JustPaste.it

 

images?q=tbn:ANd9GcQZFROv1bwb6BTiIpuF_EA

 

سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية

____________________11_small.png

 

 

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (1)


توطئـــــــــــــة :

قبل البدء بدروس السيرة الأمنية ..

لابد لك من فهم معنى الأمن وحرب الاستخبارات !
وأهميتهما في هذا الدين .. وماحكمهما .. 
وماحكم من يتركهما أو يتساهل بهما ..

.........

بدايةً يجب أن تعلموا أني سأحاول الاختصار قدر المستطاع ..
لأستطيع أن أشمل لك أكثر النقاط التي تعلمناها في حياتنا !

وإلا إذا فصلنا في كل نقطة فسيحتاج منا مجلدات !

فلذلك سأضع لك معالم في الطريق ..
وعليك أنت أن تبحث وتسأل .. 

وسأرد على أي سؤال أو تعليق "ضمن مواضيعنا" ..
وسأشرح لكل أخ إن شاء الله أراه يريد الاستفادة .. 
فبمثل هؤلاء الأخوة فقط وفقط ستبنى أمتنا .. 
وسيعود عزها .. ولن يلعب أحد بها .

........

* لن تكون هذا المبحث درساً إنشائياً أو معقداً ..
سيكون زبدة لكثر من الكتب ولكثير من تجاربي ..وتجارب غيري من الذين صادفتهم ..

وسيكون سهلاً بسيطاً ميسراً .. لكن سيحتاج منك دراسة معمقة ..
حتى بالورقة والقلم لتعيي وتفهم وتتقدم ..

فما زلت أدرس بالورقة والقلم أحياناً إلى الآن ..

ومازلت أستفيد من تجارب غيري .. فما بالك أنت ؟!!!!!!!

........

* فهاهنا البذرة بإذن الله .. وستكون زبدةً للكثير من الكتب والتجارب ..

دفعنا ثمن تعلمها .. من دمائنا وعافيتنا وأجسادنا وحريتنا وكرامتنا ..
وأولادنا "الذين لم نرهم الا كباراً !" ..  وحتى أعراضنا التي أهينت !

ولتعلم أنه ما جاء أحد الينا علَّمنا وحذَّرنا ونبَّهنا ووعَّانا ..
فقد كنا والله يصلنا اليسير جداً .. فدفعنا أغلب تعلمنا من حياتنا نحن .

فيا عبد الله ..
فكِّر كم ينعم الله عليك إذ يرسل لك من :
يعلمك ويوعيك وينبهك ويحذرك ويعطيك تجربته ..
ويوفر عليك السجون والتعذيب والمنفردات والقيود ..
والانخداع و"الخوازيق" والتقديس وتسكير العقل وإغلاقه ..
والخوض بلعب الاستخبارات !

هذه وربي نعمة وأيما نعمة .. لكـــــن !!
والله عندما ستتساهل بها .. ستكون لك نقمة وأيما نقمة .

{ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار}

........

هذه توطئة بسيطة يسيرة .. 
وأسأل الله أن يعينني وأنقل لكم أكثر النقاط ..
وأريد هاهنا معي إخوة وأخوات مفتحة عقولهم ..
وحاضرة قلوبهم ومنورة أبصارهم ..

......

انتهت التوطئة ..
 

 

 الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (2)



(طبعاً التعاريف هي من خبرة شخصية ..
وليست مقتبسة من أي كتاب .. فلتدرس جيداً ! )

تعريف الأمن : 
هو مجموعة من الإجراءات التي يتخذها الإنسان ..
للحفاظ على نفسه (أمن شخصي) أو جماعته (أمن عام) .

.........

وينقسم إلى قسمين : أمن دفاعي وأمن هجومي .

الأمن الدفاعي :
أن يتخذ الانسان إجراءات يحافظ فيها على نفسه أو جماعته ..
ضد سطوة العدو .
.....

وينقسم لعدة أمور :

الأمن الشخصي الدفاعي : كتطبيق له مثلاً التخفي والتستر "الأمنيات" .

الأمن العام الدفاعي : الحفاظ على الجماعة في أول نشأتها ..

(الدعوة السرية والعمل والتنظيم السري)
وهذه أخطر مرحلة على الاطلاق !

فإن صلحت صلحت الجماعة ..
وإن فَسدت أو فُتّتت أو اُختُرقت .. دُمّرَت الجماعة !

ثم الحفاظ على طاقات وأفراد وأموال الجماعة ..
وعدم إهدارها وضياعها .. 

والإعداد جيداً بما يتناسب مع مواردنا ..

وفهم التحالفات والتوازنات والخلافات الدولية ..
ومحاولة إيجاد موضع قدم (شرعي) للجماعة فيها ..
للتمكن من الانتقال إلى الأمن الهجومي .

وحتى يطبق الأمن العام الدفاعي جيداً :
لابد من إنشاء جهاز مخابرات بأسس سليمة وغير مخترقة .

.....

الأمن الهجومي :
أن يتخذ الإنسان أو الجماعة إجراءات :
يمنع فيها أي محاولة للهجوم عليه والعبث بأمنه .. 
أو حتى التفكير بذلك ! (ركزوا على كل كلمة)
...

الأمن الشخصي الهجومي :
يصعب الأمن الهجومي بشكل فردي ..
ولابد من تطبيقه بشكل جماعي !

لكن كمثل له : العمليات الأمنية داخل العمق ..

الأمن العام الهجومي : 
البدء بضربات .. أو تحالفات .. أو فتن للعدو وإحداث مشاكل ..
أو إنشاء جماعات موالية لنا تُحدث مشاكل داخلية للأعداء ..

وحتى يطبَّق الأمن العام جيداً ويثمر :
لابد من جهاز المخابرات أيضاً الذي كون قد أصبح قوي جداً .. 
حيث يعطينا المعلومات التفصيلية عن العدو ..
وتحالفاتهم وخلافاتهم !

حتى نعرف كيف وأين ومتى ولماذا وماذا سنضرب ؟!

...........

سندخل الآن بمبحث الامنيات (الأمن الدفاعي الشخصي) ..
تعريفه ..
وأهميته بالشرع .. 
وذكره بالقرءان .. ودروسه بالسيرة النبوية .

 

 الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (3)

الأمن الدفاعي الشخصي (أو مايعرف بالأمنيات)..
تعريف : هي مجموعة الإجراءات المتبعة للشخص ..
بحيث يذوب في المجتمع الذي يقيم فيه 
"والذي يكون مجتمع معادي أو فيه مخبرين" 

بحيث ينصهر في بوتقته فلا يميز عن غيره ولايُتعرف عليه !

......

فلو سألت شخص مثلاً .. ماهي الأمنيات ؟!
سيقول لك حلق اللحية ولبس الشورت و .... الخ !

وبالحقيقة هذا جواب منقوص وينم عن عدم فهم ..

فلو فعلت هذا في بيشاور باكستان أو قندهار أفغانستان مثلاً ..
لكان هذا غباء وليس أمنيات !
فقليل جداً هناك من يحلق لحيته !

فالأمنيات كهذا الدين ليست قانون رياضيات جامد !
بل هي تختلف حسب كل زمان ومكان .. 
وهذا التعريف يشرح معناها بدقة !

.....

من هذا يجب على الأخ قبل تطبيق الأمنيات بمجتمع ما .. 
التعرف على هذا المجتمع وعاداته وتقاليده .. 
والأهم من هذا كله تعلم لغته وطريقة نطقها بدقة .

.....
 
وتعتبر الأمنيات أساس :
الأمن الدفاعي الشخصي .. والأمن الهجومي الشخصي أيضاً !
بحيث تعتبر حجرة الأساس بالعمل الأمني داخل عمق العدو .

 

 الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (4)

(الأمنيات شيء ضروري لكن التوكل على الله أهم ..

والله سبحانه معنا وهو سينصرنا على أعداء الدين الكفار !!!)

........

حقيقةً من يقول هذه الجملة وماشابهها :
مافقه شيئاً من هذا الدين والله .. وماعرف معناه !

ومثله كرجل أُمّي لا يقرأ ولا يكتب ولا يحفظ جدول الضرب ..
ثم يتكلم عن تقنية النانو أو الروبورتات أو الميكاترونيك !

فكيف يُفصل التوكل أو نصر الله أو معيته عن الأمنيات ؟!!!

دعنا ندخل قليلاً بشكل سريع في كتاب الله وسنة رسوله ..
ونرى هل فعلاً كلامي وتشبيهي السابق صحيح .. 
أم فيه مبالغة ؟!!

........

أعدك أنك ستذهل الآن بقصص لم تسمعها ..
أو قصص سمعتها ولم تعقلها ..
أو قصص عقلتها لكن لم تلتفت إلى أسرارها .. 

والسبب أيها الإخوة أنهم علمونا ديننا دين خيال .. 

وأصبحت قصصه مجرد قصص لأبطال !!
نبكي منها أو ندعها لخيالنا كي نشبع تخيلاتنا بها !
كقصة ليلى والذئب !

وهذا حقيقة من أكبر المشاكل التي تواجهنا كأجيال !

......

فمن هذا : أن عقلنا يبرمج بشكل تلقائي الحديث عن المشركين :
إلى أبو جهل وأبو لهب والأصنام !!

وهذا من أخطر الأمور .. 
لأنه ما بقي أصنام بزماننا وأبو جهل قد مات !
فإذاً بقلوبنا نظن أن المشركين قد انقرضوا !!!
وبذلك أصبح القرءان عملياً كما أخبرنا ربنا : أساطير الأولين !!!

وانظر لعظمة هذا الكتاب حتى بهذا التوصيف ..
الذي مازال الناس يقولونه إلى الآن !
إلا أنهم يقولونه الآن بطريقة مخفية لا يشعرون بها !!

......

فأنت لما تقرأ القصة أو القرءان .. يجب أن تعيشه وتعيش القصة .

وتعلم أن الله سبحانه ماعم (يصف حكي) "حاشى له سبحانه" .. 
أو (حكواتي القهوة عندكم بالحارة !!) "حاشى له سبحانه"
وأنه ما قال حرفاً عبثاً .. ولا تسليةً !!

....

قد تنفر من هذه التوصيفات ..
لكن نحن بلسان حالنا هذا مانَنظره لكلام ربنا !!

.....

فأنت لما تقرأ القصة أو القرءان .. 
يجب أن تعيشه وتعيش القصة وكأنك فيها ..
وكأنها تخاطبك لك أنت وبذلك ستعرف حيثيات أمورها ..

.....

فعندما تسمع مثــــــــــــــــــلاً بقصة فتح مكة :

أن النبي سار بجيشه من المدينة لمكة ..
ولم تعرف قريش بسيره حتى وصل إلى مشارف مكة !!!!!

أنت تمر عليك القصة مرور الكرام ..
وتقعد تتخيل الأحصنة وما بعرف إيش .. وكأنها قصة ليلى والذئب !!
وتقعد تقول: الصلاة والسلام عليك يارسول الله ..
وتمسّح وجهك وما بعرف إيش !!

بينما لو عشت القصة وكأنك فيها وأسقطتها على واقعك ..
اسمع ماسيكون أمامك :

عدد جيش النبي 10000 شخص وقتها ..

طيب ..
* كيف تحكّم بسيرهم وهو لم يكن عنده جهاز لاسلكي واحد ؟؟!!!!!
* كيف أمّن مؤونتهم وجهزها وقدرها ووزعها بالتساوي .. 
* كيف وزعهم وأمّن التواصل بينهم ؟!!!
* كيف عالج مصابيهم ومن مرض منهم ؟!!
* كيف كانوا ينصاعون لأمره .. حتى كيف كانوا يتغوطون !!

....

والأصعب من ذلك والأدهى ! 
* أنه كيف لهذا العدد من الناس أن تسير مسافة 500 كم ..
ولم تعرف قريش بهجومهم عليها ؟!!
وخصوصاً أن قريش كانت تتوقع هجومهم بسبب نقضها للعهد !!!!

أما سألت نفسك ؟!
* كيف ضبط العملاء .. كيف ضبط حركة السير .. كيف موَّه !!!

و ...... الخ من الأمور التي لايمكن أن تخطر ببالك ..
حتى تعيش القصة كأنك فيها ثم تسقطها على واقعك !

ووقتها ..
تعيش في نعم ظلال هذا القرءان وتتفيأ ببركات قصص السيرة !

........

دعنا نبدأ الان ونتحدث عن الأمنيات في ديننا ومكانتها ..
والقصص والآيات التي تتحدث عنها ..

وأكرر وعدي لك أنك ستذهل ياعبد الله !

 

 الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (5)



أهميــــــــــــــــــة الأمنيات في الدين ..

هل اهتم ديننا بالأمنيات ؟!!

للمعلومات (1) :
أصول التشريع الأساسية بهذا الدين هي كتاب الله وماصح من سيرة نبيه .

وللمعلومات ايضاً (2) :
أن نصف الدين تقريباً لم يذكر بالقرءان وإنما وضحته السنة .

وللمعلومات (3) :
أنه حتى في أهم شعيرة بالدين بعد التوحيد (الصلاة(
لم تشرح كيفيتها وصفتها بالقرءان .. وإنما شرحت بالسنة !

_ إلا صلاة واحدة .. 
شرحت بتفصيلها بالقرءان !! ستعرفون ما هي لاحقاً .

وللمعلومات أيضاً (4) :
أن بعض أمور الدين لم يذكر بالقرءان إلا مرات قليلة جداً .. 

ومع ذلك ترى الناس وما يسمى (العلماء) ..
يقيمون الدنيا ولا يقعدونها على هذه الأمور ..

ويؤلفون المجلدات والكتب والمحاضرات والندوات والدورات !
كالصيام والحج مثلاً .. 

......

بينما يترك الكثيــر من الآيات التي أنزلت ..
من فوق سبع سماوات في موضوعٍ : 
* يعتبر مسألة وجودية للأمة ومنعتها والحفاظ عليها !!

* ولتحقيق غاية الوجود البشري أساساً :
وهو تحريم ماحرم الله وتحليل ما حلل وفعل ما أوجب .. 
"تحكيم الشريعة"

* ولموضوعٍ تمحورت عليه سيرة نبينا تقريباً ..
بمرحلتيها المكية والمدنية .

ويمرون عليه مرور الكرام !!!
.......

وحقيقةً لايعلم أهمية هذا الأمر إلا من علم أهمية الجهاد : 
الذي هو باختصار ذروة سنام الإسلام ..
والركن السادس والأهم به بعد التوحيد بزماننا ..

ففي هذا الزمان : الجهاد عندي أهم من الصلاة "بأهميتها" ..
لأنه الوسيلة الوحيدة لتحقيق التوحيد ..
ولدرء الفتنة والتعذيب والسجون عن من يريد :
أن يعبد الله وحده لاشريك له ويكفر بالطاغوت ..

..........

فأهمية الجهاد تؤخذ من أهمية الكفر بالطاغوت ..
ومعلوم أهمية الكفر بالطاغوت القصوى في الدين ..
وأنه قُدم حتى على الإيمان بالله !

فكيف إن كان هذا الطاغوت هو الذي تحكّم بأمة التوحيد !!!!

.........

لكن العجيب أنه حتى من بحث بالجهاد ..
وكتب به وبأهميته وضرورته ومكانته بالدين ..

لم يعطي هذا البحث "الأمن" حقه أبداً .. ولا اهتم به كما يجب !
رغم أنه العمود الأساس بالجهاد ..
ورغم أنه كان أساس سيرة النبي الجهادية ..
وكان من أهم الأمور التي طبقها وأخذ بها وبرع بها صلى الله عليه وسلم !

........

ولا أبالغ هنا إن قلت يا إخوة : 
والله لم أجد في فروع الجهاد أمراً اهتم به النبي صلى الله عليه وسلم  ..
أكثر من الأمنيات وأخذ الأمن (بفروعه التي تحدثنا عنها)

ولا أبالغ إن قلت : أنّ ترك الأخذ بالأمن والأمنيات في العمل .. 
يعتبر إثماً عظيماً أعظم من الفرار من الزحف !!

وكلكم تعلمون حكم الفار من الزحف ووعيده !

........

وبسبب إهمال هذا المبحث الهام والخطير والمحور والأساس ..
تهاون به الناس وأصبح المجاهدون يعتبرونه شيئاً كمالياً !
ولايعتبرونه بأهميته المطلوبة .. 
ولايخافون من عقوبة التهاون به عند الله !

........

وباختصار :
إن كان العلماء قد عنونوا للجهاد منذ 4 عقود أنه : الفريضة الغائبة .

فبرأيي أن الفريضة الغائبة اليوم هي : الأمن في الإسلام !

وأنا أعني ما أقول ..
فهو فريضة مؤكدة وركن من أركان الدين .. 
وليس واجباً أو مباحاً أو جائزاً ..

.....

قد يصعب عليك أن تستوعب هذا الكلام بحقه ..

طيب .. دعنا نبدأ قليلاً بالدخول في أهمية هذا المحور ..
في كتاب الله والسيرة النبوية لترى !
 

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (6)



أهميــــــــــــــــــة الأمنيات في الدين .. 

أولاً :


قوله سبحانه : {يا أيها الذين ءامنوا خذوا حذركم فانفروا .. }

لو تأملت بهذه الآية حقاً .. لقلت ما علاقة أخذ الحذر بالنفير ؟!!!

يعني ما الرابط بينهما حتى يقول الله خذوا حذركم فـ ... انفروا !

القول المعتاد للرجل العادي : جهزوا أنفسكم و ... انفروا !
"معلوم الفرق بين الواو والفاء باللغة العربية"

أو : أعدوا سلاحكم وانفروا ..

لكن قال : خذوا حذركم فانفروا !
حقيقة لا أستطيع أن أعلق على هذه الآية ..
ولماذا أوردها الله هكذا .. 
إلا بما ستقرأ لاحقاً عن الفريضة الغائبة حقيقة ً :
"الأمن في الإسلام" .

...........

ثانياً :


هل تعرف القصر في الصلاة ؟!!
كلكم يعرف القصر في الصلاة وكيفيته وشروطه و .. و ..

ومئات الكتب أُلفت وكُتبت بالقصر وشروطه وأحكامه وكيفياته ..
والخلافات فيه والردود والتفصيلات و ... و ... و ...... !!

لكن ياترى هل لأحد منكم أن يجيبني ؟!!!
من أجل ماذا قصرت وخفف عمود الدين ؟!!!!!!!!

لن أجد أحداً يعلم أيها الأخوة .. 

ولم يذكر أحدٌ ممن كتب وفصل بكيفية القصر و شروطه و.. !!
نوّه إلى سبب إباحة القصر إلا مرور الكرام !

بكل بساطة أيها السادة أُبيح القصر : من أجل الأمـــــــــن !!!

......

لا تستغرب .. فقد سمح لك "بل أوجب عليك أحياناً"
أن تقتطع من عمود هذا الدين "الصلاة" !! 
من أجل أن تحافظ على أمنك !!!

{وإذا ضربتم في الأرض .. 
فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة ؟؟!!
إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا  !!
إن الكافرين كانوا لكم عدواً مبيناً}

.......

نعم سُمح لك باقتطاع عمود الدين من أجل أمنك .. 
وهذا هو السبب !

لكن كما قلت لكم أن علماءنا اهتموا :
بكيفيته وشروطه وأحكامه ومئات الكتب بالخلافات والردود عليها !!!

ولم تجد أحداً ينبهك لسبب إباحته أصلاً !!

وهذا هو الدين الذي يعلمونك ما شاءوا منه !!!
ليبقى الطواغيت على عروشهم ولنبقى مغفلين ..
وليسوقونا كيفما شاءوا   !

.......

وتجد في الآية لفتة أخرى ..
"وسأختصر لكم كما نبهتكم في بداية السلسلة" :

قوله سبحانه : {إن الكافرين كانوا لكم عدواً مبيناً} !!
قلت لك دائماً اسأل نفسك لماذا تكلم الله وأنزل لك هذه الآية ..
ولماذا أنزلها ولم ينزل غيرها ؟!!!

اتفقنا أنه ليس صفاً للكلام وحاشاه سبحانه ..

........

تكلم هذه الجملة "التي ينبغي أن تكون بديهية".. 
ليعلمك أن لا تنسى أن الكافر عدوٌ لك ..
وسينتظر منك غفلة لينقض عليك !

وهذا ما ستعرفه في الآية التي بعدها ..
والتي ستذهلك !

.........

ولاحظ أننا الآن وصلنا لثلاث آيات من القـــــــــرءان عن الأمن !!!
ولم نتكلم كل الآيات بعد !!!

وهنا ستعرف قصدي لك بالدرس الخامس عن القرءان والمعلومات !
......

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (7)

مهم 

أهميــــــــــــــــــة الأمنيات في الدين .. 

ثالثاً (قرءان)  :

تحدثنا في الجزء (5) من المقال .. عن بعض المعلومات ومنها :

(وللمعلومات (3) :
أنه حتى في أهم شعيرة بالدين بعد التوحيد (الصلاة)
لم تشرح كيفيتها وصفتها بالقرءان .. وإنما شرحت بالسنة !

_
إلا صلاة واحدة .. 
شرحت بتفصيلها بالقرءان !! ستعرفون ما هي لاحقاً) انتهى .

........

فاتفقنا أن الله سبحانه لم يشرح الصلاة (العادية) أبداً بالقرءان ..
وإنما اقتصر على قوله اركعوا واسجدوا كأكثر تفصيل بالقرءان !
وترك الباقي للسنة ..

.......

ولكن في صلاة واحدة شرح أدق التفاصيل بالقرءان !!!!

ماهي هذه الصلاة ؟!!
إنها بكل بساطة الصلاة التي تختص بالحفاظ على أمننا أيها الإخوة !

{وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة ..

 * فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم ! 

* فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم !!

* ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك .. 

* وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم !!

 * ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم .. فيميلون عليكم ميلة واحدة !!

* ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى .. أن تضعوا أسلحتكم !!

* وخذوا حذركم.. إن الله أعد للكافرين عذابا مهيناً}


.........

كنا قد اتفقنا أن الله ختم بالآية التي قبلها بقوله :
{إن الكافرين كانوا لكم عدواً مبيناً} وشرحنا معناها ..
ثم بدأ بهذه الآية !

وفصّل الصلاة تفصيلاً وشرحها شرحاً شاملاً :
بالأجزاء التي تختص بتفاصيلها الأمنية ... فهل من متفكر ؟!!!

........

ولو وقفنا هاهنا مع الآية قليلاً (وباختصار كالعادة ورؤوس أقلام)

رأينا قوله سبحانه : {فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ؟!!}

سؤال ..
وهل يعقل أن يكونوا من أمامهم يعني ؟!!
وهل يجوز أصلاً ؟!!

اتفقنا أن الله سبحانه مانو حكواتي"حاشى له" ..
أو يصفّ الكلام أو يقول شعراً فيه حشو !!

فكل حرف في القرءان له معناه وأهميته ..

وبهذا فقط تفهم هذا القرءان وينطلق عقلك ..
وتحلق روحك في فضاء هذا الكتاب العجيب !

........

طيب لماذا قال لنا : {فإذا سجدوا فليكونوا من وراءكم ؟!!!}
أي أيها المسلم : لا تعطي ظهرك لكافر أبداً .. 
فإن ... الكافرين كانوا لكم عدواً مبيناً "الآية التي قبلها"

لا تأمن له ولا تركن له ولا تطمئن من جانبه .. 

.....

فيا مسلم !! 
لا تطلع مظاهرات وتقول : الجيش والشعب إيد وحدة !!!
ومن ثم تعطي ظهرك للجيش ..
وأنت مسرور أنه لن يطلق النار عليك !! فسيكون لك الخزي بعدها !!
(مجزرة بن العلبي باللاذقية .. ومجرزة نزلة الرمل الفلسطيني والكثير من المجازر غيرها)

..........

يامسلم : لا تأمن لتحالف كفر يريد أن يوهمك أنه جاء ليخلصك ..
لا تترك ظهرك مكشوفاً ..

......

لأنه "وهذه اللفتة التي بعدها" :
{ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحكتم وأمتعتكم ..
فيميلون عليكم ميلة واحدة !!!}


تغفلون ... تغفلون !
أي مجرد غفلة عن الحذر مرفوضة !!!!
ومجرد غفلة عن الحذر قد تهلك الحرث والنسل !
ومجرد غفلة عن الحذر قد تجعلك تخسر المعركة !
ولو كنت أتقى الأتقياء .. فالخطاب موجه لمحمد والصحابة !!!!
وما معركة "أُحد" منهم ببعيد !!

.......

والغفلة كم تكون ؟!!
تروى نادرة : أن رجلاً أكل خمسين كف على غفلة !
وكنا نضحك عليها !!!
ونقول كيف تستمر غفلته لخمسين كف ؟!!!

أفلا نضحك على أنفسنا لثلاث سنوات ونصف ؟!!!!

.........

فقط أريدك تتأمل هذه الآية العظيمة ..
وتتفكر بها كثيـــــــــــــراً ..
فهي والله تغني عن كثير من المجلدات .. 
وإن عقلتها تغير عندك كثيــــــــــراً من القواعد ..
وتغير طريقة فهمك لهذا الدين :

{ودّ الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم ..
فيميلون عليكم ميلة واحدة !!}


........

ثم يعود بعد كل هذا التأكيد وكل هذا التحذير ..
في هذه الآية والتي قبلها ليقول لنا سبحانه :

{وخــــــــــــــــــــــذوا حذركم !!!!!!!!!}

يروى أن أعرابياً كان يطوف بالكعبة وهو يقول قوله سبحانه ويبكي :
{فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون }
فيقول من ذا الذي أحاج الله لكل هذه المؤكدات "في الآية 4 مؤكدات !!"

وأنا أقول هنا من ذا الذي أعاز الله لكل هذه المؤكدات عن الحذر ؟!!!
ومع ذلك .. لايلتفت أحدٌ له .. 

وربي إنه : الفريضة الغائبة !

......

بعد كل هذا ثم نحن نأخذه كتسلية وككماليات !!!
وإن أحد منا خرّب عملاً تعمل عليه من عشر سنين بغباء أمني ..
نقول يالله أخطأ ومعلش وطول بالك وهذا الكلام !!

........

وترى "العلماء !!" لايذكرون شيئاً عن هذا .. بل ولا يفقهونه أصلاً !!

ونحن إلى الآن قد ذكرنا ثلاث آيات !!
وفيها أيضاً تكرارات للتأكيد :
على الأمن والفطنة والحذر وعدم الغفلة أبداً ..

وترى علماءنا ما أحد يذكر منهم الأمر إلا مرور الكرام !!!!!

بينما بآية "الدَين" مثلاً يؤلفون مجلدات ..
وهو آية واحدة بالقرءان .. 
ولا لزوم لها للحفاظ عل بيضة الأمة كلها كآيات الأمن !

........

وأصبح الشخص عالماً عندهم (كأبو عبد الملك الشرعي)..
إذا حفظ زاد المعاد وأحكام الحيض والنفاس و ... !!!!
ولو أنه بهذه الأمور لا يفقه أكثر من أذنيه !!!!

فوربي هذا عالم يجب أن يوضع لتعليم النساء وأولي الأعذار ..
لا شرعياً وعاماً لحركة إسلامية على أساس مجاهدة !!!!

......

بل وإن أحد نبه الناس إلى أهمية هذه الأمور .. 
"
كما كنت أفعل بصيدنايا مع الشباب وأعلّمهم "

يجعل "أبو عبد الملك " أتباعه ينفضون عن سماعي .. 
ويخوفونهم ويهددونهم ليجعلهم ينفضون عني ..

لأنه رأى أن الجناح كله يتأثر بي .. 
وسيتركه ويترك الكلام غير الضروري الذي يعلمه لهم !!

وأصبحوا يتحدثون بدون أن أقول لهم هذا أنا بل اكتشفوه بأنفسهم :
وماينفع علم الحيض والنفاس والردود على المعتزلة و ... و ...
وهل هي العلوم التي يتطلبها المجاهد ؟!!!

........

فبدأ أبو التوت وحاشيته بإطلاق التهم علي : 
تكفيري متشدد .. ويحل قتل النفس !!
فلما رأوا أن هذا لايفيد كثيراً ..

وصلوا إلى أن يقولوا لهم :
لا تدخلوا لخيمته من شان ما ينحكى عليكم أنو في لواطة بينكم !!!!!!!

فترك الشباب على مضض وهم والله يتمنون أن يكملوا بالدروس ..

وربي إن هذا ما حدث !

........

وباختصار لتعلم من هم ؟!!


اُنظر إلى طريقة قتلهم الحمقاء : 50 قـــــــــــــــــــائد سويةً !!!!!

وربي إن أجهزة المخابرات تقلب لقفاها وهي تضحك عليهم الآن ..
وتقول هادون خرجهم يلعبوا كلال ..
ما خرجهم يكونوا رجال حروب !!!!!

........

ووالله عندما تدرسون هذا الكلام الخطير الذي يكتب لكم الآن ..
ستعلمون أن هؤلاء لا يصلحوا أن يكونوا رعاة غنم ..
ليكونوا قادة وشرعيين !!

وانظروا إلى أين أوصلوكم تعرفون كلامي ...

.........

وستذكروووووووووون .. والله ستذكروووووون .. 
وسيأتي يوم وتكتبون هذا الكلام بماء الذهب !



الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (8)



رابعاً (قرءان ) :

قوله سبحانه في سورة الكهف :

{فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة ..
فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه .

وليتلطف ولا يشعرن بكم أحداً .. 

إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ..
ولن تفلحوا إذاً أبداً !}


وليتلطف .. انظروا اللفظ الرقيق المحكم :

سأنقل لكم تفسير اللفظ لغوياً :
(ويعبر باللطافة واللطف : عن الحركة الخفيفة ..
وعن تعاطي الأمور الدقيقة !! 
وقد يعبر باللطائف عما لا تدركه الحاسة)

بتوضيح أكثر : 
سرعة البديهة .. والفطنة .. والفراسة .. ومعرفة خبايا الأمور ..
والانتباه لدقـــــــــــــائق الأمور ..

........

هذا ليس كلامي يا شباب .. 

هذا كلام ربكم سبحانه ..
نقله لكم من فوق سبع سماوات عن أصحاب الكهف ..

.....

والعجيب أنهم لم يقولوا :
الله سينصرنا ونحن فتية آمنا بربنا وكفرنا بالطاغوت ..
وقمنا فقلنا ربنا رب السموات والأرض ..
وطبقنا شرع الله وما هادنّا الطواغيت ..
ونصرنا الله "الكلمة المغلوطة المنقوصة" .. فسينصرنا الله !

إنما كانت أول كلمة قالوها له بعد أن صحوا من نومهم :
تلطــــــف ولا تشعرنّ بنا أحداً !!

....

ألم أقل لك أنك ستُذهل ؟!!!
طيب أنت لم تسمع كل شيء بعد !

...............

خامساً (قرءان) "ومازلنا بالقرءان أيها السادة!!!!!"  :

قوله سبحانه : {وأوحينا إلى موسى وأخيه ..
أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتاً .. واجعلوا بيوتكم قبلة}


قال مجاهد والضحاك والثوري : خافوا فأُمروا أن يصلّوا ببيوتهم سراً !!!

.....

نأتي الآن .. 
اتفقنا أن ربنا ما "حكواتي" .. وحاشى له !

انظر قوله : وأوحينا !!! إلى موسى وأخيه !!!

بالعادة كل تصرفات الأنبياء وحي .. لماذا ذكر الوحي هنا إذاً ؟!!

وكلمة أوحينا إلى موسى تكفي .. لماذا قال وأخيه ؟!!!

ولماذا أوحى إلى كليهما نفس الأمر ؟!!!

كل هذا لتبيان أهمية الأمر أيها الإخوة 

......

ثم لماذا من 4000 عام ينقل لنا .. 

أنه أوحى إلى موسى وإلى أخيه :
{أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتاً .. واجعلوا بيوتكم قبلة}

بكل بساطة أيها السادة : من أجل الأمـــــــــــن أيضاً !!!!



الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (9)



سادساً (قرءان) :
قصة موسى عليه السلام ..

كلنا يعرف قصة موسى .. 
لكن بالحقيقة نحن لا نعرفها إلا كما ذكرت لكم :
قصة كقصص ليلى والذئب أو قصص ما قبل النوم .. 
أو قصص ليقشعر منها البدن ونبكي قليلاً ثم ننسى !

.......

بالحقيقة من عرف الله ..
(خالق أذكى علماء أمريكا وأوروبا واليابان !!
وللأسف هم صاروا مثلنا بالذكاء!!)

ومن يعرف هذا الدين .. 
ومن يعرف محمداً صلى الله عليه وسلم .. يعلم أن هذا الدين:
دين التبحر لأصحاب العقول .. 
كيف لا .. وأغلب القرءان يا أولي الألباب ويا أولي الأبصار .. 
وآيات لقوم يتفكرون وآيات لقوم يعقلون !!

.........

لن أسرد لكم القصة كواقع تاريخي فأغلبكم يعرفه .. 
لكن سأقف على عدة نقاط فيها ..

....

*
 {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه}  ..

كلمة ذكرها الله ليريك أن أمه كانت متعلقة به حين ..
جاءها الأمر الإلهي .. 
فمعلوم أن إرضاع الأم لابنها من أكبر عوامل ..
حنانها وأمومتها وتعلقها بابنها !

....

* {فإذا خفت عليه فألقيه في اليم !!}

كقولنا بالعامية : إذا خفت عليه من المخابرات ارميه بالبحر !!

....

* {ولاتخافي ولاتحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين} 

وعد من الله لها أنه سيرجعه لها .. 
وهو وعد صعب التحقيق حسب منظورنا .. 
فكيف يعود بعد أن ترميه بالبحر ؟!!

.....

* {فالتقطه آل فرعون}

بالعامي : كانت هربانة من جنود جنود جنود فرعون .. 
فلما ردت على الله .. إجا لعند فرعون بذاته !!!!! 

وهذا امتحان صعب جداً ..

.....

 * 
لفتة ثانية من جانب آخر لهذه الآية بهذا القرءان المذهل :

{فالتقطه آل فرعون}  .. 

لفظ "التقط" : يدل على أخذ الإنسان لشيء وجده ..
ويتوقع منه خيراً له .. 

فآل فرعون وهم يظنون أنفسهم أسياد الدنيا ..
فعلوا شيئاً يظنونه خيراً لهم فكان وبالاً عليهم {ليكون لهم عدواً وحزناً} !
وهذا ماذكره الله سبحانه بآية أخرى : 
وماكيد فرعون إلا في ضلال !

وكذا كثير من الإخوة يعتقلهم فرعون .. 
ثم يكونون عليه وبالاً بل ويكون سقوطه على أيديهم .. 
كما أسقط موسى فرعون "الذي التقطه" !

.....

* {إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين} .. 

التفصيل هنا له وقعه على القلب ..
وخصوصاً لمن يخاف من بأس المخابرات ويرتقبهم أو يكون بسجونهم .

فهنا كقولنا بالعامية : بشار وعلي مملوك ورئيس الفرع فلان !

.....

* {فأصبح فؤاد أم موسى فارغاً} .. 

كانت تخاف من جنود جنود فرعون فأصبح ابنها 
"
بسبب طاعتها لأمر ربها" عند فرعون نفسه !!!!

وربي إنه لبلاء عظيم .. 

وهذا مايحصل معك أحياناً ..
فترى أنك بسبب استجابتك لأمر ربك ..
يظهر لك بالبدء أنك سيُقضى عليك !!!

فيصبح فؤادك فارغاً لكنه يبقى منتظراً لوعد الله ثابتاً .. 
فبعدها يأتي النصر وترى تحقيق وعد الله لك بعينك ..

{لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين}

........

* 
 هنا يأتي بيت قصيدنا في هذا المبحث ..
 {وقالت لأخته قصيه} .. أي تتبعي قصص أخيك وأخباره ..

وهذا الشيء الغير موجود عندنا بقواميسنا !!
بل إن رأوا أحداً يتتبع أخبار عدوه تراهم يهزأون به ..
أو يستخفونه أو حتى يخونونه !!!

لا تسمعوا قناة الدنيا .. 
وهذه الجريدة مع النظام .. وهذه القناة مع إيران و .. و ... و ...

......

* {فبصرت به عن جُنُبٍ وهم لايشعرون}

الله أكبر .. 


لو ما أنزل الله إلا هذه الآية بالأمنيات وكيفية استطلاع أخبار العدو لكفت !

جُنُبٍ : أي من مكان بعيد مشرف عليهم .. وهم لا يشعرون .
راقبتهم وراقبت أخبارهم وتتبعت أخاها وهم .... لا يشعرون !!

كقوله : {وليتلطف ولايشعرن بكم أحداً !!!}

.... 


* {وحرّمنا عليه المراضع من قبل}

أوقع الله فرعون بمشكلة "كما يوقع كل فرعون بكل زمان"
كانت هذه المشكلة هي سبب رجوع موسى لأمه ..

ولولا تتبع أخت موسى لقصص فرعون وأخيها ..
لما عرفت بهذه المشكلة !!

{فـ .... قالت :هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون !!!}

ولولا فطنتها .. وسرعة بديهتها .. وتصرفها السريع الملائم ..
واستغلالها للظرف .. لما رجع موسى لأمه !!!

ولولا أن أوهمتهم أنها تعمل لمصلحتهم ومن أجلهم ..
لما أمّنوا لها وأرسلوا معها أخاها !

..........

وربي إن هذه الآيات منهاج كامل ..
لمن أرد التعامل مع العدو .. أو التفاوض معه وخصوصاً بالسجون .. 

رغم أن الله كان يستطيع أن يأمر جبريل ويرجعه لأمه ..
أو أن يعمي أبصار جنود فرعون عنه بالأصل فلا يروه
..

لكن ليعلمنا كيف تؤكل الكتف !

لكننا قوم مغفلون عن هذا ..
ويا ويل علمائنا الذين يكتمون ما أنزل الله !!
.......

هذا ليس كتاب حرب عقول .. ولا أمن واستخبارات .. 
ولا تخطيط أمني .. ولا أبحاث استراتيجية .. 

إن هذا : قرءانكم يا سادة .. وإنها الفريضة الغائبة !

....

هذا ما يحضرني الآن من شواهد القرءان ..
وهي أكثر مما ذكرت لكن هذا مايحضرني الآن ..

.....

سننتقل الآن .. للدخول في بحث مهم جداً وشيق وجميل ..
ستتفاجأ به وستسمع سيرة جديدة غير التي تعرفها ..

وستُذهَل من هذا النبي صلى الله عليه وسلم !

.....



الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (10)

 

أهميــــــــــــــــــة الأمنيات في الدين ..

سنبدأ الآن بالسيرة النبوية .. 
ولن أستطيع أن أحصي قصصها وعِبرها !

لكن سأنقل لكم بعض الحوادث وبعض المواقف ..
تكون لكم منارات وأساس في فهم السيرة والبحث والتعمق بها !

لا كما علمونا إياها قصص "ليلى والذئب" ..
أو قصص ما قبل النوم ..
أو قصص خطب الجمعة وتمسيح الوجه والتبرك !

وكالعادة لن يهمني السرد التاريخي الذي أغلبكم يعرفه ..
المهم عندي الاستفادة من الدروس وليس قص القصة .
.........

أولاً (مكية - سرية)  :


الفترة المكية _ الدعوة السرية 

دار الأرقــــــــــم :

معلوم أن دار الأرقم كان يجتمع بها النبي وصحبه ..
اجتماعات سرية بعيداً عن أعين قريش ..

......

هكذا تمر علينا القصة مرور الكرام .. ولا أحد سأل لماذا دار الأرقم ؟!!!
ولا أحد شرح لنا لماذا دار الأرقم بالذات ..

فقط أصبحت لنا كحكاية "الأميرة والأقزام السبعة !!!"
وما أحد بحث بعقلية هذا النبي العظيم الذكي الفطن الحاد الدهاء ..

.....

لذلك أصبح عندنا الدين خيال وأوهام !!
وأصبح مَثَلنا بالذكاء والتطور : الأمريكان والأوروبيون !!
وربّي أنه هذا من شدة مكرهم بإبعادنا عن حقيقة هذا الدين !

.....

وما رسالتي لك هنا :
إلا لتغير حياتك وتفكيرك وطريقة فهمك لهذا الدين ..
وتنفض عنك غبار ذلك الدين البالي الذي علموك إياه
..

دين وضع اليد على الصدر ولا على السرة .. وتقصير الثوب ..
والسبحة بدعة ..

مع أهمية هذه الأمور ..
لكن هذه أموراً جداً ثانوية بالنسبة لحقيقة هذا الدين ..

وخصوصاً بهذا الزمان الخطير .. زمان حرب العقول والأدمغة !
وهذه الحرب الرهيبة على هذا الدين ..

........

وأصبح العالم عندنا عالماً وشرعياً لحركة جهادية ..
بفهمه بأمور تقصير الثوب والحيض والنفاس والبدعة والسنة !!!!

..............

لماذا دار الأرقم ؟!!

1- وقوعها في معزل عن مجالس قريش ومنازلهم "جبل الصفا".

2- وقوعها في أسفل هذا الجبل وليس أعلاه !

3- كان تصميمها بحيث من يمر بها لا يرى ما بداخلها !

4- الأرقم لم يكن معروفًا بإسلامه ولم يعلن إسلامه بعد !

5- الأرقم كان فتى عمره 16 عام !!

6- الأرقم كان من بني مخزوم ..

التي كانت تحمل لواء الحرب ضد بني هاشم عشيرة النبي !!

........

فالأرقم : إسلامه سري ..

فتى .. 

من عشيرة معادية

لعشيرة النبي الحامية له في مكة = 
فهذا آخـــــــــــــــر من يمكن أن تشك به قريش !!!!!!

لاتعليـــــــــــــــــــق !!!
يا من تدعون أنكم من أمة محمد .. والله لاتعليـــــــــق !

........

وحتى تعرف نجاح النبي الباهر أمنياً :
بأول معركة استخباراتية وأمنية له بعد بعثته :

انظر أن قياديًا في قريش كعمر بن الخطاب عندما أراد إعلان إسلامه ..
لم يعرف مكان النبي صلى الله عليه و سلم ..

فلو كانت تلك الدار معلومة لدى قريش لما سأل عنها 
"
كما سنتحدث بقصة إسلامه" بل لذهب إليها مباشرة !!

.......
.......
.......

دين جديد ؟!!!! 
أليس كذلك ؟!!!!
إي لسا ماشفتو شي ..

.....

وطلع نبينا غير النبي اللي بتعرفوه مو ؟!!!

والله ستعلمون كل كلمة قلتها لكم عن أهمية الأمنيات ..
عندما نتعمق بالسيرة النبوية إن شاء الله ..

وأنها محور حياة النبي ..
وأن تركها عندي أعظم من الفرار من الزحف ..
وأنها : الفريضة !!! الغائبة.. التي عندي أهم من الصلاة والصيام !!

وخصوصاً بالعمل الجماعي الجهادي !

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (11)



تكملة دار الأرقــــــــــــم :

هذه كانت خططه صلى الله عليه وسلم في اختيار موقع البيت ..
واختيار صاحب البيت ..

لكن .. 
هل اكتفى النبي بذلك ؟!!!
وقال خلاص توكلوا على الله ؟!!!

لا ... 
بل نظم حتى عملية الدخول والخروج للبيت بدقة رهيبة !
واعتنى كذلك بالمقر أمنياً من داخله !


.....

ومعلوم أنه من العوامل الهامة التي تساعد ..
على الاحتفاظ بسرية المقر ..

فعملية الخروج والدخول إذا لم تُنظَّم وتُخفَى وتُستَر بدقة ..
تعتبر من أخطر الجوانب الأمنية ..
التي يؤدي إغفالها إلى كشف ومعرفة المقر ..
مهما بلغت درجة احتياطك به ..

.....

وهذا من إتمام العمل وكماله التي يحبها الله 
"
إن الله يحب من العبد إذا عمل عملاً أن يتمه" ..

وهذا من فكر النبي الذي لا يلتفت لنصر مؤقت آنيّ ..
بل يهمه الاستمرارية بالنصر ..

فاختياره لبيت الأرقم كان نصراً له ..
لكن لا يكفي بتفكير النبي "الذي ندّعي الاقتداء به !!!"

بل يهمه الاستمرار بالنصر ..
لذلك يجب إذاً عملية تنظيم الدخول والخروج ..
بهذا الشكل المذهل الذي سترونه الآن !!!

......

هل رأيت كمالية وشمول فكر النبي صلوات ربي وسلامه عليه .. ؟!
وموافقته لهذه الآية قبل نزولها حتى : ينصركم ويثبت أقدامكم ..
فكثيراً ما أخبرتكم عن هذه الآية ..
وكثيراً ما أخبرتكم أن النصر المؤقت لا يسمى نصراً ..
بل الأهم منه أن تثبت الأقدام بهذا النصر واستمراريته !
........

ولابد هنا من لفت النظر أيضاً لمسألة هامـــــــــــة أخرى !

فما سمعتموه وما سترونه من أمنيات وخطط استراتيجية ..
ومعارك أمنية مخابراتية .. بين النبي وقريش ..

هو من 1400 عام !!
يوم كان الإنسان يتغوط في البرية ..

ومع ذلك فإن خطط النبي تذهلك إلى الآن ..
وأنت في عصر الآيفون والأقمار الاصطناعية وقواعد البيانات !!!!

....

فما بالك لو كان النبي هنا ..!!
فما سيكون مستوى تخطيطيه وتفكيره ومعاركه الاستخباراتية ؟!!!

................

تنظيم عملية الدخول والخروج إلى دار الأرقم :

سأذكر هنا موقفين :

الأول :
لعليٍّ مع أبي ذر رضي الله عنهما ..
فعندما أراد عليّ أخذ أبي ذر إلى دار الأرقم ..
لمقابلة النبي صلى الله عليه و سلم ..

اتفق معه على مصطلح معين في حالة وجود مراقبة ..
أو متابعة من قِبَل قريش لهما !!!

فقال له: ( إن رأيتُ أحدًا أخافه عليك :
قمتُ إلى الحائط كأني أصلح نعلي " وفي رواية : كأني أريق الماء"
فإن رأيتني أفعل ذلك .. فامض أنت !)

.......

يعني بالعامي : 
وقت بشوف حدا عم يراقبنا .. بعمل نفسي عم ظبط حذائي ..
فغير طريقك من أجل أن لا يشعر أحد  !!!!!!!

لاتعليق !

.....

والسؤال أيضاً هنا كيف يعرف علي رضي الله عنه من كان يراقبه ؟!!
الجواب :
إنه كان يمشي بطريقة أمنية .. وكان يفتح عينيه جيداً ..

...................

الثاني :

لأم جميل مع أبي بكر رضي الله عنهما .. 
فعندما أخذت أم جميل وأم الخير أبا بكر إلى دار الأرقم ..

في قصة طويلة سنعرج عليها أيضاً إن شاء الله لاحقاً ..

قال ابن كثير: (فأمهلتا "­أي أم جميل وأم الخير"­..
حتى إذا هدأت الرِّجْلُ .. وسكن الناس .. 
خرجتا به .. يتكئ عليهما ..
حتى أدخلتاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم !)

(هدأت الرِّجْلُ .. وسكن الناس ) أي :
تقل أو تنعدم المراقبة .. 
وبالتالي يكون الذهاب إلى المقر محاطًا بالاحتياطات شبه التامة !

......


 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (12)

 

ثانياً (مكية _ سرية) :

من منكم لايعرف قصة إسلام عمر ؟!
مؤكد الكل يعرفها ..

لكن ستعرفون أنكم لا تعرفونها !!
لنبدأ :

......

ســــــــرد تاريخـــــــــــي سريع :

في الرواية أن عمراً توشح سيفه وذهب يبحث عن النبي ليقتله ..

فلقيه نعيم بن عبد الله "وكان مخفياً إسلامه !"
فقال له أين تريد ياعمر ..؟

فقال : أريد هذا الصابئ الذي فرّق أمر قريش.. سفَّه أحلامها ..
وعاب دينها .. وسب آلهتها.. فأقتله !

قال له نعيم : والله قد غرّتك نفسك من نفسك يا عمر ..
أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمداً ؟!

أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم !
قال: وأي أهل بيتي ؟ قال: خَتَنك وابن عمك سعيد بن زيد ..
وأختك فاطمة فقد والله أسلما وتابعا محمداً على دينه !

......

وقفـــــــــــــات سريعة :

1- ذكرنا نجاح النبي بمعركته "الأمنية" الأولى مع قريش ..

ونجاحه بإخفاء مكانه.. 

2- سحب المعلومة من العدو دون أن يشعر واستدراجه بالكلام ..

ويتجلى ذلك بمعرفة نعيم وجهة عمر !

وللأسف أصبح الآن العكس تماماً .. 
فهم من يستدرجوننا ويسحبون منا كل شيء !!!

3- الحس الأمني الرهيب وسرعة البديهة عند نعيم ويتجلى بـ:

* نجاحه بإخفاء التزامه .
* سرعة ردعه وتخويفه لعمر .
* نجاحه بتحويل وجهة عمر أخيراً بشغله بأفراد من أقرباءه .

وهنا يتجلى مفهوم التضحية بالفرد عند الضرورة القصوى ..
إن كان في ذلك نجاة رأس الدعوة ..

........

طبعاً قد يقول قائل أليس هذا موالاة للكافر على المسلم ؟!
بدايةً لم يكن قد نزلت آيات الولاء والبراء بعد ..
والدعوة كلها لم يكن لها سوى أيام قليلة ..

ثانياً قوله : (أختك وختنك) .. دلالة واضحة على ذكاء نعيم ..

فإن كان عمر عزف عن قتل النبي لخشيته من بني عبد مناف ..
لأنهم سيناصرون محمداً ولو كانوا يخالفونه " العصبية" ..
أفيقتل أخته وختنه ؟!!!

.....

فنعيم شغله بأهله "الذين لن يقتلهم"
مقابل نجاة رأس الدين الجديد ونبي الله محمد صى الله عليه وسلم .

وهذا ماتحقق ..


فلما ضرب أخته تحركت عاطفته لها ولان قلبه ..
وكانت تلك الحركة سبباً بإسلام شخص أعز الله به الإسلام ..
ونحن الآن نعيش ببلاد فتحها الله بخلافته !!

وفي ذلك حس أمني رهيب !

........ 

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (13)

 

ثانياً (مكية _ سرية) :

تكملة قصة إسلام عمــــــــــــر ..

........

ســــــــرد تاريخـــــــــــي سريع :

فحوّل عمرٌ وجهته إلى بيت أخته فاطمة ..
وكان بداخل المنزل سعيد وخباب بن الأرتّ وفاطمة زوج سعيد ..

فلما سمعوا صوت عمر .. تَغيّب خباب في مخدع لهم ..
وأخذت فاطمة بنت الخطاب الصحيفة .. وجعلتها تحت فخذها !

وقد سمع عمر حين دنا إلى البيت قراءة خباب عليهما ..
فلما دخل قال: ما هذه الهيمنة ؟!

قالا : ماعدا حديثاً تحدثناه بيننا !!

فقام وضرب أخته فوقعت الصحيفة .. فرآها فقال أعطنيها .. 
فلم تعطها له حتى توضأ واغتسل ..

فلما قرأ القرءان شرح الله صدره وطلب النبي ليُسلم ..

........

وقفات ســــــــــــريعة :

1- سرعة التصرف والبديهة ... وعدم الارتباك ..

لتفادي الحالات الطارئة الأمنية المستعجلة ..

فمتى ما كان التصرف في الحالات الطارئة : سليمًا .. وسريعًا ..
أمكن تفادي الخطر .. وكانت النتائج إيجابية غالباً !

ويتجلى ذلك بـ :
* تجهيز مخبأ "مخدع" في البيت ليختبئ خباب "معلمهم" فيه ..
عند الحالات الطارئة !!
(
أذكر أننا تتلكم عن قبل 1400 سنة !!!)

تغيب خباب في المخدع بسرعة رهيبة ..
وإخفاء فاطمة الصحيفة (القرءان) ولو حتى تحت فخذها !!!
(
تصرف لايجوز بالحالات العادية)

* وخروج سعيد زوجها لمقابلته فوراً وفتح الباب له ..

وكل هذا حدث بثوانٍ !!

.....

2- إخفاء أي أثر "للجريمة" .. عن عمر، يشك به : خباب والصحيفة ..

.....

3- مهم جداً ..

قوله : ماهذه الهيمنة التي سمعت .. والرد عليه ..

(الهيمنة) دليل على أن صوتهم لم يكن مسموعاً إلى الخارج ..
رغم أنه وقتها لم يكن عندهم أبواب متينة ..
أو حتى يمكن أن تصد الصوت ..

ورغم أن عمراً يريد أن يصل لدليل على أخته ..
فحاول كثيراً سماع ما يُقرَأ لكنه لم يفهم ..
فتأمل شدة حسهم الأمني !!!

......

والأعجب والأذهل والأذكى ..
رد فاطمة أخته عليه فوراً .. والذي كان من 1400 عام !!
ومع ذلك فالكثير منا لايعرفه ولا يتقنه الآن !!!!!!!!

لم تقل له : مافي شي وماكان في صوت، أي صوت ..
لأنه سيشك بها أكثر .. فالصوت قد سمعه سمعه ..

فهي موَّهت له وأوهمته :
أنه كان هناك مشكلة عائلية بينها وبين زوجها !!!!!!

....

وربي لوعقل هذا الكلام شبابنا ماوصلنا لهنا أبداً ..
ولو عقله معتقلونا لوفرنا الكثير من المعلومات التي يعرفها عدونا منا !

.....

4- استغلال الفرصة لكسب العدو :

ويظهر ذلك عندما طلب عمر من فاطمة أن تعطيه الصحيفة ..

بعد أن ضربها ..

فاستغلت فاطمة الفرصة السانحة .. فطلبت منه أن يغتسل !

ففعل .. ثم قرأ .. فخشع قلبه ..

وهنا خرج خباب بعد أن سمع ثناء عمر على القرآن ..
فاستغل ذلك الموقف فقال : أبشر يا عمر ..
والله إني لأرجو أن يكون الله خصك بدعوة نبيه ..

فإني سمعته أمس وهو يقول : 
(
اللهم أيّد الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي الحكم بن هشام)
فالله الله يا عمر ..

...... 

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (14)

 

ثانياً (مكية _ سرية) :

تكملة قصة إسلام عمــــــــــــر (2) الأخير .

ســـــــــــــــرد تاريخـــــــــــــــي :

ذهب عمر بعد ذلك إلى النبي في دار الأرقم ..
"
لم يصلنا حقيقةً كيف أخذوه لكن مؤكد بطريقة أمنية محكمة"

فلما وصل الدار قال أحد الصحابة :
يارسول الله هذا عمر بن الخطاب متوشحاً سيفه ..

فساد الذعر بين الصحابة ..
فقام أسد الله حمزة بن عبد المطلب فقال :
يا رسول الله دعه يدخل فإن كان يريد خيراً أعطيناه ..
وإن أراد شراً قتلناه بسيفه ..

وكان النبي طامعاً بإسلامه وقد دعا بذلك قبل عدة أيام !

فأدخلوه .. 
فلما دخل قام اليه سيد الشجعان بأبي هو وأمي ..
محمد صلى الله عليه وسلم ..

فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل سيفه ..
وقال: ( ما أنت بمنته يا عمر ..
حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزله الله بالوليد ؟! )

ثم نطق الشهادة فكبر المسلمون "أكيد بشكل خفي"

........

وقفات ســــــــــــــــريعة :

* (فلما وصل الدار قال أحد الصحابة :
يارسول الله هذا عمر بن الخطاب متوشحاً سيفه)

حقيقةً تمر علينا هذه الجملة مرور الكرام وكأن شيئاً عادياً حصل !

لكن لو وقفنا عليها بحقها وعشنا القصة ..
كما أعلمكم دائماً وكأننا كنا قاعدين معهم بدار الأرقم !

لعلمنا أن النبي صمّم الدار بحيث يكون لها فتحات :
تري مَن في الخارج ولا يرى من في الخارج من هو في الداخل !!

......

يعني بالمفهوم الحديث "عين سحرية أو .... كاميرات مراقبة !!!!!"

نعم أيها السادة نحن في عام 13 ماقبل الهجرة !!!!
ولسنا في 2014 !!
فما بالكم لو كان محمد في 2014 ؟!!!!

........

* (فلما دخل قام إليه النبي صلى الله عليه وسلم .. 
فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل سيفه .. وقال: ( ما أنت بمنته يا عمر ...)

فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل سيفه :
ليمنعه من استخدام سلاحه .. 
وفي ذات الوقت يسهل ردعه إذا أبدى أي مقاومة ..
أضف إلى ذلك أسلوب الترهيب له !

......

انتهت قصة إسلام عمـــــــــر ..

طلعتوا بتعرفوها ولا لأ ؟!!!!!

هذا دينكم ياقوم .. أفرغوه من مضمونه وبقي شكله فقط !!

وهنا أعظم الذنب لمن يدعي أنهم علماء ..
وخاصة علماء آل سلول ومن يتبعهم بطريقة العلم !!!

  

10943230_694843460636070_906039264_n.jpg

 

هل ترغب بمعرفة المزيد من الجوانب الأمنية من سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟!

هنا الجزء الثاني من

سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية

وهنا الجزء الثالث من السلسلة

 

 

لا تنسوا من صالح دعائكم من جمعها 

 

لمزيد من مقالات الأخ نديم بالوش 

يمكنكم الدخول إلى 

صفحة خاصة تهتم بكتابات ومقالات الأخ نديم بالوش حفظه الله

بالإضافة إلى  

صفحة نديم بالوش على الفيس بوك

صفحة نديم بالوش على تويتر