بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:
فنظراً للمستجدات التي طرأت على الساحة خلال الفترة الأخيرة فإن الجبهة الإسلامية تؤكد على موقفها من المحاور التالية :
1- إنَّ أي إعلانٍ على أرض الشام لخلافةٍ أو إمارةٍ أو حكوماتٍ لا يختارها أهل الشام ولا يُقِرُّها أهل الحل والعقد منهم هي إعلانات باطلةٌ لا تترتب عليها آثارها الشّرعية ولا تخص سوى أصحابها وإن النظام النصيري المجرم يراهن في بقائه منذ فترةٍ طويلةٍ على آثار مثلِ تلكمُ الإعلانات وارتداداتها الداخلية والخارجية والتنازع الذي يحصل من جرائها مما يوجب تفويت الفرصة عليه بالتزام جميع الفصائل الشَّامية قدرا عالياً من الحكمة والمسؤولية.
2- وجوب معالجة حالات الفوضى والفساد والانفلات والمنكرات الحاصلة في بعض المناطق المحررة بحزم ورسوخ طاعةً لله ثم رحمةً بهذا الشعب المنكوب الذي أثقلته الخطوب والنوازل حيث تتم تلك المعالجة عن طريق دعم الهيئات والجهات الشرعية المشكَّلة بتوافقِ جميعِ الفصائل والجماعات الفاعلة في كل منطقة ومؤازرتها بكل ما تحتاجه لإنجاح هذه المهمَّة ويجب الرجوع إلى أهل العلم والمؤهلين لتحديدِ ما لا يجوز تأجيله ولا تأخير معالجته من تلكم المخالفات.
3- تؤكد الجبهة الإسلامية على أن المنظومة الكاملة للحكم والتي تشتمل على نظامٍ متكاملٍ لإدارة البلاد وتوفير ضرورياتها وإقامة الحدود الشرعية بتمامها هو أمر لا تطيق القيام به جماعةٌ لوحدها و يجب أن يسبقه التمكين التَّام والانتهاء من دفع الصائل النصيري وإسقاط نظامه.
4- تحذر الجبهة الإسلامية من قيام أي فصيل بالتعامل مع باقي فصائل الشام من منطلق كونه هو الحاكم الشرعي، وأن ذلك سوف يتسبب في فتح باب فتنةٍ وشرٍّ عظيمٍ وسفكٍ للدماء ربما يجهض ثورة أهل الشام ويذهب بآمالهم في الانتصار بهذه المعركة التي ارتقى خلالها مئاتُ الآلاف من الشهداء والجرحى وتهجَّر بسببها ملايين المشردين، فالله الله في دماء المسلمين وأعراضهم، والله الله في جهادهم وتضحياتهم.
ونسأل الله أن يبرم لهذه الأمة أمر رشد وأن يعجل الفرج والتمكين لأهل الإسلام في بلاد الشام إنه سميع مجيب.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
الجبهة الإسلامية - الهيئة السياسية