 عشر قرناً !!

- يوم لم يكن موجود بالدنيا شيء اسمه أمريكا !!!
ويوم كانوا لايعرفون الكهرباء بل كانوا يتغوّطون بالبريّة ..
في مجتمع بدوي .. يأدُ الرجل ابنته !!!

_ أتعرفون الان ولو قليلاً لماذا أعشق ..
محمّداً كشخصيّة وكذكاء وكعبقرية حربية !

_ وكتصنيف وبرأيي حسب كل دراستي .. أصنّف بكل ثقة :
أن سيّد مدرسة الحرب النفسية بالعالم وعبقريّها ومطورها :
هو محمّد بن عبد الله ..

...

فهذا العدد أكبر من عددهم في بدر ..
رغم أنه ببدر واجه الرأس وكانت أخطر غزوة له على الاطلاق !!

_ قريش خرجت إليه وقتها ..
بقدّها وقديدها وكبرها وخيلائها وفلذة أكبادها
(كل هذا كلام النبيّ ولي كلامي) ..
وهي رأس أعداءه وأقوى العرب قاطبةً وقتها ..

فخرج إليها بـ 314 رجلاً ..

_ وعندما خرج لبعض الأعراب هنا وهناك .. خرج بـ 450 رجلاً !!!

وهو يعلم أنه الان قد قصم ظهر قريش سيّدة العرب قاطبةً ..
وكسر ظهرها !
فكم سيهاب منه الأذناب وقتها ؟!!

..

وهذا ماتمّ فعلاً .. فهربت منه الاعراب في رؤوس الجبال !!
فأقام أياماً في ديارهم وهم ينظرون إليه !!

_ انظر أنه كان يستطيع قتلهم وتخريب ديارهم وملاحقتهم بالجبال ..
لكن ماكان هذا مايريد بأبي هو وأمّي ولاكان هذا همّه ..

_ ولا كان يريد أن يدخل بمعارك جانبية ستستنزفه وتستنزف دولته ..
ولو دخل بها ماخرج أبداً ولا بنى دولة حكمت الأرض 14 قرناً !!!
ولم يقل إن قريش تستعملهم ضدّنا .. (وقد استعملتهم فعلاً !!)

(وسيمرّ عليك الان حرصه على عدم الدخول بمعارك استنزاف ..
مع يهود أيضاً بتفصيلات ستذهلك !)

...

رغم أن قريش كثيراً ما كانت توكل الوكلاء لحربه ..
وكان يحول بينه وبينها القبائل والعشائر والبلدات والمسافات :
(حجّة الدولة الاسلامية اليوم في ضرب اسرائيل !!) .

_ فهو ضرب الرأس الكبير ولم يستهدف بالبداية غيره ..
رغم أنهم استهدفوه .. ومنهم استهدفه بأمر قريش !

...

فعمل ما يلزم لردعهم فقط ..
دون أن يستنزف نفسه ويحرق من معه بمعارك جانبية ..

- محارق لن تنتهي وستجعله لقمة سائغة للعدو الرأس ..
وستشغله عنه وتضعه بموضع المدافع ب..
عد أن كان بموضع المهاجم (حال الدولة الاسلامية اليوم)
ومعلوم أن الرجل متى تحول من الهجوم للدفاع بدأت هزيمته ..

_ محارق ستقصهم ظهر مع قبائل العرب الكثيرة المجاورة له ..
والمدرّبة على حرب العصابات .. (كحال البشمركة و .. و .. اليوم)

ومدرّبة على الحرب الخاطفة (ستجد هذا واضحاً في ضربات لهم قاموا بها على النبي ..
وليس غزوة ذات السلاسل إلا مثل صغير منها) .

_ وخاصّة إن طبيعة المنطقة والمعارك هناك ..
كان يصعب ضبطها أكثر من اليوم بكثير ..

...

فلو دخل النبي بمعارك جانبية محارق مع الدول المحيطة به ..

(رغم مكرهم به وتخطيطهم عليه ومناوشتهم له ومحاولتهم لتدميره ..
لكنّه سدّد وقارب واستغل الحرب النفسية كثيراً تارة ..
ووادع تارةً .. وفرّق تارةً .. واستمال تارةً .. و .. و ..
والأهم أنه لم يكن بنظر الدول المحيطة له :
أنه سفاح يريد محاربة الكفار جميعاً ..
واستئصالهم وذبحهم وسبي نساءهم !!!!!!!!

وكان يفي بالعهود والمواثيق ..
وهذه عوامل مهمّة جداً سنشرحها بعد قليل إن شاء الله)

_ فلو دخل النبي بمعارك جانبية محارق مع الدول المحيطة به ..
لبقي إلى اليوم يقاتلهم ويقاتلونه !!!

ولم ينتشر الإسلام أصلاً ..
ولكان البغدادي والجولاني (من بيدهما مصير الأمة اليوم) الآن !!
على دين النصرانية أو المجوسية .. ولم يصل لهما الإسلام حتّى !!!!

...

فبحنكةٍ وذكاء ..
تجنّب النبي قدر الإمكان وخفف قدر المستطاع معاركه الجانبية ..
مع من حوله من قبائل ..
لو دخلها لأنهكته ولشغلته ولحرقت رجاله وطاقاته ..

_ فمنهم من وادعه ..
ومنهم من أرهبه : تفكر مايعني خروج 450 رجل لقوم صغار !!
وهو قدر خرج إلى الرأس بـ 300 رجل فقط !!!!!!!!

وما معنى أن يقيم بأراضيهم شهوراً وهم هاربين : بَثُّ الهيبة .

...

لكنه لم يذبح ويقتل وينشر الصور بحجة بثّ الرعب ..
فبرأيي الرعب من النبي لم يكن لأنه يقتل ويذبح هكذا ..
بشكل مجرّد مُجتزأ منقوص !!!

الرعب كان يأتي من الله سبحانه بالبدء (وقذف في قلبهم الرعب) .
ومن ثم من ذكاء النبي وحسن تخطيطه ..

_ والأهمّ كان يأتي من رحمته !!!!

...

تقول لي رعب يأتي من رحمة ..

أقول لك كما قلت لك في الدرس الأخير من دروس الحرب الأخطر ..
كما أن الضرب للولد هو من سيشعره بقيمة معاملتك الحسنة له ..
وهو من سيفعّل ما علمتك من أساليب للتقرب إليه وتربيته ..

_ فإن الرحمة والايفاء بالعهود والشيم الحسنة حتى مع الغير ..
هي من يفعّل الرعب !!

...

تقول لي كيف ..
أقول قلت لك برأيي في رسالة إلى أمريكا أن الرعب رعبان :
رعب محمود ورعب مذموم ..

فالرعب المحمود هو الذي يجعل العدو يخاف ..
والعرب المذموم هو من يجعل العدو يستأسد .

_ فعندما يكون العدو والخصم لايعرف منك إلا الرعب والقسوة ..
فهو سيقاتلك حتى آخر نفس وقطرة .

_ لأنه لم يرى منك رحمة وإيفاء العهود والمواثيق :
(هذا مفقود عن الدولة للأسف بالعموم ..
فهم أغدر الناس بالعهود والمواثيق مع غيرهم ..
إلا من رحم الله فيهم) .

- ولم ير منك عقلاً وحكمة وحرباً لمن يجب أن يحارب ..
وسلماً واحترماً لمن يجب أن يحترم ..
وعدم طوشاناً وحرب الناس كلها وتكفيرهم و ... و...
(حتى من يشبهنا بالمنهج !!!!)

فوقتها سيحاربك لآخر قطرة .. وسيستأسد .

...

رُعبُ النبي صلى الله عليه وسلم لعدوّه أتى من انّه :
لم يستخدم رعبه إلا في وقته .. ولم يكن الصفة الغالبة عليه !

بل كان الغالب على صفاته :
الرحمة والتعامل الحسن واحترام العهود والمواثيق !

_ فمثل هذا الشخص والدولة لما يُخرج بني قنينقاع ..
ترى أنه لم ينتصر لهم حتى أولاد عمومتهم من بني النضير مثلاً ..
ولم يقولوا الدور سيأتي إلينا فهو يريد ان يقتلنا عن بكرة أبينا !!!

لأنهم كلهم وضعوا الحق على بني قنينقاع ..
فهم من أخلف العهد وهم من اضطر النبي لفعل هذا !!

...

فاليوم شبابنا ومن يزعم أنه على منهاج النبوّة :
قتلوا الشعيطات (من أنبت منهم !!!)

لماذا ؟!!
لأنهم غدروا العهد فحكمهم كبني قريظة !!
ياسبحان الله !!

- ألم ينقض العهد قنينقاع ونضير لماذا لم يطبّق عليهم النبي ..
ما طبّقه على قريظة طيب ؟!!

وهم يهـــــــــــــــــــود وأهل مكرٍ وخبثٍ وغدرٍ وخيانة ..
وهو يعلم بانتظارهم لكبوة منه لينقضّوا عليه !

إنها الحنكة وحسن السياسة وحسن فهم الواقع أيها السادة ..

...

فلو طبّق حكم بني قريظة على قنيقاع لقاتلته يهود عن آخرهم ..
لأنهم سيقولون هم يريدون استئصالنا !!

_ ولدخل بمحرقة معهم هم أيضاً ..
ستستنزفه وتستنزف رجاله ودولته ..
وسيصبح بعدئذٍ لقمةً سائغةً لريش عدوّه الأكبر ورأس أعداءه !

_ فلاحظ أنه بقنيقاع لم يسفك منهم قطرة دم ..
بل سمح لهم حتى أن يأخدوا أموالهم !!
ولاحظ أنه ببني نضير لم يسفك منهم قطرة دم أيضاً !!

_ وإنّما فعل مافعل بقريظة لعظيم غدرهم وتآمرهم عليه ..
في أصعب وقت ومحنة مرّت بها دولته على الاطلاق !
ولأنهم غدروا بالنساء ولم يلبّوا نصرته كما تعاهد معهم !!

...

لكن لاحظ هنا أيضاً أنهم في خيبر بعد قريظة ..
سلّموا له مع علمهم بما حدث لقريظة ..

لماذا ؟!!!!
لأنهم يثقون بعهوده ومواثيقه صلى الله عليه وسلم ..
ولأنهم يعرفون أنه لايحاربهم الان لأنه سيقتلهم عن بكرة أبيهم ..
وإلا لثبتوا حتى آخر نفس والله في خيبر بعد ماحدث بقريظة ..

...

وهذا كلام خطير وهذا كلام يمرّ عليه الجميع ولايعي له ..
ولايربطه بالواقع ..

وهكذا .... بُدّلت أمّة محمّد .. مع أنها مازالت تحمل شكله !
وهكذا دانت بدين جديد ليس من دين محمّد في شيء ..
إلا رسمه وشكله : مفرغّاً مجوّفاً !

فأُخزت .. وذُلّت .. وضاعت .. وتاهت .. وضيّعت .. وضلّت !

_ مع أنها نُبّهت من المتولّي الوحيد لها :
أنه لن يمكّن لها إلا دينها الذي : ارتضـــــــى لها !

فكم من زاعم أنه على دين محمّد وأنه يمثّله ..
وهو ليس منه في شيء !
فكانت هذا الاية فاصلة جامعة :
الذي ارتضــــى لهم .. لا أيّ دين يزعمون !

...

وهذا وربي أحنك ما رأيت بفنّ الحرب وتفريق العدو وتحييده !!

وللأسف لم أرَ اليوم أكثر ممن يدعون اتباعهم لمحمّد :
في كسب الاعداء والخصوم !!

حتى من يشبههم بالمنهج !!!!!
((كما شبهت مجلة دابق : حتى الشيخ المقدسي برؤوس الضلال !!
نعم نخالفه ونخالف رأيه ونعتبره مخطئاً ..
لكن أن نقول على مثل هكذا رجل .. وهو لايغادر السجون ..
وهو من أحد أهم أسباب معرفتنا أصلاً بالتوحيد : رؤوس ضلال !!!
لمخالفته لنا ببعض الأمور فهذ وربي هو عين الغلّو والهوى !!!))

...

سأقرّب لك الفكرة أكثر بمثال تستفيد منه أيضاً بذاته ..
لترى أنّ الحكمة في الأمور كلها هي نفس المبدأ ومبدأ واحد :

أرأيت لولدك ..
لما لايرى منك إلا القسوة والصراخ والعبس والضرب ..
هل ستؤثّر به تهديداتك وصراخك وضربك بعد فترة ؟!!

الجواب بالتأكيد لا .. بل سينقلب ضّدك !
وحين يتمكّن منك لما يكبر سيسومك سوء العذاب !

_ بينما لو كان أغلب تعلملك معه حنيّة ومزاحاً ولعباً وحبّاً ..
(بالشروط التي تحدثت عنها في دورة الحرب الأخطر)
ثم انت تعبس في وجهه فقط .. ألن تسوّد الدنيا في وجهه ؟!!

_ وكذا يا أخوة لو عدوّك ماعرف عنك إلا ..
القتل والذبح والشدّة وعدم إيفاء العهود والمواثيق و ...

فإنّه سيقاتلك لآخر قطرة .. ووقتها سيكون رعبك مذموماً !
لأنه سيحفّزه على الثبات لا على الهرب !!

وهذا مايحصل الان في العراق وسوريا !!

...

إنها الحرب النفسية وتفريق العدو ..
ورعبه (الحقيقي والصحيح والواعي والمحمود) ..
وأبرع مافي سياسة عدم الانشغال بالأذناب ..
(ولو خطّطوا لك ولو استعملهم الرأس بحربك) ..
أيها السّادة !

_ هذه الأمور التي اكتشف الأمريكان اليوم أنها أهمّ مافي الحروب !!
كان قد اكتشفها وبدع بها وأذهل العالم بها وقتئذٍ نبيّكم محمّد ..

لكن ضيّعت أمّته بعده وزعمت أنها تقتدي به !!!

ولو عملت بمنهجه ووعت سيرته بحقّها .. لسادت العالم والله !
ولكانت كل الاحتراعات من نصيبها ..
ولكانت كل المدارس العسكرية والحربية والاسلحة من إنتاجها !

...

ولايغرنّكم سحابات الصيف فإنّها ستزول !

 

سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (49)

كتاب المغــــــــازي (35) :



غزوة بني قنيقاع :

ما يفيدنا من غزوة بني القنيقاع ما يلي :

(فلا يهّمني السرد التاريخي ..
كقصص ليلى والذئب التي شبعنا منها دون فائدة .
إلا "تنميل" الجسد وتمسيح الوجه والصلاة عليك يا رسول الله ..
.. فما زلنا أسفل الأمّم !)

1- تحذير النبي لهم بعد بدر فجَمَعهم في سُوقهم ..
هذا يدلّك أنه بأبي هو وأمّي كان يريد استثمار ما حصل ببدر ..
بالموعظة الحسنة والكلمة الطيّبة أوّلاً ..

_ ركّز أننا هنا نتكلم عن اليهود :
(الذين يصفهم كتابه هو بأنهم أخبث الناس وأغدرهم و ..
اليهود : الكفّار المرتدين الصحوات ... الخ
مما يروّجه شباب اليوم لتبرير كل مايفعلونه !!!)

طيب أليس الجهاد لقتل الكفّار ؟!!!
أليس هو النبي القَتَّال ..
أليس هو من بُعث بالسيف .. أليس ... الخ !
(الأحاديث التي هي شعار ولدان الجهاد اليوم ..
يأخذونها مُجتَزأة بعد أن يقرأوا كتابين !!!)

_ طيب فعلامَ يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة ..
ويحاول أن يذكّرهم أن يحدث بهم ما حدث بقريش وهم اليهود !!!
وهو الذي نصره اللــــه (نصره الله :
هذا يعطي النفس ثقة بأنهم على الحق ..
وأن قتل الكافرين أكثر سيرضي الله !!)

وهو الذي نصره اللــــه منذ أيام على قريش بعظمتهم ؟!!!!

...

والله لايفعلها أي قائد عسكري قطّ .. والله لايفعلها إلا نبيّ ..

لاحظ انه خاطب اليهود بهذا .. ولم يخاطب غطفان مثلاً !
لأن اليهود أهل كتاب يعلمون أن الله ينصر نبيّه ويؤيّده ..
فلعلّ نصر بدر يوقظهم ويُصحيهم !

فقال لهم : احذورا من الله أن يُنزِل بكم ما نِزِل بقريش ..
فإنّكم تعلمون أني نبيّ مرسل تجدون هذا في كتابكم ..
(لاحظ الخطاب الذي لايمكن ان يخاطب به غطفان ..
وإلا لفعل بأبي هو وأمي ونفسي وعرضي !)

_ هذا أيّها السّادة : نبيّ الدماء !!!!
أو (بالطرف الآخر) نبيّ اليهودي والزبالة !!!!

.... وكذلك جعلناكم أمّة وسطاً !

..

لكن كعادة أصحاب الأهواء .. المغضوب عليهم ..
الذي يعرفون الحقّ ولكن تزيغهم عنهم أهواءهم !
الذين دينهم : مَن بن سلام فيكم ؟!!
قالوا : خيرنا وبن خيرنا .. قال فقد اسلم :
قالوا : فهو شرّنا وابن شرّنا (القصّة المعروفة) .

_ كعادة أمثال هؤلاء ..
أبوا نصحه وحرصه ومحبّته لهدي الناس لا قتْلِهم ..
بأبي هو وأمي ونفسي ..

- فأبوا وقالوا له أترى أنّا قومك يامحمّد ؟!! ‏‎ !
فقومك لاعلم لهم بالقتال .. ولو لقيتنا لعلمت ماهو القتال !!

_ فلاحظ أنّه فكّر فوراً باستثمار النصر (دعوياً) ..
وكيف كان يسعى لتثبيت دولته ..

...

2- ويبدو لنا من غزوته لبني قنيقاع أنّ حربه لهم وحصارهم ..
لم يكن أمر وليد صدفة كما يُفهمك أصحاب السيَر للأسف ..
لعدم تعمّقهم بالسيرة ورويها كقصص مجرّدة كقصص ليلى والذئب !

فهم يصوّرون الأمر على أنه :
امرأة كُشفت وحدث ماحدث بعدها من قتل للمسلم ..
فالنبي تحرّك ..

_ لا أيها السادة ..
النبي كان يحسب هذا من قبل ويخطّط له ..
لكن ينتظر اللحظة المناسبة لتنفيذه !

فلقد كان اليهود المجاورين له أول عائق له في تثبيت دولته داخلياً ..
فهم يعيشون معه على أرض دولته ..

_ وإلا لما اكترث لهم ولما ناوشهم بدءاً .. لئلّا يشغلوه عن الرأس !
رغم علمه بشديد خبثهم !
(انظر لخيبر البعيدة عنه لم يذهب لها حتى انتهى ..
من رأس اعداءه قريش بصلح الحديبية !!
يا .... من تدّعون أنكم تمثلون منهج محمّــــــد !!)

_ نلاحظ هنا أيضاً :
أنه مع أنّ اليهود كانوا أول عائق له بتثبيت دولته ..
ومع ذلك لم يبدأهم بحرب هو وصبر على أذاهم ومكرهم ..
كما شرحنا بالدرس السابق .

.....

3- جوابهم على النبيّ لما جمعه بالسوق أنهم هم أهل القتال !!
وقتلهم للصحابي وكشفهم لعورة المرأة ..

يدلّك على أنهم كانوا مغترين بقوتهم وكانوا متمكنين !!
فوهموا أنهم سيصرفون النبي عنهم بإرهابه بهذا !

_ والدلالة الثانية وهي الأهمّ :
أنّ هذا يدلك على عظيم موادعة النبي لهم وحسن معاملته لهم ..
لدرجة أنهم اغترّوا به أنه لن يحاربهم ..

ودليل ذلك تسليمهم السريع له ..
لما رأوا وجه النبي الآخر لما حاصرهم !

....

4- يدلّك على سرعة تسليمهم للنبيّ أيضاً ..
أن كل دعاياتهم وتهويلهم كان غُثاءً ..

(ككثير من دعيات الغرب وحربه النفسية اليوم ..
من رامبو الذي تظنّ أنه مجرد فيلم ترفيهي أنت ..
إلى أن أمريكا لاتُهزم وأنها تعرف كل شيء !!)

_ والأهم من هذا ..
يدلّك على أن أن النبي صلى الله عليه وسلم ..
كان دارساً لهم ولإمكانياتهم جيّداً !
وإلا لما استمر بمحاصراتهم 15 يوماً ..
رغم تهويلهم السابق له وحربهم النفسية عليه ..
فهذا يدلّك على دراسته الجيّدة لهم !

وبرأيي العسكري الأمني : أنه كان مخترق لهم بشكل جيّد .
وهذا سبب علمه بإمكانياتهم بشكل جيد ..

_ وهذا دليل أنه كان يفكّر بهم منذ وقت طويل ..

لكن ... !
ينتظر اللحظة .... المناسبة !!!!!!
(خايف يقولوا عنه اليوم ولدان الجهاد مثبّط ومرجف وجبّان !!)

....

5- تكلّمنا في الدرس السابق كثيراً عن استراتيجيته مع اليهود ..
نضيف له هنا أنّ من شفع بهم لعدم قتلهم ..
هو ألدّ أعدائه الداخلييّن وهو ابن سلول ..
ومع ذلك وافقه الرأي وأعطاه مايريد !!!!!

(نعيد التذكير : لاتنسى أنه كان خارج من حرب منتصر فيها ..
على أقوى دولة هناك ..

فكيف سيكون غرور الشخص العادي وقتها ؟!!
وخصوصاً إذا علم أن اللــــــــــه من نصره ‏‎smile‎‏ رمز تعبيري !!
فما عاد بشوف حدا قدّامو !!!!)

- فترى أن النبي وافق على مضض (خالف هواه) ..
هل لأنه خجل أو استحى منه مثلاً ؟!!!
كيف وهو أكثر من يتمّنى ضرر النبي وحربه وهو زعيم المنافقين ..

_ بل هذه سياسة منه رهيبة بأبي هو وأمّي ..
ضرب فيها أكثر من عصفور بحجر واحد ..

_ فبرأيكم لو أن النبي كان يريد قتلهم ..
أكان خجل من ابن سلول يعني ؟!! ‏‎ !

بل هي وربي السياسة التي حدّثتكم عنه بالدرس السابق ..

_ وبنفس الحجر أيضاً ..
أظهر لقوم ابن سلول (الأنصار) ..
الذين كادوا أن يؤمّروه عليهم قبل وصول النبي ..

أنه ليس مع عداوة شخصية مع ابن سلول ..
وأنه غير طالب لسلطان أو ملك أو استبداد أو تجبّر بالحكم ..

وأنّ ابن سلول هو المحب للسلطان ..
وهو الحاسد الحاقد المعادي للنبي (رسول الله ربّهم !) ..
فقط لحبّه بالرياسة والملك !

_ فارتفع كثيراً بنظر الأنصار من الأوس والخزرج ..
الذين مازال ضيفاً جديداً عليهم بأبي هو وأمّي ..
بعد أن أخرجه قومه وتكلّموا عليه أشنع الكلام !!

..

فهل برأيكم أنهم قدّموه حتى على أنفسهم هكذا !
لأنه فقط نبيّ !!

وأنتم تعلمون حساسية أولئك القوم لأرحامهم ..
(كان يمنعون أحداً أن يقرب على أرحامهم لو خالفوهم دينهم) ..

_ لا يا سادة .. أنهم قرّبوه حتى على أنفسهم ..
لأنهم اقتنعوا به بالدرجة الأولى كشخص ..
ثمّ لأنهم اقتنعوا به كنبيّ ..

وذلك بأفعاله صلى الله عليه وسلم ..
وليس بالهالة التقديسية : بأنه خليفة أو أمير ..
ويا ويلكم لو لم تسمعوا كلامهم .. فستدخلون النار !!!
(هذه أتت لاحقاً بعد ان اقتنعوا به كشخص !)

...

وهذا من أحد أهداف مايُكتب لك هنا ..
أن تقتنع بالنبي كشخصيّة وكمَثَل وكإنسان وكزوج وكأب وكشاب وكقائد وكذكيّ وكعبقري وكمخترع وكعالم وكمخطّط بارع ..

وسلّم لي على ... نابليون !!!

..

هه .. أمّة عندها محمّد (الذكي العبقري المخطط الصابر المدير للأزمات المدير لأجهزة استخبارات المخترع للحرب النفسية المُخترع للدبّابات المُخترع للخنادق المُخترع للمدافع .. الخ ... الخ ... الخ !!!)

ولم تُبقي منه إلا الهالة التقديسية !!!
فوربي هي رَهبَنةُ محمّدٍ وجَعْلهِ كاهناً .. والله !!

_ وهذه وربي العلمانية الجديدة ..
وهذه وربي الرسوم الأكثر إساءة بحق !

....

انتهت دروس غزوة بني قنيقاع .. ولله الحمد !

 

سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (50)

كتاب المغــــــــازي (36) :

سرية زيد بن حارثة إلى عير قريش (جديدة) ..

كانت بعد بدر بستة أشهر ..

القصة تاريخياً مختصرة :
قريش بعد بدر أرادت أن تغيّر طريق تجارتها ..
وفعلاً استأجروا رجلاً من بكر بن وائل ليرشدهم على الطريق الجديد ..

_ الطريق الجديد كانت ستمرّ من العراق !
كانت أطول وأشقّ لكنها كانت الأئمن بالنسبة لهم ..

لاستحالةِ معرفة محمّدٍ بسلوكهم الطريق الجديدة ..
وصعوبة وصوله إليها لبُعدها !

_ وفعلاً خرج أبو سفيان وتجّار قريش بأكثر مالهم وكان من الفضّة !

...
ماذا تعني هذه القصّة ؟!!

لو نجحت قريش بهذه الطريق الجديدة ..
لأعجزوا محمّداً ولأضعفوه اقتصادياً ولتقوّوا هم اقتصادياً كثيراً ..

ولاننسى أنّ الاقتصاد أساس كل شيء !
وأن دولة النبي صلى الله عليه وسلم تكبر ويكبر مصاريفها !

_ فلا بدّ لهم من مورد "الداعمين ‏‎ !!":
بل مورد (جُعل رزقي تحت ظلّ رمحي) ..

لأن مواد المدينة المنورة الاقتصادية العادية لم تكن لتكفي أهلها ..
فكيف بالمهاجرين الجدد ؟!!
فـ
كيف والنبي يتوسّع ..
ويخرج للغزوات التي تحتاج مصاريف كبيرة ..

النتيجة :
كانت ستكون لو نجحت ..
ضربة اقتصادية موجعة للنبيّ صلى الله عليه وسلم !

...

نكمل القصّة : فجاءه الوحي ودلّه على الطريق الجديدة ..

ثم أرسل زيداً فأيّدته الملائكة فأخذوا كل أموال قريش ورجعوا بها ..
وكانت تلك من أعظم الأموال التي غنمها النبي ..

فالدروس المستفادة من هذه القصّة :
الصلاة والسلام عليك يارسول الله ..
امسحوا وجوهكم .. وامسكوا وِرد .. وحضرة ..
أو اذبحوا واقتلوا الكفار !!

.....
.....

القصّة كما أوردها أصحاب السير ..
وكلهم (وكلكم) تمرّون عليها مرور الكرام ..

هي عملية استخبارايتة دقيقة ..
لأول مرة يوردها أصحاب السير والحمد لله أخيراً !!!

_ وهي وربي يوجد مثلها الكثيـــــــــــــر مما لم يوروده !!
وذكروه مبطناً مرّوا عليه مرور الكرام !!

- ولا ألومهم كثيراً فلعل عقلهم الأمني والعسكري لم يكن مؤهلاً ..
ولم يكونوا يدركون أبعاد هذه العلوم وحقّها ..
ولم يكن عندهم خبرات بذلك ..

_ وأطأطأ رأسي والله عندما لا أجد أحداً كتب في فنون الحرب ..
(مع ضحالة كتابتهم وسطحيتها) إلا :
مصطفى طلاس مساعد حافظ الأسد ..
في كتابه : (الرسول العربي وفنّ الحرب) أو بعض ضباط البعث !!!!

....

سبب معرفة النبي بهذه القافلة وبطريقها :
هو عملية استخباراتية دقيقة جدّاً !!
ستتأكد فيها من أمور كثيرة ومنها درجة اختراق النبي لهم ..
ومنها كلامي في الدرس السابق عن اختراق النبي ليهود !!

...

وذلك أن رجلاً من قريش اجتمع مع كنانة بن أبي الحقيق ..
(زعيم لليهود بني النضير) وكان معهم رجل يدعى :
سليط بن النعمان (أحد عناصر القوة الاستخباراتية الخاصّة لمحمّد !!)

_ فشربوا (ولعلّه هو من أسكرهم وهو الغالب عندي ..
ولكن كالعادة أصحاب السير يمغمغون مثل هكذا قصص للأسف ..
ويفصّلون مجلّدات بحكم زواج زينب من أبن ابي العاص !!!!!)

_ قال : فتكلم رجلُ قريشٍ بأمر العير وخروج صفوان بن أمية ..
وما معه من أموال عظيمة والطريق الجديد الذي سوف يسلكونه !!

_ فيقول أصحاب السير بالحرف :
فخرج سليطٌ من ساعته .. فأَعلمَ رسول الله !!

- طيب مو عأساس هو سكران ..
وكما صوّر لنا أصحاب السير القصّة أنّ الأمر كان صدفة !!
وأنهم كانوا سُكارى !!! (طبعاً هذا قبل أن يحرّم الخمر) ..

_ طيب كيف يقولون بعد ذلك :
فخرج من ساعته فأعلم رسول الله ؟!!!
وبهذه التفاصيل الدقيقة وبخط سيرهم حتى !!!!

...

لكن خلاص تجميد العقل !!

أتذكرون ماقلته لكم بالدرس السابق ؟!! :
قلت ما نصّه :

(والأهم من هذا ..
يدلّك على أن أن النبي صلى الله عليه وسلم ..
كان دارساً لهم ولإمكانياتهم جيّداً !
وإلا لما استمر بمحاصراتهم 15 يوماً ..
رغم تهويلهم السابق له وحربهم النفسية عليه ..
فهذا يدلّك على دراسته الجيّدة لهم !

وبرأيي العسكري الأمني : أنه كان مخترق لهم بشكل جيّد .
وهذا سبب علمه بإمكانياتهم بشكل جيد ..

_ وهذا دليل أنه كان يفكّر بهم منذ وقت طويل ..

لكن ... !
ينتظر اللحظة .... المناسبة !!!!!!
(خايف يقولوا عنه اليوم ولدان الجهاد مثبّط ومرجف وجبّان !!)

..

أرايتم صدق كلامي بهذه القصّة ؟!!!

...

وهي قصّة بسيطة من الالاف القصص التي لم تصل لنا ..
لكن نستدل عليها بالعقل وبالخبرة الأمنية ..

_ فلما أضع نفسي مكان النبي وأعيش معه بحروبه وسيرته ..
ويكون عندي الخبرة الأمني والاستخباراتية والعسكرية اللازمة ..
لابدّ أن اكتشف هذه الأمور بإذن الله ..

ثم تأتي بعض القصص التي بقيت لنا من أصحاب السير ..
لتؤكّد ما وصلت له من نتيجة حتمية .. وهذه أحدها !

...

ولذلك رأيت ضباط عسكريين يكتبون بالسيرة ..
لأنهم عاشوا القصّة عسكرياً (حسب ماتعلموا من علوم بسيطة) ..

لكنهم كتبوا فيها كأمور عسكرية سطحية فقط ..
ومع ذلك كانت كتابتهم مهمّة وباب جديد لم يطرقه أحد من قبل ..
وأعطتك شيء من عبقرية النبي ..

- لكنها كانت سطحية .. بسيطة غير متعمّقة !
وذلك لقلة خبرتهم بامور السيرة وقلّة حبهم لرسول الله ..

ولضعفهم بالمجال الأهم ..
وأخطر مجال في الحرب كلها وبفنونها : فن حرب الاستخبارات !!

...

فلولا حرب الاستخبارات هنا لكانت ضربة اقتصادية محكمة للنبي ..
وكان تراجع كثيراً بتقدّمه على الأرض ..

لأنه معلوم أن الاقتصاد هو أساس الدول وهو أساس كل شيء !
فالمال هو أساس كل شيء ..

_ وإلا ألم تسأل نفسك لماذا قدّم الله دائماً :
وجاهدوا بأموالكم .. على أنفسكم ؟!!!!
لأن الجهاد بالنفس لايقوم إلا بالمال !!!

_ إلا في موطن واحد فقال سبحانه :
إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ..
فقدم النفس هنا على المال ..
لأن النفس أغلى من المال على الانسان !!

فتأمل عطمة هذا الكتاب !

...

فقوة الجهاز الاستخباراتي الأمني للنبي ..
منحه قوة اقتصادية ومنحه قوة عسكرية ..

_ وهكذا هي أجهزة الاستخبارات ..
ولذلك هي أهم مافي الدول على الاطلاق !
وهي أكثر جهة وجهاز يصرف عليه الأموال الطائلة ..
بين كل أجهزة الدولة على الاطلاق !

_ لأنك مهما بلغت من قوة عسكرية واشتريت اسلحة ..
ستبقى ضعيفاً مهزوماً خسراناً أحمقاً ..
مالم يكن لديك قوة استخبارتية قوية !

(ولعلّكم ترون هذا بأعينكم في الشام ..
وسلّم لي على قادة الأحرار كمثل بسيط جدّاً من آلاف الأمثلة ..
هؤلاء الذين كانوا يحفظون مئات الكتب ..
(طلبة علم عأساس !!! تحدثنا عن هذا بالدروس السابقة)
وكان عندهم عشرات الدبابات وكان عندهم عشرات الالاف من المقاتلين ومليارات الدولارات و .. و ... و ..

بكبسة زر واحدة استخباراتية ..
أرسلوهم لجدّاتهم ‏‎ .. وقصموا ظهر الحركة كلها !!!)

...

وصلت المعلومة للنبي عن طريق سُليط ..

(الذي نحن لانعرف حتى اسمه للأسف !!!!
ولعلّ بعمله هذا أنقذ دولة الاسلام كلها من ورطة عظيمة ..
كانت ممكن أن تقصم ظهرها ..
لقلة امكانياتها المادية ولانهيار اقتصادها ..

وهكذا هم دوماً رجال الاستخبارات جنودٌ مجهولون .. لكنهم الأهم !
فالاستخبارات أساس كل العمليات :
العسكرية والجغرافية والطبوغرافية والعمليات الخاصة والاغتيالات والاقتصادية وحتى السياحية .... الخ )

....

وصلت المعلومة للنبي صلّى الله عليه وسلم ..
فأرسل زيداً بن حارثة "وهو المقرّب عنده ومولاه"
وكَمِنَ للقوم عند ماءٍ تسمى القردة في نجد (انظر الصورة المرفقة) .

_ فأخذوا كل الأمــــــــــــــوال "ولله الحمد" !!
لكن أعجزوا الرجال وأسروا منهم فقط رجل أو رجلين ..

قلتُ : هذا طبيعي فالهدف هنا كان المال لاالرجال ..
بينما في بدر أصبح الهدف الرجال لا المال ..
وذلك ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون
(كما جاء في سورة الانفال) .

فخمّس النبي الغنائم فكان الخمس عشرين ألفاً !!!!

_ وكان من الاسرى الدليل !!
قلتُ :
وهذه أيضاً حنكة عسكرية فعندما تأسر الدليل يضيع القوم !

وكم من معركة في الشام اليوم يفقدون الدليل فيها أو يخونهم هو ..
فيُقتلون أو يُؤسرون .. ياللا مو مشكلة : شهداء !!!!! !! :

...


الدرس القادم درس مهمّ أيضاً ..
وهو سيدخل لأول مرّة بقوة الاغتيالات الخاصّة للني ..
وقتل كعب بن الاشرف !

(مايتحجج به اليوم شبابنا لتبرير عملية شارلي ايبدو ..
فيأخذونها مجرّدة محتزأة ..
يأخذون مايهوون منها ويتركون تفاصيلها وحيثيّاتها وظروفها ..
وقد تحدثنا عن هذا سابقاً في الدروس الماضية)

سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (51)

كتاب المغــــــــازي (37) :

عملية مقتل كعب بن الاشرف كما لم تسمعها من قبل ..

http://justpaste.it/kaebbenalashraf

"تــــابع للدرس السابق مقتل كعب بن الأشرف"


جــــــــــهاديّات (41)

هـــــــــــــــــــامّ !
(مُلحق لــدرس السيرة النبوية رقم (51) )
‫#‏وقفات‬ مع قتل كعب بن الأشرف ..
...
إلى من يستعمل قصّة كعب بن الاشرف ليسوق الأمّة إلى مايريد !
أو ظننتَ أنّ الله سيُعدم الخير بهذه الأمّة ويتركها لوحدها !!
أو ظنت أنْ تخدع أمّة محمّد ويتركها ربّها ..
دون أن يُعريك ويُظهر غباءك أو جهلك أو خبثك أو عمالتك .. للناس !
خسئتَ وتَعِست وشاهَ وجهك وخاب مسعاك ..
فإنّها أمّـــــة محمّد .. وهو من تكفّل بها !
فأما زبدك فيذهب جُفاءً وأمّا ماينفع الناس فيمكث في الأرض !
...
فمن هؤلاء ..
من ردَّ (ملبّساً على الناس أو متصهوداً يريد أن يهرب من الحق)
ردّ على الدرس الأخير بدروس السيرة النبوية : (الذي رابطه أول تعليق) .
_ فقال هل هناك دليل أنّ كعب بن مالك هجا النبيّ قبل بدر ؟!!!  ‏‎ !!
النبي .. قام بقتل كعب بن الأشرف مجرّد استهزأ به !!!
...
سبحان الله ..
هو كان يمدحه قبل بدر يبدو .. وبعد بدرٍ هجاه !! ‏‎ ؟!! .
لن أُناقشك في هذا يا أحمق .. يا متصهود ..
_ النبي قتله بعد حوالي ثمانية أشهر من بدر ..
وما زال في هذه الشهور (وهذا ثابتٌ مثبّت) يهجو النبي ويتهجم على أعراض المسلمات !
- بل ويسافر لمكّة ويقيم الاجتماعات مع أرباب قريش ..
ويتآمر على رسول الله ..
_ وما قصيدته المشهورة :
(طحنتْ رحى بدرٍ لمهلك أهله .. ولمثل بدرٍ تستهلّ وتدمعُ) .
التي قالها بأحد اجتماعاته مع أرباب قريش بمكّة ..
(ثابتة مثبّتة أيضاً ياحمير المتصهودة ‏‎ )
إلا قصيدةٌ واحدة صغيرة من كثير من القصائد !
_ هذا واحد ‏‎ .
....
ثانياً :
النبي صلى الله عليه وسلم ..
قتل كعب بن الأشرف لأنه هجاه مو ؟!! ‏‎ .
_ ((كما يقولون هذا للناس مُجرّداً مُجتزأً مُفرّغاً من ظروف القصّة وحيثياتها ..
حسب مايوافق هواهم ومصالحهم .
يُحرّفون الكلم عن مواضعه ..
ويلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب !!!
وبهذه الطريقة يسوقون الأمة لما يريدون .. جهلاً أو غباءً أو اختراقاً !)) .
_ طبعاً أكيد من أجل هذا قتله ‏‎ ..
فيبدو أنّ كعبُ بن الأشرف هو الشاعر الوحيد الذي هجا النبيّ ؟؟!!!!!!
....
هناك عشرات الشعراء الذين هجوا النبي يا إخوة ..
بل كانت العرب كلها تهجوه ..
فلماذا لم يقتلهم كلهم .. أو بالأقل يقتل أكابرهم ؟!!!!
_ إن كان إبن عمّه ... !!! : (أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب) ..
كان يهجوه ‏‎ !!
بل كان يؤذيه كثيراً بالشعر والهجاء والاستهزاء ..
لدرجة أن ردّ عليه حسان بن ثابت (من شدة أذاه) في قصيدته المشهورة :
ألا أبلغ أبا سفيان عني .. مغلغلةً فقد برح الخفاء !
هجوت محمدا فأجبت عَنْهُ .. وعند الله في ذاك الجزاء !
(سنأتي أيضاً لسبب ردّ حسان على بعض أكابرهم إن شاء الله) .
فهل عجز النبي عن الوصول إليه يعني ؟!! ‏‎ ..
أم تركه لأن عنده واسطة لأنه قريبه يعني ؟!!!!
_ هل أُعدّد لكم الشعراء الذين هجوه : فقط من وصلنا خبره منهم ؟!!!!
...
فملعوم أن عدد الذين كانوا يهجونه .. كبير !!
وكان يستطيع قتلهم بعمليات خاصّة لو أراد ..
كما قتل : سفيان بن خالد الهذلي وسلام بن الحقيق ..
في عمليات اغتيال خارجية لجهازه الاستخباراتي الخاصّ .
_ لكن لم يكن ليعطي هؤلاء الهاجين أهميّة أو قيمة إلا لثلاث :
1- رجلٌ له قيمته وتأثيره ومسموع الكلمة في قومه ويؤثّر بهم .
2- رجل له قيمته وتأثيره ويريد أن يرهب بقتله قومه (كعب بن الأشرف) .
3- رجلٌ وصل إليه (بطريق عام ولم يكن يقصده له) ولم يتب
(وصل إلى الكثير وتابوا فعفا عنهم) .
...
الان ستقول لي جملتين وتردّ علي :
الأولى : يا أخي العمليات الخاصّة تحتاج جهد كبير ومجهود ..
وماذا (سُيلّحق النبي ليُلّحق) ؟!!
وهو اختصّ هؤلاء بعمليات خاصة خارجية لعظم خطرهما !
_ والجملة الثانية في ردّك :
ستقول: هو قتل ابن الأشرف ولم يقتلهم ..
لأن قتل كعب بن الاشرف أسهل فهو قريب له أما أولئك فصعب !!
...
...
أنا الان فقط سأعيد جوابك  ‏‎ ..
لكن بشكل أدق ومؤطّر وعلمي ..
_ جوابك الذي ستجيبه فطرتك لكن الكلاب الخبثاء من علماء أو أمراء لك :
(الذين أصنافهم اليوم : أغبياء ..
أو وجدنا آباءنا على أمّة وإنا على آثارهم مقتدون ..
أومخترقون ! .. إلا من رحم ربي)
يهوّدانك او ينصّرانك او يُمجّسانك !
_ سأعيد لك جوابك بشكل أدق .. فجوابك هذا هو عين ما أرنو إليه !
وهو أصل الحـــــــقّ .. وهو فطرتك السليمة لكن يلبّسها عليك هؤلاء الخبثاء !
...
فكعب بن الاشرف يا عباد الله ..
قتله النبيّ لأنه كان من اليهود الساكنين بقربه ..
وقد تحدثت عن تفاصيل هذه الأمور في دروسي السيرة من الدرس (42-51) .
وفيها كلام مهمّ جداً يجب أن تقراه وإلا لن تفهم عليّ ولن تعرف الحق !!
_ وسأنقل لك الان من الدرس الأخير بالسيرة النبوية ..
وهو حادثة مقتل كعب بن الأشرف :


* سابعاً (وهي الأهـــــــــمّ على الإطلاق !!) :
قول الصحابيّ : (وقد خافت يهود لوقعتنا بعدوّ الله ..
فليس بها يهودي إلا وهو خائفٌ على نفسه !!!)
_ هذه الجملة تختصرّ لك كل هدف العملية .. ... .... !!
..
وكل عملية لاتحقّق مثل هذا الهدف لدولة ناشئة ..
برأيي ستضرها أكثر مماتنفعها بكثير .. ولايجب أن تفعلها أبداً !!
_ على الأقل أن كعباً ظلّ يهجو النبي ..
ويقع في أعراض المسلمات سبعة أشهر بعد بدر ..
فلماذا لم يقتله إلا وقتها ؟!!! :
السبب يا سادة أن هذه العملية حقّقت هذا الهدف :
(وقد خافت يهود لوقعتنا بعدوّ الله ..
فليس بها يهودي إلا وهو خائفٌ على نفسه !!!)
لأنها أتت بعد بدر والانتصار الرهيب فيها ..
ومابعدها من فرض هيبة النبي على الدول المجاورة له ..
ثم عمليته الاستخباراتية الناجحة على عير قريش رغم تغيير طريقها !!
(الدرس السابق) .
..
ولولا تحقيقها لهذا الهدف :
(وقد خافت يهود لوقعتنا بعدوّ الله ..
فليس بها يهودي إلا وهو خائفٌ على نفسه !!!)
لما فعلها برأيي بهذا الوقت رسول الله صلى الله عليه وسلّم !!
..
فهذه العملية بطريقتها الاستخباراتية المُتفنة ..
والتي جاءت بعد عمل استخباراتي رهيب بعير قريش ..
هو من حقّق هذا الهدف (بإذن الله) ..
_ الهدف الذي لولاه لما فعلها النبي في ذلك الوقت .
_ فما فَرْضُ الهيبة وجَعْلُ كلَّ يهوديٍّ خائفٌ على نفسه ..
إلا لشعورهم بقوّة وتمكّن الجهاز الاستخباراتي الأمني لرسول الله ..
وبيده الطولى !
_ وأنه قادر على الوصول إلى كل شخص فيهم ..
وحتى إلى قريش وقوافلها أينما ذهبوا ..
..
السؤال هنا : ؟!!
هل حقّقت شارلي إيبدو هذا ؟!!!!!!
أعرفتم لماذا قلت لكم :
أخذنا الرسم والشكل وتركنا المضمون !!!!
(فريق) .
_ أو ما أخذنا من ديننا إلا أنه دين المحبّة والكلمة الطيبة ..
واليهودي والزبالة ولو ضربك كفّ على خدّ أعطه خدّك الثاني !!!
(الفريق الآخر) .
_ وما تتعلمه هنا هي حقيقة هذا الدين يحقّه ..
الذي لن يفقهه والله ولن تقوم الأمة إلا ..
أن يتعمّقوا بالسيرة بحقّها .. ويدرسوا هذه الدروس فيها !! *
..


إنتهى الاقتباس ..


.......
.......
ثالثاً :
فقط أريد أسألك سؤال الان سيغير لك تفكيرك كله ..
لماذا قتله النبي بهذه الطريقة (التي ظاهرها غدر) ولم يقتله بالطريقة التقليدية ؟!!
أليس هو النبي الذي قال : ما كان لنبيّ أن يومئ !
وذلك بحديث سعدٍ بقصّة ابن أبي سرح إذ قال :
لما كان يوم فتح مكة اختبأ عبد الله بن سعد بن أبي سرح عند عثمان ..
فجاء به (كان قد أهدر دمه) حتى أوقفه على النبي فقال:
يا رسول الله بايع عبد الله ..
فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثاً كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلاث ..
ثم أقبل على أصحابه فقال :
أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا ..
حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله
فقالوا: ما ندري يا رسول الله ما في نفسك ..
ألا أومأت إلينا بعينك ؟! قال:
إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين !!!
_ خائنة الأعين :
أن يومئ بعينه ما يدلّ على أنّه يضمر بقلبه غير ما يظهره للناس !
....
كيف لمثل هذا النبيّ أن لايفعل هذا (إيماء) ..
لرجل هجاه وأذاه كثيراً حتى أهدر دمه بالاسم ..
وبحادثة أُخرى لرجل أيضاً آذاه وهجاه أن يقتله "غدراً" ..
وتكون العملية بتوقيعه ؟!!!
_ كيف هنا لا يومئ بعينه مجرد إيماء ..
وكيف هناك يرضى بقتله بتلك الطريقة التي ظاهرها مكرٌ وخداع وغدر ؟!!!!!
...
إذاً ... !
اعرف يا عبد الله لو عشت السيرة كما أعلمك إياها بحقها كأنك فيها ..
أنّه صلّى الله عليه وسلم تقصّد قتله هو (التوقيت والمكان والمجتمع) .
وبهذه الطريقة (اغتيال بعملية خاصّة استخباراتية) .
_ فهل ياترى قتله بهذه الطريقة لأنه كان خائف منه مثلاً !!!
لماذا لم يذهب ويحاصره ويحاصر قومه كما فعل مع بني القنيقاع ؟!!!
أو بالأقل لماذا لم يرسل له حمزة ليبارزه ..
وهو صيّاد الأسود مجندل الفرسان فالق هامات الأبطال ؟!!
...
قلت لك عش بالسيرة ستتغير حياتك وتفكير كلّه !!
فعندما تعش بالسيرة كما لو أنّك فيها !!
وقتها ستفكّر بهذا ولابدّ ستسأل نفسك هذه التساؤلات ..
وعندما تعرف أجوبتها .. ستنقلب حياتك كلها .. وتغير السيرة وقتها تفكيرك !
_ يا سادة ماقتله صلّى الله عليه وسلّم بهذه الطريقة ..
إلا لأنه يريد قتله بهذه الطريقة فقط .
لأن قتل مثل كعب بمثل هذه الطريقة كان سيحقق الرهبة لجهازه الأمني ..
الذي وصل لقريش وقوافل قريش حتى عندما غيّرت طريقها !
كما شرحت منذ قليل ..
_ ومعلوم أن الجهاز الأمني في الدول ..
هو من يفرض استقرار الدول ويثبّتها !!!
فأصبح معروف بعد هذه العمليات التي كلّلتها عملية كعب بن الاشرف ..
أن محمّداً يمتلك جهاز أمني قادر مقتدر يلاحق قريش وكل تفاصيلها ..
ويصل لأي شخص يريده قائد الجهاز العامّ : محمّد صلى الله عليه وسلم .
...
فهل برأيك أن أقول أن قتل كعب بن الأشرف لأنه هجى رسول الله !!!!!!!
هكذا مجرّدة مجتزأة مفرغّة وأسوق الناس على أساسها ..
لأبرر حمق مايحدث بفرنسا على الأمّة كلها ؟!!!!!!!!!!!
أليس هذا تحريف للكم عن مواضعه ..
أليس هذا : ويللون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وماهو من الكتاب ..
أليس هذا : ويؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض !
_ يأخذون مايهوى فؤادهم من القصّة ويتركون تفاصيلها ..
فويلٌ بشريعتهم للمصلّين .. ولاتقربوا بدينهمُ (دين الأهواء) الصلاة !
(الذين هم عن صلاتهم ساهون - وأنتم سُكارى)
...
وإن منهم فريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وماهو من الكتاب ..
ويقولون هو من عند الله وماهو من عند الله !
ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ..
_ يحرّفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظّاً مما ذكّروا به !
....
....
رابعاً :
يقولون لك هذا حسان بن ثابت كان يردّ عليهم ويهجوهم ..
والنبي يشجعه و .. و ..
_ وهذا ما يستعمله الصنف الثاني من الذين يسوقون الناس..
ويلبّسون عليهم دينهم ليسوقوهم بعاطفتهم كما يريدون : قوموا وهبّوا !!
..
الان ..
لماذا حسّان بن ثاب كان يردّ عليهم ؟!!
_ حسان بن ثابت ردّ أيها الأخوة لأن زمانهم ذلك هو زمان الشعر على الاطلاق !
زمانهم كان يموت شاعر كمداً إن لم يستطع أن يجاري من هجاه !!
(هذا الشاعر النميري مات كمَداً لما لم يستطع أن يردّ على جرير ببيته :
فغضّ الطرف إنك من نُميرٍ .. فلا كعباً بلغت ولا كلاباً !)
أنه يعرف كم ستهتّه الناس لعظم أهمية الشعر عندهم وقتها !
_ بل كان أحد اهمّ معجزات القرءان الكبرى هي .. بلاغته !
بل إن الله سبحانه مُنزِل القرءان أنزل أكثر من آية يتحدّى بها العرب ..
أن يأتوا بمثل هذا القرءان .. بل بسورةٍ منه .. بل بآية !
فهم أهل البلاغة والفصاحة ..
فبذلك الزمن كان من أهم معايير القوّة على الاطلاق ..
والتي ينصت لها العرب كلّهم وينتظرونها هي الشعر !
...
والشعر المهمّ والذي تدين له جزرة العرب كلّهم ..
وستهتم به وبالردّ عليه وبالمجاراة بينه الشعراء فيه ..
إنقسم عندهم وقتها إلى قســــــــــــمين:
إمّا شاعران مشهوران يهجوان بعضهما .. فوقتها تُنصت العرب كلّها وتنتظر أشعراهما !
أو قبيلتان تحاربتا فتنظر العرب وقتها أشعارهم التي تمجّد قومهم وتذمّ الخصوم ..
...
وكان نبيّنا من الصنف الثاني ..
فحربه مع قريش وقريش سيّدة العرب وقتها ..
ومهوى الشعراء كلّهم (سوق عكاظ للشعر) .
ولو أن النبي ترك الردّ عليهم ولم يردّ أحد من المسلمين على أشعارهم ..
لكان ضِعفاً كبيراً .. وسيسبّب نفوراً كبيراً عند الناس !!
لهذا كلّـــــــــــــــه .. سكت النبي عن الشعر الذي كان يهجو قريشاً بل وشجّعه !!
رغم كراهيته له لئلا يقولوا شاعر !
...
بينما لو كان شاعراً مهمولاً صغيراً أو كانت قبيلة مهمولةً صغيرة !
أكان اهتمّ له صلى الله عليه وسلّم ؟!!!
أعطيكم مئات الشعراء لم يهتم بهم صلى الله عليه وسلم ..
حتى وصل إليهم (بطريقة عادية أثناء الفتوح ) ولم يتوبوا !
_ فهل رأيتم حسّان بن ثابت يجوب الجزيرة العربية ..
يبحث عمن يشتم النبي ليردّ عليه ؟!!!!
هو بذلك يرفع قدره ويعطيه قيمة وأهمية أصلاً !!
وهذا أمرٌ واضحٌ جلّي حتى عقلاً ..
....
فردُّ النبي كان على من يستوجب الردّ عليه ..
لأنه برده إما سيزجر غيره :
(شارلي إيبدو كانت تطبع 40 ألف نسخة هي تطبع اليوم 5 مليون نسخة  ‏‎ !!!
وطبعاً أول عدد فيها بعد العملية كانت صورة النبي على الغلاف الرئيسي !!!!
ولاتعليق ... إلّا أمةٌ مخدوعة موهومة !! )
....
عقلاً !!!
هذ الكلمة التي سقطت سهواً أو عمداً عن أمّتي ..
وعجبت والله لحالهم .. !!
لو إيران توظّف في اليوم واحد رسّاماً يستهزأ بالنبي ماذا سيكون حالكم ؟!!
كل يوم تطلعوا مظاهرة يعني ؟!!! ولاتقتلوهم كلهم ؟!!!  !!!!
ولا كل يوم تغيروا صورة بروفايلكم ؟!!! !!
....
أي دولة في العالم تستطيع ..
يا قطيع الأغنام المنتسب لأعظم عبقرية عرفها التاريخ : محمّد !
_ أي دولة تستطيع أن تسيّركم كما تريد وكيفما تريد ..
وتطلع عليكم وتفاوض على اسمكم بتخوّيف العالم منكم ..
وأنتم تقولون : مــــــــــــاع مــــــــــــــــاع !!!
أهذا دين محمّد ؟!!!!!
أهذه سيرة محمّــــــــــــد !!!!
إيـــــــــــــــــــــــــــــــــهٍ يا أمتي إيــــــــــــــــــــــــــــــــــه !
سيأتي يوم وتكتبين كل حرف هنا بماء الذهب وتقولين صدقنا فلان ..
وغشنا الجميع !
....
أما نظرتم لمسيرة الشيشان بالأمس ؟!!!!
مسيرة مليونية لنصرة النبي !!!!!
_ وبدأ الحمير ووالله أظلم الحمير والله ..
بدأوا الله أكبر الشيشان الأعاجم يدافعون عن النبي وأنتم قاعدووون ..
الله أكبر .. هبوووا قومووووا !!
_ الشيشان‏‎ !!
لك من أيقظ الشيشان الان ؟!!!!  ‏‎ !!!!!
_ من حرّك هذا القطيع الان وهو نائم منذ عشرين عاماً !!!!!
أكيد المخابرات الروسية :
(التي هي الان مستنفرة بشكل جنوني بالشيشان ..
بعد العمليات التركية  قصدي الجهادية ‏‎
في الشيشان وداغستان التي ظهرت فجأةً وتوقفت فجأةً ويا سبحان الله ‏‎ ) .
المهم ..
فأكيد هذه المخابرات لم تقدر تسيطر على المتظاهرين ..
(انظر الصورة المرفقة !!) .
....
لا يا حميــــــــــــــــــــر !!
هؤلاء قطيع سيق بتوجيه خفيّ من المخابرات الروسية نفسها ..
تقول لأوروبا جيرانهم بهذا الوقت الحسّاس بالذات لأوروربا ..
وخوفها من الأسلمة ومن "الإرهاب" ..
وعلاقتها المتوترة مع روسيا والحرب بينهم ..
هذا الوقت الذي ترسم به خارطة جديدة للكرة الأرضية ..
فتقول لهم روسيا بهذه المسيرة المليونية  ‏‎ !! :
هؤلاء بدوننا .. ســــــــــــــيُفلتون ‏‎
عليكم ونحن من نحاربهم بسوريّا ؟!!
_ لكن .... !
أمــــــــــــــــــة مخدوعة موهومة مستجحشة مستحمرة مستبهمة !
إلا من رحم الله .. ومـــــــــــــا أقلّهم !
..
نعود لموضوعنا :
فردّ النبي كان على من يستوجب الردّ عليه ..
لأنه برده إما سيزجر غيره ..
_ أو ردّ عليه ..
لأنه لو لم يردّ عليه كان ضعفاً كبيراً وسيُنفّر العرب منه وقتها ..
كما شرحنا وبيّنا قبل قليل !
.......
.......
.......
أمّتــــــــــــــي !
إن شئت اكتبي هذا الكلام بماء الذهب وعلقّيه !
لكن هذا الكلام ليس لتعلقيّه ..
بل لتصحي وتفكري لحالك وكم أنت بعيدةٌ عن دينك الحقيقي !
_ وما رسالتي لك هنا إلا لتفهم دينك بحقه وتفهم سيرة نبيّك بحقها ..
وتنفض عنك غبار ذلك الدين البالي الذي علّموك إياه !
...
وكتبه الغريب ..
...
افهموا هذا الدرس كاملاً غير مجتزأ ..
ولاتقتطعوا منه .. لتأخذوا مايوافق هواكم منه !!!
وهذا من أفتك أمراض أمتنا اليوم ..
وأوصلوه لكل مسلم .. فستسألون عنها أمام الله !
(الصورة المرفقة لمظاهر الشيشان المليونية لنصرة النبي  ‏‎ !!

 

file1.jpeg

سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (52)

كتاب المغــــــــازي (38) :

غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء الأوّل) :

....

قبل أن أبدأ لاتنسى أننا قلنا أن النبي كان لايزال ..
في مرحلة بناء دولة ناشئة غضيض عودها ..
وأنّه مازال في بناء نفوس أصحابه من الانصار ..
الذين لم يتربّوا على يديه كما تربّى المهاجرون .

....

دروس وفوائد :

(1) :
يذكر اصحاب السير أن أبا سفيان قد وضع مال القافلة ..
التي نجت من بدر في تجهيز جيشهم بأحد ..
(ياريتَ تُجّارنا مثلهم اليوم !!!) .

....

(2) :
خرجوا بنسائهم ليثبتوا .

....

(3) :
أقبلوا حتى نزلوا بمكان قرب المدينة .. هذا يدلّك :

أ. على أنّهم قد استطلعوا المكان جيّداً ..
(والدليل إلتفاف خالد حول الجبل) .
ب. كانوا هم من حدّد المكان وحدّدوا الزمان ..
وهذه من أهم مبادئ الحرب إلى اليوم .

_ يكسب ثلاثة أرباع الحرب .. مَن يحدّد زمان ومكان المعركة .

..

وهذا مافهمه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جيّداً ووعاه ..
وستذهلوون والله مما سترونه الآن من ذكاءه .. والله ستذهلون !

- بينما في بدرٍ كان هو بأبي هو وأمّي من حدّد الزمان والمكان ..
مع أنه لم يكن يقصد حرباً وقتها ..
لكن لما ثارت حميّة قريش تصرّف بأبي هو وأمّي ..
بحنكة وذكاء وسرعة بديهة فحدّد المكان !
وكان هو بخروجه لقافلة أبي سفيان قد حدّد الزمان .

- لكن هنا كانوا هم من حدّد المكان والزمان ..
فلذلك مالَ رسول الله إلى الخطة التي عرضها على الصحابة ..

_وليس لأنه رأى رؤيا ‏‎ !! (سنتحدث عن سبب الرؤيا إن شاء الله) .
كما يصوّرها أصحاب قصّة ليلى والذئب !!) .

....

4- النبي جمع الصحابة وقال لهم إني رأيت رؤيا فيها خير :
ومنها : أنّي أدخلت يدي في درعٍ حصينة .. فأوّلتُها المدينة !

_ فكان رأي النبي العسكري أن يقيم بالمدينة ويقاتل فيها ..
وهي الدرع الحصينة .

..

وماذا أدري ماذا أُعلّق يا رسول الله ..
عجز قلمي وجفّ حبري والله ..

ولا أعرف وصفاً بلاغياً لأوصل الفكرة إلى أتباعك ..
إلى من دان بدينك وآمن بك ..
ولم يفهم منك إلا وجهك الأنور وعيونك المكحّلة واليهودي والزبالة ..
أو أنك ذبحت بني قريظة !!

_ لكن لعلّ الطوفان الذي ادخلي ..
الطوفان الذي فيه نار ولوعة وحرقة على أمتك ..
أن يوصل الله لهم به .. فتكون هذه الكلمات سبباً في إحياءهم !

..

فكان رأي النبي العسكري أن يقيم بالمدينة ويقاتل فيها ..
وهي الدرع الحصينة .

وكان حقيقةً هذا أوّلُ مدرســــــــــةٍ لحرب العصابات ..
وحرب المدن منها على وجه الخصوص في تاريخ البشريّة !!!

(حروب العصابات تنقسم إلى : حروب جبال - غابات -
مدن : وهي الأخطر والأحدث اكتشافاً في العالم اليوم)

_ وأتحداكم أن تجدوا أن أحداً قبل نبيّكم ابتكرها ..

..

حرب العصابات داخل المدن .. يقولون لك أنها لم تُكتَشف ..
إلا في الحرب العالمية الثانية (منذ سبعين عام) !
(وهذا حقيقة فعلاً فلم يكتشفها الغرب إلا وقتها) ..

فيقولون لك أن أول من اخترعها : الجيش الروسي في ستالينغراد !!

_ وحتى حرب العصابات كلها بمجملها ..
يقولون لك اُكتشفت في أول القرن الماضي (منذ مئة عام) .

..

ولو سألتك اليوم ..
من أول من اخترع هذه الحرب وأي الجيوش نجح بها ؟!!

فوراً وحالاً يذهب ذهنك ليبحث عن جيوش الأمريكان أو جيوش نابليون ..
أو البريطانيين أو الروس أو الألمان (لأنهم الأذكى والأقوى في زماننا !!)

_ لا يا من تنتسب لمحمّد (بتمسيح للوجه أو للذبح أو للحيض والنفاس)

محمّد نبيّك بكل بساطة هو أول من اخترع هذا الفنّ بالتاريخ !!!

لكنه لم يطّبقه ..
لأن الناس وقتها لم تكن تألف الفكرة وكانت غريبة عليها ..
بل وأنكروها عليه صلّى الله عليه وسلّم !!
(هذا دليل على أنّها كانت من ابتكاره بأبي هو وأمّي) .

_ فقالوا له لمّا طرح الفكرة ..
كما يقول موسى بن عُقبة وهو من أصحاب السِيَر :
وهل تُمنَع الحروب بدرع ؟!! ‏‎ !!
وماذا نمنع إن لم نمنع زرعنا وحرثنا (الموجودة خارج المدينة) ؟!! .

...

استغربوا وأنكروا هذه الخطّة العسكرية التي نُبهر بها الان ..
ونراها أنها من أذكى الأفكار والخطط العسكرية !

خطته العسكرية بأبي هو وأمّي التي تُدرّس إلى الان :
إن هاجمك عدوّ وحدد زمان ومكان المعركة هو ..
فلا تخرج إليه بل استدرجه لمكانك فهو درع حصينة ..
وأنت أدرى الناس بشعابه وأبدأ به بالكمائن ..

وإن أردت أنت الخروج إليه ..
فحدّد أنت الزمان والمكان لا هو (كما فعل في بدر) .

_ وحتى الجيوش النظامية اليوم ..
أدخلت فن حرب العصابات وحروب المدن بها على وجه الخصوص ..
بمدارسها العسكرية وكلياتها الحربية بعد حرب فيتنام وبعد ستالين غراد !!

_ فماذا تعرف من السيرة يا من تنتسب لمحمّد ؟!!
تعرف طلع البدر علينا ‏‎وتعرف أسماء غزوات النبي المشهورة !!

...

يقول أول مكتشف لحرب العصابات داخل المدن بالتاريخ .. محمّد !!!! :
(وانظر أنّ هذا ما وصلنا فقط من أصحاب سِيَر ..
رأيت بعينك أنهم لم يهتمّوا لهذا الجانب فما بالك بالذي لم يصلنا !! :

قال :
امكثوا واجعلوا الذراري في الآطام (الحصون المرتفعة في المدينة) ..
فإن دخل علينا القوم في الأزقّة ...
(يعني كانت خطته أن يتركوهم يدخلون في الأزقة التي ستفنيهم)
قاتلناهم (الكمائن) ورُموا من فوق البيوت (بالأسهم وغيرها !!) .

قال موسى بن عقبة :
وكانوا قد سكُّوا أزقّة المدينة بالبنيان حتى كانت كالحصن !!!

....

هل يوجد في زمانكم هذا بعد كل هذه التكنولوجيا والذكاء ..
الذي نُبهر به الان ولو رأينا أرميكي نعبد كلامه لأنهم أهل العلم ..
(لا أنفي تقدمهم العلمي بعد أن تأخرنا !!
وقضى علينا من أيام بني أمية حكام جهلة ماهمهم إلا كراسيهم ) .

هل يوجد في كل الكليّات الحربية أكثر من هذا ؟!!!!!
الجواب بكل تأكيد يا من تنتسب لمحمّد !!!!! :
لا !! ‏‎ ! لا .. !!

_ فهذا هو المبدأ العام السائد الان لحروب العصابات داخل المدن ..
في كل جيوش العالم وكل الكليات الحربية وكل التنظيمات والجماعات :

أ.استدراج للدخول بالشوراع ..
ب.ومن ثم الكمائن .
ج. وأهم مافي الكمين الرمي من أسطح الأبنية والأماكن المرتفعة .

..

هذا باختصار ..
المبدأ العام السائد في 2015 لحروب العصابات داخل المدن ..
بكل بساطة وبساطة وبساطة أخترعه ... نبيّك !!!!!!!!!!!

....

وهنا لفتة أُخرى .. قول موسى بن عقبة :
وكانوا قد سكُّوا أزقّة المدينة بالبنيان حتى كانت كالحصن !!!

_ طيب أليس ديننا هو دين الذبح والقتل والدمار ..
كيف عمّروا المدينة حتى بَدَت كالحصن وسكّوا أزقتها بالبنيان .
(طبعاً البنيان غير الفاحش الثراء وغير المترف والمزخرف !!) .

ولو سألت لماذا ذَكَر هذا وأين الغرابة بالموضوع ؟!!

ذكره لهذا الذي نراه طبيعاً اليوم يا عباد الله ..
يدلّك على أنه لم يكن عادي أو طبيعي في زمانهم ..
فكان هذا العمران والتطور المدني سابقة في جزيرة العرب .

.....

وكان أكثر ممن اعترضوا وأصرّوا على الخروج هم ممن لم يشهدوا بدراً ..
أرادوا أن ينالهم ذلك الفضل والمنزلة التي نالت أصحاب بدر !

_ هو الحماس والتفكير بالنفس فقط ..
(ولو كان تفكيراً محموداً لكن هو بالأخير ..
يدخل في إطار المصلحة الشخصية .. شئنا أم أبينا !
وسبق ونبّهت على هذا بدروسي جهاديّات :
http://justpaste.it/CIHADIYAT
وهنا أيضاً في دروس السيرة حيث شرحت عن ..
طلب الشهادة والسعي لها عندما يتعارض مع المصلحة العامة للأمة) .

_ هو الحماس والتفكير بالنفس فقط ..
وهي العاطفة عندما تعمل دون تفكير !
وعدم سماع لقول ذلك القائد المحنّك (بغضّ النظر أنه نبيّ) ..
وعصي قوله هنا وداخل المعركة أيضاً (الرماة) ..

(لاتنسى كما قلنا في أول الدرس أنا مازلنا في مرحلة بناء الدولة ..
وواضح هذا من الدروس السابقة ..
ومرحلة بناء نفوس الصحابة وخصوصاً الانصار ..
الذين لم يحصلوا على تربية منه صلّى الله عليه وسلّم ..
كما حصل المهاجرون)

...

هذه الأسباب كانت إحدى نتائجها ..
- سبعون شهيداً من خيار الصحابة ..
- بل .. وأكثر ماكسر ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم :
أسد الله حمزة سيّد الشهداء !

- كانت نتيجتها تخريب ثلاثة أرباع العمل ..
الذي عمل عليه النبي عاماً كاملاً بعد بدر وتعب عليه ..
(كعادة أصحاب الحماس والعاطفة) :
وهو فرض هيبته وهيبة جيشه وجهازه الأمني ..
حتى لقد تطاول عليه بنو قريظة (الفئران) وغدروا به بالخندق ..
وحتى غدر بأصحابه رُعل وذكوان و ... !!
وحتى تطاولت عليه قبائل العرب كلّهم كما سنرى في الخندق ..
بعد ان هابوه وبلعوا ريقهم منه وفرّوا منه بعد بدرٍ في رؤوس الجبال !!

كانت نتيجتها أن ردّت روح قريش وجعلتها تقاوم لسبع أعوام أخرى ..
ولو خسرت هذه الحرب لما قاومت هي وجزيرة العرب كلّها عامان والله .

كانت ... كانت .... الخ .

_ لكن ..
يبقى كلّ ذلك لحكم يريدها سبحانه نبّهنا عليها في آل عمران :
ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه ..
حتى يميز الخبيث من الطيب !

...

فبعد كثرة تحريضهم وإصرارهم واعتراضهم ..
(وهم مازالوا وقتها بمرحلة البناء كما ذكرنا ..
وفي مرحلة تنقية الصف وإزالة الغشاوة لتكون صورة المجتمع واضحة) ..

فقام النبي وخطب بالناس الجمعة وحرضهم ثم لبس أداته ..
وهو كاره .

_ الان سنعرف لماذا استجاب النبيّ لإصرارهم ؟!!
هل هو قائد ذو شخصية ضعيفة مثلاً ؟!!
وهو يعلم أن الحكمة والخطة العسكرية الناجحة هي بالبقاء في المدينة ..
فلماذا استجاب لهم ؟!!

وهو الذي لم يستجب لهم بعد ذلك بالحديبية ؟!!!!
رغم عظيم إصرارهم وقتها ؟!!

...

 

 

 

 

 

 

سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (53)

كتاب المغــــــــازي (39) :

غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء الثاني) :

 

لماذا استجاب لهم النبي ؟!!

لابدّ قبل أن نبدأ بالجواب أن تعلم أن المرحلة المدنية انقسمت ..
(من كل النواحي : العسكرية والأمنية والدعوية ..
والجيوسياسية "العلاقات الجغرافية السياسية" ..
والجيوسيكيولوجية "العلاقات الاجتماعية المحيطة ".
وحتى في تعامل النبيّ مع أهل المدينة الأنصار !)

إنقسمت إلى مرحلتين ..

المرحلة الأول : من وقت وصول مصعب وبعده النبيّ إلى يثرب ..
المرحلة الثانية : من بعد غزوة الخندق وبالتحديد بعد قتل بني قريظة ..

_ وأنا اعتبر هنا قوله سبحانه في سورة النساء ..
في الايات التي نزلت بعد الخندق وهي :
(من يطع الرسول فقد أطاع الله) .

هي الحدّ الفاصل بين المرحلتين ..
ونقطة الصفر لانطلاق المرحلة الثانية !

...

المهمّ ..
عندما نقول استجاب لهم هنا يا إخوة ..
ليس لأنّه ضعيف الشخصيّة أو لأنّه (سمّاعةٌ أُذُنه) أو ... !

_ استجاب لهم للأسباب التالية :

1- لاننسى أنّا قلنا أنّ الانصار مازالوا في طور التربية ..
فلم يكن مرّ على وجود النبي بينهم إلا عام وعدّة أشهر فقط ..
حدث خلالهم الكثير من الغزوات ..
فلم يكن النبي بذلك التفرّغ لهم كالذي كان به بمكّة .

_ وعلى هذا سكت عن كثير من الأمور والتصرّفات الخاطئة ..
وتعامل معها بهدوء و(أسْتذَة) واحترافية ..

فلاننسى أنّه أتى غـــريباً على هؤلاء القوم ..
الذين نصروه وآووه من قومه وعادوا العرب كلّها من أجله ..
بل وخلعوا ابن قومهم الذي كانوا سيؤمّروه من أجله ..
فمهم جدّاً أن يعرفوا بقرارة أنفسهم أنه نبيّ وسول من الله ..
ليس طالب ملك أو سلطة وهو الغريب عنهم !!

ومما زاد بالصعوبة أكثر ..
أنّ قومه الذي عادوهم لأجله ومنعوه منهم ..
هم أسياد العرب وأقواهم !

_ وهذا الأمر زاد من صعوبات مهمّة إنشاء دولته .. ويُضاف إليها !
هذه الصعوبات التي تحدّثنا عنها بالدروس السابقة ..

فلو بحثت قليلاً وتمعنت ..
لوجدت أنّ ظروفنا الان أسهل منه بكثيـــــــــــر وهذا للمتحجّجيبن !

...

_ هو لم يتعامل معهم بمنظور أنّه نبيّ و"ياويلهم" إن خالفوا أمره ..
لم يربط نفسه بالله ويعطي هالة لنفسه !!
إن أطعتموني أدخلكم الله الجنّة ..
وإن خالفتم رأيي وفعلي ولو بشيء صغير سيسحقكم الله !!!

(كيف وهو أحقّ الخلق بذلك على الاطلاق ..
وهو أصلاً الوحيد الذي ينطبق عليه هذا !)

_ لأن هذا كان سيكون مدخلاً للديكتاتورية ..
وستفهم الناس بعقلهم الباطن مع الزمن ..
أنّ هذا طلبٌ للسلطة و المُلك .. باسم الله !

...

بينما تجد ..
أنّ أمير صغير أو قائد او خليفة أو ... في زماننا .
يربط نفسه باللــــــــــه مباشرةً !

ويطلب من جميع الأمّة طاعته وعدم الخروج عن أمره و .. و .. .
ويعطي عن نفسه الهالة التقديسية ..
بأنّ أي شخص يخرج عن طاعته أو عن شوره ..
فهو لايريد حكم الله ولا شرع الله !!!

ويعتبر أنّ من يخالفه ولو بحرف أو بِنُصح ..
فهو يريد شق الصف وهو خائن وعميل ..
أو إن رحموه قالوا مثبّط ومرجف !

وحسرتي على أمّة لاتميّز من ينصحها ممن يثبّطها !!!

(ملاحظة : أكيد أنا لا أقصد أن لانطيعهم "بالمعروف" وبدقّة وإتقان ..
لكن قصدي عندما يتهصود الاتباع ويقدّسون أمراءهم ..
ويربطونهم بالله سبحانه !!

ويقتلون الناس على أساس أنه إن لم يبايع أميره ..
فبالتالي هو لايريد شرع الله !!!

ولتفهم عليّ ما أقصد تماماً بالتحديد ..
دون تحوير أو قصّ أو اجتزاء أو تدليس أو تلبيس على الناس ..
راجع جهاديّات (34) في سلسلة جهاديّات :
http://justpaste.it/CIHADIYAT
ودونك جهاديّات (6,7) أيضاً ..

ولتفهم عليّ تماماً إقرأ كل ما أكتبه ولاتجتزأ منه) .

...

ولتفهم عليّ تماماً في الموضوع هنا ..
انظر لقول الله سبحانه عندما قال : من أطاع الرسول فقد أطاع الله !
(الحدّ الفاصل برأيي بين المرحلتين) .

وهذه الآية لم تنزل إلّا بعد غزوة الخندق !

ولو نظرت مليّاً لهذه الآية لجاءك منها بحرٌ من الحكم والأسرار ..

_ كيف سنستنتجها ؟!!

نأتي لأحد أهمّ قواعدنا وهي : اسأل نفسك دائماً لماذا ؟!!

(لماذا قال الله سبحانه هذه الاية بهذه الشكل ولماذا قال النبي هذا ؟!!
لاتأخذ الايات والاحاديث مجرّدة مجتزأة مفرغةّ جماد مجمّدة !
فحتى قوانين الرياضيات الجامدة يا أخوة ليست هكذا !!!!)

_ لماذا قال من أطاع الرسول فقد أطاع الله ؟!!
سألت نفسي هذا من قبل فقلت : (خلص هيك الاية !!)
تصهوداً وتجميداً للعقل والتفكير ..
والعجيب أنّ كل هذا الكتاب يقول :
يــــــــــــــــــا أولي الألباب أي العقول !

_ فقولي (خلص هيك الاية) يعني أقول بلسان حالي : صفّ حكي !
أو إن الله سبحانه كان يريد أن يتسلّى أو يتخذ لهواً !!!!
(لو أردنا أن نتخذ لهواً لأتخدناه من لدان .. إن كنا فاعلين !*

_ طيب أليس هو رسول الله ..
فمن الطبيعي أنه من أطاعه .. فقد أطاع الله !
يعني الشغلة بدها ذكاء يعني ؟!!!!!

فما السرّ يا أخوة بهذه الآية .. ما أسرارها ما ظروفها ماحيثياتها ؟!!

...

لن تفهم هذه الآية .. حتى تفهم هذه القصّة وغيرها !

ولاتنسى أن السورة مدنية .. ونزلت بالتحديد بعد معركة الخندق !!
والتي كانت المرحلة الفاصلة بين مرحلتين لأهل المدينة ..
كما ذكرنا سابقاً !

.....

فهذه الاية لما أتت تدلّك على أنها حسمت بين مرحلتين ..
مرحلة كان فيها النبيّ والمهاجرون معه ضيفاً ..
ومرحلة امتزجت أورواحهم ونفوسهم فأصبحوا كالبنيان الواحد !
رغم كل الفروقات والاختلافات والعصبيات ..
التي تربّوا عليها منذ نعومة أظفارهم !

(طبعاً إلا من حوادث متفرقة هنا وهناك ..
تدلّك على عظيم هذه الأمور في نفوسهم :
العصبيات والغرباء وابن القبيلة و .. الخ ..
فمنها : يا للمهاجرين يا للأنصار ..
ومنها : بعض مواقف سعد بن عبادة ..
ومنها : موقفهم من كلام ابن سلول يوم حادثة الإفك .. عندما قال لهم رجل من الأوس انه منافق فقال لهم الخزرج انتم المنافقون ... الخ ) .

....

هذا منهج النبي يا أخوة ..
هو رسول الله .. ولم يربط نفسه بالله إبتداءً (كسبيل لتملّكه) !!!!

حتى ربطه ربّه هو لما تهيّء الجوّ وتهيأت نفوس الأنصار ..
لمثل هذا الأمر الذي ظاهره للإنسان العادي أنه طلب ملك أو سلطان !!

_ انتبه وافهم وعِيْ فهذه الدروس والله خطيرة ..
وسيأتي يوم على الأمة تعرف قيمتها ..

فهذه الدروس هي أساس مشاكلنا وتلامس الوتر الحساس لمعضلاتنا !

...

فإذاً هناك وضع ما ماقبل نزول هذه الاية .. استدعت نزولها !
رغم أننا نراها نحن الان بديهية ..

فهذه القصّة وغيرها ستُفهمكم كيف كانت تلك المرحلة الأولى ..

...

هذه مرحلة كان التعامل فيها المحمّدي بتوجيه ربّاني ..
أن يكون التعمل بهدوء وحكمة .. بذكاء واحترافية ..
وإلا فلماذا لم يقتل ابن أبي سلول مثلاً ؟!!

_ على الأقل كان قَتَله لو أراد بخطة مع أوثق أصحابه المهاجرين ..
وأظهر الأمر أنه قضاء وقدر أو مجرّد (خناقة) أو ... الخ .
فمن يخطّط لقتل بن الأشرف بهذه الطريقة ..
فإنّ قتل ابن أبي سلول أسهل عليه بكثير !

_ كان يستطيع أن يقول لقاتله من المهاجرين :
اجعل الأمر شخصي بينك وبينه ولاتعترف عليّ فأنا رسول الله ..
وهذا خطره كبير ويجب قتله من أجل أن تقوم الدولة ..
ويحكّم شرع الله ... الخ .

...

هو بأبي هو وأمّي كان داعياً قبل أن يكون قاضياً !

كان حريصاً على هداية الناس ويحبّ هدايتهم للحقّ بأي وسيلة ..

أفما سمعتم قوله سبحانه يقول له : استغفر لهم أولا تستغفر لهم ؟!!!
هذا يقوله عن المنافقين !!!!
أفتعرفون ما كان جوابه بأبي هو وأمّي ونفسي ومالي ؟!!
كان أن صلّى على ابن سلول وقال :
والله لأزيدنّ على سبعين لعلّ الله يغفر لهم ..

حتى نزلت ولاتصلّ على أحد منهم مات أبداً !!

...

خذ Snap shot صغير وعمول قطع للمشهد ..
وروح اليوم عند الدول والإمارات التي تقول أنّها على منهجه ..

ولاتعليق !

_ دولته صلى الله عليه وسلم وجهاده وحتى قتله :
(لم أعرف أنه ذبح ذبحاً أبداً ..
لكن ضرب العنق وهو كان نادراً جدّاً وبطروف خاصّة جداً) .

كل هذه الأمور لم تكن من أجل إقامة الحدود والجلد أو القتل أو الصلب وقد تحدثنا عن هذا سابقاً في الدروس ..

كانت من أجل الناس ومن أجل حياة الناس ومصلحة الناس ..
وطيبة حياة الناس بالدنيا والآخرة .

_ ولكن الناس كالعادة انقسمت فريقين :
فريق اليهودي والزبالة ولم يرى من نبيّه إلا السماح ..
وفريق ذَبَح بني قريظة ولم يرى من دينه إلا القتل والذبح !

....

استجاب لهم لعله قال : لعلّهم لايريدون أن يخربوا مدينتهم !

استجاب لهم .. لأن هذا أحد أساليب إظهار الحق للناس ..
بأن أقول لك امر .. وأنت لاتسمع له ثم ترى صدق كلامي !

فوقتها سيتثبت بقلبك صدقي ..
وأني ما أمرتك لأني طالب للتسلّط عليك !

فهذا مع أمور غيره تزيد من وثوق الناس بهذا الضيف الجديد !

وانظروا إلى الخندق كيف وثقوا بخطّته وقتها .. وطبّقوها دون جدال !
مع أنّها كانت شبيهة بخطته التي اعترضوا عليها بأحد .

...

فهذه المرحلة يا سادة كانت مرحلة حسّاسة ..
بتعامله صلّى الله عليه وسلّم مع الأنصار تحديداً ..

وانظر لحرصه عليهم أنه في الخندق بعد ذلك ..
أرسل لأحد أمراء الجيوش التي كانت تحاصره ..
يحاول أن يغريه بالمال ليكفّ عن المدينة ..
وذلك لهمّه وخوفه وحرصه وقلقه على الأنصار ..

_ اسمع لقوله العجيب وليقشعرّ جلدك وليلين بعد ذلك قلبك وجلدك :

قال سعدٌ يارسول الله لمِ أرسلت لعيينة أن يأخذ ثلث ثمار المدينة ..
ويرجع عنّا هذا العام وتأتي العام المقبل إن أردّتْ !

_ قال والله ما أردتّ إلا أن ... أخفّف عنكم !!
وأنا أرى العرب قد رمتكم عن قوسٍ واحدةً !

فقال له والله ما كانوا يحلمون بتمرة منها إلا قِرى أو تجارة ..
ونحن في جاهلية أفنعطيهم منها بعد أن أعزّنا الله بالاسلام ؟!!

...

يا للهِ ما هذا الرجل .. ؟!!

ما أشدّ أدبه وما أوفاه وما أطيب قلبه وما أعظمه !

_ في بدر ..
يقول للأنصار اشيروا علي أيها الناس ..
ويقوم المهاجرون ويعيد لأنه يريد الأنصار ..
لأنه لم يطلب منهم في عهد العقبة أن يخرجوا معه !!

ثم يخرج لمعركة (أحد) بِشَور الأنصار .. فيخسر فيها !
فلا يكلّمهم ولايهتّهم ولا "يعدّ ويصفّ" لهم !!

_ ثم يريد ان يعطي ثلث مخزون المدينة ليفرّق ويكسّر عنهم ..
من اجلهم وخوفاً عليهم ..

_ والله لو كان أمير عندنا ..
لاعتبر أن هذا واجب عليهم وفرض (وهو كذلك لكن هناك أسلوب !!)

و"ياويلهم وياسواد ليلهم" إن لم يفعلوه !!!!
فطبيعي .. فهو يمثّل الله !!!

.......

لكن لو تفكرت مثلاً في صلح الحديبية أنهم اعترضوا أحياناً ..
(وانظر لحريتهم في التعبير عن الرأي وهو نبيّ !!)

المهم في الحديبية اعترضوا على رأيه ..
لكن النبي كان حازماً وقتها ..

لماذا ؟!!
لأنه دخل بالمرحلة الثانية وتمكّن الاسلام في قلوب الانصار ..
وامتزجت أرواح وأفئدة ونفوس المهاجرين والانصار ..
وزالت كل الفروقات بينهم بنسبة 98% ..
(إلا ماكان من بعض الشيوخ كسعد بن عبادة ..
ونراه عند وفاة النبي في سقيفة بني ساعدة) .

وثبّت هذا .. هذه الاية التي قراتها ألف مرة ومافكرّت بها ! :
من يطع الرسول فقد اطاع الله ..

.....
.....

نُكمِل القصّة يا إخوة ..

فلما رأى ذلك (كره النبي للخروج من المدينة) رجالٌ من ذوي الرأي ..
قالوا هذا رسول الله وهو أعلم بما يريد ..
فقالوا يارسول الله امكث كما أمرتنا .

فقال : ماكان لنبي أن يضع لأمته وأذّن بالخروج إلى العدو ..
أن يرجع حتى يقاتل ..
وقد دعوتكم إلى هذا الحديث فأبيتم إلا الخروج ..
فعليكم بتقوى الله والصبر عند البأس إذا لقيتم العدوّ ..

ثم قال : وأنظروا ما آمركم به فافعلوه !!

بأبي أنت وأمّي يارسول الله ما أشدّ أدبك وما أحكمك وما أحلم خُلقك !

وما أدهاك من مخطّط ..
لم تقل لهم : خلص أنا خلصت خططي وأنتم ماسمعتموها ..
أنتم حطّوا خطّة لنشوف وأرونا ‏‎ ؟!!

_ بل بلحظات انتقل من خطة حرب العصابات داخل المدن ..
التي ابتكرها هو ..
لوضع خطّة جديدة بناءٍ على المُعطيات الجديدة ..

(ملحق للجزء الثاني من غزوة أحد)

قد يسأل الآن سائل ..
مافهمت قصدك ولم أفهم لماذا ركّزتَ على هذه المسألة ؟!!

_ ركّزتُ على هذه المسألة لعدّة أسباب :

1- خفت أن يقوم أحدكم الان ويتعلم من الدرس ‏‎ :
أنه إن أصرّ عليه بعض الولدان المتحمّسون ..
أن يقذف بنفسه وبجماعته إلى الهلاك !

ويستدلّ بذلك : هذا رسول الله أطاعهم يوم أُحد !!
(لا تستغربوا فإنّي والله قد رأيت من أصحاب الأهواء ديناً ..
لو جاء كل علماء الكيمياء ليعرفوا تركيبته ما عرفوه !)

2- أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان حازماً وقت يجب أن يكون حازماً .
وكان متسامحاً في الوقت الذي يجب أن يكون فيه متسامحاً .

3- الأمر الأخير هو أن تعرف أمراً مهمّاً جدّاً في زماننا ..
وهو : أرأيت صبر النبي على الأنصار وتدرّجه معهم وحكمته بالتعامل معهم ..
لأنهم تربّوا على أمر سيء في مجتمعهم :
وهو العصبية القبلية وتقديم إبن القبيلة والقريب على أي غريب مهما كان !

_ فإن كان بأمر واحد تربّوا عليه وأنتشر في مجتمعهم ..
صبر عليهم وداراهم وتعلما معهم بحنكةٍ شديدة ..
حِرصَ رجل في صحراء كاد أن يهلك ..
فوجد ماء ملأ كفيّه فهو يداريه لئلا يتسرب !

_ فإن كان على أمرٍ واحد تربّوا عليه واستشرى فيهم ..
كل هذا الحرص والحنكة في التعامل !

فكيف بمجتمعات تربّت على يدي الصوفية من العثمانيين في أواخرهم ..
ثم انتقلت للفرنسين والانكليز ثم لطواغيت أنجاس ..
كيف وإن كانوا نصيرين !!!
إن النصيرين والله إذا دخلوا قريةً أفسدوها !

_ فما بال من يقول اليوم ممّن يدّعون منهجه !!!!
أنهم يقولون لايصلح فساد الناس اليوم إلا السيف !!!!

والله مافقهت منهج نبيّك يا أحيمق .. ولاعرفته !

...

السيف ضروري ومطلوب ..
لكن كما قلت بدورة الحرب الأخطر :
(ولاحظ الشبه الكبير بينها وبين دروس السيرة ..
فبالأصل هي مستقاة من سيرة سيّد الخلق)

قلت لك :
إن الضرب هو سيف قاطع ذو حدّين ..
إن تصرّفت به لوحده دمّرك .. وإن تركته ولم تستعمله مَيَّعك !
_ وقلت أنه يجب أن يكون المرحلة الأخيرة الفاصلة ..
_ وهو إمّا سيفعّل كل تربية لابنك ويثّبتها .. وإمّا يدمّرها .

فكذلك السيف .. !

_ من الضروري جدّاً أن تراجع دروس الحرب الأخطر لتفهم عليّ ..
وبالأخص الدرس رقم (12-13-14) وهو يتحدّث عن الضرب .

سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (54)

كتاب المغــــــــازي (40) :

غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء الثالث) :

 

(يحتاج كاسة قهوة تقيلة شوي !!)


(5)

ونحن إلى الان في السنة الثانية فقط من مغازيه ..
فهل تعدّون لي إلى الان .. كم أبتكار عسكري وأمني مازال إلى زماننا هذا ..
من اختراع مدرسة محمّد صلى الله عليه وسلم ؟!!

....

(6)

وكان رأي عبد الله بن ابي من رأي النبي (طبعاً هذا خطة وذاك جبناً وتخاذلاً) .
وكانت هذه حجته بعدئذٍ في تركه صلى الله عليه وسلم في نصف الطريق ..
ومعه 300 رجل من قومه !!
فقال : أطاعهم وعصاني !!

وهنا فائدتين :
أ. انظر مدى تأثيره في قومه ..
وهذا لمن يقول إن إبن سلول لم يكن له مهمّاً ككعب بن الأشرف ..
ولذلك تركه رسول الله وقتل ذلك !!

ب. هذا حال منافقي كلّ زمان ..
يتصيّدون "ما يرونه" أخطاءً ..
ليتحجّجوا بها ليَنفُثوا طوفان حقدهم وغيظهم ..
فيؤلّبون الناس على أهل الحقّ ..

والتعيس من يستمع لهم !
وفيكم سمّاعون لهم والله عليمٌ بالظالمين !

....

(7)
رفض التعاون مع اليهود الذين كانوا حلفاء الانصار ..
رغم حاجته للدعم وخصوصاً بعد انشقاق بن سلول .. لماذا ؟!!

لأنه يريد أن لا يكون لهم قوّة وسطوة عليه ..
بعد أن وصل لمرحلة كبيرة في حربهم ..

_ هذه الحرب التي تسمّى حرباً باردةً بزماننا ..
كان هو أول من استعملها صلّى الله عليه وسلّم ..
فقال لاحاجة لنا بهم ..

_ وهذا يدلّك على عظيم تخطيطه وسعة تفكيره ..
وتفكيره الشامل بالأمور كلّها ..
ولايحصر تفكيره بنقطة واحدة فقط .. ولايكون من الذي لايرى أبعد من أنفه !!

.....

(8)

لتعرف درجة الريب الذي حدث وقتئذٍ ..
والغبش الموجود برؤية الجماعة المسلمة وعدم الوضوح بالصفّ ..
(الأنصار بالتحديد منهم) .

كاد بطنان من الانصار (صالحين) أن ينشقا أيضاً مع ابن سلول ..
وهما الذان نزل قوله سبحانه فيهما : إذ همت طائفتان منكن أن تفشلا !

....

(9)

فائدة مهمّة :

قوله صلّى الله عليه وسلم بعد انشقاق ابن أبي سلول :
(مَن رجلٌ يخرج بنا على القوم من كثب (أي من قرب) ..
من طريقٍ لايمرّ بنا عليهم ؟!)

لا أدري حقيقةً سبب هذا التخطيط بالتحديد ..
لأني لم أرى أرض المعركة على أرض الواقع .

- قد يكون يريد أن يفاجئهم ..
- وقد يكون ينكشف عليهم من الطريق النظامي فيصيبون منه مقتلة ..
- وقد يكون يريد أن يستكشف أرض المعركة قبل وصوله إليها ..
وهذه الطريق الفرعية تطلعه على أرض المعركة من بعد )

_ لكن هنا أفكّر أنا التلميذ عند من يدّعي اتباع منهجه اليوم :
طيب ألم يتوكّل على الله وهو رسول الله ..
لماذا كل هذه الاحتياطات والتدابير الأمنية ؟!!

فنفذَ بينهم أبو خيثمة بين بساتين المدينة ..

_ وهنا فائدة أُخرى ..

عندما مرّ النبي بالبساتين ..
مرّ ببستان لرجل من المنافقين اسمه مِربَع لن قَيظي .
فلما سمع حس رسول الله والجيش ..
قام يحثي في وجوههم التراب ويقول لعنه الله :
إن كنتَ رسول الله فإني لاأحلُّ لك أن تدخل في حائطي (بستاني) ..

_ ثم أخذ حفنة من التراب وقال :
والله لوأعلم أني لاأصيب بها غيرك يامحمد لضربت بها وجهك !!

فابتدره القوم ليقتلوه فقال لهم النبي لاتقتلوه .. !!!

...

طيب ..
ألم يستهزأ به ويعاديه ويُظهر له العداوة !!
لماذا لم يقتله ؟!!
(أكيد الظروف وقتها وهذه الدرجة من الريب والغبش والشقاق والانشقاق ..
وهو في حضرة العدوّ الرأس ..
فأكيد لن ينشغل بذنب ..
لذلك قال لهم لاتقتلوه فهذا الأعمى أعمى البصر والبصيرة !
(فقط فكّر .. بسيرته تتغير حياتك كلّها ولايلعب أحدٌ بك بعد الان باسم الدين !!)

...

(10)

فلما نزل المُخطِّطُ الرهيب بأبي هو وأمي ..
إلى أُحد درس المنطقة بسرعة مذهلة !
(أنظر الصورة المرفقة)

أ . فنزل الشعب وجعل ظهره وعسكره إلى الوادي ..

..

ب. وقال لايقاتلن أحدٌ حتى نأمره بالقتال ..
وهذا لُنهي تخطيطه وتوزّعه صلّى الله عليه وسلّم ..
مع ان السائد وقتئذٍ أن القتال كان (هوشة عرب !) .

فالعجيب أنّه خطّط كل هذا التخطيط بزمن (هوشة العرب) .
ونحن نهوش هوشة العرب في زمن التخطيط والعبقريات !!

_ وكانت قريش سرّحتْ دوابها في بساتين المسلمين ترعى فيها ..
فقال رجلٌ من الانصار أترعى زروع بني قيلة ولمّا نضارب !!

(انظر أيضاً وأيضاً لحال الأنصار وقتئذٍ ..
ولن يفهم عليّ هذا والدرس السابق وملحقه تماماً ..
ويعرف لماذا فصّلت في الموضوع وماضرورة تعلّم هذا من النبي ..

إلا من يأتي ضيفاً غريباً على قوم منعوه وحموه والناس كلّها تعاديه ..
ويكون اخطاء كبيرة وهو يريد ان يرّوض نفوسهم للحق ..
فهم فيهم الخير العظيم !

فأكيد لايروّضه إبتداءً بالسيف وإقامة الحدود !!!
وأنت كافر وفاسق ومرتد و .. و .. الخ .

......

هــــــــــامّ .

ج . وهنا أعجب اكثر وأكثر من أصحاب السِيَر والله ..

يقولون لك جملةً تحتاج مجلّدات والله ..
في بيان ذكاءها ودهاءها وعظيم تخطيطها عسكرياً وأمنياً ..

لكن هم للأسف كلّفتهم جملةً واحدةً :
(وتعبّأ رسول الله للقتال وأمّر على الرماة فلان بن فلان !!!!!)

_ لا أدري ما أقول حقيقةً .. وأنت تقرا القصّة ..
خلص .. !
أمّر على الرماة فلان ..
وكأن الأمر طبيعي أو عادي .. وخاصّة بزمانهم !!!!!!

....

لاتنسى هذه النقاط يا عبد الله :
- هو لم يحدّد زمان المعركة .
- لم يحدّد مكانها بل عدوّه من حدّد .
- نزل هذه الأرض ولم يدرسها من قبل لأن عدوّه من حدّدها !!

_ ومع ذلك خلال دقائق يدرس أرض المعركة :

- فيجعل ظهر لأحد فيحمي ظهره ..

- ويرى هناك جيل صغير مقابل لأُحد (أنظر الصورة المرفقة) .
فيخترع عليه علماً جديداً لم يعهده التاريخ ..

(لاتنسى تعدّ ابتكاراته صلى الله عليه وسلم ..
ونحن مازلنا في السنة الثانية فقط !!
ونحن نظنّ أنه بنى هذه الدولة لأن الملائكة كانت معه !!!) .

أخترع علماً مازال هو الأقوى والأمضى على الاطلاق بزماننا !!
مدرسة القصف الجوّي واستعماله في المعارك !!!

نعم أيها السادة ..
القصف الجوّي كان أول من اخترعه نبيّكم !!
(وأتحدّاكم أن تأتوني برجل استعمله قبله)
نبيّكم الذي لم تعرفوا من سيرته إلا طلع البدر علينا !!!

_ (ولو عقل المسلمون هذه السيرة بحقّها وهم قد حكموا العالم قروناً ..
ماخرجت الطيارات والسوخوي والإفّات .. إلا منهم والله !!
لكن تحّكم بهم الأمويين ومن بعدهم العباسيون ومن بعدهم العثمانيون ..
الذين عطّلوا العلوم وشغلوا الناس بالحيض والنفاس ..
لأمور سياسية ولغرورهم بقوتهم وقتها ..
وكانت هذه إحدى أسباب تدميرنا اليوم) .

...

وتفاجأ المشركون بهذا الإختراع وذُهلوا .. وخُلطت أوراقهم وهزموا !
كما تفاجأوا من قبل وسيتفاجئون لاحقاً ولاحقاً منه بأبي هو وأمي :
(هذه بدعة لم تعرفها العرب !) .

.....

ولتعرف أهميّة هذا الاختراع العسكري الرهيــــــــــــــب !

أنظر فقط قليلاً وتفكّر ..
فتعرف أنه هو من قلب الموازين في المعركة .. كلّها !!

_ فالميزان الأول الذي قلبه :
700 رجل مضعضعين مهزوم بعضهم نفسيّاً
(بسبب ماحدث من شقاقات وإنشقاقات) ..
مقابل 3000 رجل مسلّحون بأفضل السلاح ومعنوياتهم مرتفعة !!

_ لاحظ :


(كيف تنتصر عندما توظّف أقل الطاقات بشكل ذكيّ .. ولاتحرقها ..
وعندما تعرف مواطن ضعف العدوّ ..
ولو فرض العدو عليك المعركة وزمانها ومكانها هو ..
وكل هذه نقاط قوة رهيبة له ..
وقلت لكم أن ثلاثة أرباع النصر هو تحديد الزمان والمكان
"انظر لحجّة الخبثاء اليوم : قصف شديد نقص ذخيرة ... الخ !!" ) .

_ هذا التباين الرهيب بالقوّة .. بكل عناصرها :
(العدد السلاح الزمان والمكان وجود مخطّطين كخالد بن الوليد معهم)

فقط بسبب هذه الخطّة المُحكمة وبسبب القصف الجوي المحمّدي ..
هُزم المشركون أول المعركة شر هزيمة ..
وتزعزت صفوفهم وفاتوا ببعضهم ..
وهربوا وتركوا كل شيء ورائهم حتّى !!!
(هذه الغنائم التي انغرّ بها بعض الرماة للأسف) .

....

الميزان الثاني الذي قلبه هذا القصف الجوّي :
هو لما ترك الرماة موقعهم .. وتوقف القصف الجوي ..
وبعبقرية خالد بن الوليد الذي راقبهم .. انقلبت موازين المعركة كلّها !!!
وهزم المسلمون هزيمة قاسيةً قاسية قاسية ..

......
.......

وهنا السؤال الأهم ؟!!!!!

لماذا لم يهاجمهم خالد من قبل وهم فقط 50 رامياً ..
وهو يعلم من ذكاءه العسكري أنّه متى قضى عليهم ستنقلب المعركة ؟!!!
بل انتظر لتركوا مواقعهم ؟!!

_ الجواب :
لأنه لم يكن سيستطيع الوصل إليهم ..
لأن قصفهم كان جوّيّاً وموقعهم كان مُحكماً !!!

.......

وأختم بالســـــــــــــــــــــــــــــؤال الذي نشّف ريقي وأنا أفكّر فيه ؟!!
كيف عرف كل هذه النتائج هذا النبيّ ؟!!!!
يامن تدّعون أنكم على منهجه يا أذلّ وأغبى الأمم الان ؟!!!!!!

كيف عرف كل هذه النتائج فقال للرماة : لاتخلوا مواقعكم أبداً !!!!!

_ يا أخي فهمنا لاتتركوها من أجل الغنائم ..

طيب مامعنى أن يقول لهم :
لاتتركوها ولو رأيتمونا تخطّفنا الطير ؟!!!!!!!!!!!!!!!

.......
.........
...........
.............
................

لا أدري ما أكتب ..... !
وأحياناً الصمت .. يُعبّر عندما يعجز الكلام ...

...

ويعلم الله أنّ عيني تدمع الان ..
وأكاد أنفجر من غيظي من أمّة ..
تحرق شبابها وطاقاتها وهي تدّعي انها على منهجه !!

_ قلت لكم :
لاتشوّهوا اسم الرجل إن لم يكن لأنه نبيّ ..
فلا تشوّهوه كقائد عسكري لم يعرف التاريخ مثله والله ..

...

أفتخر بك .. أعتزّ بك .. أرفع رأسي عالياً بك ..
يا نبيّي .. أنت نبيّي ولي كل الفخر والله ..

وسلّم لي على نابليون .. وجينكزخان ورومل ..

وحتى على خالد بن الوليد !!!
الذي للأسف حُِوّل تفكيرنا على أنه المخطط العسكري الناجح ..
( وهو كذلك طبعاً )

وأخذنا بعقولنا نظرةً عن النبيّ :
أنه الرحيم صاحب الوجه الأنور والعيون المكحّلة!!

_ أين خالد بن الوليد وذكاءه الذي أعجز الروم والفرس لاحقاً ؟!!
(أعظم دوليتن في العالم وقتها .. مثل أمركا وروسيا اليوم)

_ أين هو ؟!!!!
لقد ضيّعته عبقرية محمّد بن عبد الله .. ولا فخـــــــــــــر !
وجعله يقف مذهولاً محتازاً عاجزاً مُسقّط اليدين مكبّلاً !
(رغم انه كان الأقوى بكل شيء والمتفوق على رسول الله "عسكرياً")

بضربة واحدة وهي الرماة !!

_ حتى خالف الرماة أمره صلى الله عليه وسلم ..
واستغلّها خالد أحسن الاستغلال !

_ وهذا يدلّك على العبقرية العسكرية لخالد ..
التي أعجزها رسول الله بأّحد وضيّعها !

....



(ملاحظة : الصورة من الانترنت لكن التعديل عليها من عند الإخوة) .

سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (55)

كتاب المغــــــــازي (41) :

غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء الرابع) :

 

(11)

وفيها أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم لبس درعين وليس درع واحد .
قلتُ : ومن الناس من لايرى في السيرة إلا هذا الشاهد ..
ومنهم من لايرى إلا شاهد البراء بن عازب لما ألقوه بالمنجنيق على القوم !

_ وهكذا دائماً نحن ..في كل شيء !
نأخذ مانهوى ونسوق له عشرات الايات والأحاديث ..
لبّسنا فيها او دلّسنا أو اقتطعنا أو جزّأنا .. لابأس !
المهم أن ننصر مانهوى ونُسكت الطرف الآخر ..
ونُسكت الصوت الذي يأيتنا من داخلنا أحياناً بالحقّ .. لكن نصرفه عنّا !!

_ فهو بأبي هو وأمّي لبس درعين هنا ..
وهو نفسه من أرسل حذيفة بعملية إنغماسية مخابراتية ..
بانغماس داخل معسكر قريش .. لو نظر أحدهم لقدميه لرآه وقتله !
وأرسل زيد بعملية انغماسية أخرى ليأخذ جثّة خبيب ..
و .. و .... الخ .

..

فاحذر عبد الله ..
فما دمّر دين القوم وشوّهه اليوم إلا : الأهـــــــــــــــواء !

_ فهاهم علماء السلاطين لايعرفون من الدين ..
إلا قوله صلّى الله عليه وسلّم لأسامة (يسوقونه مُجتَزأً ملبّساً مدلّساً محوّراً) :
أقتلته وقد قالها !

والطرف الآخر من ولدان الجهاد لايعرف من دينه إلا :
النبي قتل من أنبت من بني قريظة !

..

تجده اليوم يقول :
لازم نتعامل مع الشباب اللي بيقولوا ديمقراطية مشان مايهاجم الغرب الثورة !

ولما يتولّى منصب ما بإحدى الجماعات "الاسلامية" أو يكون له مصالح معهم .
بصير أخونا بالله فجأة شيخ الاسلام بعد مايعلموه كلمتين ‏‎

لا ويأتي ليعلمك ..
وأنت لما سُجنت من أجل هذا كان هو يقول في الروضة : للبعث ياطلائع ‏‎ !!

_ فتراه يبدأ يردّد كالببغاء دون أن يعرف خبايا كلامه وحيثياته وظروفه :
حكم الله والدولة الاسلامية والمرتدين والفاسقين و .. و .. !!
والأهم ينسى كلامه السابق ويقول لك :
هل تترك الراية وتتعامل مع المرتدين تبع الجيش الحرّ ‏‎ !!

_ ولما تذهب مصلحته معهم ويأتيه عرض من غيرهم يقول ك :
يا أخي : إن كانوا ابن سلول فكن لهم كالرسول ‏‎ !!

...

أو تراه لايعرف من دينه إلا أن النبي "سامح" ابن سلول ..
أو أن النبي قتل كعب بن الأشرف !!!

...

وهكـــــــذا أصبح شباب أمّتي وعلماء أمّتي ووجهاء أمّتي .. !

تلك الأمّة التي انتسبت لخير مخلوق مرَّ على هذه الدنيا ..
فبدّلَتْ وغيّرتْ وحوّرتْ .. فذلّت وضاعت وهانت وأُخزت وتُركت !
واتّبعت سنن من قبلها بالحرف !!
حتى ولو دخلوا جُحرَ ضُبٍّ دخلوه معهم .. وصدق رسول الله !

_ تسألني من تقصد بسنن من قبلهم : أليهود والنصارى ؟!!
أقول لك : فمَن .. !

...

ألم تسأل نفسك سؤالاً من قبل لماذا كلّ هذا الكلام ..
الذي أنزله ربّنا من فوق سبع سماوات عن بني إسرائيل ؟!!!

- ألم تسمع بقصّة أصحاب السبت مثلاً ؟!!!
- ألم تسمع بقصّة البقرة ؟!!
- ألم تسمع بالذين قالوا مللنا ولن نصبر على طعام واحد ..
- ألم تسمع بقصّة الذين قالوا إنّ فيها قوماً جبارين ..
- ألم تسمع بقصّة رفعنا فوقهم الطور كأنّه ظلّة وظنوا أنه واقعٌ بهم ..
- ألم تسمع بقصّة ادخلوا الباب سجّداً وقولا حطّة !
- ألم تسمع بقصّة العجل بعد أن فلق الله لهم البحر أمام أعينهم وهم ينظرون !!
- ألم تسمع بقصة اِجعل لنا الهاً كما لهم آلهة ..
- ألم تسمع بقصة إذ برّأه الله مماقالوا وكان عند الله وجيهاً .
- ألم تسمع بقصّة الذين يحرّفون الكلم عن مواضعه ..
- ألم تسمع بقصّة خيرنا وبن خيرنا ثم شرّنا وابن شرّنا
- ألم تسمع بقصّة المائدة ..
- ألم تسمع بقصّة مريم .. زكريّا .... .... الخ !!
- ألم تسمع بقصّة الذين قالوا لن نؤمن بك حتى نرى الله جهرة ..
- ألم تسمع بقصّة الذين قالوا لن تمسّنا النار إلا أياماً معدودات !
- ألم تسمع بقصّة علماءهم الذين كانوايأكلون السحت !
- ألم تسمع بقصّة علماءهم الذين كانوا يكنزون الذهب والفضّة ..
- ألم تسمع بقصّة الذين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض ..
فأخذوا الأسرى وتركوا القتل !
- ألم تسمع بقصّة الذين قالوا سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ..
ليّــــــــــــــاً بألسنتهم وطعناً بالدين ..
- ألم تسمع بقصّة الذين اُشربوا العجل في قلوبهم !
- ألم تسمع بقصّة الذين قيل لهم آمنوا بما أنزل الله ..
قالوا نؤمن بما أنزل علينا (زعموا) ..
ويكفرون بالكتاب وهم يعرفون أنه الحقّ مصدقّاً لما معهم !
(وهم قد اتخذوا العجل وكفروا بما أُنزل عليهم أصلاً بعد ان جاءهم موسى بالبينات !)
- ألم تسمع بقصّة الذين كلَّ ماجاءهم رسولٌ بما لاتهوى أنفسهم :
فريقاً كذّبوا وفريقاً يقتلون !
- ألم تسمع بقصّة وإنّ منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب ..
لتحسبوه من الكتاب وماهو من الكتاب ..
ويقولون هو من عند الله وماهو من عند الله ..
ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ..
- ألم تسمع بقصّة الذين كانوا يستفتحون على العرب بالنبي ..
الذي سيأتي في آخر الزمان ..
فلما جاءهم ماعرفوا كفروا به ولم يسمعوا لأنه ليس من جماعتهم !!
- ألم تسمع بقصّة الذين قالوا قلوبنا غُلف (لانفهم كلامك ولايدخل قلوبنا) ..
بل لعنهم الله بكفرهم فقليلاً مايؤمنون !
- ألم تسمع بقصّة الذبن بئس ماقدّمت لهم أنفسهم ..
أن يكفروا بما أنزل الله بغياً (هوىً) :
أن ينزّل الله من فضله على من يشاء من عباده !!!
- ألم تسمع بقصّة ..... ألم تسمع ... ... الخ !!

...

وماذا أُعدّد لأعدّد ..
إن كان نصف قرآننا تقريباً عن قصصهم ؟!!!!

(تفكّر بهذه القصص وعشها وأسقطها على أرض الواقع ..
لاتجعلها كققص ليلى والذئب كما أعلّمك منذ وقت طويل !)

...

ماذا أقول ؟!!!!
وكل هذه القصص يا نـــــــــــــــــــــــاس بالقرآن ؟!!!!!
وليس بالسنّة حتّى (ماعدى قصّة ابن سلام شرّنا وابن شرّنا) !!!

كلّ هذا لأنه سبحانه علم أننا سنتّبع سننهم ونصبح مثلهم !
بل وأخبرنا رسوله بهذا !!

وأنت عندما تقول هادون يهود .. !!
يعني بلسان حالك .. أن الله سبحانه حكواتي (حاشاه سبحانه) ..
أو يحب صفّ الحكي و(طقّ الحنك) !!!!!
سبحان الله عما يقولون بلسان حالهم !

_ وإلا لماذا ذهب نصف القرءان أو أكثر على بني اسرائيل ..
مادام هم يهود ونحن والحمد لله !!!! مسلمون !!!

هه ..
تعست أمّة لم تعرف كتابها ولاسيرة نبيّها ..
ولا تفهم منهما إلا ما يوافق هواها !

...

والعجيب أننا في كل صلاة نقول غير المغضوب عليهم ‏‎ ؟!!!!
فيقولون لك العلماء "الأنجاس" المقصود بها اليهود ..
فتقول لما تفكّر بها ..
(هذا إن فكّرت وأتحدّى أن 99% منكم يقرأها كالببغاء أتحـــــــــــــدّى !!)

تقول الحمد لله أنا مسلم وهدوك يهود ‏‎ !!!!

_ المقصود فيها يا عباد الله :
اليهود نعم .. لكن الأهمّ من سار بسنّنهم من أمّة محمّد !

_ فاليهود قد عرفوا الحق ..

لكن أزاغهم الهوى عنه ..
ولعبت بهم أهواءهم فحرّفوا الكلم عن مواضعه ..
وآمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض ..
ولووا ألسنتهم بالكتاب ليحسبه المغفّلون من أتباعهم من الكتاب ..
وماهو من الكتاب !
وقالوا هو من عند الله وماهو من عند الله ..
ويقولون على الله الكذب ... وهم يعلمون !
وكلّ ماجاءهم رسولٌ بما لاتهوى أنفسهم استكبروا عن الحقّ ..
ففريقاً كذّبوا وفريقاً يقتلون !
وهم الذين كانوا يستفتحون على العرب ..
بالنبي الذي سيأتي في آخر الزمان !
فلما جاء النبّي ليس من جماعتهم الذي عرفوا كفروا به !!

............
...........

كلّ هذا الكلام كان ..

لمحةً سريعةً عن دين الأهواء ..
الذي مابرحت أحذّر منه ..
ومازلت أدندن به .. وأبيّن خطره منه .. و أحاربه وأدعو لتركه !

_ وأنّ الناس لاتأخذ من الدين إلا : لبس النبي درعين بأُحد ..
أو عملية البراء بن عازب بالجانب الآخر !

....

 

سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (56)

كتاب المغــــــــازي (42) :

غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء الخامس) :

 

(12)

ومن شجاعته بأبي هو وأمّي وإقدامه ..
أن طلحة العبدري حامل لواء المشركين يومئذٍ دعا إلى البِراز ..
فأحجم الناس عنه .. حتى برز إله الزبير بن العوّام ..

فوثب حتى صار معه على جمله ثم أنزله إلى الأرض ..
فذبحه بسيفه ..

فأثنى عليه رسول الله وقال إنّ لكل نبيّ حواريّاً وحواريَّ الزُّبير ..
وقال : لو لم يبرز إليه لبرزتُ إليه أنا .. لمِا رأيت من إحجام الناس عنه .

...

وهنا فوائدٌ ثلاث :
_ انظر لقوة الزبير وإقدامه وتدريبه الخاصّ ..
وثب وثبة واحدة فصار معه على الجمل !
_ ذبحه في أرض المعركة لأنه كانت تهابه الناس ..
فبذا شجّع المسلمين وأرهب الكافرين وهذا في أرض المعركة ..
فعلٌ محمود .

لكن لم يَرِدْ أنه صلى الله عليه وسلم رضي بالذبح ..
أو أنّ أحد من صحابته ذَبَحَ في غير أرض المعركة ..
إلا ضرباً بالسيف "وللضرورة" .

_ شجاعته صلّى الله عليه وسلّم وقوّته ..
وعدم رَهبِه لأي شخص مهما كان !!!
أليس هو النبي الرحيم العطوف فقط ؟!!!

....

(13)

وفيها قُتل مصعب بن عمير وحمزة بن عبد المطلّب ..
ولو أنّ مافي هذه المعركة إلا هاتين .. لكفانها !

....

(14)

انظر لتوظيف أقل الامكانيات بأفضل النتائج ..

سؤال ..
لو أن الخمسين رجلاً من الرماة كانوا مع الجيش على الأرض ..
ماذا كانوا سيفعلون ؟!!

لاشيء يُذكر ..

_ بينما لما وضعوا بالمكان الصحيح ..
ووظفت إمكانياتهم بالطريقة الصحيحة .
وضربوا بالشكل الصحيح نقطة ضعف العدو ومفاصله ..
ماذا كانت نتيجتهم وهم خمسين فقط ؟!!!!
قلبوا نتيجة المعركة كلّها !!!

_ والدليل إنهم لما تركوا مواقعهم ..
قُلبت المعركة من هزيمة لنصر للعدوّ !!!
رغم أن خالد كان يترقبّهم ..
ولكن لايستطيع الوصول إليهم وهم خمسين رجلاً فقط ..
وهو معه الخيل والفرسان !!!!!
وإلا لقضى عليهم من أول المعركة .. ولم ينتظر ليُخلوا مواقعهم !

....

(15)

وخلص العدو إلى رسول الله ..
انظر إلى الحماس ومخالفة الأوامر العسكرية للأمير :
(الأمير الصالح الذكيّ الفطن ..
وليس الغبي أو المخترق أو العميل أو الحمار ‏‎ ) .

ماذا يفعل ؟!!
لولا لطف الله لقضى على الدولة الاسلامية كلّها !!

..

فدُثَّ بالحجارة حتى وقع لشقّه ..
وجرحت شفته السفلى ودخلت حلقتان من حلق حلقات المغفر ..

ووقع رسول الله في حفرةٍ حفرها أبو عامر الفاسق ليقع بها المسلمون !
فأخذه علي ابن ابي طالب بيده ورفعه طلحة بن عبيد الله حتى استوى قائماً ..
ومصّ مالك بن سنان الدم من وجه رسول الله ثم ابتلعه ..
فقال من مس دمه دمي لم تصبه النار ..

فأصيبت رباعيته وشجّ في وجهه وكُلمت شفته ..
وجعل الدم يسيل في وجهه بأبي هو وأمّي ونفسي ..
فجعل يمسح الدم ويقول :
كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيّهم وهو يدعوهم إلى الله ..

فأنزل الله : ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم ..
أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون .

_ فأُثقل رسول الله ..
وتفرق عنه أغلب أصحابه ودخل بعضهم المدينة ..
وانطلق طائفة منهم فوق الجبل إلى الصخرة ..

وجعل رسول الله يدعو الناس إليّ عباد الله ..
فاجتمع إليه 30 رجلاً فقط !
فجعلوا يسيرون بين يديه .. فلم يقف أحدٌ إلا طلحة وسهل بن حنيف .
فحماه طلحة فرُمي بسهم بيده فيبست ..

وأقبل أبيّ بن خلف يريد أن يقتله صلّى الله عليه وسلم ..
فضربه النبي بحربة فأرداه ..

....

(16)

ومن مظاهر الغبش عند الأنصار ولتعلم حالهم وقتها أكثر وأكثر ..
وتفهم الدروس السابقة وطريقة تعامل النبي معهم تلك المرحلة ..
(قبل الخندق) .

أنّ بعض أصحاب الصخرة يومئذٍ قالوا :
ليت لنا رسول إلى ابن سلول فيأخذ لنا أمنةً من أبي سفيان ..
يا قوم إن محمداً قد قُتل فارجعوا إلى قومكم قبل أن يقتلوكم ..
فقال أنس بن النضر رحمه الله ورضي عنه :
يا قوم إن كنا محمد قد قتل فإن رب محمد لم يقتل ..
فتعالوا وقاتلوا واقتلوا على ماقتل عليه محمّد ..
اللهم إني اعتذر إليك ممايقول هؤلاء ..
وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين .

والعجيب أن من يخبرنا بقوله هذا لايخبرنا القصة كلّها ..
يظنّون أن هذا عيباً !!!
رغم أنّ الله سبحانه يذكره بالقرءان ..
(منكم من يريد الدنيا ومن كم من يريد الآخرة
إذ تُصعدون ولاتلوون على أحدٍ والرسول يدعوكم في أُخراكم) .

ولو علموا الحقّ لعلموا أن هذا لتكون سيرة الحبيب محمّد ..
نبراساً لكل مسلم ودليلاً ومناراً لكل من يريد إقامة الدول ..
بصعوباتها ومخاضها وتربيتها وتزكية جنودها ..
ومنافقيها وخونتها وصادقيها وثباتها ..

ليميز الله الخبيث من الطيب وليعلم الذين آمنوا وليعلم المنافقين .
وليعلم الله الذين آمنوا ويتّخذ من كم شهداء !

...

وأقبل رسول الله على أصحاب الصخرة فلم يعرفوه ..
فأراداو أن يرموه بسهم .. فقال لهم أنا رسول الله ففرحوا به .
وفرح بهم بأبي هو وأمي ..

فلما أجتمعوا ذهب عنهم الحزن فقعدوا يذكرون نصرهم بالبداية ..
ويذكرون أصحابهم الذين قتلوا :

(والله أشعر بصيدنايا تماماً :
بأسودها وثباتها وصادقيها .. وبمنافقيها ومتردديها وخونتها !
بمن فرّ منها ولم يثبت (وفيه الخير) كما فعل عثمان بأُحد ..
(بأبي أنت وأمي يارسول الله وسيرتك .. هي نبراس لكل شيء !)

...

ثمّ أقبل أبو سفيان إلى الصخرة حتى أشرف عليهم ..
فهمَّ الصحابة أمرُه ..
قال لهم النبي ليس لهم أن يعلونا ..
اللهم إن تُقتل هذه العصابة لاتُعبد في الأرض ..

_ ثم قعد وانتظر نصر الله ؟!!
لا .. ثم ندب أصحابه فرموهم بالحجارة حتى أنزلوهم ..

وبعدها تُكمَل القصّة المشهورة ..
اعلُ هبل فردّ عليه عمر الله أعلى وأجلّ ..
قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار ... إلى نهاية القصّة !

....

(17)
ولتعلم كيف كانت العلاقة بين النبي والمهاجرين من جهة ..
والأنصار من جهة أخرى وقتئذٍ .. وحساسية العلاقة !

_ أنّه لما رهقوا النبيّ ..
وهو في سبعة من الأنصار ورجلين من المهاجرين ..
قال من يردّهم عنّا وهو رفيقي في الجنّة ..
فجاء رجلٌ من الأنصار فقاتل حتى قُتل ..
فأعاد النبيّ قوله حتى قتل السبعة كلهم ..
فقال النبي لصاحبيه من قريش (المهاجرين) : ما أنصفنا أصحابنا !

..

وكنت اسأل نفسي فيما سبق لماذا هذا القول ؟!!
أليس كلّهم مسلمون وما الفرق ؟!
حتى وعيت ورأيت الدنيا وفهمت مشاكلها ..
ووعيت السيرة بحقها بفض الله ..
فوعيت قول النبي صلّى الله عليه وسلم هنا !

.....

(18)
ويظهر لك جلادة النبي وبأسه في الحرب وحين يحمي الوطيس ..
حيث تراه يفدي سعاً بأبيه وأمّه تشجيعاً له على الحرب ..
بل ويناوله السهم ليس له نصلٌ ليرمي به حتى !
وكذا مع أبي طلحة زوج أم سُليم أم أنس بن مالك ..

.....

(19)
وترى دور النساء واضحاً في الدولة وحمايتها ..
وفي المجتمع وفي والحروب وبكل شيء ..

ومنه أن عائشة وأم سُليم كانتا مشمّرتين ..
يُرى خَدَم سوقهما (رجليهما) تُنفران القرب على متونهما ..
تُفرغانه في أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنه !

ومنه مافعلت أم عمارة نسيبة بنت كعب وماقتلت من المشركين ..
وكانت من النفر القليل الذين ثبتوا مع رسول الله يومئذٍ !!

ودور فاطمة أيضاً بإسعاف الجرحى ... الخ .

.....

سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)

كتاب المغــــــــازي (43) :

غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس) :

ما بين أُحــــــد وصيدنايا (1) !

 



...

الهدف من هذا الدرس ..
أن تعرف أنّ هذا الكلام الذي يُسرد لك في السيرة ليس خيالاً ..
هذا الكلام ليس لصحابةٍ ونبيّ .. وأولئك نبيّ وهؤلاء صحابة !

هذا الكلام لتعلم أنّ من أهل عصرك ..
أناسٌ كانت لهم الدنيا مفتوحةٌ أكثر منك ..
وكان تفوقهم الجامعي خير منك ..
وكان وضعهم المادي أحسن منك ..
وكان جمالهم أجمل منك ..
وكان تطبيقهم (للبنات) لو أردوا .. أكثر منك !

...

لتعلم ..
أنّ الخير لم ينقطع من أمّة محمّد .. ولن !
ولتعلم أنّ هذا الكلام ليس قصص ليلى والذئب !
وليس خيالاً ..

سأذكر لك قصص الآن عن أُُحد ..
أنت (كما كنت أنا) سينمّل بدنك منها ويقشعرّ جلدك وتدمع عينك ..
لكن ستبقى في ذهنك خيال !

_ ستبقى في ذهنك أن أولئك الناس ذهبوا ..
وأنت في مجتمع ذهب منه الخير مطلقاً ..

_ يساعدك على تفكيرك هذا .. واقعٌ أليمٌ ممن يمثّل الدين والجهاد اليوم ..
من أمراء خونة عملاء .. او أغبياء سفهاء .. أو خبثاء سارقين !
وأتباعٍ متصهودةٍ لهم .. دينهم دين الأهواء ..
ولا"يستيقظون" إلا عندما تتضرر مصالحهم هم من جماعتهم !!

_ فأردتُّ أنك عندما تقرأ هذا الدرس وأُسقطه لك على قصّةٍ ..
لم أعرفها برواية فلان عن فلان عن فلان عن فلان ..

بل ... : برأيتُ أنا .. شهدت أنا .. كنت أنا ..

...

أحببت في هذا الدرس أن أجدّد بك الأمل في خضمّ هذه الفتن ..
وأنت تعلم أني أكثر من يحذّرك من الفوشان باسم الأمل والتحريض !

_ لتُمسِك بالمنهج وتلتزم الطريق وتثبت فيه ..
ولو كنت وحيداً فريداً ضعيفاً غريباً ..

فوربّك لو تثبت وتثبت و تثبت ..
ليهدينّك الله سبيله الحقّ ولتقوى به ولتواجهنّ أعتى جمعهم ..

ولو كان معهم عشرات الالاف من الرجال والسلاح والأموال ..
فسيهزم الجمع ويولّون الدبر .. وما أغنى عنهم جمعهم وما يكسبون !
أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة .. ادخلوا الجنّة !
لاخوف عليكم ولا أنتم تحزنون !

_ هؤلاء (الغرباء) الذين أقسمتْ جموعهم أنّ الله لاينالهم برحمة !
قلتم عنهم : مجرمون عملاء (إفكٌ افتراه وأعانه عليه قومٌ آخرون !!)
فتانون ساحرون كذابون يحبون أنفسهم يريدون أن يتفضّلوا عليكم ..

_ ألم ترى لقول الله :
ولو أنّا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم :
(أمر ظاهره فتنة وشدّة عليهم) .
ما فعلوه إلا قليل منهم .. ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم .
1- وأشدَّ تثبيتاً (رغم أنّ ظاهر الأمر فتنةً لهم) .
2- وإذاً لآتيناهم من لدنّا أجراً عظيماً .
3- والأهم : ولهديناهم صراطاً مستقيماً !

..

فوربّك لو تثبت ..
ليهدينّك الله سبيله الحقّ ولتقوى به ولتواجهنّ أعتى جمعهم ..

ولو كنت أنت لوحدك .. مع كبسات كيبورد !
ترميهم بمجرد كلام ..
ستهدّ عروشهم وتزلزل أركانهم بأمر اللــــــــــــــــه !
فكيف لو بدأت بالعمل !
لتجدّنهم والله هباءً منثوراً وعِهناً منفوشاً وفراشاً مبثوثاً !

_ إنك مع الله .. وعلى منهجه !
فأليس الله بكافٍ عبده ؟!

....

أحببت في هذا الدرس أن أجدّد بك الأمل ..
لتعلم أنّ الله سينصر دينه الحقّ وإلا لقضى على امثال هؤلاء الصادقين ..
وإلا لما عرفّك بما تتعلمه الان ..
وإلا لما دلّك على مثل هذه الكتابات ..

رغم عظيم كيدهم وهوله ليصدّوك عن سماعها ..

_ وكم من رجلٍ منكم ما دلّه على هذا المنهج وهذه الكتابات ..
إلا حملاتهم عليه واتهاماتهم لصاحبه ؟!!

فلا تقلق .. إنّ الله سينصر دينه ..
فاثبت .. واثبت .. واثبت .

لكن إياك أن يدخل الغرور في قلبك وأن تظنّ نفسك عرفت كل شيء !
أو تظنّ نفسك فوق الناس !
وهذا وربي ماسيقتلك وأنت تتنفس !

فلا تتصهود .. ثم زكّي نفسك وأرِقَّها .. وابكي وابكي ..
فوالله لا يتركك الله .. ولايَتِرَكَ عملك !

.....
.....

هذا ما حدث في أحد وهذا ماحدث في صيدنايا (بجانبة المشرق) بعد 1450 عام ..

....

سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)

كتاب المغــــــــازي (43) :


غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس)
ما بين أُحــــــد وصيدنايا (2) !

...

هذا ما حدث في أحد وهذا ماحدث في صيدنايا (بجانبة المشرق) بعد 1450 عام ..

أمّا في أُحد ..
فعن عائشة قالت : كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد بكى ..
ثم قال : ذاك يومٌ كلّه لطلحة !
ثم أنشأ يحدّث : كنت أول من فاء يوم أُحد ..
فرأيت رجلاً يقاتل مع رسول الله دونه وأراه يحميه .. فقلت كن طلحة !
حيث فاتني مافاتني فقلت يكون رجلاً من قومي أحب إليّ ..
وبين وبين المشركين رجل لاأعرفه .. وأنا أقرب إلى رسول الله منه ..
وهو يخطف المشي خطفاً لاأخطفه فإذا هو أبو عبيدة بن الجرّاح ..

فأتينا رسول الله وكانت قد كُسرت رباعيته .. وشجّ في وجهه ..
ودخل في وجنتيه حلقتان من حلق المغفر ..
قال النبي عليكما صاحبكما يريد طلحة .. وقد نزف فلم نلتفت لقوله .
قال : وذهبت لأنزع هذا من وجهه ..
فقال أبو عبيدة أقسمت عليك بحقّي لما تركتني ..
فكره أن يتناولهما بيده فيؤذي رسول الله فأزَمَ عليهما بفمه ..
فاستخرج إحدى الحلقتني ووقع تثنيته مع الحلقة ..
وذهبت لأصنع ما أصنع فقال أقسمت عليك بحقي لما تركتني ..
قال ففعل مثل ما فعل في المرة الأولى فوقعت ثنيته الأخرى مع الحلقة ..

_ فأصلحنا من شأن النبي ثم أتينا طلحة فأصلحنا من شأنه ..
وكان قد وقع في إحدى الحفر وإذا به بضعٌ وسبعون ..
بين طعنة ورمية وضربة بالسيف وإذا قد قطعت أصابعه ..
يذبّ بها عن رسول الله ..

.....

قال الإمام أحمد ..
عن أنس أن عمّه قال :
لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرينّ الله ما أصنع ..
فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون ..
قال اللهم إني اعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني أصحابه ..
وأبرأ اليك مما جاء به هؤلاء يعني المشركين ..
ثم تقدم فلقيه سعدٌ بن معاذ دون أُحد .. فقال سعدٌ أنا معك ..
فقال سعدٌ فلم أستطع يارسول الله ماصنع ..
فوجد فيه بضعٌ وثمانون بين ضربة بسيف أو طعنة برمح أورمية بسهم ..
ووجدوه قد قتل وقد مثّل به المشركون .. فماعرفته إلا أخته ببنانه !

قال فكنا نقول فيه وفي أصحابه نزلت :
فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر !

.....

قال عروة بن الزبير كان أُبيّ بن خلف قدحلف ليقتلنّ رسول الله ..
فلما بلغت رسول الله قال بل أنا أقتله إن شاء الله ..

فلما كان يوم احد .. أقبل أبي في الحديد مقنّعاً !
وهو يقول أين محمّد لانجوتُ إن نجا ..
فحمل على رسول الله بكل قوته يريد قتله ..
فاستقبله مصعب بن عمير دون رسول الله (ونسيبة أم عمارة) .

(مصعب بن عمير .. وما أدراك ما مصعب بن عمير ؟!!
ذاك الشاب الجميل الوسيم المرفّه ابن عائلة الجاه والرقيّ)
فاستقبله مصعب بن عمير يقي رسول الله بنفسه ..
ولو أترك القلم لدمع عيني يكتب لكم الان ..

فقُتل مصعب بن عمير ..
فقال القوم يارسول الله يعطف عليه رجل منا فقال لهم دعوه ..

فلما دنا من النبي تناول بأبي هو وأمّي الحربة من الحارث بن الصمة ..
وأبصر النبي ترقوة أبي بن خلف من فرجة بين سابغة الدرع والبيضة !!
فقال بعض القوم فلما أخذها رسول الله انتفض بها انتفاضة !
تطايرنا عنه تطاير الشُّعر عن ظهر البعير اذا انتفض !!

ثم استقبله رسول الله فطعنه في عنقه :
(تلك الفرجة الذي لاحظها بالدرع .. ولاتعلق !!!)
طعنةً تدأدأ منها على فرسه مراراً (تدحرج) .

_ وأما مصعب بن عمير ... فماذا أقول عن مصعب بن عمير لأقول ..
قتل يوم أحد فلم يترك إلا نَمِرةً كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه ..
وإذا غطى بها رجلاه خرج رأسه ... !
ولاتعليق ..

...

وقاتلت أم عمارة نسيبة بنت كعب رضي الله عنها يوم أحد ..
قالت كنت أسقي الماء لما كانت الريح للمسلمين ..
فلما انهزم المسلمون انحزتُ إلى رسول الله .. حتى أقعدتني الجراح !!

وجرحها ابن قمئة على عاتقها جرحاً أجوف له غور ..
لما اعترضته هي ومصعب بن عمير .. وأناس ممن ثبت مع رسول الله ..
فضربني هذه الضربة ولقد ضربته على ذلك ضربات !
ولكن عدو الله كانت عليه درعان !!

....

وتَّترسَ أبو دحانة دون رسول الله بنفسه يقع النبل في ظهره ..
وهو منحنٍ عليه حتى كثر فيه النبل ..

....

وأن النبي رمى بقوسه حتى اندقّت سيتها (كُسر طرفاها) .

....

وأنّ النبي من شدة الجهد نهض إلى صخرة يعلوها فلم يستطيع ..
فجلس تحته طلحة بن عبيد الله .. فنهض به حتى استوى عليها ..
فقال النبيّ في تلك المعركة .. أوجب طلحة !

............

هذه بعضُ قصص أُحد ..
ما أحببت أن أقصّها لكم بالمؤثّرات وانصروا رسول الله ومابعرف ايش ..
فأجعلكم تبكون ..

فستبكون نعم وتتشجّعون قليلاً ..
لكن بعد يوم واحد ستنسون كل شيء ‏‎ !

_ لماذا ؟!!
لأنّكم تظنّون أنفسكم أنكم في واد وهم في واد !

حتى لو أردتم أن تعيشوا القصّة معهم ستقولون في نفوسكم :
يا أخي لو كنا مكانهم يا أخي لفدينا النبي بأرواحنا ولم نتخلى عنه ..
و ... و ... و ...

هه ..

...

والمشكلة عندنا أن تحولت هذه القصص لقصص ليلى والذئب ..
ومجرّد مؤثّرات ومُبكيات لها وقتها وزمانها ومدة صلاحيتها !!

_ لا أخي .. أنت قبل أن تبكي من هذه القصص ..
فكّر بنفسك لو آمنت يقيناً .. أكرّر : لو آمنت يقيناً مو لساناً ..
لأنو ماشاء الله علينا (خذ مني وجرّ) ..
كل واحد بلسانه يُعطي محاضرات لساعات ..
عن يوم القيامة والجنّة والنار و الموت والدنيا الفانية ‏‎ و ... الخ .
وتنظر إلى بيته تراه يزخرفه بآلاف الدولارات ..

- المهمّ ..
فلو آمنت يقيناً كما آمنوا ..
وعرفت أنّ هذا الطريق هو خلاصك الوحيد ..
من ذلك الموقف الرهيب الذي لابدّ وسيأتيك (القيامة !!) .

ماقضيت الأمر بمجرّد بكاء تنساه في اليوم الثاني !!!
بل بحثت بكل جوارحك وكل عقلك وتفكيرك لتعرف أن تفعل مثلهم !

_أرأيت لو أنّك رجلٌ سمين .. وأنت في جحيم إحدى المعتقلات ..
وكل يوم تذوق أصناف العذاب والذلّ ..
وسمعت أن رجلاً قبلك قد هرب من السجن عن طريق مجاريره ..
ألن تبحث بكل عقلك وتفكيرك على أن تعرف كيف هرب وماذا فعل ..

فإن علمت أن الأمر تطلب منه ..
أن يعيش شهراً كاملاً على الماء فقط ليضعف ..
ومن ثم هو تحمّل أن يغوض بالماء النجسة مع البراز و .. و ..

ألن تفعل ؟!!!!!
أم ستبكي متأثراً بقوّة هذا الأخ الذي هرب ثم تنسى تاني يوم ؟!!

...

إنه الفرق يا إخوة بين قوم آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ..
وبين قومٍ أيقنوا بهذا الكتاب تفكّروا فيه ..
بالدنيا .. بسفهها بفناءها بسفاهة أحلامها ..
وهي تنقضي بحاث سيارة أو بشظية طائشة أو بتشنّجٍ وأنت تسبح !

_ أم أنّهم مجرد بدو متخلفين ‏‎ ..
وأنت العالم البروفسور صاحب الشركات والأموال والعطور الباريسية ؟!!

سلّم لي على باريس قبل 60 عام من الان فقط ..
عندما كانت فيها المجازر الوحشية والاعدامات في الطرقات !
وسلّم لي على باريس أيام سجن الباستيل و .. و .. .
هذه باريس معبودتكم الان ؟!! ‏‎ .

_ وحتى بالمال كان أبو بكر من أكثر قريشٍ مالاً وكذا بن عوف ..
وأما بالعطور المستوردة فكان مصعب ..
يُشمّ رائحة عطره من طريق لطريق ..
فتُعرف أنها رائحة مصعب بن عمير !!!
(دليل أن رائحته لم يكن بمكة مثلها وهي بالتأكيد .. مستوردة !!)
راجع الدرس : (36)

...

هذا مصعب الذي ثبت وفدى رسول الله بنفسه ..

(لاتقول وأنا بفديه .. أنصحك ‏‎ ..
قال لهم حذيفة لما قالوا لو كنا زمن النبي لحملناه على الاكتاف ..
فقال لهم : أأنتم تقولون هذا ؟!!
والله يوم الخندق لم يقم أحد .. وهم صحابة !!
أنا أقول لك لاتثق بنفسك كثيراً !!
فعثمان هرب في أُحد .. وهو مثل بسيط !!
وبالخندق قال لهم النبي من يأتينا بخبر القوم وله الجنّة فلم يقم أحد ..
وهم الصحابة !!!!!!!
وطبعاً سنتكلم عن القصّة وحيثياتها إن شاء الله) .

_ فلا تغتر من نفسك ولاحتى من قدرتك على تفجيرك لنفسك انصحك ..
فوالله ماعرف الفتنة الحق ولا التي تصنع الرجال بحق ..
إلا نفر قليلٌ من الناس اختصّهم الله لأمر ولحمل أمانة ومنهج ..
فجعل منهم أئمة يهدون بأمره لما صبروا في تلك الفتن العظيمة !

...

ومن أعظم وأهول هذه الفتن التي حدثت بزماننا : صيدنايا ..

أذكر أن أميراً كان بالعراق لما وقف وهو لايقدر أن يثبت ..
فقال كنت في أفغانستان وعاشرت شباب البوسنة والشيشان :
(الشيشان سمك الثلوج أمتار) ..

قال والله مارأيت مثل شدّة هذا الموطن قطّ !

....

ماهذا الموقف ؟!!
ولماذا هذا الوصف له ؟!!
أهو فعلاً موقف مهول ...

_ أقول :
مارأيت كصيدنايا قطّ ولم أسمع .. إلا في قصص كقصص أحد !
ففيها قوم أروني القصص .. واقعاً عياناً !

وأعيد لك .. لايغرّك تفجير النفس والله ..

فكم من هارب من صيدنايا لم يثبت ..
كان أسداً بالمعارك التي حدثت بالشام بعد ذلك ..

_ ما هذا الموقف إذاً ؟!!!

...

سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)

كتاب المغــــــــازي (43) :


غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس)
ما بين أُحــــــد وصيدنايا (3) !

 

.....


....

سأتكلم اليوم عن رجلين فقط من رجال صيدنايا ..
هذان الرجلان الذين لايعرفهما أحد الان .. !
ليسا الجولاني ولا البغدادي ولاعبود ولا أبو خالد السوري ولا الهراري ولا العريدي ولاالشيشاني ولا ... الخ .

لكنّي والله ما رأيت بكل تجربتي بالجماعات أو سمعت مثلهما قطّ والله ..

والله لو يكتب التاريخ لسطّرهما في عداد الخالدين ..
لكن ماضرّهما إن لم يعرفهما الناس .. فقد عرفهما (نحسبهما) ربّ الناس ..

...

اخترتهما ولم أختر أبو خالد العراقي رحمه الله أو أثير الشاكر ..
أو أبو قدامة الحلبي (الشاب الصغير) أو .... الخ .
لأنهما لم يذكرهما ويكلكس صيدنايا إلا مروراً سريعاً ..
وذكر بعضاً من قصص الباقيين .. وكل واحد من ال35 يُكتَب مجلّدٌ عنه !

الأول : أبو حمزة عتابا .. الثاني : أبو سعيد الضحّيك رحمهما الله ..

....

أبو حمزة عتابا رحمه الله ..
لا أعرف اسمه الحقيقي لكنّه من مخيم اليرموك في دمشق ..

دخل السجن بتهمة تنظيم مسلّح أو ماشابه ..
لم أعرفه إلا في أحداث السجن ..
حيث تهجّم علي أتباع الشيخ الجليل ‏‎ أبو حذيفة ..

لمّا انبريت للكلام في مواجهتهم كما ذكر ويكلكس صيدنايا :
http://justpaste.it/wiki-saydnaya

فكان "عصابة" الشيخ و"شبيحته" ينتظروني على باب الجناح ..
فعندما وصلت رأيت أغراضي على باب الجناح ‏‎ .
- خير شو القصّة شباب ؟!
تجمّعوا حولي كما تتجمع الزعران في الشارع والله ‏‎ ..
قال : بتشيل غراضك وبتطلع برا الجناح ..
(طبعاً كيف أجرأ أن أواجه آلهتم ؟!!)
وطبعاً لو كان طالع بأيدهم وقتها لقالوا :
لئن اتخذت الهاً غيري لأجعلنك من المسجونين ..
بس المشكلة أنو نحن كنا بالسجن فما كانت رح تظبط معهم ‏‎ ..
فما كان عندهم وقتها أصعب للسجين من طرده من الجناح ..
وماكان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا ال لو ط من قريتكم ..) .

...

المهم حصل تلاسن بيننا ..
وفُضّت المشكلة بتدخل القيادة العليا للسجن ‏‎ (اللجنة الموقّرة) .
وعمل حالو الشيخ مابيعرف طبعاً ..

المهم الشيخ ماشفى غليله ..
فأرسل لأحد زعرانه ..
(هو كان تبع حشيش بالخارج ودخل السجن بتهمة تهريب ثم هداه الله ‏‎ )
وأمره أن يضربني أمام الناس وأنا داخل على الجناح ..

_ اي نحن بسجن صيدنايا الاسلامي ..
من أجل أن لاتظنوا أني أتكلم عن سجن المخدّرات ‏‎ ..
ويعلم الله ماتحدثت شيئاً لكم بعد !!! ‏‎ ..

..

المهم ..
هذا الولد كان في قلبه خير ..
أتى لعند صاحبي فقال له الشيخ لايريد نديم بأي وسيلة بالجناح :
(إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر بالجناح الفساد) .

وطبعاً أبو حسين زينية شاهد على هذه الأحداث كلّها وهو حيّ فاستشهدوه .
(أبو مالك الشامي أمير القلمون اليوم) ..
فهو كان رئيس الجناح الشكلي وبالحقيقة كان الجناح للخبيث :
أبو حذيفة الأردرني الذي أظن أن له دوراً الان مخفيّاً بالأحداث ..
وهذا من أكثر من يريد قتلي لما أعرفه عنه ..
من الأمور المخابراتية إلى الأمور الجنسية .. .. .

_ وهذا ذكر بشار في لقاء له أنه موجود مع "الثوار" ..
ليقول وقتها أن "الثوار" إرهابيين فهو يدّعي قبّحه الله أنه نائب ..
أبو مصعب الزرقاوي وقصّته طويلة .. وقد ذكر منها ويكلكس ..

...

فقال له الشيخ لايريد أبو علي بأي وسيلة بالجناح ..
وأمرني أن أضربه لأخرجه بهذه الطريقة :
(على أساس أن عندي مشاكل مع أحد الشباب بالجناح ..
فينقلوا أحدنا حسب قوانين السجن وقتها وهيك بيكون ماله علاقة الشيخ ‏‎ ..
لأن اخراجي لم يكن بالأمر السهل له ..
وخصوصاً أن هناك بدأت تتأثر بفكري داخل السجن !
وأن اللجنة كانت لاتريد أن تميل الناس لي ..
لمّا يعلموا أنهم أخرجوني وضربوني و .. و ... .)

...

المهم قال له والله أنا ما جاية نفسي أن أضربه ..
لكن هي أوامر الشيخ وأنت بتعرف أنو حرام أنو نعصي أوامر الأمير ..
ولايجوز ‏‎ !!!

...
اخبرني صاحبي فضحكت .. ولم أحرّك ساكناً ..
حتى كان ذلك اليوم وأنا داخل للجناح ..
فهو يكون ينتظرني (اسمه سامر الحوت) ..
يلتف عليّ وبغدرً .. يضربني كفّ ويريد أن يهجم عليّ ..
وفي عينيه والله الخوف والتردد ..

_ انظر ليميني أرى العسكري الذي كان يوزّع الطعام نظر الينا :
(ولم يكونوا وقتها أن يفعلوا أي شيء لأنهم كانوا ممنوعين من دخول السجن ..
وكان السجن تحت حكم السجناء) .
فرأيته ضحك وُسرّ مما رأى من ضربنا لبعضنا .. فوقفت ولم أفعل شيء ..
وقلت له أأنهيت أخي .. أضربني أكثر إن أردت .. أنا لن أردّ عليك أنت أخي ..
وما أردت أن أفرح عدو الله "العسكري" وانتصر لنفسي !

وأبو مالك الشامي شاهد على هذه القّصة فاستشهدوه ..

....

هنا كان الأسد الهمام أبو حمزة عتابا وكنت أول مرة أعرفه ..
لما رأى هذا الموقف جنّ جنونه رحمه الله ..
وكان لايخشى من قول الحق ولامن مناصرته مهما كانت النتائج ..
وهجم عليهم وبدأ بهم يصرخ : يامافيات ياذعران قاتلكم الله ..
تضربون هذا الرجل .. ألم تروا ماردّ عليكم .. أنتم اسلاميين .. يا أبو حذيفة المافيا ..

_ وكان أبو حمزة رحمه الله في عزّة من قومه (الفلسطينين من مخيم اليرموك) ..
يحموه من رؤوس قريش عفواً صيدنايا .. نسيت فكرت نفسي بالجاهلية ‏‎

(على كل كنت أقول كلام : أأنتم من سيقيم دولة اسلامية ؟!!
الحمد لله الذي لايقيم على يديكم دولة اسلامية ..
وإلا لنفر الناس وخرجوا من دين الله أفواجاً ..
وهذا ماسيحصل لاحقاً وستذكرون ولاتغرنكم ماترونه الان ..
فعندما تزول القوّة والسيف من فوق رؤوس الناس ..
سترون كيف سيخرج الناس من دين الله أفواجاً)

وكان هذا أول موقف أعرفه فيه رحمه الله ..

...

بعدها تتطور الأمور بيننا والحديث فيها يطول ..
وسأبدأ الان فقط بالاستعصاء الأخير ومواقف أبو حمزة فيه باختصار ..

يقتحم النظام السجن بعد لعبه باللجنة ..
ولعب اللجنة قبّجها الله بالسجن والناس فيه ..

وينبري الإخوة الذي كانوا مع أبي خالد العراقي للدفاع عن السجن :
(راجع ويلكلكس صيدنايا لتفهم القصّة نوعاً ما :
من التغريدة 245 بالربط الموجود بالبوست ..
أو راجع حسابات ويكلكس نفسه على تويتر : @ saydwk @Sidi_Wiki)

_ هنا لم أعرف ماذا جرى مع أبي حمزة وبأي جهة من السجن كان ..
لأني كنت مع أثير الشاكر وقتها رحمه الله ..

تم تفجير الغاز الأول وكبّر السجن كله ولله الحمد ..
وتم صدّ الاقتحام الأول للسجن ..
وللأمانة كثير من الشباب وقتها شاركت بصدّ الاقتحام ..
وليس شباب أبي خالد العراقي فقط ..
فبهذه اللحظة ذهب سحر أبي التوت وحسن صوفان عنهم ..
وبطل ماكانوا يفعلون ..
فرجعوا لفطرهم وأذكر منهم أمانةً لله .. أبو سارية رحمه الله ..
وكان أسداً هصوراً وقتها .. وكثير من شبابهم كانوا أسوداً ..
لكن دجّنوهم وقتلوهم وهم أحياء بفتاوي وسموم أبي التوت والجغل ..
ولاحقاً أبو علي طيبا (أبو عبد الملك الشرعي) .

...

مضى اليوم الأول وبدأنا بترتيب أنفسنا مجموعتا للرباط ..
وأي رباط ؟!! ‏‎ .

ترابط امام الجيش السوري والفرقة الرابعة بسكين !!!
وأنت سجين لاتستطيع أن تهرب (مجرد تفكير بالاسحاب لايوجد) !!

_ فإن كان التاريخ مجّد طارق بن زياد لأنه حرق سفنه !!
فماذا سيقول التاريخ عن سجناء حاوطتهم الفرقة الرابعة ..
(صرتم بتعرفوها هلأ بمكن ‏‎ ) بكامل عدتها وهم معهم سكاكين !!!
وهم في سجن !!

وليت هذا فحسب ..
بل يُطعنون من ظهورهم من داخل السجن حتى هجموا عليهم من الاتجاهين !!
راجع معركة ال : ج يمين 2 في ويكلكس صيدنايا من التغريدة 301) .

...

المهم هنا قطع النظام الطعام والماء والكهرباء ..
ولو استطاع لقطع الهواء عن المساجين ..
وهنا أوقف التعامل مع اللجنة .. (لتخويف الناس) ..
وبدأ بجلب الرافعات ورفع عليها كلابه من ضباط ومعهم القناصات ..
وبدأوا بقنص كل متحرك داخل السجن .. (تخيّلوا الموقف) ..
وأتى بمضخّات وضخّ مياه المجارير والنتن على السجن ..
قمنا هنا بغلق شبابيك السجن التي كانت كثيرة جداً ..

ولازلت أذكر ذلك الشيخ الجليل الذي شاب شعره في الجهاد رحمه الله :
أبو خالد العراقي وهو في الخمسين ويحمل شوالات على كتفه رحمه الله ..
فأقول له عنك يا أبو خالد فيشير لي بيده مع ابتسامة أن امشي امشي لاشيء !

- وأبو حذيفة النجس يحنّي لحيته ولديه حلاق يظبّط شعره ‏‎ ..
ووالله لما صرنا نتقاسم الخبز اليابس كان عنده المُربّيات هو !!
لعنه الله من مفسد ضال مضل دمر أمثاله الجهاد ومايزالون ..
وكان شرهاً عديماً قبّحه الله ..

_ وقُتل عدّة أخوة منهم صاحبي ورفيقي بتصنيع العبوات والقنابل الصغيرة ..
التي كانت بالسجن والتي صدّت هجوم الجيش عدة مرّات وأرعبته بفضل الله وحده ..
رضوان الحسين رحمه الله !

ولم يبقى مواد طبية .. وبدأ الشيخ الهمام أبو مالك القلموني حفظه الله ..
بتجميع كل طعام السجن ..
(إلا ما خبأه الجواسيس والمشائخ الكبار ‏‎ قبح الله كليهما) .

- لكن أشهد هنا أن ابا التوت لم يكن كالخبيث أبو حذيفة ..
وهذا كان من أحد أسباب حب الناس له ..
كان يأكل مثل مايأكل الناس ولم يكن عنده هذه الهالة التقديسية ..
التي عند الخبيث أبو حذيفة ..
وكذا حسن صوفان ومحب الدين اللي كان عامل حالو مجنون داخل السجن ..
وفاقد الذاكرة ويلعب كالأطفال !!

المهم قام أبو مالك بتجميع الطعام وبتجميع الماء من كل السجن ..
وقام بإدارة السجن اقتصادياً ..
إدارة لو سلموه بلد في كوارث والله لأدراه خير إدارة ..
وطبعاً كان معه شباب مثل الفالوجي الدرعاوي نسيت اسمه ..

..

وهنا بدأ التقنين ..
كل شخص ربع ليتر من الماء على ما أظن ..
ولأصحاب الطابق الأرضي المرابطون والذين يصنّعون ويجهزون نصف .
(كان يحبنا كثيراً حفظه الله وساعدنا ودعمنا ..
وحتى لما نزل من السجن خبأ لنا أكلاً كثيراً حفظه الله ..
وودعنا كأنه يودع قلبه والله) .

........

قصدي من ذكر هذا .. لتدخلوا قليلاً بالجو ..
ربع ليتر من الماء لكل شخص ورغيف خبز صغير جداً ..
(عمله الأخوة بالفرن لأنه كان موجود طحين بالأصل بالسجن ..
وانظروا وقتها للسرقات و .. حتى ضبط الأمر أبو مالك حفظه الله ضبطاً عجيباً)
مع لقمتين ..

- هذا طعام وشراب الشخص كله باليوم !!!!!
وهنا ظهرت النفوس .. وهنا ظهرت النفوس .. وأخرج الله أضغانها !

...

خوف ورعب شديدين .. سجناء بين أربع حيطان .. ضعفاء حفاة ..
قناصة من كل مكان يطلقون على كل متحرك ..
وياريت لو تُقتل ما بالك لو جرحت ولادواء ولاعلاج ..
وأطباء السجن يعلمون عمليات دون تخدير حتى إلا نادراً ..
لاطعام (ليس يوم ويومين .. أصلاً كان هو قليل جداً ..
والان انقطع تماماً إلا مما ذكرت لكم ) .
لاشراب ولا ماء ..
خوف ورعب من دخولهم علينا وما أدرك ما دخول النصيرين علينا !!
روائح نتن مجاريرهم التي طلقونها علينا ..
حرائق ودخان اسودت له جدار السجن حتى .. ولم يستطيعوا إزالتها !
مسيل للدموع كثيف جداً وهو أصعب والله من الرصاص ..
والخلاء لو أردت تذهب للخلاء تمشي زحفاً ..
وتصل للخلاء وهناك ستتغوط في كيس تغوط فيه قبلك مئة شخص ..
حتى يمتلئ الكيس ومن ثم يرمى ..
المنافقين المرجفين المثبطين .. بدأ يعلوا أصواتهم ..
ولازم نفاوض وبدنا نستسلم وأصحاب الطابق الأرضي ..
هم سبب البلاء كنا في حالة جيدة ..
.... الخ .... الخ .

....

أذكر أننا كنا بمهجعي الذي كان السجن يسميه : مفاعل ديمونا ..
كان ورشة تصنيع متفجرات وقنابل وسيوف وجعب وكمامات ..
أذكر أننا كنا وقت كانوا يكبّوا الخبز نذهب إليه من الزبالة ونأتي به ..
ونيبسه ونحن نعلم ماذا سيحصل بهم لاحقاً ..

والله أذكر كانوا يتذللون لكي نعطيهم خمس قطع خبز يابس ..
ويعملون واسطات !!!

_ أنتم لن تفهموا علي أبداً الان ..
والله هذه القطع الخمسة كانت وقتها شيئاً عظيماً رهيباً ..

.....

بعد نجاح فكرتي بالغازات .. لأنهم كانوا يهزأون بي كلما مر علي ملأ منهم ..
لأنهم كانوا جربوا بالاستعصاء الأول فرموا جرة الغاز بالنار فلم تنفجر ..
لكن أنا صنّعته بطريقة حسب فهمي للعلم .. كنت أوقن أنه سينفجر بها بإذن الله ..

_ وطبعاً كل امكانياتنا كانت جرة غاز صعيرة (سفري) ..
كنا نصنّعه بطريقة معينة ..

....

وهاهنا سأعطيكم بعض الطرق تفيد من ليس لديه شيء بالدفاع عن نفسه ..
سأذكرها كيف عملناها بالسجن حسب إمكانياته المتوفرة وقتها ..
وأنتم طوّروها كيف تريدون وحسب الامكانيات ..

أذكر أني في أول أحداث سوريا ..
درتُ على الشباب الصغار وأعطيتهم إياها وكنا نعملها سرّاً ..
ببيت أخي الدكتور عمار جزاه الله عنا خيراً وكانت تساعدنا بها حتى زوجته !!

_ فكنت أتلثم وأوزعها على شباب البلد عندنا أول الأحداث ..
لأنهم ماعندهم شيء يدافعوا به عن نفسه ..
(طبعاً هم لم يعرفوا أن نديم العميل ‏‎ هو الذي أعطاهم هذا) .

- وهذه الأمور تفيد النساء لو ماوجدت شيء تادفع عن نفسها ..
تفيد أي شخص لايملك شيء ..
لكن اياكم واستعمالها بالحمق وتضييع أنفسكم ببلاش !! :

....

1- قنابل صغيرة :
تأتي بعلبة زجاجية صغيرة :
(زجاجة عصير زجاجية ..
اثقبها من رأسها بشكل يساع لماسورة سيرنغ وطبّق الشكل الموجود بالصورة) ..

2- تصنيع الغازات :
انشرها بمنشار حديد بدرجة معينة .. لتخففها من جهة واحدة ..
وحاوط الغاز ببطانية عسكرية واجعل لها جيوباً فيها شطايا ..
وغرّق البطانية بمازوت أو مواد أخرى ..
(قلت لك انا سأقول لك مافعلنا بالسجن وأنت طوّر كما تريد)
وغلّف رأس الغاز مكان الجلدة بغلاف علبة لبن (قصدير)..
عندما تشعل البطانية سينفجر الغاز بعد حوالي 8 دقائق انفجاراً قوياً جداً بإذن الله ..

قنابل صوتية :
ديودورانات ومبيدات اعملها مثل مبدأ الغاز وشظيها ..
ستنفجر عند وضعها بالنار ..

...... الخ .

.....

فبعد نجاح فكرة الغازات بفضل الله وحده ..
انردع النظام عن دخول السجن .. وهنا مرّت ثلاثة أسابيع ..
أحلك ثلاثة أسابيع مرّت أظنّها على جماعة منذ قرون ..

ليس لشدّتها فقط ..
بل لأنّها كانت ببساطة تستطيع أن تنزل وتخلص من كل هذا ..
والسجن كله تركك وذهب ..

...

ماذا حدث وقتها وما فعل أبو حمزة رحمه الله ..

 

سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)

كتاب المغــــــــازي (43) :


غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس)
ما بين أُحــــــد وصيدنايا (4) !

...

وكنّا بفضل الله .. بهذه الامكانيات البسيطة ..
قد وضعنا على كل مدخل للسجن .. غاز مجهّز ..
وقمنا بإعداد صاعق بدائي عادي بفكرة جيّدة بفضل الله ..
وهو عبارة عن لمبة نيون على طرفيها بعد كسرها ..
يوجد مثل وشيعة صغيرة ..
لو وصلتها لبطارية تعطي حماوة ممكن أن تُشعل رأس كبريت ..
وبالتالي لو وصلنا هذا الصاعق للبطانية المغرّقة بالمازوت ..
تشعل البطانية وبالتالي يشعل الغاز ثم ينفجر (بإذن الله) .

...

فكانت خطة النظام بالاقتحامات ..
أن يبدأ بالتمهيد بالرصاص والمسيل للدموع ..
كان الرصاص محلولٌ أمره ..
لكن المشكلة بالغاز المسيل للدموع ..
لا يستطيع أحد أن يواجهه ويثبت فيه لأنه سيختنق ..

_ فكانت فكرتنا المحكمة بفضل الله :
وصل هذه الصوراعق والغازات المربوطة بها ..
بأسلاك طويلة على بطارية سيارة وجدناها بالسجن ..
ووضعناها بغرفة سرية لايصل لها الغاز في السجن ..

- وحتى نعرف اقتحام الجيش ربطنا خيوط غير مرئية ..
بحيث لما تضرب بها أرجل الجيش يهتزّ عندنا مثل جرس ..
فنعرف جهة الاقتحام فنوصل الصاعق المربوط بالجهة ..
فيَشعل الغاز وهو يحتاج سبع دقائق (وقت اجتماعهم) ..
وكنا مخبأين الغاز بشكل محكم لايروه ..

_ وهذه كانت خطتنا لمواجهتهم بدايةً بإذن الله ..
والوضع بالبلد وقتها ليس كالآن ..
فتفجير غاز واحد بهم قد يردعهم لئلا يزيدون بالقتلى منهم ..
وهم يريدون أن يهدّأوا الناس .. (راجعوا ويكلكس) .

_ وفعلاً ولله الحمد قد ردعهم عدّة مرات ..
وكنا نستطيع فرض ما نريد والله عليهم لو ثبتوا ..

لكن خيانة كلاب ابي التوت وأبي حذيفة قبحهما الله ..
وتفتيتهم لعضد الناس ورعبهم من آصف شوكت لما لقوه ..
(هل تعلمون كم شخص لقى آصف شوكت بالسجن ؟!! ‏‎ ) .

- ذَلَّهم وأذلّهم ..
فما ترك قوم الجهاد وأعطوا مابأيديهم وأذعنوا لخوفهم من غيره ..
إلا أذلّهم الله !

.....

وأمّا .. أبو حــــــــــمزة ... !

فمن يطيق يا أبا حمزة ماكنتَ تطيق ..
ومن يستطيع يا أبا حمزة ما تستطيع !

_ أقسم أني كنت أجد نفسي أمامه حقيراً وضيعاً ..
أقسم .. أني كنت بتلك الحالة من الشدّة ..
وكان وجهي أسود من شدة الدخان والتعب والأوساخ ..
لدرجة أني لما تحممت أول مرة :
احتجت 3 صابونات حتى ظهر لوني قليلاً ‏‎ .

في تلك الحالة التي تكاد أن تنعدم فيها المشاعر ..
كنت لما أراه يمشي وهو قد أصبح برق العظام والله ..
من ضعفه ونحله كنت أحسه يمشي على قلبي من حبي له ..
كنت أحس خطواته هي نبضات قلبي ..
هذا الجيل .. الناصع .. النقيّ .. المجاهد ..
كنت أحسّه يمشي وأريد أن أضعه بعيوني ..

- والله انا أبكي الان لمجرد تذكره رحمه الله ..

...

أبا حمزة ..
قد أتعبت من جاء بعدك .. ياحبيب القلب !

أين ولدان الجهاد .. أين صبيانه .. أين مجاهدي 2014 ؟!!
أين من يقتات الان بالجهاد أموالاً وطعاماً وسنيكرزاً ..

...

كان رحمه الله يأخذ حصّته من الطعام ويُطعم بها كبار السن ..

أنتم لن تفهموا عليّ .. ستظنّون أنها قصة عمر ..
أو قصة طلحة ومصعب بن عمير .. بأُحد ..

والله الذي لااله إلا هو ..
لو تعلمون مايعني أن أحد يعطي لقمة لأخيه وقتها ..
لقمة أقول ..
لعلمتم مامعنى أن يعطي وجبته في اليوم كلّها لرجل مسنّ !!
وهل برأيكم كان يقول لنا ؟!!
لاياسادة .. كنا نكتشف صدفة !

...

ماذا أذكر لأذكر من هذا الرجل ..

مرة كان يتجول في مبنى الادارة عند الخط الأول كعادته ..
فوجد قارورة زيت فيها ثلثها ..

- هل تعلمون مامعنى زيت ؟!!!
فقط لأوضح لكم الفكرة ..
لما ذقناه أحسست أن كل جسمي سرى به الدم ..
أحسست أني رجعت أرى جيداً ..
أحسست أن قلبي رح يطلع من مكانه من شدة الخفقان بعد أكله ..

...

هو رحمه الله كان كل فترة يأتي ليطمئن علي ..
لأنه رأى كم حوربت وكم قسوا علي وكم استهزأوا ..
ويعرف كم قضيّنا مع أبو خالد العراقي وكم حوربنا ..
وكم تُهجم علينا وكم تكلموا علينا وكم كانوا يبغضونا ..
(هؤلاء نفسهم قادتكم الان وأمراءكم ..
الذين لو تكلمت لكن عليهم قبل عامين :
لأقمتم الدنيا عليّ ولم تقعدوها !!
والان عرفتوهم على حقيقتهم !!)

- ورأى بإذن الله كم ردعتْ الغازاتُ الجيشَ ..
فكان يطمئنُّ علي كثيراً ..
ولو أريد أي شي يؤمنه من أجل العمل وإتمامه .
فوقتها صاروا الشاطر يرسل لي غاز ..
بعد أن كانوا يبيعوني إياه بخمسة ألاف ليرة !!!!!

(كنا نُغريهم بالمال لكي يبيعوه ..
لأنو طلعت فتوى قبل الاستعصاء الأخير أن لاتبيعوه الغاز ..
لأنه يريد أن يخرّب عملنا ‏‎ ويريد أن يعمل لنا مشاكل مع النظام ..
ويخرب المشروع الفرنسي والسويسري للسجن راجع ويكلكس !!!)

....

نعود لموضوعنا :

فأعطانا قارورة الزيت التي وجدها ..
وقال لي عندما تعملوها نادوني ..

_ فعلمناها عزيمة فاخرة ‏‎ .. :
خبر يابس وما أدراك ما الخبز اليابس ..
ماء وما أدراك ما الماء ..
زيت .. ... بدون تعليق ‏‎ ..
رشّة كمون .... !
(لاحظوا أني متذكرها الان بالظبط بعد 7 سنوات ..
ووالله الان أشعر بطعمتها تحت لساني !!
هذه أطيب أكلة أكلتها بحياتي كلها ..
التي أكلت فيها حتى خواريف محشية !!)

_ عملنا العزيمة وعزمنا عليها الإخوة ..
ويمكن كانوا شي عشرة عشرين مابعرف ‏‎^_^ ..
وأرسلنا لأبي حمزة .. وأرسلنا وأرسلنا ..

...

القصّة نهايتها بالمختصر :
لم يأكل أبو حمزة منه .. قال : إخواني أولى !!

أقسم بالله كنت أحس أن بطنه سيلتصق بظهره ..
ولاتكاد ترى عينيه وشفايفه تتشقق والله ..
وهو لايهدأ أبداً .. يدرو هنا يثبّت هنا .. يأخذ أخ للطبيب هنا ..

_ أذكر أني أصبت بقدمي ولم أستطع السير ووقتها ..
وكان هذا أمراً عظيماً لأنه لو اقتحم الجيش ..
فأنا أول من سأُعتقل مع الجرحى ..
والله كان يحملني والله للطبيب حملاً ... !!!
والله ماتركني حتى شفاني الله ..

_ وهو يدرو على الإخوة كلهم ينظر ماذا يلزمهم .. ماذا يحتاجون ..
والله كان يأكل لقمة أو لقمتين ويوزّع الباقي على إلناس ..

...

مارأيته رفع صوته قط ..
إلا لما تهجم على مافيات أبو حذيفة ..
وكان رحمه الله يكره أبو حذيفة كرهاً عظيماً ..
وسيكون خصمه أمام الله ..
لأنه يراه أنه من فرّق الأخوة بحجة أنه أمير وحكيم ‏‎ !!
وهو من قصم ظهر الناس وخصوصاً أبناء المنهج ..

_ ما رأيته والله إلا مبتسماً لإخوانه ..
كان يقول لي دائماً : خيّا .. وهي كلمة فلسطينة يرموكية ..
عشقتها بعد ذلك ..

ومازلت أبكي أبا حمزة لليوم والله ..

...

أذكر أنه والناس تنزل وتتركنا ..
كنت أرتاح أنا وهو بالتي حدّثتكم عنها ..
فقلت له : يا أبو حمزة هل ستنزل ؟!!
وكان موقفاً والله لاأعرف كيف أصفه لكم ..
الكل تركنا .. الكل !
من كان يأكل معنا بالأمس .. من كان يحرضنا !
من كان يكفّر من نزل !! (طبعاً لم نكن نكفّر نحن من نزل ) .
من كان ... من كان .... الخ .

فكنا مستلقين أنا وهو والناس تنزل ..
ونحن ريقنا يجفّ من شدة المواجهة القادمة وقد تركنا القريب والبعيد ..

_ قلت له هل ستنزل أنت ؟!!
قال لي شوف يا خيّا ..
أنا كنت شاباً عادياً .. أحلم بحياتي كلها أن أعمل أعمال ..
تدخلني الجنة بأدنى منازلها حتى !!
الان فُتح لي باب الفردوس الأعلى وأن يضحك ربي مني ..
أفأتركه ؟!!
إذا تريد أنت انزل يا أبو علي .. فأنت عندك أولاد ..

فقلت دع عنك هذا .. أو ما أذكر ماقلت له ..
ثم ثبّتني وثبّته .

...

وكنت أعجب والله من شدّة ثباته .. رحمه الله ..
ولم أكن أستطيع ما يستطيع من تضحيته وإيثاره وخلقه وصدقه نحسبه !

.....

كيف قُتل أبو حمزة وماحدث مع ال35 الذين بقوا في السجن ..
وثبتوا بإذن الله .. ثم ........ اقتحموا على الجيش !!!!!!!

 

 

هذه السلسلة تنشر دروسها على الصفحة التالية
صفحة خاصة تهتم بكتابات ومقالات الأخ نديم بالوش حفظه الله
وهذه الصفحة البديلة في حال إغلاقها
مين نديم؟؟

للعودة للأجزاء الأولى من هذه السلسلة القيمة
هنا الجزء الأول
هنا الجزء الثاني

 

تم التحديث
1\2\2014