JustPaste.it

 

بسم الله الرحمن الرحيم

صفحات من حياة نديم بالوش تقبله الله

12.jpg

 

لو شئنا أن نرثيك أبا علي فلن نوفيك حقك ..

ولو نظمنا الشعر.. فما كلمات الدنيا بأجمعها قادرة على رثائك ..

إنما هي صفحات من حياتك سننثرها بقدر استطاعتنا لتكون للأمة فائدة منها لنكمل المشوار من بعدك ..

فأنت الذي كنت تقول حينما تتحدث عن منهج الجماعات الإسلامية ..

(لو كانت كل جماعة تتعلم من أخطاء الجماعة التي قبلها لكنا الآن في المقدمة ..

كمثل لواء يحمله جماعة ثم تأخذه أخرى وتعطيه للتي بعدها .. ولو فعلنا هذا لوصلنا إلى مرحلة متقدمة ..

لكن مشكلتنا دائماً هي أن كل جماعة حينما تبدأ .. تبدأ من الصفر ..

بدلاً من أن تبدأ من حيث انتهت الجماعات التي سبقتها ..!!)

11.jpg

 

عندما بدأ تحركات ما يسمى الربيع العربي ..
كان الأخ ‫نديم بالوش‬ يرقب بدقة وحذر .. ويتابع كل خبر وإن كان صغيراً بكل تركيز وتمعن ..

نديم بالوش .. الذي كان لم يمضِ على خروجه من السجن سوى حوالي السنة والنصف تقريباً..

بعد أن خبر صيدنايا .. ومن قبلها حرب العراق عن قرب ..
ومن قبلها عمل مع لؤي السقا خبير العمل الأمني .. والمسؤول الأمني للتنظيم ..
والذي كان مع أبو زبيدة وتعلم منه الكثير فك الله أسرهم ..

التقى في السبع سنوات التي قضاها في سجون النصيرية ..
سنتان وشهر في المنفردة في فرع الفيحاء ..
وبعدها في عدرا السياسي .. وأخيراً صيدنايا .. بالكثير


والتقى هنالك عدداً كبيراً من الدعوات والتنظيمات ..
وتعرف على قصصهم وخفايا ما دار في أحداث أسرهم والإيقاع بهم ..
ورآى داخل السجن العجب العجاب ..

كان كثيراً ما يجلس في سجنه ويفكر .. في ثغرات التنظيمات .. وأسباب فشلنا وعدم قدرتنا على الاستمرار.. كجماعات إسلامية ..!
كثيراً ما يفكر في حلول وكيفية تجاوز الأخطاء ..
ويقول في نفسه .. ماذا لو قدر الله وخرجت.. كيف لي أن أعمل بطريقة تذهل أعداء الإسلام..
وتقلب الموازين على رؤوسهم ..

وكان يقول دائماً : (عندما تم أسري لم أكن أقبل أن أقول عن نفسي أنني سجين..!

كنت لا أسمح لنفسي بالتصديق أنني سجين وإلا لكنت كسرت ولقضيت سنوات سجني منساقاً كسيراً كما يقضيها الكثير..

بل كنت أراجع القرآن وأتأمل آياته ودروسه وأتعلم دروس السيرة وأتفكر فيما يمكننا أن نقوم به داخل السجن وحتى إن قدر الله لنا الخروج ونتعلم من خبرتنا ونتعلم من خبرات الدعوات التي كانت معنا الإسلاميين منهم وغير الإسلاميين إن استطعت.. وأسباب الإيقاع بها وفشلها وكيف تم استغلالها وكيف تم اختراقها والوصول إليها ..!

بل عندما تصبح في نفسك قناعة أنك أنت أسير .. فستبقى مكسورا كسيراً لن تصبح قادراً على إنتاج شيء والعمل لدين الله ..

أما إن كنت قويا ولم تسمح لنفسك بالركون إلى هذه الفكرة فستبقى قوياً متماسكا وقادراً على الإنتاج والعمل لدين الله .. وسيهيء الله لك الطريق لذلك إذا ما صبرت واتقيت.. وبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين..

مقابل كثيرين ممن ركنوا واستسلموا إلى فكرة الأسر والركون..!!)

 

لقد مرّ بعدة تجارب كانت بالنسبة له مراحل تفكّر وتأمل .. ولم تكن كما قبلها ..!

كان أولها .. مرحلة خروجه إلى تركيا .. في الـ2001


كان وقتها قد عقد العزم على الخروج إلى أفغانستان .. بعد أن سبقه إخوانه كـ"أبو أحمد تفتافة" الذي قتل في أفغانستان والذي كان يخطط لاغتيال حافظ الأسد سنة 1999 والذي كان يعمل على شاحنة توصل البوظة إلى المرديان في اللاذقية وكان حافظ الأسد يأتي إلى المرديان في يوم معين لم أعد أذكر السبب ربما كان زيارة قبر باسل في ذكرى موته .. وكان قد اشترى الكلاشن وعمل على خطة لإدخالها في الشاحنة إلى داخل المرديان ومن ثم استخدامها في عملية الإغتيال .. ولكن لم يقدر الله النجاح للعملية..

ومنهم "عمر هارون" رحمهم الله جميعاً..

وكانت الطريقة للوصول إلى أفغانستان هي الخروج من سوريا إلى تركيا .. ثم المكوث في تركيا ..

حتى تأتي الفيزا للسفر إلى إيران ..
ومن إيران كانوا يسافرون نحو باكستان فأفغانستان أو إلى أفغانستان مباشرة ..

في تركيا التقى بـ "لؤي السقا" فك الله أسره ..
وهنالك مكث مدة .. وقدر الله له أن يسافر الجميع وتتأخر فيزته ..
عندما التقى بلؤي السقا.. سأله لؤي عدة أسئلة واختبره في الحديث وطريقة التفكير وسأله عن عائلته وترتبيته لأن لها دورا كبيرا في العمل الجهادي وخاصة العمل الأمني ..!!


ومن بعدها اختاره ليكون مساعده أو مقرباً منه إلى حد كبير.. وبعدها بمدة جلسوا سويا في بيت واحد ..
وتعلم من لؤي السقا الكثير .. ورآى أمورا كانت له كمثل الصدمات .. !

كان يقول :(أول صدمة لي كانت عندما خرجت إلى تركيا فكنت كالصوص الذي خرج من التقشيرة حديثاً)..!

كان كثيراً ما يقول : (لؤي السقا سيد العمل الأمني وملك العمل الأمني) ..

هنالك في تركيا وقبل 15 سنة تعرف ولأول مرة على العمل الأمني في المدن ..كان يقول ..:

(كنت قبلها لا أعرف من الجهاد إلا أن تحمل الكلاشن وتطلق الرصاص على أعداء الإسلام .. كما كان يظهر خطاب والمجاهدون في الفديوهات في البوسنة وفي أفغانستان .. لم أفكر قبلها أبداً كيف تدفق السلاح إليهم ومن أرسله..!
لم أفكر قبلها أبداً من الذي سمح للمجاهدين الأجانب بالوصول إلى هناك ..!
لم أفكر أبداً من أين أتى المال الذي هو عصب الجهاد ومن الذي أرسله...! )

وكان يقول أيضا (العمل الأمني لا يقدر ويصبر عليه وعلى أعبائه ومخاطراته إلا الرجال..!)

وذكر ذلك في "رسالة في المنهج" عندما تحدث عن العمل الأمني داخل المدن وكم يخاف منه الطواغيت ..!!

 

بقي في تركيا مدة وكان على تواصل مع مجموعة من رفاقه المتواجدين في سوريا ..
وكان من المخطط أن يلحقوا به إلى تركيا ..


أصحابه هؤلاء أرسل إليهم عددا من الهويات المزورة بأسماء أخرى وعليها صورهم ومرة في أحد الأيام وقبيل صلاة الفجر وهم يمشون ..
أوقفتهم دورية شرطة وسألتهم عن هوياتهم وسألوهم إلى أين ذاهبون فأخبروهم.. إلى صلاة الفجر ومن كلمة إلى كلمة فتشوهم فوجدوا مع كل واحد منهم هويتان..!!!!
أحدها أصلية والأخرى مزورة ..!!

(خطأ صغير لم يخطرعلى بالهم أودى بهم 7 سنوات في السجن..!)

 

فتم توقيفهم واعترفوا على كل شيء وتم تحويلهم إلى فرع الفيحاء في دمشق وتم طلب نديم بالوش وعلموا أنه متواجد في تركيا في ذلك الوقت ..

وفي عام 2008 تم الحكم عليه وعلى رفاقه هؤلاء بتهمة إنشاء تنظيم لزعزعة وقلب كيان الدولة.. وهذا نص الخبر من جريدة الوطن السورية بتاريخ 22\1\2007

 

"محكمة أمن الدولة تصدر أحكام على أحد عشر معتقلا
حكمت محكمة أمن الدولة العليا بدمشق أمس على أحد عشر معتقلا بالسجن لفترات متفاوتة تراوحت بين أربع و عشر سنوات

بتهمة الانتماء إلى جمعية سرية تهدف على تغيير كيان الدولة الاقتصادية الاجتماعي و إضعاف الشعور القومي

و ذكرت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في بيان نقلت الوطن نسخة منه

أن من المعتقلين ما يعرف بمجموعة دوما ريف دمشق التي حكم على أحد أفرادها محمد جميل سماق بالسجن عشر سنوات

بالإضافة إلى السجن ثلاثة سنوات و تم دمغ الحكمين لمصلحة الحكم الأشد و هو عشر سنوات
في حين حكم على مصطفى كعكة بعشر سنوات و على كل من جهاد شما و حسام عبد الله و مهند حسن و ياسر بسواني بالسجن مدة سبع سنوات

أما ممدوح فحكم بالسجن أربع سنوات و أطلقت أحكام أخرى بالتهم نفسها حيث حكم على نديم بالوش بالسجن عشر سنوات بينما حكم على كل من وسيم عطور و حسام حليوة و عبد الرؤف سينو بالسجن سبع سنوات و أضافت المنظمة أنه تم الحكم على على مروان زين العابدين و ابراهيم اليوسف بالسجن لمدة 15 سنة لأسباب لم يتسنى لنا معرفتها .
كان هذا منذ يوم الإثنين 15/1"

 

بدأ نديم بالوش يتعلم من خبرة لؤي السقا ويتدرب على العمل الأمني داخل المدن وطرق التحرك والتواصل وأمنيات العمل الجهادي ..

واكتسب خبرات كبيرة وتفتح ذهنه كثيراً وتعلم أموراً كثيرة ومن أهمها أن الجهاد لا يقتصر على حمل السلاح ومقاتلة العدو به فهو خرج وكان يحلم بحمل الكلاشن ومجابهة الأعداء بين الخنادق وفي ساحات المعارك..!

وتعلم أن الجهاد تسبقه مراحل أصعب بكثير وأشد دقة وخطورة وبدونها لا يقوم للجهاد قائمة ..!!

وقبل أن يصل السلاح والعتاد والمال للمجاهدين هنالك مراحل طويلة وشاقة..!

وأن استنزاف العدو بالعمليات الأمنية التي كان يحدثكم عنها إنما أشد وقعا وتأثيراً إذا ما استمرت وكانت مدروسة..

وبدونها لا يقوم للجهاد قائمة ..!!

هذا إن كان هنالك من يسهل دخول المقاتلين والمال والسلاح.. فما بالك لو أنهم حرموا هذا فالصعوبة تزداد والأمر أشد..!!

وتعلم وتدرب على دورات مختلفة منها التحرك والتخفي والتمويه ومواجهة المحققين وأساليبهم وغيرها..!

 
 

 

حدث أصحابه مرة عن قصة حدثت معه في تلك الفترة ..

عندما كان مع لؤي السقا فك الله أسره .. قال ..

سبحان الله ..! الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ..!

يقول: " تحدثت مع أخ من الاخوة عن طريق الانترنت .. وحددنا موعداً للقاء في إحدى الـ cafe net's ..

فسألته .. كيف لي أن أعرفك من بين الناس هناك ..؟!

قال له ذلك الأخ .. أنت أخي وستعرفني إذا ما رأيتني ..!

قال فلما وصل إلى الكفي نت دخلت وبدأت أمشي وأنظر في وجوه الناس ..

فوصلت إلى شخص أحسست أن قلبي انشرح له .. فإذا به يبتسم في وجهي ..!

فسألته من أين عرفت أنني سأعرفك إن رأيتك ؟! قال له : الأرواح جنود مجندة .. ! "

 

***

رن هاتفه ذات يوم وكان ذاهبا لإحضار بعض الأشياء ..

فإذا به على الهاتف الأخ لؤي .. قال له أين أنت ؟

فأخبره بمكانه .. فقال له انتظرني أنا قادم إليك ..

فما كاد أن يغلق هاتف حتى احتضنه رجل من خلفه وضمه بقوة ..!

انتفض الأخ نديم من أثر الموقف .. فالتفت إلى الخلف .. فإذا به الأخ لؤي ..!!

قال له لؤي وقتها .. يبدو أنها فاتتك هذه..:) احذر أن يشغلك أحدهم بشيء ما ..

بينما تكون محاولة منه للتمويه ولإشغالك ريثما يصل إليك ..!!

 

...

 

لقد كان لؤي السقا يلقب بالدكتور.. صاحب عقل وذكاء مدهشين ..

كان يتحدث اللغة العربية والتركية والانجليزية بطلاقة .. وهو حلبي الأصل..

وكان المسؤول الأمني لتنظيم القاعدة في العراق أيام "أبو مصعب الزرقاوي" ..

وكان مع "أبو زبيدة" المسؤول الأمني والرجل الأخطر ومسؤول التنسيق للمجاهدين ..

وكان (أي أبو زبيدة) المسؤول عن استقدام المجاهدين إلى أفغانستان .. وكان رجلاً أمنيا دقيقاً جداً..

والموسوعة المعروفة باسم "موسوعة أبو زبيدة الأمنية" إنما كتبها زوج أخت الأخ لؤي السقا واسمه أبو ميسرة الغريب وكان له بعض الفديوهات في العراق رحمه الله ..

كتب الموسوعة عن خبرة أبي زبيدة فك الله أسره في العمل الأمني ..!

...

يقال أن أبا زبيدة أحيانا كان يبعث رجالا لاعتقال الأخ المجاهد القادم حديثاً إلى باكستان ..

ويظن ذلك القادم الجديد أنه بين يدي المخابرات .. فيختبر ثباته وصموده ..

وبعدها يكشف عن وجهه .. فإذا كان ثبت وصبر رحب به واستقبله ..

يروى أنه كان الرجل الأسطورة .. الذي لا يعرف بشكل .. ولا هيئة ولا صفة ..

ولا يعرفه إلا قلة قليلة ممن حوله..

وحتى أنني مررت قبل حوالي 5 سنوات على محاضرات في الأمنيات بعنوان (صناعة الإرهاب) لعبد الله العدم .. وتلك المحاضرات إنما كانت مقتبسة مما تعلموه من أبو زبيدة فك الله أسره ..

 

***

 

كان يقول نديم بالوش تقبله الله ..

إنما الجهاد هو طريق الأذكياء.. طريق العقلاء.. طريق أصحاب العقول الذكية والنيرة ..

لقد التقيت بإخوة من المجاهدين الأذكياء وأصحاب العقول ..

أذهلوني بذكائهم وتخطيطهم وفهمهم..!

يا إخوة إنما الجهاد في سبيل الله يحتاج لنخبة الأمة وخاصة في مثل حالتنا ..!

انظروا إلى هؤاء العمالقة .. أولئك هم أصحاب العقول .. انظروا إلى الأصل ..!

إلى أولئك الذين أحيوا الجهاد في هذه الأمة.. وأَشعَلوا حمية الدين في نفوسها .. !!

...

 

أحدهم قتل في محكمة ميدانية مباشرة في سوريا سنة 2006 ..!

بعد أن قام بالوصول إلى لابتوب أحد كبار الضباط في المخابرات السورية في عام 2006 واستطاع الحصول على معلومات عن 35 عميل من عملاء النظام كان قد أرسلهم للقتال مع المجاهدين في العراق ..

وعندما تم قتلهم وتصفيتهم .. فطنوا للأمر وشكوا بذلك الأخ وقاموا بأسره وقتله مباشرة ..!

 

***

 

هؤلاء الأذكياء يقتلون دائما .. أو يعزلون ..!

لأن الأمة محتاجة لهم لأنهم دائما شوكة في حلق أعداء الله وحنظلتهم ..!

هم يريدوننا دائما حمقى فواشين ليستطيعوا استثمارنا بالشكل الذي يحلو لهم وبالطريقة التي يستطيعون هم فيها أن يحققوا مكاسب لهم دون أن يدفعوا تكاليف ذلك الاستثمار ..

نحن اليوم بحاجة لقادة أذكياء عباقرة يستطيعون فهم المعادلات والموازين الدولية والخطط واللعب الاستخباراتية والدهاء والتخطيط الاستراتيجي العسكري والسياسي .. وبخبرة عملية متراكمة..

وقبل ذلك كله أن يكونوا فاهمين لكتاب الله .. متعمقين في السيرة النبوية حق التعمق.. مؤصلين حق التأصيل ..

لا كما يريد مشايخ الحيض والنفاس "الأرأيتيين" .. الذين يؤلفون 1000 كتاب في مواضيع ضجت وامتلأت بها المكتبات تفصيلا وشرحا وتهذيبا واختصارا وتعليقاً..

ولا يستطيعون أن يقدموا كتابا واحداً عن استراتيجية النبي صلى الله عليه وسلم العسكرية والسياسية والأمنية في مكة والجزيرة العربية.. والتي طورها أصحابه وتقدموا بها حتى فتحوا العالم .. !

إنهم يريدوننا أمة السمك .. تلك السمكة التي تأتي على فخ السنارة مرات ومرات فإن أفلتت أول مرة تعود إلى الفخ مرة أخرى حتى تقع في الفخ..

هم يريدوننا تماما كما أرادوا ولو شئت فانظر إلى الساحة الشامية .. منذ5 سنوات ونحن نقع في الفخ ذاته ..!

والحفرة ذاتها..!

وأحيانا أقول .. نيالهم علينا ..!! :) يعني حتى الخطة ما في داعي ليغيروها ..!!

نفس الخطة تكرر من 5 سنوات والنتائج دايما لصالحهم ..!! :)

ودائما الفوشان ذاته والعقلية ذاتها ..!

ودائما نفس السيناريو .. ونفس الحوار ونفس الممثلين ونفس الإخراج ونحن مسرورون .. فرحون ..

ما كللنا وما مللنا عن تمثيل الدور ذاته ..!!

والحلقة الأخيرة دائما ما تكون مبكية ..!!

حتى إن فرحنا يكونون هم من تركنا نفرح قليلاً حتى يأخذنا الفرح فتفاجئنا المأساة ..!

وفي النهاية نفس الحجج ونفس الكلام..!

...

وإذا ما أتى من يحذرنا وينبهنا هاجمناه وحاربناه وتصدينا له .. وأخرجناه وطردناه وقتلناه ..

(أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم .. ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون)!!

ونحسب أن الله ناصرنا .. ولو نصركم فلن تثبت أقدامكم ..طالما أنكم باقون هكذا على حالكم..

وما سمعتم لما قيل لكم منذ ثلاث سنوات على لسان رجل قدم روحه في سبيل توعيتكم ونصحكم ونطق بالحق في زمن قل فيه من يعرف الحق وقل فيه من يجرؤ على النطق به ..!

(يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم.. ويثبت أقدامكم) !!

فلا تفرح بنصر دون ثبات القدم ...!!

 

يتبع إن شاء الله

 

 

 

 

 

بعد اعتقال هؤلاء الثلاثة الذين كانوا في سوريا وعلى ارتباط بالأخ نديم تقبله الله ..
بسبب الخطأ الأمني (الهويات)..!

...

وهذا الخطأ أمر مهم جداً على كل أخ الانتباه له ..
فكيف لشخص أن يحمل هويتين في الوقت نفسه !!!

فقد يحدث طارئ غير محسوب .. أو قد تحدث مشكلة غير محسوبة ..
فلعلك تمر من منطقة وتندلع مشكلة وقد يأت الأمن ويعتقل عدد من المارة ..
أو قد تخرج على حاجز غير محسوب ويشك بأمرك .. ويطلب تفتيشك ..
أو قد يشك بأمرك وتعتقل ..

فقد تمر الحيلة عليهم وتخرج بإذن الله إذا كنت مؤمن نفسك وحاسب حساباتك بشكل جيد .. أما أن تخطئ مثل هكذا خطأ فهذا سوف يكشفك ويعرضك للخطر ..!


وقد حدثت كثيرا مع إخوة كثر أنهم اعتقلوا وخرجوا ولم يكتشف أمرهم ..

ومنهم أبو أنس الشامي رحمه الله .. اعتقلته القواة الأمريكية مرة في حرب العراق ..
وكان مساعد الزرقاوي ويتحدث اللغة الإنجليزية بشكل متقن ..واستطاع أن يخدعهم..
وحتى أنها حدثت مع الأخ نديم في قصة أقسم بالله كانت أشبه بالخيال .. (وسنمر عليها لاحقا إن شاء الله)..!

...

 

عندما كان الاخوة في اللاذفية يتحركون لأمر ما ..
كان الأخ نديم يبقى في السيارة وكانت تبقى معه هويات الشباب ..

(وكان يبقى في السيارة لأنه كان معروفاً بشكل كبير للناس وللأفرع الأمنية وإلا فوالله ما رأيت أقدم منه شجاعة)


وتكون الهويات مخبأة في مكان معد سابقاً لإخفاء ما يلزم إخفاءه بحيث لو حصل تفتيش طارئ ..
وتبقى السيارة بعيدة نوعا ما عن المكان التي يتحرك به الشباب..
وتقوم بالمراقبة من بعيد حتى إذا ما تم كشف الشباب إما أن يتدخلوا لإنقاذهم أو إذا لم يعد بالإمكان أن ينقذوهم فيقومون بتنظيف كل شيء حتى إذا ما تم سحب إعترافهم..

يكونون قد أمنوا حماية كافية للباقين ونظفوا ما يمكن تنظيفه وانسحبوا إلى مكان لا يعرفه حتى هؤلاء الشباب..
وكثيرا ما كانت تبقى أجهزة الجوال مفتوحة وعلى الخط يبقى يسمع كل ما يحدث..

حتى يتدخل الأخ قبل فوات الأوان توجيها أو مساندة ..


وكانوا يذهبون إلى المنطقة التي يريدون أن يتحركوا فيها وليس هنالك أي شيء يدل على شخصيتهم الحقيقية أبداً ..!


حتى أجهزة الجوال الخاصة بهم توضع في السيارة ويعطون أجهزة جوال أخرى نظيفة فيها أسماء وهمية في الحافظة ولم يتصل بها على أحد وهي مربوطة فقط بالأجهزة التي مع الشباب الآخرين لا تتصل إلا عليهم..!


وحتى عندما يفرغ رصيدها فإن تعبئة الرصيد يكون من مدينة أخرى أو منطقة أخرى بعيدة كل البعد عن مكان إقامة الشباب الذين يعملون مع الأخ ..


فكأنها نظام جديد خاص ضمن نطاقاتهم..!!

 

...

 

ولنفرض أنها كانت 3 أجهزة ..
الأجهزة بأسماء أخرى لا تمت لمن يستعملها بصلة أبداً..


3 أجهزة لا تتصل إلا على بعضها ..
ولا تعمل هذه الأجهزة في أماكن سكنهم وإقامتهم ..
حتى إذا ما كشفت الأرقام وأرادوا متابعتها واعتقال أصحابها فإنهم لن يستطيعوا تحديد مكان سكن أو إقامة الشباب ..
بل تغلق الأجهزة وتنزع البطاريات والسيم كارد ويفصلون عن بعضهم البعض إلى حين وقت الاستخدام ..
فيخرج الأخ من منطقته ويحرص على عدم وجوده في منطقة سكن أحد من الإخوة الآخرين ..
ولو كشف رقم واحد منهم للأمن فإنه يتم فصل الأجهزة الثلاثة والتخلص منها نهائيا ..


ويتم وصل الأجهزة بطرق مموهة أو مخفية بحيث لا يراهم أحد ..
كأن يكونوا في السيارة أو أن يدخل إلى أحد الأبنية فيصل الجهاز ثم يخرج ..

أو أن يدخل يده في كيس كبير غير شفاف وكأنه يبحث عن شيء ضائع فيصل الجهاز ويتابع طريقه ..

 

....

 


وهكذا تضمن بقاء الأجهزة نظيفة أمنيا بحيث يتم الكلام عليها بطريقة عادية جدا وبألفاظ عادية دون أن يتكلم أحد بأي كلمة تدل على أي معنى يستثير حفيظة أي سامع أو مراقب ..


والعقدة في الموضوع أن الشباب الذين كانوا متواجدين مع الأخ نديم ..

كانوا مدربين ومهيئين لأن يفهموا دون أن يتكلم .. من الإشارة كانوا يفهمون كل شيء ..!


وهذا لا يكون إلا بعد تدريب .. والأهم من هذا كلهم أنهم جميعاً عى قلب رجل واحد ..
واحدهم يفدي الآخر بروحه إذا ما احتاج الأمر دون تردد أو تفكير ..
ووالله إنهم كانوا يركضون ويرمون بأنفسهم أمام الموت كي ينجو الآخر ..!!

كانوا مدربين على أن يتواصلوا بلغة الجسد وعن طريق العيون .. و بالهمس لو من مكان بعيد بحيث يفهم الأخ الكلام ولو كان بعيدا ولا يفهم منه القريب أية كلمة ..


وكثيراً ما كانت تحدث ولا أحدثكم عن كلام خيالي لم يحدث ..
ومن خبر أفرع التحقيق عند النصيريين يفهم هذا الكلام جيداً ..

والله العظيم من طريقة السعال ومن طريقة الهمس ومن طريقة العطاس..

وحتى من نظرة العين كانت لها معان كثيرة فيما بينهم ..

وكانوا يعملون على تزكية أنفسهم بشكل كبيرة .. لدرجة أن أحدهم كان أسعدما يكون مع إخوانه ..

ويكون له أرضاً يمشي فوقها .. والآخر يكون نفس الشيء ..
وحتى لو حصل بينهم خلاف في شيء ما فإنهم كانوا إذا ما قاموا لم بيقى في قلوبهم أي شيء ..

كانوا ينتظرون الموت في كل لحظة .. عاهدوا الله على الموت ..

لا يحمل أحدهم في قلبه إلا حب أخيه أكثر من نفسه .. وأحدهم إذا ما وقف أمام أعداء الله فإنه كالأسد عزة وزئيرا ..!!

وكان ذلك بتوجيهات الأخ نديم .. فكلهم بدأ من الصفر وهو من رباهم وتعب عليهم ..

ونبههم وعلمهم وأرشدهم وهذب أخلاقهم ..!

ويحملون في قلوبهم الحب الشديد له فهو صاحب الفضل بعد الله عليهم ..!

فإذا كان هذا حالهم فإن التواصل على الهاتف كان أهون بكثير وخصوصاً أن الأخ نديم قبل كل شيء كان من حيث لا يدري الأخ يُهيّأ ويُدرَّب على التفكير الصحيح والمنطق الأمني .. وطريقة تقدير الأمور ..

وكان الأخ نديم يزرع فيه هذه الأمور بذكاء وحكمة بالغتين ..


والأحلى من هذا أنه يعلم ويدرب بطريقة أمنية دقيقة .. فالأخ في ذلك الوقت لا يكون قد دخل ضمن نطاق العمل .. ولم يختبر بعد ..!
بحيث لو سئل أو حقق معه فإن المحقق لا يجد في كلام الأخ نديم الذي زرعه في ذلك الشخص أي دليل عليه بأنه يعطيه دروساً في الأمن ..!!

فمثلاً كأن يقول له وهما يتحدثان ويضحكان ..!!

أيام التحقيق كانت أيام صعبة جداً .. نسأل الله العافية ..
والأحلى والأدهى عندما كنا في التحقيق كانوا يفصلوننا عن بعض حتى لا يخبر أحد أحداً بأي معلومة اعترف فيها أو وارى فيها ويكون هنالك جواسيس قريبين -مثلاً-
فإذا ما أردنا أن نوصل معلومة .. كنا نتظاهر بالصلاة ونقرأ القرآن بصوت مرتفع قليلاً بحيث يسمع الشخص الأخر في القضية نفسها .. وونتظاهر أننا نقرأ القرآن في الصلاة ولكنه لم يكن قرآننا إنما هو كلام مرتل نوصل فيه رسائلنا .. مثلاً (وإذا ما سألوك عن العير والسيارة فقل إنما أمرها عند الله وهي مركونة إلى جانب الجدار الأوسط في طريق البيت) :)


فمن كان يسمع هذا يظن أنه قرآن ولكنه يصل إلى أصحابه ..!!


(بس ما يطلعلي واحد هلق يقلي بس هادا ما بجوز :) !!)

...


فهذا الكلام كان كثيراً ما يفتح العقول والأذهان لدى المخاطب ..

وشيئاً فشيئاً كان يرفع من حسهم الأمني وفكرهم وينشطه ويعمله Refresh ..
ومن حيث لا يعلمون .. !

وإذا ما سئلوا أو تحدثوا في القصة فإنها قصة عادية ليس عليها جرم أو تجريم ..

بل إنها ذكريات تخطر ويحدث بها ..!!


بينما لو كانت قد قيلت في جلسة خاصة أو تحت عنوان تدريبي :)

فإن الكلمة ذاتها ستكون مجرمة محرمة وستسجن عليها وستحاسب ..!


(وكلهم له وقته وطريقته ..!!)

...

وهذا كله وكثيرون كانوا يتهمونه ويأكلون لحمه ويتهمونه ..

وهو والله لم يكن يأبه بكلامهم ولم يكن يلتفت لكلامهم وحديثم النتن ..

ووالله إنه كان من أعجب من رأيت في حياتي على هذه النفس المزكاة ..


لا يهتم لكلام الناس عليه ولا يجادل فيه ولا يحاول أن يرد عن نفسه ..


كان يقول (وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) جميعنا سيقف بين يدي الله ..
وكل يفضي إلى ما قدّم والله يفصل بين عباده ..!!

 

يتبع إن شاء الله..

 

 

 

إن مكانة "الاتصالات" في أي عمل عسكري أو أمني أو جهادي مكانة كبيرة جداً وحساسة جداً ..!


وذلك سواء كنا نتحدث عن جيوش نظامية.. أو فرق أمنية.. أو مجموعات لرجال عصابات.. وهذا في جميع أنواع الحروب (جبال .. صحراء .. مدن .. الأدغال..)


فانقطاع الاتصال في الجيوش العسكرية سيمنع الاتصال بين الوحدات وبين القيادة ..

وسيقطع الاتصال بين الوحدات نفسها بعضها مع بعض .. وهذا ما سيجعل التخبط والضياع والتشتت سيد الموقف ..!!

ومن أهم عوامل النصر والنجاح هو القيادة .. وانعدام القيادة سيفشل العملية العسكرية إن لم يتم تفادي الخلل بقوة وحزم..!


أما لو كنا نتحدث عن مجموعة مدربة متماسكة على قلب رجل واحد مؤصلة مدربة على أعلى درجات التفاهم فيما بينها فإنه حتى في حال انعدام الاتصال.. فإنهم قادرون على تفادي الأمر بشكل أخف وأسلس..

والتنبؤ بطريقة تفكير القائد حتى لو تم قطع الاتصال فيما بينهم .. وهذا ما كان الأخ نديم يسعى إليه مع الإخوة في تدريباتهم ..


كانت ولنفرض أنها مجموعة مكونة من 7 أفراد -مثلاً- كلهم على قلب رجل واحد .. يفهمون بعضهم بعضاً بشكل عجيب جمعهم الحب والأخوة والهدف الواحد والعقيدة الواحدة وأسمى صفات التفاني والإخلاص .. حتى أنه كان أحدهم يركض قبل أخيه حتى يقوم بالمهمة صغيرة كانت أو كبيرة.. صعبة أو سهلة..!


وصدق من قال :
يتبادرون إلــــــى الجهاد بـــهمّة ... يتسابقون.. وكلهم متقدمُ !
أجسادهم درع الثرى ودماؤهم ... زيت القناديل التي لا تفطمُ !

 

وهنا أذكر موقفاً جميلاً للشيخ عصام الراعي تقبله الله ..


في أول فترة من لقائه مع الأخ نديم بالوش -تقبله الله- .. قال له بعد ما رآى طريقة التعامل فيما بين الإخوة ومحبتهم وتآلفهم وتناسقهم الذي دربهم عليه الأخ نديم -تقبله الله-..
فقال .. أنا لم أكن أتخيل للحظة من اللحظات أن يكون في أرض الشام شباب بهذا الحب والأخوة والتماسك ..!

(وأقسم بالله أن أحدهم لم يكن ليكون هكذا لو لا تعب وتفاني الأخ نديم بتربيتهم وتعليمهم) ..!!


وهنا أذكر أنه في الفترة التي تم فيها اغتيال الأخ عمر بالوش والشيخ عصام الراعي -تقبلهم الله- وفي ظل استِعار الحملة التي طالت الأخ نديم بالوش من التخوين والاتهامات والحرب الشعواء عليه ليثنوا الناس عن متابعته وسماع كلماته الصادقة ..

حتى أنهم كانوا إذا ما وضع أحدهم إعجاباً على بوست من بوستاته يكتبون اسمه على الصفحات ويتكلمون في عرضه وشرفه ..!!


خرج بعض الحمقى ليقولوا (رحمك الله يا عمر بالوش كنت نعم الرجل.. أما نديم بالوش فهو عميل وخائن ...!!!) قلت: سبحان الله..! هل عمر بالوش -تقبله الله- إلا نتاج لتربية أخيه له.. الذي تعب عليه وعلى الباقين جميعاً كما يربي الأب ابنه ..!!


وحتى عمر بالوش وعصام الراعي -تقبلهم الله- عندما تم قتلهم أثناء محاولة اغتيال الأخ نديم -تقبلهم الله جميعاً- كان عمر والشيخ عصام يجلسان في المقعد الأمامي في السيارة على يمين السائق وكانا متعانقَيْن.. أحدهما يضع يده خلف ظهر الآخر .. وقتلا رحمهما الله على هذه الحال ..! فتأمّل ..!

 

13669191_10207219662753547_8867715499278


في أول اجتماع لعناصر مخفر سلمى .. كان أحدهم يعطي توجيهاً للعناصر ..

ثم دخلت مجموعة الأخ نديم بالوش .. وجلسوا في أماكنهم ..

وكانوا لا يعلمون لماذا تم استدعاؤهم ولا ماذا يجري في المخفر ..

فنادى ذلك الذي يعطي التوجيه أحد الشباب باسمه .. وقال له آمراً دون أية مقدمات ..!

سلم سلاحك.. وقف على الحائط وارفع يديك ورجلك ..!!

قام مسرعاً وسلم سلاحه ووقف على الحائط دون مناقشة ..!! والجميع مندهش ..

فلما نفذ ما طلب منه قال ذلك الذي يعطي التوجيه للعناصر ..

والله لو أنني قلتها لواحد منكم لبقي يناقشني ربع ساعة ..!

وسأل ذلك الأخ لماذا قمت ونفّذت ما طلب منك ؟!!

قال هذا (يقصد الذي وجه الأمر) أخي .. وأعلم أن عزي من عزه وذلي من ذله ..!!


أقسم بالله أنني أحدثكم عن حقيقة .. لا عن خيال ..!!

 

......

 

نعود إلى موضوع الاتصالات ..


ولهذا فإذا ما واجهت دولةٌ ما عصابةً أو تنظيماً ذي قوة وخبرة فإنها تقوم بقطع الاتصالات أثناء تنفيذ عملية القبض على العصابة أو التنظيم ..

وهذا ما فعلته مصر أثناء تنفيذ اعتقالات في جماعة الإخوان المسلمين بعد الانقلاب على مرسي..

فإن قطع الاتصالات يشلّ ويعرقل من حركة الطرف الآخر ..!


فالاتصالات هي عقدة أساسية ونقطة مهمة في نجاح الحروب وفشلها .. على المستوى العسكري..

وكذلك على المستوى التنظيمي فإنها من أهم أسباب نجاح العمليات وفشلها ..!

....


أذكر أن رياض عابدين -رحمه الله- (من قدامى من قاتل في جبال الساحل ضد النصيريين) ..

وكانوا في إحدى المعارك في ريف اللاذقية .. تكلم معه أحد أصحابه على القبضة اللاسلكية ..

وسأله عن مكانه بعد أن غاب عنهم .. فقال له أنا داخل البيت الأزرق ..!!
وما هي إلى ثوان وتقوم الدبابة بإدارة مدفعها واستهداف البيت الأزرق الذي كان بداخله رحمه الله ..!


فانظر إلى أهمية الاتصالات أخي ..

فهي إما أن تكون عاملاً من عوامل نجاحك.. وإما أن تكون مقتلتك ..

وما يساعدك في تجاوز المشكلة إذا ما قطع الاتصال عنك .. هو أن تكون دائماً قد وضعت احتمالات لكل شيء وخطة بديلة لأي حالة ممكن أن تواجهك ..

 

ومجال الاتصال يشمل الاتصالات بجميع أنواعها .. الاتصالات السلكية واللاسلكية والمراسلات والتجسس عليها.. استخداماً إرسالاً واستقبالاً وحماية وأمناً..

 

...


ولنتوقف للحظات .. في سورة طه.. وتحديداً عند قصة موسى عليه السلام ..


كان الله قد واعد موسى أن يأتيه..

فلما حان الوقت ذهب موسى إلى الموعد ..

فسبق موسى قومَه وأوصى بهم أخاه هارون وقال له ابقَ مع القوم ..

فلما عاد موسى إلى قومه كانوا قد صنعوا عجلاً وعبدوه ..!

هنا غضب موسى من أخيه هارون عليهما السلام و (قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلّوا ألا تتبعني)؟!!

لماذا لم تلحق بي وتخبرني بما فعله الناس..؟!!

قال هارون (إني خشيت أن تقول فرّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي)..!

يعني خشيت أن تقول لي لماذا تركت الناس لوحدهم دون من يرعى ويدير شؤونهم..

ولحقت بي بعد أن قلت لي أن أبقى معهم ..!


لاحظ انعدام وسيلة الاتصال بين موسى وهارون عليهما السلام ..!!


ذهب موسى عليه السلام وترك قومه وأوصى بهم أخاه هارون .. ومضى ..

وكان اختبار قوم موسى الذي لم يثبتوا فيه وانقلبوا فيه مفتونين ..

وهذه سنة دائمة ..! عندما يذهب القائد أو الأمير أو صاحب الدفة ..

تأتي على الناس فتنة ليرى الله من صدق ممن فتن .. ومن ثبت ممن نكص ..

وحتى بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم .. ارتدت العرب فثبت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ..

وفي قصة موسى مع قومه .. ذهب موسى واستبقى هارون .. فتنت الناس ..

ثبت هارون ولم يجد وسيلة اتصال حتى يخبر موسى فيعود ليتدارك المشكلة ..

ففكر باللحاق به فتذكر قوله أن يبقى معهم ..


دائماً وفي كل الحالات انقطاع الاتصال ما بين القائد أو الأمير بالجماعة له آثار سليبة على الجماعة وعلى العمل ..
إلا أن يتدارك الدفة من يتداركها ويصلح ما يمكن إصلاحه ويتابع المسير ..!

 

...


وقد رأينا تجربة عملية عن هذا قبل أيام .. في محاولة الانقلاب التركية التي حصلت ..

فقد حاول الانقلابيون أن يعزلوا الرئيس التركي وينشروا خبر الانقلاب وبيانه ..

لكنه استطاع أن يجري اتصالاته ويوصل صوته للناس.. ولاحظ أنه كان من أهم أولوياته أن يصل صوته للناس ..!

ولو لم يصل صوته لهم وظنوا أن شخصيةً كشخصية رئيس دولة قد أسرت أو قتلت ..

لكانت نسبة نجاح الانقلاب أكبر بكثير ..!

...


ولأننا مررنا على قصة موسى مع قومه سأكمل قليلاً في القصة..

لقد كان أصل الفتنة في قوم موسى هو السامري .. فشخص واحد قد يفسد قوماً .. !!


فلما سأله موسى (قال فما خطبك يا سامري) ؟!! وانظر إلى هذا الجواب ..!!

جواب الحمقى الرويبضة دائماً في كل زمان..!


قال (بصرت بما لم يبصروا به .. فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها ..) اي!! (وكذلك سولت لي نفسي) ..!!

الله أكبر ..!! وكذلك سولت لي نفسي..!!!

يعني هادا يلي حدثتني به نفسي .. هه !!

يعني هو شو عمل؟ ولا شي .. !! ما عمل شي !! وكذلك سولت لي نفسي ..! فتن قوماً بأكملهم برأيه الخبيث وبفتنته التي نبذها بين قومه.. ثم قال: (وكذلك سولت لي نفسي ..)!!


وكثيرون ما هم أولئك في هذا الزمن ..!! ترى أحدهم يقوم بين الناس فيفوشهم ويلعب بهم ويأخذهم في طريق لا طائل منه ..

وغيرهم يناديهم .. يا إخوة طريقكم هذه مسدودة !! يا إخوة أنتم تسيرون في الطريق الذي لا طائل منه ..

( كما كان يناديكم الأخ نديم تقبله الله .. )

ثم بعد أن تخسر الأمة وقتاً ودماءً ومالاً وخيرةً من شبابها وإمكانياتها ..

وبعد أن يكتشفوا أنهم كانوا يسيرون في الطريق الخاطئ .. يقولون وبكل برودة دم .. (وكذلك سوّلت لي نفسي..)!!

يعني هذا ما رأيناه مناسباً .. وحدثتنا به أنفسنا..!! الله أكبر..!!

وما هدنة الفوعة عنكم ببعيد .. !!


بعد أن قتل 11 استشهادي وسالت دماء منعة وطاقة هذه الأمة ..! وتم تحرير الأسرى الأتراك .. توقفوا ..!! هدنة!!

(وكذلك سوّلت لي نفسي) !!


والأمثلة أكثر من أن تحصى ..!

وتأتي على الناس سنوات خدّاعات..

يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق..!

يؤمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين ..!

وينطق الرويبضة.. الرجل التافه.. يتحدث في أمر العامة..!!

يتبع إن شاء الله..

 

 

 

 


 

تم اعتقال الشباب ليتم السؤال عن الهويات المزورة وتم تحويلهم إلى دمشق فرع الأمن السياسي "الفيحاء" واعترف احدهم على كل شيء..

 

وتم الاعتراف على أن نديم بالوش هو قائد المجموعة وأنهم كانوا سيلحقون به إلى تركيا ..

في ذلك الوقت كان بشار مستلم جديد ..

 

وكان بداية إعادة العلاقات بين سوريا وتركيا بعد التوتر الذي كان عندما كان حافظ الأسد .. وأرسلت سورية إلى تركية معلومات عن الأخ نديم ومواصفاته ..

 

بعد فترة تم اعتقال الأخ لؤي من أحد الـ cafe net's بسبب اتصاله على أحد الأشخاص وكان هاتف ذلك الشخص مراقباً من قبل المخابرات ..

 

جاؤوا بلباس مدني بعد أن حددوا المكان .. ودخل أحدهم بكل هدوء إلى صالة الـ cafe net وسلم على الأخ لؤي وقال له مرحبا أستاذ لؤي.. تفضل معنا بكل هدوء..!

 

...

 

 

اضطر هنا الأخ نديم للهرب قضى مدة في أحد الأماكن.. ثم سافر إلى سوريا متخفياً ..

 

وفي هذه الأثناء التقى بـ "أبو مصعب الزرقاوي" قريباً من قلعة حلب .. وعرض عليه العمل معهم في العراق ..

 

لكن الأخ نديم لم يوافق .. وبعدها عاد إلى تركيا ..

 

(وهذه المعلومات لأول مرة تنشر)!!

 

وبعد مدة شهر تقريباً خرج الأخ لؤي من السجن ..

 

تخفى الأخ نديم في أنطاكيا .. وبقي على تواصل مع رفاقه الموجودين في تركيا ..

 

 

...

 

 

في تلك الفترة كان يحمل جواز سفر مغربي .. وتعرف على شوفير تكسي .. من منطقة الريحانية وكان يتكلم اللغة العربية بطلاقة ..

 

شوفير التكسي هذا كان يستطيع تمييز اللهجات .. وأكثر من مرة كان يتصل عليه الأخ نديم ليقوم بإيصاله ..

 

 

وفي أحد المرات اضطر الأخ نديم لإظهار جواز السفر (ربما على حاجز أو ما شابه)..

و

استطاع هذا الشوفير أن يلمح جواز السفر المغربي ..

 

فزادت شكوكه واتصل بالشرطة .. وأعطاهم المواصفات ..

 

تمت متابعة الأخ نديم .. وخرج مسافراً من أنطاكيا إلى أحد المدن التركية بالبولمان ..

 

كان لافتاً للنظر أن الطريق مليء بعناصر الأمن ..

 

وفي بداية الخروج من أنطاكيا تم إيقاف البولمان ..

 

والتفتيش على الهويات والجوازات .. وتم إحضار الأخ نديم والتحقيق معه لمدة عدة أيام ..

 

وتم إحضار أحد المغاربة وسؤاله عن المدن والعواصم حتى أنهم طلبوا منه أن ينشد النشيد الوطني المغربي .. وبقي في التحقيق حوالي 5 أيام ..

 

ثم تم إحضاره إلى الحدود السورية ..

وكان بانتظاره سيارتين من المخابرات السورية القادمة من دمشق لاستقباله ..

وكان ذلك سنة 2003

 

(لم أستطع الإكمال بسبب مرض وتعب شديد أصابني اليوم .. فلا تؤاخذوني..)

 

يتبع إن شاء الله

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قبل أن يخرج الأخ نديم -تقبله الله- من سوريا ويبدأ رحلة سفره التي كان من المخطط لها أن تكون نهايتها في أفغانستان ..
حاول عدة مرات الخروج لكن لم يقدّر الله له ذلك ..

مرة اضطر للرجوع بعد أن وصل إلى دمشق خارجاً من اللاذقيّة ..


ومرات لم يأته الرد .بعد أن خرج أصحابه وإخوته .. "أبو أحمد تفتافة" و "عمر هارون" و غيرهم ..


كانت فترة عصيبة جداً عليه .. فكان ينزل وحيداً .. يجلس بالقرب من البحر وقريباً من طريق الحرش في اللاذقية ..

تفيض الدمعات من عينه .. ويتدمى قلبه بعيداً عن أرض الجهاد .. وقلبه تعصف به الحسرات على صحابه ومن كان قريبا منهم .. كيف أكرمهم الله ومنَّ عليهم بالوصول إلى أرض الجهاد في أفغانستان ..

وهو يجلس بين القواعد في بيته وأهله .. وإخوانُه يتشرفون بحمل راية التوحيد والذود عن إخوانهم في أفغانستان.. وقبلها يذودون عن حياض هذا الدين ..!

لم تكن شخصية كشخصية نديم بالوش لتتقبّل هذا .. ولتطيق هذا ..!!


كان يعدّ العدّة ويتدرب على الرياضة وفنون القتال .. ويقرأ في القرآن وتفسيره ..

ويقلب صفحات "في ظلال القرآن" ويغرق بين آيات هذا الكتاب العظيم .. ويقرأ في السيرة وينهل منها ..

وكان يحب سير التاريخ وتقليب صفحاته ..

 

...


أنا لا أحدثكم عن شاب ضاقت به الدنيا فأراد أن يهرب من واقعه إلى حياة أخرى ..!


ولا أحدثكم عن شاب كان ممقوتاً .. مُسكتاً .. مضطهداً في أهله وبيته .. فلم يجد وسيلةً للابتعاد إلا هذه الوسيلة ..!


ولا أحدثكم عن شاب فقير أو فاشل في دراسته وعمله ..

فأراد أن يسلك أسهل طريقة ليحقق نجاحاً يتحدث به الأهل والجيران والأصحاب ..

بأن يصبح ملتزماً .. ينظر على من حوله بالحلال والحرام .. ويخرج مهاجراً ليقال "هاجَرَ" ..!!


إنني أحدثكم عن شاب من عائلة معروفة على مستوى اللاذقية وأكثر .. بأنها عائلة علم وأدب وأصحاب فضل ..

والده صاحب أحد أشهر وأقدم معاهد التعليم الخاصة في اللاذقية وأمه عندما كانت جدّة وعمرها قد تجاوز الأربعين كانت مازالت تدرس وتتعلم وتتهيأ لتقديم دراسات عليا في الشريعة الإسلامية ..!


من أكثر العائلات المعروفة سمعة طيبة وأخلاقاً رفيعة وتربية وأكابرية وغنى ..


أحدثكم عن شاب من أقدم الطلاب في جامع صوفان

(أيام جامع المشاطي .. أكبر جامع قد خرّج حفظة القرآن في اللاذقية)..


حافظ للقرآن غيباً .. كان كثيراً ما يقف ليؤمَّ الناس في الصلاة في جامع غريب سابقاً (حورية) المعروف في اللاذقية ..


محبوباً مقرّباً بين أصحابه ومعلّميه.. حاز في شهادة التاسع (الثالث المتوسط) 281 من 290 درجة ..!


وبعد امتحان المرحلة الثانوية دخل هندسة الميكانيك .. وكان من الأوائل على كليته في السنة الأولى ..!


أحدثكم .. عن شاب ذكيّ .. متفوق .. محبوب .. كانت الدنيا فتوحة عليه .. مادياً وعلمياً واجتماعياً ومن كل النواح..


لكنه ترك كل شيء خلف ظهره .. وتاقت روحه إلى الجهاد في سبيل الله .. والعمل لهذا الدين ..!


وكان دائماً ما يقول .. اللهم استعملنا ولا تستبدلنا ..

...


كان يقول .. والله عندما سمعت محاضرة "القعود عن الجهاد وحديث كعب بن مالك" بقيت ليومين لا أستطيع النوم .. وأتقلب وأفكر في معاني هذا الحديث العظيم .. فأي فضل للمجاهد في سبيل الله في هذه الدنيا وفي الآخرة إذا كان بول حصان المجاهد في سبيل الله يؤجر عليه ..!

...


إنه اختار التجارة مع الله .. ثم مضى ولم يُعقّب -نحسبه صدق الله فصدقه- .. (إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم.. بأنّ لهم الجنة.. يقاتلون في سبيل الله .. فيقتلون ويُقتلون.. وعداً عليه.. حقاً.. في التوراة والإنجيل والقرآن.. ومن أوفى بعهده من الله ؟!! فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به..)

....


كان يجلس حزيناً يقلب وجهه في السماء .. والحزن يعصف بقلبه وروحه المشتاقة للهجرة ..!


كان قد تعاهد مع أصحابه المقربين في تلك الفترة على الجهاد حتى يقدر الله لهم الخروج والوصول ..

وفي تلك الفترة التي كانت هيبة وسطوة حافظ الأسد و النصيريين في أشدّها ومع بداية استلام بشار..


عندما تم اعتقالهم كانت أول مجموعة جهادية تخرج في اللاذقية مؤلفة من شباب جامعيين متفوقين ..!

وفي ظل السلطة الأمنية الشديدة ..! مما جعل النصيريين يجن جنونهم .. بعد الاعتقال والتحقيق معهم .. !


فلك أن تتخيل .. ماذا يعني في عام 2001 في سوريا أن تخرج جماعة من الشباب الجامعيين ..

ليقوموا بمداهمة المقامات النصيرية في قراهم ليلاً ودخولها واغتصاب حرمتها .. وأخذ المال الموجود داخلها للتبرعات .. وتوزيعه على أطفال ونساء المجاهدين الذين خرجوا للجهاد ..!!! :)


ومداهمة بيت أحد الضبابط في اللاذقية بمسدس بلاستيك !! لتخليصة مسدسه الحقيقي ..!


طج مو ..!! وهذه المعلومات أيضاً تنشر لأول مرة وكان يعرفها المقربون فقط ..!

 

....


كانوا يتجمعون ليلاً مجموعة من 4 شباب .. يخرجون في السيارة إلى القرى النصيرية ..

ويضعون السيارة بعيداً بعض الشيء ثم يتقدمون سيراً على الأقدام .. حتى يصلوا إلى مزارات النصيرية ..

فيخلعون الباب ويدخلون ..


ومرة من المرات تعطلت بهم السيارة في أحد القرى النصيرية .. وجاء إليهم أهل القرية .. فحاولوا تقليد اللهجة النصيرية .. حتى لا يحسوا عليهم .. وكانت الساعة حوالي الـ 2 ليلاً..

...


أنا لا أحدثكم عن 2016 ..! العام الذي أصبح فيه أهل السنة يعرفون من هم النصيريين وما هي عقيدتهم ..!

ويعلمون عن حقدهم وكفرهم وقتلهم واغتصابهم ..! لا أبداً ..


أنا أحدثكم عن 2001 أي قبل 15 سنة .. !!

لما كان شرطي نصيري واحد آخد التاسع شحط مع انو مسربيله الأسئلة .. :)
يوقف حارة كاملة على رجل واحدة.. !!

..


عرفتو ليش الأخ نديم -تقبله الله- كان يقلكم أحياناً لما ينصحكم ..

يلي أنتو هلق عم تعملوه نحن نسانينه من زمان و عملناه بظروف أصعب وأشد ..!!


نعم أخي .. تمت مراقبة بيت ذلك الضابط .. ومتابعته بحرفية .. وإعداد خطة (بمسدس باستيك :) )

لتخليصه المسدس الحقيقي يلي كان معه .. :) .. !

وفعلاً فعلوها واستطاعوا الحصول على المسدس وسجلت القضية ضد مجهول ..!

 

عم تعرفوا لمن عم تقروا أثناء الكلام عن نديم بالوش ليش واحد متله لازم يموت ..؟!!

..


وأذكر هنا موقف لأخ كان اسمه (علاء فتاحي) قتل في العراق -تقبله الله- ..


قصّر الأخ علاء -تقبله الله- مرة في مراقبة الضابط .. فقال له الأخ نديم ..

انت لن تشارك في العملية بسبب التقصير ..!


علاء لم يتمالك نفسه .. بدأ بالبكاء وصارت دموعه تسيل على وجهه .. رحمه الله ..!


سبحان الله .. !!

(ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم..) يعني أولئك الذين لم يجدوا زادا أو راحلة أو طريقاً يبلغهم للجهاد .. جاؤوا إليك .. فطلبوا منك أن تساعدهم.. فـ (قلت لا أجد ما أحملكم عليه)..! اي..!


(تولّوا وأعينهم تفيض من الدمع.. حزناً ألا يجدوا ما ينفقون) .. فانظر إلى الصدق ..!


هؤلاء جاؤوا النبي صلى الله عليه وسلم يريدون الخروج معه للجهاد في سبيل الله .. لكن ليس عندهم مستلزمات الطريق .. فطلبوا المساعدة من النبي صلى الله عليه وسلم فلم يستطع أن يساعدهم .. فـ (تولوا وأعينهم تفيض من الدمع) من صدقهم في طلب الجهاد .. ومن حبهم واشتياق روحهم للجهاد في سبيل الله ..!

وربما كثيرون هم الذين يقولون.. الحمد لله منيح اجت منه مو منا ..!

وفي مثل هذه المواقف يعرف الصادق من الكاذب..!

 

إذا اشتبهت دموع في خدودٍ ... تبين من بكى ممن تباكى

وأنّى شئتِ يا طُرُقي فكوني ... أداة أو نجاة أو هلاكا

 

ومن حبّ الأخ نديم لـ "علاء فتاحي" كان كثيراً ما يفر الدمع من عينه عندما يذكره .. ويشتاق إليه ..

وهذا والله من فرط حفظه للود رحمه الله .. ومن فرط محبته لإخوانه وشوقه إليهم .. تقبله الله .!

 

يتبع إن شاء الله..

 

 

 

 

 

 

وصلت سيارات المخابرات السوريّة إلى الحدود التركيّة ..!!
وتم تسليم الأخ نديم إلى سوريا.. !!
أصعدوه إلى السيارة في المقعد الخلفيّ.. وجلس بين اثنين من عناصر المخابرات .. وتم وضع القيود في يديه..

بدأت السيارات تمشي ببطء وتعود أدراجها باتجاه سوريا ..


بعد قليل .. التفت الضابط الذي كان يجلس في المقعد الأمامي قرب السائق .. قال للأخ نديم ..


كيفو أبو ربيع (يعني لؤي) ..!


فسكت الأخ نديم .. قال الضابط .. مومشكلة ..


دائماً خود ولا تعطي .. !! وانتبه تحكي إذا هنن مو سألوك..!!


يريد من الأخ نديم أن يفهم أنهم يعرفون أمنيّات الإخوة وطريقة مواجهتهم للمحققين..!

...


انطلقت السيارة واتجهت مباشرة إلى دمشق ..


وفي الطريق بدأ يغفل عنصرا الأمن الذان كانا يجلسان عن يمينه وشماله .. هنا قال الأخ نديم ..

كانت السيارة تمشي مسرعة .. وكنت افكر أن أهجم على السائق وأحاول حرف المقود على أحد المنحنيات..

فتنحرف السيارة عن المسار .. عسى أن يقدّر الله لي النجاة فأهرب منهم ..


لكنني لم أفعلها .. شيء ما داخلي كان يقول لي لا تفعلها ..!

 

...


كان حقدهم عليه شديداً وكان رئيس فرع الفيحاء وقتها (علي مخلوف) قاتله الله ..

كان نصيرياً حاقداً .. من أولئك الذين تشرّبوا الحقد على أهل السنة والنجاسة تشرباً..

فكيف لك يا نديم بالوش أن تطأ مزارات مشايخنا ..!

وكيف لك أن تخلع عظمت دولتنا وهيبتها .. وتتكلم علينا وتحرض الناس علينا ..

وتنشر بين الناس أن النصيرية هم أكفر من اليهود والنصارى ..!

(قال لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين)

والله لأنت يا بالوش .. شرّ نزيل عندنا في هذا الفرع ..

(لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف.. ولأصلبنكم أجمعين)..!

وجاء الأمر من فرعون الفيحاء .. ضعوا بالوش هذا في المنفردة لوحده لا يلقى أحداً ولا يخرج منها أبداً ..

ولو نزل به ما نزل ولو حدث ما حدث .. !


أبقوه مقيداً .. ولا تنزعوا قيده أبداً لا في خلاء ولا في طعام ولا في شراب ..!

وسبحان الله ..! الطواغيت لا يختلفون في أي زمن كانوا .. تبقى أفعالهم واحدة ..!

( فأرسل فرعون في المدائن حاشرين .. قال إن هؤلاء لشرذمة قليلون.. وإنهم لنا لغائظون.. وإنا لجميع حاذرون )

وأخبر سجانيه أن بالوش هذا .. مغضوب عليه من جلالة العميد المبجل رئيس الفرع الأكبر ..

العميد علي مخلوف قاتله الله ..


فـ(قالوا لا ضير.. إنا إلى ربنا منقلبون.. إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين..)
(قال كلا .. إن معي ربي سيهدين..)


وابتدأ مسلسل التعذيب .. حلقات حقد لم يعرفه نزيل في ذلك الفرع ..

كان علي مخلوف كثيراً ما يعذّب نديم بالوش بيديه ..

كان الذي يغيظه كثيراً أن نديم كان ذكياً متفوقاً إضافة إلى أنه كان يشتم آلهتهم ويسفه أحلامهم ولا يذكرهم إلا بسوء ..

وعزّة النصيرية تأخذ "علي مخلوف" أكثر وأكثر ..

(قالوا من فعل هذا بآلهتنا ) يسبها ويشتمها وينتهك حرمة مزاراتنا وقبور أوليائنا ومشايخنا ..!! (إنه لمن الظالمين)..!

(قالوا سمعنا فتى يذكرهم .. يقال له إبراهيم..
قالوا.. فاتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون)

وضج الخبر في اللاذقية أن نديم بالوش أسير عند المخابرات ..

نديم .. الشاب الشجاع.. الذكي.. المهذب.. صاحب الخلق.. الملتزم.. حافظ القرآن.. المحبوب في أهله وجيرانه وأصحابه ومعلميه .. اللاذقية.. كلها بمن فيها.. ضجت بالخبر ..
حجارتها .. مساجدها .. مآذنها ..
جامع غريب .. جامع المشاطي ..
أصحابه في المدرسة وفي الجامعة وفي حفظ القرآن ..
أهله .. جيرانه .. معلموه.. معارفه..
بكوه .. ودعوا الله له بإخلاص وصدق .. أن يثبته وأن يكون معه ..!

 

...


وقف علي مخلوف بعزته وجبروته أمام جنوده وعبدته وقال:

(حرّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين..
قلنا يا نار كونوني برداً وسلاماً على إبراهيم ..)!

كان علي مخلوف كثيراً ما يعذب الأخ نديم بيديه ..

وكان لا يضربه إلى على رأسه بقطة الخشب المخبأة عفي خزانته.. في غرفة إدارة الفرع ..

كان يضربه بحقد شديد .. يخرج من عينيه نار واحمرار شديدين ..

علي مخلوف النصيري النصيري الحاقد من ريف اللاذقيّة كسرت بين يديه عدة عصي من الخشب وهو يضرب الأخ نديم على رأسه ..

كان مخلوف دائماً ما يقول له وهو يضربه على رأسه .. بدي كسرلك هالراس ..!

لقد كانت عزة نفس نديم وقوة شخصيته وذكاءه وشجاعته .. تقدح في نفس وعزة النصيري الحاقد "مخلوف" ..!

واستمر مكث الأخ نديم في الانفرادية (سنتان وشهر) لم يخرج منها أبداً.. إلا للتحقيق أو التعذيب ..!

مترين x متر .. منع عنه فيها كل شيء إلا الطعام والشراب ..!


بعد 9 أشهر من مكوثه في المنفردة ..

طالب بقرآن .. فأحضروا له القرآن ..

بدأ يتلو كتاب الله .. يتقلب بين صفحاته ..

يقرأ قصة إبراهيم عليه السلام.. ووقفته الصارمة مع أعداء الله .. وولاءه وبراءته ..

يقرأ المعركة بين أهل الكفر وأهل الإسلام ..

يقلب قصص الأنبياء وتفاصيل معاركهم وحقد أعداء الله عليهم ..

يقرأ قصة أصحاب الأخدود.. وقصة عيسى مع قومه.. وقصة موسى .. ويوسف ..

يقرأ سور التوبة والأنفال .. فواتح العنكبوت.. والشعراء.. والأنبياء.. ومريم.. والأحزاب..

بدأ ذلك المارد المختبئ في نواة قلبه يتنحنح لينطلق من مخبئه ..!

أدرك نديم بالوش أن معركته معركة حياة أو موت .. معركة بين الإيمان والكفر..!

أدرك أن هذا الدين لن يحمله إلا الأقوياء ..

الذين يقفون في وجه الباطل مضحين بكل ما يملكون في سبيل إظهار هذا الدين ..

....

تفكّر في إبراهيم .. وفي سحرة فرعون الذين آمنوا ..

(قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضرّكم..
أفٍّ لكم .. ولما تعبدون من دون الله .. أفلا تعقلون..)!!

(قد كانت لكم أسوة حسنة.. في إبراهيم والذين معه.. إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله ..
كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده..)

....

 

جاءه الشيطان وحب النفس للراحة والدعة ..

قالت تمهّل إنَّ مخلوف هذا سيجنّ جنونه .. وسيقول كما قال فرعون.. (آمنتم له قبل أن آذن لكم..) !!

(لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم )

قال .. لا والله .. (لا ضير.. إنا إلى ربنا منقلبون)..!

أنا لن أعتذر عن العمل مع الله ..

(إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون..) !

وكُسر حاجز الصمت الذي كان مهيمناً على الفرع بأكمله ..

وكُسر حاجز الخوف الذي كان في داخله ..

وكُسرت ربوبية مخلوف الذي كان مسيطراً على المكان بأكمله ..

كسرها كلها .. ووقف على قدميه .. وتقدم نحو الباب ..

بدأ يدق الباب الحديدي الأصمّ بكلتا يديه فتهتز جدران الفرع بأكملها ..

وكان السجين لا يجرؤ على ضرب الباب أحد أبداً ..

بدأ يضرب الباب ضرباً مبرحاً .. بقدميه وبكلتا يديه ..

أين أنتم يا أعداء الله ..! الله أكبر.. الله أكبر..

...

يقول الأخ نديم .. والله عندما طرقته هكذا للمرة الأولى.. كانت قدماي تهتزان بقوة لكنني كنت أقول لقلبي .. اثبت فإنك عالحق إن شاء الله ..!


(وقلنا ادخلوا عليهم الباب) اكسر الحاجز .. تقدم .. أكسر ذلك الخوف الذي ألبسوك إياه .. فالله أعلى وأكبر.. وأقوى أقدر ..


(ادخلوا عليهم الباب.. فإذا دخلتموه .. فإنكم غالبون) بإذن الله ..


بدأ الباب الأول يفتح .. ويتقدم سجانان ..


ثم فتح الباب الثاني ... وأصوات دعسات أقدامهم التي كانت تخفق قلوب المسجونين معها أسرع وأسرع عندما كانوا يقتربون رويداً رويداً تتلاشى مع صوت الضرب على الباب ..

وصلوا إلى باب المنفردة 16 .. في آخر الممر ..

وهم قلقين .. من الذي يجرؤ على الضرب هكذا ..!

ما الذي حدث ..!!

وفتحوا الطاقة (النافذة الصغيرة) ونظروا إلى الداخل ..!

إنه بالوش يطرق على الباب .. !

ما الذي حدث ..!!

قال لهم اخسؤوا أعداء الله .. الله أكبر عليكم ..

ألا قاتلكم الله .. ألا قاتلكم الله ..

استدعوا اثنان آخران .. وأتوا يمسكون به ويضربونه.. ويعذبونه ..

أين ربك هذا الذي هو أكبر منا ..؟!!

فليأتِ ولينقذك ..

أين ربك هذا الذي تتحدث عنه..؟!!

ادعه.. خليه يجي ..

ونديم يقول الله أكبر .. الله أكبر ..!

فلما انتهوا .. وأجهدوا من ضربه وتعذيبه ..

رفع رأسه .. قال .. الآن ابتدأت المعركة ..!!

لن يقفوا في وجهي .. ولن يكسروا إرادتي ..

وأنا الذي كرّمني الله بما كرّمني .. إنها معركتي ..

إما أن أثبت وأصبر حتى يظهرني الله عليهم أو أن أهلك دون ديني وعزتي أنا كمسلم ..!

...

 

 

أخذ نديم -تقبله الله- قسطاً من الراحة .. وانتظر حتى تعافى جسده المنهك بعض الشيء ..

وقبل أن تخف أوجاعه نهائياً حتى لا تركن نفسه للراحة فتستصعب العذاب ..


اتكأ على الحائط ووقف على قدميه .. وبدأ يؤذن في منفردته المغلقة تلك ..

لكن صوت الأذان كانت تهتز به جدران السجن كله ..

الله أكبر الله أكبر .. الله أكبر الله أكبر

أشهد ألا إله إلا الله .. أشهد أنّ محمداً رسول الله ..!

وسمع بصوته حتى علي مخلوف .. فرعون ذلك المكان..!

(قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون.. أنتم وآباؤكم الأولون ..
فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ..!!
الذي خلقني فهو يهدين .. والذي هو يطعمني ويسقين..
وإذا مرضت فهو يشفين.. والذي يميتني ثم يحيين..
والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ..
ربِّ.. هب لي حكما وألحقني بالصالحين..
واجعل لي لسان صدق في الآخرين .. واجعلني من ورثة جنة النعيم..)


علي مخلوف رئيس فرع الأمن السياسي في دمشق .. ومن دخله يعلم من يكون هذا الخبيث .. يقول الأخ نديم ..

إنه كان إلهاً يعبد من دون الله .. سطوةً وبطشاً .. خوفاً وخشية.. لا أحد يجرؤ على النطق أمامه ..

والجميع يخافه ويرتجف منه ..!


جنّ جنونه .. من هذا الذي يؤذن في حرمي ؟!!


سيدي .. هاد نديم بالوش..
أحضروه.. وعذِّبوه عذاباً شديداً ..
كيف بيتجرأ هاد الولد أنه يأذن في الفرع !!


وبدؤوا بتعذيبه ..

هم ربما عذبوا أطرافه وظهره .. لكن روحه وقلبه وإيمانه بالله عز وجل وبطريقه بقي ثابتاً مطمئناً ..

وكل شيء في سبيلك يا رباه يهون ..

فكّر الخبيث مخلوف في الأمر .. وقلب في عقله ما حدث .. ثم سريعاً ما لفت نظره طلب الأخ نديم بأن يحضروا له قرآناً..

لقد علم أن الرجال تستمد قوتها من إيمانها وعقيدتها .. ومصدر عقيدتها هو القرآن .. فأمر سريعاً بأخذ القرآن منه وعدم إعطائه إياه مرة ثانية ..!

...

 

ثم كرر الأذان بعدها عدة مرات .. وكان يناله من الأذى ما يناله ..

وبعدها ..

بدأ الأخ نديم بإضراب عن الطعام والشراب ..

وبقي مدة لا يأكل ولا يشرب .. يقول :

كانوا يضعون الطعام والشراب والخبر ويتركونه لأيّام حتى يتكسر يتيبس الخبز ويبدأ بالتكسر فألتقط ذرات الخبز

الصغيرة المكسرة وآكلها حتى لا يدخل لمعدتي شيء ..

هزل جسمه وضعفت قامته وبدأت حالته الصحية تسوء شيئاً فشيئاً ..

استجمع قواه .. ووقف على قدميه ..وقام بعدها ليؤذن في عقر دار الطاغوت ومركز زبانيته ومجمع تعذيبه ومركز تحقيقه ..

بدأ يؤذن .. سمعوا أذانه .. بدأ الأخ نديم ينتظر قدومهم ..

لكنهم تأخروا .. جاء أحدهم بعدها ليسبه ويشتمه ..

ثم انصرف ..!

الله أكبر ..! ما الذي حدث ..!

...

 

لقد كان وضع الأخ الصحي لا يتحمل التعذيب .. وخافوا أن يموت بين أيديهم أثناء التعذيب ..

ومن دخل الأفرع الأمنية والسجون قبل 7 سنوات وإلى اخلف يعلم جيداً أن محاولات الاضراب عن الطعام كانت تؤتي أكلها وكانت تسبب ضغطاً على السجانة لتحقيق بعض المطالب كإخراج السجين من المنفردة إلى جماعية أو ما يتشابه مع هذا ..

وهذا يكون بالعموم .. أما في وضع الحرب فالكلام يختلف ما بين السماء والأرض ..

ففي الحرب يموت الكثير ولا أحد يعرف من مات في التعذيب ممن مات في غيره .. !

ولا يحسب في الحروب حساب لأي شيء ..!


فالفعل بحد ذاته يجب أن يدرس وفق معطيات الزمان والمكان والأوضاع وما يحيط بها من أمور ..!

فأن تذهب اليوم وتقوم بإضراب عن الطعام والشراب في ظل ما يحدث الآن .. فهم سيقولون .. أي منيح منخلص منه من دون ما نتعذب بقتله ..!!

فلا تأخذ الكلام هكذا كلاماً مجرداً وتحاول تطبيقه دون معرفة الظروف..!

...

 

هم لم يعودوا يفهمون ما يدور في رأس بالوش ..

مرات يضرب الباب .. هكذا وكأنه يستفزهم ليضربوه ..!

ومرات يؤذن .. ثم يضرب عن الطعام .. لقد ظنوا أن بالوش قد أصابه الجنون .. وأنه لا يدري ما يفعل ..!

لقد كان يربي نفسه على الصدع بالحق .. فوالله .. إن لم تصدع بالحق في مثل هذه المواقف ..

فإنك لن تكون قادراً على حمل المبادئ وا نصرتها ..

ومن لم يوطّن نفسه على الثبات في هذه المواطن فلن يكون قادراً على متابعة الطريق حتى نهايته ..

واقرأ إن شئت حديث أحمد بن حنبل .. وحديث مروان حديد.. وحديث سيد قطب .. وحديث الثابتين الراسخين ..وغيرهم ..

(وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا.. وكانوا بآياتنا يوقنون) .. إنها معادلة معروفة على مدى التاريخ ..!

لكنهم لم يكونوا يدرون أنه كان الشاب البطل الذي يختار الموت عزيزاً وأن ينصر دينه وعقيدته التي تشربها في قلبه على أن يعيش حياة الذل نازلاً تحت قوانين ذلهم واستعبادهم ..!

كان في ذلك الوقت يبلغ من العمر 23 عاماً ..!

لكنه كان أمّة في أفعاله وشجاعته وبطولته ..!

ووالله .. (وما صاحبكم بمجنون).. بل كنت أنت الأعقل والأذكى .. تقبلك الله في عليين يا أبا علي ..!

يتبع إن شاء الله ..

 

 

يقول الأخ نديم -تقبله الله- .. والله كنت عندما أسمع أصواتا في الممرات .. وأعلم أن هنالك دعوات جديدة قادمة لإخوة جدد .. أقف وأأذن بصوت عالي فيسمعون الأذان فتطمئن قلوبهم وتسكن إلى الأذان ..


والله يا إخوة لا أحد يعلم ما معنى التحقيق إلا من ذاق ناره .. القلوب تعلو وتنخفض .. والقلب يكون على تلك الشعرة التي بين الثبات أو الانتكاس .. والمحظوظ من يثبت الله قلبه ..

ويكسر شوكتهم في قلبه أمام جبروت الله وعزته ..

وفي تلك المواقف يُعلم الصادق من الكاذب ..

(أم حسبتم أن تدخوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم ..!
مستهم البأساء والضراء .. وزلزلوا .. حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله !!
ألا إن نصر الله قريب )

ولاحظ معي أخي الحبيب إلى هذا اللفظ .. "زلزلوا" !!

والله في الامتحان قد تحس زلزالاً يعصف في قلبك وفي روحك وفي من هم حولك .. وكأنها فعلا زلزلة تُسقط كل شيء من حولك .. ليبقى المخلصون فقط .. ليبقى الثابتون فقط .. ليبقى الرجال فقط .. وعلى أولئك تقوم الأعباء ..!


صحبك قد يتخلون عنك .. وأهلك قد يتخلون عنك .. وكل شيء قد يتنكر لك .. والعدو متربص بك .. فهنا يظهر ثباتك .. وهنا تُثبت لله أنك أنت الفتى .. أنك جندي من جنوده بحق ..

حينما تغلق في وجهك الأبواب .. وحينما يتنكر لك كل شيء .. حتى حجارة الطريق التي كتبت عليها ذكرياتك ..

فلا تهزم ولا تبتئس بما كانوا يصنعون .. فقط اثبت .. طالما أنك تعلم يقيناً أنك مستعد للقاء الله بما تحمله من عقيدة وعمل لا تبتغي به إلا وجه الله .. اصبر أخي .. فوالله ما النصر إلا صبر ساعة من زمان ..
اثبت أخي اثبت .. فإنك منصور بإذن الله ..!

(وكأيّن من نبيّ قاتل معه ربّيّون كثير.. فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله.. وما ضعفوا وما استكانوا.. والله يحب الصابرين.. وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا .. اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.. وثبت أقدامنا.. وانصرنا على القوم الكافرين ..)

(ولاتهنوا.. ولاتحزنوا.. وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)

مؤمنين بحق.. واثقين بنصر الله.. ثابتين راضين محتسبين.. آخذين ما آتاكم الله بقوة..

معدين لهم ما استطعتم من قوة.. !

(إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله.. وتلك الأيام نداولها بين الناس.. وليعلم الله الذين آمنوا.. ويتخذ منكم شهداء.. والله لا يحب الظالمين.. وليمحص الله الذين آمنوا.. ويمحق الكافرين..)

إنّ طريق الأنبياء والرسل ومن سار على دربهم أو جهد يلتمس طريقهم .. إنما هي درب واحدة ..


درب واحدة بجمالها .. وحلاوتها .. واطمئنان القلب إليها .. واشتياق الروح فيها .. درب واحدة بأعبائها وتكاليفها..
درب واحدة حتى بما تلقاه فيها ..


فوالله الذي لا إله إلا هو .. كما نصر الله نوحاً بعد أن كانوا يسخرون منه وممن معه وأنجاهم في الفلك المشحون ..

وكما قال للنار كوني بردا وسلاماً على إبراهيم .. وكما أنجى موسى من القتل وهو رضيع ثم أنجاه من الملأ الذين يأتمرون به ليقتلوه وهو شاب .. وكما أنجاه وقومه من فرعون وجنوده وهو نبي ..

وكما رفع عيسى إذ أرادوا أن يصلبوه ويقتلوه .. وكما أخرج يوسف من السجن .. وكما فدى اسماعيل بذبح عظيم..

وكما نجى لوط وأهله إلا امرأته .. وكما أخرج يونس من بطن الحوت .. وكما.. وكما.. وكما ..

سينجيك الله .. وسينصرك الله .. وسيرفع البلاء عنك .. لكن ..


سرْ على دربهم نفسه .. لا تحد عنه .. اثبت عليه .. ادعُ إليه .. تحمّل الأذى فيه .. وسترى المعجزات التي لم تكن تتخيلها يوماً من الأيام .. أقسم بالله ..

...

 

قد تظن لوهلة أنّ نديم بالوش كان في حالٍ يرثى لها وأنه عانى كثيراً حتى ملّ من الحياة ..!!

لكن اعلم يا أخي أنَّ هذا غير صحيح أبداً.. ورغم كل شيء ..

والله كان من أسعد الناس الذين مررت بهم في حياتي .. وأكثرهم سعادةً..

وأكثرهم فرحاً وسروراً رغم كل شيء .. ما ملَّ جليسه يوماً.. وكل من رآه كان يطلب صحبته.. لقد كان دائماً..

ذلك الواثق بربه وبمنهجه.. الذي يبحر في سفينة نوح الثابتة .. والجميع من حوله يلعب ويستهزئ..!

ودائماً ما كان يقول لإخوانه ناصحاً.. لو أراد أحد أن يبرر القعود لنفسه لكنت أنا أحقهم ..

لكنه والله طريق الوصول إلى الله .. الذي لا أستطيع أن أعيش بعيداً عنه ..!

إنه طريق العقلاء.. طريق الأنبياء.. طريق الأذكياء .. والله إن أذكى وأعقل أهل الأرض لو فهموا الإسلام بحقه ما أطاقوا إلا أن يكونوا مسلمين موحدين لله ..!

 

 

 

.....

 

قضى الأخ نديم تلك السنتين والشهر في المنفردة .. وكل يوم يفتعل معهم المشكلات ويواجههم ويكفّرهم ..

ويصرخ فيهم يا أعداء الله .. يا طواغيت .. يا كفار .. يا نصيرية ..

...


ولن يفهم هذا الكلام بحقه -والله- إلا من ذاق الأسر والتعذيب وخبر زنازين التحقيق ..


يقول مرة من المرات رفعوا صوت التلفاز على الأغاني .. وكنت أصلي فلما أنهيت صلاتي .. وبدأت أطرق الباب ..

يا خنازير أنتم تتعمدون أن تضعوا الأغاني وأنا أصلي .. يا أعداء الله .. يا كذا ..

جاءه أحدهم .. غاضبا .. مارح نخلص منك يا بالوش ..!!!

فتح الزنزانة وأراد ضربه .. يقول الأخ كنت أنظر إليه .. وعندما رفع يده إلى الأعلى ليضربني .. رجع بخوف خطوتين إلى الوراء وهو ينظر إلى الجدار الذي خلفي ..! يقول أنا تفاجأت .. ولم أدر ما الذي حدث ..!!

ثم اقترب مرة أخرى ورفع يده وضربني بكل قوة لكن يده انحرفت وضرب يده برأسي قليلا ولكن ثقل الضربة كله جاء على الحائط وكان يرتدي خاتما .. يقول ثم انصرف سريعا واغلق الباب وخرج ..

لكنني لم اسمع أصوات خطواته تبتعد.. اقتربت ونظرت من ثقب في الباب فإذا به جاث على ركبته يفرك يده التي يبدو أنها كادت أن تكسر من أثر اصطدامها بالحائط ..

يقول والله حمدت الله وشكرته .. الذي صرفه عني وآذاه عندما أراد إيذائي ..!

 

...

 

بعد سنتان وشهر خرج من المنفردة ووضع في زنزانة أكبر مع أبناء دعوته 4 أشخاص ..

وبعدها بمدة تم تحويلهم إلى عدرا السياسي .. وتعرف هناك على أبو حذيفة الأردني .. الذي حدّثكم عنه .. في أحد الفديوهات القديمة الموجودة على اليوتيوب وكذلك في قصة صيدنايا .. وتحدث سابقاً الأخ نديم عن قصة الجوال وإدخاله في الفديوهات أيضا .. لكنني سأمر عليها سريعاً .. وسأذكر بعض الأمور إن شاء الله ..

 

......

 

 

عندما تم نقل الأخ نديم إلى سجن عدرا السياسي كان معروفاً عنه الشراسة مع أعداء الله وإظهار تكفيره لهم وعداوته ..

وهنا وقفة لك أخي .. الأخ نديم .. نفسه الذي كان يظهر العداوة لهم ..

عندما كان في اللاذقية وعندما وصل اسمه للمخابرات على أنه ملتزم .. وتم عمل دراسة أمنية عنه وصار يسأل عنه الأمن السياسي .. وذلك قبل خروجه من سوريا قاصداً أفغانستان بفترة لا بأس بها..

في ذلك الوقت كان يعمل في مركز صيانة الكومبيوتر عند أخيه الأكبر .. فقام بوضع علم إحدى الفرق الأوربية في المركز على أنه مشجع للرياضة .. وشاب ملتزم لكنه فري .. ويشجع فريق أوروبي ..!!

هو نفسه من وضع ذلك العلم .. الذي كان يكفرهم ويظهر عداوته لهم .. و.. و..

هذه ملاحظة حتى لا تأخذ الكلام هكذا مجرداً وتأتي تطبقه..!

مثلاً لو طلبك فرع ما للحديث معك وعمل دراسة عنك ..!

فقد يكون الموضوع لا يستحق .. وبسبب كلامك غير المحسوب.. قد توضع في السجن وتقفل عليك الأبواب وتكون أنت الذي رميت بنفسك إليهم وإلى فتنتهم .. والأولى بك أن تبقى خارج تلك الجدران تحافظ على نفسك منهم وتواجههم بجهد جهيد وبما آتاك الله من قوة .. ودرء مفسدة أولى من جلب مصلحة ..!

 

....


كان معروفاً عنه في فرع التحقيق ما تلكمنا به سابقاً .. وكان في عدرا السياسي عناصر ومسجونين كانوا يعرفون عنه هذا .. فلما نقل إلى عدرا السياسي بقي على منهجه نفسه وطريقته نفسها ..

كان يفكر في أن يحصل على جوال ..

قام بالتفكير كثيراً بالطريقة .. وحاول أهله مرتين أن يدخلوا له جوال أثناء الزيارات لكن لم يستطيعوا ..

فكر مراراً وتكراراً .. بدأ يخفف الحدة بينه وبين سجانيه .. الذين كانوا يملون من مشاكله التي يفتعلها معهم ..

فانسرّوا للتليين ..

بدأ يحاول دراستهم .. ووضع عينه على أحدهم .. كان اسمه "جهاد دلّي" والسجناء القدامى في عدرا السياسي يعرفونه جيداً .. ويعرفون أفعاله الحقيرة قاتله الله ..!

حاول ترويضه شيئاً فشيئاً .. ثم بعد مدّة طلب منه أن يشتري له شريحة مقابل مبلغ 100 ألف ليرة سورية يتم تسليمه اياها عن طريق الأمانات بعد الزيارات .. على عدة دفعات ..

واستطاع أن يدخل إلى السجن عن طريق الزيارات أيضاً هاتف كان يسمى (قلم حمرة) ..

وبدأ التواصل مع عصبة الأنصار ..

وبسبب قلة خبرة أبو حذيفة الأمنية علمت عصبة الأنصار بأن من يتواصلون معهم كان داخل سجن في سوريا ..

سوريا التي لم يكن فيها إلا سجنان معروفان .. عدرا و صيدنايا ..!!

كان من المخطط له أن يتواصلا مع تنظيم عصبة الأنصار .. ويطلبان منهم أن يتبنوا عملية اغتيال الحريري مقابل إطلاق سراح سجينين من السجون السورية ..(والسجينان هما نديم بالوش وأبو حذيفة) ..

وألا يذكر اسم السجينين إلا مرحلة الإفراج .. حتى لتنظيم العصبة نفسه .. لكن بسبب قلة خبرة أبو حذيفة ..

علمت عصبة الأنصار أن من يتواصل معهم وينسق معهم هما السجينان الذان كان من المفترض أن يتفاوض عليهما ..!


وتم التواصل والتنسيق .. وفي خضم القصة .. تأتي أعداد كبيرة من العناصر المدنية تفتش السجن..

ويأخذون أبو حذيفة الذي اعترف على كل شيء دون أن يأكل كف واحد ..

ثم بعدها يأتون إلى الأخ نديم بالوش يكلبش للخلف ويطمش .. ويؤخذ به إلى فرع فلسطين ..

...


الموضوع كان كبيراً جداً ويهدد الدولة كلها .. ومن يعرف النظام السوري يعلم جيداً أن الأمن العسكري لا يسمح له بالدخول إلى أفرع وسجون الأمن السياسي ..

ولا يسلم سجين من جهة إلى أخرى .. والتنافس الكبير والعداوات القائمة بينهم ..

لكن كان الأمر من ضباط كبار في الدولة .. وأكبر من خلافاتهم ..!


أخذ بالأخ نديم إلى فرع فلسطين .. وضع في غرفة رئيس الفرع ..!!

وجاء رئيس الفرع وبدأ يسأله .. عن قصة الهاتف .. كانت إجابة الأخ نديم لا أعرف شيئاً عنه ..
لم يتحمل رئيس الفرع الإجابة .. استدعى من الخارج أحد العناصر وطلب تعرية الأخ نديم من ثيابه العلوية ..

والأخ مكبل إلى الخلف .. واستمر التعذيب طويلاً ..

كانوا يضربونه على ظهره وعضلات اليد من الخلف بـ"الكرباج" ..

يتناوب عليه رئيس فرع فلسطين ونائب رئيس الفرع ..

وهذا لأن القضية كبيرة تمس بأمن الدولة بأكملها ولم يكن يسمح للضباط أو العناصر بالاطلاع على أي مجرى من مجاري هذه القضية ..

يقول الأخ نديم (وأثناء التعذيب رن هاتف رئيس الفرع .. فاستجمع رئيس الفرع أنفاسه التي كانت منهكة من الضرب .. ثم قام بالرد على الهاتف ..

من شدة ارتجافه على الهاتف أحسست أن الذي يكلمه على الهاتف بشار ..!! )

انصرفوا عنه بعضاً من الوقت .. ثم جاء رئيس الفرع .. قال له .. يا نديم خلص احكيلي شو قصة

(النادي المصري)..!!

 

قال الأخ نديم (هنا علمت أنهم وصلوا لكل شيء .. لأن كلمة النادي المصري كانت تستخدم في المراسلات تمويهاً عن أبو حمزة المصري.. فرأيت أنه لا فائدة من المواجهة .. بعد أن علموا حتى أدق المعلومات )

ثم وضعوه في أحد الغرف معولاً عن كل شيء ووضعوا عسكري نصيري حرساً عليه وأوصوه أن لا يدخل عليه أحد .. وبقي هذا عدة أيام ..

...

في اليوم الثاني من التحقيق استجمع الأخ نديم قواه وحاول أن يتذكر ماذا عليه أن يفعل ..!

كان هنالك أحد الإخوة يتواصل معه لتأمين رصيد للهاتف وبعض الأمور الإخوة .. كان خائفاً جداً عليه بحيث لو طلبوا منه شيئاً فيستجرونه للإيقاع به .. وهو يظن الأخ نديم هو من يتواصل معه ..!

ذاك الأخ كان آخذ حذره .. والتلفون الذي يتواصل فيه مع الأخ نديم كان لا يتم تشغيله إلا في أماكن بعيدة جداً عن المدينة التي كان يسكنها .. وكان هاتفه ليس باسمه ولا يمت له بصلة أبداً .. !

الأخ نديم كان خائفاً جداً عليه .. ويخاف أن يصاب بأية مكروه .. بدأ يفكر ماذا يمكنني أن أفعل..؟!!

بدأ يدعو الله ويتوسل إليه .. ويرجوه ويطلب منه المدد .. ويبكي بانكسار ..

فتح الباب العنصر الذي كان مطلوباً منه حراسة الأخ نديم لأمر ما .. فسأله .. ما بك لماذا تبكي ..؟!

قال له خطيبتي أو زوجتي لا تعرف عني شيء من شهر .. يمكن فكرتني متت .. وقلبي متقطع عليها ..

خرج ذالك العنصر .. ثم عندما دخل عليه مرة أخرى قال له دبرلي تلفون بس ابعت رسالة وحدة طمنها اني انا بخير وعايش .. !

قال الأخ نديم .. هذا العنصر كان نصيرياً من أولئك الحمقى الذين تربوا في القرى ولم يخرجوا منها على ما يبدو عليه بطباعه وأوصافه.. !

اشترط على الأخ نديم أن يبعث برسالة وأن لا يتكلم بهذا أمام أحد .. فأرسل رسالة كتب فيها كلمة متفقاً عليها في حال إذا ما حصل شيء طارئ ..!

وأرسلها ومسح الرسالة وأعاد الهاتف سريعا وتشكره .. وكان العنصر لا يعرف ما سبب حبس الأخ نديم في الغرفة ولا من يكون ولا أي شيء عنه ..!

سجد لله سجود شكر وبدأ يبكي .. وحمد الله على ما منَّ وتفضل عليه به .. !

ذاك السجان الخبيث "جهاد دلي" الذي كان معروفاً للسجناء بأفعاله القذر .. والذي استطاع الأخ نديم أن يوقعه في فخاخه حكم عليه بالسجن وانتقم الله للسجناء منه -قاتله الله- ولم يعلم أحد بعدها ما حل به..

 

بعد مدة .. تم تحويل الأخ من فرع فلسطين إلى سجن صيدنايا ..


وقد روى لكم هو -تقبله الله- ما حدث في سجن صيدنايا بالتفصيل في تغريدات وبوستات كثيرة وعدة فديوهات وكلها مجموعة ومدونة ..

 

....

وكنت شاهد عيان ..

المكان : في مديرية مالية اللاذقية ..
الزمان : بعد خروج الأخ نديم من السجن ..

وقفت بالقرب من الأخ نديم في غرفة مزدحمة .. وشردت بذهني بعيداً ..

فجأة أحس بيد الأخ نديم تنكزني .. نظرت إليه .. فابتسم ..
وأشار إلى رجل يقف بعيداً بعض الشيء ..!

من هذا..؟!

كان طويلاً .. ذو جسد مملوء.. شعره طويل بعض الشيء ويقلبه إلى الخلف..
عمره حوالي 33-35 سنة ..!

قال لي ذاك كان سجاني .. !!

...

اقترب منه من الخلف .. وقال له .. شو كيفك يااا ..!!

ونظر إليه بطرف عينه ..

 

اقسم بالله يا إخوة عندما التفت ورآى الأخ نديم .. !

انتفض جسده وابتلع ريقه.. قال له أهلين نديم بالوش شو ايمت طلعت من السجن ..!

أنا كنت أقف جانباً .. أنظر إلى يداه وهي تهتز بسرعة وتارة يستند على رجه اليمنى وتارة يستند على رجله اليسرى .. من ارتجاف أرجله ..!

والأخ نديم يكلمه بكل عزة نفس وكبرياء ولا ينظر إليه إلا بطرف أعينه .. وذاك يهنؤه بالخروج من السجن ..!!

لم يتكلم معه الأخ نديم إلا بضع كلمات .. بينما كان ذاك يتكلم بعجلة وتلبك ..!

فلما افترقا .. التفت إليَّ رحمه الله ونظر بطرف عينه وابتسم .. وقال لي ..

شو كيفك فيا .. ;) ..

قلتله والله يا أخي .. حسيتك أنت السجان وهو يلي كان مسجون .. :) !!

 

وبهذا بكون قد تحدثنا عن مرحلة ما قبل خروج الأخ من السجن ..!

 

يتبع إن شاء الله

 

 

 

 

 

لقد راجع القرآن مراراً وتكراراً داخل السجن وحاول الإستفادة من كل شيء حوله ..

ولم يترك الوقت يذهب سدى بعيداً عن طريق الجهاد ..!

لقد التقى بقضايا إسلامية ودعوات وتنظيمات إسلامية وغير إسلاميّة.. حاول أن يستفيد من تجاربهم ..

وكيف تم الإيقاع بهم ودرس قضاياهم وأخطاءهم ونجاحاتهم وأسباب فشلهم .. وفكّر مراراً وتكراراً ..!

درس السيرة وتعلمها بعمق .. تفكر في القرآن وكان يقضي معه الساعات الطوال ..

سجن مع الأكراد والبي كي كي فتعلم قسماً لا بأس به من اللغة الكردية .. وتقوّى في اللغة الإنجليزية..

وتعلم جزءاً لا بأس به من التركية .. وتعلم العبريّة .. ممن كان يتقي بهم داخل السجن ..!!

تعلم الكثير عن مجال الآثار والعمل بها وأنواعها .. كان كل يوم عنده وقت مخصص للرياضة ..!

فتأمل في هذه الهمّة العالية ..!

 

...


وخرج الأسد من ذلك القفص.. وخرج وأنارت اللاذقية مع قدومه .. مازلت أذكر ذلك اليوم .. والله لما سمعت الخبر كدت أطير من الفرح .. !

ويعلو صوت أذان العشاء .. الله أكبر الله أكبر .. أشهد ألا إله إلا الله ..

لبست ثيابي وخرجت أمشي على مهل قاصداً الصلاة .. خرج من على المفترق صاحبي بابتسامته المعهودة ..
سلم علي وقال سمعت ما الخبر ..؟!

قلت لا والله .. ! قال نديم بالوش هو في الطريق إلى اللاذقية من دمشق ..!

ما زلت أذكر في ذلك الوقت .. كيف كبّرت بصوت منخفض ..

ثم تركت صاحبي مهرولاً في الطريق من فرحتي بخروجه .. رغم أنني لم أكن أعرفه شخصياً .. !!

قلت له والله منذ زمن طويل لم أسمع إلا أخبار الاعتقالات ..! الله أكبر .. أخي في الله خرج من الأسر .. فما أحلاه من خبر ..!

....

 

خرج نديم بالوش من السجن وضجت بخبر خروجه البلد ..

وألقوا قميصه على وجه أبيه وأمه فارتدوا يبصرون من جديد ابنهما الذي غاب عنهما في مقتبل عمره وعاد شاباً تتكحل عيناهم برؤيته ..

فصبروا لله وتحملوا البعد والأذى والغياب .. فكان النصر من الله أن عادت لهم فلذة كبدهم بعد أن ظنوا أنه قتل في صيدنايا .. وكانوا صابرين محتسبين نحسبهم والله حسيبه ..!

وأسأل الله أن يصبر أفئدتهم ويجمعهم به وبأخيه الأصغر عمر -تقبلهما الله- في الفردوس الأعلى .. وأن يربط على قلوبهم ..

فارفعي رأسك يا أم عمر ونديم .. وارفع رأسك يا أبا عمر ونديم .. فنعم المراكب ما قد ركبوا .. ونعم السفر والله ..!

هنيئاً.. هنيئاً .. صبر الله قلوبكم .. وأعلى مرتبتكم .. وثبتكم.. وربط على قلوبكم ..

 

...

 

ابن اللاذقية التي ضجت البلد بخبر أسره .. كذلك ضجت بخبر خروجه ..

وأفرع الأمن الحاقدة عليه ازدادت غيظاً ..

فذاك الذي كان على رأس مجموعة تخرج لتأخذ أموال النصيريين رغماً عن أنفهم وتدوس بأحذيتها مزاراتهم ويحرض عليهم في وقت لا يجرؤ على أهل السنة فيها على النطق باسمهم لأن الجدران لها أذان .. كانوا يحلمون أن يكون موقوفاً عندهم ليقتصوا منه .. وليفرغوا فيه حقدهم ..!

وقد نال عائلته وأهله في سنوات سجنه من التحقيقات والتشديدات ومنع السفر إلا بمراجعات والتعقيدات والذهاب إلى دمشق للزيارات والانتظار على أبواب السجون ساعات وساعات .. ما الله به عليم ..!

لكن الله قدر أن يؤخذ من الحدود السورية التركية إلى دمشق مباشرة .. والحمد لله أنه لم يمر على أفرع اللاذقية .. فقد حماه الله من هذا وسلمه وسهّل عليه ..!

 

...

 

خرج الأخ نديم وعيونه ترقب كل شيء من حوله ..! فهو كان لا يأمن على نفسه أبداً .. وكان حذراً بشكل كبير .. لدرجة أنه كان إذا أراد أن يتكلم في شيء مهم أمنياً .. يكتب ما يريد أن يقوله كتابة .. ريثما يتأكد أن المنزل خالٍ من أي جهاز تنصت أو نحوه ..!

كان يحلم بالكثير .. كان يطير بفكره إلى نصرة هذا الدين ..!


منذ اللحظة التي رآى فيها شمس الحرية خارج أسوار السجن ..
يقو ونحن قادمون من دمشق إلى اللاذقية .. كدنا أن نصطدم بسيارة أخرى على الطريق ..
لكنني كنت أعلم أن الله لم يبقيني على قيد الحياة كل هذه المدة عبثاً .. كنت أحس أن هنالك ثمة أمر ما علي القيام به .. وكنت أعلم أنني لن أموت حتى أنجزه .. ولذلك علمت أنه لن يقع هذا الحادث ..!

 

كان ومنذ لحظة خروجه .. بين جانبين يتقلب .. جانب الحذر والانتباه وأخذ الحيطة .. والجانب الثاني هو محاولة إظهار نفسه على أنه كتاب أبيض مفتوح .. لا يخفي وراءه شياً غير معروف ..!

يعني كان لا يأمن على نفسه أبداً ويختار أن يقاوم حتى الموت على أن يعود تحت حكم الطاغوت وفي منفرداته ..

والثاني أن ينزع نظرة الناس التي كانت تنظرها إليه وهي أنه إنسان غامض يخفي الكثير خلفه ..

ولهذا كان كثيراً في الفترة الأولى ما يضحك أمام الناس ويظهر نفسه أنه إنسان مزوح يحب اللعب والهزل ..!

 

...

تصور أنه مرة وأمام عيني دخل ليحضر ممحاة من المكتبة .. قال له صاحب المكتبة .. (لا تقلي بتستخدموا الممحايات في صناعة المتفجرات !!) فتخيل يا عبد الله الحد الذي يشكله سيط نديم بالوش الذي ضجت به البلد ...!

 

...

أول ما خرج الأخ نديم من السجن وبعد حوالي أسبوع فقط ..

جاءه أحدهم وكان على علاقة بفرع الأمن السياسي .. قال له .. عرض علي أحد عناصر قسم الأحزاب وكان اسمه "دياب" أن أتقرب منك .. حتى أنقل لهم المعلومات عنك ..!!

لكنني رفضت وقلت لهم .. لا أنا لا أفعلها ..!

هنا عرف الأخ نديم أنهم قد أرسلوه ليقول له هذا .. وحاول هذا الشخص أن يتقرب منه..

فقربه منه .. في عملية عكسية ..!

قلت له عندما علمت بهذا : ما اذي دفعك لتقربه منك وأنت تعلم أنه مرسل إليك خصيصاً ..!!

قال لي لو أبعدته عني لقلوا أكثر .. ولعلموا أنني قد فهمت لعبتهم .. !

أما عندما قربته مني وأنا أعلم أنه يوصل لهم كل شيء .. فسيفهمون أن لعبتهم قد انطلت علي .. وسأخبره وأظهر له فقط ما أريدهم أن يروه .. وسأجعلهم يظنون أنني بلعت الطعم !


فانظر إلى العقل والذكاء والدهاء الأمني .. !!

علم أنه مرسل إليه وأخبره أنه رفض طلب الأمن السياسي لكي يوثقه الأخ نديم ويقربه منه ..!

وفهم اللعبة .. فقربه منه وجعله يحس أنه يعرف عن الأخ نديم كل شيء .. لكن كل خطوة وكل حركة كانت محسوبة جيداً ..!!

فقلب الطاولة عليهم .. واخترقهم بدل أن يخترقوه .. واستعمله هو بدلاً من أن يستعملوه هم ..!

 

بعد خروجه بأشهر قليلة.. اجتمعنا على أحد الطاولات ليلاً .. كنا ثلاثة أو أربعة ..

نشرب الشاي بعيدا بعيداً عند شاطئ البحر في منطقة معتمة ..

فقال سأخبركم بسر .. احفظوه جيداً .. فأنا لا أدري لعلني أقتل أو أأسر..!

قال احفظوا هذا الاسم جيداً .. "أبو العباس" (محمد أيمن أبو التوت) سيخرج من السجن .. وسيكون ذاقوة وسطوة .. وسيحكم البلد ربما ..

كان ذلك في عام 2009 ..! فتأمل يرعاك الله ..!

إنه كان عبقرياً .. كان يرى المستقبل بإتقان .. !!

في تلك الفترة .. قال للإخوة ذات مرة .. أنا أعتقد شبه جازم أن سوريا ستدخل في حرب وصراع وبات هذا وشيكاً.. وستدخل إيران الحرب معها ..!

كان ذلك سنة 2009 ..!

 

...

لما تكلم عن أبو التوت هذا .. حدقت بأصحابي .. وحدّقوا فيّ ..!

كنا لولا مكانته عندنا سنقول له ..! بحياة الله أنت شو عم تضحك علينا ..!!

فأي عاقل يصدق .. أنني عندما كنت في عام 2009 أصلي في المسجد أضع يدي تحت الصدري بقليل خوفا من المخبرين الذين يترصدون من يضع يده على صدره ليرسلوا اسمه للمخابرات ..!!

يأتي إلي أحدهم ليقول لي أن سجيناً .. اسمه أبو التوت سيحكم البلد ..!

إنه كان ذكيّا وصاحب خبرة أكثر مما كنت أتخيّل .. !

وخرج أبو التوت .. وكان قائد الجبهة الإسلامية السورية .. وكان من المخطط له أن يحكم البلد وإن تم التقسيم فسيكونون حرس حدود الدولة النصيرية ..!

وأسأل نفسي .. كيف لهذا الشاب الي كان في 28 من عمره أن يحمل كل تلك العبقرية ..!

 

...

يتبع إن شاء الله ..

 

 

 

لقد خرج الأخ نديم من السجن .. ووضع نصب عينيه ..

(يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود .. فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها .. وكان الله بما تعملون بصيراً) وشكر النعمة يكون بالاستمرار بالطاعة ..!


لا كحال البعض إذا ما نجّاهم الله من بلاء السجن ركنوا إلى الأرض وخافوا على أنفسهم أن يعودوا إليه مرة أخرى ..!

فتراهم يتركون كل شيء له علاقة بالجهاد في سبيل الله .. حتى لا يعودوا إليه .. وكأنّ القدر بيد المخلوقين ..!!

(ولئن شكرتم لأزيدنكم.. ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) ..!

فلا تلبس هواك بالحق .. واحذر .. من أن تضحك على نفسك ..!

شكر الله تعالى يكون بثباتك على مبادئك .. بثباتك على نهجك .. حتى بعد أن يؤذوك ..!

لا أقول لك لا تأخذ حذرك .. ولكن احذر أن تلبس هواك بالراحة والدعة والركون إلى الأرض بأنك تأخذ حذرك ..أو أنك لا تريد أن تعود إلى السجن ..! فسجنك وإخراجك هو أمر بيد الله وحده ..!

(فاستقم كما أمرت .. ومن تاب معك .. ولا تطغوا.. إنه بما تعملون بصير..)

وبعضهم ربما قد يظن أن سلوك طريق الجهاد هو من أودى به إلى الأسر .. ويُغفل أنَّ لله سُنناً في اختبار وابتلاء من ادعى الإيمان .. فتراه قد نكص على عقبيه بعد أن هداه الله .. !!

(ألم .. أحسب الناس أن يتركوا.. أن يقولوا آمنا.. وهم لا يفتنون.. ولقد فتنا الذين من قبلهم .. فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين..)..

وقلّب لو شئت صفحات القرآن .. وقلب صفحات العنكبوت .. والأنبياء .. والشعراء ..!

 

واعلم أن الله إنما ينجي أولئك الصادقين إذا ما حل البلاء .. بصبرهم وبثباتهم .. وبحسن استقامتهم بعد الفتنة والبلاء ..!

(الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم.. فزادهم إيماناً.. وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ..)

فماذا كان الجزاء ..؟!


قال (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل.. لم يمسسهم سوء) هذا أولاً ..

فلقد حماهم الله وأيدهم وأنعم عليهم بعد أن استجابوا لنداء الله والناس تخوّفهم السير في هذا الطريق .. وحتى بعد جراحهم وتعبهم ..!

(واتبعوا رضوان الله) وثانياً أنهم اتبعوا الطريق الذي يرضى رب السماوات والأرض .. (والله ذو فضل عظيم)..!

...

 

فخرج الأخ وهو يرنوا إلى بعيد ..

خرج وحاول أن يؤمّن سلاحاً .. ليدافع فيه عن نفسه .. إذا ما لزم الأمر ..

أنا لا أعرف كيف أتى به .. لكنني أعلم جيدا أنه لن يأتي إلا بجهد جهيد..!

وبعدها بفترة حدث أمر طارئ واعتقل أحد الذين كان يلتقي بهم فخشي على نفسه -تقبله الله- فقام بدفنه في أحد الأراضي حتى إذا ماتمَّ التفتيش لا يجدوه عنده في البيت ولا يكون دليلاً على أنه يمارس أي نشاط جهادي ..

وهذا لم يكن بعد قد مضى على خروجه من السجن عام واحد ..!!!

فتأمّل إلى هذا الصدق .. نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً..

وبعدها بسنتين تقريباً .. قال لأحد الاخوة ولعمر أخيه الأصغر..

الذي قتل مع الشيخ عصام بين يديه في محاولة اغتياله -تقبلهم الله جميعاً- ..

قال لهما أنا دفنته هنا في هذه الأرض ووضعت علامة لكنني نسيتها.. و لم أعد أذكر أين هو بالتحديد .. ابحثوا عنه و من يجده منكم سيكون له ..!

بحثا كثيرا لكنهما لم يعثرا عليه .. وبقيا لأيام يحفران ويبحثان من طلوع الفجر حتى غروب الشمس .. لكن لم يقدر الله لهما إيجاده ..!

وكان عمر يقول ممازحاً لأبي علي -تقبلهما الله- (والله يا أخوي شكلك كنت معلم المكان بالغيمة )!! -تقبلهما الله-

....

 

كان الأخ نديم يدرك تماماً أن عصب الجهاد هو المال .. وأن أي عمل يحتاج إلى المال وخاصة إن كان عملاً مؤسسا بدقة وبخطوات ثابتة .. كالذي تحدث عنه (باختصار شديد) في فديو "رسالة في المنهج" ..


ولذلك فإنه كان يسعى لأمرين اثنين .. الأول عمل يدر المال.. والثاني واجهة أمنيّة بحيث إذا ما قام بأي عمليّة للحصول على المال أن يكون هنالك غطاء لذلك .. فلا يُشار إليه فجأة بأنه أصبح يملك المال وقبلها لم يكن شيئاً ..!

....


كان الأخ -تقبله الله- كما ذكرنا يتجنّب الجميع .. ويحاول أن يبقى وحيداً في مشروعه إلا إذا ما اضطر كثيراً ..
ولم يكن في محيطه إلا ثلاثة أو أربعة شباب يبقون حوله .. صحبة .. ومحبة وإخاءاً ..

وكان ينصحهم برويّة ويرفع من بنائهم الأمني والعقدي والإيماني .. رويداً رويداً.. يبني القاعدة لهم شيئاً فشيئاً..

 

...

 

 

وتمّ اعتقال أحد الإخوة في تلك الفترة .. ولم يكن بفضل الله عليه أيّ دليل ..

اعترف عليه أحدهم على أنه يحمل فكراً جهادياً تحت التحقيق وأتى باسمه.. وجاءت دورية من الأمن  ..
وفتشت المنزل وتم أخذه إلى فرع الاعتقال ..

فتشوا الكومبيوتر فلم يجدوا شيئاً.. وفتشوا المنزل فلم يجدوا شيئاً ..

وبفضل الله لم يكن يبعد عنهم المسدس الذي كان قد خبأه في مكان محكم إلا سنتيمترات قليلة ..

وتم اعتقاله مع أربعة أشخاص وبعدها فرّج الله عليهم ..

ورأوى منهم الحقد الدفين على نديم بالوش.. عندما علموا عن علاقته بنديم بالوش ..

فبدأت الأسئلة والتهديد واختلاق التهم .. وبعدها بدؤوا يسألون عن تحركات نديم بالوش وكلامه وماذا يفعل وبماذا يقوم..

وكانوا يبحثون عن أي إدانة لنديم بالوش.. !

في تلك الأيام أخذ حذره الأخ .. وكان أصلاً لا يُطلع أحداً على ما يقوم به .. وحتى أقرب المقربين..

كان لا يترك على نفسه إدانة أمامهم .. خوفاً عليهم من التحقيق والاعتقال .. و حتى يختبر عزمهم وثباتهم ..!

 

....

 

ومن تلك الاختبارات أنه وعندما أراد أن يعمل مع أحدهم ويطلعه على بعض الأمور ..

أرسل إليه أخاه عمر -تقبلهما الله- عِشاءاً .. واتصل عمر على ذلك الشخص .. قال له أنا تحت المنزل ..

انزل سريعا هنالك أمر طارئ ..!

ركب السيارة مع الأخ عمر ملهوفاً .. ما الذي حدث يا عمر ..؟!

قال عمر اسمع .. أخي نديم خرج في السيارة مع زوجته وأطفاله وكان قد أخفى في السيارة مسدس وقطعتين بومباكشن..

وعلى أحد الحواجز عند مدخل اللاذقية تم إيقافهم .. وتم أخذهم إلى فرع الأمن السياسي .. !!

وكان قد أخبرني قبل خروجه أنه في حال تم الإيقاع به أو أسره أن أخبرك أن تذهب وتسلم نفسك على أن السيارة كانت معك قبل أن يركبها هو وأهله وأن السلاح هو لك .. ! فتخرج زوجته وأطفاله من الاعتقال ..!

والأمر لا يستحق التأخير أبداً عليك أن تقوم بهذا حالاً..!

 

صدم ذلك الأخ ..! قال له مستحيل ..! .. حاول الاتصال بالأخ نديم وبزوجته .. فكان هاتفهم مغلقاً..

حاول الاتصال بأهله لا أحد يجيب..!

أُسقط في يده .. قال دعني أستخير وأصلي ركعتين.. وسألتقي بك بالضبط بعد ربع ساعة ..!

أوصله عمر -تقبله الله- إلى بيت أحد أقربائه القريب من تلك المنطقة التي كانا فيها ..!

فدخل البيت وصلى واستخار وودع أقرباءه واتصل بأهله وودعهم وطلب السماح .. وبعدها نزل لملاقاة عمر ..!

قال له أوصلني إلى الفرع سأسلّم نفسي .. عساه تخرج زوجته وأطفاله ويخرج الأخ نديم ..!

مشت السيارة بسرعة .. كان قلبه يتردد بسرعة شهيقاً وزفيراً.. أغلق هاتفه .. وأعطاه لعمر ..!

تُرى كيف سيستقبلني عناصر الفرع .. تُرى هل سيجلد ظهري أولاً .. أم أنهم سيبدؤون بأرجلي ..!

تُرى كم سأمكث في السجن ..! ترى هل سأقتل أم سأعذب على نار هادئة ..!

...

 

وصت السيارة إلى منطقة قريبة من باب فرع الأمن السياسي لا تبعد إلا أمتاراً قليلة ..

الآن ستتوقف السيارة وسأنزل .. ماذا سأقول لهم ..!

لكن عمر -تقبله الله- لم يوقف السيارة .. وتابع طريقه ..

يا الله!.. ما الذي حدث..!

يا عمر لماذا لم تتوقف ..؟!!

أخرج عمر -تقبله الله- هاتفه .. واتصل على الأخ نديم .. وقال له .. " تم الأمر بنجاح " ..!

هنا فهم الأخ القصة .. بدأت أعين ذلك الأخ تذرف بالدموع الحارة ..!

(أتراه حقاً أن أخي نديم لم يؤسر..! أتراه حقاً أن زوجته بخير وأطفاله ..!!)

لماذا فعلت هذا يا أخي نديم ..!!

قرّب عمر -تقبله الله- الهاتف من ذلك الأخ لكن الأخ من حزنه رفض أن يجيب على الهاتف ..

فأصر عمر .. فأخذ الهاتف .. وسمع صوت الأخ نديم يقول " السلام عليكم .."

هنا ازدادت الدموع في عينه استعاراً..

رد عليه سلامه .. ثم همس الأخ نديم في أذنيه عدة كلمات ..!

 

يتبع إن شاء الله ..

 

file1.jpeg

 

 

لقد حاول الأخ نديم أن يكون له موطئُ قدم في مناطق النصيرية ..

وأن يكون على اطلاع قريب بهم .. حتى يفهم ما يدور في رؤوسهم ويكون على علم بما يدور بينهم..

ومن يعرف النصيرية عن قرب يعرف جيداً أنهم كلمة واحدة وتفكير واحد لأنهم يأخذون آراءهم وسياستهم عن مشايخهم وقاداتهم ولأن هنالك من يقود دفة سفينتهم ويوجههم وليس فقط نصيرية سوريا .. أنا أتحدث عن نصيرية العالم بكل أماكن تجمعهم .. وخاصة سوريا ولبنان وتركيا.. وهو نفس المبدأ الذي يستخدمه أعداؤنا معنا باختراقاتهم لنا وتتبعهم لنا .. وهو نفس الأمر الذي عمل عليه الأخ نديم عندما بدأت معارضة البحرين ذات التوجيه الإيراني والأجندات الإيرانية التي تأخذ أوامرها من رأس واحد كما تفعل النصيرية، ولو تأملت رافضة البحرين وكيف عملوا وطريقة سيطرتهم على رداة فعلهم رغم كل الاستفزازات التي واجهتهم لعلمت جيداً أنهم جميعاً مدنيون ورجالاً ونساءً هم يتحركون ويسكنون بأوامر من رأس واحد كمبدأ الإمارة ذاته ورغم كل الاستفزازات التي حاولوا أن يستجروهم إليها من إعدام لشيوخهم وسحب الجنسيات ومحاولة استجرارهم لحمل السلاح ..

إلا أنهم دائماً ما كانت تحركاتهم مضبوطة مرسومة ..

لأن هنالك من يحركهم كمبدأ الإمارة والعهد تماماً إلا أنه أعم وأشمل واستطاعوا أن يربوهم عليه من صغرهم فتمكنوا من تربية جيل وإن كان مدنياً إلا أنه يتحرك بين أيديهم كقطعة عسكرية مدربة على السمع والطاعة..

وأهم مافي الأمر هو زراعة الفكرة السامية في عقولهم ليتمكنوا من تنظيمهم طبعاً، بالإضافة إلى فكرة المظلومية التي تحدثت عنها قبل عام تقريباً باختصار ..

فكرة المظلومية التي تملأ الروح شحناً وحقداً فتستطيع من خلالها أن تستثمر طاقات شعوب وقوميات وعقائد بأكملها، كما يعتمدون عليها بشكل فعال بين الرافضة والنصيرية وبعض القوميات والأقليات.. !

فلما بدأت تحركات معارضة البحرين طلب الأخ نديم من الإخوة والشباب الذين كانوا معه أن يقوموا بعمل حسابات على الفيس بوك بأسماء تشبه أسماء ناشطي المعارضة البحرينية ولأسماء شيعية من العراق ولبنان في ظاهرها أنها تساندهم وتدخل بين صفحاتهم ومجموعاتهم وتدخل فيهم وتقرأ عن تحضيراتهم لكي يعرف سياستهم وما يرنون إليه وكيف تديرهم إيران وما الأوامر التي تأتيهم ..

طبعاً هذا يحتاج من الإخوة إلى متابعة جيدة للوضع البحريني حتى يكونوا في صورة ما يقرؤون ويشاركون ويحتاج إلى دراسة توزع الشيعة في البحرين ومناطقهم وشوارعهم وبعض أسماء جوامعهم حتى يستطيعوا الدخول فيهم بقوة .. !!

أعلم أنكم كلما قرأتم جزءاً جديداً علمتم أكثر وأيقنتم أكثر..

أن رجلاً ذكياً قائداً حكيماً يعلم من أين تؤكل الكتف يجب أن يموت ويجب أن يقتل..

إنهم يريدون جيلاً لا يربيه أمثال نديم بالوش ..

يريدون جيلاً يحركونه كما تحرك سيارة بالريموت كونترول ..

يريدون جيلاً يخترق ويُلعَب ويُلهَى به، يخدمهم ويخدم مصالحهم وخططهم..

فلما خرج فيهم من يوعيهم ويفتح أبواب عقولهم أعدموه تماماً كما أعدموا من قبله..

أولئك القادة العباقرة الأذكياء.. كسيد قطب.. أولئك الذي يحيون الأمة من جديد ويرفعون عزمها ويرشدونها نحو طريقها..!

فبالله عليكم من هذا الذي فكر بمثل ما كان يفكر به نديم بالوش !!

هم يعلمون جيداً أن هذه الأمة فيها طاقات كبيرة .. شبابها ورجالها وأطفالها.. دماؤهم وقود لرفعتها..

ولا يمكن لهم أن يقتلوها فلذلك هم يوجهونها باختراقهم ويبددون طاقاتها حتى لا تستثمر، ويحاولون إغلاق عقولها.. كفكرة النهر تماما التي كتبت عنها قبل أيام .. !

كان رجلاً لا يكسر ولا يباع ولا يُشرى .. ولو فكروا لبرهة أن مثله يمكن أن يُشرى صدقوني ماكانوا ليقتلوه ..

كان من أهم ما يبدأ به الأخ نديم مع الإخوة هو:

قبل أن تقوم بأي حركة .. عليك أن تدرس تماماً لماذا وأين ومتى وكيف ومن..

هذه الخمس خطوات عليك أن تبدأ بالتفكير فيها..

فإذا أردت أن تضرب شيئاً ما فعليك أن تفكر جيداً وتحدد لماذا أنت سوف تضرب أو تتحرك أو تقوم بالفعل ..!

وأين .. أي مكان هو أفضل للتحرك..!

ومتى.. الوقت ماهو أفضل الأوقات..

وكيف.. ماهي الطريقة الأفضل والأنجح..

ومن .. !!! وبناءً على هذا ستتحرك .. !!

عندما بدأت المظاهرات في اللاذقية ومنذ الأيام الأولى أذكر جيداً تلك الأيام عندما كنت أقف على أحد الحواجز ولم يبقَ في مناطق أهل السنة عنصرُ أمنٍ أو رجلُ دولةٍ واحد..

جاء إلي وقف بالقرب مني قال لي هل تتوقع أن هذا سيدوم وهل تتخيل أن يأتي يوم ترى فيه الأمن يذهبون ويجيؤون من هنا وهم اليوم لا يجرؤون على المرور؟! قلت له بنظرة قاصرة أنا أتوقع كل شيء لكن معقول ترجع الدولة متل ما كانت؟!! ضرب وقتها على كتفي ضربتين وابتسم وقال لي خلينا نشوف ..!

لقد كان يفكر دائماً فيما بعد .. يفكر وكأنه مكان عدوه وهو الذي خبرهم في صيدنايا ومن قبلها عدرا ومن قبلها فرع الفيحاء ..

أذكر جيداً ذلك الموقف وفي فترة بدايات المظاهرات وبعد أن فكوا الاعتصامات وماشابهها من منطقة الصليبة.. وكانت أغلب المظاهرات تخرج بعد صلاة الجمعة .. قال لي وقتها إنهم حتما يفكرون في إنهاء المظاهرات والسيطرة على الوضع قبل أن يأتي رمضان ..! قلت له بقي 3 أو 4 أشهر لرمضان ..!! من الآن بكونوا عم يفكروا برمضان..؟! قال لي: هه.. أنت لا تعرف أعداء الله.. إنهم ليسوا أغبياء ويعلمون جيداً أن صلاة الجمعة التي يحتشد لها الناس من الأسبوع إلى الأسبوع ستتحول إلى احتشاد يومي في صلاة التراويح..!

إنهم يفكرون أبعد منا..

قلت له هل تعلم أنني لم أفكر أبداً في رمضان ..!!

كيف خطر لك أن تفكر أنت في رمضان..!!

قال لي: دائماً ضع نفسك مكان عدوك..!!

وتعقيباً على موضوع معارضة البحرين فإنهم اليوم إضافة إلى أنهم يظهرون أنفسهم أنهم حامي حمى المنطقة من الإرهاب والدولة التي لم تستطع الجماعات على اختلاف دعمهم وأيديولوجياتهم من إسقاطها؛ فإنهم أيضاً يظهرون معارضة البحرين أنها أشرف المعارضات التي خرجت ضد دولة وأحقها بالنصرة والتأييد من العالم لأنها المعارضة التي لم تنجر إلى السلاح رغم كل المحاولات، والتي بقيت متوازنة عاقلة رغم كل ما حصل .. بل ويطالبون بأن تعطى جائزة نوبل للسلام إلى المعارضة البحرينية زيادة في إظهار أنفسهم أنهم من يُعتدى عليه ولا يعتدي، وأنهم رعاة السلام في المنطقة ومن يقف ويحارب الإرهاب الذي تدعمه المحاور الأخرى..!

 

يتبع إن شاء الله ..

 

__12_small.jpg

 

مسرورة هي والدة ذلك الطفل الصغير ذي عدة الأعوام ..

جاءت مهللة مسرورة كعادتها -حفظها الله- تقول لوالده.. :

أبشر فقد أتم ابنك اليوم حفظ الجزء الثلاثين من كتاب الله (جزء عم) ..! وكأنها هدية العمر ساقها الله إلى ذلك الوالد ..

فرحاً مسروراً قال لزوجته: ادعي ابنك أكافئه ..

جاء الطفل الصغير فرحاً وقبل يد والده ..

قال له والده اختر ما شئت من هدية جزاءً لك على إتمامك للجزء الأول من كتاب الله ..!

نظر نديم في عيني أبيه وقال له:

يا والدي أنا لم أحفظ ما حفظت لأجل هدية أو مال ..!!

يا والدي لقد حفظته لأجل الله تعالى..!!

بدأت أعين والده تذرف من فرحته بجواب ابنه له .. قربه منه وضمه إلى صدره .. وهو يدعو له بالرضى وأن ينير قلبه بالإيمان.. وحمد الله أن حب الله ملأ قلب ذلك الطفل الطاهر النقي..!

*****


إنه نفسه ذلك الشاب الذي خرج ذات يوم طريداً مهاجراً يقطع الجبال والوديان دون طعامٍ أو لباسٍ يقيه البرد أو حذاءٍ يستر أسفل قدميه من وخز الحصى ووعورة الجبال ..

أسبوع كامل أو أكثر قطعها، وعلى أثره مئات ومئات يطلبون رأسه، وحملات ودعوات على الفيس والتويتر .. حتى وصل إلى بيت شعيب وحيداً شريداً طريداً فأبى أن يستكين أو يصمت ..

 

فبدأ من صفحته الفقيرة القليلة الهزيلة على فيس بوك؛ لا يجرؤ على أن يضع له (like) إلا اثنان أو ثلاثة أو قل خمسة إذا شئت أن تكثر..!

وبدأ يكتب عن المنهج ويوضح صراع الحق والباطل الذي يجري على أرض الشام ..

والذي لم يكن لديه الوقت قبل ذلك ليكتب فيه لكنها مشيئة الله أن يكتب مرغماً.. عندما لم يجد غيرها وسيلة ليجابه أعداء الله..

فبدأ يعرِّي أبا التوت الذي لم يكن يعرفه أحد في ذلك الوقت، ومشروعهم (الجبهة الإسلامية السورية)، والهيئات والجماعات ذات الأجندات، والاختراقات في صفوف الإخوة، وينشر الوعي ويفضح مخططات وأجندات أعداء الله في الشام..!

فبدأت تنهال عليه العروض ليكفَّ عنهم .. واسألوا لو شئتم من كان يسمى ( الشيخ صقر ) واسألوا لو شئتم من كان في رومية ..!! واسألوا لو شئتم أبا التوت الخبيث ذاته..

وانهالت عليه الرسائل على تويتر من حسان عبود تارة ومن علوش تارة.. وذاك الذي يرسل إليه وسيطاً ليقول له كفَّ عنا لسانك ولك مبلغٌ من المال تدفع به دية الأحمد وتنزل للجبل تحت حمايتنا وتعمل لكن بعيداً عن مشروعك ..!!

وآخر يعرض عليه المال.. وآخر يقول له اطلب ما تريد لكن كفَّ عنا لسانك.. والوسطاء بعضهم أصدقاء قدامى للأخ نديم ..!

وآخر يعرض عليه أن يستضيفه في أوروبا ويؤمن له السفر والحياة الرغيدة هناك..! والله على ما أقول شهيد..!

وهو الذي كان في ذلك الوقت حديث مواقع التواصل الاجتماعي وسيرتها التي لا سيرة لها غيره.. سباً وشتماً واتهاماً وتخويناً ودعواتٍ لقتله وإعدامه..!

وكلهم يدخل إلى تلك الصفحة النابضة بالحق خفية (هل يراكم من أحد) ليقرؤوا ما يكتب، وهم يعلمون في نفوسهم أنه الحق ثم يخرجون ليعودوا لسبه والكلام عليهنتيجة بحث الصور عن ‪emoticon smiley face‬‏ !!

وما مثلهم إلا كمثل سادات ورؤوس قريش يوم كانوا يستمعون للقرآن خفية..

ويوم كانوا يعلمون أن حديث محمد صلى الله عليه وسلم حق؛ إلا أن كبرهم وعنادهم وعصبيتهم ومصالحهم كانت تمنعهم..

وكثيرون منهم أولئك الذين كانوا يقولون في أنفسهم:

(والله إن لهذا الكلام لحلاوة.. وإن عليه لطلاوة.. وإنه لحق.. وإن صاحبه ليس بكاهن ولا ساحر ومجنون ولا دجال ولا كذاب..

وليس كلامه بكلام حاقد أو طالب لملك أو إمارة أو ساع وراء سمعة أو شهرة ..).. !!

وكثيرون منهم من كان يقرأ وهو يسبه.. لكن كلامه كان يلامس شغاف قلبه.. فإذا به بعد فترة يعيد نفس كلام الأخ بصيغة أخرى لكن أصل الكلام يكون كلام الأخ..!!

وكثيرون منهم من كان من شدة تأثره بالكلام إنما كان يكتب كطريقة كتابة الأخ نديم بالتنقيط والتنسيق دون أن يشعر بنفسه ..

كموقف حصل بيني وبين أحدهم إذ كان يشتم الأخ نديم ويقول هو مريض نفسي ..!!

فكان يكتب بنفس طريقته ويستخدم كلماته ذاتهانتيجة بحث الصور عن ‪emoticon smiley face‬‏ !! قلت له سبحان الله مريض نفسي وأنت تكتب بطريقته وتستعمل ألفاظه .. فأي مريض هذا الذي استحفظ على عقلك لهذه الدرجة !! (فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنما أنتم الظالمون)..!!

إنه لم يكن رغم كل الضغوط ينوي الاستسلام أبداً حتى آخر رمق في حياته..

رغم كل العروض ورغم كل ما تعرض له من سجن وتعذيب وحملات رافقت طريقه منذ أن كان فتىً ناشئاً ماضياً على درب الجهاد.. ولو أن أحدهم أراد أن يبرر قعوده لما علمت أحداً أحقَّ منه بأن يبرر تثاقله إلى الأرض وركونه إليها، ولما علمت أحداً أحق منه وأقدر أن يبرر ابتعاده عن الجماعات الإسلامية والجهادية التي خبرها جيداً وخبر أخطاءها؛ ولو أراد لقعد ونأى وابتعد وتوفرت له أرغدُ طرق العيش والرفاه..

لكنه لم يكن تفكيره محصوراً إلا بالعودة إلى ساحة القتال ومتابعة المشوار والإصلاح ونشر الوعي والتنبيه والتحذير مما يحاك وإرشاد الناس وكشف مخططات أعداء الله في المجاهدين وفي الساحة الشامية بالعموم..!

*****

ورغم كل ما تعرض له قبل ثلاث سنوات وبعد محاولة اغتياله في 16/3/2013 وقتل أخيه الأصغر والشيخ عصام، ومحاولة تصفيته وتعرض للتعذيب الشديد وبعد أن أنجاه الله وفي الشهر التاسع أو العاشر من عام 2013 اتصل به أحد أصدقائه القدامى يحمل خبراً من أحد السجناء في إحدى أشد السجون حقداً على الإخوة وتضييقاً عليهم يقول له أن استعصاءً حصل وأنهم سيقتلون ويعدمون بعض السجناء الذين من بينهم صاحبك ذاك المسجون في ذلك السجن.. فإذا كان بوسعك فعل شيء ما فهو يطلب منك أن تفعله ..!

والله ولم تكن جراحه من التعذيب قد شفيت تماماً بعد، وقال لن أتركه وسأبذل ما بوسعي حتى أنقذه..

أنا كنت سجيناً وعشت هكذا ظروف وأعرف جيداً كيف يكون حالهم الآن والله لن أنتظر ..

اتصل على أحد أصحابه قال له القصة كذا كذا فإذا شئت أن تأتي فتعال الحق بي ..

 

الخطة كالتالي

سأتواصل مع أحد أشهر صحفيي القنوات التلفزيونية التي أصحابها لهم سلطة في ذلك البلد وسأعرض عليهم عرضاً مقابل أن يخرج صاحبي من السجن ومن استطعت أن أخرج معه في مفاوضاتنا.. وإذا لم يتم الأمر فسأحاول أن أقوم بخطف ذالك المراسل أو الصحفي مع طاقمهم وسنتركهم عندما يقومون بإخراج الإخوة من السجن .. !!

 

ماهو ذلك العرض الخطيييير ؟!!

 

سنتحدث فيه لاحقاً إن شاء الله ..!

 

يتبع إن شاء الله

 

 

__13_small.jpg

 

 

عندما خرج الأخ نديم تقبله الله إلى تركيا وتعرف على الأخ لؤي ..

كان همه الأكبر أن يصل إلى أفغانستان .. فلما تأخرت فيزته إلى إيران وعرض عليه الأخ لؤي العمل معه ..

صعبت في البداية فكرة بقائه معه والعمل في عمق الطاغوت ..!

 

عندها نزل مع أخ له كان يدعى خباب التركي كان في يوم من الأيام أحد أمراء التنظيم في الشام ..!

بدأ هذا الأخ يحدثه عن العمليات الأمنية داخل العمق .. والعمل في عمق الطاغوت ..! وأخبره أنه عمل لا يطيقه ولا يصبر على أعبائه وتكاليفه إلا الرجال ذوي الصبر و العزيمة .. وهي ذات الكلمة التي كان يقولها الأخ نديم للشباب الذين كانوا معه ..

 

وكثيراً ما كان يقول الأخ نديم للإخوة الذين يعملون معه:

سيطلب رأسكم كل الطواغيت وسيستهدفونكم وستنتظرون الموت في كل لحظة ..

فمن كان منكم خجلاً أو يخشى أن يقال تراجع أو تأخر فليتق الله فإنه إن قتل .. قتل على جاهلية أو نفاق..!

وما هي بلعبة .. إنها لقاء بالله رب العالمين ..!

إنكم على ثغر عظيم ..!

والتقى الأخ نديم في تركيا وقت كان مع الأخ لؤي بعدد من كبار الإخوة ..

كخباب التركي تقبله الله والشيخ أبو طلحة التونسي حفظه الله..

 

وبعد اعتقال الأخ لؤي في تركيا ..

وتسليم مخابرات أردوغان (عدو النظام السوري) الأخ نديم للمخابرات السورية ..

ترك الأخ نديم زوجته في تركيا بصحبة زوجة الأخ لؤي .. وتمت تخبئتهم في أحد البيوت في تركيا لايخرجون منها ولا يدخلون يؤمنون لهم طعامهم وشرابهم ..

ولم يعلم الأخ نديم أن زوجته كانت حاملاً، ولم يدرِ أنها ولدت ابنتيه التوأمين إلا بعد حوالي 3 سنوات!!..

عندما التقى بأحد الإخوة داخل السجن من الذين كانت لهم علاقة بالإخوة الذين كانوا معه في تركيا وانتقلوا بعدها إلى العراق والتقوا بذلك الأخ وأخبروه عندما علموا أنه من اللاذقية ..

فلم يكد يصدق الأخ نديم الخبر...!

سبحان الله ..!

ومن لم يجرب السجون ولظاها (أعاذني وإياكم الله منها) لن يفهم هذا الكلام بحقه ..!

 

*****

 

بعد مقتل الحريري .. وقع النظام السوري في مأزق كبير..

عقلية ذكية وفطنة كلؤي السقا -فك الله أسره- لم تكن لتفوت فرصة كهذه..

وعن طريق محاميه التركي "عثمان قاراهان" الذي تعلم الكثير من لؤي السقا وأحبه كثيراً.. من خلال تعامله معه بعد أن عينته المحكمة التركية كمحامي دفاع عن الأخ لؤي في المحاكم التركية .. أحبه وأحب تفكيره واعتنق عقيدته وفكره وتعلم منه .. ثم هاجر وقتل في حلب في مواجهات مع النظام السوري -تقبله الله- سنة 2012..

 

وروى لي أحد الإخوة من الذين كانوا معتقلين مع الأخ نديم عند أبي أيمن العراقي عندما أراد أن يقتله قبل أن ينجيه الله ويمكنه من الهرب .. قال جاء أحد الإخوة التركمان من الذين كانوا يقاتلون في صفوف النصرة آن ذاك وذلك في الأيام التي انفصلت فيها النصرة عن الدولة..

قال جاء ذلك الأخ التركماني يبدو على وجهه علامات الخير ..

جلس إلى جانب الأخ نديم وسلم عليه بكل أدب ووقار وقال له أحببت أن أتعرف عليك .. لكن ليس في هذا الموقف وكان متعاطفا إلى حد كبير مع الأخ نديم ..

وقال له .. التقيت بعثمان قاراهان المحامي التركي الذي كان محامي الأخ لؤي -فك الله أسره- وقال لي أن الأخ لؤي حدثه عنك كثيراً وطلب مني عثمان قاراهان عندما علم أنني من اللاذقية أن ألتقي بك ..!

يقول ذلك الأخ .. والله كان موقفاً عجيباً وكلمات عجيبة أحسست فيها بتلك الأخوة ..! لؤي السقا الذي كان لم يلتقي بنديم بالوش منذ أكثر من 12 سنة .. ومازالت المحبة في الله تزداد وتزداد.. كيف لا وهما قد سارا على هذا الطريق سوية ..!

 

سبحان الله ..!

سجين متهم بجرائم إرهاب محكوم لعشرات المؤبدات ..

يأتيه محامٍ من طرف أعدائه .. فيتأثر به ويؤمن بالمبادئ التي يحملها ..

ويساعده ويسانده وينصره ثم يخرج مهاجراً ويقتل مجاهداً نحسبه والله حسيبه !!

 

هل علمتم لماذا أمثال هؤلاء العقول .. هؤلاء الرجال.. هؤلاء العظام.. إما أن يُقتَلوا أو أن يُبعَدوا ويُعزَلوا .. أو أن يُلاحقوا ويشرَّدوا ويطاردوا ..!

 

يقوم الأخ لؤي في ظل المأزق السوري الحرج بخصوص قضية الحريري .. بعمل صفقة مع النظام السوري ..

يكون المنسق بين الأخ لؤي السقا والنظام السوري .. هو .. عثمان قاراهان المحامي .. تقبله الله ..

الصفقة تقتضي أن تدخل زوجتا الأخ لؤي والأخ نديم إلى سوريا دون أن تعتقلا أو تتأذيا (وقد كانتا مطلوبتين للمخابرات السورية والتركية ) .. !

ويخرج محامي الأخ لؤي على الإعلام ليقول أن رجالاً من طرف ميليس يتحدثون اللغة الإنجليزية ..

جاؤوه ليعرضوا على الأخ لؤي أن يقول أن النظام السوري عرض عليه أن يرسل استشهادياً لقتل الحريري .. مقابل تهريبه من السجن ولقاء مبلغ كبير من المال ..نتيجة بحث الصور عن ‪emoticon smiley face‬‏

وقاموا بتهديده بإيذائه وإيذاء أهله إذا لم يوافق ..

وأن محاميه خائف على حياة موكله ..

وهذا ما يؤكد أمام الرأيي العام أن النظام السوري إنما هو ضحية وهنالك من يريد إلصاق تهمة قتل الحريري فيه ..نتيجة بحث الصور عن ‪emoticon smiley face‬‏

..

 

وهكذا دخلت زوجتا أخوينا إلى سوريا دون أذى من المخابرات السورية ..!

 

هكذا يتعامل الرجال .. ويعقدون الصفقات .. لا كمحارم التمخيط التي ترونها وتسمعون عنها ..!

معاملة الند للند لا معاملة السيد للعبيد ..

أعطني أعطيك .. خذ وأعطني ..!

 

*****

 

وهي فكرة قريبة من خطة الأخ نديم التي كان سيعتمد عليها في موضوع مساعدة الإخوة المهددين بالإعدام من أحد السجون .. والتي حدثتكم عنها في الجزء الماضي من هذه الصفحات ..!

*****

 

وهذا رابط الخبر عن كلام الأخ لؤي السقا -فك الله أسره- على لسان محاميه -تقبله الله- ..

 

محققون أجانب حققوا معه وعرضوا عليه تهريبه من السجن ومبلغ 10 ملايين دولار مقابل القول إن أحد…

 

 

*****

 

وكان مما كتبه نديم تقبله الله حول الصفقات ماورد في هذين المنشورين..

 

البوست (1)

 

وحتى أريكم فقط نجاسة آل سلول ..

سأقول لكم عن معلومات موثّقة أعرفها من أصحابها وليس قيلاً عن قال !

هل تعلمون أن الشيخ أسامة عرض صفقة على آل سعود ..

(انظروا المرتدّ يعرض صفقة على الطواغيت

وهي :

أن لا تأتوا بالأمريكان ولاتتعاملوا مع البعث في العراق ..
فهم سيخذلونكم وسيلعبون بكم ويمتصون ثرواتكم ..
ونحن نكفي أرض الجزيرة شرَّ إيران !

لكنهم رفضوا أخزاهم الله .. وقاموا بملاحقة الشيخ والمجاهدين الأفغان ..
بناءً على تعليمات سيّدتهم أمريكا !

...

 

ملاحظة هنا :


هذه الصفقات الاستخباراتية لاتعني أنّه يجوز الاستعانة بهم ..

وأصلاً هذه صفقة بين مسلم وكافر .. وليست صفقة بين مسلمين !!

هو خاطبهم كصفقة استخباراتية بين مجاهد وأجهزة الاستخبارات ..

 

وسبق وقلت لكم المشكلة ليست بالمخابرات ولا في التعامل مع المخابرات ..

ولا في الصفقات مع المخابرات !

المشكلة في ما هي هذه الصفقات وبماذا ولماذا وكيف تتعامل معهم ..

ومَن سيقوم بهذه الصفقات وماهي مؤهّلاته ..

وماهو علمه الشرعي ونظرته الاستراتيجية !

 

_ فإن وافقتِ الصفقةُ الشرع سياسةً وحُكماً .. فهي صفقة مباحة !
لا بل هي صفقات ضرورية لاستمرار الجهاد في زماننا !

 

_ وتعلّم أمراً يا عبد الله :

أنّه منذ مئة عام إلى الآن يستحيل أن ترى حركةً تستمرّ وتقاتل باستمرار ..
إلا أن يكون لها علاقة مع أحد أجهزة الاستخبارات حولها !

- فالتعامل مع المخابرات ضرورة حتميةٌ في زماننا هذا ..

لكن المشكلة في شرعية هذا التعامل .. وهنا الحــــــــالـــقـــة !

هنا الحالقة لكلّ الجماعات الجهادية التي خرجت إلى زماننا هذا ..

فترى الجماعة تخرجُ نقيّةً صافيةً في جيلها الأول ..

ثمّ يجهّزون الصفّ الثاني فيها اختراقاً .. ثم يقتلون قادة الصف الأوّل ..

وهذا هو مختصر القصة (بشكلها العامّ) !!

‫#‏نديم_بالوش‬ تقبله الله

من مقال

********

 

البوست (2)

 

لن أضرب لك مثلاً عن أنّ محمداً صلى الله عليه وسلم ..
عرض ثلث ثمار المدينة على عيينة بن حصن في غزوة الخندق ..

ليرجع عنهم فقط هذا العام !!

فهل تقول أن النبي متعامل مع المخابرات ؟!!

وكانت خزاعة عيبة نصح لرسول الله مسلمها ومشركها !!

ومثل هذه القصص كثيرة .. راجع الدروس الأمنية بالسيرة النبوية للعبد الفقير) ..

....

_ فأعيد وأكرّر ..

أنّ المشكلة ليست بالصفقات ..

المشكلة ما هي هذا الصفقات ومن سيقوم بهذه الصفقات ؟!!

 

فمن سيقوم بهذه الصفقات يحتاج جهازاً مدرّباً بشكل اختصاصي ..

محترفاً جداً من ناحية فهم السيرة النبوية بتعمق شديد ..

ومن ناحية الذكاء والدهاء الاستراتيجي والاستخباراتي !

فهذا الجهاز يجب أن يكون فيه الشباب مدرَّبين تدريباً أمنياً واستراتيجياً عالياً !

...

فخلال 4 سنين من الأعداد الضخمة لشباب السنة الذين التحقوا بالجهاد ..

(وقد كنا نحلم بربعهم والله) وبعد مليارات الدولارات التي أتت ..

وبعد كل هذه الإمكانيات من فتح للحدود وغضّ للطرف ..

وشوي تانية ناقص أردوغان يرفعلنا راية العقاب بدل العلم التركي ..

 

- فبدل أن تدرب الكوادر الاختصاصية لعملياتٍ محكمة مستمرّة داخل العمق ..

(وهذه تحتاج كوادر اختصاصية مدربة جداً .. وتحدّثتُ عنها كثيراً بمقالاتي سابقاً) ..

وبدل أن يحدّد العدو عن طريق هذا الكادر صاحب الخبرات الاستراتيجية ..

والخبرات في اللعب الاستخبارات الدولية ..

 

_ فخلال هذه الأربع سنوات ..

هذه الكوادر كانت درّبت أعداداً قد تصل للآلاف ..
فيصبح كلهم كوادر اختصاصية مدرّبة !

بحيث يختار كل أخ طالب جامعي بحيث يصبح كل مجاهد منهم جيشاً يمشي :

أمنياً دهاءاً استخباراتياً شرعياً عسكرياً ..

ويُدرَّبون على وسائل التكنولوجيا الحديثة من كمبيوتر إلى آخره ..

ويدرَّبون على إتقان اللغة الانجليزية (لأنها الدولية ولغة كل السياح)

_ ويساعد هذا الكادر مكتب وثائق محترف ..

يستطيع أن يُدخل هذا الأخ الاختصاصي من الكادر إلى أيّ دولة يريد بإذن الله !

....

‫#‏نديم_بالوش‬ تقبله الله

 

 

يتبع إن شاء الله

 

 

 

___14___small.jpg

 

 

في البداية ..

قبل أن تقرأ ما كتب اليوم في هذه الصفحات ..

 

عليك أن تقرأ ما أُلحق بالجزء السابق من كلام الأخ نديم تقبله الله باختصار عن الصفقات ..

وعليك أن تقرأ الجزء السابق الجزء 13 من هذه الصفحات ..

 

*******

 

وعلى أولئك الأوغاد الحمقى الذين يقتصُّون من الكلام شيئاً ويحرفون الكلم عن بعض مواضعه ..

أن يعلموا أنها صفة المنافقين واليهود الذين كانوا يحرفون الكلم ويقتصون منه .. ويحورونه ..

 

فإذا كان هذا دأبهم مع كتاب الله، ولم يسلم كتاب الله من فعلهم هذا.. فلا عجب أن يأخذوا من كلامي هذا ويحرفوا ويحوِّروا ..

فهؤلاء عليهم من الله ما يستحقون أتفه من أن يرد عليهم..!

 

*******

 

كثيرون هم أولئك الذين لن يستطيعوا أن يتخيلوا وجود صدقٍ كهذا في هذا الزمن ..!

 

الصدق الذي يظهر عندما تكون في أشد الأوقات حرباً عليك ومهاجمةً لك وتضييقاً عليك ومحاربةً لك ولمنهجك ولطريقك ..

 

والناس من حولك تتساقط وتخنع .. وتعود أدراجها وتتنازل عن مبادئها خوفاً وخشية على نفسها من تلك الحرب ..

 

وأنت تبقى ثابتاً مواجهاً .. واقفاً بملء إرادتك رغم حربهم الضروس ..

 

وتعقد العزم إما أن يظهرك الله أو أن تموت دون هدفك ومنهجك..!


(الذين قال لهم الناس .. إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم .. فزادهم إيمانا .. وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل..)!


(ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا .. هذا ما وعدنا الله ورسوله.. وصدق الله ورسوله.. وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً)!


(وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض.. ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا)..!


فتأمل حال الفريقين ..!

 

إنهم قوم تعلموا الثبات قبل أن يتعلموا المبادئ..!

قوم تعلموا الرجولة قبل أن يتعلموا الحق ..!

 

فكيف إذا ما تممت مكارم أخلاقهم .. وزينها هذا الدين القويم .. وعقيدة تملأ القلب نوراً وعزماً وثباتاً


وكذلك الإيمان .. إذا ما تشربه القلب بحق أصبح الموت أحب للقلب من مفارقته أو إعطاء الدنية فيه ..!


إنه الإيمان إذا ما خالط القلب وتشربه.. فإنه يرتفع بالعبد إلى أعلى الهمم وأرفع المراتب ..

فلا يطيق أن يعود أدراجه بعدها إلى نتن الظلام الذي كان فيه قبل أن يمن الله عليه ويخرجه من الظلمات إلى النور ..!


كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)!


وكما سأل هرقل أبا سفيان يوم ذهب بتجارة له إلى الشام ..

(قال فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه [يقصد أصحاب محمد] ؟! قال أبو سفيان لا ..!)


فانظر إلى بلال الذي تشرب العقيدة الصافية والإيمان بالله تعالى وحده .. والكفر بما سواه ..

وصبر وثبت رغم كل أذاهم العظيم الشديد.. رغم أنه لم يكن يحفظ من القرآن إلا شيئاً بسيطاً ..

ورغم أنه لم يكن قد نزل على محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله إلا الشيء القليل من القرآن..!

 

فتـأمَّــــــــل ..

 

*******

 

لعلني ترددت في كتابة هذا الكلام اليوم ..!

هل أكتبه أم لا ..!

 

الذي شدني لكتابته هو أنني أرى كلمات الناس بأنهم يستفيدون من هذه الصفحة (الحمد لله) رغم أنني أكتب ولا أحس أنني أقدم شيئاً .. لكن كلماتكم يا إخوتي هي من يحدوني ويشحذ عزمي..!

*******

 

في شهر أيلول من عام 2013 حدثت مجزرة الغوطة عندما قيل أن النظام ضرب الغوطة بالسلاح الكيماوي..!

أذكر جيداً أن الأخ نديم وقتها وكان في طور البدء في الكتابة والنشر على مواقع التواصل الاجتماعي ولم يكن قد مر على وقت أنجاه الله من القتل إلا بضعة أشهر ..!

كان له وقتها رأي مغاير لما يقال على الإعلام من أن النظام هو من ضرب الكيماوي..

 

وهو أن النظام في تلك الفترة لم يكن في ظرف يسمح له باللعب بهذه الورقة (الكيماوي)..

لعل الضغوط كانت عليه شديدة في تلك الفترة وخصوصاً بسبب هذا الموضوع (على حسب ما أذكر) ..

وقالها لأحد الإخوة وقتها .. أنا لا أعتقد أن النظام هو من فعلها.. !

فإما أن طرفاً ثالثاً فعلها -قد يكون من جماعة السعودية- في الغوطة!! أو أنها عناصر مخترقة لطرف آخر داخل النظام السوري .. لتأجيج الهجمة الإعلامية والسياسية والتصعيدية ضد النظام..

 


لأنه من كان يفهم جيداً لاستراتيجية النظام في التعامل مع الضغوطات وتجاوزها يعلم أنهم لا يحاولون التصعيد في مرحلة كمثل تلك المرحلة وإلا فإنها ستصب في صالح أعدائهم تماماً وليست في صالحهم ..

وهم ليسوا أمثالنا في أفعالهم الانفعالية غير المحسوبة أو المدروسة ..!

 

كان يدرك الأخ نديم تماماً من خلال متابعته أن النظام وحلفاءه بعد مجزرة الكيماوي تلك قد وقعوا في أزمة محرجة..!

 

*******

 

بعد وصوله نبأ صاحبه الذي هو مهدد وصحابه بالإعدام في أحد السجون التي لحلفاء النظام سطوة كبرى فيها ..


فكر كثيراً في طريقة لإنقاذهم من القتل والأسر ..

وليكمل مشروعه الذي بدأه ويرى فيه الخلاص للمسلمين بالشام على أسس واستراتيجية محسوبة بدقة

وتحدث عنها سابقاً رحمه الله وأذهل الناس بعبقريته وحساباته بما كتبه رغم أنه كان مختصراً..

 

ونظريته المعروفة أن الحرب مع النصيرية لن تنفع كحرب جيوش تتقاتل ..

لأن حديدهم أقوى من حديدنا.. إضافة إلى تحكم الدول بكل صغيرة وكبيرة ..

فكان لا بد من استراتيجيات جديدة وطريق فريدة للتعامل وفرض القوة رغماً عن الدول المتصارعة والمتحكمة بما يحدث على أرض الشام أو سوريا..!

***

فكَّر كثيراً في وضع الإخوة وطريقة إنقاذهم ..

 

فخطرت بباله فكرة تشبه فكرة الأخ لؤي يوم قام بصفقة لإدخال زوجته وزوجة الأخ نديم إلى سوريا دون اعتقال أو مضايقات أمنية وقد كانتا مطلوبتين للمخابرات السورية والتركية.. والذي تحدثنا عنه في الجزء الماضي من هذه الصفحات..


وكانت الفكرة هي بعمل صفقة مع أولئك أصحاب السلطة في ذلك البلد الذي يسجن فيه الإخوة وهم من حلفاء النظام،

وبعرضه عليهم أن يخرج في بيان يتبنى فيه باسم كتيبة الريح الصرصر ضرب الكيماوي على الغوطة ..

مقابل إطلاق سراح صاحبه و 11 شخص آخرين من معتقلي ذلك السجن الذي يشبه إلى حد كبير سجن صيدنايا الذي ذاق فيه الأخ نديم ما ذاقه ويعرف جيدا ما يعانيه الإخوة هناك..!


وإن استطاع أن يحصل منهم مبلغاً جيداً من المال ليكمل فيه مشروعه سراً ..


لا يهمه فيه كلام الناس عليه، كعادته لا يهتم بنباح الكلاب طالما أن الأمر أمر يصب في مصلحة هذا الدين أو أخوة الدين..

 

وهو الذي يرسم أن يكمل مشروعه ويهد به أركان النصيريين .. !

في عمقهم وداخل أراضيهم المحصنة .. التي حمتها دول العالم الكبرى ..

ذلك المشروع الذي حاربه حمقى بني قومه وهو -لو دروا- أملهم في نصر حقيقي مع ثبات قدم وقوة وعزة..

دون تحكم أحد بهم..!

 

كان في تلك الفترة كما يروي أحد معارفه .. لا يهدأ عن التفكير ..

يقول شلون بدي اقعد وفي طريقة أسعى فيها ليطلعوا إخواني من السجن ..!

شلون اقعد .. شلون اهدأ.. إخوانّا حيعدموهم، وأنا عندي ورقة ألعب فيها معهم وفك إخواني ..

وحصّل مبلغ من المال منهم (لو تم الاتفاق بنجاح) وهذا المبلغ هو الذي سأكمل به مشروعي وسيكون وبالاً عليهم وسيكون موتهم ونهايتهم بأموالهم ذاتها وفق الخطة المدروسة جيداً بأبعادها وطريقة تنفيذها (كتيبة الريح الصرصر الكيميائية) ..!

وسأقوم بتسجيل كل شيء؛ حتى يتم تهديدهم بها إذا ما احتاج الأمر..

وإذا ما حان الزمن أو فرض أمر طارئ ما؛ فسيتم نشر كل شيء وعندها ستكون الدليل الأقوى عليهم..

لأنهم في نظر الدنيا لو لم يكونوا هم من قام بمجزرة الكيماوي (كما كانوا يقولون) فإنهم لن يسعوا في صفقة يتبنى فيها طرف آخر للمجزرة..!

*****

لم يكن الأخ متحمساً لهذا الاتفاق ومتشجعاً له ..!

 

لكنه لم يملك ما يفك به أسر إخوانه إلا هذا ..!

 

و في تلك المرحلة لم يكن يملك أي شيء يواصل به طريقه ومشروعه..!


ولم يكن يملك والله إلا فرشة من أردأ الأنواع لينام فوقها مع حصير على الأرض في بيت عتيق أهزل ..!


ومثل ذلك الرعيل لا يستسلم بحال من الأحوال ..

ولا يرضى بالاستسلام وخاصة إذا ما كان الأمر فك إخوة العقيدة عن حبل الإعدام ومساعدتهم على النجاة ..!

 

 

اتصل بأحد الإعلاميين الكبار وطلب منه أن يصله بأحد كبار الضباط من جماعة حلفاء النظام تلك..

وقام بتسجيل المكالمة بعد أن اشترى هاتفاً مستعملاً قديماً به ميزة تسجيل الصوت..

وتم التواصل عدة مرات مع ذلك الإعلامي في أحد أشهر القنوات الإخبارية آخذاً بتدابيره الأمنية -تقبله الله- طبعاً دون أن يتم طرح أي معلومة عن السجناء أو تلك الصفقة..!

 

لكنهم بعدها بدؤوا يحاولون اللعب مع الأخ نديم واللف والدوران.. فقام بإيقاف الموضوع وقطع اتصاله بهم..!

*****

 

كتبت هذه الكلمات .. رغم أنها لم تتم .. حتى تكون للإخوة فكرة تنيرعقولهم عن طريقة تعامل الند للند.

وطريقة التعامل مع أعداء الله .. وطريقة التفكير ..

 

___________small.jpg

 

يتبع إن شاء الله