نشأة التصوف
بقلم أ.دلطف الله خوجه
١- فيما يأتي - بعون الله - تغريدات عن حقيقة التصوف؛ ذلك الفكر الوافد، الذي اختط لنفسه مكانا بين المسلمين، حتى ظُنّ: أنه لا إسلام إلا بتصوف!
٢- لم يكن التصوف وليد الإسلام، بل نتاج ثقافات قديمة: فارسية، هندية، صينية، يونانية. هذا مما لا يختلف عليه الباحثون؛ لوضوحه وظهور دلالاته.
٣- فالتصوف باسمه ورسمه قديم قبل الإسلام، معروف في تلك الثقافات إلى اليوم، ومعناه: الحكمة. يقال: تيو صوفية. بمعنى الحكمة الإلهية.
٤- وهو والفلسفة صنوان، إن لم يكن هو هو؛ فالفلسفة: التشبه بالإله على قدر الطاقة. والتصوف: التخلق بأخلاق. كما في التعريفات للجرجاني.
٦- الفلسفة تهدف للحكمة الإلهية، والتصوف مثله، والحكمة هي: معرفة أن الوجود الحقيقي لواجب الوجود(=الإله)، والمخلوق وجوده كالخيال.
٧- فمن أراد وجودا حقيقا، فعليه التخلص من بشريته؛ ليلتحق بالوجود الحقيقي، فيتحد به، وحينئذ ينال خصائصه، فتكون له المعارف والقدرة الكاملة.
٨- وطريقة التخلص من البشرية تمر من قناة الفناء، وهو من المصطلحات الذي به عرف التصوف أيضا، ومعناه: محو صفاته، والتلبس بصفات الله تعالى.
٩- فالتصوف يهدف إلى نفي صفة المخلوق وإثبات صفة الخالق للإنسان، ومن هنا كان التصوف يدور على معاني الحلول والاتحاد؛ لأنهما طريق النفي والإثبات
١٠- هنا لدينا نص مهم عن البيروني، العالم المؤرخ الفلكي الرياضي، فلنستمع إليه وهو يحدثنا عن اعتقادات الهنود في كتابه تحقيق ما للهند من مقولة.
١١- ومنهم من كان يرى الوجود الحقيقي للعلة الأولى فقط؛ لاستغنائها بذاتها فيه، وحاجة غيرها إليها، وأن ما هو مفتقر في الوجود إلى غيره فوجوده..
١٢- فوجوده كالخيال غير حق، والحق هو الواحد الأول فقط. وهذا رأي (السوفية) وهم الحكماء، فإن (سوف) باليونانية الحكمة، وبها سمي الفيلسوف..
١٣- (بيلاسوبا)؛ أي محب الحكمة. ولما ذهب في الإسلام قوم إلى قريب من رأيهم، سموا باسمهم، ولم يعرف اللقب بعضهم فنسبهم للتوكل إلى (الصفة)..
١٤- وأنهم أصحابها في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم صُحّف بعد ذلك، فصُيّر من صوف التيوس. وعدل ابو الفتح السبتي عن ذلك احسن عدول في قوله:..
١٥- تنازع الناس في الصوفى واختلفوا
قدماً وظنوه مشتقاً من الصوف
ولست انحل هذا الاسم غير فتى
صافى فصوفي حتى لقب الصوفي
انتهى..
١٦- فهذه خلاصة الفكرة الصوفية، وكل أدب وسلوك فيه إنما يراد به الوصول لهذه الحقيقة، ومن ثم الاتحاد، والمتصوفة المسلمون يقتربون منها ويبتعدون.
١٧- فليس المتصوفة كافة مدركون هذه الحقيقة ولامؤمنون بها، بل أكثرهم غرضهم التزكية وفق سنة الإسلام، وجهلهم بحقيقة الفكرة، أورثهم حسن الظن بها.
١٨- أما الأئمة العارفون بالحقيقة، فإنهم يعمون عنها، ويتأولونها على غير معناها، ويقدمونها في ثياب إسلامية، وقد يبلغ الحال ألا يروا مخالفة.
١٩- قالوا: التصوف، من لبس الصوف. ولو كان كذلك، لجعلوه شعارا يعرفون به، لكنك لاتراه منهم - سابقا أو لاحقا - بل هم أنعم الناس ملبسا ومطعما.
٢٠- وقد شهد القشيري في الرسالة أنهم لم يختصوا بلبس الصوف، وعن ابن تيمية أنهم لم يقيدوا طريقتهم بلبسه، فمن أين إذن يصح نسبة التصوف للصوف؟
٢١- قالوا: التصوف هو الزهد. لكن السهروردي في عوارفه، يشترط شروطا آخر، ويمنع أن يكون التصوف زهد فحسب، وعلى هذا ابن الجوزي وقد قال كلمة الفصل:
٢٣- وهو وغيره كالجاحظ، يفرقون بين الزهاد والصوفية، قال: الصوفية من جملة الزهاد، الا أن الصوفية انفردوا عن الزهاد بصفات وأحوال وتوسموا بسمات.
٢٤- فالصوفي هو من قال ب"فناء" الذات، أو الصفات البشرية، والبقاء بالذات أو الصفات الإلهية.هذا قول محققي التصوف: الطوسي، وأبو المواهب الشاذلي.
٢٥- فالتعريف الحقيقي للتصوف يدور على: الفناء، والتخلق بأخلاق الله. وغايته اتحاد السالك بالذات الإلهية، ويسعى لتأكيد تجلي الإله في الموجودات.
٢٦- لا فرق في التصوف بين أوله وآخره، فالعقائد الغالية بدأت مع بدء التصوف؛ فقد نطق بالحلول والاتحاد والوحدة المتقدمون ك: البسطامي، والنوري.
٢٧- دعوى أن التصوف بدأ سنيا ثم انحرف تاليا، ليس عليه الدليل، فإنه بدأ في الثالث، ونظرة في ترجمة أئمته في طبقات الصوفية للسلمي، تكشف الحقيقة.
٢٨- فلتنظر ترجمة: ذي النون، وأبي حمزة البغدادي، والبسطامي، والنوري. من الطبقة الأولى، ثم الشبلي، والحلاج من الثانية؛ لمعرفة معالم البداية.
٢٩- وقد يكون منهم في هذه القرن من ليس من الغلاة كالمحاسبي، وابن خفيف، والجنيد، فالمتصوفة خليط بين غال، ومتخفف من الغلو، فليسوا كلهم سواء.
٣٠- فإن مما يساعد على فهم التصوف: التفريق بين الفكرة فهي غالية لا اعتدال فيها، والمنتمين وهم أصناف شتى: السني، والأشعري، والفلسفي، والباطني
٣١- بدأ التصوف -كما القشيري والسهروردي، والباحثون، والتاريخ- في نهاية الثاني وبداية الثالث الهجري، في أمصار عدة: الشام، ومصر، وبغداد والشرق.
٣٢- بدأ مزامنا لترجمة كتب الفلاسفة بأمر المأمون، وصعود نجم وسلطة المعتزلة، بداية حقيقه باسم ورسم؛ باسم الصوفية، ومعانيه: حلول واتحاد، ووحدة.
٣٣- فهذه المعاني ترددت على ألسنة المتقدمين؛ أصحاب الطبقة الأولى والثانية في طبقات الصوفية للسلمي، ونقلها الطوسي في اللمع، والقشيري والمكي.
٣٤- فذكرها على ألسنة الأئمة الأوائل، منقولة في كتبهم المتقدمة عامة، ودفاعهم عنها، وتقريرهم لها: يثبت رسوخ الحلول والاتحاد والوحدة في فكرهم.
٣٥- ولا يزال الصوفية إلى اليوم يذبون على أهل الحلول، ويفسرون كلماتهم بما يثبت عليهم التهمة، مع دعوى أنها لا تخالف الإسلام، وهذا تيه وعمى.
٣٦- فإنك لاتكاد تجد منهم أحدا إلا ويتولى ابن عربي، ويذب عنه، مع ظهور حاله للقاصي والداني، فضلا عن المتقدمين، ويدفعون عنه بأجوبة لاتغني شيئا.
٣٧- وابن عربي ملأ كتبه من أقوال الحلول العام والخاص، حتى لم يعد ممكنا ادعاء أنها مدسوسة عليه، ويقولون: لا تفهم كلماته إلا بذائقة صوفية!..
٣٨- ونحن نظن أن قوله:
الرب عبد والعبد رب
ياليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك نفي
أو قلت رب أني يكلف
مفهوم للعامة والخاصة، لايحتاج لذائقة.
٣٩- بدأ الأسلام والوصف: إما مسلم، أو مؤمن، أو محسن. ثم بدا في زمن التابعين وصف: الزهاد، والعباد. فكان على نحوين: شرعي، وبدعي.
٤٠- فأما الشرعي فهو الجاري على سنة النبي وأصحابه في الزهد والعبادة. وأما البدعي فظهر فيه: الصعق والغشي عند القرآن. مع نوع عزلة وترهب.
٤١- ثم تطور البدعي إلى: العزلة التامة حتى عن طلب العلم والرزق، وتغليب تام لجانب الخوف، والعزوف عن أنواع المباح. فهذه الفئة كانت بيئة حاضنة.
٤٢- لما بدأ التصوف باختراق البيئة الإسلامية بطرق عدة:
-الاحتكاك المباشر بالفتوحات
-وترجمة كتب الهند واليونان
-والمدارس الفلسفية المنتشرة
٤٣- صار إلى فحص الحالة الإسلامية، والبحث عن بيئة حاضنة قابلة للتصوف، ولما كانت معاني: الزهد، والعزلة، والسياحة. من المشترك بينها والإسلام..
٤٤- من حيث المعنى العام، توجهت عناية أرباب التصوف ناحية الزهاد العباد، فرأوهم على قسمين: علماء لا حيلة فيهم، وعامة ألين في تقبل التصوف.
٤٥- فعرض عليهم التصوف بالمشترك بينه وبين الإسلام، في الزهد، والمجاهدة، والخلق. فتقبلوه، وهم لايرون فيه زللا ولا دغلا، فبدأ بهم وعليهم توكأ.
٤٦- وهكذا بدأ التصوف بهؤلاء الزهاد العباد وهم على شيء من البدع، من ذلك إعراضهم عن العلم، بعكس زهاد وعباد العلماء، فلم تلن قناتهم لهذه البدعة الشيخ السابقة
٤٧- بل كانوا حربا، كمالك، والشافعي، وأحمد، وأبي زرعة، حذروا من الفكر الوافد، وأنكروه: ما تصوف رجل أول النهار، إلا أتى آخر النهار، وهو أحمق.
٤٨- ولو فتشت في الأئمة المعاصرين التصوف، لم تجد أحدا يشار إليه بالحديث والذب عن السنة، منتسبا إليهم، أو ذابا عنهم، ما تبعهم إلا عوام الزهاد.
٤٩- فلو كان التصوف فضيلة، وله نسب بالإسلام، لرأيت علماء الحديث أول التابعين له، لكنك لا تجد إلا أسماء لولا التصوف لم يرفع لهم التاريخ ذكرا.
٥٠- مع ذلك، ترى المتصوفة يلتصقون بهؤلاء العلماء، وينسبونهم للتصوف، ويضعون على ألسنتهم مقالات لم يتفوهوا بها، إلا السلمي في طبقاته، فقد أنصف.
٥١- بدأ الغزو الصوفي للأمة منذ القرن الأول بالقنوات السابقة: الاحتكاك، والترجمة، والمدارس. فتسللت الأفكار إلى طائفة الزهاد والعباد من العامة
٥٢- في نهاية القرن الثاني ظهرت أفكار حب الذات، والتعالي عن عبادة الخوف والرجاء، كما نقل عن رابعة، ولم يكن هذا معروفا لدى المسلمين قبل.
٥٣- تلتها مصطلحات ومعاني مغربة، ك: الجذب، والوجد، والسكر. ومنذ ذلك بدأ التصوف باسمه ورسمه، يحمله قوم تميزوا عن سواد المسلمين بالاسم والمعنى.
٥٤- لم يكن التميز على سنة، بل مفارقة عقدية سلوكية عن نهج النبوة، فلو عرض إمام صوفي معتدل على سنة الصحابة، لرأيت له مخلفات وبدع، بله الغلاة.
٥٥- آية ذلك: أنك لا تجد طريقة واحدة، منذ ظهورها لليوم، ممثلة لمنهج السنة، كلا، بل لاترى إلا فكرا وسلوكا منبتا، ومن كان في شك، فليأت بواحدة.
٥٦- قال محمد فهر شقفة في كتابه: التصوف بين الحق والخلق: درست أغلب هذه الطرق، فلم أجد واحدة منها تتفق مبادئها مع الكتاب والسنة. انتهى/ ص٢١٧
٥٧- وهذا الكتاب أنصح به، ففيه حقائق عن التصوف من مدرسة شامية، كذلك كتاب التصوف المنشأ والمصادر لإحسان إلهي ظهير، وهو من مدرسة هندية لاعربية.
٥٨- فالتصوف ليس له ابتداء مختلف عن انتهائه في جملة عقائده، بل الآخر هو الأول، لم يحدث فيه تطور في هذا الصدد، ونظرة في تراجم الأولين كاشفة.
٥٩- غاية تطوره: انتقاله من بدع الزهد والتعبد، إلى الحلول والاتحاد. وذلك بحكم الظرف الذي حل فيه أولا وتقبله، وهم الزهاد والعباد العامة.
٦٠- فهؤلاء لما احتضنوا الفكر الصوفي، كان مضطرا للاتساق مع أوضاعهم وأحوالهم، بقصد اتخاذهم لاحقا قنطرة إلى هدفه الأصل وما يدور عليه: الحلول.
٦١- أما الادعاء: أنه كان على المنهاج النبوي، ثم انحرفت طائفة في قرون لاحقة. فالتاريخ يكذبه، فلا توجد طريقة ولا شخصيات تمثل هذه الحالة ألبتة.
٦٢- فلو كانت له بداية سنية صحيحة، فأين أئمة الحديث عنها، وهم معاصرون؟، فقد يلزمهم الانتساب، بحكم أنه يمثل الجانب السلوكي والخلق للإسلام.
٦٣- لكن هيهات هيهات لما يقولون، بل وجدتهم ذامين، كارهين، محذرين، ناصحين. أفلم يكن في هذا آية على القطيعة ما بين السنة والتصوف؟
٦٤- علة مجافاة أئمة الحديث، وهم أرباب السنة حينئذ، للتصوف لأمرين:
- مسلك بدعي في الطريقة والهيئة والتعبد.
- نفور عن العلم والعلماء.
٦٤-مهما تحدث الصوفية عن اعتبار العلم والتقيد بالكتاب والسنة، فلم يكن فيهم علماء بارزون، مع معاصرتهم ثورة حديثية فقهية تصنيفا وتعلما وتعليما.
٦٥- مع كل هذه الوحشة بينهم وبين العلم، إلا إنهم فضلوا مشايخهم على المفسرين والمحدثين والفقهاء. كما عبر الطوسي، والقشيري في قصة شيبان الراعي.
٦٦- في ذات الوقت ادعوا عناية بعلم، وصدقوا، لكنها عناية بعلم آخر غير ما جاء به الوحي، هو علم الباطن، والخاصة، واللدني، حقيقته علم الفلسفة.
٦٧- نخلص إلى أن التصوف أجنبي عن الإسلام، والخلاف بينهما خلاف في أصل المعتقد؛ فالتصوف يقرر وحدة الوجود والحلول، والإسلام يقرر التوحيد الخالص.
٦٨- وبه يبطل تقسيم التصوف إلى: سني، وفلسفي. فليس ثمة إلا تصوف فلسفي أو سني، أما قسمة فكرة واحدة إلى طرفين نقيضين فمحال عقلي،وهو ممتنع واقعا.
٦٩- القول بأن التصوف سني وفلسفي يعني تضمنه للإيمان والكفر على حد سواء، وهذا ممتنع، بل أحدهما، وقد بطل كونه سنيا بما سلف،فما ثمة إلا الفلسفي.
٧٠- وبطلان قسمة الفكرة الصوفية، غير مانع من تقسيم المتصوفة إلى: سنة، وفلاسفة، بل وأشعرية، ومعتزلة، وشيعة، ويهود، ونصارى، فالتصوف فيها كلها.
٧١- ذلك أن المنتسبين يختلفون في أهوائهم، فمنهم الذي يتحقق بالفكرة، ومنهم دون ذلك، كل بحسبه، فالفكرة ثابتة، والمنتمون متحولون على الدوام.
٧٢- وكل حكم إنما ينطلق على الفكرة الصوفية؛ إذ لا يشك في غلوها ومناقضتها التامة للإسلام، أما المنتمون فشأن آخر، لايلزم أن يشملهم حكم التصوف.
٧٣- وهذا كوصف الإسلام والسنة بوصف الكمال والتمام، لايلزم منه وصف المسلمين والسنة بالوصف ذاته؛ إذ معلوم تفاوتهم في التمسك والقيام بالدين.
٧٤- من فهم هذا الفرق، انحلت لديه إشكالات كثيرة في فهم حقيقة التصوف والمتصوفة، وأدرك أنه من غير اللازم تفسير كل حركات المتصوفة تفسيرا صوفيا.
٧٥- فالصوفي المسلم - السني بخاصة - خليط في سلوكه واعتقاده من إسلام وتصوف، فما كان صوابا حقا فمن إسلامه، وما كان بدعة وانحرافا فمن تصوفه أتى.
٧٦- فلا يصح ألبتة تفسير كل قول أو فعل صدر عن صوفي إسلاميا سنيا بإطلاق، ولا العكس، وإلا ألصق بالإسلام خزعبلات التصوف، وبالتصوف حقائق الإسلام.
٧٧- فقول الجنيد وغيره: علمنا مقيد بالكتاب والسنة. مرجعه الإسلام.
وقوله عن المحبة: دخول صفات المحب على البدل من صفات المحبوب. مرجعه التصوف.
٧٨- هذا القانون لما غاب عن كثير، تحيروا من شطحات الصوفي؛ إذ تساءلوا من أين أتت، والتصوف إسلامي، والمتصوفة كذلك؟
لاجواب إلا أن التصوف فلسفي.
٧٩- يكفي في معرفة حقيقة التصوف: مضي قرن الصحابة، والتابعين، ومن تبعهم من دونه، فلم يكن له اسم ولارسم في القرون المفضلة، حتى حدث نهاية الثاني
٨٠- عند هذا الحدث نقف في بيان حقيقة التصوف؛ لنعود لاحقا بعونه تعالى، ونستكمل الكلام على بقية أجزائه، والله الموفق.
كتاب الشيخ عن التصوف
https://drive.google.com/file/d/0B1wpXFjhAgxjNXhfRjN3Mm80ZmM/view?usp=drivesdk
مقالات الشيخ السابقة
الرد على الددو حول تقريره لمذهب السلف في العقيدة
نشاة التاويل
حسابات الشيخ
LMKHOJAH@
khojah10@
قناة د. لطف الله خوجه