بسم الله الرحمن الرحيم
العنوان: [ تعليق على القصف الأمريكي الأخير على اليمن ]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ وبعد:
شاهد العالم أجمع في الأسبوع الماضي حملات القصف الأمريكي التي طالت المسلمين في يمن الإيمان والحكمة، وسقط إثرها الشهداء من المجاهدين ومن عموم المسلمين في البيضاء وأبين وشبوة، نسأل الله أن يتقبلهم عنده ويرفع منازلهم وأن يعوضنا وأهليهم خيرا.
وعلى ضوء ذلك؛ ننوه إلى أن هذا القصف وسواه ما هو إلا جولة من جولات الحرب التي تخوضها الأمة المسلمة ضد العدو الصهيوصليبي وعملائه، ونطمئن إخواننا المسلمين أن المجاهدين وقيادتهم بفضل الله بخير حال على خلاف ما تحاول أن تروج له حكومة صنعاء العميلة، ومن جملة ذلك ما أشاعوه في وسائل الإعلام عن قتلهم ثلاثة مجاهدين بينهم قيادي في القاعدة خلال إنزال نفذته قوات يمنية -بزعهم- على سيارة للمجاهدين في شبوة وهو كذب فاضح، إذ أن المجاهدين الثلاثة الذين قتلوا ليس بينهم أي قيادي من تنظيم القاعدة.
ونقول للعدو الأمريكي: إن الأمة المسلمة قد استعصت على الانقياد والرضوخ للمحتلين الغاصبين، وإن الحرب لا تولد إلا الحرب، واسألوا بريطانيا الشمطاء لماذا ولت هاربة من اليمن؟ لقد استخدمت الطائرات كما استخدمتموها، ووظفت الجواسيس كما وظفتموهم، وجندت الجنود كما فعلتم، بل وزادت على ذلك بإنشاء مستعمرة بريطانية خالصة في عدن، وإنكم لتسيرون على نفس الخطى وستنتهون إلى ذات المصير -بإذن الله-.
أمةٌ في الأرضِ لا يقهرُها مُجرمٌ بل هي ذُلُ المُجرِمِ
لا تَقُل ذَلَتْ فَما يَصدقُ أن يَسْتَذِلَ الفَأرُ ليْثَ الأجَمِ
لقد قاتل أجدادنا بريطانيا وعملاءها، ونحن نجاهد بعون الله ومدده وقوته أمريكا وعملاءها ونحرض المسلمين على ذلك امتثالاً لقول الله عز وجل: (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأساً وأشد تنكيلا).
والحديث عن أمريكا وعملائها يجرنا للحديث عن حكومة صنعاء العميلة فنقول: سبق هذه الحملة الأمريكية زيارات متعددة لوزير الدفاع مع وفد عسكري وصحفي إلى أسيادهم في واشنطن، وعوضاً عن جلب المساعدات المزعومة للشعب الفقير المعدم جلبت عليهم حكومة صنعاء البلاء والقصف والدمار، فكانوا أشأم على قومهم من أبي رغال، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وإن هذه الحرب الأمريكية التي اختارت حكومة صنعاء أن تشارك فيها وأن تقوم خلالها بدور العميل والجاسوس ستطحن رحاها كل ما يجمعون من الحطام الزائل والمناصب والرتب، فقد ولت أمريكا هاربة من فيتنام بعد أن استفرغت وسعها في قصف الشعب الفيتنامي ثم تركت عملاءها لمصيرهم، وذات الأمر يتكرر في أفغانستان والعراق، وسيلقى عملاء أمريكا في جزيرة العرب نفس المصير -بإذن الله-.
نقول ذلك بعد أن بذلنا كافة الأسباب لتجنيب الجيش الظهور في معارك خاسرة لا محالة ضد المجاهدين.
ولقد كان أولى بحكومة صنعاء عوضاً عن الانجرار في أتون هذه الحرب الخاسرة أن تلبي نداءات المسلمين من أهل السنة في شمال البلاد بعد أن استفردت بهم جماعة الحوثي تمارس جرائمها على مرأى ومسمع من كل أحد، فإين وطنية الجيش المزعومة، وأين دوره الذي يفترض أن يكون؟ أم أن فوهة البندقية لا توجه إلا وفق الرغبة الأمريكية؟
وفي الختام؛ نشكر لإخواننا المسلمين في كل مكان موقفهم الذي استنكروا فيه هذه الجرائم الأمريكية البشعة في يمن الإيمان والحكمة، ونؤكد لهم أن جهادنا مستمر لا يرده كيد كائد، ولا يضعفه مكر ماكر، ولن نضع سلاحنا -بإذن الله- حتى تعود لأمتنا المسلمة حقوقها المغصوبة، وندحر المحتل ونردع المعتدي، وتحكم الأمة بالشرع ويقام العدل وتبسط الشورى.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين