JustPaste.it

علِمَ زوجي بخيانتي له!

لم ألاحظ الرجل الذي كان يتبعني أينما ذهبتُ، فلم يخطر على بالي أبداً أنّ توفيق زوجي يشكّ بي.
كنتُ فعلاً على علاقة بأحد ولا أنكر ذلك ولكنّ زوجي كان رجلاً طيّباً وهادئاً وليس من النوع الذي يخطّط وينفذ. وخموله هذا كان أحد الأسباب التي دفعَتني على البحث عن حبيب آخر. والغريب في الأمر أنني إخترتُ أن أتزوّج منه حبّاً بهدوئه وطيبة قلبه بعد أن مررتُ بتجربة فاشلة ومؤلمة مع شاب عنيف يغار عليّ بشكل مرَضي. فقلتُ لنفسي أنّ عليّ البحث عن إنسان لا يشبهه أبداً وعندها وجدتُ توفيق.
في البدء كنتُ سعيدة معه، أعيش حياة هنيئة، ثم بدأتُ أرى الشوائب. فزوجي كان هادئاً بكل شيء وأعني بهذا حتى بحياتنا الجنسيّة، فلم يكن من هؤلاء الذين يهوون العلاقات الجسديّة وكنّا نمارس الجنس نادراً وعندما كنّا نفعل، كنتُ أشعر أنّه يقوم بواجبه الزوجي فقط. وكانت هناك أمور أخرى متعلّقة بطبعه، فكان مثلاً يتّكل عليّ بكل شيء. كنتُ أنا من يقرّر وينفّذ ودوره كان يقتصر على إمدادي بالمال. سيقول البعض، أنّه من الجيّد أن يثق زوجي بي إلى هذا الحدّ ولكنّني كنتُ بحاجة إلى رأيه وإلى مشاركته الفعّالة في البيت. لم أشعر يوماً أنّ زوج يعيش معي، بل بالأحرى صديق عزيز. وفي تلك الفترة لم يخطر على بالي أبداً أنّه سيأتي يوماً وأخونه، فهذا لم يكن من شيَمي أو من أخلاقي. ولكن الأمور تحصل دون أن ندري وتأتي بشكل صدَف من الصعب توقّعها. فلقد إلتقيتُ بوائل بصالة إنتظار طبيب الأسنان ولولا الألم الشديد الذي إنتابني في الليلة السابقة والموعد السريع الذي أعطاني إيّاه الطبيب، لما تعرّفتُ على الذي كان سيصبح لاحقاً عشيقي. كنتُ جالسة على الكرسي أنتظر دوري عندما دخل وائل وجلسَ بقربي على الكرسي الوحيد الخالي. وبما أنّ المرضى كانوا كُثر في ذلك اليوم، طال إنتظارنا وبدأنا نتكلّم سويّاً عن أسناننا، ثم عن أمور أخرى مختلفة. كان حديثاً عاديّاً جدّاً حتى أن جاءته مكالمة وفهمتُ من الحديث الذي دار أنّها زوجته. بدا عليه الإنزعاج وعندما أقفلَ الخط قلتُ له ممازحة:

- أعرف جيّداً ما تمرّ به... فأنا أيضاً متزوّجة.

عندها بدأنا نتكلّم عن حياتنا الزوجيّة ووجدنا أوجه شبه كثيرة، فكان كلانا قد تزوّج الإنسان الغير مناسب. ثم سادَ سكوت غريب ونظرنا إلى بعضنا وفهمنا أننا مناسبين لبعضنا. وفي تلك اللحظة خفتُ كثيراً لأنّني علمتُ أنني سأقوم بأشياء ممنوعة دينيّاً وإجتماعيّاً وأخلاقيّاً ولكنني لم أستطع المقاومة. فعندما طلبَ منّي وائل رقم هاتفي لكيّ نتحدّث أكثر بالموضوع، لم أتردّد بإعطائه له. وهكذا بدأَت علاقتنا وكان الشغف عنوانها. إكتشفتُ عالماً لم أكن أعلم أنّه موجوداً وإكتشفتُ ذاتي. وبدأتُ أكذب على زوجي وأختلق الحجج لأركض إلى عشيقي وألتقي به في فندق صغير وبعيد وكنتُ أقضي هناك أجمل ساعات حياتي. وظننتُ أنّ كذباتي كانت مقنعة ولكنّني كنتُ مخطئة لأنّني إستخفّيتُ بذكاء توفيق. فكان يعرفني جيّداً ولاحظَ عليّ التغيّرات التي تولّدها الخيانة. حاولَ أن يتحدّث معي بالموضوع وسألَني إن كان كل شيء على ما يرام، فطمأنتُه وقلتُ له أنّني سعيدة معه وأنّني أحبّه كثيراً. ولكنّه لم يصدّقني رغم محاولتي بإقناعه. لذا طلبَ من سائق أجرة أن يتبعني ويخبره عن تحرّكاتي وأنا لم ألاحظ شيئاً لكثرة ثقتي بأنّ زوجي رجل بسيط وطيّب. وعندما واجهني بالذي يعرفه عن علاقتي مع عشيقي، لم أنكر ولم أدافع عن نفسي فلَم أبالي إن علِمَ أم لا، فوائل يحبّني وهذا كل ما كان يهمّني بالعالم. تفاجأ توفيق بردّة فعلي لأنّه توقّع منّي أن أكذب وأعطي حججاً وأعذاراً فقال لي:

- من الواضح أنني خسرتكِ...

- أنا آسفة لأنّك علمتَ بالأمر... لم أكن أنوي أن أؤذيك... أنتَ رجل طيّب ولكنني لا أحبّك...

- ولماذا تزوّجتيني إذاً؟

- لأنني ظننتُ أنّني سأكون سعيدة مع إنسان معتدل... ولكنّني إكتشفتُ أنّني بحاجة إلى مغامرة وشغف... الحب الهادئ لا يناسبني.

- وماذا تريديننا أن نفعل الآن؟

- بهذا أيضاً تطلب رأيي؟ أليس لديكَ رأياً خاصاً بكَ بتاتاً؟

- حسناً... أريدكِ أن تحزمي أمتعتكِ الآن وأن ترحلي من بيتي.

تفاجأتُ بهذا القرار الصارم والسريع ولكنّني لم أزعل لأنّ العيش مع توفيق كان قد أصبحَ مزعجاً جدّاً. دخلتُ الغرفة لأوضّب أغراضي وبعثتُ برسالة هاتفيّة لوائل أخبره بما حصل. لم يجاوب فوراً بسبب زوجته ولكن عندما فعلَ كتبَ لي:

- إذهبي إلى ذلك الفندق، سأتّصل بهم وأقول لهم أنّكِ آتية. سألحق بكِ عندما تتسنّى لي الفرصة.

وخرجتُ من البيت دون أن أودّع زوجي وقصدتُ الفندق. إنتظرتُ وائل طوال الليل ولكنّه لم يأتي سوى في اليوم التالي. ركضتُ أعانقه بقوّة وهمستُ بأذنه:

- الآن أنا لكَ وحدكَ... كم أنا سعيدة... كنتُ أتمنّى أن يأتي هذا اليوم ولكنّني لم أتوقّع أن يأتي بهذه السرعة.

ولكن عندما نظرتُ إلى وجه حبيبي علمتُ أنّ شيئاً لم يكن على ما يرام:

- ما بكَ حبيبي؟ ألستَ سعيداً لنا؟

- بلى ولكن...

- أنتَ لا تحبّني! يا إلهي!

- بلى أحبّكِ وكثيراً... ولكن...

- ولكن ماذا؟؟؟

- إتّصل بي زوجكِ في الصباح الباكر وقال لي أنّه دفعَ لشخص لكي يراقبنا وأنّه يعرف كل شيء... يعرف عن علاقتنا ويعرف إسمي وعنواني ورقم هاتفي.

- وإن يكن!

- وأضاف أنّه سيخبر زوجتي بالأمر.

- هذا خبر جيّد! هكذا نصبح كلينا أحراراً!

- ولكنني لا أريد ترك زوجتي وأولادي. صحيح أنني لا أحبّها ولكنّني لا أستطيع إيذائها هكذا ولن أخرب عائلتي... أنا وأنتِ قصّة جميلة ولكن...

نظرتُ إليه بدهشة ثم صفعتُه بقوّة:

- أيّها السافل! تركتُ زوجي بسببكَ!

- لم أجبركِ على شيء. وأنتِ لم تتركي بيتكِ بسببي، بل لأنّ زوجكِ واجهكِ بالحقيقة... لا أستطيع رؤيتكِ بعد الآن... إمكثي الليلة هنا ثم عودي إلى منزلكِ.

- أعود؟ لقد طردني توفيق!

- قال لي عبر الهاتف أنّه يريدكِ أن ترجعي. وكان هذا شرط من شروطه لكي لا يفضحني أمام زوجتي. عليكِ العودة. إفعلي هذا لي ولكِ. قضَينا وقتاً ممتعاً وإنتهى كل شيء الآن. وداعاً.

وتركَني وحدي بهذا الفندق البغيض حيث قضينا أروع الأوقات. وفي الصباح عدتُ إلى البيت. فتحَ لي توفيق الباب وقبّلني على خدّي وكأنّ شيئاً لم يحصل. دخلتُ الغرفة ووضعتُ أمتعتي في الخزانة وبدأتُ بتحضير الغداء وأنا أبكي. كنتُ قد خسرتُ كل شيء: حبيبي وزوجي وحياتي العاديّة التي كنتُ أكرهها. فأدركتُ أنّه منذ ذلك الحين سأعيش سجينة زوج أقوى وأذكى منّي بكثير. وكنتُ على حق لأنّ حياتي تحوّلَت إلى حلم مزعج يتكرّر كل يوم دون أن أستطيع أن أستفيق منه. إلى متى ستستمر هذه المهزلة؟ إلى آخر أيّامي على ما أظن. هل أستحق ما يحدث لي؟ نعم لأنّني فضّلتُ أن أكذب وأغشّ بدل أن أواجه زوجي بالحقيقة وأجد حلاً معه.