JustPaste.it

بيان ضعف وبطلان حديث ناقصات عقل ودين

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان ضعف المرويات التي تصف النساء عموماً بأنهن ناقصات أو ناقصات عقل ودين. وأنهن أكثر أهل النار وأنهن يكثرن اللعن ويكفرن العشير

ء 1. روي هذا الحديث في مسند أحمد وصحيح مسلم وسنن ابن ماجة وسنن أبي داود والسنة لابن أبي عاصم، كلهم من طريق ابن الهاد كما يلي: ء

... عنِ بن الْهادِ عن عبد اللّهِ بن دِينارٍ عنِ بن عُمرَ رضي الله عنهما

وهذا الإسناد كما ترون فيه ابن الهاد مبهماً هكذا فهو إن كان عبد الله بن شداد بن الهاد فإنه شيعي وعنده شيء من الغلو يقدح في عدالته. وقد وصفه الذهبي بالتشيع في سير أعلام النبلاء 3-488. وإن كان غيره فمن هو؟! هذا إبهام يجعل الراوي مجهولاً لا يصح إسناده. فإن ادعى أحد أنه فلان بن فلان تحديداً بغير أن يثبت ذلك بشيء فلا تُقبل دعواه. كما أن ابن وهب وحيوة في نفس هذا الإسناد قد ذكرا مبهمين أيضا

إضافة بتاريخ 16 6 1438 هـ، 15 3 2017 م: (يترجح أن ابن الهاد هذا هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد لأنه يروي هنا عن ابن دينار والراوي عنه هو الليث). [تهذيب الكمال 32-169]. وهذا أيضاً يجعل الإسناد ضعيفاً لأن (يزيد بن عبد الله بن الهاد) مدلس، وقد عنعن في هذا الإسناد. والمدلس لا تُقبل عنعنته. وقد بيّن ابن حجر في تهذيب التهذيب 11-297 بأن (يزيد بن عبد الله بن الهاد) هذا قد دلس عند روايته عن عمير مولى أبي اللحم حين أخفى أن بينهما محمد بن إبراهيم التيمي. وخاصة أن محمداً هذا قد ضعفه أحمد فيما رواه العقيلي حيث روى عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه (أحمد بن حنبل) أنه قال في محمد التيمي: (في حديثه شيء، يروي أحاديث مناكير أو منكرة). [تهذيب التهذيب 9-6]. وبذلك يكون يزيد بن الهاد ممن يدلس عن الضعفاء

.

ء 2. ورواه البخاري ومسلم أيضاً وابن خزيمة والنيسابوري في الأوسط، كلهم من طريق زيد بن أسلم كما يلي: ء

... قال أخبرني زيْدٌ هو بن أسْلَمَ عن عيَاضِ بن عبد اللّهِ عن أبي سَعيدٍ الْخُدْريِّ رضي الله عنه

ء وزيد بن أسلم هذا قد رواه بالعنعنة وهذا لا يقبل منه لأنه مدلس كما جاء في كتاب المدلسين لابن حجر المسمى تعريف أهل التقديس ص 81. ء

 

ء 3. كما رواه مسلم بإسناد فيما يلي نصه: ء
حدثنا يحيى بن أَيّوبَ وَقتَيْبَةُ وبن حجْرٍ قالوا حدثنا إسماعيل وهو بن جَعفَرٍ عن عَمْرو بن أبي عَمرٍو عن الْمَقْبرِيِّ عن أبي هرَيْرَةَ رضي الله عنه
وفيه (عمر بن أبي عمرو) قد ضعفه عدد من أئمة الحديث كالنسائي وأبي داود وغيرهما كما جاء في كتاب (ذكر من تكلم فيه) للذهبي 1-147 وغيره
.
ء 4. كما رواه الترمذي في سننه وابن خزيمة وابن أبي عاصم في السنة كما يلي
... حدثنا عبد الْعَزيزِ بن مُحمَّدٍ عن سُهيْلِ بن أبي صَالحٍ عن أبيه عن أبي هُريْرَةَ رضي الله عنه
أ. فيه (سهيل بن أبي صالح) وفيه ضعف حيث قال عنه الذهبي في (ذكر من تكلم فيه) 1-96: قال البخاري: سمعت عليا يقول كان قد مات له أخ فوجد عليه فنسي كثيرا من حديثه. وقال الذهبي أيضاً في الكاشف 1-471: قال ابن معين هو مثل العلاء وليسا بحجة وقال أبو حاتم لا يحتج به
ب. وفيه (عبد العزيز بن محمد) الدراوردي. قال عنه الأمام أبو زرعة بأنه سيء الحفظ. الكاشف 1-658. 
وقال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب 1-358: كان يحدث من كتب غيره فيخطىء. إهـ.

 

ء 5. كما روي في كتاب بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث 1-392 بالإسناد التالي: ء
حدثنا يَزيدُ حدثنا شعْبَةُ وَالحَجَّاجُ عنِ الحَكَمِ عنْ ذرٍّ عنْ وَائلِ بن مهَانَةَ عنْ عَبدِ اللهِ
وهذا إسناد فيه أسماء مبهمة كثيرة أما وائل بن مهانة فقد وثقه ابن حبان ولكن توثيق ابن حبان ليس بشيء عند علماء الحديث لذلك قال الذهبي في كتابه الميزان 7-120: ء
وائل بن مهانة عن ابن مسعود، لا يُعرف. له حديث واحد. إهـ. أي لم يُرو عنه إلا حديث واحد وهو هذا الحديث طبعا. وقول الذهبي عنه بأنه (لا يُعرف) يعني بأنه مجهول العدالة والضبط

 

ء 6. ورواه أبو نعيم في الحلية فقال: ء
حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن أسلم ثنا عبدالله بن موسى ثنا موسى بن عبيدة عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر
وهذا أيضاً إسناد ضعيف جداً ففيه مثلاً موسى بن عبيدة الذي ضعفه علماء الحديث كما قال الذهبي في كتاب الكاشف 2-306

 

وبذلك يتبين أن هذا الحديث ليس له أي إسناد صحيح والله أعلم

 

وإن توهم أحد بأن هذه الأسانيد يمكن أن يعضد بعضها بعضاً فالرد عليه هو أن ضعفها شديد ومعروف في علم الحديث أن الأسانيد شديدة الضعف لا يعضد بعضها بعضا لا سيما وأن بعضها يحوي مجاهيل ومدلسين قد عنعنوا

 

ومما يزيد تأكيد ضعف هذا الحديث وجود علل قادحة جداً في متنه أيضاً وفيما يلي متن الحديث عند البخاري ثم بيان علله

 

قال خرَجَ رسول اللّهِ في أضْحَى أو فطْرٍ إلى الْمُصلَّى فمَرَّ على النّسَاءِ فقال يا معْشَرَ النّسَاءِ تصَدَّقْنَ فَإنِّي أُريتُكُنَّ أكْثَرَ أهْلِ النّارِ فقُلْنَ وَبمَ يا رسُولَ اللّهِ قال تُكثِرْنَ اللَّعنَ وَتَكفُرْنَ العَشِيرَ ما رأيت من ناقِصَاتِ عَقلٍ ودِينٍ أَذهَبَ لِلبِّ الرّجُلِ الحَازِمِ من إِحدَاكُنَّ قُلنَ وما نُقصَانُ دِينِنا وَعَقلِنَا يا رسُولَ اللّهِ قال أَلَيسَ شهَادَةُ المَرْأَةِ مِثلَ نِصفِ شهَادَةِ الرّجُلِ قُلنَ بلَى قال فذَلِكِ من نُقصَانِ عَقلِهَا أَلَيسَ إذا حاضَتْ لم تُصلِّ ولم تصُمْ قُلنَ بلَى قال فذَلِكِ من نُقصَانِ دِينِها

 

 

العلة الأولى: وهي موجودة في بعض الروايات فقط وهي ادعاؤها بأن النبي ﷺ قال ذلك الكلام في عيد الأضحى أو الفطر والعلة هي أنه من المستبعد جداً أن يقوم النبي ﷺ في يوم عيد وهو يوم سرور واحتفال بتنفير النساء وإخافتهن بهذه الطريقة مع أن الحديث المستفيض يقول: "وبشروا ولا تنفروا". رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق 4 صحابة

 

العلة الثانية: وهي موجودة في كل روايات هذا الحديث الضعيف. والعلة هي ادعاء كل رواياته أن النبي ﷺ لم يتكلم عن النساء عموماً بصيغة الغائب بل خاطب النساء اللاتي أمامه وكأنهن المقصودات بالذات مع أنهن كن من خير نساء البشرية فمن المستبعد جداً أن يقول النبي ﷺ للصحابيات (أُريتُكُنَّ أكْثَرَ أهْلِ النّارِ) حتى وإن كان يقصد عامة النساء لأنه كان بإمكانه مثلا أن يقول (أني أريت النساء أكثر أهل النار) مثلا. ونفس هذه العلة تنطبق على عبارة (تُكثِرْنَ اللَّعنَ وَتَكفُرْنَ العَشِيرَ) فحاشا الصحابيات أن يخاطبن بمثل هذا الخطاب وحاشا النبي ﷺ أن يخاطب الصحابيات بمثل هذه العبارات حتى لو لم يكن ذلك اليوم يوم عيد

 

العلة الثالثة: أن روايات ذلك الحديث تدعي أن النبي ﷺ قال بأن شهادة المرأتين بشهادة الرجل تدل على نقص عقل. بينما الآية تبين السبب الحقيقي وهو "أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ" أي أنه احتياط من نسيان إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى نظرا لقرب جلوس المرأة من صاحبتها في مجلس القضاء ونظرا لرقة الأنثى غالبا وحيائها فإن هيبة مجلس القضاء يمكن أن تتسبب في بعض النسيان لأسباب لعل منها عدم اعتياد النساء على المجالس العامة غالباً بالاضافة لما ذكرته من رقة وحياء وهي مع غيرها من أسباب متعلقة بالأنوثة يمكن أن تتسبب في نسيانها وخاصة إن كانت وحدها بين الرجال وليس معها امرأة في المجلس تؤنس وجودها. لذلك لا بد أن تشهد المرأتان في مجلس قضاء واحد وأن لا تحضر كل واحدة في جلسة غير جلسة الأخرى ولا بد أن تكون المرأتان قريبتين في الجلوس من بعضهما لكي تذكر إحداهما الأخرى إن ضلت عن المعلومة التي ستشهد بها بسبب هيبة مجلس القضاء عند النساء. وكلمة (تضل) في هذا السياق تعني (تنسى) حسب تفسير علماء السلف الصالح

 

العلة الرابعة: وهي أن تلك الروايات تدعي أن النبي ﷺ قال بأن توقف الحائض عن الصلاة وتأجيلها للصيام نقصان في الدين! مع أنه من المعروف في الدين أن ترك شيء لعذر شرعي لا يعد نقصا في الدين ولا حتى نقصاً في الأجر إن شاء الله. فالمرأة التقية لها إن شاء الله أجر الصلوات التي تفوتها بسبب الحيض ولها أجر الصيام أيضاً حينما تقضيه ولو وافتها المنية قبل أن تكمل قضاءه فلها أجره كاملاً أيضاً إن شاء الله

 

كتبه المحدّث أحمد آل الشيخ
c9be2f0eb61e85337b98ef663de8a2c0.png

 

هنا

https://justpaste.it/hgb 

ثلاث آيات محكمات قطعيات الدلالة بوجوب تغطية الوجه والعينين والكفين وسائر الجسد حتى أثناء الإحرام