بسْم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد :
فقد شاهدت كما شاهد غيري في اليوتيوب ، ومواقع التواصل الإجتماعي من تويتر وفيس بوك و واتساب وغيرها: فيلمًا قصيرًا باسم ( المال الحرام ) من إنتاج ما يسمى بنيزك ، -ولا أدري من هي نيزك هذه- ؟!!!
ولي مع هذا الفيلم وقفات :
الوقفة الأولى :
ضرب مثلا بإيران إبان حكم الشاه بما يزعم أن دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة والحبيبة إلى قلوبنا فعلت كما فعلت أمريكا، وأعداء إيران الرافضية -كما يزعم -؛ لخلع محمد مصدق الشيعي .
وهذا والله من عدم توفيق الله له، فضرب المثل يكون لمن بلغ من الحق الشيء الكثير ؛ فَلَو ضرب مثلاً بما فعلته دولة الخلافة ( الخرافة ) العثمانية عندما أمدت حاكم مصر محمد علي باشا وجيشه للقضاء على دولة التوحيد والسنة السعودية الأولى لكان أبلغ في وصول المراد ، لكن التوفيق من الله .
الوقفة الثانية :
محاولته تلميع دعاة التحزب والثورات، وأنهم وقفوا في وجه أعداء الدين، ومن يحاول النيل من هذه الدولة المباركة دولة التوحيد والسنة السعودية -أعزها الله بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم-؛ وذلك بأنهم هم من وقفوا في وجه دعاة ثورة حنين، ووأدوها -كما يزعم - في مهدها وقبرها.
وشاهد الحال - والحمد لله - أننا ممن شهد هذه الواقعة الفاسدة، ورأينا بأم أعيننا، وسمعنا بآذاننا من هم الرجال الصادقون الذين وقفوا سدًا منيعًا في وجه أولئك الذين أرادوا بِنَا وبهذه البلاد الطيبة السوء والمكروه ؛ فخطب الرجال المخلصون من أهل السنة السلفيين، وكذلك كتاباتهم في الانترنت موثقة ولله الحمد .
وعلى النقيض من ذلك؛ لم نجد لأولئك كثير رد، ووقفة صادقة في وجه أعداء الدين والوطن ؛ بل أن ( نيزك ) نفسه لم يدلل على كلامه من خطب، وكلمات، وكتابات أولئك القوم ؛ فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على إفلاسه من دعم حجته، وبيانه بالدليل والبرهان، ويثبت أن القوم صرعى هواهم وحزبهم .
الوقفة الثالثة :
نحن لا نتفق كثيرًا مع وسيم يوسف، لكن ماجاء به من كلمات ومقاطع للعريفي، وناصر العمر، و يوسف الأحمد، وعوض القرني، وسلمان العودة، وغيرهم لم يأتِ بشيء من كيسه، وإنما نقل ما نطقت به ألسنتهم، وكتبته أيديهم، بالصوت والصورة .
الوقفة الرابعة :
أنقل للقاري الكريم بعضًا من ما تفوهت به ألسنة القوم وكتاباتهم؛ ليكون على بصيرة وعلم :
فهاهو العريفي في عز الثورات يوؤل حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي خرجه الامام مسلم في صحيحه من حديث حُذيفة رضي الله عنه : ( اسمع للأمير وإن جلد ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع ) على غير تفسير السلف له ، بل أخذ يهون من الخروج على الحاكم، وأن ذلك الحديث إنما هو فيما لو اعتدى الحاكم على واحد من الناس وظلمه، فإنه يصبر بعكس لو ظلم الشعب كله فلا يسمع ولا يطيع ؛ ثم كذب على النووي وأحال فهمه السقيم للحديث للنووي ولم يأتِ بما يؤيد ذلك إلى هذا اليوم !!!
وكان الأولى به في هذه الظروف الحرجة أن يحث على السمع والطاعة، والصبر، والالتفاف حول ولاة أمور المسلمين
فهل هذا يدعو إلى المحافظة على دماء المسلمين ؟!!!
وهذا ناصر العمر الذي أشاد بالثورات في بلدان المسلمين، وتوعد باقي حكام المسلمين، ولم يستثن المملكة العربية السعودية من ذلك
بل كان من الداعين للتجمهر حول الديوان الملكي، وهو يعلم أن ذلك لا يقره شرع ولا نظام
فهل يكون مثل هذا ممن يحافظ على بلاد الحرمين -أيدها الله بتوفيقه- ؟
وقس على ذلك الآخرين
فلسنا في مجال التقصي والجمع ، ولكن اللبيب بالإشارة يفهم .
وقد رد عليهم فضيلة الشيخ العلامة صالح الفوزان -حفظه الله - كما في الرابط التالي :
الوقفة الخامسة :
قال الله تعالى : (( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله ))
اتهام صاحب المقطع -هداه الله - لدولة شقيقة؛ وهي الإمارات العربية المتحدة بأنها تدعم بالمال - كما يزعم -؛ لزعزعة أمن بلاد التوحيد .
وهذا - والله - من الباطل الذي سيسأل عنه .
والواقع المشاهد من وقوف الإمارات مع المملكة في عاصفة الحزم، وفي المحافل الدولية ، وتردادهم دائمًا بأن أمن المملكة من أمن الإمارات، وكذلك جعلهم حزب الإخوان المسلمين حزبًا إرهابيًا، مثل ما فعلت المملكة .
ولعل هذا الأخير هو الذي أقض مضاجعهم، وأوجعهم، وجعلهم يكيدون للإمارات - حفظها الله - .
أسأل الله أن يوفق حكام الإمارات لنصرة التوحيد والسنة، ويرد كيد أعدائهم في نحورهم .
الوقفة السادسة :
حاول أن يجير خطاب الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله - لصالح من جعل كل الفيلم للدفاع عنهم .
والأمير نايف رحمه الله من أكثر الناس فهمًا وإدراكا لمخططات الاخوان المسلمين من قديم الزمان، ولعل لقاءه في جريدة السياسة الكويتية خير شاهد
http://cutt.us/eE7nr
الوقفة الأخيرة :
دماء المسلمين محرمة في هذه البلاد -أدامها الله على التوحيد والسنة-، وفي كل بلدان المسلمين، سواء كان قريبًا منا أم بعيدًا عنا،
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هُريرة -رضي الله عنه- قال : قال صلى الله عليه وسلم : ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه )
وأخرج الشيخان من حديث عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال : قال صلى الله عليه وسلم : ( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )
فالتهييج على الحكام وولاة أمور المسلمين فيه مخالفة للكتاب والسنة، وفيه إزهاق لأرواح ودماء المسلمين بغير حق .
فهل يتعظ أولئك الدعاة الذين شجعوا الشعوب على منابذة حكامهم والخروج عليهم ؟!
والله لن ينفعهم من دافع عنهم بالباطل وزيف الحقائق .
فهل لهم من توبة وأوبة قبل الممات ؟!
أسأل الله أن يحفظ بلاد التوحيد والسنة، وأن يعزها وجميع بلدان المسلمين إنه على ذلك قدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه : سالم العباسي