JustPaste.it

 

حوار مع شيخنا أبي قتادة حفظه الله

حول توقعاته لما سيحدث في الشام

وشكل الدولة الممكن قيامها

 

شيخنا حفظكم الله كما ترى الحال في ساحات الجهاد بشكل عام والشام بشكل خاص، فالمؤامرات عظيمة والمشاريع كثيرة والتشرذم يزداد والحيرة تسود، فالتقلبات كثيرة والتغيرات كل ساعة، فصائل تنتهي وكيانات تنشأ وتدخل دول إقليمية ودولية، والروس والأمريكان يتبادلون الأدوار والقواعد العسكرية انتشرت والتدخل البري أصبح جليا.

شيخنا ماذا تتوقع أن يحدث في الشام؟ 

وماذا تتوقع سيكون الحال في العراق بعد انكسار داعش وحلول الهزيمة النفسية في نفوس أهل هل السنة؟

 

فأجاب شيخنا أبو قتادة حفظه الله:

اتوقع نزول الأمريكان، والمعركة ستشتد.

وربما حصل مكونات جديدة

الذي يعجبني في الشيخ الجولاني قدرته على الاستيعاب والتحول، ربما يكون له شأنا، وهو مستهدف من أعداء الله ويجب عليه الحذر حتى لا يُقتل في مثل هذه الظروف .

كنت أقول سيدخل الأمريكان فيتعجب الإخوة مني...

وها قد جاؤوا.....

وعلى كل حال، كل الإحتمالات مفتوحة ولا غريب يستبعد....

لأن الكل يشعر أنه ربما يربح وكذلك الكل خائف، وبالتالي هذا يدفع الجميع للذهاب إليها أي الشام، ومثال ذلك الجبل من ذهب، فالكل خائف والكل يأمل، والخوف منشؤه من قيام دولة حقيقية للإسلام في الشام، على معنى الدار ، وهي المناطق التي لا يستطيع إلا عقل إسلامي قيادتها، وليس العقل المبني على إطار الدولة الحديثة، وهو عقل يقيم الشرع على مدينة أو قرية، ولا يهتم لاعتراف أحد به كما تطمع الدولة المعاصرة.

هذه الرؤيا للدولة القادمة بتبني دولة معاصرة خارجة من حكم الطاغوت: أمم متحدة، جامعة عربية ، مؤسسات كفرية كالمحكمة الدولية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، كل هذه روابط جاهلية إجرامية، مجرد دخول أي دولة في إطار الدولة المعاصرة يجعلها خاضعة لطغيان هذه المؤسسات، ويعني إسلاميا فقدانها الدولة الربانية المسلمة.

 


شيخنا بارك الله فيكم، إذاً، هي فرصة لطرح مفهوم الدار أو الدولة الإسلامية عندك والتي ترى إمكانية قيامها في ظل النظام الدولي الموجود وشراسته.

ينسى الناس أن قيام دار إسلامية يعني وجود الظرف السنني الموافق لها، وعندما يبحث البعض في القدرة على قيام دولة يصابون باليأس ، لعدم وجود الظرف السنني، ولذلك يضطرون لصناعة دولة إسلامية قادرة على الحياة ضمن ظرف لا يتوافق مع وجودها، فالنتيجة هو التخلي عن إسلاميتها بوجه من الوجوه، وهذا أساس ضلال جماعات العمل السياسي الإسلامي

عندما يعد الله المؤمنين وعدا، فإن الزمن مهم جدا لتحقيقه، والزمن هو التحضير السنني الرباني لتحقيق الوعد.

الذين يؤمنون بأن الدولة الإسلامية قادمة وأن عودة الخلافة قد بدأ تشكله يجب عليهم النظر لهذا الجهاد الذي نراه هنا وهناك هو صعود يوافق النزول لطواغيت العصر وطغيان الجاهلية.

هذه قضية يجب أن تحسم في نفوسنا وأن الوعد الإلهي بدأ ظهور علاماته.

والأمر يحتاج عند الناس إلى بصيرة ربانية. واليوم لا يوجد رؤيويين، ولكن الواقع يصنع الكثير من التفكر في كيفية ما سيكون عليه الغد...

 

شيخنا بارك الله فيكم

لو ممكن توضح ماهية الدار وأسس تعاملها مع من حولها من بلاد، يعني السياسة الخارجية كيف سيكون شكلها، وذلك بناء على أن التدخل الخارجي سيكون موجودا لا محالة لتقويض القوة التي تحكم هذه الدار.

 

مفهوم الدار مفهوم بسيط، بخلاف مفهوم الدولة

أقصد الدولة المعاصرة

الدولة المعاصرة تحتاج إلى عاصمة وإلى اعتراف دولي وإلى عملة خاصة، وإلى تركيبة مفروضة عليها بقيمها وصورها كذلك.

ولذلك أنت ترى اهتمام الطواغيت بهذه المظاهر وبعض الجماعات الإسلامية تدخل في بطن الطاغوت من خلال استجابتها لهذه المطالب.

 

شيخنا بارك الله فيكم، لو ممكن توضح هذه النقطة المبهمة في عقول الكثير من الإخوة والشباب المتمحمس لقيام دولة إسلامية رشيدة.

 

التوجه نحو العاصمة وكأن الجهاد لا تتحقق مقاصده إلا بإسقاط العاصمة، مع أنه يمكن تأجيلها أو عدم الاهتمام بها في ظرف من الظروف.

الاهتمام بالعاصمة هو استجابة لمفهوم الدولة المعاصرة.

مفهوم الدار قد ينشأ في قرية أو محلة...

مفهوم الدار خروج من إطار صناعة الجاهلية للدولة الحديثة

الجميع يفكر باستثناء جماعات الجهاد بأخذ مقعد الدولة في الأمم المتحدة

هذه خضوع لمفهوم الدولة المعاصرة

الدار ومفهومها يحطم هذه المعاني، وهي معاني مكبلة لصناعة الدار الإسلامية

الدولة لها حدود مصنوعة وقيم اجتماعية مستقاة من هذه الحدود

الدار رقعة متحركة غير خاضعة لقيم هذه الحدود

العلاقة مع من حول الدار ، لأن في عقول البعض هو الحرب واستعداء كل من حول الدار، يعني الآن مترسخ عند العامة أن السلطة منوط بها الخدمات، فهل الدار ستقوى على ذلك؟

 

شيخنا بارك الله فيكم، وماذا عن الامور الاقتصادية الداخلية وعن السياسة الخارجية 

 

ارتباط الدينار والدرهم بالمفهوم الطاغوتي يعني القدرة على إسقاطك فورا متى نجحت عسكريا ، والدار حالة زئبقية غير واقعة تحت هذه السيطرة.

الدولة المعاصرة فيها ضرائب وفيها خدمات، الدار مفهوم في أصلها جهادي بحت، يعني تقوم على مبدأ الغنيمة وما يتبعها

وبالتالي أنت ترى أن الدولة الإسلامية في ظل مفهوم الدولة المعاصرة مستحيلة جدا

إذاً، ماذا نفعل

يجب تدوير المربع

ننشيء دارا ليست صلبة واضحة يمكن للخصم كسرها

هذا واحد

يعني أشبه بحال قادتها ورجالها : مجاهدون

تتحرك ظهورا وخفاء بحسب المتغيرات

يمكن أن نحكم ليلا ونختفي نهارا

طالبان تفعل ذلك

لكن أهم شيء منع الخصم من الاستقرار فيها ما لو دخلها

يمكن أن لا نحكم بعض أجزائها لكن عندنا القدرة على إيذاء الآخر ومنع ثباته

 

شيخنا بارك الله فيكم، وكم المدة  التي قد تستغرق الدار حتى تتحول إلى مفهوم دولة؟

 

حتى يهتريء النظام الطاغوتي الكلي ويصبح عاجزا عن احتواء مكوناته، وذلك بكثرة الانشقاقات فيه، ولعجزه عن دفع التكاليف المطلوبة لهذا  الاحتواء

حينها يمكن أن نثبت نظاما يدخل الآخرون فيه بالقوة أو بالرضى

 

شيخنا بارك الله فيكم، وماذا عن الخارج ( وخصوصا من حول الدار) ، كيف سيتم التعامل معه؟

 

الخارج بحسب تعامله معنا، وبحسب ميزان فساده

لكن نحن هنا لسنا مدافعين فقط، وكذلك لسنا مهاجمين فقط، وقيمنا تتشكل مع الآخرين من خلال قوتنا وأحوال خصومنا.

 

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى.

 

اعتنى به وقام على نشره: أبو محمود الفلسطيني