قصة السينما
ا.د لطف الله خوجه
فيما يأتي - إن شاء الله تعالى - تغريدات عن السينما في السعودية، والله المستعان، وعليه التكلان.
١- بداية السينما تتميز بأمور:
- صناعة غربية!
- فعالية اجتماعية.
- استثمار مالي.
هذه الثلاثة عوامل مؤثرة في توجيه السينما، لاينبغي غيابها.
٢- كونه صناعة غربية، يعني ضمنا: أن الغرب هو المتحكم في المحتوى فرضا واقعا، لا قانونا ملزما. فمن المتعذر التخلص من هذه السيطرة الواقعية.
٣- ودليل التعذر: أن السينما في الدول كافة؛ إسلامية وغيرها، تنتج على النسق الغربي لاتخرج عنه، منذ أن بدأ السينما فيها حتى اليوم، وسيبقى كذلك.
٤- أعني بالنسق هنا: حكاية الواقع كما هو، بسلبه وإيجابه، بما خفي في البيوت والغرف، وما ظهر في الأسواق والطرقات، والسينما تحقق ذلك بأعلى درجة.
٥- وفي الدول الإسلامية محاولات للوصول إلى هذه الواقعية، لكنها تصطدم بثقافة المجتمع الإسلامي، الذي إن تسامح فيه شيء، فهو صلب في أشياء أخر.
٦- إن تسامح في خروج المرأة سافرة، وخلطها بالذكور، فهو متشدد في المشاهد الخادشة من تعرٍ وقبل، وأي محاولة لعرض مشاهد أحط من ذلك فإحدى الكبر.
٧- وفي المحصلة هو متقبل أو ساكت عن كثير من الأفعال المخالفة لثقافة التدين، بعد عمليات تغريبية محكمة متدرجة لا زالت تخط في طريق تبديل الهوية.
٨- الغرض من هذا: بيان استحالة خلق نمط سينمائي منسجم مع الثقافة الإسلامية، إلا بتبديل أحكام شرعية، وطمس أخرى، وإلا فإنها عوائق في الطريق.
٩- ولأنه محال، وجدت إسلاميين مشتغلين في إنتاج سينما إسلامية، مضطرين للتساوق مع المفهوم السينمائي؛ إذ تعذر عليهم التخلص من المحتوى الغربي.
١٠- فاستصوبوا إشراك المرأة، وترجح لديهم: تخففها من الحجاب، وخلطها بالذكور. مع أنهما حدان من حدود الله، لكن هان عليهم خضوعا لأحكام السينما.
١١- والمنخرط في السينما -إسلاميا أو علمانيا- مضطر للانصياع لمفهوم الواقعية الحاكمة لمحتوى السينما، بما يعني الانحطاط لمستوى السينما الغربية.
١٢- كنا نسمع بجوائز الأوسكار في كان بفرنسا، واليوم هي في: القاهرة، والمغرب، ودبي. بكل ما فيها تعرٍ وخلط، فالسنن واحدة للجميع، وغدا أين يكون؟
١٣- كنا نسمع بهوليوود الأمريكية، اليوم هناك بوليوود الهندية، وأخرى في غيرها، ولاندري ما يكون اسمه لو تربع عرش السينما عندنا في الخليج؟!
١٤- السينما إحدى أدوات العولمة أو الأمركة الفعالة؛ لتغيير المحتوى الإسلامي إلى محتوى غربي، تحت مفهوم الواقعية، الذي هو سيف مسلط على الأخلاق.
١٥- ما كان للمسلمين اختراع أداة كهذه؛ لأنها خارجة السيطرة -ومن جرب عرف- إن لم يكن أولاً فآخرا، هو الذي يحدد المسار، ويقود لنتائجه الواقعية.
١٦- المنخرط في العمل السينمائي بأي شكل كان، متبرم ضجر من الحدود الموضوعة، أو يجد في نفسه الحرج؛ لشعوره أن العمل يتطلب فضاء لاحد له ولامحظور.
١٧- ولن نضرب إلا مثلا واحدا، هو: إشراك المرأة في العمل. فهذا ما لا يتنازل عنه السينمائيون، حتى الإسلاميين! وهو في شريعتنا انتهاك كبير.
١٨- إسلامنا ديننا يأمرنا بسترها، ومنع خلطها بالذكور، وعليه عمل المسلمين قرونا متطاولة، ولولا الاستعمار لكنا على حالنا، لكن للسينما رأي آخر!
١٩- فلأجل السينما تعرض نصف المجتمع المسلم لانتهاك شنيع؛ جرد من حرمته، وكشف عن عورته، فلم يعد محفوظا كما أمر به المتصرف المدبر، فأي خيبة هذه؟
٢٠- أهل السينما يفعلون كل منكر، وهو عند الله حرام، ثم ليس لهم جواب إلا القول: إننا نحكي الواقع. فالواقعية حاكمة، وهكذا أراد الغرب المخترع.
٢١- أما عن كونه فعالية اجتماعية، فهذا الشق الآخر من العملية الهدمية لكل ما هو خلق ودين، التي يقوم بها السينما بعد الأول، وهو: فساد المحتوى.
٢٢- ماذا يعني كونه فعالية اجتماعية؟
ذلك معناه: اجتماع الناس من الفئات كافة؛ صغارا وكبارا، ذكورا وإناثا؛ لمشاهدة فلم قد عرف ما يكون فيه!
٢٢- ماذا يعني كونه فعالية اجتماعية؟
ذلك معناه: اجتماع الناس من الفئات كافة؛ صغارا وكبارا، ذكورا وإناثا؛ لمشاهدة فلم قد عرف ما يكون فيه!
٢٣- ودور السينما لا تخلو من مشاهد خادشة، وقد شهد المجتمع في الثمانينات طرفا من ذلك، لما تسلل السينما خفية دون ضوضاء، فكانت له دور وأندية.
٢٤- الخلل في هذه الحالة: رسم خطة لتغيير الأخلاق والقيم بعقل جمعي يتواطأ على قبول المنكر والارتياض به دون تناصح وموعظة، حتى يغدو عادة للمجتمع
٢٥- والنصوص القرآنية والحديثية وفيرة، في الوعيد الشديد بعقوبة عامة، على قوم استعلنوا بالمنكر، ثم تواطئوا على القبول أو السكوت دون إنكار.
٢٦- ونحن قوم مسلمون، وإسلامنا يحتم علينا إلتزام الشعائر، ومنها الأخلاق والفضائل، وترك الرذائل، التي منها: الاجتماع على رؤية الحرمات بالرضا.
٢٧- الخطيئة الخفية وبالها على المستخفي، أما المعلنة فشؤم كبير، فإذا وقع تواطؤٌ عليها؛ هذا بالفعل، وهذا بالسكوت، والقبول: فذلك يوجب اللعنة.
٢٨- السينما وسيلة للاجتماع على الخطيئة، وإشاعتها، وقبولها، واعتيادها الناس عليها، بالنظر إلى استحالة تنقيتها كليا، وصعوبة وندرة الصالح منها.
٢٩- تجتمع ثقافة المجتمع على ما يطرح في دور السينما، فيكون له الأثر والتوجيه، ومفرداته هي المصطلحات المتداولة، ولسنا عن مدرسة المشاغبين ببعيد
٣٠- السينما عامل خطير في تغيير قواعد اجتماعية، والاتجاه نحو الثقاقة المسيطرة عليه، المنتج له، فإذا كانت وتيرة التغريب وئيدة، فكفيل بتعجيله.
٣١- أما أن السينما استثمار مالي، فهذ معروف، ومتابعة ما تجنيه دور السينما في العروض الأول للأفلام الجديدة، تبين الجدوى المالية لهذه الدور.
٣٢- فهذه المكاسب المالية تثير الطمع في نفوس المستثمرين من أصحاب الأموال، فهم في مطالبة دائبة لإقرار السينما، وليس لهم نظر في قيم أو عادات.
٣٣- وهذا أمر مؤسف؛ فقديما كانت الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها، أما اليوم فالرأسماليون الأثرياء، الذين يستوفون ولايوفون، ولا يشبعون من مال.
٣٤- الرأسماليون، الذين يلهثون وراء ثرواتهم؛ لزيادتها يوما بعد يوم، لا يبالون كيف تأتي الزيادة؛ أمن حله أم حرامه، ولو كان فيه خراب الخلق.
٣٥- قد سعوا من قبل في مشروعات تحررية؛ لأنها بنظرة اقتصادية مكاسب وأرباح، وهذه تستحق خوض معارك وحروب، فنحن إزاء فئة ضارة، نافذة، ضاغطة.
٣٥- قد سعوا من قبل في مشروعات تحررية؛ لأنها بنظرة اقتصادية مكاسب وأرباح، وهذه تستحق خوض معارك وحروب، فنحن إزاء فئة ضارة، نافذة، ضاغطة.
٣٧- بعد هذا، إذا ابتغينا رد السينما وغيرها من أدوات التغريب، فعلينا:
-بيان استعصاء أسلمتها.
-وحتمية نمطها الغربي.
-وضررها بالاقتصاد الكلي.
٣٨- تلك هي قصة السينما، والله الهادي إلى سواء السبيل.
مقالات الشيخ السابقة
الرد على الددو حول تقريره لمذهب السلف في العقيدة
نشاة التاويل
نشاة التصوف
حسابات الشيخ
LMKHOJAH@
khojah10@
قناة د. لطف الله خوجه