JustPaste.it

ضلالات ابن تيمية ..

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :

فإن ابن تيمية فتنة هذا العصر ، وهو شيخ الجهمية المعاصرة بلا منازع .

ابن تيمية حينما يغضب فإنه يكفر بعض الأعيان من خصومه فقط تشهياً ، وخلافاً لما درج عليه ..

قال ابن تيمية : (فَأَخَذَا الْجَوَابَ وَذَهَبَا فَأَطَالَا الْغَيْبَةَ، ثُمَّ رَجَعَا وَلَمْ يَأْتِيَا بِكَلَامٍ مُحَصَّلٍ إلَّا طَلَبَ الْحُضُورِ، فَأَغْلَظْتُ لَهُمْ فِي الْجَوَابِ وَقُلْتُ لَهُمْ بِصَوْتٍ رَفِيعٍ: يَا مُبَدِّلِينَ يَا مُرْتَدِّينَ عَنْ الشَّرِيعَةِ يَا زَنَادِقَةً، وَكَلَامًا آخَرَ كَثِيرًا، ثُمَّ قُمْتُ وَطَلَبْتُ فَتْحَ الْبَابِ وَالْعَوْدَ إلَى مَكَانِي) الفتاوى الكبرى (6/326) ، والتسعينية (1/118)  .

 

وابن تيمية جاهل بعلم القراءات !

قال الذهبي عن ابن تيمية : (وتقدم في علم التفسير والأصول وجميع علوم الإسلام أصولها وفروعها ودقها وجلها سوى علم القراءات) (نقله عن الذهبي ابنُ عبد الهادي في العقود الدرية (ص40) .

 

1- ابن تيمية يزعم أن من أنكر قدرة الله ، وأنكر المعاد يوم القيامة ، أنه مؤمن إذا كان جاهلاً .

حيث قال ابن تيمية : (فهذا رَجُلٌ شك في قدرة الله وفي إعادته إذا ذُرِّي، بل اعتقد أنه لا يُعاد، وهذا كفر باتفاق المسلمين؛ لكن كان جاهلًا لا يعلم ذلك، وكان مؤمنًا يخاف الله أن يعاقبه فَغَفَرَ له بذلك»اهـ ، مجموع الفتاوى (3/ 231).

وهذا مع قول ابن تيمية  : (فمن لم يثبت لله القدرة حقيقة لم يثبت له ملكاً) مجموع الفتاوى (8/30).

2- ابن تيمية يطعن في عائشة رضي الله عنها ويزعم أنها جاهلة بصفة علم الله .

قال الزهري : لو جمع علم الناس كلهم ، وأمهات المؤمنين ، لكانت عائشة أوسعهم علماً .

سير أعلام النبلاء للذهبي (2/199) .

وذلك لأجل حديث في صحيح مسلم (ح 2300) عن عائشة قالت في حديث طويل ... ثم قالت  : (قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم : « لَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ». قَالَتْ : ( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، فَأَخْبَرْتُهُ ) ، قَالَ : « فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي ؟ » . قُلْتُ : نَعَمْ . فَلَهَدَنِي فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي ، ثُمَّ قَالَ : « أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ ! » . قَالَتْ : مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ نَعَمْ) إلى آخر الحديث .

وهذه الصفة ثابتة في محكم التنزيل ، قال تعالى : [ وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ] (الملك: 13- 14) .

قال ابن تيمية :( فهذه عائشة أم المؤمنين سألت النبي صلى الله عليه وسلم هل يعلم الله كل ما يكتم الناس ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( نعم ))، وهذا يدل على أنها لم تكن تعلم بذلك، ولم تكن بعدم معرفتها بأن الله عالم بكل شيء يكتمه الناس كافرة، وإن كان الإقرار بذلك بعد قيام الحجة من أصول الإيمان، وإنكار علمه بكل شيء كإنكار قدرته على كل شيء، هذا مع أنها كانت تستحق اللوم على الذنب، ولهذا لهدها النبي صلى الله عليه وسلم ) [ مجموع الفتاوى ج 11 / 412 ].

 

3- ابن تيمية يطعن في النجاشي رحمه الله .

قال ابن تيمية : (وَالنَّجَاشِيُّ مَا كَانَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ الْقُرْآنِ؛ فَإِنَّ قَوْمَهُ لَا يُقِرُّونَهُ عَلَى ذَلِكَ) ، مجموع الفتاوى (19/218) . وذكر مثله في منهاج السنة النبوية (5/113) .

وقد رد عليه قوله هذا جماعة من العلماء :

وذكروا أن في كتاب ابن سيد الناس حكاية قيام عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه بتبليغ رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جيفر وعبد ابني الجلندى الأزديين ملكي عمان، قال عمرو: "فسألني عبد بن الجلندى (: أين كان إسلامي؟ فقلت: عند النجاشي، وأخبرته أن النجاشي قد أسلم، قال: فكيف صنع قومه بملكه؟ قلت: أقروه واتبعوه، قال: والأساقفة والرهبان اتبعوه؟ قلت: نعم، قال: انظر يا عمرو ما تقول إنه ليس من خصلة في رجل أفض له من كذب، قلت: ما كذبت وما نستحله في ديننا. ثم قال: ما أرى هرقل علم بإسلام النجاشي، قلت: بلى، قال: بأي شيء علمت ذلك؟ قلت: كان النجاشي يخرج له خرجا، فلما أسلم وصدق بمحمد صلى الله عليه وسلم قال: لا والله ولو سألني درهما واحدا ما أعطيته، فبلغ هرقل قوله، فقال لهيناق أخوه: أتدع عبدك لا يخرج لك خرجا ويدين دينا محدثا؟ قال هرقل: رجل رغب في دين واختاره لنفسه، ما أصنع به؟ والله لو لا الضن بملكي لصنعت كما صنع" ..

 

4- ابن تيمية لا يكفر من حكم بغير الشريعة الإسلامية .

قال تعالى (وإن أطعتموهم إنكم لمشركون) سورة الأنعام (121).

قال ابن تيمية : (وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا - حَيْثُ أَطَاعُوهُمْ فِي تَحْلِيلِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَتَحْرِيمِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ يَكُونُونَ عَلَى وَجْهَيْنِ: (أَحَدُهُمَا) : أَنْ يَعْلَمُوا أَنَّهُمْ بَدَّلُوا دِينَ اللَّهِ فَيَتْبَعُونَهُمْ عَلَى التَّبْدِيلِ فَيَعْتَقِدُونَ تَحْلِيلَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَتَحْرِيمَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ اتِّبَاعًا لِرُؤَسَائِهِمْ مَعَ عِلْمِهِمْ أَنَّهُمْ خَالَفُوا دِينَ الرُّسُلِ فَهَذَا كُفْرٌ وَقَدْ جَعَلَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ شِرْكًا - وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا يُصَلُّونَ لَهُمْ وَيَسْجُدُونَ لَهُمْ - فَكَانَ مَنْ اتَّبَعَ غَيْرَهُ فِي خِلَافِ الدِّينِ مَعَ عِلْمِهِ أَنَّهُ خِلَافُ الدِّينِ وَاعْتَقَدَ مَا قَالَهُ ذَلِكَ دُونَ مَا قَالَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؛ مُشْرِكًا مِثْلَ هَؤُلَاءِ.

[وَ (الثَّانِي) : أَنْ يَكُونَ اعْتِقَادُهُمْ وَإِيمَانُهُمْ بِتَحْرِيمِ الْحَلَالِ وَتَحْلِيلِ الْحَرَامِ ثَابِتًا لَكِنَّهُمْ أَطَاعُوهُمْ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ كَمَا يَفْعَلُ الْمُسْلِمُ مَا يَفْعَلُهُ مِنْ الْمَعَاصِي الَّتِي يَعْتَقِدُ أَنَّهَا مَعَاصٍ؛ فَهَؤُلَاءِ لَهُمْ حُكْمُ أَمْثَالِهِمْ مِنْ أَهْلِ الذُّنُوبِ)اهـ كلامه ، مجموعة الفتاوى(7 /70) .

 

5- اعتقاد ابن تيمية لعقيدة المرجئة الجهمية في الإيمان .

قال ابن تيمية : (ولكنا نقول: للإيمان أصل وفرع، وضد الإيمان الكفر في كل معنى، فأصل الإيمان الإقرار والتصديق، وفرعه إكمال العمل بالقلب والبدن، فضد الإقرار والتصديق الذي هو أصل الإيمان: الكفر بالله وبما قال، وترك التصديق به وله، وضد الإيمان الذي هو عمل، وليس هو إقرار، كفر ليس بكفر بالله ينقل عن الملة، ولكن كفر تضييع العمل، كما كان العمل إيماناً، وليس هو الإيمان الذي هو إقرار بالله، فلما كان من ترك الإيمان الذي هو إقرار بالله كافراً، يستتاب، ومن ترك الإيمان الذي هو عمل مثل الزكاة والحج والصوم، أو ترك الورع عن شرب الخمر والزنا، قد زال عنه بعض الإيمان، ولا يجب أن يستتاب عندنا ولا عند من خالفنا من أهل السنة وأهل البدع ممن قال: إن الإيمان تصديق وعمل، إلا الخوارج وحدها، فكذلك لا يجب بقولنا: كافر من جهة تضييع العمل أن يستتاب، ولا تزول عنه الحدود، كما لم يكن بزوال الإيمان الذي هو عمل استتابة، ولا إزالة الحدود والأحكام عنه؛ إذ لم يزل أصل الإيمان عنه فكذلك لا يجب علينا استتابته وإزالة الحدود والأحكام عنه بإثباتنا له اسم الكفر من قبل العمل؛ إذ لم يأت بأصل الكفر الذي هو جحد بالله أو بما قال) (انظر : كتاب الإيمان ص 254) تحقيق الألباني ، وهو في (مجموع الفتاوى) : (7/324-325) .

 

6- عدم تكفير ابن تيمية للمشركين وعباد القبور .

ابن تيمية لا يكفر البكري المشرك ، حيث قال ابن تيمية : (فلهذا لم نقابل جهله و افتراءه بالتكفير بمثله) ، الرد على البكري (2/494) .

قال ابن تيمية : (فإنا بعد معرفة ما جاء به الرسول نعلم بالضرورة انه لم يشرع لأمته أن تدعو أحدا من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاثة ولا يغيرها ولا بلفظ الاستعاذة ولا يغيرها كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ونحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم مما يخالفه) الرد على البكري (1/ 629-630) .

ونقله عبدالرحمن بن حسن: الدرر السنية:2/ 210 - 211 .

ثم قال معتذرا له : (قلت: فذكر رحمه الله تعالى , ما أوجب له عدم إطلاق الكفر عليهم , على التعيين خاصة , إلا بعد البيان والإصرار؛ فإنه قد صار أمة وحده؛ لأن من العلماء , من كفره , بنهيه لهم عن الشرك في العبادة , فلا يمكن أن يعاملهم بمثل ما قال؛ كما جرى لشيخنا: محمد بن عبد الوهاب , رحمه الله تعالى , في ابتداء دعوته "] .

 

7- ابن تيمية يقول السجود لغير الله ليس بكفر .

قال ابن تيمية : (أجمع المسلمون على أن السجود لغير الله محرم) . مجموع الفتاوى (4/389) .

وقال أيضاً: (ولا يجوز السجود لغير الله من الأحياء والأموات، ولا تقبيل القبور ويعزر فاعله).

انتهى ، مجموع الفتاوى (4/16) .

وقال ابن تيمية أيضاً : (وما كان كفرا من الأعمال الظاهرة: كالسجود للأوثان وسب الرسول ونحو ذلك فإنما ذلك لكونه مستلزما لكفر الباطن وإلا فلو قدر أنه سجد قدام وثن ولم يقصد بقلبه السجود له بل قصد السجود لله بقلبه لم يكن ذلك كفرا) ..( مجموع الفتاوى 14/120).

 

8- عدم تكفيره للجهمية من الحلولية والنفاة .

قال ابن تيمية : (و لهذا كنت أقول للجهمية من الحلولية و النفاة الذين نفوا أن الله تعالى فوق العرش لما وقعت محنتهم أنا لو وافقتكم كنت كافرا لأني أعلم أن قولكم كفر و أنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال وكان هذا خطابا لعلمائهم و قضاتهم و شيوخهم وأمرائهم و أصل جهلهم شبهات عقلية حصلت لرؤوسهم في قصور من معرفة المنقول الصحيح و المعقول الصريح الموافق له وكان هذا خطابنا) .الرد على البكري (2/494) .وفي بعض الطبعات : ص 253 ، ص 256 ، ونسبه لابن تيمية صاحب كتاب : الروضة الندية ص 306

قال ابن تيمية : (وَقَدْ ذَهَبَ كَثِيرٌ مِنْ مُبْتَدِعَةِ الْمُسْلِمِينَ: مِنْ الرَّافِضَةِ والجهمية وَغَيْرِهِمْ إلَى بِلَادِ الْكُفَّارِ فَأَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ وَانْتَفَعُوا بِذَلِكَ وَصَارُوا مُسْلِمِينَ مُبْتَدِعِينَ وَهُوَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَكُونُوا كُفَّارًا) مجموع فتاوى (13/ 96) .

قال ابن تيمية عن الجهمية والأشاعرة كابن مخلوف : (فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَلَنْ أَكُونَ عَوْنًا لِلشَّيْطَانِ عَلَى إخْوَانِي الْمُسْلِمِينَ) مجموع الفتاوى (3/271) .

بل إن السلطان ابن قلاوون  طلب من ابن تيمية أن يُصدر فتوى بحِل دماء المبتدعة الذين سعوا في قتله، فما كان من ابن تيمية إلا أن يقف موقفًا متجهماً غاية التجهم فقال للسلطان: "إنك إن قتلت هؤلاء، لا تجد بعدهم مثلهم من العلماء."

فقال ابن مخلوف: "ما رأينا مثل ابن تيمية، حرّضنا عليه فلم نقدر عليه، وقدر علينا فصفح عنّا، وحاجج عنّا." البداية والنهاية 14-61.

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة الأشعري (15/88) : (رَأَيْتُ لِلأَشعرِيّ كلمَة أَعجبتَنِي وَهِيَ ثَابِتَة رَوَاهَا البَيْهَقِيّ، سَمِعْتُ أَبَا حَازِم العَبْدَوِيَّ، سَمِعْتُ زَاهِر بن أَحْمَدَ السَّرَخْسِيّ يَقُوْلُ: لَمَّا قَرُبَ حُضُوْرُ أَجل أَبِي الحَسَنِ الأَشْعَرِيِّ فِي دَارِي بِبَغْدَادَ، دعَانِي فَأَتَيْتُه، فَقَالَ: اشهدْ عليَّ أَنِّي لاَ أَكفِّر أَحَداً مِنْ أَهْلِ القِبْلَة، لأَنَّ الكلَّ يُشيَرَوْنَ إِلَى معبودٍ وَاحِد، وَإِنَّمَا هَذَا كُلُّه اخْتِلاَف العِبَارَات.

قُلْتُ: وَبنحو هَذَا أَدين، وَكَذَا كَانَ شَيْخُنَا ابْنُ تيمِيَّة فِي أَوَاخِرِ أَيَّامه يَقُوْلُ: أَنَا لاَ أَكفر أَحَداً مِنَ الأُمَّة، وَيَقُوْلُ : قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (لاَ يُحَافِظُ عَلى الْوضُوء إِلاَّ مُؤْمِنٌ فَمَنْ لاَزَمَ الصَّلَوَاتِ بوضوءٍ فَهُوَ مُسْلِم).

وقال ابن تيمية : (وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُكَفِّرْ أَحَدًا مِنْ هَؤُلَاءِ إلْحَاقًا لِأَهْلِ الْبِدَعِ بِأَهْلِ الْمَعَاصِي قَالُوا: فَكَمَا أَنَّ مِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ أَنَّهُمْ لَا يُكَفِّرُونَ أَحَدًا بِذَنْبِ فَكَذَلِكَ لَا يُكَفِّرُونَ أَحَدًا بِبِدْعَةِ)، مجموع الفتاوى (3/352) . ولم ينكر هذا القول كما هي عادته في إنكار الأقوال المخالفة لهواه ..

وقال ابن تيمية : (لَكِنْ مَعَ هَذَا قَدْ يَخْفَى كَثِيرٌ مِنْ مَقَالَاتِهم (أي :الجهمية) عَلَى كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ حَتَّى يَظُنَّ أَنَّ الْحَقَّ مَعَهُمْ لِمَا يُورِدُونَهُ مِنْ الشُّبُهَاتِ. وَيَكُونُ أُولَئِكَ الْمُؤْمِنُونَ مُؤْمِنِينَ بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ بَاطِنًا وَظَاهِرًا؛ وَإِنَّمَا الْتَبَسَ عَلَيْهِمْ وَاشْتَبَهَ هَذَا كَمَا الْتَبَسَ عَلَى غَيْرِهِمْ مِنْ أَصْنَافِ الْمُبْتَدِعَةِ فَهَؤُلَاءِ لَيْسُوا كُفَّارًا قَطْعًا بَلْ قَدْ يَكُونُ مِنْهُمْ الْفَاسِقُ وَالْعَاصِي؛ وَقَدْ يَكُونُ مِنْهُمْ الْمُخْطِئُ الْمَغْفُورُ لَهُ؛ وَقَدْ يَكُونُ مَعَهُ مِنْ الْإِيمَانِ وَالتَّقْوَى مَا يَكُونُ مَعَهُ بِهِ مِنْ وِلَايَةِ اللَّهِ بِقَدْرِ إيمَانِهِ وَتَقْوَاهُ) .مجموع الفتاوى (3/355) .

قال ابن تيمية : (فَلَمَّا اجْتَمَعْنَا: وَقَدْ أَحْضَرْت مَا كَتَبْته مِنْ الْجَوَابِ عَنْ أَسْئِلَتِهِمْ الْمُتَقَدِّمَةِ الَّذِي طَلَبُوا تَأْخِيرَهُ إلَى الْيَوْمِ: حَمِدْت اللَّهَ بِخُطْبَةِ الْحَاجَةِ، خُطْبَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثُمَّ قُلْت: إنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَنَا بِالْجَمَاعَةِ والائتلاف وَنَهَانَا عَنْ الْفُرْقَةِ وَالِاخْتِلَافِ. وَقَالَ لَنَا فِي الْقُرْآنِ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} وَقَالَ: {إنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} وَقَالَ: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} .

وَرَبُّنَا وَاحِدٌ وَكِتَابُنَا وَاحِدٌ وَنَبِيُّنَا وَاحِدٌ، وَأُصُولُ الدِّينِ لَا تَحْتَمِلُ التَّفَرُّقَ وَالِاخْتِلَافَ، وَأَنَا أَقُولُ مَا يُوجِبُ الْجَمَاعَةَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَهُوَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ السَّلَفِ، فَإِنْ وَافَقَ الْجَمَاعَةَ فَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَإِلَّا فَمَنْ خَالَفَنِي بَعْدَ ذَلِكَ: كَشَفْت لَهُ الْأَسْرَارَ وَهَتَكْت الْأَسْتَارَ وَبَيَّنْت الْمَذَاهِبَ الْفَاسِدَةَ الَّتِي أَفْسَدَتْ الْمِلَلَ وَالدُّوَلَ، وَأَنَا أَذْهَبُ إلَى سُلْطَانِ الْوَقْتِ عَلَى الْبَرِيدِ وَأُعَرِّفُهُ مِنْ الْأُمُورِ مَا لَا أَقُولُهُ فِي هَذَا الْمَجْلِسِ فَإِنَّ لِلسِّلْمِ كَلَامًا وَلِلْحَرْبِ كَلَامًا. وَقُلْت: لَا شَكَّ أَنَّ النَّاسَ يَتَنَازَعُونَ، يَقُولُ هَذَا أَنَا حَنْبَلِيٌّ وَيَقُولُ هَذَا أَنَا أَشْعَرِيٌّ وَيَجْرِي بَيْنَهُمْ تَفَرُّقٌ وَفِتَنٌ وَاخْتِلَافٌ عَلَى أُمُورٍ لَا يَعْرِفُونَ حَقِيقَتَهَا. وَأَنَا قَدْ أَحْضَرْت مَا يُبَيِّنُ اتِّفَاقَ الْمَذَاهِبِ فِيمَا ذَكَرْته وَأَحْضَرْت (كِتَابَ تَبْيِينِ كَذِبِ الْمُفْتَرِي فِيمَا يُنْسَبُ إلَى الشَّيْخِ أَبِي الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - تَأْلِيفُ الْحَافِظِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ عَسَاكِرَ - رَحِمَهُ اللَّهُ -. وَقُلْت: لَمْ يُصَنَّفْ فِي أَخْبَارِ الْأَشْعَرِيِّ الْمَحْمُودَةِ كِتَابٌ مِثْلُ هَذَا) مجموع الفتاوى 181-182 المجلد 3 .

مع أن تلميذه ابن عبد الهادي انكر على ابن عساكر ووصفه بالكذب في كتابه : (جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر).

وابن تيمية يعلم بأن من سبقه يكفرون الجهمية ، حيث قال : (وَقَدْ كَانَ سَلَفُ الْأُمَّةِ وَسَادَاتُ الْأَئِمَّةِ؛ يَرَوْنَ كُفْرَ الْجَهْمِيَّة أَعْظَمَ مِنْ كُفْرِ الْيَهُودِ كَمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَالْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُمَا) مجموع الفتاوى (2/477) .

قال ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (5/279) : (وذاتاً لا تتصف بصفات الكمال ليست خالق المخلوقات ولو قدر وجودها فهي من أنقص الذوات بل كل حيوان أكمل منها ....) .

 

9- ابن تيمية لا يكفر ابن حزم الظاهري الجهمي .

قال ابن عبدالهادي (ت744هـ) تلميذ ابن تيمية في الطبقات: (مختصر طبقات العلماء) ص401

طبقات علماء الحديث 3/ 350: (قلت: وقد طالعت أكثر كتاب (الملل والنحل) لابن حزم فرأيته قد ذكر فيه عجائب كثيرة ونقولاً غريبة, وهو يدل على قوة ذكاء مؤلفه وكثرة اطلاعه. لكن تبين لي منه أنه جهمي جلد , لا يثبت معاني أسماء الله الحسنى إلا القليل , كالخالق والحق, وسائر الأسماء عنده لا تدل على معنى أصلاً كالرحيم والعليم والقدير ونحوها, بل العلم عنده هو القدرة, والقدرة هي العلم, وهما عين الذات, ولا يدل العلم على معنى زائد على الذات المجردة أصلاً, وهذا عين السفسطة والمكابرة. وكان ابن حزم في صغره قد اشتغل في المنطق والفلسفة) .

قال ابن تيمية : (كذلك أبو محمد بن حزم، مع معرفته بالحديث، وانتصاره لطريقة داود وأمثاله من نفاة القياس أصحاب الظاهر، قد بالغ في نفي الصفات وردها إلى العلم، مع أنه لا يثبت علماً هو صفة، ويزعم أن أسماء الله، كالعليم والقدير ونحوهما، لا تدل على العلم والقدرة، وينتسب إلى الأمام أحمد وأمثاله من أئمة السنة، ويدعي أن قوله هو قول أهل السنة والحديث، ويذم الأشعري وأصحابه ذماً عظيما، ويدعي أنهم خرجوا عن مذهب السنة والحديث في الصفات. ومن المعلوم الذي لا يمكن مدافعته أن مذهب الأشعري وأصحابه في مسائل الصفات أقرب إلى مذهب أهل السنة والحديث من مذهب ابن حزم وأمثاله في ذلك).انظر : درء تعارض العقل والنقل (5/250)

وقال ابن تيمية في سياق ثنائه على ابن حزم : (وَإِنْ كَانَ لَهُ مِنْ الْإِيمَانِ وَالدِّينِ وَالْعُلُومِ الْوَاسِعَةِ الْكَثِيرَةِ مَا لَا يَدْفَعُهُ إلَّا مُكَابِرٌ؛ وَيُوجَدُ فِي كُتُبِهِ مِنْ كَثْرَةِ الِاطِّلَاعِ عَلَى الْأَقْوَالِ وَالْمَعْرِفَةِ بِالْأَحْوَالِ؛ وَالتَّعْظِيمِ لِدَعَائِمِ الْإِسْلَامِ وَلِجَانِبِ الرِّسَالَةِ مَا لَا يَجْتَمِعُ مِثْلُهُ لِغَيْرِهِ. فَالْمَسْأَلَةُ الَّتِي يَكُونُ فِيهَا حَدِيثٌ يَكُونُ جَانِبُهُ فِيهَا ظَاهِرَ التَّرْجِيحِ. وَلَهُ مِنْ التَّمْيِيزِ بَيْنَ الصَّحِيحِ وَالضَّعِيفِ وَالْمَعْرِفَةِ بِأَقْوَالِ السَّلَفِ مَا لَا يَكَادُ يَقَعُ مِثْلُهُ لِغَيْرِهِ مِنْ الْفُقَهَاءِ. وَتَعْظِيمُ أَئِمَّةِ الْأُمَّةِ وَعَوَامِّهَا لِلسُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ وَأَهْلِهِ فِي الْأُصُولِ وَالْفُرُوعِ مِنْ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ: أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُذْكَرَ هُنَا) . مجموع الفتاوى (4/19-20) .

 

9- ابن تيمية لا يكفر من اجتهد وأخطأ في أصل الدين وفروعه .

قال ابن تيمية : (أَنَّ الْمُتَأَوِّلَ الَّذِي قَصْدُهُ مُتَابَعَةُ الرَّسُولِ لَا يَكْفُرُ، بَلْ وَلَا يَفْسُقُ إِذَا اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ. وَهَذَا مَشْهُورٌ عِنْدَ النَّاسِ فِي الْمَسَائِلِ الْعَمَلِيَّةِ. وَأَمَّا مَسَائِلُ الْعَقَائِدِ فَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ كَفَّرَ الْمُخْطِئِينَ فِيهَا. وَهَذَا الْقَوْلُ لَا يُعَرَفُ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ، وَلَا عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّمَا هُوَ فِي الْأَصْلِ مِنْ أَقْوَالِ أَهْلِ الْبِدَعِ، الَّذِينَ يَبْتَدِعُونَ بِدْعَةً وَيُكَفِّرُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ، كَالْخَوَارِجِ وَالْمُعْتَزِلَةِ وَالْجَهْمِيَّةِ، وَوَقَعَ ذَلِكَ فِي كَثِيرٍ مِنْ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ، كَبَعْضِ أَصْحَابِ مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِمْ) منهاج السنة النبوية (5/239،240) .

قال ابن تيمية : (إنّ المجتهد في مثل هذا - يعني: إنكار علوّ الله - من المؤمنين إن استفرغ وسعه في طلب الحقّ ، فإنّ الله يغفر له خطأه وإن حصل منه نوع تقصير، فهو ذنب لا يجب أن يبلغ الكفر، وإن كان يُطلق القول بأنّ هذا الكلام كفر كما أطلق السّلف الكفر على من قال ببعض مقالات الجهميّة، مثل القول بخلق القرآن أو إنكار الرّؤية أو نحو ذلك ممّا هو دون إنكار علوّ الله على الخلق، وأنّه فوق العرش، فإنّ تكفير صاحب هذه المقالة كان عندهم من أظهر الأمور، فإنّ التكفير المطلق مثل الوعيد المطلق، لا يستلزم تكفير الشّخص المعيَّن حتى تقوم عليه الحجّة التي تكفِّر تاركها)[الاستقامة 1 / 163].

 

9- الاكثار من النقل عن المتفلسفة وأهل الكلام وأرباب المنطق اليوناني .

وهذا الأمر طافحة به كتبه للغاية القصوى ، ولكني أذكر مثالاً واحداً فقط .

قال ابن تيمية : تعارض العقل والنقل (2/159) ..

(فنقل أرباب المقالات الناقلون لاختلاف الفلاسفة في الباري ما هو؟ قالوا: قال سقراط وأفلاطون وأرسطو:

ثم قال : (وقال تاليس وبلاطرخس ولوقيوس وكسيفايس وأنبذقليس جميعاً...

ثم قال : (قالوا: وشايعه على هذا القول فيثاغورس ومن بعده إلى زمن أفلاطون.

وقال زينون وديمقراط وساغوريون ...)

ثم قال : (قالوا: وقال انكسيمانس نحو مقالة هذين ....) .درء تعارض العقل والنقل (2/159) .

 

10- ابن تيمية يمدح أهل البدع والضلالة .

وقال يمدح أهل البدع : (ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة وحسنات مبرورة , وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع والانتصار لكثير من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم , وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف لكن لما التبس عليهم هذا لأصل المأخوذ ابتداء عن المعتزلة وهم فضلاء عقلاء احتاجوا إلى طرده والتزام لوازمه ؛ فلزمهم بسبب ذلك من الأقوال ما أنكره المسلمون من أهل العلم والدين) درء التعارض (2/102) .

 

 

11- ابن تيمية يسعى للجمع بين الحنابلة والأشاعرة .

قال ابن تيمية : (والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة, وأنا كنت من أعظم الناس تأليفا لقلوب المسلمين , وطلبا لاتفاق كلمتهم ,وإتباعا لما أمرنا به من الاعتصام بحبل الله , وأزلت عامة ما كان في النفوس من الوحشة) مجموع الفتاوى (3|228).

 

12- عدم تكفير ابن تيمية لمن عبد النجوم والكواكب واعتقد بالسحر .

فابن تيمية لا يكفر الرازي الخبيث مع علمه بتآليفه الكفرية الكثيرة التي تدعو للسحر وإنكار النبوات .

قال ابن تيمية : ( حتى صنّف في السحر وعبادة الأصنام وهو الجبت والطاغوت، وإن كان قد أسلم من هذا الشرك، وتاب من هذه الأمور، فهذه الموالاة والمعاداة لعلها في تلك الأوقات، ومن كان بتلك الأحوال فهو قبل الإسلام والتوبة....) بيان تلبيس الجهمية (1/409). درء تعارض العقل والنقل (2/177) .

وقال ابن تيمية : (وَأَبْلَغُ مِنْ ذَلِكَ: أَنَّ مِنْهُمْ مَنْ يُصَنِّفُ فِي دِينِ الْمُشْرِكِينَ وَالرِّدَّةِ عَنْ الْإِسْلَامِ كَمَا صَنَّفَ الرَّازِي كِتَابَهُ فِي عِبَادَةِ الْكَوَاكِبِ وَالْأَصْنَامِ وَأَقَامَ الْأَدِلَّةَ عَلَى حُسْنِ ذَلِكَ وَمَنْفَعَتِهِ وَرَغَّبَ فِيهِ وَهَذِهِ رِدَّةٌ عَنْ الْإِسْلَامِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَإِنْ كَانَ قَدْ يَكُونُ تَابَ مِنْهُ وَعَادَ إلَى الْإِسْلَامِ.) مجموع الفتاوى 4/55) .وقريباً منه في موضع آخر ، مجموع الفتاوى (18/55) .

قال ابن تيمية : ( وإن كان هو قد استقر أمره (أي الرازي) على أنه لا يكفر أحداً من أهل القبلة، لا لهم (أي الكرامية) ولا للمعتزلة ولا لأمثالهم) . تعارض العقل والنقل (2/177) ..

وأثبت الذهبي أن الرازي صاحب كتاب في السحر .

 

13- عدم تكفيره الرافضة ، وإجازته الزواج منهم .

قال ابن تيمية : (ولذلك أهل البدع والضلال من "المسلمين" كالرافضة وغيرهم يحجون إلى المشاهد وقبور شيوخهم وأئمتهم ويسمون ذلك حجًا) "الجواب الباهر في زوّار المقابر" (ص 231).

كذلك فإن ابن تيمية يجيز الزواج من الرافضيات !!!

وَسُئِلَ:عَنْ " الرَّافِضَةِ " هَلْ تُزَوَّجُ؟

فَأَجَابَ: الرَّافِضَةُ الْمَحْضَةُ هُمْ أَهْلُ أَهْوَاءٍ وَبِدَعٍ وَضَلَالٍ وَلَا يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يُزَوِّجَ مُوَلِّيَتَهُ مِنْ رافضي ، وَإِنْ تَزَوَّجَ هُوَ رافضية صَحَّ النِّكَاحُ ، إنْ كَانَ يَرْجُو أَنْ تَتُوبَ وَإِلَّا فَتَرْكُ نِكَاحِهَا أَفْضَلُ لِئَلَّا تُفْسِدَ عَلَيْهِ وَلَدَهُ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ) ، كما في مجموع الفتاوى 32/ 61

 

14- ابن تيمية يكذب على السلف وعلى الإمام أحمد بن حنبل ..

قال ابن تيمية : (ثم إن الإمام أحمد دعا للخليفة وغيره، ممن ضربه وحبسه، واستغفر لهم، وحللهم مما فعلوه به من الظلم والدعاء إلى القول الذى هو كفر، ولو كانوا مرتدين عن الإسلام لم يجز الاستغفار لهم؛ فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنة والإجماع، وهذه الأقوال والأعمال منه ومن غيره من الأئمة صريحة في أنهم لم يكفروا المعينين من الجهمية) مجموع الفتاوى (12/489) .

يزعم ابن تيمية أن أحمد عذر بالجهل من قال بقول الجهمية من العوام .

قال ابن تيمية : (ومع هذا فالإمام أحمد رحمه الله تعالى ترحم عليهم واستغفر لهم، لعلمه بأنهم لم يبين لهم أنهم مكذبون للرسول، ولا جاحدون لما جاء به، ولكن تأولوا فأخطئوا، وقلدوا من قال لهم ذلك...) مجموع الفتاوى (23/349) .

قال ابن تيمية : (وَأَمَّا السَّلَفُ وَالْأَئِمَّةُ فَلَمْ يَتَنَازَعُوا فِي عَدَمِ تَكْفِيرِ " الْمُرْجِئَةِ " وَ " الشِّيعَةِ " الْمُفَضِّلَةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَلَمْ تَخْتَلِفْ نُصُوصُ أَحْمَدَ فِي أَنَّهُ لَا يُكَفَّرُ هَؤُلَاءِ) مجموع الفتاوى (3/351).

ثم قال : (وَأَمَّا الْخَوَارِجُ وَالرَّوَافِضُ فَفِي تَكْفِيرِهِمْ نِزَاعٌ وَتَرَدُّدٌ عَنْ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ) ، مجموع الفتاوى (3/352) .

وكذب هو وتلميذه ابن مفلح ، حيث قال ابن مفلح : (وَرُوِيَ عَنْ إبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيِّ أَنَّهُ جَعَلَهُمْ فِي حِلٍّ وَقَالَ لَوْلَا أَنَّ ابْنَ أَبِي دَاوُد دَاعِيَةٌ لَأَحْلَلْتُهُ. وَرَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ أَنَّهُ أَحَلَّ ابْنَ أَبِي دَاوُد وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِسْحَاقَ فِيمَا بَعْدُ) الآداب الشرعية (1/70،71) طبعة عالم الكتب.

وكذب ابن تيمية أيضاً على أحمد بن حنبل في جواز القسم بالنبي صلى الله عليه وسلم .

وحكى ابن تيمية عن ابن حنبل جواز الحلف بالنبي صلى الله عليه و سلم, فقال في الجواب الباهر: "وعن أحمد بن حنبل رواية أنه يحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة" .

 

15- عدم تكفير ابن تيمية للمأمون .

قال ابن أبي شيبة في المصنف 33137: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ وَبَرَةَ ، عَنْ خَرَشَةَ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ : هَلاَكُ الْعَرَبِ إذَا بَلَغَ أَبْنَاءُ بَنَاتِ فَارِسَ. 

وهذا ينطبق أشد ما يكون على المأمون ..

قال الخلال في السنة 1708: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَطَرٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ , قَالَ : قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ : إِنَّهُمْ مَرُّوا بِطَرَسُوسَ بِقَبْرِ رَجُلٍ , فَقَالَ أَهْلُ طَرَسُوسَ : الْكَافِرُ , لاَ رَحِمَهُ اللَّهُ .فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : نَعَمْ , فَلاَ رَحِمَهُ اللَّهُ , هَذَا الَّذِي أَسَّسَ هَذَا , وَجَاءَ بِهَذَا.

وهذا سند صحيح ، وهذا القبر هو قبر المأمون إذ ليس يعرف عن الجهم أو الجعد أو غيرهم من الرؤوس أن قبورهم كانت بطرسوس .

قال ابن تيمية : (وَلِهَذَا كَثُرَ ذِكْرُ " طرسوس " فِي كُتُبِ الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ الْمُصَنَّفَةِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ لِأَنَّهَا كَانَتْ ثَغْرَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى كَانَ يَقْصِدُهَا أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ وَالسَّرِيُّ السقطي؛ وَغَيْرُهُمَا مِنْ الْعُلَمَاءِ وَالْمَشَايِخِ لِلرِّبَاطِ وَتُوُفِّيَ الْمَأْمُونُ قَرِيبًا مِنْهَا) ، مجموع الفتاوى (27/53) ..

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (10/ 289) في ترجمة المأمون :" تُوُفِّيَ: بِالبَذَنْدُوْنَ ، فَنَقَلَهُ ابْنُه العَبَّاسُ، وَدَفَنَهُ بِطَرَسُوْسَ، فِي دَارِ خَاقَانَ خَادِمِ أَبِيْهِ" انتهى .

ومن الذين كفروا المأمون : أحمد بن نصر الخزاعي ، كما في ( الحجة في بيان المحجة ) للأصبهاني ، انه كان يلعنه ويقول عنه خنزير !

قال الخلال رحمه الله : أخبرني الحسن بن ثواب المخرمي قال : قلت لأحمد بن حنبل : ابن أبي دواد ؟ قال : كافر بالله العظيم .السنة للخلال ( 5 / 117) وهو أيضا عند الخطيب في تاريخ بغداد ( 4/153) .

ورد في كتاب "الأحكام السلطانية" لأبي يعلى الفراء: قال في رواية حنبل: "وأي بلاء كان أكبر من الذي كان أحدث عدو الله وعدو الإسلام: من إماتة السنة؟" يعني الذي كان أحدث قبل المتوكل فأحيا المتوكل السنة. وقال فيما رأيته على ظهر جزء من كتب أخي رحمه الله " حدثنا أبو الفتح بن منيع قال " سمعت جدي يقول: كان أحمد إذا ذكر المأمون قال: كان لا مأمون". وقال في رواية الأثرم في امرأة لا ولي لها " السلطان" فقيل له: تقول السلطان، ونحن على ما ترى اليوم؟ وذلك في وقت يمتحن فيه القضاة. فقال " أنا لم أقل على ما نرى اليوم، إنما قلت السلطان". وهذا الكلام يقتضي الذم لهم والطعن عليهم، ولا يكون هذا إلا وقد قدح ذلك في ولايتهم) انتهى.

قال الصفدي في الغيث المسجم في شرح لامية العجم 1/79 : حدثني من أثق به أن الشيخ تقي الدين أحمد بن تيمية رحمه الله كان يقول : (ما أظن أن الله يغفل عن المأمون ولا بد أن يقابله على ما اعتمده من مع هذه الأمة من إدخال هذه العلوم الفلسفية بين أهلها) .وذكر هذه المقالة عنه السيوطي ، في كتابه : صون المنطق (ص9) ، وأوردها كذلك السفاريني في كتابه "لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية شرح الدرية المضية في عقيدة الفرقة المرضية" (9/1) ، وذكرها من المعاصرين ، محب الدين الخطيب  في تحقيقه لـ " العواصم من القواصم ".

قال الجويني الأشعري! في الغياثي عن المأمون ص193:" ولو قلت إنه مطالب بمغبات البدع والضلالات ، في الموقف الأهول في العرصات ، لم أكن مجازفاً "

 

16- دفاع ابن تيمية عن أبي حنيفة الجهمي ، وتكذيبه للسلف .

قال ابن تيمية في المنهاج ( 2/619-620 ) : ( كما أن أبا حنيفة وإن كان الناس خالفوه في أشياء وأنكروها عليه فلا يستريب أحد في فقهه وفهمه وعلمه ، وقد نقلوا عنه أشياء يقصدون بها الشناعة عليه وهي كذب عليه قطعا) .

يقول ابن تيمية كما في المجموع (5/256): (وكذلك أبو حنيفة - رحمة الله عليه - فإن الاعتقاد الثابت عنه في التوحيد والقدر ونحو ذلك موافق لاعتقاد هؤلاء واعتقاد هؤلاء هو ما كان عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان وهو ما نطق به الكتاب والسنة).

قال ابن تيمية : (وفي كتاب الفقه الأكبر المشهور عند أصحاب أبي حنيفة الذي رووه بالإسناد عن أبي مطيع بن عبد الله البلخي قال: سألت أبا حنيفة عن الفقه الأكبر فقال: لا تكفرن أحداً بذنب، ولا تنف أحداً به من الإيمان، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتعلم أنما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطئك لم يكن ليصبك)، ( في مجموع الفتاوى -الرسالة الحموية- 5/46.)

 

17- ابن تيمية يمدح مشايخ الصوفية .

قال ابن تيمية في الفرقان بين أوليان الرحمن وأولياء الشيطان (ص 233) : فإن الجنيد – قدس الله روحه- كان من أئمة الهدى فسئل عن التوحيد فقال : (التوحيد : إفراد الحدوث عن القدم) فبين أن التوحيد أن تميز بين القديم والمحدث وبين الخالق والمخلوق) .

وقال ابن الجوزي في تلبيس إبليس (ص 210) : (قال السراج: وكم من مرة قد أخذ الجنيد مع علمه، وشهد عليه بالكفر والزندقة) .

ومن شطحاته ما جاء في تلبيس إبليس (ص 208)، وسير أعلام النبلاء (14/66) .

عنه قال: (مَا أَخَذْنَا التَّصَوُّفَ عَنِ القَالِ وَالقِيْلِ، بَلْ عَنِ الجُوْعِ، وَتَركِ الدُّنْيَا، وَقَطْعِ المَأْلُوفَاتِ.) .

والذي يظهر أنه يقصد بقال وقيل : قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم !!

قال ابن تيمية في الاستقامة (1/146) : (حدثنا عبدالله بن علي التميمي الصوفي يحكي عن الحسين بن علي الدامغاني قال سئل أبو بكر الزاهد عن المعرفة فقال : (المعرفة اسم ومعناها وجود تعظيم في القلب يمنعك عن التعطيل والتشبيه) ، وقال أبو الحسن البوشنجي رحمه الله : (التوحيد أن يعلم أنه غير مشبه للذوات ولا منفي الصفات) .

 

18- أحدث ابن تيمية مصطلح : (مرجئة الفقهاء) دفاعاً عن أبي حنيفة والجهمية .

قال ابن تيمية : (وَلِهَذَا لَمْ يُكَفِّرْ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ أَحَدًا مِنْ " مُرْجِئَةِ الْفُقَهَاءِ " بَلْ جَعَلُوا هَذَا مِنْ بِدَعِ الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ؛ لَا مِنْ بِدَعِ الْعَقَائِدِ فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النِّزَاعِ فِيهَا لَفْظِيٌّ ، لَكِنَّ اللَّفْظَ الْمُطَابِقَ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ هُوَ الصَّوَابُ فَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَقُولَ بِخِلَافِ قَوْلِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ لَا سِيَّمَا وَقَدْ صَارَ ذَلِكَ ذَرِيعَةً إلَى بِدَعِ أَهْلِ الْكَلَامِ مِنْ أَهْلِ الْإِرْجَاءِ وَغَيْرِهِمْ وَإِلَى ظُهُورِ الْفِسْقِ فَصَارَ ذَلِكَ الْخَطَأُ الْيَسِيرُ فِي اللَّفْظِ سَبَبًا لِخَطَأِ عَظِيمٍ فِي الْعَقَائِدِ وَالْأَعْمَالِ)، مجموع الفتاوى (7/394) .

لذلك تأثر به ابن أبي العز شارح الطحاوية فقال : (وَالِاخْتِلَافُ الَّذِي بَيْنَ أَبِي حَنِيفَةَ وَالْأَئِمَّةِ الْبَاقِينَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ - اخْتِلَافٌ صُورِيٌّ. فَإِنَّ كَوْنَ أَعْمَالِ الْجَوَارِحِ لَازِمَةً لِإِيمَانِ الْقَلْبِ، أَوْ جُزْءًا مِنَ الْإِيمَانِ، مَعَ الِاتِّفَاقِ عَلَى أَنَّ مُرْتَكِبَ الْكَبِيرَةِ لَا يَخْرُجُ مِنَ الْإِيمَانِ، بَلْ هُوَ فِي مَشِيئَةِ اللَّهِ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ -: نِزَاعٌ لَفْظِيٌّ، لَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ فَسَادُ اعْتِقَادٍ) ، شرح الطحاوية (2/462) .

 

19- ابن تيمية لا يكفر مرجئة الفقهاء ولا أعيان الجهمية !!

قال ابن تيمية : (وَهَؤُلَاءِ مِنْ مُرْجِئَةِ الْفُقَهَاءِ ....) .

إلى أن قال : (ثُمَّ إنَّ " السَّلَفَ وَالْأَئِمَّةَ " اشْتَدَّ إنْكَارُهُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ وَتَبْدِيعُهُمْ وَتَغْلِيظُ الْقَوْلِ فِيهِمْ؛ وَلَمْ أَعْلَمِ أَحَدًا مِنْهُمْ نَطَقَ بِتَكْفِيرِهِمْ؛ بل هُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّهُمْ لَا يُكَفَّرُونَ فِي ذَلِكَ؛ وَقَدْ نَصَّ أَحْمَد وَغَيْرُهُ مِنْ الْأَئِمَّةِ: عَلَى عَدَمِ تَكْفِيرِ هَؤُلَاءِ الْمُرْجِئَةِ. وَمَنْ نَقَلَ عَنْ أَحْمَد أَوْ غَيْرِهِ مِنْ الْأَئِمَّةِ تَكْفِيرًا لِهَؤُلَاءِ؛ أَوْ جَعَلَ هَؤُلَاءِ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ الْمُتَنَازَعِ فِي تَكْفِيرِهِمْ فَقَدْ غَلِطَ غَلَطًا عَظِيمًا؛ وَالْمَحْفُوظُ عَنْ أَحْمَد وَأَمْثَالِهِ مِنْ الْأَئِمَّةِ؛ إنَّمَا هُوَ تَكْفِيرُ الْجَهْمِيَّة وَالْمُشَبِّهَةِ وَأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ وَلَمْ يُكَفِّرْ أَحْمَد " الْخَوَارِجَ " وَلَا " الْقَدَرِيَّةَ " إذَا أَقَرُّوا بِالْعِلْمِ؛ وَأَنْكَرُوا خَلْقَ الْأَفْعَالِ وَعُمُومَ الْمَشِيئَةِ؛ لَكِنْ حُكِيَ عَنْهُ فِي تَكْفِيرِهِمْ رِوَايَتَانِ. وَأَمَّا " الْمُرْجِئَةُ " فَلَا يَخْتَلِفُ قَوْلُهُ فِي عَدَمِ تَكْفِيرِهِمْ؛ مَعَ أَنَّ أَحْمَد لَمْ يُكَفِّرْ أَعْيَانَ الْجَهْمِيَّة وَلَا كُلَّ مَنْ قَالَ إنَّهُ جهمي كَفَّرَهُ وَلَا كُلَّ مَنْ وَافَقَ الْجَهْمِيَّة فِي بَعْضِ بِدَعِهِمْ؛ بَلْ صَلَّى خَلْفَ الْجَهْمِيَّة الَّذِينَ دَعَوْا إلَى قَوْلِهِمْ وَامْتَحَنُوا النَّاسَ وَعَاقَبُوا مَنْ لَمْ يُوَافِقْهُمْ بِالْعُقُوبَاتِ الْغَلِيظَةِ لَمْ يُكَفِّرْهُمْ أَحْمَد وَأَمْثَالُهُ؛ بَلْ كَانَ يَعْتَقِدُ إيمَانَهُمْ وَإِمَامَتَهُمْ؛ وَيَدْعُو لَهُمْ؛ وَيَرَى الِائْتِمَامَ بِهِمْ فِي الصَّلَوَاتِ خَلْفَهُمْ وَالْحَجَّ وَالْغَزْوَ مَعَهُمْ وَالْمَنْعَ مِنْ الْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ مَا يَرَاهُ لِأَمْثَالِهِمْ مِنْ الْأَئِمَّةِ. وَيُنْكِرُ مَا أَحْدَثُوا مِنْ الْقَوْلِ الْبَاطِلِ الَّذِي هُوَ كُفْرٌ عَظِيمٌ وَإِنْ لَمْ يَعْلَمُوا هُمْ أَنَّهُ كُفْرٌ؛ وَكَانَ يُنْكِرُهُ وَيُجَاهِدُهُمْ عَلَى رَدِّهِ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ؛ فَيَجْمَعُ بَيْنَ طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فِي إظْهَارِ السُّنَّةِ وَالدِّينِ وَإِنْكَارِ بِدَعِ الْجَهْمِيَّة الْمُلْحِدِينَ؛ وَبَيْنَ رِعَايَةِ حُقُوقِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ الْأَئِمَّةِ وَالْأُمَّةِ؛ وَإِنْ كَانُوا جُهَّالًا مُبْتَدِعِينَ؛ وَظَلَمَةً فَاسِقِينَ) مجموع الفتاوى : (7/507-508) .

 

19- ابن تيمية تاب وتراجع عن مذهب السلف ، إلى مذهب الأشعري وأشهد على ذلك علماء عصره .

مع قول ابن تيمية : (وأبو الحسن الأشعري نصر قول جهم في الإيمان) .

[مجموع الفتاوى لابن تيمية 7/ 120 - 121]

 

وننقل هنا تاريخ الواقعة ونص التوبة من (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة) لابن حجر العسقلاني .

ومن كتاب (نهاية الأرب في فنون الأدب) للنويري المعاين للحادثة والمتوفى (سنة 733) ، وهذا نصه :

[وأما تقي الدين فإنه استمر في الجب بقلعة الجبل إلى أن وصل الأمير حسام الدين مهنا إلى الأبواب السلطانية في شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعمائة، فسأل السلطان في أمره وشفع فيه، فأمر بإخراجه، فأخرج في يوم الجمعة الثالث والعشرين من الشهر وأحضر إلى دار النيابة بقلعة الجبل، وحصل بحث مع الفقهاء، ثم اجتمع جماعة من أعيان العلماء ولم تحضره القضاة، وذلك لمرض قاضي القضاة زين الدين المالكي، ولم يحضر غيره من القضاة، وحصل البحث، وكتب خطه ووقع الإشهاد عليه وكتب بصورة المجلس مكتوب مضمونه:

بسم الله الرحمن الرحيم

شهد من يضع خطه آخره أنه لما عقد مجلس لتقي الدين أحمد بن تيمية الحراني الحنبلي بحضرة المقر الأشرف العالي المولوي الأميري الكبيري العالمي العادلي السيفي ملك الأمراء سلار الملكي الناصري نائب السلطنة المعظمة أسبغ الله ظله، وحضر فيه جماعة من السادة العلماء الفضلاء أهل الفتيا بالديار المصرية بسبب ما نقل عنه ووجد بخطه الذي عرف به قبل ذلك من الأمور المتعلقة باعتقاده أن الله تعالى يتكلم بصوت، وأن الاستواء على حقيقته، وغير ذلك مما هو مخالف لأهل الحق، انتهى المجلس بعد أن جرت فيه مباحث معه ليرجع عن اعتقاده في ذلك، إلى أن قال بحضرة شهود: (أنا أشعري) ورفع كتاب الأشعرية على رأسه، وأشهد عليه بما كتب خطا وصورته:

((الحمد لله، الذي أعتقده أن القرآن معنى قائم بذات الله، وهو صفة من صفات ذاته القديمة الأزلية، وهو غير مخلوق، وليس بحرف ولا صوت، كتبه أحمد بن تيمية.

والذي أعتقده من قوله: (الرحمن على العرش استوى) أنه على ما قاله الجماعة، أنه ليس على حقيقته وظاهره، ولا أعلم كنه المراد منه، بل لا يعلم ذلك إلا الله تعالى، كتبه أحمد بن تيمية.

والقول في النزول كالقول في الاستواء، أقول فيه ما أقول فيه، ولا أعلم كنه المراد به بل لا يعلم ذلك إلا الله تعالى، وليس على حقيقته وظاهره، كتبه أحمد بن تيمية، وذلك في يوم الأحد خامس عشرين شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعمائة)) .

هذا صورة ما كتبه بخطه، وأشهد عليه أيضا أنه تاب إلى الله تعالى مما ينافي هذا الاعتقاد في المسائل الأربع المذكورة بخطه، وتلفظ بالشهادتين المعظمتين، وأشهد عليه بالطواعية والاختيار في ذلك كله بقلعة الجبل المحروسة من الديار المصرية حرسها الله تعالى بتاريخ يوم الأحد الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعمائة، وشهد عليه في هذا المحضر جماعة من الأعيان المقنتين والعدول، وأفرج عنه واستقر بالقاهرة .. ] اهـ. ، هذا كلام النويري، ونحوه كلام ابن حجر، ونقل هذه التوبة غيرهما أيضا، وفيما ذكرنا كفاية.

 

20- ابن تيمية يقول بفناء النار .

اشتهر عن ابن تيمية القول بفناء النار !!! ولقد كفره السبكي إن لم يتب ابن تيمية من هذا القول ..

ويذكر عن ابن تيمية أنه ألف رسالة في ذلك !!!

وموجود منها نسخة في مكتبة تشستربتي المحفوظة تحت الرقم 3406 (6)، حيث صدرت بها رسالة تقي الدين السبكي: (الاعتبار في بقاء الجنة والنار) ..

وقرر فناء النار ابن القيم الجهمي الثاني في كتابه : (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) بما لا يدع مجالاً للشك . وهو قول مبتدع لم يعرف عن الصحابة رضي الله عنهم ، ولا يصح عنهم .

الخاتمة :

قال السبكي لما اطلع على كتاب منهاج السنة النبوية :

يحاول الحشو أنى كان فهو له ... حثيثُ سيرٍ بشرق أو بمغربه

ذكره الصفدي (ت 864) في الوافي بالوفيات ، (21/172) .

وقال ابن حجر الهيتمي : (ابن تيمية عبد خذله الله تعالى وأضله، وأعماه وأصمه وأذله، بذلك صرح الأئمة الذي بينوا فساد أحواله، وكذب أقواله، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته، وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي الحسن السبكي، وولده التاج، والشيخ الإمام العز بن جماعة، وأهل عصرهم من الشافعية والمالكية، والحنفية) (الفتاوى الحديثية (1/83) دار الفكر.

ولكن لا يشك أحد من العقلاء أن ابن تيمية أقرب إلى الحق من معاصريه من الجهمية والأشاعرة وغيرهم من أهل البدع قاطبة ..

ولكن هذا لا يعني أنه حقق التوحيد وأنه من أهل السنة والجماعة ..

بل هو من أهل البدع ؛ كما هو معروف فإن أهل البدع كان يرد بعضهم على بعض ..

فيجب على كل من نصح لنفسه إتباع الحق واطراح أقوال الرجال والبراءة منه ..

والله الموفق ..

 

كتبه/ صالح بن سعود العقيلي

يوم الجمعة الثامن من شهر رجب الحرام لعام 1437 من الهجرة .

مدينة الرياض ، قلب جزيرة العرب .