JustPaste.it

 

 

 

هذه السرورية فاحذروها

 

 

Video thumb

 

 

 

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. أما بعد:

فالكل يجمع أن الساحة الإسلامية الآن تعج بالفتن المتنوعة حتى أصبح الحليم حيرانا وحتى أصبح طلبة العلم حيارى أمام هذه الفتن.

وعلى هذا فقد لجأ مجموعة من طلبة العلم ومن أهل السنة من شباب الحديدة، وبيت الفقيه، والحسينية، إلى الشيخ أبي عبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي حفظه الله تعالى لنسترشد بأقواله، ومن استرشد بأقوال العلماء رمي بالتقليد من الذين يدعون إلى حزبيات وغير ذلك، وكما يقال: رمتني بدائها وانسلت، ولكننا سنستمر إن شاء الله ولا نزال نسترشد بأقوال هؤلاء العلماء ونلتف حول العلماء الذين يقودون هذه الصحوة على ضوء الكتاب والسنة، من غير تخبط حتى ننجو إلى بر الأمان.

فنرجو من فضيلة الشيخ التكرم بالإجابة على هذه الأسئلة التي تدور حول المنهج.

السؤال147: ما هي السرورية وما هي العلامات الواضحة لها وهل هي حقيقة أم خيال؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. أما بعد:

فالسروية تنتسب إلى الأخ (محمد سرور زين العابدين) وقد كان بالكويت وأخرج بعض الكتب الطيبة في بيان أحوال الشيعة، وأشياء طيبة، ثم انتقل إلى ألمانيا ثم إلى بريطانيا واستقر به المقام هنالك، وأصدر مجلة (البيان)، وفرحنا بها غاية الفرح، ثم أصدر مجلة (السنة) وفرحنا بها كذلك غاية الفرح، وقلنا: هذه هي ضالتنا المنشودة وأثنى بعض إخواننا على مجلة (البيان) وأثنينا عليها قبل وقلنا: إنه لا يوجد لها نظير ولكن شأن الحزبيين أنهم يدعون في البداية إلى الكتاب والسنة حتى يألفهم الناس، وحتى تشتد عضلاتهم، فإذا علموا أن الكلام ليس مؤثرا فيهم أظهروا ما عندهم.

ومجلة (السنة) التي ينبغي أن تسمى مجلة (البدعة) تنفر عن أهل العلم وترميهم بالجمود والعمالة وبعدم فهم الواقع.

والحمد لله ظهرت حقيقة السروريين في قضية الخليج، والفضل في هذا لله عز وجل، أذكر أنني قرأت ذات مرة كلاما فيه مهاجمة للشيخ الألباني لأنه أصدر شريطا بعنوان «لقاء مع سروري» ثم بعد صفحات يثنون على الشيخ ابن باز، وقد عرفت مغزى هذا الثناء حتى لا يقال: إنهم يطعنون في العلماء.

وبعد أيام بعد فتوى الشيخ ابن باز حفظه الله بجواز الصلح مع اليهود، حملوا على الشيخ ابن باز فإذا هي خطة مدبرة للتنفير عن أهل العلم، وتلمح مجلة (البيان) و(السنة) إلى أنه ينبغي أن يرجع إلى السلفيين الذين يفهمون الواقع في اليمن في شأن قضية اليمن.

فأقول: يا مساكين، ما يوم حليمة بسر، ومن الذي يجهل حالة المسلمين، ولكن الشأن كل الشأن في علاج هذا الواقع.

فما يحصل للمسلمين من انهزامات ومن خوف ومن جدب هو بسبب الذنوب، يقول الله تعالى: ﴿وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون﴾(1).

فإذا كنا قد عرفنا الداء، فما هو الدواء، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا﴾(2).

فالذنوب هي التي أذلت المسلمين، والتعامل بالربا وإباحة الزنا في كثير من البلاد الإسلامية، واستيراد القوانين الوضعية من قبل أعداء الإسلام والخضوع لها، وكم يعد العاد... وتبرج وسفور، واختلاط في المدارس والجامعات.

والدواء يكون بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ثم بالرجوع إلى العلماء، يقول الله عز وجل: ﴿وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم﴾(3). فيجب علينا أن نرجع إلى العلماء: ﴿وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون﴾(4).

وترى بعض الناس يحفظ له ثلاثة أو أربعة مواضيع ويقوم بها في المساجد يركض وينطح، ثم يلقبه أصحابه بشيخ الإسلام، فهل هذا هو العلم؟ بل العلم أن تجلس على الحصير حتى تحتك ركبتك ولا بد أن تصبر على الجوع والعري، وانظر إلى حالة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وما صبروا عليه.

وأهل العلم هم الذين يضعون الأشياء في مواضعها، كما تقدم في الآية الكريمة السابقة ويقول سبحانه وتعالى: ﴿إن في ذلك لآيات للعالمين﴾(5). ويقول عز وجل: ﴿أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب﴾(6).

والمصيبة التي ابتلى بها المسلمون هي جهلهم بدينهم، فمن حفظ له آيات وأحاديث وقام يتكلم بها وخصوصا إذا أعطي فصاحة، قالوا: هذا هو الشيخ.

والحمد لله تتضح الحقيقة كما قيل:

إذا حمل الفصيح فلا تهبه                    
                    فتلك الاستعارة مستعارة
ولذ بالعلم والعرفان تلقى                    
                    فصاحته انتهت من غير غارة

فيجب علينا أن نزن العلماء والدعاة إلى الله بالعلم والعمل.

والله سبحانه وتعالى عند أن أخبرنا بقصة قارون: ﴿فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا ياليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم * وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون * فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين * وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون﴾(7).

فيجب أن نرجع إلى أهل العلم وأن نتعلم، كما أتى جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ليعلم الصحابة كيف يسألون.

ولن أنسى ما قاله عبدالقادر الشيباني الجويهل: سنرسل إلى أبي عبدالرحمن إخوانا يعطيهم جرعات في شهرين ثم نرسلهم إلى مراكز ونحتل الساحة على الإخوان المسلمين. فأقول: في شهرين يستطيع أن يخرج دعاة إلى الله؟

وإذا كان الجهال هم الذين يقودون الدعوات فأبشر بنكسات الدعوات. فلا بد من مجالسة العلماء، والاستفادة منهم، كما فعل علماؤنا المتقدمون، فقد جالس سلمان الفارسي أول عالم، حتى مات، والثاني والثالث، حتى لحق بالنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-. وهكذا أصحاب معاذ -رضي الله عنه- قبل أن يموت قالوا له: إلى من نذهب؟ قال: إلى عبدالله بن مسعود.

ولما طالب أحد الإخوة أحد الحزبيين بطلب العلم، قال: ﴿منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة﴾(8)، يقول إن الله سبحانه وتعالى قال هذا في الصحابة، يعني أنهم قد اعترفوا أنه لا صبر لهم على طلب العلم وعلى الجوع، وأنهم يريدون أن يجاروا الناس في العمران والسيارات وفي الدنيا.

ثم نسمعهم بعد ذلك يقولون: أنتم تطعنون في الجمعيات. فمن قال لك: إننا نطعن في الجمعيات؟ نعم، إننا نطعن في بعض الجمعيات التي اشتملت على حزبيات وعلى ولاء ضيق وعلى لصوصية واختلاس الأموال، فهذه هي التي نطعن فيها وننفر عنها.

فهذه دعوة مبنية على الكذب والتلبيس وستظهر الحقيقة، فقد ظهرت دعوة علي بن الفضل، وظهرت حقيقة دعوة المعتزلة، والشيعة، والصوفية، والذي سيظهر هذا بإذن الله تعالى أهل السنة، فهذه الحزبيات المغلفة هي التي استمالت بعض ضعاف الأنفس(9) الذين يعرفون حقيقتها، استمالتهم بالدرهم والدينار(10).

وبحمد الله فأهل السنة يغربلون المجتمع غربلة، يقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك».

فالشيخ ربيع بن هادي حفظه الله بأرض الحرمين ونجد يكشف الحزبيين ويبين ما هم عليه.

والشيخ أبوالحسن بمأرب، والشيخ محمد بن عبدالوهاب بالحديدة، والشيخ محمد الإمام بمعبر، والشيخ قاسم، والأخ محمد الصوملي في جامع الخير في صنعاء.

فأنصح الإخوة -لأن أكثرهم بحمد الله مستفيد- أن يرجعوا إلى الكتاب والسنة وأن يدعوا إليهما ولا يضيعوا أعمارهم في تمجيد الشيخ فلان، ولو تركهم لقالوا: احذروه هذا من جماعة التكفير أو هو عميل للحكومة. فهذا كلام من لا يخاف الله.

السؤال148: هناك جماعات تدعي أنها سلفية، فنرجو القول الحق والفاصل فيها وهي: جماعة التكفير، وجماعة الجهاد، وجماعة عبدالرحمن عبدالخالق، وجماعة محمود الحداد، فنرجو تبيين ما هم عليه وهل يصدق عليهم اسم السلفية؟

الجواب: السلفية ليست جبة يلبسها إذا أراد، وإذا أراد خلعها خلعها، بل هي التزام بكتاب الله وبسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على فهم السلف الصالح، وبفضل الله قد تكلمنا على جماعة التكفير، وعلى جماعة عبدالرحمن عبدالخالق وبينا ما هو عليه، وهكذا جماعة الجهاد في أشرطة متكاثرة، فلا نحتاج إلى تكرير الكلام. وكذا السرورية تكلمنا عليهم في أجوبة البحرينيين(11)، حتى تعلم حقيقتهم.

ويقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به﴾(12). فالسلفي هو الذي يلتزم بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، وليس الذي عنده انتخابات وعنده ولاء وبراء ضيق، وتنفير عن العلماء. والسلفي لا يهاجم إخوانه أهل السنة، ولا يشق عصاهم من أجل دريهمات.

وبعضهم يعرف الحقيقة، ولكن التوسع في الدنيا هو الذي جعلهم ينشقون عن إخوانهم كما قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم».

وكما قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «إن لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال».

خسروا وخابوا، فقد كنا نعدهم للتأليف والتحقيق مثل: عبدالمجيد الريمي، ومحمد البيضاني، ومحمد المهدي، وعبدالله بن غالب، وعقيل المقطري، الذي جن ويحتاج إلى كية في رأسه، لأنه زارني بعض العامة من إخواننا السلفيين فقال: والله ما عقيل جاهل ولكنها الدنيا.

السؤال149: هناك من يوزع شريطا للشيخ الألباني في سفر وسلمان ويقول: هذا آخر شريط في سفر وسلمان، فماذا ترون في منهج سفر وسلمان، وجزاكم الله خيرا؟

الجواب: أنا لم أسمع هذا الشريط، وأنصحهما بالرجوع والتوبة إلى الله عز وجل، ونسأل الله أن يتوب عليهما وأن يهديهما للرجوع عما كانا عليه فإنهما ضيعا كثيرا من الشباب، وقد جاءتني رسائل شفوية وخطية أن الشباب بعدما حصل ما حصل لسفر وسلمان رجعوا إلى الكتاب والسنة، فهما داعيان نسأل الله أن يصلحهما.

السؤال150: هل التكلم في الحزبيين أو التحذير منهم يعد حراما؟ وهل هذا الأمر خاص بالعلماء دون طلبة العلم؟ وإن تبين لطلبة العلم الحق في هذا الشخص؟

الجواب: ينبغي أن يسأل أهل العلم عن هذا الأمر، لكن الشخص الذي ينفر عن السنة وعن أهل السنة وعن مجالس أهل العلم؛ يحذر منه، والجرح والتعديل لا بد أن يكون الشخص عارفا بأسبابهما، ولا بد أن يتقي الله سبحانه وتعالى فيما يقول، فإن الأصل في أعراض المسلمين أنها محترمة، كما قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا».

لكن المبتدعة لا بأس أن يحذر منهم طالب العلم في حدود ما يعلم بالعدالة ﴿وإذا قلتم فاعدلوا﴾(13)، ﴿ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى﴾(14)، ﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان﴾(15).

والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يأمر أبا ذر أن يقول الحق ولو كان مرا.

بل الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا﴾(16).

فلا بد من العدالة في الكلام على الحزبيين، ولست أقصد أنك تنظر إلى مبتدع وتذكر ما له من حسنات وسيئات، فالمبتدع ليس أهلا لأن تذكر له حسنات، وليس لنا وقت أن نذكر حسناته.

وقد قلنا قبل إن أصحاب جمعية الحكمة، وأصحاب جمعية الإحسان مماسح للإخوان المسلمين، والإخوان المسلمون مماسح للحكومات، وهاتان الجمعيتان مدخل إلى الإخوان المسلمين؛ لأن الشخص يذهب ويدخل مع أصحاب هذه الجمعيات مدة يسيرة ثم يراهم لا علم ولا عمل -أعني عمل حركي في مجال الدعوة ولست أعني أنهم لا يصلون- فيذهب إلى الإخوان المسلمين وخصوصا إذا كانت المادة أكثر مع الإخوان المسلمين، والأماني بالرتب العسكرية، وإدارات المعاهد.

السؤال151: هل الوسائل الدعوية توقيفية على الكتاب والسنة أم هي اجتهادية؟

الجواب: أما الدعوة فالذي يظهر لي أن الدعوة نفسها توقيفية: ﴿ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة﴾(17)، ويقول: ﴿قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة﴾(18).

أما الوسائل فلا بأس بها ما لم تخالف الكتاب والسنة، فإذا خالفت الكتاب والسنة فهي تعتبر طاغوتية.

السؤال152: ما حكم التمثيل ومن يقول به بأنه وسيلة مباحة؟

الجواب: أنصح بالرجوع إلى ما كتبه الأخ بكر بن عبدالله أبوزيد، فكتابته كافية وافية.

السؤال153: بماذا تنصح من يتعاطف مع الحزبيين ولا يحذر منهم وهو من إخواننا أهل السنة؟

الجواب: أنصحه أن يستغني بالله، فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله» وحرام عليه أن يبيع العلم والدين، فنحن لم نعده أن يكون خادما لأولئك، بل أعددناه ليكون مؤلفا ومحققا وداعيا إلى الله على بصيرة، وهذا الشخص الذي يغض الطرف عنهم يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما﴾(19).

السؤال154: ختاما بماذا تنصح شباب السنة في تهامة؟

الجواب: أنصحهم بالالتفاف حول إخوانهم أهل السنة، فعندهم الشيخ محمد بن عبدالوهاب أخ محنك خبير بالحزبية، وعندهم الأخ محمد مقبول، وغيرهما من إخواننا المتمسكين بسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وأنصحهم بالصبر وأن يدرسوا سيرة الصحابة كيف صبروا على الجوع والعري، وعلى المخاوف وعلى الغربة من الأوطان.

وبحمد الله قد وجدنا شبابا بتهامة في غاية من الاستقامة والصبر والتمسك بسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- نحتقر أنفسنا عندهم.

وأنصحهم أن يتركوا الجدل، مع أولئك فليسوا أهلا لأن يجادلوا، كما أنصح الشيخ محمد بن عبدالوهاب ألا يضيع وقته في الجدل معهم، وأنصحه أن يؤلف كتابا في بيان ما هم عليه من البعد عن سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ويطبع وينتفع به.

فهؤلاء ليسوا أهلا لأن يجادلوا، فقد جاء رجل إلى الإمام مالك وقال: يا مالك أريد أن تناظرني قال: فإن غلبتني؟ قال: اتبعتني قال: فإن جاء شخص آخر وناظرني وغلبني؟ قال: اتبعته، قال: إذا يصير ديننا عرضة للتنقل، اذهب إلى شاك مثلك فإني على ثبات من ديني.

فأنصح الأخ محمد بن عبدالوهاب ألا يبقى مشادا مع هؤلاء فهم ليسوا بشيء، ولا يضرون، فالمسألة مسألة مادة ودنيا، وأنا أعتبر الكلام فيهم رفعة لهم.

وبحمد الله فكتاب «قمع المعاند وزجر الحاقد الحاسد» قد قمعهم، وكتاب «المصارعة» صرعهم من فضل الله. وفي هذه الأيام أرسلت برسالة بعنوان «فضائح ونصائح»(20) فبحمد الله الكتب تريحنا، ونحن مستمرون على دروسنا ما فرطنا في دروسنا، ولا في التأليف، ولا في الدعوة إلى الله عز وجل بل جميع هذه الأمور حاصلة، وهم يركب أحدهم سيارته من صنعاء إلى حضرموت، من أجل أن يدعو إلى جمعية الحكمة أو جمعية الإحسان.

وأما (محمد المهدي) فأخشى عليه من أن يجن، فإنه يعتبر أخسر شخص في جمعية الحكمة لأن أهل إب كانوا مطيعين له ومحبين له، والآن قد تفلتوا عليه، فلم يبق معه إلا مبنى الجمعية، يصعد وينزل فيها. فعظم الله أجر أهل السنة في محمد المهدي(21).

وأنصح إخواني في الله ألا يميلوا إلى الدنيا، فتذهب معلوماتهم وتطمس بصائرهم ثم يزورنا الأخ بعد أيام فأقول له: أعرب يا أخانا: (إنا ههنا قاعدون)، فيقول: والله يا شيخ قد نسيت.

وكنا ذات مرة في جلسة في بيت الشيخ محمد بن سعيد العنسي وكنا مدعوين فقلت: حديث كذا من صحابيه؟ ومن أخرجه؟ وما حاله؟ فجعل بعض أصحاب جمعية الحكمة يلتفت بعضهم إلى بعض فعبدالمجيد الريمي يلتفت إلى أحمد المعلم، وأحمد المعلم يلتفت إلى آخر، ولا يجيب أحد منهم والذي يجيب هم إخواننا الذين كانوا معنا. أما أولئك فهم الشخص منهم أن يحضر موضوعا ويقوم ويلقيه.

فننصحهم بالإقبال على طلب العلم والجد والاجتهاد في تحصيله. وهناك أشرطة تتعلق بهذا الموضوع مثل شريط «نصيحتي لأهل السنة» ومثل «الأجوبة على أسئلة شباب البحرين» ومثل «البراءة من الحزبية»(22).

فأقول: نحن نقول هذا الكلام ونحن نعلم أن الحكومات تشمت وتفرح بهذه الفرقة، لكن والله كما قيل: مكره أخاك لا بطل، فقد أبى هؤلاء أن يحكموا الكتاب والسنة، وأبوا أن يسكتوا عن الدعاة إلى الله، فاضطررنا إلى أن نتكلم وأن نحذر منهم حتى لا يضيعوا الشباب.

فأنصح أصحاب الجمعيتين أن يعتبروا بالإخوان المفلسين، فقد أصبح المجتمع مبغضا للإخوان المسلمين ونافرا عنهم.

وشيء آخر هو معاملتهم السيئة والدعوة إلى الحزبية نفرت كثيرا من الناس عنهم.

فالإخوان المسلمون في مصر انتكسوا وفازوا بكرسي واحد في هذه الانتخابات، والإخوان المسلمون ههنا لعلهم يحصلون على نصف كرسي، لأن أولئك هم الأصل والسادة.

أما أصحاب الجمعية فهم في الباطن يخبرون بعض أفرادهم بجواز الانتخابات والتصويتات وتلك فتوى أحمد بن حسن المعلم موجودة، إذ أفتى بالدخول في الإصلاح والانتخاب لمرشحي الإصلاح.

وهم يرمون أهل السنة بأنهم عملاء للحكومات، فأريد منهم أن يبوحوا في جرائدهم بما يقولونه، وأنا لا أدافع عن الحكومات فرب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما﴾(23).

وأنا أشكو إلى الله من ضياع الوقت، فيأتينا الأخ من إندونيسيا، أو من أمريكا، أو من بريطانيا، وهو يشكو من الحزبيين. ولكنني أبشركم فقد أعطيتهم قسطهم في كتاب «غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة» وأعطيتهم قسطهم في كتاب «فضائح ونصائح».

كل واحد منهم يذهب يفتش الكتاب من أوله إلى آخره، هل ذكرني أبوعبدالرحمن في الكتاب. وكل هذه المسائل قد أجبنا عليها في أشرطة متقدمة وهي موجودة هنا، وموجودة في (تسجيلات اليقظة) بصنعاء.

ونقول لهم الآن: اتسع الخرق على الراقع، اطلعوا على الكتب التي أخرجت، وعلى الكتب التي ستخرج، ومنهم من يتمنى أنه ما تكلم في أهل السنة، وبلغني عن بعضهم أنه يقول: ما تكلم أبوعبدالرحمن في أحد إلا أحرقه، انظروا فلانا، ويمثل بداعية كبير جدا.

وكما قلت: فالحكومات تفرح بهذا وبالخلاف، ولكن هل لهم أن يرجعوا، فنحن مستعدون أن نسكت عنهم، يرجعون إلى الكتاب والسنة، وليس الرجوع أن يسكتوا عنا ونسكت عنهم بل الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.

والحمد لله رب العالمين.

_______________________

(1) سورة النحل، الآية: 112.

(2) سورة النور، الآية: 55.

(3) سورة النساء، الآية: 83.

(4) سورة العنكبوت، الآية: 43.

(5) سورة الروم، الآية: 22.

(6) سورة الرعد، الآية: 19.

(7) سورة القصص، الآية: 79-82.

(8) سورة آل عمران، الآية: 152.

(9) ضعاف الأنفس الذين لا يؤمنون بالقدر، ولا يؤمنون بقول الله عز وجل: ﴿ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب﴾.

(10) وبعض الدعاة المغفلين في أرض الحرمين ونجد يجاهد -في زعمه- ويجمع لهم الأموال ليحاربوا سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وينفروا عنها.

(11) مطبوع ضمن «فضائح ونصائح».

(12) سورة النساء، الآية: 123.

(13) سورة الأنعام، الآية: 152.

(14) سورة المائدة، الآية: 8.

(15) سورة النحل، الآية: 90.

(16) سورة النساء، الآية: 135.

(17) سورة النحل، الآية: 125.

(18) سورة يوسف، الآية: 108.

(19) سورة النساء، الآية: 114.

(20) وقد طبعت والحمد لله.

(21) وبعد هذا فقد انسلخ من السنة بل يخشى عليه أن ينسلخ من الدين فقد تدهور تدهورا مشينا، في هذه الأيام حدث خصام بين طرفين فحكم محمد المهدي ومدير الناحية وشخص ثالث يقال له عبدالكريم فحكم المحكمون بذبح أربعة أثوار عند أحد الطرفين، وهذا ذبح لغير الله، الذبح حرام والأكل منه حرام فأف لك يا محمد المهدي.

(22) الأول والثاني مطبوعان مع «فضائح ونصائح»، والأخير مطبوع مع «قمع المعاند».

(23) سورة النساء، الآية: 107.

 

hqdefault_small.jpg

 

-------------

 

نظرات في الفرقة السرورية

 

 

 

جمع وإعداد : أبي عبد الله طالب بن محمود العرادة

الطبعة الأولى
1418 هـ / 1998 م

{ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَآ }
قال محمد سرور بن نايف زين العابدين للشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي :
" لانكتمكم أننا جماعـــــة ، ونحن نوالى كل مسلم ، ليس لدينا تعصـــــب " .أ.هـ.
وقال تلميذ محمد سرور السابق :
عصام محمد البرقاوي المشهور بأبي محمد المقدسي ، في كتابه : " الرد الميسور على مجازفات الشيخ محمد سرور في رده على أهل التبّين والتوقف وما جاء فيه من تخليطات وغرور " .
وبعــــــــــــد ،،،
" فقد عرفت الشيخ محمد سرور عن قرب ، إذ كان يوماً ما شيخي وكنت يوماً ما في جماعته .... ، ويشهد الله كم كنت معجباً بشخصه الكريم خاصة من بين سائر أفراد الجماعة .... ومكثت مع الجماعة ما شاء الله لي أن أمكث ، وكنت رغم حداثة سني وقلة إمكاناتي العلمية ، آخذ على أتباعها التقليد والإنقياد الأعمى للقيادة وعدم الخروج عن خطها البتة .... ثم شاء الله أن أُفصل من الجماعة ، لأنني في نظرهم فوضوي غير منضبط .... تركت أو قل فصلت من الجماعة قبل قرابة العشر سنين ولم أكن متأسفاً على تركها إذ كنت في بداية حماسي لطلب العلم ولم تكن الجماعة آنذاك لتروى في ظل بوتقتها وقيودها حماسي ذاك .... ولم أتعرض للجماعة ولا لرؤوسها من ذلك الوقت بشغب أو نقد أو تشهير .... " .أ.هـ.


مقدمة

إِنَّ اْلحَمْدَلله ، نحَمَدُهُ ، وَنَسْتَعِيَنُهُ ، وَنَسْتَغُفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِالله مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ الله فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ .
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ الله وَحْدَهْ لاَ شَرِيكَ لَهُ . وَأَشْهَدُ أَنْ محُمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .
{ يَأَيُّهَا الَّذِينَ امَنُواْ اتَّقُواْ الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَتَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُسلِموُنَ } .
{ يَأَيُّهَا الَّناسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَّفْسٍ وَحِدَةٍ وَخلَقَ مِنهَا زَوجَهَا وَبَثَّ مِنهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُواْ الله الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنْ الله كَانَ عَلَيكُمْ رَقِيباً } .
{ يَأَيهُّا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَقُولوُاْ قَوْلاً سَديداً ` يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْملَكُمْ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنوُبَكُمْ ومَنْ يُطِعِ اللهَ ورَسولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظيماً } .
أَمَّا بَعْــــــــــــــدُ :
فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد r ، وشرَّ الأمور محدثاتها وكلَّ محدثة بدعة ، وكلَّ بدعة ضلالة ، وكلَّ ضلالة في النار .
وَبَعْـــــــــــــــدُ ،،،
فإن الناظر لواقع الأمة الإسلامية المعاصرة ، ومــا تحويه من فرق واختلاف وشحن وبغضاء واتهامـات ، يدل هذا على بعد أكثر المسلمين عن الأصل الصحيح لمفهوم هذا الدين ، وكيف كان r يطبق هذا الدين مع صحابته y ، ومع كل من واجه من الأعداء وغيرهم ، فلم يترك الدنيا r إلا وأتم الله به الدين ، وأكمل به الرسالة وأدى به الأمانة ونصح الأمة وجاهد بالله حق جهاده حتى أتاه اليقين ، وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك ، بين فيها r ما تحتاجه الأمة في جميع شؤونها ، فلم يبقى للأمة أي عذر في التخلي عن طريقته وسلوك دربه أبي وأمي فداه r ، فقد ثبت في الصحيح من حديث سلمان الفارسي t أن يهودياً تكلم معه مستهزأ به ، وبتعاليم الرسول r ، فقال اليهودي : ( علمكم نبيكم حتى الخراءة ) : ( يعني آداب قضاء الحاجة ) ، فقال سلمان t : مفتخرًا ومعتزًا غير مستحيٍ بذلك : ( نعم ، لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول ) ، وقال أبو ذر ، t ( ما ترك النبي r طائراً يقلب جنـاحيه في السمـاء ، إلا ذكر لنا منه علماً ) ، وهذا ابن عمر t ،كان يتبع أثر الرسول r حتى في مكان قضاء الحاجة فيقـول : كان رسول الله يبول هنا فيبول في مكانه ، وذلك لشدة إتباعه لرسول الله r ، فهؤلاء هم صحابة رسول الله r خير البشر بعد النبيين والمرسلين كما مدحهم صلوات ربي وسلامه عليه حيث قال : ( مـا مـن نبي إلا ولـه حواريون وأنصـار يأخـذون بهديه ويستنــون بسنته ثم إنها لتخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يُؤمـرون ) .
فظهرت الخلوف في هذه الأمة ، ومزقتها شر ممزق ، فاستبدلت الطيب بالخبيث ، والباطل بالحق ، والبدعة بالسنة ، واتبعوا غير سبيل المؤمنين فخرجت الخوارج ، ورفضت الرافضة ، وتجهمت الجهمية ، وتفرق الناس إلى شيع وأحزاب ، { كـل حـزب بمـا لــديهم فرحون } ، وابتعدوا عن الصراط المستقيم ، وتكلم في أمر العامة الرويبضة وأسند الأمر إلى غير أهله ، ولكن ولله الحمد ، ما زال في هذه الأمة المرحومة من يذود عن حوض الإسلام وتعاليمه السمحة التي يجهلها الكثير من المسلمين اليوم ، فالأمراض الفتاكة التي انتشرت في الأمة من حب النفس والرياسة والتسلط وحب المال والشهرة وغيرها مما لا يخفى على ذي بصيرة ، وأصبح الجميع يدعون أنهم على الحق وأنهم الجماعة الأم وإلى غير ذلك من الزيغ والضلال المتلبس بلباس الدين والسنة ، ولو قام رجل فبين زيغ وضلال وبدع أيٍّ من الناس لأصبح " جاسوسـًا ، وعميلاً ، ومداهنًا ، ومفرقاً لصفوف المسلمين " .


موقف السلف الصالح من أهل البدع والمبتدعة

البدعة لغةً : طريقة محدثة في الدين يراد بها التعبد تخالف الكتاب والسنة .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، في " الفتاوى " ( 18 / 346 ) :
" والبدعة : ما خالفت الكتاب والسنة ، أو إجماع سلف الأمة من الإعتقادات والعبادات ، كأقوال الخوارج ، والروافض ، والقـدرية ، والجهمية .... " .أ.هـ.
قال ابن عباس t ، في تفسير قوله تعالى { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } قال t :
" فأما الذين ابيضَّت وجوههم ، فأهل السنة والجماعة وأولوا العلم ، وأما الذين اسودَّت وجوههم ، فأهل البدع والضلالة " .
وقال عبد الله بن المبارك رحمه الله ، لإسماعيل الطوسي رحمه الله : " إياك أن تجالس صاحب بدعة " . وقال أيضاً : " صاحب البدعة على وجهه الظلمة ، وإن أدَّهن كلَّ يوم ثلاثين مرة " .
وعن يونس بن عبيد رحمه الله ، قال : " لا تجالس صاحب بدعة " .
وعن الفضيل بن عياض ، رحمه الله ، قال : " مَن أتاه رجل فشاوره فدَّله على مبتدع ، فقد غشَّ الإسلام ، واحذروا الدُّخول على أصحاب البدع ، فإنهم يصدُّون عن الحق " . وقال أيضاً : " لا تجلس مع صاحب بدعة ، فإني أخاف أن ينزل عليك اللعنة " . وقال رحمه الله : " اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين ، وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين " . وقال أيضاً : " الأرواح جنــودٌ مجنَّدة ، فما تعارف منها ائتلف ، وماتناكر منها اختلــف ، ولا يمكــن أن يكون صاحب سنة يمالئ صاحب بدعة إلا من النفاق " . وقــال رحمه الله : " صاحب بدعة لا تأمنه على دينك ، ولا تشاوره في أمرك ، ولا تجلس إليه ، فمــَن جلس إلى صاحب بدعة ، ورَّثه الله العمى " .
وعن إبراهيم بن ميسرة رحمه الله ، قال : " من وقَّر صاحب بدعة ، فقد أعان على هدم الإسلام " .
وقــال سفيان الثوري رحمه الله : " مَن ماشى المبتـدعة عندنا ، فهو مبتــدع " وقال أيضاً : " البدعـة أحب إلى إبليـس من المعصية ، والمعصيـة يُتاب منها ، والبدعـة لا يُتاب منها " .
وعن عبد الله بن عمر السرخسي رحمه الله ، قال : " أكلت عند صاحب بدعة أكلة ، فبلغ ذلك ابن المبارك ، فقال : لا كلَّمته ثلاثين يوماً " .
وقال الحسن البصري رحمه الله : " ثلاثة ليس لهم حرمة في الغيبة ، أحدهم صاحب بدعة الغالي ببدعته " .
وعن يحيى بن أبي كثير رحمه الله ، قال : " إذا لقيت صاحب بدعة في طريق ، فخذ من غيره " .
وعن سلام بن أبي مطيع قال : أنَّ رجلاً من أصحاب الأهواء قال لأيوب السختياني رحمه الله : " يا أبا بكر ! أسألك عن كلمة . ؟ فولىَّ أيوبٌ ، وجعل يشير بأصبعه ( ولا نصف كلمة ) " .
وقال أبو قلابة رحمه الله : " لا تجالسوا أصحاب الأهواء ، ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمســـوكم في ضلالتهم ، ويلبسوا عليــكم بعـض ما تعرفونه " .
وقال ابن فرحون رحمه الله : " ولا يُصلى خلفَ أهلِ البدع رَدْعاً لهم ، ولا تَشهد جنائز أهلِ البدع ردعاً لهم " .
وقـــال شيخ الإسلام في " نقض المنطق " : " الــراد على أهل البدع مجاهد " .
وقال ابن تيمية رحمه الله : قال بعضهم لأحمد بن حنبل : " إنه يثقل عليّ أن أقول : فلان كذا ، فلان كذا ، فقال : إذا سكتَّ أنت وسكتُّ أنا ، فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم ؟! " .
وقال ابن القيم رحمه الله : " والمقصود أن هذه الكتب المشتملة على الكذب والبدعة يجب إتلافها واعدامها وهي أولى بذلك من إتلاف آلات اللهو والمعازف ، وإتلاف آنية الخمر ، فإن ضررها أعظم من ضرر هذه ، ولا ضمان فيها ، كما لا ضمان في كسر أواني الخمر وشق الزقاق " .
وقال البغوي رحمه الله " وقد مضت الصحابة والتابعون وأتباعهم وعلماء السنة على هذا مجمعين متّفقين على معاداة أهل البدع ومهاجرتهم " . وقال أيضاً : " وقد أخبر النبي r عن افتراق هذه الأمة ، وظهور الأهواء والبدع فيهم ، وحكم بالنجاة لمن اتبع سنته وسنة أصحابه y ، فعلى المرء المسلم إذا رأى رجلاً يتعاطى شيئاً من الأهواء والبدع معتقداً ، أو يتهاون بشئ من السنن أن يهجره ، ويتبرأ منه ، ويتركه حياً وميتاً فلا يسلم عليه إذا لقيه ، ولا يجيبه إذا ابتدأ ، إلى أن يترك بدعته ويراجع الحق " .
وقال ابن قدامة رحمه الله : " كان السلف ينهون عن مجالسة أهل البدع ، والنظر في كتبهم ، والإستماع لكلامهم " .
وقال ابن القيم رحمه الله ، في نونيته ، عن هجر المبتدع :
واهْجُـرْ ولــو كلَّ الــوَرَى في ذاتــــهِ
واصْــــــبرْ بغيرِ تَسخُّــــطٍ وشِكَايـــةٍ
واهْجرهـــمُ الهَجرَ الجميـــلَ بلا أذَى لا في هَــــــــوَاك ونَخْوةِ الشَّيطــــانِ
واصْفَـــحْ بغيرِ عِتابٍ مَنْ هُو جَــــانِ
إن لم يكـــــــــن بُـــدٌّ من الهُجْـــرانِ

وسئل سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله ، السؤال التالي :
" بالنسبة لمنهج أهل السنة ، في نقد أهل البدع وكتبهم ، هل من الواجب ، ذكر محاسنهم ومساوئهم ، أم فقط مساوئهم . ؟ " .
فأجاب حفظه الله ورعاه :
" المعروف في كلام أهل العلم نقد المساوئ للتحذير ، وبيان الأخطاء التي أخطؤوا فيها للتحذير منها ، أما الطيب معروف ، مقبول الطيب ، لكن المقصود التحذير من أخطائهم ، " الجهمية " .. " المعتزلة " .. " الرافضة " .. وما أشبه ذلك .
فإذا دعت الحاجة إلى بيان ما عندهم من حق ، يبين ، وإذا سأل السائل : ماذا عندهم من حق ؟ ماذا وافقوا فيه أهل السنة ؟ والمسؤول يعلم ذلك ، يبين ، لكن المقصود الأعظم والمهم ، بيان ما عندهم من الباطل ، ليحذره السائل ولئلا يميل إليهم " .
فسأله آخر :
" فيه أناس يوجبون الموازنة : أنك إذا انتقدت مبتدعاً ببدعته لتحذر الناس منه ، يجب أن تذكر حسناته حتى لا تظلمه . ؟ " .
فأجاب وفقه الله ورعاه :
" لا .... ما هو بلازم ، ما هو بلازم ، ولهذا إذا قرأت كتب أهل السنة وجدت المراد التحذير ، اقرأ في كتاب البخاري " خلق أفعال العباد " في كتاب الأدب في الصحيح ، كتاب " السنــة " لعبــد الله بن أحمـد ، كتـاب " التوحيد " لابن خزيمة ، رد عثمان بن سعيد الدارمي على أهل البدع .... إلى غير ذلك ، يوردونه للتحذير من باطلهم ، ما هو المقصود تعديد محاسنهم .... المقصود التحذير من باطلهم ، ومحاسنهم لا قيمة لها بالنسبة لمن كفر ، إذا كانت بدعته تكفره ، بطلت حسناته ، وإذا كانت لا تكفر ، فهو على خطر ، فالمقصود بيان الأخطاء والأغلاط التي يجب الحذر منها " .
وسئل سماحة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله ورعاه ، السؤال التالي :
" طيب ياشيخ ، تحذر منهم دون أن تذكر محاسنهم مثلاً ؟ ، أو تذكر محاسنهم ومساوئهم . ؟ " .
فأجاب وفقه الله ورعاه :
" إذا ذكرت محاسنهم ، معناه : دعوت لهم ، لا .... لا ، لا تذكر ، اذكر الخطأ الذي هم عليه فقط ، لأنه ما هو موكول لك أن تدرس وضعهم وتقوم ، أنت موكول لك بيان الخطأ الذي عندهم من أجل أن يتوبوا منه ، ومن أجل أن يحذره غيرهم ، أما إذا ذكرت محاسنهم ، قالوا : الله يجزاك خير ، نحن هذا الذي نبغيه .... " .
وقال ناصر السنة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه :
" لو عامل علماء السنة في هذا الزمن أهل البدع هذه المعاملة الحازمة ، لماتت البدع في جحورها ، ولما استطاعت المطابع أن تطبع كتبهم ، لأنها لايوجد لها زبائن ، ولا سمعت صوتاً يجهر بالدفاع عن أهل البدع ، فضلاً أن تؤلَّف الكتب للدفاع عنهم ، فيتهاتف الشباب السلفي عليها تهاتف الفراش على النار !! فإنا لله وإنا إليه راجعون .... فمن شباب السلف مَن يلتحق بطائفة ضالة ، ويدافع عنها ، ويوالي ويعادي من أجلها ، ومنهم من يلتحق بطائفة أخرى ، وفعل مثل ما فعل غيره ، ومنهم من يعيش محايداً ، وقد يغار على أهل البدع وبدعهم ، أكثر مما يغار على المنهج السلفي وأهله .... على الشباب السلفي ، أن يكون يقضاً لما يحاك ضده وضد عقيدته ومنهجه ، فلا يليق به أن ينساق وراء الشعارات الطنانة ، ولا وراء العواطف العمياء ، التى تؤدي إلى تضييع أعظم نعمة وأعظم أمانة في عنقه ، وهي الثبات على منهج أهل الحديث والسنة ، وحمايته من غوائل خصومه ومكايدهم وألاعيبهم ، التي ظهرت آثارها على كثير من الأساتذة وطلاب العلم والمثقفين ، الذين كان ينتظر منهم تربية الأجيال على منهج السلف الصالح ، وتثبيتهم عليه ، والاعتزاز برفع لوائه " .
وقال فريد بن أحمد الثبيت هداه الله ، في كتابه : " دعوة الإخوان المسلمين في ميزان الإسلام " ، ص ( 20 ) .
" أما زماننا ، فقد اختلط فيه الأمر ، وضاع الحق في الباطل ، فلا تمييز بين سُني وبدعي ، ولو قلت لأحدهم : اتق الله ، ولا تجلس مع فلان لأنه صاحب بدعة قال لك : اتق الله أنت ولا تقع في أعراض المسلمين " .أ.هـ.

وكتابنا هذا يتحدث عن " الفرقة السرورية " ، فقد سبقني الأخوة الأفاضل بكتابيهما " القُطبية ، هـي الفتنة فاعرفوها " ، " وتنبيهات على مجلة السنة ؟؟؟ " ، في بيان منهج " الفرقة السرورية " ، وكنت ممن وزع هذين الكتابين في عموم أوروبا .... ، وهذين الكتابين قــــد أزعجا محمد سرور وفرقته كثيراً ، حتى أن أحد أفرادهم توسل بي بعدم توزيعهما ، فقلت له : أنني أرى أن فيهما الحق ، ولا بد من نشرهما لينتفع بهما من شاء ، ولكنهم يهــابون ويخافون من كشف عيوبهم وأستــــارهم للمسلمين ، ولا يـخفى على " الفرقة السرورية " أنني لا أخشاهم ولاغيرهم ، فالحق أحب إلي من أهلي ومالي ، فقد كنت أول من طبع في دولة الكويت كتاب : " المورد الزلال في التنبيه على أخطـاء الظِلال " للحافظ العلامة الشيخ عبد الله بن محمـد بن أحمد الدويش رحمه الله تعالى ، بمشاركة بعض الأخوة من الناحية المالية ، وأسال الله أن يجزيه ويجزيني منه الأجر والثواب وحتى لا يبقى كتاب يقدس بعد كتاب الله تعالى ، لأن من أهداف وخبث " الفرقة السرورية " أن أي كتاب يصدر أو منشور ينشر يعبهم ويكشــــف عوارهم ، قالوا عنه : هذه من أفعـال " المخابرات " ، وطُبعت بأموال الحكومات والسلاطين ، فلله الحمد لا نحتاج لأحد بعد الله عز وجل ، ولو أردنا المتاجرة بدين الله كما يفعل الكثير من الحركيين ، لأصبحنا من أغنى الناس ولرضي علينا عامتهم وخاصتهم ، ولكن سلكنا طريق الصالحين ، ونسأل الله أن نكون منهم ، وإن كنت في الحقيقة أعذر الأخوة الكرام الذين يؤلفون في بيان عيوب وبدع الفرق المعاصرة ، وكشف أستارهم وخباياهم ، في عدم ذكر أسمائهم وذلك لأمر يرونه فيه مصلحة ، وخاصة بعدما قام أتباع محمد سرور في الجزيرة العربية بالإعتداء على الشيخ الفاضل عبد الله الصالح العبيـلان حفظه الله ، ضرباً قاتلاً - تصفية جسدية - ، واعتدوا على فضيلة الشيخ محمد بن أمان الجامي رحمه الله رحمة واسعة ، ضرباً وشتماً ، واعتدوا على سماحة الشيخ صالح بن سعـد السحيمي حفظه الله ، في المسجد ، والشيخ كبيرٌ في السن وضرير أيضاً ، فلم يحترموا حرمة المسجد ولا حرمة الشيخ الكبير ، وأخيراً قام أحدهم بمحاولة قتــل ذاك الضابـط ، بصب مادة التيزاب على جسده لأجل قتله ، والحبل على الغارب ، فهؤلاء لايمنعهم دينٌ ، ولاخلقٌ ، ولاحياء عن تصفية مناوئهم ومخالفيهم وكاشف أستارهم وعـــيوبهم ، ونحن ولله الحمد ، الله ناصرنا ومثبتنا على الحق في مواجهة كل أهـــل البدع والضلال ، إن شاء الله ، متمثلين بقوله تعالى { فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون أنـي توكلـت علـى الله ربي وربكم ما من دآبة إلا هو أخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم } .

وقال ابن القيم رحمه الله ، في نونيته :
فَلا تَخشَ كَثرتُهـم فَهُم هَمَجُ الـوَرَى وَذُبَــابه أتخــــــــــــافُ مِنْ ذُبَـــــانِ


وقال القحطاني رحمه الله ، في نونيته :
فلأنصُــــرنّ الحـــــــقَ حتّى إِنّــــــني
ولأفضحّنهـــــمُ على طـــول المــدى
الله صّيرنــــــــــي عليكـــم نقمــــة
أنا في حلوق جميعكم عــود الشــــجا
أنا همكـــم أنا غمكـــم أنا سقمـكم
أنا تمــــرة الأحبـــــاب حنظلة العـدا
موتوا بغيظـــــكم وموتوا حســــــرة
الله صيرنـــــــــــي عصا موسى لكم
بأدلــــــــة القرآن أبطل سحركـــــم
والله أيدنـــــــي وثبّت حجـــــــــتي
إني اعتصمت بحبل شـــرعِ محمـــــد
إني قصدت جميعكــم " بنظرات "
ولأهجونــــكم وأثلب حزبكـــــــــم
ولأهتكــــــــن بمنطقي أستاركــــــم
ولأهجون صغيركــــم وكبيركــــــم
إني لأبغضكــــــم وأبغض حزبكــــم
لو كنت أعمــــــى المقلتين لسرنــــي
لم أدّخر عملاً لربـــــي صالحــــــــــاً اسطـــو على ســــاداتهـــم بطعانـــي
ولأفريــــــــــن أديمهـــم بلسانـــي
ولهتك ستر جميعكــــــــــــــم أبقانـي
أعيي أطبتكـــــم غموض مكانــــــي
أنا سمـــكم في السرّ والإعــــــــــلانِ
أنا غصـــــــــة في حلق من عادانـــي
وأسّـــــاً عليّ وعضّـــــوا كــلّ بنانِ
حتّى تلقف إفككم ثعبانـــــــــــــــي
وبه أزلـــزل كـــــــــل من لاقانــــي
والله مــــن شبهاتـــــــهم نجانــــــي
وعضضته بنواجــــــــــذ الأسنـــــانِ
هتكت ستوركم علـــــــى البلــــدانِ
حتى يغيـــــــــــب جثتي أكفانــــــي
حتى أبلغ قاصيـــــــــاً أو دانــــــــي
ولتــــحرقن كبودكـــــــــم نيرانـــي
بغضاً أقل قليلــــــــه أضنانــــــــــي
كــــــــــــي لا يرى إنسانكم إنساني
لكن بإسخاطـــــي لكم أرضانـــــــي

وسأبقى إلى أن ألقى ربي إن شاء الله تعالى ، مدافعًا عن أهل السنة والجماعة معتقداً عقيدة السلف الصالح ، مسخراً قلمي ولساني ما استطعت إلى ذلك سبيل ، والله سبحانه حسبنا ونعم الوكيل .

وهنا في بريطانيه ، تنتشر الفرق الضالة والأحزاب المبتدعة المنحرفة عن الصراط المستقيم ، المقلدين لشيوخهم وأئمتم في الضلال والبدع والإنحرافات ، وبما أن بريطانيه مصدر قلق وفتن للمسلمين على مر العصـور ، حيث زرعوا اليهود في بلادنا ، واستعمروها فترة من الزمن فخرجوا ، ولكن بقيت أفكارهم الخبيثة النتنة ، فلا ريب أن تأوي المبتدعة والضُلال عندها ، فإن هذه الفرق لم تلق رواجاً في بلاد المسلمين ، ولله الحمد والمنة ، فخرجت وأراحت المسلمين من شرها .

فأقول :
إن " فرقة محمد سرور بن نايف زين العابدين " إحدى فرق " الإخوان المسلمين " المنشقة عن " التنظيم العالمي " ، المقتفين طريق ومنهج سيد قطـب ، على ما فيه من البدع والضلالات والإنحراف العقائدي والمنهجي .
بدأ محمد سرور دعوته في دولة الكويت ، بعد خروجه من سورية ، فالتقفـه " الإخوان المسلمين " في الكويت فوراً ، فباشر عمله في " جمعية الإصلاح الإجتماعي الكويتية " كاتبًا ورئيساً لتحرير" مجلة المجتمـع " ، و" الإخوان المسلمين " عموماً لا يسلمون مركزًا حساساً ، مثل " رئاسة التحرير " إلا لرجل قد عرف أنه من " الإخوان المسلمين " وسائر على دربهم ومتبعهم في كل صغيرةٍ وكبيرة ، مقدس لأئمتهم ومرشديهم ، مبايعهم على الضلال والبدع والأهواء ، فهذا مما لا يخفى على ذي بصيرة من المسلمين ، وإلا لو كان غير ما يظنون لما جعلوه يكتب في " مجلتهم " فضلاً أن يكون رئيساً لتحرير أكبر المجلات " الإخوانية " إنتشاراً .

قال محمد سرور في " مجلتــه السنة " ، العــدد الحادي والثلاثون ، في ص ( 8 ) ما نصه :
" .... وجاءني الخبر أن مندوبهم ( يعني الإخوان المسلمين " الطليعة الإسلامية " ) في الخارج مقيم في بغداد ، فحددت موعداً معه ، وتجشمت صعوبــات السفـر إلى بلد ما كنت أفكــر في دخــــوله في ظل حكـــم بعث " العفـالقة " لولا وجـود ممثل " الطليعـة " وإخوانـه فيه " .
وفي بغداد وجدت ممثل " الطليعة " يقيم مع عائلته في فندق فخم ، وقد أعطته حكومة صدام حسين ، جناحاً خاصاً له ولعائلته ومساعده - وهو أحد أقربائه - ، وكانت الصدمة الأولى التي واجهتها ، فكيف يريد هؤلاء أن يحرروا سوريــة من البعث النصيري ، وهم يتعاونون مع بعث العفالقة في بغداد ؟! .
والصدمة الثانية : أني وجدت مسؤول " الطليعة " في الخارج حليقاً ، فتساءلت إذا كانت ظروف هؤلاء الإخوة تقتضي حلق لحاهم في سورية ، فلماذا يحلقون لحاهم في بغداد ، لا سيما وهو يقول لي : ليس في إقامتنا هنا أي تقييد لحريتنا ؟! " .
قال مقيده :
يظن - القارئ - أنه سافر إلى العراق دون أمر حزبي ، أو حتى ضرورة دعوية مزعومة ، فأنتم " إخوان " سورية تتعاملون مع صدام حسين ونظامه لأجل الوصول للحكم في سورية ، وهذا مشهور لا يحتاج إلى دليل ، فالأنظمة تحارب بعضها البعض مستغلة ضعاف النفوس من المسلمين فالنظام العراقي أوى السوريين ورحب بهم وأعطاهم الجوازات السورية وكذلك قام النظام السوري بنفس الحركة ، والكل كما لا يخفى نظام بعثي عفلقي واحد لا يحتاج إلى ترقيع ، فما بال " الإخوان المسلمين " يفرقون بينهم ، لكن محمد سرور أراد إيهام القارئ بأنه ذهب إلى العراق لأجل الدعوة وحرصا على مصلحتها .
وأما قوله : " والصدمة الثانية أني وجدت مسؤول الطليعة في الخارج حليقًا " .
أقول وبالله التوفيق :
نريد جواب هذا السؤال من محمد سرور نفسه ، كنت مقيماً في دولة الكويت ! دون أي ضغوط ولا حتى أي مضايقات وما كنت تنعم به من الأمن والاستقرار هناك ، كنت بغير لحيةٍ ولا شارب ، وهذا لا يحتاج لدليل فما أظنك تنسى ذلك وصورك منتشرة في المجلات والجرائد الكويتية ، لا لحية ولا شارب ، أظن ذلك من مصلحة الدعوة ، فإن قلنا أنه : خائف من النظام السوري ويخشى أن يطلق اللحية داخل سورية ، فإن البعثيين السوريين وغيرهم لا يعارضون من عنده شارب في وجهه ، لأنهم لا يعدون ذلك تطرفًا ، ولكن التربية التي تربى عليها محمد سرور عند " الأخوان المسلمين " تجعله لا يهتم بتلك القشور - بزعمهم - التي طالما سخر منها أقطابهم في الدعوة ، أمثال الغزالي ، والراشد ، والغنوشي ، والقرضاوي ، والترابي ، وعمر عبد الرحمن وسيــدهم الذي يصفونه كنبي الله موسى u في مواجهته مع فرعون ، سبحان الله ، سيد قطب مثل موسى u ماذا بقي للأنبياء والمرسلين ، إذاً كل واحد يموت تحت أيدي الحكام الظلمة يصبح أعظم من الأنبياء ، إذا فعلى قولهم وغلوهم فإن سيد قطب نبي القرن الحالي ، سبحانك هذا بهتان عظيم ، هذا ما كان عليه ويحاول أن يكون الشيخ المعمم سابقا ، ولما رأى أمر اللحية والثوب يقتضي ذلك ليستغل عواطف أهل القصيم وغيرتهم على الدين ، أطال لحيته ، وقصرثوبه ، وباقي الديكور معروف ، و " الأخوان المسلمين " لا يلتفتوا إلى أمر اللحية ، وأنه مخالفة لأمر الرسول r وتشبه بالكفار ، لأن دعوتهم ليس إتباع السنة ، والإقتداء بالرسول r في هيئته ومظهره ، وإنما تجميع الناس على شتى بدعهم وضلالاتهم ومللهم حولهم ، وكمــا يقال : ( دع لنا القيادة وتمتع بالرحلة ) وهــذا مشهور لا يحتاج لبرهان .

قال محمد سرور زين العابدين في " مجلة السنة " العدد السابع والعشرون ، ص ( 59 ، 60) مانصه :
" وإذا كان الأمر كذلك فمن أين جاء الظالمون باسم " السرورية " ؟! ، وفي أى مصنع من مصانع كذبهم لفقوا هذا الإسم ؟! أين هؤلاء الظالمون من قوله تعالى { ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب .... } .
" وأنا لا أعرف أحـــداً في مشــارق الأرض ومغاربها يقــول عــن نفسه " سروري " .... وأستغرب كيف قبل الطيبون هذا الخبر الملفق الذي لا أصل له " .
" لا أعرف أن هناك جماعة اسمها " السرورية " ، ولم أكن في يوم من الأيام مسؤولاً عن جماعة " .
قال مقيده عفا الله عنه :
قال أحد تلاميذه عندما كان في " الفرقة السرورية " في السبعينات في الكويت ، حيث كان محمد سرور يجتمع معهم ويحثهم على قراءة كتب سيد قطب ، قال المدعو/ بأبي محمد المقدسي واسمه عصام بن محمد البرقــاوي ، في كتابه الذي رد به على شيخه وأسماه " الرد الميسور على مجازفات الشيخ محمـد سـرور في رده على أهـل الــتبيّن والتوقف وما جاء فيه من تخليطات وغرور " .
قال ما نصه :
وبعـــــــــــــد ،،،،
" فقد عرفت الشيخ محمد سرور عن قرب ، إذ كان يومًا ما شيخي وكنت يومًا ما في جماعته .... وهذا ما لم أكن لأنساه أن أتناساه حتى وإن قيل أن الاستفادة والعلم الذي حصّلته عن طريق الجماعة كان قليلاً لا يكاد يذكـر " .
قال مقيده عفا الله عنه :
وهذا حـال محمد سرور لا يتغير فإن الذين في فرقته إلى الآن ما زالوا في ضلالهم وغيهم يعمهون ، لا يُعلِمهم قرآنــاً ولا سنة ، وسيبقون إلى الأبد ما زالوا وراء شيخهم يلهثون .
وقال صاحب الرد الميسور هداه الله ، أيضاً :
" ومكثت مع الجماعة ما شاء الله لي أن أمكث ، وكنت رغم حداثة سني وقلة إمكاناتي العلمية آخذ على أتباعها التقليد والانقياد الأعمى للقيادة وعدم الخروج عن خطها البتة .... ثم شاء الله أن أُفصل من الجماعة ، لأنني في نظرهم فوضوي غير منضبط ، فقد كُنت أُنهى عن الاختلاط بأفراد من جماعات أخرى أو حضور دروس لشيوخ من اتجاهات أخرى وكنت لا أصغي لهذا ولا أعبأ به " .
" .... تركت أو قل فُصلت من الجماعة قبل قرابة العشر سنين ، ولم أكن متأسفاً على تركها إذ كنت في بداية حماسي لطلب العلم ولم تكن الجماعة آنذاك لتروي في ظل بوتقتها وقيودها حماسي ذاك .... " .
قال مقيده :
وهذا حال محمد سرور ، فكل مبتدع من أي جماعة ضالة ، ما دام لا يشكل خطرًا علينا فلا نتكلم فيه‎ ، ولا نذكره بسوء ولا يبين أخطائه وضلالاته ، وإن كان أفسد أهل الأرض منهجاً وعقيدةً ، وأما من جاءنا ونصحنا ، وقال لنا : أنتم لستم على الدرب الصحيح ، شهرنا به وطردناه وقلنا له أنت : " جاسوس ، مخابرات ، مفرق صفوف المسلمين ، أنت من حزب الولاة " ، حتى ماذا . ؟ حتى تسقط هيبته عند المسلمين فلا يسمعوا له لأنه مطعون به ، متكلم عليه في نظرهم السقيم ، ولو تكلم علينا بعد ذلك فلا أحد يسمع له ، فسبحان الله من أي دين وشريعة جئتم بهذا ، أم هي الحزبية الخبيثة والطرق الماسونية في محاربة الخصوم ، وهذه الأعمال تذكر المسلمين بأفعال الماسونية وما تهدف إليه من إسقاط مناوئها .

ثم تلك " الفرقة " لا يخبرون من في جماعتهم عن أي شئ يمكن أن يستفيدوا منه لأنهم يريدون أتباعهم يبقون جهلة وهذا أفضل بكثير ، وبذلك يمكن قيادتهم وتحزيبهم وغسل أدمغتهم ، وإلا لو تفقهوا في الدين وتعلموا علوم الشريعة ، لا أظن يبقى معهم أحد ، فلذلك يحاولون أن لا تكون لأتباعهم أي علاقة مع غيرهم حتى لا يفسدوهم ويصرفوهم عنهم ، ويمنعون أيضاُ وصول الكتب التي ترد عليهم إلى أتباعهم لغرض تضليلهم عن الحقيقة .
يقول عصام البرقاوي ، في كتابه " الرد الميسور " ص ( 16 ) :
" جماعة المصنف ( محمد سرور ) .... مع الأسف الشديد جميعهم يزعم أنه من أصحاب العقيدة الصحيحة والمنهج السليم المتميز وأن الناس لابد أن يتتلمذوا على أيديهم ومن حقهم أن يفتوا في أخطر المشكلات .... في الوقت الذي يتخبطون في أهم مهمات الدين وأخطر مسائل الشريعة .... " .أ.هـ.

عندما جئت إلى بريطانيه ، لم أجد " للسلفيين " مكانًا وملتقى ، فقال لي أحد الأخوة : أن هناك أخاً سلفياً يدعى ربيع الحافظ ، فالتقيت به ، وكنت قبل أن أعرف أنه من " السروريين " ، وأن عندهم تنظيم ، أجرى لي اختبار سهل جداً ، وهي عبارة عن زيارة عادية ومن ثم يرفع تقريرها لمحمد سرور فهناك يكون القبول أو الرفض ، فالحاصل تجاوزت ذلك الإختبار ، دون علمي بحزبهم ، وبعدها قالوا : عندنا " رحلة " ، نتدارس بها فقلنا : لا بأس نذهب لنرى ، وقد طُلب من كل شخـص تحضير موضوعاً معينَا ، ولم أعلم أنها " رحلة حزبية سرية " ، وفي أثناء " الرحلة " فوجئنا بقولهم : أن محمد سرور سوف يأتي لنا ليعطينا درسًا ، وهذه المرة الأولى التي ألتقي بهـا مع هذا الرجل ، فعندما جاء كنت قد أرهقت بسبب السفر ففضلت النوم حيث اتضح لي أن محمد سرور لا يلقي درساً إنما يتفرس في الوجوه ، ويلقي نظراته الحزبية ، على أن الذين جلبهم مريده ربيع الحافظ يصلحون لدعوته أم لا ، وهل يكونون مطيعين غير معقبين أم لا ، وانتهت " الرحلـة الأولى " حـيث كانت عادية ، لم تظهر فيها بوادر الحزبية ، وفي " الرحلة الثانية " جاءنا من تركيه عبد الله عبد الحميد يولجو ، ومن الباكستان أبو مروان العراقي ، وذهبنا إلى مكان بعيد جدًا في إحدى قرى ( ريف ) بريطانيه ، وهناك جاءنا محمد سرور ومريده السعودي ودار نقاش حول الشيخ عبد الله السبت ، وعن مقولتـــــه : " بأن محمد سرور يمدح الطاغية صدام حسين " قلت أنه من منهج السلف التثبت بالنقل والرواية : لأن الشيخ عبد الله ، قال في شريط ( كاسيت ) مسجل في دولة الإمارات : أن محمـد سرور يمدح الطاغية صدام حسين وذلك في العدد السابع من " مجلة السنة " ، وحيث انني أطلعت على العدد فلم أجد في المجلة والعدد المذكور ما قاله عبد الله السبت ، فقلت : هذا خطأ ، فهذه الكلمة أعجبت محمد سرور وسيأتي بيان إعجابه بي في الأسطر التالية ، وبعدها تكلم على الشيخ عبد الله كلامً خبيثاً في " مجلته السنة " العدد السادس والعشرون ، ص ( 90 ) حيث قال :
" ألقى أحدهم ماسماه محاضرة عن الجماعات الإسلامية المعاصرة ، وسجلت هذه المحاضرة في شريط " كاسيت " يتداوله الناس في أمكنه متعددة من البلدان العربية :
اطلعت على هذا الشريط الذي جاءتني أخباره قبل أن يصلني فوجدت جزءاً مهماً عن " السرورية " ومع أن المحاضر تسربل بلباس التقوى ، وزعم بأنه سيتجنب تجريح الأشخاص ، لكنه لا يستطيع تغيير عادته ، ولهذا فقد جاء شريطه سلسلة من الأكاذيب التي لا يستطيع تقديم دليلاً عليها ، مع أنه يدعي بأنه من أهل الدليل ، ومن هذه الأكاذيب الكثيرة التي تفضحه ، وتكشف خبيئته .... " أ.هـ.
وبعد ذلك قلت لربيع الحافظ : لماذا نأتي كل هذه المسافة البعيدة لأجل أن نلقي الدروس أو الندوات ، لماذا لا نجعلها في بيوت أحد الإخوة .؟ ، فقال : لا ، نحن لا نريد المخابرات البريطانية تعرف مكاننا واجتماعاتنا ، فقلت له : ضاحكاً أحقاً ما تقول ، فكان جوابه نعم ، قلت : ماذا عندنا حتى نخاف من المخابرات البريطانية ، فعرفت أن الرجل يتكلم بأوامر خارجه عن أرادته ، وأنه ليس إلا عبد مأمور في تلك الجماعة ، لا يستطيع مخالفة أمر القيادة العليا ، وإلا حل به مثل ما حل بعصام المقدسي وغيره .
وبعد " الرحلة " ، زارنا عبد الله يولجو ، وأبو مروان ، ودار نقاش طويلاً حول " جماعة سرور " ، وفي نهاية النقاش قال لي : عبدالله يولجــو أريد أن أنقل لك خبرًا من أبي عصام محمد سرور فقلت له : هات ما عندك ، قال : في الرحلة الأولى لم يكن الشيخ مرتاحاً منك لأنك لم تعطه اهتماما ، فقلت له : كنت مريضًا وفضلت النوم ، فقال : أما في المرة الثانية فقد انشرح صدره لك وارتاح إليك ، فعرفت أن هذه رسالة منه لي بطريقة حزبية .
وفي المرة الثالثــــة لم أستدعي لتلك " الرحلـــة " فعرفت بعدها أني فصلت ( على مذهبهم ) وأنهم لا يرتاحون من ذهابي معهم ، لكثرت تعقيباتي وتعليقي عليهم ، فقلت : الحمد الله ، وبعدها عرفت أن تلك " الإجتماعات السرية " كان هدفها تجميع " العراقيين " لإنشاء حزب جديد يسمى " الإتحاد الإسلامي العراقي " فأرسلوا لي بياناً بإعلان الحزب ، أقصد الإتحاد لأنهم لا يحبون كلمة حزب مع أنها وردت في القرآن الكريم بلفظ الذم والمدح على سواء ولكنهم يهربون من حزبية إلى حزبية ، فجاءني يولجو وأبو مروان ، وهما من أفراخهم ، يعرضان علي الإنضمام لحزبهم فقلت : لعبد الله يـولجو أنت تعرف أنني من أشد الناس كراهية للتنظيمات والأحزاب ، فلماذا تطرح علي هذه الفكرة ، قال : هو ليس حزب إنما هو اتحاد لأجل الدعوة في العراق وتجميع العراقيين ، قلت : لأجل الدعوة في العراق ورئيسه سوري ، وتجميع العراقيين على رأي محمد سرور ، كيف يكون ذلك ، قال : محمد سرور ليس له علاقة بهذا التنظيم فقلت له : لا أصدق ما تقول ، وما تلك الطلعات والرحلات والإجتماعات إلا تفريخ لتلك الأحزاب ، وبعد إصرار مني عليه قلت له : هل لمحمد سرور دخل في هذا الحزب ، فقال : هو من " العلماء " الذي نستشيرهم ، سبحان الله ، جعلوه من العلماء .
أقول أنظر ماذا يقول محمد سرور عن نفسه :
يقول محمد سرور في " مجلة السنة " العدد السابع والعشرون ص ( 57 ) مانصه :
" قناعتي بأن المسؤول عن جماعة إسلامية لابد أن يكون عالماً مجتهداً في العلوم الشرعية ، وهذا الشرط غير متوفر فيّ ، وأنا لا أقول هذا القول تواضعاً ، ولكن هذه هي الحقيقة ، ورحم الله رجلاً عرف قدر نفسه " .
وبعدها قلت لعبدالله يولجو : محمد سرور ليس بسلفي ، وأنتم تقولون أن حزبكم هذا سلفًيا ، فقال : هو سلفي ، قلت : هو يعترف أنه من " الأخوان المسلمين " فهل أصدق كلامك أم كلامه قال : هو كان من " الأخوان المسلمين " ثم تركهم ، قلت : لا هو يقول غير ذلك في " مجلة السنة " ، قال : ماذا يقول قلت : راجع " مجلة السنة " العدد السابع والعشرون - الوحدة الإسلامية ، وقد ذكر كلاماً طويل كيف تربى عندهم ، وقال في الخلاصـة : " لم يعد لي أي صلة مع جماعة كنت عضواً من أعضائها ، وانفصالي عنها مضى عليه أكثر من عشرين سنة " .
وقال أيضاً في " مجلته السنة " العدد الثلاثون ، ص ( 81 ) " صلتي بهم مقطوعة ( أي الإخوان المسلمين ) منذ أكثر من عشرين سنة " .
يقول صلتي بهم مقطوعة ، ولم يقل أني تركت منهج " الأخوان المسلمين " لوجود الإنحراف فيه وأنه منهج مخالف لمذهب السلف ولأهل السنة والجماعة ، فيريد بذلك إرضاء جميع الأطراف والجماعات - بزعمه - ، ولكن هيهات هيهات .
بعد هذه المحادثة مع مبعوث محمد سرور لي ، قطع " السروريين " صلتهم بنا ، ولله الحمد ، حيث أنه من سياسة " الأخوان المسلمين " المطروحة في الساحة ، إن لم تكن معنا فأنت ضدنا ، وما دمت ضدنا فنعلن الحرب عليك ! .
وقلق بعدها محمد سرور مضجعه بسبب أن " السلفيين " في بريطانية بدؤا يتكلمون عليه ويبينون للمسلمن منهجه وضلالاته ، وأنه ليس من " أتباع السلف " و " السلفيون " منه براء ، فكيف وهو يحسب نفسه " السلفي " المحارب عن عقيدة الولاء والبراء في بريطانية حتى يأتي من يقلق راحته ، فمحمد سرور الذي يظن من يناصره من " القطبيين " أن حقق للأمة نصراً عظيماً حيث أنشأ لهم " المجلة " التي تتكلم بإسمهم التي طالما يحلمون بها ، فكيف يفتضح أمره عند " السلفيين " في بريطانيه ، وبعد ذلك يصل الأمر إلى أهل الخليج حيث التبرعات والأموال والصدقات فهذا ما لا يرض محمد سرور وأتباعه المقربون ، وإلا فالأتباع الباقون ، ليس لهم إلا سقط المتاع ، يستخدمهم متى ما أراد لضرب المخالف ، فحسبنا الله ونعم الوكيل على هذه التربية الحزبية الجاهلية الحمقاء .
وبعد قولي : " أن محمد سرور ليس سلفياً " ، قام يولجو بتوصيل هذه العبارة لشيخه سرور ، فعزم محمد سرور نفسه على زيارتي في بيتي في شهر رمضان عام ( 1415 هـ ) ، جاء وقد اصطحب معه ذراعه الأيمن محمد العبده ومريده ربيع الحافظ ، فأكرمتهم حسب العادة ولأنهم ضيوف جاءوا من مدينة لندن إلى مدينة ليدز متحملين مشاق السفر حيث تبعد مدينتي عن لندن العاصمة ما يقارب ثلاثمائة وخمسين كليو متراً ، وبعد الإفطار دار حديثًا عامًا ( تجارياً وغيره ) ،كنت أتمنى أن يفتح ذاك الموضوع ، وهو قوله : " نحن سلفيون " ، ولكنــه كان ذكيًا ، فقال وهو عند الباب يهم بالخروج من منزلي يا أخوة : أنا " سلفـي " ، وإذا رأيتم أو أردتم شيئا فزورنا في لندن ، ونتناصح بيننا ، وخرج بعد ذلك مباشرة ولم يتح لي فرصة للكلام والرد عليه ، قال كلمته هذه على شكل تحذير وأمر .
فقلت :
سبحان الله ، كنت بالأمس قد طلبت رقم هاتفه من مريده ربيع الحافظ فقال لي : أعتذر عن ذلك لأن " المخابرات السعودية .... " ، يعني نحن لا نعطي عنوان وهاتف الشيخ لأي إنسان ، لأنه يمكن أن يزوره بالبيت ويقدم على اغتياله ! وبعد ذلك تضيع الدعوة ، فقلت : حيث لم تكن مصلحة في طلبي الأول ، ولكن عندما أقتضى الأمر زارني محمد سرور بنفسه ولم يخش ما كان في السابق ، وهذه هي طريقة " الأخوان المسلمين " دائما يحاولون تعظيم وتقديس القياديين والمرشدين عندهم تعظيماً وتقديساً كبيراً ، مما يجعل المنخرط معهم يحسب ألف حساب للقيادي عندهم ، وهذه من صوفياتهم المعروفة وهي الغلو في المشائخ .

مما لا شك فيه أن محمــد سرور يمثل " الفكر القطـــــبي " في تنظيـــم " الأخوان المسلمين " حيث كانت له العلاقة الوطيدة في الكويت بسيد عيد أحد كبار " الإخوان المسلمين " وكان من المسجونين مع سيد قطب ، ثم اختلفا وتفرقا وأسس كل واحد منهما جماعة مستقلة .

قـــال محمد سرور في " مجلـــــة السنة " العدد السادس والعشرون ، ص ( 93 ) مانصه :
" أما سيد قطب رحمه الله فهو داعية من دعاة الإسلام ، وكاتب فذ كتب في قضايا إسلاميــة كثيرة : أصاب في بعضها ، وأخطأ في بعضها الآخر ، ولو لم يكن له إلا دفع دمه ثمناً لما يعتقد لكفى بها مكرمة ، ونحن لا نرى العصمة له ولا لغيره " .
وقــــال أيضاً في كتابه : " دراسات في السيرة النبوية " ص ( 321 - 323 ) :
" ويظلم سيد قطب صنفان من الناس :
يظلمه بعض تلاميذه ومحبيه ، لأنهم معجبون به أشد الإعجاب :
معجبون بثباته على الحق ، وصبره على الأذى في سبيل الله .
معجبون بسعة أفقه وصفاء فطرته ، وعمق خبرته .... ونحن نشاركهم هذا كله ....
وأما الصنف الآخر من الناس ، فلا يذكرون سيداً - رحمه الله - إلا ، من خلال أخطائه العلمية :
فتارة يزعمون أنه أشعري ، وتارة أخرى يقولون : إنه من دعاة وحدة الوجود ، وفي غير هذه وتلك يرددون أقوال الظالمين : " إنه من غلاة الخوارج " !! .
وما كان - رحمه الله - أشعرياً ، ولا صوفياً ، وإنما كان أدبياً من تلاميذه العقاد . وعندما سلك طريق الدعوة اتجه إلى الكتابة في العلوم الإسلامية ، كالتوحيد والتفسير وغيرهما ، فوفقه الله سبحانه في معظم ما كتب ، واجتمع في أسلوبه الصفات والمـزايا التالية :
كان - رحمه الله - جريئاً لايخشى في الله لومة لائم ، وكان يعلم أن الطاغوت يتربص به الدوائر ، ويقدم له العروض والإغراءات ، فأعرض - رحمه الله - عن المناصب الرفيعة ، والجاه العريض ، ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى ، وطمعاً بجنته .
كان متجرداً لا يتعصب لمذهب من المذاهب ، أو حزب من الأحزاب ، وما كان يتحدث عن نفسه ، ولو فعل لكان معه كثير من الحق .
وقد بلينا بأشخاص لا يذكرون مكرمة ولا فضلاً إلا من خلال الحديث عن ذواتهم .
لا أعرف كاتباً في العصر الحديث عرض مشكلات العصر كسيد - رحمه الله - ، فقد كان أميناً في عرضها ، وفي وضع الحلول المناسبة لعلاجها .
كان بعيداً عن الغلو ، وكانت أدلته من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة .
كانت له جولات وجولات في شرح معانــي " لا إله إلا الله محمد رسول الله " ، وتوضيح مدلولات الألوهية ، والتحذير من الشرك والنفاق .
ووقع - رحمه الله - ببعض الأخطاء ، ولكنه لم يكن صوفياً ، وقد رد على الصوفيين في مواضع كثيرة من الظلال .
ولم يكن من المؤمنين بمنهج الخوارج ، وكتبه تشهد على ذلك .
ولم يكن من أهل الإعتزال ، أو من فلول المدرسة الإصلاحية ، وقد رد عليهم في تفسير سورة الفلق وفي تفسير سورة الفيل ، وفي كتابه - خصائص التصور الإسلامي " .أ.هـ.
أقول ، وبالله التوفيق :
وهنا - أخي القارئ - الفطن أنقل لك ، جهل محمد سرور بعقيدة وفكر شيخه سيد قطب حيث أن سرور ينفي كل التهم الموجهه لإستاذه سيد قطب دون أن يأتي بدليل واحد يفند به أقوال الطاعنين بسيد وهذه الحزبية والحمية الجاهلية التي يتمتع بها الكثير من الفرق المتواجدة على الساحة ، لأنهم لا يرضون في ربهم سيد قطب أي جرحاً ولا تصويب .
أمـا قول محمد سرور : " فتارة يزعمون بأنه أشعري ، وتارة أخرى يقولون : إنه من دعاة وحدة الوجود ، وفي غير هذه وتلك يرددون أقوال الظالمــين : " إنه من غلاة الخوارج " .
أقول :
يقـول سيدكم بوحدة الوجود ، حيث قال في " ظلاله " ( 6/4002 ) :
" إنها أحدية الوجود ، فليس هناك حقيقة إلا حقيقته ، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده ، وكل موجود آخر فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي ، ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية .... ومتى استقر هذا التصور الذي لا يرى الوجود إلا حقيقة الله ، فستصحبة رؤية هذه الحقيقة في كل وجود آخر انبثق منها " .
يقول محمد سرور : " وماكان - رحمه الله - أشعرياً ، ولا صوفياً " .
أقول :
ماذا سيقول محمد سرور وغيره ، حينما يقرأ تفسيره للإستواء بالسيطرة والهيمنة ، حيث فال في " ظلاله " ، ( 3/1762 ) : " الإستواء على العرش كناية عن مقام السيطرة العلوية الثابتة .... " .
وأما قول محمد سرور : " ولا صوفياً " .
فأقول :
يقول سيدكم في " ظلاله " ( 6 / 3291 ) : " وهناك أناساً يعبدون الله لأنهم يشكرونه على نعمه التي لا يحصونها ، ولا ينظرون وراء ذلك إلى جنة أو نار ، ولا إلى نعيم أو عذاب على الإطلاق " .
قال مقيده :
هذا يذكرني بقول : رابعة العدوية المتصوفة حيث قالت : " يا رب ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك إنما حباً في ذاتك ، ووجهك " ، فهل سيد قطب عَبَدَ الله على هذا النحو والتي يقرر بها أنه لا ينظر وراء تلك العبادة لجنة أو نار ، فهل أنت يا محمد سرور تعبد الله على مذهب سيد قطب ، أم مذهب الأنبياء الذين قال الله عنهم { يعبدوننا رغبة ورهبة } نعوذ بالله من الصوفييين .
وأما قول محمد سرور ، : " اتجــــه إلى الكتابة في العلوم الإسلامية والتوحيد .... " .
أقول :
سيد قطب جاهل بالعقيدة والتوحيد فكيف يكتب بهما ، وهو لا يفرق بين توحيد الأولوهية وتوحيد الربويبة ، ذاك التوحيد الذي يعرفه كفار قريش قال تعالى { ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله } فالمشركون مقرون بتوحيد الربوبية والخلاف بينهم وبين الرسول r على توحيد الأولوهية .
وأما سيد فيقول في " ظلاله " ( 4 /1846 ) : " فقضية الألوهيــة لم تكن محــل خلاف ، إنما قضية الربــوبية هي التي كانت تواجهها الرســالات ، وهي التي كانت تواجههـا الرســالة الأخيرة .... " .
قال مقيده :
انظروا يا قوم ماذا يقول سيدكم فهو لا يفرق ولا يعرف لماذا بعث الله الرسل فهل بعد هذا الجهل ، من جهل بدين الله ، فكفار قريش يعرفون كما مضى ، ويفرقون بين توحيد الربوبية وتوحيد الأولوهية ، وسيد قطب ما زال يجهل ذلك .
وأما قول محمد سرور : " كان جريئاً "
فنقول له :
صدقت ، نعم كان جريئاً على الأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين فقد طعن بهم طعناً لم يفكر بها حتى المستشرقين الكفار .
قال في كتابه : " التصوير الفني في القرآن " عن نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام ، " لنأخذ موسى ، إنه نموذج للزعيم المندفع العصبي المزاج " ، " وهنا يبدو التعصب القومي ، كما يبدو الإنفعال العصبي " ، " وسرعان ما تذهب هذه الدفعة العصبية ، فيثوب إلى نفسه ، شأن العصبيين " ، " هيئة المتفزع المتلفت المتوقع للشر في كل حركة ، وتلـــك سمة العصبيين أيضـــاً " ، " إنه الفتى العصبي نفسه ، ولو أنه قد أصبح رجلاً " ، " ثم لندعه فترة اخرى لنرى ماذا يصنع الزمن في أعصابه " ، " عودة العصبي في سرعة واندفاع " ، " هكذا في حنق ظاهر وحركة متوترة " ، " فلندعه هنا لنلتقي به فترة ثانية من حياته بعد عشر سنوات فلعله قد هدأ وصار رجلاً هادئ الطبع حليم النفس " .
أقول :
هذا موسى عليه الصلاة والســلام كليم الله ، قال الله تعالى ، في شأنــــــه { وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى } وقال تعالى { قال يموسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخـذ ما ءاتيتك وكن من الشاكرين } وقال تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيهاً } .
وكان سيد قطب جريئاً أيضاً على أصحاب رسول الله r ، حيث قال في كتابه : " كتب وشخصيات " ص ( 242 ) : " إن معاوية وعمراً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب ، ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والنفاق والرشوة وشراء الذمم ، لا يملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل ، فلا عجب أن ينجحا ويفشل ، وإنه لفشل أشرف من كل نجاح " .
وقال في " العدالة الإجتماعية " ، ص ( 172 ) : " .... ونحن نميل إلى اعتبار خلافة علي t امتداداً طبيعياً لخلافة الشيخين قبله ، وأن عهد عثمان كان فجوة بينهما " .
وقال أيضاً ، في " العدالة الإجتماعية " ص ( 187 ) ، قال مانصه في حق عثمان بن عفان t : " ولقد كان الصحابة يرون هذا الإنحراف عن روح الإسلام فيتداعون إلى المدينة ، لإنقاذ الإسلام وإنقاذ الخليفة من المحنة .... " .
وطعنات كثيرة في عثمان بن عفان t " حيث أسقط خلافته ، وزعم أن التصور لحقيقة الحكم قد تغير شيئاً ما بدون شك على عهده ، وقوله منح من بيت المال إلى زوج ابنته الحارث بن الحكم ، واتهامه بإغداق الولايات على قرابته ، واتهمه بالانحراف عن روح الإسلام ، ومدح الثورة عليه ، واتهمه بأنه مكن للدولة الأموية في حياته ، وأن الثروات قد تضخمت نتيجة سياسته ، وتخلخل بناء الأمة في وقت مبكر بسببه ، وحكم بني أمية كارثة قصمت ظهر الإسلام " .
أقول :
قال أبو زرعة الرازي ، رحمه الله تعالى : " إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله r فاعلم أنه زنديق ، وذلك أن رسول الله r حق ، والقرآن حق وما جاء به حق وأنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة ، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلو ا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة " .
وقال الإمام أحمد بن حنبل ، رحمه الله تعالى : " إذا رأيت رجلاً يذكر أحداً من أصحاب رسول الله r بســـــوء ، فاتهمه على الإسلام " ، وقال أيضاً : " ومن انتقص أحداً من أصحاب رسول الله ، أو أبغضه لحدث كان منه ، أو ذكر مساويه ، كان مبتدعاً ، حتى يترحم عليهم جميعاً ، ويكون قلبه لهم سليماً " .
وقال الإمام يحيى بن معين ، رحمه الله تعالى : " تليد كذاب ، كان يشتم عثمان ، وكل من يشتم عثمان أو طلحة أو أحد من أصحاب النبي r دجال ، لا يكتب عنه ، وعليه لعنه الله والملائكة والناس أجمعين " .
وقال القرطبي في " تفسيره " ( ج 16 ، ص 196 ) وهو يدافع عن عقبة بن عامر t : " فمن نسبه أو واحداً من الصحابة إلى الكذب فهو خارج عن الشريعة ، مبطل للقرآن ، طاعن على رسول الله r ، ومتى ألحق واحداً منهم تكذيباً فقد سب ، لأنه لا عار ولا عيب بعد الكفر بالله أعظم من الكذب ، ولقد لعن رسول الله r من ســــب أصحابه فالمكذب لأصغرهم - ولا صغير فيهم - داخل في لعنة الله التي شهد بها رسول الله r وألزمها كل من سب واحداً من أصحابه أو طعن عليه " .
وأما قولك : " كانت له جولات وجولات في شرح معاني " لا إله إلا الله محمد رسول الله " وتوضيح مدلولات الألوهية ، والتحذير من الشرك " .
أقول :
نعم ، فقد فسرها بالحاكمية والسلطة .
يقول سيدكم : في " الظلال " ( 5 / 2707 ) في تفسير قوله تعالى { وهو الله لا إله إلا هو } .
" أي : فلا شريك له في الخلق والإختيار " .
أقول :
يقول الإمام ابن كثير ، رحمه الله ، في " تفسيره " ( 3/398 ) :
" { وهو الله لا إله إلا هو } ، أي هو المنفرد بالإلهية ، فلا معبود سواه ، كما لا رب يخلق ما يشاء ويختار سواه " .
ويقول سيد ، في " الظَلال " ( 6/4010 ) ، في تفسير قوله تعالى { إِلَهِ الَّناسِ } :
" والإله هو المستعلي المستولي المتسلط " .
وقول سيدكم في " الظلال " ( 4/2114 ) في تفسير قوله تعالى { هذا بَلاغٌ للَّناسِ ولِيَنْذَروا بهِ ولِيَعْلَموا أَنَّما هُو إِلَهٌ واحِدٌ } .
" فالإله هو الذي يستحق أن يكون رباً ، أي : حاكماً وسيداً ومتصرفاً ومشرعاً وموجهـاً " .
وأما قول محمد سرور : " ولم يكن مؤمناً بمنهج الخوارج " .
قال مقيده :
يقول شيخك يوسف القرضاوي في كتابه : " أولويات الحركة الإسلامية " ، ص ( 110 ) : " في هذه المرحلة ظهرت كتب الشهيد سيد قطب ، التي تمثل المرحلة الإخيرة من تكفيره والتي تنضح بتكفيره المجتمع .... وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كافة " .أ.هـ.
ويقول فريد عبدالخالق ( أحد مرشدي " الإخوان المسلمين " ) ، في كتابه " الإخوان المسلمون في ميزان الحق " ، ص ( 115 ) : " ألمعنا فيما سبق إلى أن نشأة فكـــــــــر التكفير بدأت بين شباب بعض الإخوان في سجن القناطــر في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات ، وأنهم تأثروا بفكر الشهيد سيد قطب وكتاباته ، وأخذوا منها أن المجتمع في جاهلية ، وأنه قد كفـــر حكامه الذين تنكروا لحاكمية الله بعدم الحكم بما أنزل الله ، ومحكوميــــه إذ رضوا بذلك " .أ.هـ.
يقول سيد قطب في كتابه " معالم في الطريق " وأخيراً يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة ! " وقوله " في ظلال القرآن " ( 2/1057 ) : " لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا الله ، فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد ، وإلى وجور الأديان ، ونكصت عن لا إله إلا الله ، وإن ظل فريق منها يرددون على المآذن لا إله إلا الله دون أن يدرك مدلولها ودون أن يعني هذا المدلول وهو يرددها ودون أن يرفض شرعية الحاكمية التي يدعيهـــا العباد لأنفسهم " ثم يقول : " إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية وارتدت عن لا إله إلا الله فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية ولم تعد توحد الله وتخلص له الولاء " وبعدها يقول : " البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المأذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله بلا مدلول ولا واقع وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد " .
وقال أيضاً " في ظلال القرآن " ( 4/2122 ) : " .... أنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه شريعة الله والفقة الإسلامي " .

ولو أردنا سرد طامات سيد قطب لطال بنا المقال ، ومن أراد الإستزاده فعليه بكتب الشيخ ربيع المدخلي ، وكتاب " المورد الزلال " حيث أجادوا وأفادوا في بيان ضلال سيد قطب .

وعندما يقال لــ محمد سرور أنت " قطبي " يغضب ولا يرض بهذه المقولة ، ومعناها أنت تحب سيد قطب ولا ترض به جرحًا ولا تصويباً ، ولم تحاول أن تبين أي شئ من أخطائه طوال حياتك لأنك تقدسه تقديساً حزبيا أعمى ، فلا يخلو عدد من " مجلتك " و" كتبك " إلا وتذكر مقالاً ومرجعاً لسيد قطب والثناء عليه وتقديسه وأنه من المجدديين ومن الأئمة ، ولم تذكر خطأ واحداً من أخطائه الجسام في العقيدة وهي : ( تكفيره للأمة ( للمجتمعات الإسلامية ) وعده لمساجدهم ( معابد جاهلية ) .... وطعنه وسوء أدبه مع نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام .... وطعنه في أصحاب رسول الله .... ومخالفته لأهل السنة في تفسير كلمة التوحيد حيث يفسرها ( بالحاكمية والسلطة ) .... والتشكيك في قضايا أصولية عقدية .... وقولة بخلق القرآن وأن الله لايتكلم وإنما كلامه مجرد الإرادة .... وقوله بوحدة الوجود والجبر والحلول .... وتجهمه في صفات الله سبحانه وتعالى حيث يعطلها على طريقة المعتزلة والجهمية ، ( كالإستواء .... واليد .... والمجيئ .... والرؤية .... ) .... وإنكاره الميزان والوزن يوم القيامة .... واعتقاده أن الروح إزالية .... وتهوينه من المعجزات ودلائل النبوة .... وعدم وضوح الألوهية والربوبية في ذهنه .... ولا يقبل أخبار الأحاد الصحيحة في العقيدة بل لا يقبل الأحاديث المتواترة .... وقوله بالإشتراكية المادية الغالية .... ) وغير هذه من الضلالات والبدع والأخطاء ، فمن القطبي إذاً .
و" الفرقة السرورية " تعمل " بسرية تامة " حيث الإجتماعات المغلقة والتنسيق مع كل شخص ممكن أن يخدمنا وينفعنا ، ولايتكلم علينا ، ولا يخرج بعيبنا إلى الآخرين ، ولا يعقب على قياداتنا ، وإلا فمحمد سرور لا يرض أن يكون تحت قيادة أي إنسان لأنه وصل إلى الذروة ، فلا يرض أن يتسلط عليه أحد .
يقول عصام المقدسي هداه الله ، في كتابه " الرد الميسور " ص ( 43 ) عن السرية ، في " الفرقة السرورية " :
" هل هذا نقد للسرية أو إبطال لها في مجالها الحق ، لا أظن الأمر كذلك عند المصنف ( محمد سرور ) ، لأن جماعته تمارسها في أبواب شتى " .

و" الفرقة السرورية " يزرعون الفتن بين المسلمين وينتظرون كشف العيوب ، وخاصةً بين " السلفيين " فيأخذونها وينشرونها وما حدث في دولة الكويت ليس ببعيد ، فأنا خير من يعرف أهل الكويت أكثر من محمد سرور فعندما حدث الخلاف بين " السلفيين " في الكويت ، وقف مع الشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق ، لا لحبه لدعوة الشيخ عبد الرحمن ، فالشيخ عبد الرحمن لا يقارن بمحمد سرور مع وجود بعض الأخطاء عنده ، إلا أن فضله بعد الله على الدعوة السلفية في دولة الكويت يجب أن لا يُنسى ، وسبب نصرة سرور لعبد الرحمن ، أن الشيخ عبد الرحمن خالف الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ، والشيخ ربيع وفقه الله ، أول من أماط اللثـــــــــــام عن " الأخوان المسلمـين " وخاصة " القطبيـين و السروريين " منهم ، فنجد محمد سرور يثني على الشيخ عبد الرحمن في " مجلة السنة " والتي لم تتكلم عن عبد الرحمن عبد الخالق منذ أن تأسست وصدرت بشيء يذكر ، ولكن المصلحة تقتضي ذلك الآن ، وقس على ذلك كل الدعاة في الكويت فــ " السرورية " يترقبون الدوائر والمحن بين المسلمين لينتفعوا بها .
ومحمد سرور يبحث عن الأصدقاء والمناصرين لدعوته في كل مكان ، فعندما خرج الأخوة من السجن في السعودية قام بالإتصال بهم والتأكد أنهم ما زالوا معنا على الخط وغير ذلك ، وعلى الأقل لا بد من ربطهم معنا وتحيديهم على الأقل ، وأهل الخليج عاطفيون أكثر من اللازم ، ولو عرفوا حال محمد سرور وفرقته في بريطانيه لما وقفوا معه طرفة عين ، ولكن المخادعة والتموية صفته ومنهجه .
و" السلفيون " في الكويت عفا الله عنهم ، أقاموا الدنيا وأقعدوها على مسائل أكثرها اجتهادية كانت يمكن أن تحل دون إثارة المشاكل ، فإذا أخطــأ " السلفي " لا يعني بذلك خروجه عن طريقة السلف خصوصاً في مسائل يسع الإجتهاد بها ، فبعد ذلك صنف الأخوة هداهم الله ، للحق كل مخالف لهم ، فبعضهم صنف ممن سمع أو لم يسمع لمحمد سرور أنه " سروري " وهذا من الظلم والتعــدي ، فحصلـــت الفرقة والفتنـــة فأنتفع بها القاصـي والدانـي من " السروريين والقطبيين والمبتدعة " والعلمانيين واليساريين ، ونشروا ذلك في الجرائد وأظهروا خلافاتهم عند عامة الناس ، فلا حول ولا قوة إلا بالله .

فقد ذكرت في بداية الرسالة كيف أن محمد سرور أسس " فرقته " في دولة الكويت بمنطقة خيطان وأنظم إليها عصام البرقاوي الملقب بأبي محمد المقدسي ، فدرس التكفير والإستحلال والسرقة بحجة أنهم كفار ، فلما لم يستطيع إيقافه طرده ، ولكن قلبه يبقى معه ، حيث تربى على " تفسير الظِلال ، والمعالم ، وجاهلية القرن العشرين ، وجيل إسلامي فريد ، وصفات الدعاة ، ومنهج الأنبياء في الدعوة إلى الله ، وملة إبراهيم " ، هذا ما قاله ذاك الهالك مناديًا الأباء والأبناء بهجر مدارس المجتمعات المسلمة في كتابه " إعداد القادة الفوراس بهجر فساد المدارس " .
ومن شدة تعلقه بشيخه محمد سرور وتقليده له ألف كتاباً على غرار ما ألف شيخه فأسماه " وجاء دور السّعوديــــة " فهل هذه التربية الإسلامية الصحيحة التي أمر الله بها عباده الصالحــين ، ثم أقول وليس " بتفجير العليا بالرياض " عنكم ببعيـد فهي مـن محاسن تربيتكم لذاك الجيل المنصرم .
ومن شدة تعلق عصام البرقاوي بشيخه وحبه لطريقته جاء إلى بريطانيه بجواز سفر مزور ، لكي يلتقي بشيخه محمد سرور ويناقشه في بعض المسائل ، ولكن التزوير أكتشف في مطار هيثرو ، فتم إعادته إلى الدولة التي قدم منها ، هذا ما قاله لي عصام .
ومن شدة تمسكه وحبه لمنهج وفكر شيخــه محمد سرور وضع في كتابـــــه " الكواشف الجلية في كفر الدولة السّعودية " على الغلاف الداخلي من الصفحة الأخيرة كلمة لندن ، تيمنًا بتلك البقعة التي يسكنها محمد سرور ، ثم قاموا بعد ذلك أي " جماعة محمد سرور " بأخذ تقرير من كتابه " الكواشف " وهو بعنوان " الإنفاق العسكري السعودي " وطبعوه ومن ثم قاموا بتوزيعه على السعوديين خاصة ، على ماذا يدل هذا يا محمد سرور ، أليس على الإتفاق على محاربة الدولة السعودية بأي وسيلة ، أو أظنك حريص على ثروات المسلمين فلذلك جلبت أموالهم إلى بريطانيه واشتريت بها العقارات حفاظاً على تلك الثروات المهدورة ! .

قال تلميذ محمد سرور أبي محمد المقدسي في لقاء أجري معه في " جريدة الوســط " من داخل السجن .
بعنوان : ( المنظــــــر الفكري لإنفجارات السعوديـــة يتحدث من سجن " سواقة " ) .
قالت الصحيفة :
من هنا يمكن وصف حديث المقدسي الذي انفردت به " الوسط " بأنه نافذة على الفكر الذي سيطر على بعض الشباب العربي في الخليج ومصر والجزائر والسودان والأردن .
ثم قال ياسر أبو هلالة المحرر في " الوسط " في سؤال لعصام البرقاوي ، أذن عن أي تيار تعبر ، قال عصام : أستطيع أن أقول أني جزء من المدرسة السلفية ولكن ليس لي تنظيم ؟ وعندما قلنا له أن علماء المدرسة السلفية كابن باز والألباني يرفضون تكفير الأنظمة وجهادها أجاب متهماً إياهم بالضلال ورفض ذكر أسماء شيوخه وأوضح أنه تأثر ببعض المعاصرين ، ومنهم " شيخ مشهور وفاضل كان من " الأخوان المسلمين " في وقت من الأوقات وأصبح له اتجاه تصحيحي في ظلال عقيدته السلفية والرجل يجمع بين السلفية والحركة والدعوة ".
وقال المحرر :
وسألته هل يقصد الشيخ سرور زين العابدين المقيم حالياً في بريطانيه ويتردد أنه خلف تنظيم يجمع بين " السلفية " والتشكيل التنظيمي لــ " الإخوان " رفض التعليق وقال : " لا أحب أن أذكر أسماء " .
قال مقيده عفا الله عنه :
هذا هو عصام البرقاوي منذ أن عرفته حينما كان جاري في دولة الكويت ويصلي خلفي حيث أنه لايصلي خلف أي من موظفي وزارات الأوقاف في الدول العربية والإسلامية الذين يشك في عقيدتهم - بزعمه - ، يستعمل التقية والكذب في مصلحته المزعومة وهو غني عن التعريف ، فأهل الكويت يعرفون من هو عصام البرقاوي ومع الأسف الشديد فإن المبتدعة أمثال عصام وغيره يحمون بعضهم البعض ولا يذكرون أسماء شيوخهم ، وهو في نفس المقال ذكر فيه كل الأسماء التي لا تعجبه من المشائخ وطلبة العلم لأنه لا يهمه إن وقع الضرر بهم ، ولكن شيخه محمد سرور لم يذكر أنه تتلمذ على يديه ، ودرس كتب سيد قطب كلها المقررة عليه وتربى تربية " إخوانية ، قطبية " تجيز له الكذب في مصلحة الدعوة ، فشيخه الذي أشاد به هو محمــد سرور كما ذكرت ذلك في المقدمة .

ولا تنس يا محمد سرور أن ما يحدث في العالم العربي والإسلامي من قتل وتفجير وسفك للدماء ليس لكم به علاقة حتى ولو أقسمت لأن كل الدلائل تشير إلى أنكم تحبون ذلك وتودون الخروج لطمعكم في السلطة والتسلط ، فقد قال رسولنا r ( ما من دم اهريقت إلا كان على ابن آدم كفل منها لأنه أول من سن القتل في الدنيا ) وأنت يا محمد سرور عليك وزر " سنتك " السيئة بتحريض للمسلمين بسفك دماء الأبرياء من إخوانهم المدنيين والعسكريين ، وذلك لقول الرسول r " ومن سن في الإسلام سنة سيئة ، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها ، من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شئ " .
وخذ يا أخي المسلم الشاهد على ما نقول من " مجلته السنة " في العدد الخامس والعشرون ، ص ( 24 ) حيث قال ما نصه :
" يجب على الجند في مصر أن يوجهوا سلاحهم إلى صدور الذين استسلموا لإسرائيل ، واستأســــدوا على دعاة الإسلام في مصر وفي السودان " .
وقال أيضاً في " مجلة السنة " العدد الثالث والأربعـــــون ، ص ( 36 ) : " طفح الكيل ولابد من الإصلاح الشامل وشبة الجزيرة العربية لا تنفعها عقلية جنرالات الجزائر وتونس ومصر ، وسياسة الهروب إلى الأمام فاشلة " .
قال مقيده :
ماذا يعني هذا الكلام أليس الخروج وإراقة الدماء التي حرمها الله إلا بالحق ، فما يحصل في مصر والجزائر وغيرهـا من البلاد العربية والإسلامية فعليك وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ، بسبب تحريضك لهؤلاء الشباب الذين تأخذهم العاطفة والحمية فيندفعوا لذلك ، فتبًا لجاهليتك .
قال ابن القيم ، حفظه الله : " وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم ، فإنه أساس كل شر وفتنة إلى آخر الزمان " .

وحال محمد سرور هذا يذكرني بحال إمام أهل الضلال الزنديق الخميني ، في بدايـة الثورة الأيرانية ، حيث كان الخميني يقيم في فرنسا ويدعو لنصرة المستظعفين وهو يأكل وينعم بالأمن والراحة ، وهـذا أيضاً حال محمد سرور يحرض الشباب ويدعوهم للقتال وسفك دماء الأبرياء ، وهو جالس ، يأكل وينعم تحت الحماية البريطانية ويأخذ من أموالهم ، أين جهادكم الفعلي مع الطواغيت أنت وممن هو على شاكلتك ، أين أنتم في أفغانستان أو في البوسنة والهرسك أو غيرها من الدول .... ، لم نر أحد منكم يجاهد في سبيل الله كل ما في الأمر جعجة فارغة ، واستعراض عضلاتكم على المسلمين الضعفاء وإلا فأنتم عبيد للقوانين الأوروبية ، فما لكم كيف تحكمون ! .


وإليك - يا أخي القارئ - أقوال العلماء المعاصرين أئمة الدعوة السلفية في هذا العصر في محمد سرور بن زين العابدين وفرقته ومجلته وفكره ، وهؤلاء العلماء أغاضوا محمد سرور وفرقته ، بحكمتهم وعقولهم النيرة ولا يأخذون الأمور بالعواطف والحمية ، إنما بالعلم والفهم ، وقد حاول محمد سرور أين يجد ولو واحداً من العلماء يثني عليه حتى تكون عنده حجة لمخالفيه فحاول مع العلامة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله ، ففشل فشلا ذريعًا ، ثم سافر إلى اليمن لكسب عطف وود فضيلة الشيخ مقبل الوادعي حفظه الله ، ورجع بخفي حنين ولله الحمد والمنة ، ونقول لمحمد سرور ولفرقته كفوا عن المحاولات البائسة ، فإن العلماء الجهابذة ليسوا صيداً سهلاً كما تظنــــــــوا " يا قطبيين " .

أقوال العلماء في محمد سرور ومؤلفاته ومجلته

السؤال الأول :
" أثابكم الله ، سماحة الشيخ ، قال صاحب كتاب : " منهج الأنبياء في الدعوة " ، " وقد أطلعت على كتب العقيدة ، فوجدتها كلها جفاءاً ، لأنها أحاديث ونصوصٌ وأحكام " ، فما رأيكم في هذا الكلام . ؟ " .
جواب العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، حفظه الله :
" هذا غلط عظيم ، كلها جفاء أعوذ بالله ، كتب العقيدة الصحيحة ما هي بجفاء ، قال الله قال رسوله ، فإذا كان يصف القرآن والسنة بأنه جفاء فهذه ردة عن الإسلام ، نسأل الله العافية ، الجفاء الإعراض عن دين الله هذا جفاء الإعراض عن دين الله وعدم العمل بشرع الله يسمى جفاء ، فإذا زاد يسمى غلو ، الجافي الذي يعرض عن الله وعن دين الله ، مو بالذي يكتب في العقيدة ، ويدعو الناس إلى العقيدة الصحيحة وإلى ما كان عليه السلف الصالح هذا ليس بجفاء ، هذا هو دين الأنبياء ، هذا هو منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله وبيان العقيدة الصحيحة والتحذير ممن يخالفها .... هذه عبارة سقيمة وخبيثة .... ، نعم ....
حكم بيع الكتاب يا أبا عبد الله . ؟
إن كان هذا فيه مايجوز بيعه يجب تمزيقه ، إن كان هذا فيه ، نعم . " .

السؤال الثاني :
يقول صاحب كتاب : " منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله " ، " نظرت إلى كتب العقيدة ، فرأيت أنها كتبت في غير عصرنا ، وأنها حلولاً لقضايا ومشكلات العصر الذي كتبت فيه ، ولعصرنا مشكلاته التي تحتاج إلى حلول جديدة ، ومن ثم فأسلوب كتب العقيدة فيه كثير من الجفاف ، لأنها نصوص وأحكام ولهذا أعرض معظم الشباب عنها وزهدوا فيها " .
جواب العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني ، وفقه الله :
" وهل يقول هذا مسلم " .
السؤال الثالث :
" فضيلة الشيخ ، حفظك الله ورعاك ، قرأت في كتاب إسمه " منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله - الجزء الأول " ، حيث يقول مؤلفه : " نظرت إلى كتب العقيدة ، فوجدتها قد كتبت في غير عصرنا ، وذلك لأنها نصوص وأحكام ، فلذلك انصرف الشباب عن الدين أو العقيدة " وأيضاً في نفس " الكتاب " قال : " لو أن قوم لوط قالوا لا إله إلا الله ، لا تنفعهم هذه ما داموا مصرين على معصيتهم " ، فما رأي فضيلتكم في هذا الكلام . ؟ " .
جواب العلامة صالح بن فوزان الفوزان ، حفظه الله تعالى :
" هذا كما أشرت إليه في المحاظرة ، أن هناك أناس يزهدون في تدريس العقيدة ، ويزهدون في كتب السلف ويزهدون في مؤلفات أئمة الإسلام ، ويريدون أن يصرفوا الناس إلى مؤلفاتهم هم وأمثالهم من الجهال ومن دعاة الضلال ، هذا القائل من دعاة الضلال ، نسأل الله العافية . " .

السؤال الرابع :
" قرأت قبل فترة كتاب إسمه " منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله " ، قال فيه مؤلفه : محمد سرور زين العابدين : " نظرت في كتب العقيدة ، فوجدتها أنها كتب كتبت في عصر غير عصرنا وأنها تحل قضايا ومشكلات ليست في عصرنا ، وأن عصرنا يحتاج إلى حلول وقضايا ، ومن ثم فأسلوب كتبت فيه العقيدة أسلوب جاف ، أو كما قال الكاتب هذا ، فأعرض عنها كثير من الشباب " ، ما الحكم ياشيخنا في هذا الموضــوع أو ما حكم هذه المقالـــة أو هذه الكلمـــة . ؟ " .
جواب العلامة صالح بن فوزان الفوزان ، حفظه الله ورعاه :
" أنا قلت لكم قبل قليل ، لماذ نستور الأفكار من الخارج ؟ لماذا نستور من محمد سرور زين العابدين في لندن أوغيره هذه الأفكار ؟ . لماذا لا نرجع إلى الكتب التي بين أيدبنا من كتب السلف الصالح ، وكتب علماء التوحيد . ؟ . التي صدرت عن علماء لم تصدر عن كاتب أو مثقف لايدرى عن مقاصده ، ولا يدرى عن أيضاً مقــدار علمه ، فالذي نعلم أن هذا رجلٌ جاهل ، أنه رجل جاهل ، وإن كان عنــده شئ من العلم فهو يقصد التضليل في هذا الكلام . " .

السؤال الخامس :
" ياشيخ ، يقول السائل وقد ذكر إسم شخص ذكرتم اسمه ولا نريد إعادة الإسم ولكن يذكر اسم كتابه ، يقول في مقدمة كتابه : " منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله " : " لقد نظرت في كتب العقيدة ، فإذا هي حلول لمشكلات لذلك العصر وهي كتب جافه ، لأنها نصوص وأحكام مما أدى إلى ابتعاد كثير من الشباب عنها " ، فما رأيكم في هذا . ؟ " .
الجواب :
" أما أنا ، لآ أجد غظاظة من ذكر اسمه ، محمد سرور زين العابدين ، الذي له منهج تكفيري تجاه الحكام ومنهج غامض تجاه الآخرين ودعواه هذه ، صاحب " المنتدى الإسلامي " في لندن ، ودعواه هذه مردودة عليه وهي خطيرة جداً ، هذا من دعاة فقه الواقع بالمعنى المضخم ، مفاد هذا الكلام وأنا كنت محضر هذه الكلمة لأقولها في المحاضرة ولكن جزى الله السائل خيراً ، يقول محمد سرور زين العابدين في : " منهج الأنبياء " وهو سلك فيها غير منهج الأنبياء حقيقةً ، لأنه يقول أن كتب العقيدة القديمة عبارة عن نصوص لم تعد تصلح للناس ، مما دعا بالشباب إلى الإبتعاد عنها ، إذن نربطهم بماذا ، إن لم نربطهـــم بكتاب " السنة ، للأمام أحمد " وكتاب " السنة ، للخلال " وكتاب " السنة ، لأبن أبي عاصم " وكتـــاب " التوحيد ، لأبن خزيمة " وكتب " ابن تيمة " و " شرح اعتقــاد أصول أهل السنة والجماعة ، للالكائي " و " السنة ، للبربهاري " وغيرهم إن لم نربطهم بهذه الكتب التي هي إيضاح وتفسير وتوضيح لكتاب الله وسنه ورسوله r ، نربطهم بمن ، نربطهم بــ " الأصول العشرين " نربطهم بــ " مذكرات الداعي والداعية " نربطهم بكتاب " قافلة الإخوان " الذي ينقل فيه صاحبه " أنه ليس بيننا وبين اليهود خلاف إلا اختلاف اقتصادي " نربطهم بمن يقول : " ان الأسماء والصفات من الخلافات الفرعية " نربطهم بالكتب التي تقول : " نجتمع فيما نجتمع عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه " نربطهم بمن يحي " الشيعة والرافضة " أمثال الترابي وماأدراك ما الترابي ، الذي له والله الآن عندي الآن كتب ومذكرات والله فيها ردة عن الإسلام ، ردة ، والله فيها ردة ، إنكار للأحاديث تعديل في بعض أمور الفقه ، يعني قضايا خطيرة ، في قضايا الإختلاط له فتاوى خطيرة ، يقول : الوضع يقتضي الآن ، فقه الواقع يقتضي أن نبقي الرجال والنساء مع بعض في الدراسة يجب أن نغير كثير من الأمور يقول ، بحسبب فقه الواقع ، نربطهم بمن ، أنا لا أقول : لا أحجر واسعاً على المسلم أن يستفيد من الكتب التي تخدم المنهج السلفي لو كانت معاصرة بهذا القيد التي تخدم ماذا ؟ المنهج السلفي الذي هو أسلم وأعلم وأحكم ، وأما الكتب التي فيها غنى وأما الكتب التي فيها زلات فلا يجوز أن يقرأها الشباب الأحداث أبداً ، إلا بعد أن يتحصنوا بقراءة كتب العقيدة التي أشرت إليها الحديثة منها والقديمة . " .

السؤال السادس :
" ياشيخ هل " الجماعة السرورية " جماعة موجودة أم لا وهل لها وجود في اليمن . ؟ " .
جواب العلامة مقبل الوادعي ، وفقه الله :
" نعم .... هي جماعة موجودة ، وإن كان الأخ محمد سرور ينفي هذا ، فهي موجودة بأرض الحرمين ونجد وباليمن ، وكانت في بدء أمرها على الإستقامة ، وكما تقدم أن قلنا أن الشخص يتستر ولا يظهر الحزبية إلا بعد ما تقوى عضلاته ويرى أن الكلام لا يؤثر فيه ، وأنا أعجب كل العجب بعضهم يقسم بالله ماهو حزبي ، فما أدري هو لا يدري معنى الحزبية لأن الحزبية تتضمن الولاء والبراء ، الحزبية ضيقة .... " فالسرورية " أنصح كل أخ أن يبتعد عنهم .... الأخ محمد سرور ليس متمكناً من العلم ، ماهو متمكن حتى أنه يرأس جماعة ويقول هذا حلال وهذا حرام وهذا جائز ، أنا رأيته في قضية الخليج يميل عن الرأي وإلى الإستخفاف بالعلماء وأنهم لا يعرفون شيئاً عن الواقع .... محمد سرور زارنا إلى هنا وقال لي لا نكتمك بأننا جماعة ، إلا أننا لانتعصب نحن نوالي كل مسلم ، وأما الدعوة فهو وغيره آيسون من أن أستجيب للحزبيين ، والله المستعان . " .

رسالة الشيخ مقبل الوادعي إلى الشيخ عبد الله العبيلان :
" بعد التحية ، فالأخ محمد سرور زارنا إلى بلدنا وماج مرتين أو ثلاث ، وقال : لا نكتمكم أننا جماعة ونحن نوالي كل مسلم ليس لدينا تعصب كذا قال ، والذي أنصحك يأخي أن تحذر وتحذر طلبتك من الحزبيين ، فالحزبية مساضة فرب ضاب يكون حفظ القرآن وقد أصبح مبرزا في العلم ، فيتخطفه الحزبيون فيذوب مع من ذاب ، ثم أنهم حريصون على الشخصيات المرغوة ، فـ " الإخوان المسلمون " و" جماعة التبليغ " يفرون عن العلم ، و " جماعة محمد سرور " لا يهتمون بالعلم على كلٍ ، فالمسألة حزبية ، وقد رأين عند أن علمنا بعض شئ للسنة تنكر لنا الحزبية ، ولا تفي هذه الورقة بالمقصود ، ولكني أنصحك أن تستدعوا الأخ ربيع بن هادي ، المدرس بالجامعة الإسلامية بالمدينة .... وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، أرجوا أن تقرأ والسلام على جميع إخوانكم في الله . " .

السؤال السابع :
" يقول السائل ، ما هي نصيحتكم لبعض الإخوة الذين يخدعون ببعض المطبوعات المغرضة والتي خارج الجزيرة ، مثل " مجلة السنة " التي يصدرها ما يسمى بــ " مركز الأبحاث والدراسات الإستراتيجية " والذي يقوم عليه شخص حاقد على هذا البلد الأمن وأهله ، مع العلم أن هذه " المجلة " ، لاتحمل من السنة إلا بالإسم . ؟ " .
جواب فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان ، وفقه الله :
" معلوم أن بعض المفرضين يدسون على المسلمين الشر بمختلف الوسائل ومن هذه الوسائل الخبيثة أن يسموا إصداراتهم من المجلات أو الكتب أن يسموها بأسماء مغرية مثل " مجلة السنة " وغير ذلك من الأسماء ، وهذا كمن يدس السم في العسل أو يسمى الخمر بأنها شراب روحي أو غير ذلك من الأسماء الخداعة ، والواجب على المسلمين أن لاينخدعوا بالأسماء وإنما ينظرون إلى المحتويات ، فإذا كان المحتوى خبيثاً فالكتاب أو المجلة من الخبائث ، ولو كانت أسمائها أسماء حسنة أو مغرية ، فالواجب على شباب الأمة وعلى المسلمين وعلى العلماء خاصةً أن يحاربوا هذه المجلات الخبيثة وهذه الإصدارات الخبيثة ، التي تخدع شباب المسلمين بأسمائها وتزييفها ، لأنها خطرٌ على عقائد المسلمين وخطرٌ على جماعة المسلمين تهدف إلى تفرقة الكلمة وإلى إثارة الفتنة وإلى ترويج الباطل ، فهي أسلحة فتاكة ، أنا عندي أن هذه المجلات الخبيثة وهذه الإصدارات الخبيثة أشد خطراً على من المخدرات التي ضج العالم من خطرها هذه الكتب وهذه المجلات الخبيثة وخصوصاً إذا تسمت باسم الإسلام وباسم السنة هذه أشد على الأمة من المخدرات وأشد على الأمة من الأسلحة الفتاكة ، بل أشد على الأمة من الأوبئة التي أزعجت العالم ، الأوبئة المرضية التي أزعجت العالم ، هذه الكتب وهذه المجلات أشد على الأمة من الأوبئة الخطيرة ، فالوجب على المسلمين أن يحاربوها وأن يحذروا منها وأن يردوا عليها بالحق وأن يسكتوها بالحق كما قال الله سبحانه وتعالى { بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق } وقال سبحانه وتعالى { وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً } والله أخبرنا أن المنافقين لهم ألسنة تعجب من يسمعهم ، قال تعالى { وَإِنْ يَقُولوُاْ تَسَمَع لِقَوْلهِم } وهذا من الإبتلاء والإمتحان والنبي r لما ذكر رجال الفتنة في أخر الزمان وحذر منهم قيل له r صفهم لنا يا رسول الله ، قال : ( هم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتتا ) هذا ينطبق على هؤلاء المظللين في هذا العصر أنهم ينتمون إلى الإسلام وأنهم يغارون على المسلمين وأنهم يريدون الخير للمسلمين في حين أنهم يطعنون فيهم من الباطل ، فالواجب الحذر من هؤلاء والتحذير من هؤلاء وإقامة الحرب ضدهم ، وإذا رأوا من المسلمين يقضة فإنهم بإذن الله سينهزمون لأن الحق لا يقوم في وجهه شئ ، والباطل لا يقاوم الحق مهما كان ، نعم .
وقراءة " الظلال " فيها نظر ، لأن " الظلال " يشتمل على أشياء فيها نظر كثير ، وكون أن نربط الشباب بــ " الظلال " ويأخذون ما فيه من أفكار وهي حمل نظر ، هذا قد يكون له مردود سئ على أفكار الشباب . " .

السؤال الثامن :
" يقول السائل ، لقد فضح الله منهج " السروريين " على يديكم وإخوانكم السلفيين وفقكم الله ، ولكن ألا تلاحظوا ياشيخي العزيز أن " الإخوان المسلمين " ينعمون هذه الأيام براحة لا مثيل لها حيث أن السلفيين شغلوا عنهم بــ " السروريين " ، نرجوا الإهتمام ببيان منهج " الإخوان " من التحذير منهم كما فعل مع إخوانهم " السروريين " . ؟ " .
جواب الشيخ د . ربيع بن هادي المدخلي ، حفظه الله :
" الجواب ، ماقرأنـاه عن " الإخوان " عن إمام " السروريين " وعن البنــا إمــام " الإخــوان " وعن الترابـي إمام " الإخــوان " وعن الغزالي من أئمــة " الإخوان " وعن التلمساني والغنوشي كل هؤلاء من أئمة " الإخوان المسلمين " فنحن بحمد الله ، لم ننشغل بــ " السروريين " عن " الإخوان " ولا بــ " الإخــوان " عن " التبليــغ " ولا بــ " التبليــغ عن غيرهم من أهل البدع " .

السؤال التاسع :
" سئل الأخ عن بعض المجلات مثل " المجتمع " و" البيان " . ؟ " .
جواب العلامة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ، وفقه الله :
" أنتم تعرفون أن " مجلة البيان " مجلة فتنة و" مجلة السنة " مجلة فتنة وبدع و" المجتمع " مجلة بدعة وفتن ، نعــوذ بالله ويغنينا عن المجلات ، كتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والســلام ومنهج السلف وكتب السنة والحديث والتفسير . " .

يقول العلامة محمد آمان بن علي الجامي ، رحمه الله :
" السرورية " نسبة إلى محمد سرور زين العابدين ، صاحب " منهج الأنبياء " كتاب خداع بعنوانه هدام للأخلاق مهدم للعقيدة داعية إلى عقيدة " الخوارج " مفسد للشباب يربي على البذاءة وقلة الحياء والسب واللعن والتكفير ، هذه هي " السرورية " .... ، إن هذه العقيدة التي يتهجم عليها اليوم محمد سرور زين العابدين ، ويزعم أن " كتب العقيدة كتب فيها كثير من الجفاف ، وأنها غير مناسبة لعصرنا وأن معظم الشباب أعرضوا عنهـــا " هذه الجملة الأخيرة " أن معظم الشباب أعرضوا عن كتب العقيدة الموجودة في أيدينا " فريةٌ ، تشبه فرية ابن بطوطة التي أرسلها على الإمام ابن تيمية وهو لم يره ، زعم ابن بطوطة انه دخل بغداد فرأى ابن تيمية يخطب الجمعة فينزل درج المنبر فيقول : ينزل ربي كنزولي هذا ، وقيض الله في علماء الإسلام من يكذب هذه الفريه تكذيباً تاريخياً حيث كتب بهجة البيطار في كتاب سماه " حياة شيخ الإسلام " فأثبت فيه أن ابن تيمية وابن بطوطة لم يجتمعا قط ، وأن ابن بطوطة لم يرى ابن تيمية قط يوم دخول ابن بطوطة بغداد فالإمام ابن تيمية في السجن فمات في السجن فلم يخرج ، فضلاً من أنه حضر خطبته ، ورأه فيقول تلك المقاله ، أما هذه الكتب التي تقول : قال الله قال رسول الله r لاتسوى عندهم ولا يتذوقونها . " .

 

محمد سرور عقيدةً ومنهجا

أما محمد سرور فهو شخص عنيد مكابر لا يرجع للحق مهما تبين له خطأه وجهله بالدين ، وهوكحال إبليس عندما أمره الله بالسجود لآدم فرفض تكبراً وعناداً ، فأكثر العلماء المعاصرين نصحوا محمد سرور وبينوا أخطائه في العقيدة والمنهج ومع كل ذلك لم يثبت أنه رجع عن أي من أخطائه الجسام ، على ماذا يدل هذا . ؟ يدل على رد الحق وغمط الناس ، وإلا فالأئمة الكبار من الصحابة والتابعين كانت لهم أخطأ ولما بيَّن لهم ذلك رجعوا عنها y ، وقد ألف الإمام ابن تيمية كتابه العظيم وأسماه " رفع الملام عن الأئمة الإعلام " وبين أخطاء الخلفاء الراشدين وغيرهم من الصحابة والتابعين وبين كذلك رجوعهم للحق عندما تم مناصحتهم وبيان أخطائهم عكس صاحبنا فهو على المثل القديم ( عنز ولو طارت ) وها هو يخوض في تجهيل الصحابة معنى لا إله إلا الله عند إسلامهم ، كيف تتجرأ على صحابة رسول الله وتتهمهم بأنهم لا يعرفون معاني ولوازم ونواقض لا إله إلا الله ، وهنا أخي القاريء أنقل لك ما سطر بيده الآثمه هذه المقولة في كتابه السقيم " الحكم بغير ما أنزل الله الجزء الثاني " في ص ( 146 ) ، قال ما نصه :
" الشواهد من السيرة والأحاديث الصحيحة تؤكد أن معظم الذين كانوا يشهدون لا يعرفون معاني ولوازم ونواقض لا إله إلا الله ، وما كانت هذه الشروط تقف عائقاً في إنتقالهم من الكفر إلى الإسلام ، وبعد الشهادتين يطالبون ببقية الإيمان الواجب .... " .أ.هـ.
أقول :
ماذا أبقيت للرافضة يا محمد سرور ، حتى الرافضة لم يفكروا كما فكرت أنت بعقلك السقيم الصحابة لا يعــــرفون لا إله إلا الله إذاً من يعرفها على الصحيح " سيد قطب أم الأخوان ؟ " فإن الرافضة لو تفحصوا ما كتبت لأستشهدوا عليه به وقالوا هذا من أهل السنة يبين جهل الصحابة بالشهاديتن إذا فهم كفار كما أسلفنا ، أقول : قاتل الله الجهل والعصبية الجاهلية التي تتمتع بها ولكن ما زال باب التوبة مفتوحاً فلماذا لاترجع يوم لاينفع الندم ، ثم كيف تقول الصحابة لا يعرفون معنى لا إله إلا الله وكفار قريش يعرفــون معناها أيعقل ! أبو جهـل يعرفها وأبو بكر يجهلها سبحانك هذا بهتان عظيم ، قال رسول الله r لكفار قريش ( قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ) قال أبو جهل : تباً لك ألهذا جمعتنا ، فأنزل الله قوله { أجعل الألهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب } فالعرب وخاصة كفار قريش يعرفون معاني هذه الكلمة وما تحويه من نفياً للألهة وإثبات الأله الحق وهو الله سبحانه وتعالى ، ولو كانوا ما يعرفون معناها لقالوها للرسول r نفاقاً حتى يتخلصوا من دعوته ولذلك لم يظهر النفاق إلا في المدينة حيث استقر الأمر للرسول r وقويت الدولة آنذاك فظهر النفاق ، وكفار قريش يعرفون معنى هذه الكلمــة ولذلك ما قالوها ، فكيف الصحابة يجهلونها - بزعمك - ، ثم من سبقك بهذا المقولة يا محمد سرور أعندك سلفٌ في ذلك أم هي الخواطر الشيطانيـــــة التي تملي عليك بالأفكار المنحرفـــــة ، قال تعالى { ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله } وقال عز وجل { أفمن زين له سوء عمله فرأه حسناً فـــإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء } .

وأما في العقيدة أيضاً فلك أن تأخذ ما قاله في كتابه " منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله - الجزء الاول " والذي ما زال مصراً عليه ، رغم تحذير العلماء وطلبة العلم له ، وأن هذه المقولة ليس إلا إتمداد لفكـــــر الخوارج الذين يكفرون الناس بمجــرد المعصية فقال محمد سرور زين العابدين : ما نصه في ص ( 158 ) .
" فليس من المستغرب أن تكون مشكلة إتيان الذكران من العالمين أهم قضية في دعوة لوط عليه السلام لأن قومه لو استجابوا له في دعوته إلى الإيمان بالله وعدم الإشراك به لما كان لاستجابتهم أي معنى إذا لم يقلعوا عن عاداتهم الخبيثة التي اجتمعوا عليها ، ولم يتستروا في فعلها .... ".
ثم قال بعد ذلك في الصفحة الأخرى : ، " وهذا يخالف سلوك بعض الدعاة في عصرنا الذين يعالجون قضايا عفا عليها الزمن ، ويسكتون عن قضايا لأن إثارتها تغضب الطغاة ، وأمثال هؤلاء الدعاة يريدون دعوة لا تكلفهم محناً وابتلاءات " .أ.هـ.
قلت :
ما زال فكر الخوارج يسري في عروق محمد سرور بتكفيره للمجمتع بالمعاصي والذنوب ، ونحن نسأل محمد سرور سؤالاً ؟ ما هي أهم قضية في دعوة لوط u وغيره من الأنبياء ؟ أهي التربية الأخلاقية أم إفراد الله بالعبادة وأن لا يعبد الله إلا بما شرع ، فكل الأنبياء جاؤا وأقوامهم عندهم من المعاصي والذنوب العظام ، ومع ذلك لم يقل أحداً من المسلمين أن الأصل في دعوة نبينا شعيب u عدم التطفيف في الميزان ، وأن الأصل في دعوة محمد r عدم وأد البنات وعدم الزنا ، فكل هذه المعاصي موجودة في أكثر الأمم والمجتمعات وحتى مجتمع الرسول r لم يسلم منها ، ومع هذا فإن الله تعالى لم يبعث نبياً من الأنبياء إلا بدعوة قومه إلى التوحيد ، كما جاء في الصحيحين من حديث أبي ذر الغفاري t قال : قال رسول الله r ( من قال لا إله إلا الله دخل الجنـة ) فقال أبو ذر : يا رسول الله وإن زنى وسرق قال : وإن زنى وسرق ، قال : يارسول الله وإن زنى وسرق قال وإن زنى وسرق ، ثم قال : في الثالثة رغم أنف أبي ذر ) ، أي أن المسلم إذا كان موحداً لله يعاقب على معصيته ثم يدخل الجنة ، ومع المعصية فإن التوحيد ينفع صاحبه كما صح أيضاً من حديث صاحب السجلات ولم يكن معه غير بطاقة واحد مكتوب عليها ( لا إلــه إلا الله ) فنجا العبد بتلك الكلمة ، وهذا خلاف ما يقول محمد سرور مخالفاً به عقيدة ومنهج الصحابة y ومن سار على دربه ثم إلى متى نبقى نقلد الشيوخ الضلال كحال " الصوفية " ثم قال بعد ذلك : ( لو استجابوا له في دعوته إلى الايمان بالله وعدم الإشراك به لما كان لاستجابتهم أي معنى إذا لم يقلعوا عن عاداتهم الخبيثة ) فنقول : رغم أنف محمد سرور يدخل المسلم الجنة إذا لقى الله ولم يشرك به شيئاً ، وإن بلغت ذنوبه عنان السماء .

أما في المنهج ، فليس من المستغرب على دعاة " الأخوان المسلمين " ومنهم محمد سرور أن يحقر من كتب العلماء الأجلاء ، فقال محمد سرور في نفس الكتاب : " منهج الأنبياء " ص ( 8 ) ما نصه :
" نظرت في كتب العقيدة ، فرأيت أنها كتبت في غير عصرنا وكانت حلولا لقضايا ومشكلات العصر الذي كتبت فيه - رغم أهميتها ورغم تشابه المشكلات أحياناً - ولعصرنا مشكلاته التي تحتاج إلى حلول جديدة ومن ثم فأسلوب كتب العقيدة فيه كثير من الجفاف لأنه نصوص وأحكام ، ولهذا أعرض معظم الشباب عنها وزهدوا بها " .أ.هـ.
قال مقيده :
يفهم من كلام محمد سرور أنه قرأ واطلع على كل كتب العقيدة السلفية ، فلم يجد فيها من يرد على الأنظمــة الحالية ويسمي حكامها ووزرائها ، فقال : " كتب في غير عصرنا " ، والظاهر أن محمد سرور بكلامه هذا يدعو المسلمين لنبذ كل كتب العقيدة السلفية ، والإشتراك الشهري في " مجلة السنة " لأنها هي التي بها حلول العالم الإسلامي ، لأن " مجلته " ما هي إلا وحي يوحى لا يعتريها الخطأ والنسيان ، فأنا لا أدري كيف يكتب هذا الكلام ليضحك به على العقول السقيمة ، وإلا كيف يعقل المسلم أن هذا الكلام ، يقوله مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر ، على أن كتب العقيدة فيها كثير ليس بعض بل قال كثير استخفافاً بالعقيدة وبما أمن بالله من الصحابة والتابعين ومن سار على دربهم إلى يوم الدين ، ومن قال لك يا محمد سرور أن الشباب أعرضوا عن كتب العقيدة اطلعت الغيب أم اتخذت عند الرحمن عهدا ، وهذا يسمى عند الفقهاء الأصوليين بالجهل المركب ، إن أصحاب الدعوة الحق الصحيحة يهتمون بالكتب السلفية ، وذلك بقراءتها وحفظها وفهمها وتحقيقها ونشرها والذب عنها .... .
فإن نربط الشباب المسلم يا محمد سرور ، بكتاب الله ، وسنة نبيه r فلا خير فيهم ، وبعدها مؤلفات السلف الصالح ومنها : صحيح البخاري ، صحيح مسلم ، مسند الإمام أحمد ، السنن الأربعة ، تفسير بن جرير الطبري ، تفسير البغوي ، تفسير ابن كثير ، رد الإمام على بشر المريسي ، رد الإمام أحمد على الجهمية ، خلق أفعال العباد للبخاري ، الشريعة للآجري ، الإيمان لابن مندة ، التوحيد لابن مندة ، التوحيد لابن خزيمة ، السنة للإمام أحمد بن حنبل ، السنة للخلال ، السنة لعبدالله بن أحمد بن حنبل ، الإبانة لابن بطة ، السنة للبربهاري ، شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة للآلكالي ، كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ، كتب ابن القيم ، كتب أئمة الدعوة النجدية السلفية ، كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب ، والدرر السنية ، وفتح المجيد وتيسير العزيز الحميد ، قرة عيون الموحدين .
ومن مؤلفات علماء الدعوة السلفية المعاصرة ،ككتب الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ، كتب العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني ، كتب فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان ، كتب العلامة الشيخ محمد صالح العثيمين ، وغيرها كثير لا يسعنا ذكرها ، مما كتب على منهج أولئك الكرام من السابقين واللاحقين من سلفنا الصالح ، ولكن محمد سرور وغيره ، يريدون أن نترك هــذه الكتب لأنها في نظره جافه ، وأن نرتبط بالكتب والأشرطة والمقالات والمجلات والنشرات الحركية .
كــكتب حسن البنا ، وسيد قطب ، ومحمد قطب ، ومصطفى السباعي ، وعمر التلمساني ، وحسن الهضيبي ، وأبي الأعلى المودودي ، وحسن الترابي ، ومحمد أحمد الراشد ، وسعيد حوى ، وعبد الفتاح أبو غده ، و فتحي يكن ، ويوسف القرضاوي ، ومحمد عبد الهادي المصري ، وعمر عبد الرحمن ، ومحمد سرور ، ومحمد العبده ، وعصام المقدسي ، وجمال سلطان ، و ............... ، وغيرهم من كُتاب " الإخوان المسلمين " وقراءة هذه الكُتب لا تكون إلا وفق جدول معين متدرج .
وأما قوله : " يعالجون قضايا عفا عليها الزمن " .
أقول :
ما هي تلك القضايا التي عفا عليها الزمن ، ألم يخبر الرسول r أن الأمة ستعود لعبادة الأوثان والأصنام ، وألم تسمع وتشاهد ماذا يعبد الناس في هذا الزمان من الأبقار والحيوانات والصور والتماثيل ، كيف عفا عليها الزمن ، كان الأجدر بك أن تقول هذه ليست من صميم دعوتنا وهدفنا .

ثم إذا أطلق " الإخوان المسلمين " كلمة الدعاة ، فيريدون بها العلماء وإلا فكلمة " الدعاة " هي خاصة بهم وليس " للسلفيين " بها نصيب فإذا أطلق محمد سرور كلمة " الدعاة " فغالباً يريد من مقولته استخفافاً بالعلماء وإلا دعاة " الأخوان المسلمين " ليس من دعوتهم تدريس ودراسة كتب العقيدة ومنهج سلفنا الصالح التي ينتقدها محمد سرور ومن على شاكلته من المبتدعة .
محمد سرور مع القرآن والسنة

من عادة العلماء وطلبة العلم ، أنهم يهتمون بحفظ كتاب الله أولاً ، ومن ثم يتجهون إلى حفظ السنة ، ومن بعد ذلك إلى الفقه ، واللغة العربية ، والأصول ، وغيرها من العلوم الشرعية ، فلا أدري كيف أن أهل الجزيرة العربية تركوا بقية السلف من العلماء أمثال سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، والعلامة الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني ، والعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، والشيخ صالح بن فوزان الفوزان ، والشيخ صالح بن سعد السحيمي ، والشيخ عبدالله بن غديان ، والعلامة الشيخ صالح اللحيدان ، والشيخ صالح السدلان ، والشيخ ربيع المدخلي ، والشيخ بكر ابو زيد وغيرهم من أئمة الدعوة وعلمائها ، حفظهم الله ورعاهم ، وساروا وراء رجل لا يعرف بين عامة الناس أنه من طلبة العلم فضلا أن يكون من العلماء ، وما هو الميزان الذي يعرفون به الشيخ من غيره وإلا كيف يكون شيخهم وصاحب طريقتهم في إنكار المنكر وهو لايحفظ القرآن ولا السنة .
يَحْسَبُــــــهُ اْلجاَهِــــلُ مَا لَمْ يَعْلَمَــــاَ شَيْخَـــــاً عَلَى كُرْسِيَّــــــهِ مُعَمَّمَــــا
كل همه ماذا قالت الغارديان ، والتايمز ، والإندبندنت ، ورويتر ، وديلي تلغراف ، والبي بي سي ، والصحف والمجلات الأوروبية والعربية أهذا يسمى دين ، أبهذا الله أمركم ، قال تعالى { قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين } وقال عز وجل { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا } . فأين هو طريق الصحابة y ، وأين المنهج الذي أراده سبحانه وتعالى من أنبيائه ، هل هو عند محمد سرور ، أم عند العلماء الربانيين .

وقد ذكر في " مجلة السنة " فتاوى بخصوص التجنس بالجنسية الفرنسية ، وخلاصة الفتاوى تكفير من يحمل الجنسية الفرنسية ، في ذاك الزمان عندما كان الإحتلال الفرنسي الإستعماري لبعض الدول الإسلامية .
فأقول :
إن عروق التكفير تمشي في دم محـمد سرور ولو كانت غير واضحة ، فهو ينشر فتوى قديمة لقضية معينة بخصوص التجنس ، ولا أدري لماذا يفرق محمد سرور بين الجنسية الفرنسية والبريطانية والتي حصل عليها هو وكثيرٌ من أتباعه وأخرهم ربيع الحافظ ، فأين الولاء والبراء يا محمد سرور كيف تسمح لنفسك ولمريديك أن تأخذوا جنـسية الكفار وتحترموا الدستور الإنجليزي وتقسموا بأنكم ستحمون وتدافعون عن المملكة المتحدة وملكتها ، كيف تسمح بذلك ، على الأقل اجعل عندك قليلا من الحياء ، فإن حكومات الدول العربية التي تدعوا للخروج عليها تعطيك الجنسية أو التابعية دون قسم ودون ولاء ، فالسعوديون والسوريين والعراقيين وغيرهم من الذين معك كلهم يحملون التابعية والجنسية وهم يكفرون حكامهم ولم يطلب منهم اخلاص الولاء لدولهم ، لا أدري ماذا تقصد بنشر تلك الفتوى في " مجلتك " أعطني سببًا واحداً مقنعاً لذلك ، ثم إذا كان التوحيد يهمك كثيراً وأنت ممن يدافع عنه ، فلماذا تجعل أتباعك يزجون بأولادهم في المدارس الإنجليزية التي يدرس بها الكفر الصراح الذي لا يحتاج إلى فتوى فقد حكم الله على اليهود والنصارى بالكفر في كتابه المجيد ، فيأخذون أولادهم للمدارس الإنجليزية ، حيث يدرسونهم أن عيسى u ابن الله ، تعالى لله ، أو هو الله المخلص للخطايـــا والذنوب ، قال الله تعالى { لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح } وقال الله تعالى { لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة } ، لماذا كل هذا التناقض فإن الحكومات التي تنادي أنت وغيرك بخلعها والخروج عليها لا تدرس في مدارسها مثل ما يدرس أبناءك أو غيرهم في مدارس النصارى ، أهذا هو الولاء والبراء ، الذي عندكم .
ثم كيف تسمح لنفسك بجلب أموال المسلمين المقدرة بالملايين ، وتستثمرها في ديار الكفار فتبني العقارات والبيوت ، وتستأجرها للكفار يزنون بها ويشربون الخمــر وما عليك إلا أن تجمع الإيجارات أخر الشهر ولا أحد يسألك من أين أتت وفيما أنفقت ، وتكون أنت المسؤل عنها ما هو الدليل على ما تقوم به من الكتاب والسنة ، أم أنك تخشى يومًا من الأيام أن تشح أو تقطع المساعدات من دول الخليج فتكون قد أمنت المستقبل لك ولذريتك ولمن هم تحت ولايتك من أنصار ومحبين ، أي دين هذا الذي تدينون ، أم هو فقه الواقع الذي لا نعلمه . فأنتم ممن تملكون المنازل في العاصمة لندن ، ولا يعرف أنكم أصحاب أموال لكي تشتروا هذه المنازل من أين لكم هذا ، فليس الحاكم وحده يسأل ، فأنتم ستسألون أيضا ، فأغلب القياديين في " المنتدى " يملكون بيوتاً لو اشتغلوا ليلاً نهاراً ما استطعوا تجميع قيمتها لشرائها فمن أين جاءكم المال ، أو كنت جلست في بيت أمك فأعطوك المال ، فالمنازل التي تملكون في لندن ومعروف أن المنازل في لندن غالية جدا وأقل بيت فيها يساوي مئة ألف جنيه تقريباً ، أي ما يعادل حوالي نصف مليون ريال سعودي ، ولا أظنك عندما طردت من السعودية تملك هذا المبلغ لا أنت ولا ممن هم معك في حزبك ، ثم من العجب العجاب أن هؤلاء الدعاة يتنافسون في تغير أثاث وديكورات منازلهم باستمرار ، فلا ندري أهي من متطلبات فقه الواقع . ؟ ، أم أن الرواتب المعطاة من أموال الصدقات والتبرعات من " المنتدى الاسلامي " باهضة جداً ، قم مـن نومك يا محمد سرور ، فليس الحاكم وحده يسأل عن تبذيــر أموال المسلمين وصرفها في غير مكانها ، فالجميع سوف يسأل ، فاتقى الله .


محمد سرور وتجميعه للعراقيين

كانت لمحمد سرور رغبة قوية جداً في عمل تنظيم داخل العراق منذ أن كان في دولة الكويت ، حيث أرسل محمد سرور تلميذه السابق عصام البرقاوي إلى أحد العراقيين من " الإخـــوان " في الكويت وقال له عصام : أن الشيـــخ محمد سرور يود التحدث مع بعض العراقيـين من " الأخوان المسلمين " لمعرفة أوضاع العراق وإنشاء عمل حزبي فيها ، وذهبوا إليه وطرح فكرته وهي العمل داخل العراق تحت سيادته ، والظاهر أنهم لم يتفقوا لأن اتجاههم " بناوي " ومحمد سرور " قطبي " فهما خطان متوازيان لا يلتقيان ، إلا في وجــه الدعوة السلفية ، ففشلت تلك المحاولة ، ولله الحمد والمنة .

حتى حل بالأمة الإسلامية ، ما حل بها من المصائب والويلات من غزو صدام للكويت ، ففقدت المحبة والأخوة بين المسلمين ، وتشرد الملايين من الناس عن أوطانهم ومنازلهم بسبب الظلم الذي حل بهم ، فكيف استغل محمد سرور تلك المحنة . ؟ ، حيث لم يكن في فرقته قبل الغزو أي عراقي يذكر غير ربيع الحافظ ، فيكف بدأ بعد ذلك بتجميعهم ، بدأ بالطلبة المبتعثين العراقيين سواء كانوا " بعثيين " أم غير ذلك ، وأغلبهم " بعثيون " ، حيث أن النظام العراقي لا يرسل من يدرس خارج العراق إلا أن يكون بعثيًا مواليًا للنظام ، وهذا الأمـر مشهور يعرفه أجهل الناس في العراق ، فبعد الغزو ضعف صدام حسين ، وضعفت مخابراته الداخلية والخارجية وتجمدت أرصدة العراق في البنوك الدولية ، وأصبح الطلاب دون رواتب وبعضهم توقفت دراسته ، فبدأ محمد سرور بتجميع العراقيين وكُلف بتلك المهمة المريد ربيع الحافظ ، فبدأ يتصل بكل عراقي داخل بريطانيه ، وبدءوا يحاولوا أن يجدوا لهم الأعمال المناسبة لكي يسيطروا عليهم إذا تيسر ، وإلا أعطوه ألة تسجيل وقالوا له اطبع أشرطتنا ومن رضينا عنه وقم ببيعها وبيع " مجلة السنة " و" مجلة البيان " وتحصل على بعض النقود ، وهكذا الحال للبقية فأكثرهم كانوا يبيعوا أشرطتهم ومجلاتهم عند المساجد أو في البيوت أو في المؤتمرات ، وبعد ذلك نجح ربيع الحافظ في استقطاب مجموعة كبيرة منهم ، وأغلبهم مع الأسف الشديد لايعرفون معنى التوحيد الذي بعث الله به محمداً r ، فضلا عن أنهم أصبحوا اللسان الناطق باسم محمد سرور وشعارهم التكفير والتفسيق والتبديع لعلماءنا الأفاضل ، لأنهم ربوا على هذا ، حتى وصل بأحد الجهلة من أتباعه وقد كان بالأمس بعثيًا يدافع عن صدام حسين وحزبه ويقول لصدام ومن أقل منه رتبة : " سيدي الرئيس " يقول هذا الجاهل الأحمـــق عن الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز أنه " منافق " سبحانه الله ، رباهم على التهجم على العلماء وتكفير المسلمين ونسوا ماذا كانوا بالأمس ، قال تعالى { يا أيها الذين أمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمنَّ الله عليكم فتبينوا } ، وروى الأمام أحمد عن ابن عباس ، t ، قال : مر رجل من بني سليم بنفر من أصحاب النبي r يرعى غنماً له فسلم عليهم ، فقالوا : لا يسلم علينا إلا ليتعوذ منا ، فعمدوا إليه فقتلوه ، وأتوا بغنمه النبي r ، فنزلت هذه الآية وفي رواية أخرى أيضا عن ابن عباس t قال بعث رسول الله r سرية فيها المقداد بن الأسود t ، فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا ، وبقي رجل له مال كثير فلم يبرح ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأهوى إليه المقداد فقتله ، فقال له رجل من أصحابه : أقتلت رجلاً شهد أن لا إله إلا الله ؟ والله لأذكرن ذلك للنبي r فلما قدموا على رسول الله r قالوا : يا رسول الله ، إن رجلاً شهد أن لا إله إلا الله ، فقتله المقداد ؟ فقال " ادعوا لي المقداد " يا مقداد أقتلت رجلا يقول لا إله إلا الله ، فكيف لك بلا إله إلا الله غداً ؟ قال : فأنزل الله الآية فقال رسول الله r للمقــــداد " كان رجل مؤمن يخفي إيمانه مع قوم كفار فأظهر إيمانه فقتلته ، وكذلك كنت تخفي إيمانك بمكة قبل " وقيل : نزلت في أسامة بن زيد t ، فالحاصل يا أتبـــــاع محمد سرور كذلك كنتم من قبـــل " بـعثيين أو قـوميين أو شـعوبيين أو ..... " ، فتبينوا ولا تقولوا لمن ليس من حزبكم أنه كذا وكذا .


محمد سرور والغلو في مصطفي السباعي

قال محمد سرور في " السنة " العدد الخامس والثلاثـــون ، ص ( 68 ) : " فالصنف الأول ( في سورية ) جماعة " الإخوان المسلمين " ، وكان يقود هذه الجماعة الدكتور الشيخ مصطفى السباعي ، رحمه الله ، وهو في علمه ووعيه وجهاده من الشخصيات القليلة النادرة في العالم الإسلامي " .
وقال أيضاً في " مجلة السنة " العدد الخامس والسبعــون ، ص ( 30 ) ما نصه :
" وأنا اليوم أحب شيخنا السباعي رحمه الله ، وأقدر علمه وفضله وجهاده ، ولكنني أحبه عن علم ومعرفة ، وأعرف أن له اجتهادات خاطئة ، وكنت أحبه حباً حزبياً أعمى ، وأغالي في هذا الحب " .
قال مقيده عفا الله عنه :
فهذا محمد سرور يعترف اعترافاً خطياً أنه كان " أخواني صرف " ، ولم أسمع أحداً يقول : " أني أحب فلان حباً حزبياً " ، إلا المنحرفين والضالين عن الصراط المستقيم ، الذين كانوا يعبدون الأوثان ويغالون في عبادتهم لها ، ومع هذا يقول إن للشيخ بعض الإجتهادات الخاطئة ، ولكنه لم يذكرها أو يرد عليها ، هل في رأيك يا محمد سرور اجتهادات خاطئة ، أما عند علماء الإسلام فهي الكفـر صراح ، وإلا فليس من المعقول أن يقول إنسان مسلم عاقل هذا الكلام ، أنظر ماذا يقول شيخ محمد سرور ، مصطفى السباعي :
" ( معركة الدستور ، إعتراض الطوائف المسيحية ) .
.... إن معنى دين الدولة الإسلام ، أن أحكام الإسلام ستطبق على المسلمين والمسيحيين ، ولما كانت للمسيحيين عقائد وأحكام وأحوال شخصية تختلف عن الإسلام ، فكيف يجبرون على أحكام الإسلام . ؟
وهذا الفهم خاطئ من نواح عدة ، أهمها : أن الإسلام يحترم المسيحية كدين سماوي ويترك لأهلها حرية العقيدة والعبادة دون أن يتدخل في شؤونهم ، أما أحوالهم الشخصية فلا يتعرض لها بحال ، ولا يمكن أن يطبق عليهم أي من الأحكام التي تخالف شريعتهم أو تقاليدهم ، واحكام الإسلام في ذلك واضحة ، وكتب التشريع الإسلامي بين أيدينا ، ووقائع التاريخ لا ينكرها إلا مكابر ، وقد ظل المسيحيون العرب منذ عصر الإسلام حتى الآن يتمتعون بعقيدتهم وعبادتهم ، وأحوالهم الشخصية لم تتعرض لها دولة ولا حكومة ، في الوقت الذي كان الحكم للإسلام خالصاً ، فكيف يتوهم الآن أن ينطبق عليهم أحكام تخالف دينهم ونحن في دولة برلمانية شعبية الحكم فيها للشعب ممثلاً في نوابه المسلمين والمسيحيين ؟ .... بل اقترحنا أن تنص على احترام الأديان السماوية وقدسيتها واحترام الأحوال الشخصية للطوائف الدينية .... وقد أمر القرآن أتباعه أن يؤمنوا بالأنبياء جميعا ومنهم عيسى u فأين العداء وأين الخصام بين الإسلام والمسيحية .... الإسلام يحترم العقائد جميعا ، والدستور سيكفل حرية العقائد للمواطنين جميعا ....
فليس الإسلام ديناً معادياً للنصرانية ، بل هو معترف بها مقدس لها .... الإسلام لايفرق بين مسلم ونصراني ، ولايعطي للمسلم حقاً في الدولة أكثر من المسيحي ، والدستور سينص على مساواة المواطنين جميعاً في الحقوق والواجبات ، ثم اقترح السباعي بعد هذا الكلام أربع مواد :
1 - الإسلام دين الدولة .
2 - الأديان السماوية محترمة ومقدسة .
3 - الأحوال الشخصية للطوائف الدينية مصونة ومرعية .
4 - المواطنون متساوون في الحقوق لا يحال بين مواطن وبين الوصول إلى أعلى مناصب الدولة بسبب الدين أو الجنس أو اللغة .... " .أ.هـ. .
قلت :
والكلام لا يحتاج إلى تعليق فمن عنده عقل وبصيرة فسوف يعرف جهل هؤلاء بحقيقة الإسلام ولذلك طبق " الأخوان المسلمين " كلام مصطفى السباعي حال حصولهم على السلطة حرفياً في السودان دولتهم المنشودة ، إذ أن نائب الرئيس نصراني ، وكثير من وزراء الدولة نصارى ، وكذا كثير منهم في مجلس الشعب ، وفي الجيش ، واستقبلت حكومة البشير والترابي البابا وهو رافع لصليبٍ طوله أكثر من عشرة أمتار في ساحة العاصمة الخرطوم ، ودعا ذاك الهالك حسن الترابي إلى وحدة الأديان والتسامح الديني وأسسوا " الحزب الإبراهيمي " ، ونقلت الصحف السودانية هذا الإستقبال وهذه الزيارة ، فقالت الجرائد السودانية : ( مرحباً بالبابا ... والمجد لله في الأعالي وعلى أرض السلام ، في أرض التسامح الديني كفالة تامة للحريات الدينية ) وقالت أيضــــــــا : ( زيارة البابا رحيق للمحبة والسلام .... إلى سماحة البابا في أرض السلام ) ، واستحلت حكومة السودان الإخوانية ، دماء إخواننا من أهل أنصار السنة في يوم جمعة في بيت من بيوت الله ، ومع كل هذه المهلكات لم نرى محمد سرور يتهجم على دولة السودان ، أو يبين فضائح شيخه مصطفى السباعي الذي لا يفرق بين المسلم والنصراني ، بل يعده مثله الأعلى .

ثم يقول محمد سرور في " مجلة السنة " ، " الوحدة الإسلامية " الحلقة العاشرة في العدد الثلاثون ص ( 69 - 70 ) ما نصه :
فتنة الأشرطة :
" أصبحت الأشرطة في عصرنا الحاضر سلاحاً فعالاً يستخدمه العلماء والدعاة ضد هذه الموجة العاتية من الإذاعات وأجهزة التلفاز التي نشرت الفساد والمجون ....
يحاضر شيخ من الشيوخ الأفاضل في صنعاء أو الرياض أو القاهرة ، فيتلقف الناس هذا الشريط في أمريكا وبريطانيه وفرنسا ....
ولكن الذين يعيشون على الخلافات ، ويحرصون على نشر الوقيعة والفتنة بين الذين آمنوا جعلوا من هذه الأشرطة فتنة .... إن هؤلاء الذين يرتزقون من وراء هذه الصنعة ، يلتفتون حول بعض المشايخ الأفاضل ويقدمون إليهم معلومات لا أصل لها " .
قلت :
وعلى نفسها جنت براقش ، كيف تقول هذا الكلام وأنت من الذين نشروا الفتنة والوقيعة في علماء الأمة ، أنسيت ما كتبت في " مجلتك السنة " في العدد السابع والاربعون في ص ( 52 ) .
" بعنوان مناقشة للشيخ ابن باز قلت فيها : هذا مضمون شريط مسجل لجلسة ضمت الشيخ عبد العزيز بن باز مع عدد من المشايخ طلبة العلــــــم " ، ولله الحمد كل " السلفيين " يعرفون هدفك من تفريغ الشريط وكتابته بهذا الأسلوب ، ولكن قطع الله دابر المبتدعة ، فإن الشيخ ابن باز يبقى شيخاً سلفياً عالماً إماماً وفقيهاً بواقعه ، ولو حاولت أنت ومن معك من المبتدعة تشويه سمعته بالطعن به مره بإنه " مداهن " و " يُستغل " و " منافق " وكل يوم تخرجون لنا ببدعة جديدة في شيخنا عبد العزيز وغيره ، حفظهم الله .
ثم من المعروف أنكم على خلاف مع يوسف القرضاوي حيث أنه تكلم عن سيدكم في محاضرة له في مدينة مانشستر البريطانية وقال : " أن فكــر سيد قطب فكر أزمة " وقام له أحد أتباعكم ( المريد السعودي ) ينكر عليه .
فأقول :
إن كلام يوسف القرضاوي كلام حق ليس عليه غبار وهو أحسن ما سمعت عن سيد قطب من أحد أفراد جماعته ، ثم أعلم - يا أخي المسلم - أن سيد قطب هو أول من زرع بذور التكفير في أمة الإسلام في القرن الحالي ، وكونه تعرض للتعذيب والقتل هذا لا يعني أن الكل كفار ، وكل من عمل في الدولة يكون كافراً ، فإن فكر سيد يبقى فكر أزمة ليس غير ذلك ، ومع كل الخلافات التي بينكم وبين منهج يوسف القرضاوي إلا أنه عندما رأيتم أن مصلحتكم تقتضي نشر فتواه المخالفة لفتوى الشيخ عبد العزيز ابن باز سارعتم في " مجلتكم السنة " لنشرها في العدد الخامس والأربعـون ، بعنوان " أبعاد فتوى الشيخ ابن باز " ، لمـــــــــــاذا . ؟ لزعزعت ثقة الناس في الشيخ ابن باز ، حفظه الله ، ولكن الشيخ عبد العزيز لا ينتظر منكم مدحًا ولا ثناءً ، فهو علم وليس بنكرة .

 

محمد سرور ومجلتي " الحكمة " و" الهدي النبوي


لم يكن للسلفيين في بريطاتيه أي نشاط يذكر ولكن بعد توفيق الله تجمعت الهمم ، فكان أول نتاجها " مجلة الحكمة ، للبحوث الإسلامية " وكونها تصدر في بريطانيه مما أقلق مضجع محمد سرور ، ففي البداية لم يكونو راضين عن أن تصدر من بريطانيه ، كيف تصدر في بريطانيه " مجلة " تعنى بأخبار وشؤون السلف الصالح وكتبهم ولم يكن لمحمد سرور دخل فيها هذا يعنى أن محمد سرور ليس له علاقة بالسلفيين في بريطانيه أو هو غير " سلفي " ، فنشـــــرت " المجلــة " وراجت في أنحاء العالم ، ولله الحمد والمنة ، ولكن " فرقة محمد سرور " بدؤا بإعلان الحرب عليها ، فقاموا بمنع بيعها في حلقتهم الأسبوعية بمدينة جلاسكو البريطانية " بجمعية الرسالة " بحجة أن الحكومة السعودية تمول هذه " المجلة " ، وقاموا بإهمال بيعها في " المنتدى الإسلامي " ونشر البلبلة بين الناس لعدم الإطلاع على " المجلة " ، وبعدها جاءت مجلة " الهدي النبوي " وأيضا لم تعجب محمد سرور ولا فرقته ولا القطبيين عامة في بريطانيه ، لأنها ليس فيها أخبار مجلات ، ولا أقوال كفار محللين ، ولا تحليلات سياسية ، ثم هي تتكلم على " السرورية " وبينت أن محمد سرور ليس بعالم ، وعنده من الأخطاء الجسام ما الله به عليم .


محمد سرور و " لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية


عندما خرجت " لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية " بات محمد سرور وفرقته يذبون عن " اللجنة " وأفرادها فقالوا في " سنتهم " العدد الثاني والثلاثون ص ( 59 ) ما نصه :
" جميع أعضاء اللجنة ولله الحمد يؤمنون بعقيدة أهل السنة والجماعة فيما يتعلق بموقفهم من ولاة الأمر" .
قال مقيده عفا الله عنه :
ومن هم أعضاء " اللجنة " إلا محمد المسعري و سعد الفقيه ، هؤلاء عندكم من أهل السنة والجماعة ، إذاً كل من وافقنا معنا حتى ولو كان رافضياً ، قلنا عنه : أنه من أهل السنة والجماعة ، فاتقوا الله واعدلوا في القول والإنصاف ، يا دعاة الإنصاف ، والمشهور عن محمد المسعري أنه " معتزلي " ينتمي إلى " حزب التحرير " ذاك الحزب الذي لا يمانع أن يضم الساقطين والساقطات من أمثال محمد المسعري وعمر بكري وكليم صديقي وغيرهم ، يقول محمد عبد الله المسعري في بيانه ( إيضاح من الناطق الرسمي للجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية ) ما نصه : " .... أما الحقيقة التي يعرفها الجميع فهي : أنني عضو في حزب التحرير الإسلامي ، منذ أكثر من عشـــرين عاماً ، وأنا أفتخر بهذه العضوية ، كما أنني أفتخر بأني أول من أسس قواعـــد هذا الحزب في جزيرة العرب ، وقد سجلت هذه الحقيقة طائعاًمختاراً أمام المحكمة الشرعية الكبرى بالرياض ، وسوف أظل وفياً لمبادئ هذا الحزب الإسلامي العظيم حتى ألقى الله عز وجل دون أن أبدل تبديلا إن شـــــــاء الله .... " .أ.هـ.
وقوله أيضاً : " فيما يتعلق بمعاوية بن أبي سفيان ، قلت في معرض ردي على سؤال من أحد الأخوة الشيعة الحضور .... " .
أقول :
يقول الله تعالى { لاَّ تجَدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِالله وَاْليَوْمِ الأَخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ الله وَرَسُولَهُ } .
وقوله : " إنني أعتبر معاوية مغتصباً ، وأنني أعتقد أنه سيلقي جزاءه من الله يوم القيام ، على ما ارتكبه من جرائم .... " .
أقول :
هل تعلم يامسعري أن معاوية t من كُتاب رسول الله ومن كتاب وحيه r ، فطعنك فيه طعن بديننا كله . وغير ذلك من طامات وبدع محمد المسعري .
أما سعد الفقيه فليس عنهم ببعيد ، فقد فضح بعضهم بعضاً في الجرائد والمجلات ، وأتهم بعضهم بعضاً بسوء الأخلاق والخيانة والكذب .

ومحمد سرور التقى محمد المسعري عدة مرات ، وكان يحاول أن يفرض سلطانه عليه لأنه لا يمكن أن يكون للسفينة ربانين ، فسرور يريد الرئاسة والمسعري يريد الحكم فهما خطان متوازيان لا يلتقيان ، فلذلك كان أتباع محمد سرور في بداية الأمر يدافعون عن محمد المسعري و " اللجنة " ويقومون بنشر وتوزيع مقالاته وبياناته الأسبوعية في المساجد بعد صلاة الجمعة وفي حلقاتهم الإسبوعية ، وفي بعض مساجدهم كانت تعلق على الجدران لكي يطلع عليها كل من دخل المسجد وكانت هذه الترتيبات بأمر حزبي ، لأنه من أصول دعوتهم الإستفادة من كل الجوانب التي تخدم مصلحتهم بأي اسم كان ، المهم الحصيلة تكون لنا ، ولكن لما رأوا أن الناس بدءوا لا يثقوا في " لجنة محمد المسعري " ، انصرفوا عنها غير آسفين .
في إحدى مجالس محمد سرور ومحمد المسعري في لندن ، وكان أحد الأخوة حاضراً ، فقال لي الأخ : سألت محمد المسعري سؤالاً ، فتردد في الجواب ، ثم نظر إلى محمد سرور ، فقال له محمد سرور : أجب ، فأجاب ، فالظاهر كان بعضهم يمثل على بعض لأجل الوصول إلى المراد بحيث يكون ذاك العبـد المطيع والآخر الشيخ الملهم ، ولكن صداقتهما لم تدم طويلاً ، ولله الحمد .

و" السلفيون " في بريطانيه ، ولله الحمد ، أول من أصدر بياناً بينوا فيه أن محمد المسعري لاينتمي إلى عقيدة أهل السنة والجماعة ، وقد ضم البيان عدة نقاط تم نشره بين المسلمين وأرسلت نسخة منه للعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله ، لكي يطلع عليه ، وكان بعنوان : " البيان الواضح في أن محمد المسعري ليس على هدي السلف الصالح " . ( ملحق الوثائق ) .

 

محمد سرور " للخليجيين " فقط


يظن الظان في ديار الإسلام ، أن محمد سرور مشتغلاً بالدعوة إلى الله في بريطانيه ، وكل يوم يُسلم على يديه المئات من الإنجليز وغيرهم من الكفار داخلين في دين الله أفواجاً ، ولكن مع الأسف الشديد ليست هذه من اختصاصات محمد سرور ، فدعوته فقط " للخليجيين " خاصة وليس عنده وقت فراغ يضيعه مع غيرهم ، ومن أراد التأكد من ذلك فليحاول بطلب مقابلة محمد سـرور وليذكر له أنه من " السعودية .... أو أي دولـة خليجية " ، طبعاً لا تتم طلب المقابلة مع محمد سرور مباشرة ، لا بد أن تمر على مريده ربيع الحافظ ، وبعد التدقيق والتمحيص يسمح لك بمقابلته ، أو لا يسمح لك حسب الحالة ، وماذا عندك . ؟ هل عندك دعم أو أخبار تنفع محمد سرور والفرقة ، فأقول : ماذا يختلف محمد سرور عن الأنظمة التي يريد إسقاطها ! ، أجيبونا .
ثـم فليحاول مــرة أخرى بطلب مقابلــــة محمد ســـرور على أنـــه ليــس " خليجي " ولينظر ماذا يردوا عليه . ؟ ، فيقال له : الشيخ مشغول الآن حاول مرة أخرى وهكذا ، ونحن نعرف هؤلاء كيف دعوتهم ماشية ، ولماذا التركيز على دول الخليج وخاصة السعودية بالذات ، أليست الأنظمة الأخرى الظالمة أحق بمتابعتها وكشف خططها وعوارها ونواياها الخبيثة ، أليس المسلمون تتكافأ دمائهم فلماذا نفرق بين فلان وعلان من الناس ، أم المساءلة حسب قيمة الجنيه وماذا يساوي اليوم ، وإلا فالمملكة العربية السعودية في الجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والسودان واليمن في تلك المنظمات ، في السعودية يمنع البناء على القبور ورفعها ، وفي السودان واليمن تأمر الحكومتين بإعادة بناء القبور ورفعها والتي أزالها إخواننا " السلفيين " .
تقول جريدة " الصحوة " العدد ( 432 ) الناطقة باسم " التجمع اليمني للإصلاح " بقيادة عبدالمجيد الزنداني ، : " تابع " التجمع اليمني للإصلاح " باهتمام كبير الأحداث المؤسفة التي وقعت في مدينة عدن الباسلة يومي الجمعة والسبت الماضيين من قبل بعض العناصر غير المسؤولة التي تفهم الدين فهماً قاصراً ، فتجعل من الفروع قضايا أساسية ، بينما تتغافل عن الأصول والقضايا الجوهرية ....
إن " التجمع اليمني للإصلاح " يستنكر ويدين بشدة هذه الممارسات البعيدة عن جوهر الدين وقيم الإسلام ، والتي لا هدف لها سوى إثارة الفتن وشغل الناس ، والمجتمع بقضايا هامشية .... " .
أقول :
ناهيك عن الطرق الصوفية في السودان والتي تعدت الخمسين طريقة ، ناهيك عن القبب والأمور الشركية الأخرى ، فلماذا يعاب على تلك الدولة ولا يعاب على غيرها وهذا ليس من قبل الدفاع عن الأنظمة المنحرفة وغيرها وإنما لبيان غاية تلك الفرقة وفساد نواياه الخبيثة ، فاتقوا الله وادعوا بالحق ، فمهما جمعتم من أموال وعقارات فلن تغن عنكم من عذاب الله شيئا ، قال تعالى { يَوْمَ تُبَلَـى السَّرآئِرُ ` فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ } ، فما بالنا نعيب على الحكام سكناهم القصور والتبذير والبذخ والإستبداد ، ونحن لانخالفهم في ذلك ، أهذه دعوة محمد رسول الله r التي كان عليها ، أهذه دعوة أصحابه y ، أهذه دعوة سلفنا الصالح ، أجيبوننا !

 

محمد سرور والإستعانة بالكفار


عندما قامت الحكومة السعودية بطلب الإستعانة ، للدفاع عن أراضيها ضـد العدوان الصدامي ، قامت قيامتهم وسلطوا ألسنتهم على علماء المسلمين ، ووصفهم محمد سرور كما هو مشهور في " مجلته السنة " بالعبيد وأنهم يفعلون ما يطيب خاطر الحاكم ، حتى ولو كان مخالفًا لأصول الدين ، ووالله ليس هذا بصحيح فنحن نعرف علمائنا ، ولا نطعن بهم ولا نرضَ أن يطعن بهم ، لأنه كما قامت " الرافضة المجوسية " بزعزعت الثقة في المسلمين ودينهم ، فكفرت الصحابة لأنه بتكفيرهم للصحابة y ينتهي الدين وحملته وحماته ، فلا يبقى قرآناً ولاسنةً ، كذلك قام محمد سرور وأتباعه بزعزعت الثقة في علماء المسلمين المعاصريين ، حتى تنتهي الثقة بالعلماء ، ثم من يبقى على الساحة . ؟ يبقى " المفكر الإسلامي ، الأستاذ ، الداعية ، الدكتور ، الــ .... " ، وهذا يذكرني بقول الإمام مالك بن أنس رحمه الله ، عندما رد على " الرافضة " وكفرهم مستدلاً بقوله تعالى { لِيَغِيـظَ بِهِمُ اْلكُفَّارَ } ، قال الإمام ابن كثير رحمه الله ، في تفسيره لهذه الآية ، ( 216 / 4 ) :
" ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه ، في رواية عنـــه ، بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة y قال : لأنهم يغيظونهــم ومن غاظ الصحابة y فهو كافـــر لهذه الآية ، ووافقه طائفة من العلمــاء y على ذلك " .أ.هـ.
وقال أبو زرعة الرازي رحمه الله تعالى : " إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول اللهr فاعلم أنه زنديق وذلك أن رسول الله r حق ، والقرآن حق وما جاء به حق وانما أدى إلينا ذلك كله الصحابة ، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة " .
قلت :
وهذا حال أهل البدع يريدون أن يجرحوا بقية علماء السلف ، حتى يخلوا لهم الجو ، ولكن أنى لهم ذلك ، ألم يسمع محمد سرور ، عن رفع الله للعلماء العاملين بدينه فقال الله تعالى { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } وقال تعالى { هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمـــون } وقال عز وجل { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم } فقرن شهادة العلماء بشهادته وشهادة ملائكته . والآيات والآحاديث في فضل العلم وأهله كثيرة يضيق هذا المقام عن سردها ، وقد أحسن وأجاد في وصفهم العلامة الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله ، حين قال :
هم ناصــروا الدين والحامون حوزتــه
هم البـــــدور ولكن لا أقــول لهــــم
لم يبق للشمـــس من نور إذا أفلــــت
لهم مقام رفيـــــع ليس يدركـــــــــه
كفاهم شرفـــــاً أن أصبحوا خلفــــاً من العــــــــدو بجيش غير منهــــــزم
بل الشمـــــوس وقد فاقوا بنورهـــم
ونورهــم مشرق من بعد رمسهـــــم
من العبـــاد سوى الساعي كسعيهــم
لسيد الحنفــــــــا في دينه القيــــــــم

ثم إذا كانت الحكومة السعودية غير قادرة على حماية أراضيها إلا بالإستعانة ، والعـلماء قالوا بأن الإستعانة للضرورة ، وهذه من الضرورة ، وهنا نسأل محمد سرور سؤالا ، لماذا أجزت لنفسك ولحزبك طلب اللجوء السياسي في بريطانيه . ؟ ، مستعينين بالكفار ، بل والسكنى بين ظهرانيهم ، فإن قال : نحن مضطرين نقول له : هذا غير صحيح ، لماذا لم تستقر في دولة الخلافة الإسلامية الراشدة الصوفية الإخوانية في السودان ، والخلافة الأفغانية ، والخلافة اليمنية ، فهم يستقبلوك بالعناق ، ثم إذا كان لك العذر في ذلك أي الإستعانة بالكفار لضعف فيك ، فلماذا لا تعذر غيرك .
وأقول :
والله إن محمد سرور لا يخرج من بريطانيه حتى لو كانت هناك دولة إسلامية تقيم الشريعة على منهاج النبوة ، لا يترك بريطانيه لا هو ولا أحد من أفراد فرقته فنحن أدرى الناس بهم ، وكما يقال : " أهل مكة أدرى بشعابها " ، فنحن عاشرنا هذه الفرقة ونعرف أهدافهم وإلى ماذا يصبون . ؟ فلا يغادرون بريطانيه إلا وهم جنائز ، والأيام حبلى تشهد على ما نقول هذا إلا إذا كان عندهم وحي يوحي ، وغيرهم لا يوحي إليه ، فهذا مما نجهله ، فاتقى الله يا محمد سرور وانظر للحق الذي حولك ولا تعبث بعواطف المسلمين .

 

محمد سرور والعلماء المخالفيين له


فلا يخفى على ذي بصيرة كم كان محمد سرور يرتع ويلعب في الساحة اللندنية وينشر ويوزع كتبه ومجلاته دون مشقة ، حتى ظهر من العلماء وطلبة العلم من انبرى له وبين أخطائه وبدعه ، وأنه دخيل على الدعوة السلفية والسلفيون منه براء ، فكان فضيلة الشيخ محمد بن أمان بن علي الجامي رحمه الله رحمة واسعة ، الذي أتعبـــــه فلم يستطع أن يرد عليه فكان يستهزأ به ويقول : أنه لا يستطيع أن يلفظ حرف الحاء فكان الشيخ محمد الجامي يقول عن محمد سرور أنه : " ملحد " وتارة يقول عنه أنه : " حروري " أي من الخوارج ، فكان يستهزأ محمد سرور به ويقول في " سنته " العدد التاسع والعشرون - الوحدة الإسلامية : " ( ملهد ) ، ( هروري ) ، ( الألهاد ) " وقال أيضاً : " يبدوا أن لهذا المفتري ( يقصد الشيخ محمد الجامي ، رحمه الله تعالى ) واسطة كبيرة ، لأنه حصل على الجنسية منذ بضع سنين ، ولا يزال يقول حرف الحاء ، هاء " .
فقلت :
سبحان الله ، أهذه أخلاق مسلم ، أنت القدوة الصالحة التي يقتدى بها ، ويقصد محمد سرور أن الشيخ محمد لا يحسن التكلم باللغة العربية فكيف ينتقد " القرشي " ، " سيبويه عصره " محمد سرور ، ويقصد بالكلمات التي بين الأقواس الإستهزاء بالشيخ محمد أمان ، ثم لم يثنهم عن الشيخ محمد بن أمان الجامي رحمه الله ، سباً وضرباً فقالوا عنه : " مخابـرات ، عميل " وأخيراً قبل موته قذفوا بعرضه ، فقالـوا هو : " سئ الأخلاق " سبحان الله ، أهكذا تتعامل مع خصومك يا محمد سرور .
أقول لمحمد سرور :
يقول الله تعالى { قُلْ مُوتُواْ بِغَيْضِكُمْ } .
وقال تعالى { ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم } .
ثم بدؤا بعدها بالهجوم على فضيلة الشيخ صالح بن غانم السدلان حفظه الله ، ووزعوا عن طريق الراسل صورة من حوالة بملبغ عشرين مليون ريال هدية معطاة من الملك فهـد بن عبدالعزيز ولا نعرف صحة ذلك ، ولو صح فليست فيها أي خلل أو حتى عيب من أن المسلم يقبل عطية الحاكم ، إذا كان غير مستشرف لها لعموم الأدلة الواردة عنه r : أنه قال : أيما مال جاءك من غير مساءلة فخذه فإنما هو رزق ساقه الله إليك ، وكان الغرض من ذلك اتهام الشيخ " بالمداهنة " وقبول " أموال السلطان " وغيرها ، والهدف الحقيقي هو إسقاط شيوخنا أمام عامة الناس حتى يخلو الجو لهم ، والهدف من ذلك أن محمد سرور وفرقته لا يأخذون من أموال السلطان المسلم ، لكن يأخذون من أموال السلطان الكافر ويرونه حلالاً ، لا شبهة فيه ، فالظاهر أنتم خلاصة البشر في هذا الزمان ، ولكن حالكم هذه لا تدوم .
وبعدها قامت قيامتهم على فضيلة الشيخ ربيع بن هادي بن عمير المدخلي وقالوا عنه أنه من " المخابرات " ، وهؤلاء " المداخلة السبئيين " .
وأخيراً الشيخ عبــد الله السبت حيث أتهموه بإختلاس أمــــوال " جمعية البر " في دبي . ولو تلاحظ - يا أخي المسلم - ، أن كل التهم والإفتراءات الموجه لمخالفيهم ، يراد بها صرف الناس عن دعوة هؤلاء المشائخ وإلا لماذا لم يبينوا للناس خطأ عقائدياً أو فقهياً فيهم ، لأنهم يعرفون أن عامة المسلمين يثقون بهؤلاء المشايخ ، فكان الأسلوب الماسوني الأمثل هو تلك الطريقة الخبيثة .
ثم هي ليست من بضاعة محمد سرور بيان الأخطاء الشرعية لأنه ليس أهل لها ، ثم قال عن العلماء في " مجلته السنة " في العدد الثالث والعشرون في ص (29 ) ما نصه :
" وصنف آخر ( يقصد العلماء ) يأخذون ولا يخجلون ، ويربطون مواقفهم بمواقف سادتهم .... فإذا استعان السادة بالأمريكان انبرى العبيد إلى حشر الأدلة التي تجيز هذا العمل ، ويقيمون النكير على كل من يخالفهم ، وإذا اختلف السادة مع إيران الرافضة تذكر العبيد خبث الرافضة وانحراف مناهجهم وعداوتهم لأهل السنة ، وإذا انتهى الخلاف سكت العبيد وتوقفوا عن توزيع الكتب التي أُعطيت لهم !! .
هذا الصنف من الناس : يكذبون .... يتجسسون .... يكتبون التقارير ، ويفعلون كل شيء يطلبه السادة منهم ....
يا إخواننا لا تغرنكم هذه المظاهر ، فهذه المشيخة صنعها الظالمون ، ومهمة فضيلة الشيخ لا تختلف عن مهمة كبار رجال الأمن " .
ثم استثنى في حاشية " سنته " بكلام يوهم فيه القارئ أنه لا يقصد العلماء الكبار ولكن علماء السلطة ، لكن الجميع عند محمد سرور علماء السلطان ، باعوا دينهم للحكام ، حسبما يقول تلاميذه ، فلا تحاول خداعنا يا محمد سرور فنحن نعلم علماً يقيناً أنكم تستخدمون التقية مثل " الرافضة " وتجيزون الكذب والتموية لأجل المصلحة ، ولقد اعترف لي بعض أتباعك بأن عندكم علم باطن وآخر ظاهر فجمعتم بين عقائد " الصوفية " و " الرافضة " ، ووالله هذا حالكم لا يتغير يا " إخوان " ، والحبل على الغارب ، لا يهدأ لهم بال ما دام أن " العلماء السلفيين " لهم بالمرصاد ، فسيظلون يكيلون التهم والإشاعات إلى أفرادها ، والأيام حبلى بيننا لا ندري متى تلد .
وقال محمد سرور أيضاً في " مجلة السنة " العدد السادس والثلاثون ، ص ( 3 ) مانصه :
" ومن المؤسف أن بعض الدعاة ملمون بالعلوم الشرعية بينما نجد اطلاعاتهم ومعرفتهم بالعلوم السياسية وغيرها من قضايا العصر دون الحد الأدنى ، والبعض الآخر على نقيض ذلك ، فهم ملمون بقضايا العصر دون أن يكون عنــدهم حد أدنى من العلوم الشرعية ، ولا بد من الوسيطة في ذلك " .
قال مقيده :
سبحان الله ! تهوين وتحقير من أصحاب العلم الشرعي المقتفين أثر سيد المرسلين r من فقهاء ومحققين وحفاظٍ لكتاب الله وسنة رسوله r ، فالمشهور عن أكثر العلماء المعاصرين أنهم منذ نعومة أظفارهم تتلمذوا على المشائخ السلفيين ، أمثال سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ وسماحة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمهم الله ، ولم يأتوا من فراغ وإنما سادوا المسلمين بعلمهم ، فحفظهم الله للأمة ، وسار على دربهم الكثير من العلماء حفظهم الله ، أما غيرهم من المعممين فقد قفزوا كما يقفز غيرهم من الجهلة على رؤوس الخلائق ، وهذا حال كل قيادات " الإخوان المسلمين " ، يحاولون إضافة الشرعية على دعاتهم وقياداتهم ومرشديهم ومفكريهم وإسقاط غيرهم بأي وسيلة ، والذي نفسي بيده ، لهو طريق الماسونيين فحسب ، ثم لماذا كل هذا الطعن في أصحاب وأهل العلم الشرعي ، فنحن نسأل محمد سرور سؤالاً ، وليقل : جوابه بصراحة ما هي أشرف العلوم في الدنيا ؟ ، القرآن والسنة فحسب أم هناك غيرهما ، فأكثر دعاة ومفكري وقيادة " الإخوان المسلمين " لا يهتمون بالقرآن ولا بحفظه ولا بالسنة النبوية وبنشرها ،كل همومهم منصبة على السياسة والحاكمية والوصول السريع إلى السلطة ، وكيفية السيطرة على المراكز والجمعيات الإسلامية والمبرات الخيرية والتبرعات وأموال الزكاة والصدقات ، والتفقه في الجرائد والمجلات العربية والإسلامية ، وإلا فلمـــــــاذا " السلفيون " هم أقل الناس اتباعاً في هذا العصر ، لعدم جعل همهم المال وعدم مداراتهم لأهل البدع والضلال على شتى مللهم .

 

أفراخ " الفرقة السرورية " في بريطانيا

 

المريد ربيع الحافظ ، رئيس تحرير " مجلة السنة


كان شيخنا عبد الرحمن بن عبد الصمد رحمه الله رحمة واسعة ، لطالما حدثنا عن " الصوفية " ومن كثرت ما كان يردد على أسماعنا تلك الأمور المبدعة عن " الصوفية " فحفظتها منه ، رحمه الله رحمة واسعة ، فكان يقول في القول المشهور عند " الصوفية " : " كن عند الشيخ كالميت بين يدي المغسل " والقول الأخر : " لا تعترض فتنطرد " ولــ" الرافضة " مبدأ مشابه لهذا المبدأ ، وهو قولهم : " إذا قال لك الإمام إن الشمس غائبة وهي في كبد السماء ، فقل : غائبة " ، وقد سلك هؤلاء الحزبيون السياسيون مع أتباعهم هذين المسلكين ، حيث زرعوا في أذهانهم أن السمع والطاعة للشيخ واجبة ، وكنت أصدق الشيخ عبد الرحمن عبد الصمــد حديثه في ذلك ، ولكن ليس الخبر كالمعاينة حتى رأيت ربيعًا يفعل ذلك بين يدي محمد سرور فهو لا يستطيع أن ينظر له بعينيه ، فقلت : لماذ كل هذا الإحترام والتقديس ، وذات مرة عندما كنا في إحدى تلك " الرحلات " دار حديث حول شريط مسجل مع ربيع الحافظ والشيخ العلامة ناصر الألباني حفظه الله ، في الأردن بعنوان " لقاء مع سروري " فغضب محمد سرور ، وأهان ربيع الحافظ بكلام شديد اللهجة مما جعل ربيع الحافظ يطأطأ رأسه ساكنًا ، وقد ذكر محمد سرور بعض هذا الكلام في " مجلة السنة " العدد الثلاثون ، ص (81) :
بعنوان : " كلمة عتاب " .
" زار أحد الإخوة العاملين في " مركز الدراسات الإسلامية " ، مدينة عمان الأردنية .... وكان في نيته أن يزور الشيخ ناصر ، ويستفيد منه ، وما كان يعلم أنه سيخرج من هذة الزيارة بشريط يتداوله الناس في كل مكان ، وعنوانه : " لقاء مع سروري / الألباني "
ولم أخوّل الأخ تمثيلي ولا التحدث باسمي " .
قلت سبحان الله :
يتكلم كأنه لا يعتريه الخطأ فلماذا كل هذه الإهانة لرجل قد خدمكم كثيرًا وطبق قاعدة " كن عند الشيخ " والتي شاء الله أن أراها أمام عيني ، ولكن يبقى السر أن المصلحة تقتضي ذلك ، وأتحدى كل شخص في " فرقة محمد سرور " أن يعقب على كلام شيخه أو يقول هو خطأ أو مخالف للصواب ، تعرفون ماذا يحصل له ، كالأحزاب الكافرة والمنحرفة يطرد ولا يعطى الراتب ويحرم من أشياءٍ كثيرة ، لأنه خالف الشيخ ولم يسمع له ويطيع ، لا بل توكــــــل إليه الاتهامات المعروفة سابقًا " كالمخابرات والعمالة " وغيرها مما هو معــروف .
وربيع الحافظ كانت له علاقة جيدة كما يقول هو لأحد الإخوة ، بالسفارة العراقية وخاصة مع أبن السفير العراقي بمدينة جدة عندما كان يدرس في السعودية ، ومـع كل هذا لم يقل أحداً عنه أنه " عميل أو مخابرات " لأنه لا يقتضِ أن كل من له علاقة بشخص ما يكون " عميلاً أو جاسوسًا " كما هو ديدن فرقتكم ، كل من قال لهم يا اخوة ، التكفير له ضوابط ولا يطلق على المسلم إلا بعد استيفاء الشروط ، قالوا : أنـت مـن " حزب الولاة " أنت من" تداهن " وغير ذلك من الافتراءات .
ومهمة ربيع الحافظ في بريطانيه هي أعداد " تقرير " أسبوعي أو شهري ، يرفع لمحمد سرور عن الأوضاع الداخلية والخارجية ، فلكل منطقة في بريطانيه عندهم بها مخبر سواء علم أم لم يعلم لأنهم يخدعون المقابل بحجة أننا نسلم عليك ونسأل عنك ، ومن ثم كيف الأخبار عندكم ، ماذا حصل بفلان ، كيف فلان أين ذهب ومتى سيعود ، وكل هذه الأمور تكتب وترسل لمحمد سرور أو يتم ذلك عن طريق الإتصال الهاتفي ، وهذه مهنة قذرة ، لا فرق بينها وبين الجاسوسية الحقيرة ، وهي التجسس على المسلمين ، وقد صح في الخبر عن حذيفة بن اليمان t ، أن رجلاً كان ينقل الأخبار إلى عثمان بن عفان أمير المؤمنين t آنذاك ، فلما سمع حذيفة t ذلك قال ( لا يـــدخل الجنة قتاتٌ ) وإلا ماذا يفسر محمد سرور هذه الأمور بفقه الواقع ، أم بالإحاطة الدعوية ، أم بالسرية في العمل الإسلامي ، أم بفكر أخر ، أم ....
وجلس ، ربيع الحافظ مرةً مع أحد الأخوة الكرام ، ينكر عليــــه كيف أن " مجلة الحكمة " تقول عـن " الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ، يرحمه الله ، في العدد الخامس " وهو في حالة غضب من الولاء والبراء في ذلك ، ومع ذلك هم يترحمون على المبتدعة والضالين في " مجلتهم السنة " ولا أحد استنكر عليهم ذلك ، والأخ صاحب البحث ترحم عليه ، لأنه مسلم نسأل الله له المغفرة ، ولأن الملك عبد العزيز آل سعود من المسلمين ولا نعرف أنه أتى بناقض يوجب عدم الترحم عليه ، لذلك إذا كان عندكم علم غير هذا فهلم به ، فكان غضب ربيع الحافظ على هذه الترجمة للملك عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمة الله عليه ، تدل على جهله العميق بأصول الإسلام كيف وهو يعتبر عبد لسرور وأحد أكبر أركانه العراقيين ورئيس " الإتحاد الإسلامي العراقي " ، ومن الذين يعتمد عليهم ، ومن مكافأته له أن أعطاه رئاسة تحرير " مجلة السنة " تقديراً لولائه العميق للحزب ولمحمد سرور .
ثم إذا كان ربيع الحافظ لا يخشى الأنظمة العربية وخاصة السعودية ، فلماذا يدعو الناس ويحثهم للخروج في مظاهرة عند السفارة السعودية بلندن ، احتجاجا على سجن سفر الحوالي وسلمان العودة ، ولأجل رفع الشعارات المعادية للحكومة السعودية مع محمد المسعري وعمر بكري وكليم صديقـي ، وحضر ربيع الحافظ المظاهرة متلثمًا خلف اللافتات ، من باب فقه الواقع ، يحث الناس على الخروج للمظاهرة ، ثم يذهب متخفيًا ، لو كانت دعوتكم حق لما ذهبت متخفياً ، وأنت رئيس تحرير " مجلة السنة " ، المجلة الوحيدة التي زعزعت آل سعود - بزعمكم - ، فلماذا كل هذا الدهاء والمكر بالمسلمين ، هذا وأنتم ليس عندكم دولة فكيف إذا أصبحت عندكم دولة ماذا ستفعلون بالمسلمين وخاصة " السلفيين " ، أهذه التربية التي أخذتها من شيخك محمد سـرور ، اللهم لا تمكن للمبتدعة ، من " القطبيين " و " السروريين " وغيرهم ، شبراً في ديار المسلمين ، ولكن ليس العتب واللوم عليك وكما قال الشاعر :
وَمَنْ يَكُنِ اْلغُــــرَابُ لَهُ دَلِيــــــــــلاً يمَـُـــــــــرُ بِهِ عَلَى جِيَفِ اْلكِـــــلاَبِ
وقال الشاعر :
عن المرء لا تسأل وســــل عن قرينـه فكــــــل قرينٍ بالمقـــــــــارن يقتدي

ثم لا ينس ربيع الحافظ أن " اجتماعاتهم " في مكة المكرمة كل سنة في رمضان ، مع السعوديين والخليجين وغيرهم ، ما هي إلا امتداد لتلك الخلية الحزبية وتفريخ جديد وإذا طال العهد على هذه الفرقة فلا يستبعد أن يؤلف ربيع الحافظ حزباً جديداً ، وهو قد بدأ فعلا بذلك وأول ثمراته " الاتحاد العراقي الإسلامي " .


سلمان الظفيري ، الملقب بعبد الحميد السلفي


كان يسكن العراق وتربى مع " جماعة مصعب العزاوي التكفيرية " حيث كانوا يخرجوا إلى الصحراء ، ليطبقوا الإسلام والحدود على أتباعهم ، ويحتجون ، بحديث حذيفة t ( فاعتزل تلك الفرق كلها ) حتى حدثت حادثة وهم في الصحراء ، أن زوجة أحدهم سرقت بيضة ، فأردوا أن يقيموا عليها الحد ، فحصل النزاع بينهم ، وعلمت الدولة بذلك فطارت فلولهم المنهزمة فتفرقوا .
فكان سلمان الظفيري ومن معه يخرجوا إلى الصحــراء يدعون على حسن البنا ، بقولهم : " اللهم ألعن حسن البنا " ، لأن حسن البنا عنده تسيب عقائدي ، وهذا من جهلهم بالدين الصحيح ، لأنهم لم يتربوا تربية على النهج السلفي الصحيح ، وسوف يبقون إلى أن يتوبوا إلى الله من تلك الأفكار المنحرفة الضالة ، والتي يخدعون بها الناس بحجة أن قلوبهم محروقة على الإسلام ، وأحدهم ينظر إلى التفله يظنها درهم ، وبعد ذلك سافر إلى الباكستان قادماً من إيران ، وسمى نفسه بعبد الحميد الأثري " السلفي " ، وتستر " بالسلفية " مبطنا عقيدة " الخوارج " ، وراجت على كثير من الناس هذه الأضحوكة حتى جاء الغزو العراقي لدولة الكويت فإذا بالشيخ ! عبد الحميد السلفي ، يدعو في صلاة الليـــل في مسجد " الهلال الأحمر الكويتي " في مدينة بيشاور بهذا الدعاء : " اللهم بلغ جندنا الرياض " يعني بذلك جنود صدام حسين البعثيين ، يريدهم أن يدخلوا إلى الجزيرة العربية لزرع أفكار مشيل عفلق بها ، فقلت : سبحان الله أي إسلام عندك وأي ولاء وبراء تحمل بالأمس كنت تكفر مسلمًا وهو حسن البنا واليوم تدعو لجيوش البعث بدخول أرض التوحيد والسلفية ، فعرفت بذلك أن الرجل غير منضبط ، خصوصًا عندما جاء إلى بريطانيه فوجدني أتكلم عن " السلفية " وأن هناك أناس ليسوا " بسلفيين و .... " ، فقال : أريد أن أتحدث معك بموضوع ما ، ثم بدأ يتكلم عن " الدعوة السلفية والسلفيين وفلان سلفي و .... " ، وظن أني درويش يمكن أن يستغل ذلك لمصلحته فلم يجد عندي ضالته ، فخرجت منه وقد عرفت أنه ليس من السلفية بشيء ، وبدأ بعد ذلك بالبحث عن كيفية الحصول على المال ، حتى وجد ضالته في " مركز المنار " القطبي " ، في مدينة كاردف البريطانية ، الذي كان قد طلب منى يومًا من الأيام أحد المسؤلين فيه أن أكون إماما به ، ولكنني اعتذرت ، وكانت خيرة لي ، لأنهم في البداية كانوا يقولون لنا أن هذا مركزاً " للسلفيين " وفي الحقيقة ما هو إلا وكر من أوكار " للقطبيين " ، ثم بعدها جاء الشيخ عبد الله السبت إلى بريطانيه وفي لندن خاصة ، فبدأ سلمان يحذر الناس من مجالسته ، فقام أحد الأخوة : وأخبر الشيخ عبد الله السبت أن سلمان الظفيري يحذر من مجالستك ، فواجه عبد الله السبت سلمان الظفيري عند " المسجد المركزي " بلندن وقال له : هل أنت تحذر مني ، ولماذا ، فقال سلمان : لا هذا الكلام غير صحيح ، فأقول لو كان عندك حق لما كذبت وتنكرت لمقولتك ، فإن صاحـب الحق لا يخش من أحد ، ولكن هـذا حال أهل البدع ، دائما يهربون من المواجهة والمناظرة على مر العصور .

 

رائد سلمان الجبوري


وهو أول من رأيت من " السروريين " عند قدومي لبريطانيه ، والأخ كان فاضلاً قبل انخراطه بــ " الفرقة السرورية " ، ولكن بعد أن خرج كتــــــــاب " القطبية " إلى الساحة وجاءتني بعض النسخ منه فأعطيتها لبعض الأخوة ، جاء إلى بيتي الأخ رائد طالبــاً ومتوسلاً مني بعدم توزيع هذا الكتاب لأن مؤلفه من " المخابرات السعودية " فقلت له كيف تقول أنه من " المخابرات السعودية " قال لأنه يتكلم على المشائخ ويطعن في النيات ، فقلت له : على العموم ليس هـذا هو الغرض ، وأنا أعرف أنه مرسل وليس صاحب حق ، والحمد لله أنا أعرف المؤلف حفظه الله تعالى ، منذ حوالي أربعة عشر سنة وليس كما يقـــول " محمد سرور وفرقته " أنه : " مخابرات " ، فهذه هي دعوتهم كل من كشف نواياهم وخداعهم للمسلمين ، سلوا عليه ألسنتهم بالكذب والبهتان ، لا يقولون فلان عنده بدعة أو فلان عنده خطأ في العقيدة لأن هذه ليست بضاعتهم ، وهي الكشف عن الأخطاء في الدين ، ولكن السبيل السريع لتنفير الناس عن دعوة غيرهم هي نسبته " للمخابرات وحزب الولاة " .
وذات مرة حضر الشيخ عبد الله السبت إلى بيتي في مدينة ليدز ، وكان الأخ رائد الجبوري متواجدا آن ذاك في تلك المدينة قدراً أو صدفة أو ترتيباً ، فأحببت أن يستفيد من لقاء الشيخ عبد الله السبت ، لعله يقلع عن " محمد سرور وفرقته " ودار الحديث في جلسة الشيخ عبدالله عن بعض الأمور العامة ودعوة " الإخوان المسلمين " ، و " القطبيين " وغيرهم ، فقلت للأخوة : إذا كان عندكم أي انتقاد أو استفسار فلكم ذلك ، وما كنت أظن يومًا من الأيام أن الأخ رائد الجبوري يعمل " مخابرات " عند محمد سرور فقد كتب كل ما دار في الجلسة في دفتره الخاص على شكل تقرير ، وذلك بعد ذهابه للمبيت عند أحد الأخوة ، ولا أدري كيف كانت ذاكرته بهذه القوة إلا أنني أخشى أن يكون قد سجل الجلسة بمسجل كان في جيبه لأنه لم يترك أي كلمة مما قيلت في المجلس ، حيث كنا في المجلس ولم نلاحظ عليه أي شئ من ذلك ، ولكن الله سبحانه وتعالى أحب أن يكشف تربية هؤلاء الحزبية الخبيثة ، كيف أنهم يتهمون غيرهم " بالتجسس " وهم أول من يفعل ذلك ، فالحاصل أن رائداً كتب تقريره في دفتره الخاص ونسي الدفتر في بيت أحد الأخوة ، ثم اتصل بي وقال : أنه نسى دفتر صغير في البيت المذكور وطلب مني ارساله له بسرعه ، فقلت له : لم أجد شيئا مما تقول : وبعد أيام ذهبت إلى البيت الذي نام فيه رائد لكي يتم تنظيفه وترميمه وتغير سجاده وأثاثه ، فوجدت المذكرة وبها التقرير الذي يرفع لمحمد سرور عن طبيعة الجلسة وما دار بها من حديث ، وماذا قال الشيخ عبد الله السبت ، وماذا رد عليه طالب ، وماذا كان يقصد ، وماذا كان يعني .... و .... ، ولا أريد الإطالة في هذا الموضوع لكنك أخي القارئ سوف تجد صفحة من التقرير في نهاية هذه الرسالة ( محلق الوثائق ) بخط يد رائد بن سلمان الجبوري مرفوعاً إلى ربيع الحافظ " رئيس جهاز الإستخبارات السرورية " ومنه إلى محمد سرور زين العابدين ، فمن إذاً الذي يتجسس على المسلمين نحن أم أنتم ، إلا أنه يمكن أن يقال كل مخطئ " سروري " مغفورٌ له وكل " سلفي " مخطئ غير مغفور له ، لأنه " الإخواني " وإن بلغت خطاياه في الساحة المعاصرة وغيرها عنان السماء ، فعنده من الحسنات ما يمحو بها الأخطاء أم " السلفي " فإذا أخطأ فلا يرحم ، وإن كان له من الفضل والسبق في الإسلام الشيء الكثير ، فـلله الحمد ، أن الله لم يجعل لدخول الجنة مِنة لأحد وإلا لمنع منها أناس كثيرون بسبب الحزبية الخبيثة الضيقة .

 

خالد العيساوي


أما خالد العيساوي ، وما أدراك ما خالد ، فهو أيضا من العراقيين المبتعثين من قبل النظام العراقي ، وهذا الرجل مع الأسف الشديد يكره الجزيرة العربية كرهًا عرفت منه بعد ذلك ، أنه قومي شعوبي ، فيقول لي : لماذا تدافع عن العلماء والجزيرة ، أرأيت كيف حل بالعراق بسبب الفتاوى ودخول الأمريكان ، وتدمير العراق ، فهو يكره أهل الجزيرة وحكامها ليس لدليل شرعي إنما لدليل شعوبي ويتظاهر للسعوديين أنه ضد الأمريكان وكذا إلخ ...... ، والحاصل أن هذا الرجل كان يسكن في مدينة شفيلد البريطانية فجاءه الأمر بالرحيل إلى مدينة ليدز حيث أنه لا يوجد " سروري " عندهم في تلك المدينة لنقل الأخبار وكل الأمور التي تحصل بالمنطقة ، حيث أن ربيع الحافـــــــــظ يتصل أسبوعيًا بكل " العملاء والمخابرات السرورية " في المدن البريطانية يسألهم ماذا حصل ، وبعد ذلك يعطى محمد سرور تقريرًا مفصلاً عن كل ما يدور في المناطق والمدن البريطانية ، حتى عن خطب الجمع والدروس والولائم ، زيادةً في فهم الواقع وفقهه .

كان عندنا درس قبل حوالي خمسة سنوات حال وصولي إلى مدينة ليدز ، كان المنظمون للدرس من " السرورية " ، المتخفين بــ " السلفية " زورًا وبهتانًا ، فعندما جئت وجدتهم يفسرون القرآن من " تفسيرالظلال " لسيد قطب ، فقلت لهم : وأنا أعتقد أنهم سلفيون كيف تتركون " تفسير ابن كثير " وغيره من كتب السلف وتأخذون من " تفسير الظلال " ، فلم يعقب أحدًا على قولي ورفعوا " الظِلال " ، ولكن إذا جاء الدور على أحدهم في التفسير فإنه يحُضر من " الظِلال " في البيت على ورقة ويضعها داخل الكتاب ويأتي إلى المسجد فيتظاهر لنا أنه يقرأ من " تفسير ابن كثير " .
قلت ، سبحان الله :
ما يحملهم على ستر دعوتهم إلا أن يكون الأمر فيه خبث ، وبعد ذلك استمر الدرس حوالي أربع سنــوات حتى ذهب كل " السروريين " ولم يبقى إلا " السلفيين " في المنطقة وبعض العوام ، فبُعث خالـد العيساوي من مدينة شفيلد البريطانية ، وقال لنا أنا مدير الحلقة في المسجد أنا أدير تلك الحلقة وهذا الأمر غـير قابل للنقاش ، فطلب الأخوة منه سببًا لذلك ، قال : هي حلقتنا وأنا موصى عليها ، فقلت له : أجاءك الوحي أم هي الحزبية ، وبعدها انفض الناس من حوله بسبب تصرفه الصبياني ، فشن بعد ذلك الحرب على الأخوة السلفيين ، حيث يعتبر نفسه فقد " رئاسة الحلقة " ، فبدأ يكيل التهم إلى الأخوة جزافًا ، وأولها ما هو معروف أننا من " حزب الولاة ونعمل لصالح المخابرات السعوديـة و ...... " وغير ذلك من الأقاويل التي اعترف لي هو بنفسه أنه قالها انتقامًا وحسداً ، فانظر يا أخي المسلم هذه " جماعة محمد سرور " وهذه مهاتراتهم وضلالاتهم وبدعهم .
كنت التقيت مرة بخالد عند المسجد ، وقلت له : هل تعذر المسلم بالجهل ، قال : نعم فقلت له : إذا تعذر سيد قطب بالجهل عن أخطائه ، قال : نعم ، فقلت له : هل تعذر الحكام المسلمين بالجهل ، قال : لا ، قلت : لماذا : فكان لا جواب ، فقلت له : إن أهل السنة يعذرون المسلم بالجهل وأنتم لا تعذرون إذا فأنتم ليسوا من أهل السنة ، ولو تلاحظ يا أخي المسلم الخلل في العقيدة ، ولكن أنظر إلى قادة " الأخوان المسلمين " من حسن البنا إلى أخر " المرشدين " لم يكفرهم أحـد بالجهل الذي عندهم ، فهم يتكلمون في العقيدة ويخوضون بها عن جهل ، ومع ذلك فإن عامة " السلفيين " يقولون أن المسلم : ( لا يكفر بذنب لم يستحله ) ، وهذا الرجل مع الأسف الشديد يتمنى وقوع المصائـب بالجزيرة العربية حتى لو كان الضرر على المسلمين ، لأنه حاقد على الجزيرة وأهلها لأنهم وقفوا ضد جند الطاغية صدام حسين ولم تمكنه من بلوغ مدينة الرياض كما كان دعاء مرشدهم الروحاني سلمان الظفيري في الباكستان .
ثم ينكر خالد العيساوي علينا قولنا لأحــــــد المسلمين في خطابٍ كلمة : " المكرم " فقال : كيف تقول لذاك المنافق وتصفه " بالمكرم " فقلت له : هو مسلم وليس بمنافق عندنا ، أما عندكم فكل من خالفكم ، هو منافق ، ونسى الدكتور خالد العيساوي كم مرة قال لأستاذه النصراني الكافر في الجامعة وغيرها كلمة : " SIR أو MR " ويعني معناها : " سيدي والسيد " ، وما زال يقولها مراراً يوميًا وهو يعرف ذلك ، وأظنه تجاهل كلمة سيدي التي كان يقولها للقادة للبعثيين في الجيش العراقي ومع ذلك ما أحد اتهمه بالنفاق ، لأن الرسول r نهى المسلم أن يقول : للمنــافق يا سيدي ، ومن قالها فقــد ( اغضب الرب ) ، فكيف تقولها للكافر الأصلي يا عيساوي ، أهذا هو فقه الواقع الذي تعلمت ، سبحانك هذا بهتان عظيم .

" وأتباع محمد سرور " غالبيتهم من الجهلة في الدين لا يفقهون في الدين أقل واجباته فقد التقيت مرة بأحدهم وهو خارج من صلاة الجمعة ، فوجدت على إصبعه شئ من الجبس والصبغ ، يمنع وصول الماء إلى البشرة فقلت له : إن هذه البقعة التي على يدك تمنع وصول الماء فلا تصح الصلاة ، أي أن الوضوء فاسداً ، فقال لي : لا ليس الأمر كذلك ، فإذا بصاحبه خالد العيساوي يرقع له تلك الفضيحة ويسد جهله بالدين ، بقوله : قل له أني نسيت أن أزيل تلك البقعة ، فقلت : سبحان الله ، هذا الرجل الذي كان يقول عن العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز بأنه " منافق " ، لو أنه درس المرحلة الإبتدائية في مدارس الجزيرة العربية لما جهل ذلك لأن الطفل في تلك المدارس يعلم نواقض وشروط الوضوء ، والتي منها ( إزالة ما يمنع وصول الماء إلى البشرة كالشمع والطين والعجين ) والتي يجهلها صاحبنا ، فلو درس هذا المسكين في مدارس التوحيد لما تجرأ على العلماء بمقولته تلك ، فأولادنا في الإبتدائية يدرسون أحكام وشروط الوضوء ويعرفون نواقض الإسلام أفضل من الكثير من أتباع محمد سرور ولله الحمد .

 

الخاتمة


فيا أخي المسلم ، هذا باختصـار شديد ما تم جمعه عن " الفرقة السرورية " وإلا فالأمر يطول ذكره ، خصوصًا لو تعرفت على باقي أفرادها المنتشرين في أكثر دول العالم ، مثل أمريكا وهولنده والسويد وألمانيا والدانمرك ، ومن الدول العربية ، السّعودية والكويـت والإمارات والأردن ولهم أفراد قلائل ولله الحمد ، في تركية والباكستان ، ولن تجد واحداً من أتباعهم إلا وله غرض في سلوك دربهم لمصلحة دنيوية زائلة أو لبلوغ منصباً في تلك " الفرقة السرورية الضالة " ، فتجد مثلا في مدينة برمنجهام ، أفرادهم يعيشون على طباعة " مجلة السنة " ، والناس العوام يقولون ( أكل عيش يا عم ) ، فكيف ينكر المنكر وهو تحت رحمتهم ، وهذا الأخ الذي خرج منهم أخيراً ، لم يعطوه حقه فرفع عليهم دعوة في القضاء البريطاني يطالبهم بحقه ، والله المستعان ، ولاحول ولا قوة إلا بالله .

{ فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله } .
{ ومن أظلم ممن ذكر بــأْيات ربه فأعرض عنها ونسى ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي ءاذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذاً أبداً } .
{ ومن أظلم ممن ذكر بــأيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون } .

والحمد لله أولاً وآخراً ، ونسأله تعالى أن ينصر دينه ، ويعلي كلمته وأن يوفق الأمة ، للرجوع إلى الحق ، ونصرته ، والدفاع عنه ، وأن يخرجهم من دوامة الغلو في الأشخــاص وتقديسهم التي هي من مفسدات العقول والأعمال .
اللهم ثبتنا على طريقة الأولين من الصحابة والتابعين ومن سار على دربهم ونهجهم إلى يوم الدين ، اللهم أرنا الحق حقاً وأرزقنا إتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ، آمــــــــين يا رب العالمين .

 

ملاحظة


اعلم أخي القارئ ، أن هذا الرسالة سوف تحارب من قبل " محمد سرور بن نايف بن زين العابدين ومن قبل" القطبيين " و" السروريين " و" الإخوان المسلمين "حرباً شعواء ، كما حُوربَ من قبل كتاب " القطبية هي الفتنة فاعرفوها " ، " مجلة السنة ؟؟؟ " ، " وكتب العلامة ربيع بن هادي بن عمير المدخلي " وسوف يلمز كاتبه بأنه من " حزب الولاة ومن المخابرات .... ومن .... " .أ.هـ.
فنرجو منك المساهمة بنشره بكافة صور النشر ، من طباعة وترجمه وتصوير ، إغاظة لأعداء السلف وإظهــاراً لدين الله ، فهذا والله من التعاون على البر والتقوى ، كما قال رسول الله r ( لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله ) ، والله حسبنا ونعم الوكيل .

فرغ منه في الخامس والعشريــــن من شهر الله المحرم لسنة ألف وأربعمــائة وثمانية عشر للهجــــــــــــــــــــــرة

 

فتاوى في حكم وجود وتعدد " الجماعات " و " الأحزاب " الإسلامية


السؤال الأول :
" ماحكم وجود مثل هذه الفرق : " التبليــغ " و " الإخوان المسلمين " و " حزب التحرير " وغيرها في بلاد المسلمين عامة . ؟ " .
جواب العلامة صالح بن فوزان الفوزان ، حفظه الله تعالى :
" هذه الجماعات الوافدة يجب ألا نتقبلها ، لأنها تريد أن تنحرف بنا وتفرقنا ، وتجعل هذا " تبليغياً " وهذا " إخوانياً " وهذا كذا !!! ، لم هذا التفريق ؟ هذا كفر بنعمة الله سبحانه وتعالى ، ونحن على جماعة واحدة ، وعلى بينة من أمرنا ، لماذا نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟ ، لماذا نتنازل عما أكرمنا الله سبحانه وتعالى به من الإجتماع ، والألفة ، والطريق الصحيح ، وننتمي إلى جماعات تفرقنا وتشتت شملنا ، وتزرع العداوة بيننا ، هذا لا يجوز أبداً " .

السؤال الثاني :
" نسمع يا سماحة الشيخ ، عن " جماعة التبليغ " وما تقومبه من دعوة ، فهل تنصحني بالإنخراط في هذه الجماعة . أرجو نصحي وتوجيهي ، أعظم الله مثوبتكم .؟ " .
جواب العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، وفقه الله :
" كل من دعا إلى الله فهو مبلغ ، فمن دعا إلى الله فهو مبلغ ، ( بلغوا عني ولو آية ) لكن " جماعة التبليغ - المعروفة - الهندية " ، عندهم خرافات عندهم بعض البدع والشركيات ، فلا يجوز الخروج معهم ، إلا إنسان عنده علم يخرج لينكر عليهم ويعلمهم ، أما إذا خرج يتابعهم .... لا .... لأن عندهم خرافات .... وعندهم غلط ، عندهم نقص في العلم .... ، لكن إذا كان " جماعة التبليغ " غيرهم أهل بصيرة وأهل علم يخرج معهم للدعوة إلى الله ، أو إنسان عنده علم وبصيرة يخرج معهم للتبصرة والإنكار والتوعية إلى الخير وتعليمهم حتى يتركوا المذهب الباطل ، ويعتنقوا مذهب أهل السنة والجماعة .... نعم . " .

السؤال الثالث :
" ما هو حكم الشرع في تعدد هذه الجماعات والأحزاب والتنظيمات الإسلامية ، مع أنها مختلفه فيما بينها في مناهجها وأساليبها ودعواتها وعقائدها ، والأسس التي قامت عليها وخاصة أن جماعة الحق واحدة ، كما دل الحديث على ذلك . ؟ " .
جواب العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني ، حفظه الله :
" لنا كلمات كثيرة وعديدة حول الجواب عن هذا السؤال ، ولذلك فنرجو الكلام فيه .
فنقول : لا يخفى على كل مسلم عارف بالكتاب والسنة وما كان عليه سلفنا الصالح y ، أن التحزب والتكتل في جماعات مختلفة الأفكار أولاً والمناهج والأساليب ثانياً ، فليس من الإسلام في شئ ، بل ذلك مما نهى عنه ربنا عز وجل في أكثر من آية من القرآن الكريم منها ، قوله تعالى { ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانو شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون } . فربنا عز وجل يقول { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك } فالله تبارك وتعالى استثنى من الإختلاف الطائفة المرحومة ، حين قال { إلا من رحم ربك } .
ولا شك ولا ريب أن أي جماعة يريدون بحرص بالغ وإخلاص لله عز وجل في أن يكونوا من الأمة المرحومة المستثناة من هذا الخلاف الكوني ن إن ذلك لا سبيل للوصول إليه ولتحقيقه عملياً في المجتمع الإسلامي إلا بالرجوع إلى الكتاب وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وإلى ما كان عليه سلفنا الصالح y .
ولقد أوضح رسول الله r المنهج والطريق السليم في غير ما حديث صحييح عن النبي r أنه خط ذات يوم على الأرض خطاً مستقيماً وخط حوله خطوطاً قصيرة عن جانبي الخط المستقيم ثم قرأ قوله تبارك وتعالى { وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله } ومر باصبه على الطريق المستقيم ، قال عليه الصلاة والسلام : ( وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه ) .
لا شك أن هذه الطرق الفصيرة هي التي تكثل الأحزاب والجماعات العديدة . ولذلك فالواجب على كل مسلم حريص على أن يكون حقاً من الفرقة الاجية ، أن ينطلق سالكاً الطريق المستقيم ، وأن لا يأخذ يميناً ويساراً ، وليس هناك حزب ناجح إلا حزب الله تبارك وتعالى الذي حدثنا عنه القرآن الكريم { ألا إن حزب الله هم المفلحون } .
فإذاً ، كل حزب ليس هو حزب الله فإنما هو من حزب الشيطان وليس من حزب الرحمن ، ولا شك ولا ريب أن السلوك على الطريق المستقيم يتطلب معرفة هذا الصراط المستقيم معرقة صحيحة ، ولا يكزن ذلك بمجرد التكتل والتحزب العمى على كلمة هي كلمة الإسلام الحق لكنهم لا يفقهون من هذا الإسلام كما أنزل الله تبارك وتعالى على قلب محمد r .
لهذا كان من علامة الفرقة الناجية التي صرح النبي r بها حينما سئل عنها فقال : ( هي ما أنا عليه وأصحابي ) .
فإذاً هذا الحديث يشعر الباحث الحريص على معرفة صراط الله المستقيم ن أنه يجب أن يكون على علم بأمرين اثنين هامين جداً .
الأول : ما كان عليه الرسول r .
الثاني : ما كان عليه أصحابه عليه الصلاة والسلام ، ذلك لأن الصحابة الكرام هم الذين نقلوا إلينا أولاً : هديه r وسنته ، وثانياً : هم الذين أحسنوا تطبيق هذه السنة تطبيقاً عملياً ، فلا يمكننا والحالة هذه أن نعرف معرفة صحيحة سنة النبي r إلا بطريق اصحابه .... فالشاهد من هذا وذاك ، أن فهم الإسلام فهماً صحيحاً لا سبيل غلا بمعرفة سير الصحابة وتطبيقهم لهذا الإسلام العظيم الذي تلقوه عنه r إما بقوله ، وإما بفعله .
لذلك نعتقد جازمين أن كل جماعة لا تقوم قائمتها على هذا الأساس من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح دراسة والسعة جداً ، محيطة بكل أحكام الإسلام كبيرها وصغيرها أصولها وفروعها ، فليست هذه من الفرقة التاجية من التي تسير على الصراط المستقيم الذي أشار إليه الرسول r في الحديث الصحيح .
وإذا فرضنا أن هناك جماعات متفرقة في البلاد افسلامية على هذا المنهج ، فهذه ليست أحزاباً ، وإنما هي جماعة واحدة ومنهجها منهج واحد وطريقها واحد ، فتفرقهم في البلاد الإسلامية ليس تفرقاً فكرياً عقدياً منهجياً ، إنما تفريق بتفرقهم في البلاد بخلاف الجماعاتوالأحزاب التي تكون في بلد واحد ومع ذلك فكل حز بما لديهم فرحون .
هذه الأحزاب لا نعتقد أنها على الصراط المستقيم ، بل نجزم بأنها على تلك الطرق التي على رأس كل طريق شيطان يدعو الناس إليه .
ولعل في هذا جواباً لما سبق . " .

السؤال الرابع :
" هل هناك نصوصاً في كتاب الله ، وسنة رسوله r ، فيهما إباحة تعدد الجماعات أو الإخوان . ؟ " .
جواب العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، وفقه الله :
" نعم .... أقول : ليس في الكتاب ولا في السنة مايبيح تعدد الجماعات والأحزاب ، بل إن في الكتاب والسنة ما يذم ذلك ، قال الله تعالى { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شئ إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون } وقال تعالى { كل حزب بما لديهم فرحون } ولا شك ولا أن هذه الأحزاب تنافي ما أمر الله به بل ما حث الله عليه في قوله { وإن هذه أمتكم أمةً واحدة وأنا ربكم فاتقون } .
وقول بعضهم : ‘نه لا يمكن للدعوة أن تقوى إلا إذا كانت تحـــــت حزب . ؟
نقول : هذا ليس صحيح ، بل إن الدعوة تقوى كل ما كان الإنسان منطويـــاً تحت كتاب الله وسنة نبيه r متبعــاً لآثار النبي r وخلفائه الراشدين . " .

السؤال الخامس :
" ما واجب علماء المسلمين ، حيال كثرة الجمعيات والجماعات في كثير من الدول الإسلامية وغيرها ، واختلافها فيما بينها حتى أن كل جمــاعة تضلل الخرى . ألا ترون من المناسب التدخل في مثل هذه المسألة بإيضاح وجه الحق في هذه الخلافات ، خشية تفاقمها وعواقبها الوخيمة على المسلــمين هناك . ؟ " .
جواب العلامة الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، وفقه الله :
" إن نبينا محمداً r بين درباً واحداً يجب على المسلمين أن يسلكوه وهو الصراط المستقيم ومنهج دينه القويم ، يقول الله تعالى { وأن هذا صراطى مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون } .
كما نهى رب العزة والجلال أمة محمد r عن التفرق واختلاف الكلمة ، لأن ذلك من أعظم أسباب الفشل وتسليـــط العدو كما في قوله جل وعلا { واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا } وقوله تعالى { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أ أقيموا الدين ولا تفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعون إليه } .
فهذه دعوة إلهيه إلى اتحاد الكلمة وتألف القلوب . والجمعيات إذا كثرت في أي بلد إسلامي من أجل الخير والمساعدات والتعاون على البر والتقوى بين المسلمين دون أن تختلف أهواء أصحابها فهي خير وبركة وفوائدها عظيمة .
أما إن كانت كل واحدة تضلل الأخرى وتنقد أعمالها فإن الضرر بها حينئذ عظيم والعواقب وخيمة . فالواجب على المسلمين توضيح الحقيقة ومناقشة كل جماعة أو جمعية .
وانصح الجميع بأن يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده ودعا إليه نبينا محمد r ، ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده لمصالح شخصية أو لمقاصد لا يعلمها إلا الله ، فإن الواجب التشهير به والتحذير منه ممن عرف الحقيقة ، حتى يتجنب الناس طريقهم وحتى لا يدخل معهم من عرف حقيقة أمرهم ، فيضلوه ويصرفوه عن الطريق الصحيح المستقيم الذي أمرنا الله باتباعه في قوله جل وعلا { وأن هذا صراطي مستفيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون } .
ومما لا شك فيه أن كثرة الفرق والجماعات في المجتمع الإسلامي مما يحرص عليه الشيطان أولاً وأعداء الإسلام من الإنس ثانياً ، لأن اتفاق كلمة المسلمين ووحدتهم وإدراكهم الخطر الذي يهددهم ويستهدف عقيدتهم يجعلهم ينشطون لمكافحة ذلك والعمل في صف واحد من أجل المسلمين ودرء الخطر عن دينهم وبلادهم وإخوانهم وهذا مسلك لا يرضاه الأعداء من الإنس والجن ، فلذا هم يحرصون على تفريق كلمة المسلمين وتشتيت شملهم وبذر أسباب العدواة بينهم ، نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين على الحق وأن يزيل من مجتمعهم كل فتنة وضلالة ، إنه ولي ذلك والقادر عليه . " .

السؤال السادس :
" ما وجه صحه نسبة الجماعات الموجودة اليوم إلى الإسلام ، أو وصفهم بالأسلامية ، وصحة إطلاق لفظ الحماعات عليهم ، وإنما جماعة المسلمين ، جماعة واحدة ، كما في حديث حذيفة t . ؟ " .
جواب العلامة صالح بن فوزان الفوزان ، حفظه الله ورعاه :
" الجماعات فرق توجد في كل زمان ، وليس هذا الأمر بغريب ، قـال r ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها بالنار إلا واحدة ) .
فوجود الجماعات ، ووجود الفرق هذا أمر معروف ، وأخبرنا عنه رسول الله r وقال ( من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ) ولكن الجماعات التي يجب السير معها والإقتداء بها والإنضام إليها هي جماعة أهل السنة والجماعة ، الفرقة الناجية ، لأن الرسول r لما بين هذه الفرق قال ( كلها في النار إلا واحدة ، قالوا : ومن هي ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي ) هذا هو الضابط ، فالجماعات إنما يجب الإعتبار بمن كان منها على ما كان عليه الرسول r وأصحابه من السلف ، والله تعالى يقول { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين إتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم } .... فالجماعة التي اتخذت منهحها كتاب الله وسنة رسوله r ، وعملت بقولـه r ( فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ) ، هؤلاء هم الجماعات المعتبرة ، وما عــداها من الجماعات فإنه لا اعتبار بها ، بل هي جماعة مخالفــة ، وتختلف في بعدها عــن الحق وقربها من الحق ، ولكن كلها الوعيد ، كلها في النار إلا واحدة ، نســأل الله العافية . " .

السؤال السابع :
" يقول السائل ، نحن في القرية ، ويتوافد علينا بما يسمى " جماعة التبليغ " فهل معهم أم لا ، نرجو التوضيح . ؟ " .
جواب العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الغديان :
" لا تمشي معهم .... إنما تمشي مع كتاب الله وسنة رسوله r " .

 

ملحق الوثائق


جلسنا كل من هلال ، طالب وسام ، عبد الله السبت .
وبدأت الجلسة على شكل اسئلة تطرح على الشيخ ، وكلها دارت حول الفتنة والقطبية وكانت من قبل وسام وطالب ، وألخص الإجابات مما يحضرني منها على شكل رؤوس أقلام : -
1 - أن الحركة التي حصلت في السعودية ، هي نتاج التعجل الذي قام به التنظيم القطبي وكان ينتظر بعض القطبيين عمل فردي قام به سلمان وسفر دون الأخذ بسياسة التدريج المتفق عليها ، وذكر أسماء اثنين منهم .
2 - أن القطبيين دوماً يحالفون أهل البدع ومبغضون السلفيين ، والدليل : حادثة كنر وأنصار السنة في السودان ، بل هم مدحوا الخميني وأئمة الرفض في إيران في نفس الوقت الذي ذموا فيه علماء السلف كابن باز وليتهم ساووهم بالمدح .
3 - ورداً على سؤال طالب حول شبهة الظلم والدفاع عن المظلومين .
قال : الدفاع عن المظلوم واجب ولكن هذه كذبة يراد إستخدامها ، والدليل على كذبهم ومراوغتهم أنه لما أعتقل مشائخ سلفيين في السودان لم يدافعوا ويحتجوا بل القضية قضية حزبية .
4 - وعندما سئل عن قوله : " الإستفادة من كتب الحوالي ، قال : كان في المسجد شابان وسألني أحدهم عن رأيي في طبع كتاب الحوالي في رده على الأشاعرة للعامة في هذه البلاد فقلت : أنه لا بأس وهو كتاب جيد بإسلوب سهل ، فتعجب الاخر من قولي حيث توقع العكس مني ، فقلت : لا بأس أن تأخذ منهم المفيد وتترك ما يخالف منهج السلف " ، ثم علق على السؤال بأنه هذه ليس حزبية ، بل نحن نبيع أشرطتهم بشرط أن تكون ضمن المنهج السلين ، ونترك الباقي بينما هم لا يبيعون أشرطتنا بالمرة .
4 أ - في قضية الحكام ، قال : اننا لا نكفر الحكام ولا القطبيين يكفرون لذا وإن كان الحاكم فاسقاً فلا يجوز الخروج عليه فهو ولي أمر المسلمين وهذا منهج السلف .
5 - وعن فتوى ابن باز ، قال : بأن هؤلاء الإخوان إفتعلوا ضجة في الصحف والمجلات على الشيخ وفتواه ، وفتواه موجودة في كتب الفقة وهي معتبره وهم كل الذي قالوه : ليس وقتها ، أن الصلح سيكون لصالح اليهود ، أن الإقتصاد اليهودي .... وكل ذلك لا علاقة له بالفتوى نفسها لأن كلامهم يدور حول صالح والمفاسد ولايخرج عنها ، والأمر متروك لولي الأمر إن رأى ذلك فله ذلك .
ثم قال مبيناً ازدواجية الإخوان بأنهم أحدثوا ضجة حول فتوى الشيخ والتي هي محض إجتهاد ، بينما السودان عندما إستضافوا مؤتمر الأديان السماوية على أرضهم ، مهذا كفر وهذا من العقيدة لم نسمع أن مجلة السنة ، ولا البيان قد كتبت في ذلك ، ( أي انها دليل الحزبية ) .
6 - وعندما سأله هلال : أن الفتوى وقتها غير مناسب ، قال : ان المفتي يسأل وعليه أن يجيب .
7 - وسأله أيضاً بأن الأمر ماضىٍ سواء أخرجت الفتوى أم لا وهي محض تبرير . قال : ليس على المفتي أن يعمل بفتواه أم لا عليه أن يبين رأيه .
8 - وسأله إذا كان يعلم بفتوى الألباني المناقضة ن قال : لا أعلم رأيه في المسألة .
9 - وسأله طالب عن اللبس الحاصل عند البعض في قضية الحداد و .... ، في أنهم من جماعة المدخلي .
فقال : أنهم لما فضح أمرهم وأخرجوا فتواهم في ابن حجر والنووي رد عليهم ربيع المدخلي رداً واضحاً ، بل هو الوحيد الذي رد عليهم ، وما سمعنا أن أحداً من القطبيين رد عليهم ولو كان عند الشيخ حزبية لأبقاهم واستغلهم ضد القطبيين ، ولكنا أصحاب المنهج السلفي ليس لدينا حزبية ، فهل غاب هذا عن القطبيين ، وأين فقه الواقع عندهم ؟!! .
10 - وعندما ذكر سلامة عقيدة القطبيين وانحراف منهجهم عن السلف ، فسأله هلال كيف ؟ ، قال : يرون تغير المنكر باليد ، فذكر هلال ( من رأى منك منكراً فليغيره بيده ) ؟ فقال : هذا عند الإستطاعة الشرعية لا البدنية أي السلطان ، فصاحب البيت في بيته عنده قدرة شرعية وبدنية والسلطان في رعيته هذا هو منهج السلف ، والقدرة البدنية وحدها ليست مبرر شرعي .
11 - عندما سأل عن قضية العقيدة والمنهج .
قال : أتذكر عند هذا مثال الخوارج فهم سليمي العقيدة في الأسماء والصفات وتوحيد الألوهية والعقيدة عموماً ، ولكن فسادهم كان في المنهج حيث رفضوا منهج الصحابة في الحكم والتكفير فضلوا ، فها الفرق بينهم وبين هؤلاء القطبيين ؟!! العقيدة سليمة والمنهج منحرف .
12 - عندما سألته عن كون الشيخين من الإخوان ، قال : نعم قطعاً ، فقلت : ولكن الإخوان يبغضوهم وفرحوا بما أصابهم ، قال : نهم . هم من الإخوان القطبيين لا البنائيين ( وذكر أن الأول تكفيريين والثاني مساكين ) فهؤلاء بينهم عداوة وحرب .
ومما ذكر أن تنظيمهم معروفاً لدينا من مدة طويلة وسكتنا لننا لاجواز السبق بضرر مسلم من الحكومة ، ولكن لما ظهرت فتنتهم وخفنا أن تحرق البلاد بموقفنا هذا ، وأضاف أن بعضهم هم الذين أساءوا ، حيث في مهرجانات القصيم قال أحدهم : سنجعل البلاد مثل الجزائر وخاف علمائنا من هذا الكلام ووقفوا موقفهم المعروف .
13 - سأله طالب عن إستحلال دماء المسلمين وإرهابهم مثل حادثة الضابط الذي اعتدى عليه .
أجاب : أن العلن عند الله فيمن فعلها ولكن المثال أوضح في حادثة الشيخ العبيلان حيث ضرب على رقبته من الخلف وغلب عن وعيه فكرر السؤال طالب منبهاً فقال نعم لا شك أنه لا يجوز غباحة دم مسلم بشبهه ، وهم حاولوا قتله بصب التيزاب علة وجهه وهم يريدون إرهاب الناس ليبتعدوا عن معارضتهم فقد رأيت الكثير من الناس يخافون الكلام عليهم خوف الإعتداء أو القتل وهم يبتكرون ليل نهار إرهاب الحكومات فلو استلموا الحكم فما الفرق بينهم ؟!! .
ومما ذكر مثال شيخ ضرير ذهب القصيم فأوذي .
14 - ختام الأسئلة كان لي ، وهو حول التنظيم فأقره ، وقال : كيف لا يجوز والنصوص جاءت به وأنا ناقشت الحلبي ورددت على كتابه ( العمل الإسلامي بين التجميع الحزبي ) وقلت له : أنت أصدرت مجلتك " الأصالة " وأنت مدير فيها ، وأليس هذا تنظيم ؟ وسألته لم يذكر في نتيجة الجواب ، وقال : أن سبب إنتشار الأحزاب هو التنظيم ، فلماذا لم يكن للسلفيين قدوة في التنظيم والسياسة ، ولماذا ندعها لأهل البدع ؟ .
15 - ذكر في أدلة وجود تنظيم قطبي ن أنهم لما أرادوا دخول الأسكندرية جاءهم واحد من هناك ( سلفي ) وقال لهم : إذا خربتوا علينا في الأسكندرية نخربط عليكم في الرياض ن نحن لا نريدكم فسحبوا مسؤولهم هناك .
16 - وأجاب عن موضوع عدم مناصرة العلماء السلفيين المسجونين فكتفى بذلك وقال : بالعكس لا زالوا يكتبون ويتوسطون لإخراجهم من السجن ومنهم الشيخ ابن باز فلماذا لا يعلم أصحاب فقه الواقع هذه الحقيقة .
17 - ذكر أنه يتحدى إن كان قال كلمة بحق الشيخين ولا حتى ربيع المدخلي وقوله : " قولهم أخطر من اليهود والنصارى " ليس من عنده بل سبقه إليه ابن تيمية وغيره ولم يراد بذلك التكفير أبداً .
18 - عاتب القطبيين بعدم ردهم ولو بورقة لبعض الإتهامات الموجهة ‘إليهم ولجأوا إلى حرب الشائعات والمهاترات .
19 - جاء ذكر أفغانستان عندما سئل إعاقة البعض هلى السلفيين ببعدهم عن الجهاد ، قال : هم أول من فجر الجهاد هناك يقصد جميل الرحمن ، فأنكر عليه هلال وقال له بأدب شديد أنت تضخم الأمور ، قال : لا أعني المعارضة إنما الجهاد وعلى كل إن لم يكونوا أول من فجر الجهاد ، فمن يكون الجهاد .
واتجدى القوضريين بأن يأتونا بأمر فعلوه لم نفعله عدا خراب البلدان الذي يسمونه جهادا

 

====================

 

تعليق الشيخ بن باز و الشيخ الفوزان على عبارات خبيثة لمحمد سرور

 

http://ar.alnahj.net/audio/814

 

 

=======================

 

الرد على محمد سرور والسرورية - محمد امان الجامي

Video thumb

 

 

========================

 

جمع أقوال أهل العلم في محمد سرور والسرورية

 

http://www.anti-ikhwan.com/?p=166

 

 

===================

رد الشيخ صالح الفوزان على محمد سرور رأس السرورية

 

Video thumb

 

 

=============

 

ضلالات محمد بن سرور (الذي تنسب له السرورية)

وقد أخذ عليه العلماء ضلالات متعددة منها:

1- تكفيره للحكومات وخاصة دولة التوحيد السعودية. والعجيب أنه يعتقد ذلك ثم يعيش في بلدان الكافرين وتحت أنظمتهم ويستمع لنواقيسهم بعد أن كان يستمع للأذان في بلدان المسلمين.

 


2-فيه كثير من الجفاف لأنها نصوص وأحكام ولهذا أعرض عنها معظم الشباب ذكر ذلك في كتابه [منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله] (1/8) حيث قال: (( نظرت في كتب العقيدة فرأيت أنها كتبت في غير عصرنا وكانت حلولاً لقضايا ومشكلات العصر الذي كتبت فيه رغم أهميتها ورغم تشابهه المشكلات أحياناً، ولعصرنا مشكلاته التي تحتاج إلى حلول جديدة، ومن ثم فأسلوب كتب العقيدة فيه كثير من الجفاف لأنها نصوص وأحكام، ولهذا أعرض معظم الشباب عنها وزهدوا بها )).


وقد رد عليه الشيخ الفوزان في ذلك فقال كما في [الأجوبة المفيدة] (78-81) فقال سدده الله:
(( هذا القائل من دعاة الضلال؛ نسأل الله العافية فيجب أن نَحْذَر من كتابه هذا، وأن نُحذِّر منه. ))
وأذكر لكم أن الشيخ محمد أمان الجامي – وفقه الله – قد أملى شريطًا كاملاً على هذه الكلمة “أن كتب العقيدة نصوص وأحكام … ” رد عليه ردًا بليغًا فعليكم أن تبحثوا عن الشريط وأن تنشروه بين المسلمين، حتى يحذروا من هذا الخبث، ومن هذا الشر الوافد إلى بلاد المسلمين.
نعم؛ هذا شريط قيم جدًا، جزا الله خيرًا شيخنا الشيخ محمد أمان الجامي، ونصر به الإسلام والمسلمين

لماذا نستورد أفكارنا من الخارج؟.


لماذا نستورد من محمد سرور زين العابدين في لندن – أو غيره – هذه الأفكار؟.


لماذا لا نرجع إلى الكتب التي بين أيدينا، من كتب السلف الصالح، وكتب علماء التوحيد، التي صدرت عن علماء، ولم تصدر عن كاتب أو مثقف لا يُدرى عن مقاصده؟، ولا يُدرى – أيضاً – عن مقدار علمه؟.
الرجل – محمد سرور – بكلامه هذا يضلِّل الشباب، ويصرفهم عن كتب العقيدة الصحيحة، وكتب السلف، ويوجههم إلى الأفكار الجديدة، والكتب الجديدة، التي تحمل افكارًا مشبوهة.
كتب العقيدة آفتها عند محمد سرور أنها نصوص وأحكام، فيها قال الله، وقال رسوله، وهو يريد أفكار فلان وفلان، لا يريد نصوصًا وأحكامًا.
فعليكم أن تحذروا من هذه الدسائس الباطلة، التي يُراد بها صرف شبابنا عن كتب سلفنا الصالح.
الحمد لله نحن أغنياء بما خلَّفه لنا سلفنا الصالح من كتب العقائد، وكتب الدعوة، وليست بأسلوب جاف – كما زعم هذا الكاتب -، بل بأسلوب علمي من كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم -، أمثال : صحيح البخاري، ومسلم، وبقية كتب الحديث، ومن كتاب الله – تعالى -، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ثم كتب السنة، مثل : كتاب “السنة” لابن أبي عاصم، و “الشريعة” للآجري، و “السنة” لعبد الله بن الإمام أحمد، وكتب شيخ الإسلام ابن تيميَّة وتلميذه ابن القيم، وكتب شيخ الإسلام المجدد: محمد بن عبدالوهاب. فعليكم بهذه الكتب والأخذ منها.
فإذا كان القرآن جافًا، والسنة جافة، وكلام أهل العلم المعتبرين فيه جفاف؛ فهذا من عمى البصيرة، وكما قال الشاعر:
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد ** وينكر الفم طعم الماء من سقم
والعقيدة لا تؤخذ إلا من نصوص الكتاب والسنة، لا من فِكر فلان وعلاّن )).
وسئل سماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز في محاضرة بعنوان “آفات اللسان”
بتاريخ :29/12/1413هـ في مدينة الطائف، عن كلام محمد سرور زين العابدين، وموقفه من كتب العقيدة فأجاب سماحته- رحمه الله -: (( هذا غلط عظيم … كتب العقيدة: الصحيح أنها ليست جفاءً، قال الله، قال الرسول. فإذا كان يصف القرآن والسنة بأنها جفاء؛ فهذا رِدَّة عن الإسلام، هذه عبارة سقيمة خبيثة )) .
وسئل عن حكم بيع الكتاب فقال: (( إن كان فيه هذا القول فلا يجوز بيعه، ويجب تمزيقه )) ا هـ.
نقلاً من حاشية كتاب [الأجوبة المفيدة] (85-86).
وقال العلامة محمد بن أمان الجامي رحمه الله كما في [الأجوبة الجامية على الأسئلة السلفية] (84-85):
(( ونحن الآن إذا قرأنا لمحمد سرور وأمثاله، حملات على العقيدة على كتب التوحيد، عندما يقول كتب التوحيد فيها جفاف لأنها نصوص وأحكام لذلك زهِد فيها معظم الشباب هكذا ينفر عن كتب التوحيد وكتب العقيدة التي ندرسها في جامعاتنا وقد انتشرت في العالم الإسلامي بحمد الله تعالى رغم هذا الزعم وأن شباب المسلمين مقبلون كل الإقبال على كتب العقيدة الموجودة في جامعاتنا ومعاهدنا وكلياتنا، بل تأتي وفود لتطلب هذه الكتب فتقررها في بلادهم في أفريقيا وفي آسيا وفي البلاد العربية الأخرى، كتب العقيدة التي وصفها محمد سرور بالجفاف وزعم أن معظم شباب المسلمين أعرضوا عنها على عكس ذلك، منتشرة جدا والشباب مقبلون عليها، ومن أراد ذلك عليه أن يزور الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ليرى مئات أبناء المسلمين من نحو مئة دولة فأكثر يدرسون هذه الكتب فيتضلعون فيرجعون إلى بلادهم فينشرون هذه العقيدة في العالم الإسلامي وغير الإسلامي، فانتشرت هذه العقيدة حتى في أوروبا وأمريكا ودول الشرق، وسرور يحارب هذه العقيدة وهذا التوحيد، السروريون ينتسبون إلى هذا الرجل والرجل حي يرزق يؤلف لذلك ننصح بهذه الصراحة شباب المسلمين أن لا ينخدعوا ببعض كتبه التي تحمل عناوين خداعة كمنهج الأنبياء، كتاب سمه “منهج الأنبياء” فيه هذا الكلام الذي شرحت الآن في الجزء الأول وقد عرض هذا الكتاب أو ذكر لشيخنا الشيخ عبد العزيز ابن باز وأمر بتمزيقه وأفتى بعدم جواز بيعه وأنه كتاب خبيث وقال غيره من العلماء من هيئة كبار العلماء مثل هذا الكلام، هذه هي السرورية وهذا محمد سرور )).
3- طعنه الشديد في هيئة كبار العلماء وعلى رأسهم الشيخ ابن باز رحمه الله وقد طعن فيهم طعناً يشعر منه تكفيره لهم فمن ذلك قوله في [مجلة السنة!!!] العدد (23) ص (29-30): (( وصنف آخر يأخذون ولا يخجلون، ويربطون مواقفهم بمواقف سادتهم … فإذا استعان السادة بالأمريكان، انبرى العبيد إلى حشد الأدلة التي تجيز هذا العمل …، وإذا اختلف السادة مع إيران الرافضة تذكر العبيد خبث الرافضة )).
وقال في العدد (26): (( لقد كان الرق في القديم بسيطاً، لأن للرقيق سيداً مباشراً، أما اليوم فالرق معقد، ولا ينقضي عجبي من الذين يتحدثون عن التوحيد وهم عبيد عبيد عبيد عبيد العبيد وسيدهم الأخير نصراني )).


4- تفريقه لكلمة المسلمين.


5- محاربته للسنة ودفاعه عن البدعة وأهلها.


قلت: وله غير ذلك من الأخطاء ومن أخبر الناس به علامة العقيدة الشيخ محمد بن أمان الجامي رحمه الله وقد قال فيه كما في [الأجوبة الجامية على الأسئلة السلفية] (160-161):
(( أما عقيدته في باب الأسماء والصفات فهو أشعري العقيدة كما أن صاحب “العدالة الاجتماعية” أشعري العقيدة، وأهدافه هدف سياسي لأنه رجل سياسي عاش في بعض المناطق في هذا البلد ثم خرج إلى الكويت ثم لجا إلى بريطانية، كل هذه حركات سياسية إنه سياسي طموح يعشق الكرسي ولما عجز عن الوصول إلى الكرسي الحكم لجأ إلى بريطانيا ليعيش هناك ويبث سمومه من هناك بين شبابنا.
يدعو دعوة تشبه دعوة الخوارج الذين زعموا أن من أصولهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومعنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند الخوارج الخروج على الحكام ومحمد سرور يعلم شبابنا للأسف السب واللعن والبذاءة وإطلاق لفظة الطواغيت على كل حاكم ولو كان يحكم بالإسلام “بالتعميم إن جميع الحكام طواغيت الجميع دون استثناء” هذه دعوته وهذا أسلوبه أسلوب سيء لذلك نخشى على شبابنا أن يتأثروا بهذا الأسلوب ويتعلموا البذاءة، أعيذكم أن تذهبوا هذا المذهب وأن تسلكوا هذا المسلك فهو مسلك غير إسلامي يقول النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام:”ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء” والرجل يعلم الشباب في مجلاته البذاءة وطول اللسان والنيل من الناس وخصوصا الحكام.
أنتم بالنسبة لحكامكم لستم بحاجة لأكرر عليكم، كما أنتم مسلمون ومجتمعكم مجتمع إسلامي وحكامكم مسلمون، لست بحاجة لأكرر هذا الكلام غير مرة وأما بالنسبة للمجتمعات الأخرى موقفكم موقف الدعوة والإصلاح إلى ما انتم عليه إلى عقيدتكم إلى أحكامكم إلى شريعتكم دون سبٍ أو لعن. وليس من الدعوة في شيء أن تطلق لفظة الطواغيت على الحكام ولو حكموا غير شريعة الله تعالى ويصدق عليهم لفظ الطواغيت لكنك؛ في أسلوب وفي مقام الدعوة أنت تدعو ولا تجرح ولا تلعن ولا تنفر، تدعوا بالحكمة، ليس من الحكمة أن تقف هناك بين تلك الشعوب فتطلق عليهم انهه مجتمع جاهلي وأن الحكام طواغيت، هل دعوت أم سببتَ؟؟!! وإذا سببتَ وشتمتَ ثم أخذتَ شنطتك وشردت ماذا استفاد الإسلام والمسلمون من سبك وشتمك؟؟ ماذا استفدت أنت؟؟ ماذا استفاد الشباب؟؟ ماذا استفاد المجتمع؟؟؟ ما هي الفائدة؟؟؟ أسأت إلى نفسك وإلى مجتمعك وإلى شبابك كلك إساءة، هذه ليست دعوة، لا تحسبوا بأن هذه هي الدعوة، ولا تحسبوا بأن هذه هي الشجاعة، هذا تهور، الشجاعة إذا وُضِعَتْ فِي غير موضعها اسمها التَّهَوُّر، وما يقوم به سرور وأمثاله تَهَوُّرٌ وليس بشجاعة.
بعض الشباب يحبون الشجاعة لأنَّ؛ الشجاعة محبوبة الشجاعة والكرم من الأخلاق المحبوبة، يحسبون عندما يطلق هؤلاء هذه الكلمات الناري من على المنابر وفي محاضراتهم وفي مجلاتهم يقولون:”ما شاء الله هؤلاء الشجعان”، لا، هذا تهور وليس بشجاعة لذلك أعيذكم أن تتخلقوا بأخلاق هؤلاء، أخلاقٌ غير إسلامية وصفات بعيدة عن الإسلام )).

من كتاب : (البراهين العديدة في بيان أن خلافنا مع قادة الإخوان المسلمين خلاف في العقيدة)

 

(راشد)

 

 

 

تعليق الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله

و الشيخ صالح الفوزان حفظه الله

 على عبارات خبيثة لمحمد سرور

 

 

للاستماع من هنا

 

وللتحميل من هنا

 

---------------

 


السروريون والقطبيون هم والتكفيريون المفجرون
وجهان لعملة واحدة
بقلم :
الشيخ
أبي عمر أسامة بن عطايا العتيبي
حفظه الله

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:
فقد استغرب كثير من الناس استنكار العمليات التفجيرية والتخريبية من قبل جماعة من رؤوس القطبيين والسروريين .
وقد يُظَنّ أن القطبيين لا يجوزون تلك العمليات مطلقاً، ولا يحبون من قام بها (1) .
والعارف بحال القطبيين ، وخباياهم ومخططاتهم وبروتوكولاتهم لا يغتر بما يقومون به بل هم ظهر ومستند للخوارج .
وأنا أشبههم بجماعة حماس في فلسطين فهم جناحان :
1- جناح عسكري يقوم بالتفجير والعمليات .
2- وجناح سياسي ، يتفاوض ويتداخل مع الدولة ، ويظهر اللين والتسامح ، وهو في الحقيقة ظهر ومستند للجناح العسكري.
ولكن الفرق أن "حماس" عملهم ضد اليهود المحتلين ، وهؤلاء عملهم ضد ولاة أمرهم وإخوانهم من المسلمين.
فهؤلاء القطبيون أشبه بالجناح السياسي ، فمتى واتتهم الفرصة وجهوا الجناح العسكري للتفجير ، وهم يظهرون الإنكار .
وكذلك الإخوان المسلمون كان لهم جناحان: الجناح السياسي البناؤون ، والجناح السري المسلح تنظيم سيد قطب 1965م كما نص عليه علي عشماي في التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين
وفي هذا المقال أبين بعض تلك الخبايا والتي تدل على أن "القطبيين والسروريين" هم و"التكفيريين المفجرين" وجهان لعملة واحدة :
أولاً:
أ- القطبيون والسروريون يعظمون سيد قطب ، ويعتبرونه إمام هدى كما قال ذلك سلمان العودة ، وينصحون بكتبه وخاصة : ظلال القرآن ، ومعالم في الطريق ، ولماذا أعدموني وغيرها. )
وقد قرر سيد قطب العمليات الجهادية في بلاد المسلمين في كتابه معالم في الطريق، ودعا عموم الناس للثورة .
وهذا نفسه دعوة سلمان العودة وسفر وغيرهما ولكن بهدوء وبعمل جاد .
يقول سيد قطب في كتابه معالم في الطريق –وهو دستور القطبيين- (ص/81) : " أن إعلان ربوبية الله وحده للعالمين : معناها الثورة الشاملة على حاكمية البشر في كل صورها وأشكالها ، وأنظمتها وأوضاعها ، والتمرد الكامل على كل وضع في أرجاء الأرض ، الحكم فيها للبشر في صورة من الصور ..الخ "
ويقول (ص/83) : " أن هذا الإعلان العام لتحرير الإنسان في الأرض لم يكن إعلانا نظريا فلسفيا ، إنما كان إعلانا حركيا ، واقعيا إيجابيا .. ثم لم يكن بد من أن يتخذ شكل الحركة إلى جانب شكل البيان.. الخ".
وقد قال الشيخ عبد اللطيف السبكي -رحمَهُ اللهُ- رئيس لجنة الفتوى بالأزهر بعد قراءته لكتاب "معالم في الطريق":
[فقد انتهيت في كتاب " معالم في الطريق " إلى أمور :
1- إن المؤلفَ إنسان مسرف في التشاؤم ، ينظر إلى المجتمع الإسلامي ، بل ينظر إلى الدنيا بمنظار أسود ويصورها للناس كما يراها هو أو أسود مما يراها ، ثم يتخيل بعد ذلك آمالاً ويَسْبح في خيال .
2- إن سيد قطب استباح باسم الدين أن يستفز البسطاء إلى ما يأباه الدين من مطاردة الحكام مهما يكن في ذلك عندي من إراقة دماء والفتك بالأبرياء وتخريب العمران وترويع المجتمع ، وتصدع الأمن ، والهاب الفتن في صور من الإفساد لا يعلم مداها غير الله وذلك هو معــنى الثورة الحركيــة التي رددها كلامه ..].
انظر: مجلة الثقافة الإسلامية العدد الثامن لسنة 23 في شعبان سنة 1385 هـ – 24 نوفمبر سنة 1965 م
ب- السروريون والقطبيون يشتركون مع التكفيريين المفجرين في تعظيم أسامة بن لادن ، وتوليه ، واتخاذه رمزاً من رموز الجهاد .
وقد صرح أسامة بن لادن بتكفير الدولة السعودية -حرسَها اللهُ- ، وكذلك صرح بأن من قام بالعمليات التفجيرية في المملكة العربية السعودية -حرسَها اللهُ- من الشهداء !! مخالفاً بذلك سبيل المؤمنين ، وسالكاً سبيل الخوارج المعتدين
ثانياً: أن منظراً من منظري القطبيين وهو صلاح الصاوي المصري المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية قال في كتابه "الثوابت والمتغيرات" ص/265 : [ ولا يبعد القول بأن مصلحة العمل الإسلامي قد تقتضي أن يقوم فريق من رجاله ببعض هذه الأعمال الجهادية, ويظهر النكير عليها آخرون, ) ولا يبعد تحقيق ذلك عمليا إذا بلغ العمل الإسلامي مرحلة من الرشد, أمكنه معه أن يتفق على الترخص في شئ من ذلك, ترجيحاً لمصلحة استمرار رسالة الإسلاميين في هذه المجالس بغير تشويش ولا إثارة] ونحوه (ص/281، 285) من الكتاب المذكور
ففريق من الإسلاميين يقوم بالتفجير والتخريب ، ويُظهر النكير آخرون من أجل استمرارهم ومصلحتهم وبقاءهم قريبين من الحكومات بسبب إظهارهم الإنكار.
تنبيه : استضافت قناة المجد صلاح الصاوي .
ثالثاً: أن القطبيين والسروريين كانوا يوجهون الشباب أيام أفغانستان إلى معسكرات أسامة بن لادن للتدريب على السلاح وللإعداد لتكوين الدولة الإسلامية –بزعمهم- على أنقاض الدولة السعودية -حَرَسَهَا اللهُ- . )
ولقد كنت واحداً ممن ذهب إلى أفغانستان في شهر ذي القعدة عام 1411هـ ، لمدة شهر ، ثم عدت مرة أخرى في شهر صفر عام 1412هـ لمدة شهر تقريباً.
وكنت أتدرب في معسكر الصديق ثم الفاروق وهما تابعان لأسامة بن لادن ، وكانوا في معسكراتهم يكفرون الدولة السعودية -حَرَسَهَا اللهُ- ، وينشرون كتاب "الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية" للمقدسي ، وكثيراً ما يقولون لنا : لابد من إحياء سنة الاغتيالات ، أي اغتيالات المسؤولين في السعودية ونحوها من بلاد المسلمين.
وكانوا لا يسمونها "المملكة العربية السعودية" بل يمنعون من ذلك ويسمونها بـ"الجزيرة" أو "بلاد الحرمين".
وكانوا يدربوننا على وضع المتفجرات ، وعلى كيفية تهريب الأسلحة من المطارات ونحو ذلك من الأمور الفاسدة .
كل ذلك بمباركة من السروريين والقطبيين بل معظم رواد المعسكرات منهم .
وأذكر أننا كنا في معسكر الفاروق جاءنا شيخ معروف من مشايخ القطبيين ، وكان من مواقفه أن قال لبعض الشباب الجزائريين : لماذا أتيت للجهاد هنا ، اذهب جاهد-أي بالسلاح- في بلدك !!!
وقد صرح واحد من أولئك في مجلة صوت الجهاد المنشورة على الإنترنت بأن أسامة بن لادن ومن كان يؤيده من السروريين كانوا يعدون الشباب للقتال في السعودية -حَرَسَهَا اللهُ-
رابعاً: من الصفات الجامعة بين السروريين والقطبيين وبين التكفيريين المفجرين :
1- تكفير من حكم بغير ما أنزل الله (الحكم بالقوانين الوضعية) ولو من غير استحلال أو استكبار .
فهم مجتمعون على هذا الأمر ولا يذكرون فيه خلافاً .
ومن آخر ذلك ما قاله سفر الحوالي في لقائه مع قناة المجد حيث كفر كفراً أكبر من حكم بالقوانين الوضعية مطلقاً.
وتجد أكثر القطبيين يكفرون أعيان الحكام دون النظر إلى ضوابط التكفير.
وتجد بعض القطبيين يكفرون عساكر الدول التي يحكمون بكفر حاكمها أما التكفيريون المفجرون فيكفرون العساكر وأركان الدولة.
وتجد بعضهم يكفرون الموظفين الذين يعملون في الحكومات التي يكفرونها .
حتى بلغ الغلو من بعض القطبيين –عليه من الله ما يستحق- أن فضل حكومة اليهود الملقبين لدولتهم -زورا وبتهانا- بـ" إسرائيل" على الحكومة السعودية -حَرَسَهَا اللهُ-!!
2- اتهام من لم يكفر من حكم بغير ما أنزل الله (الحكم بالقوانين الوضعية) بأنه مرجئ!.
وقد نص على هذا الدكتور عبد الله القرني في كتابه ضوابط التكفير ، وقرظ كتابه وأثنى عليه : الدكتور سفر الحوالي!!
3- اتهام من يبين للناس عدم كفر حاكم معين أو من يطالبهم بالكف عن تكفير المعين إلا بالحجج النيرة بأنه يناصر الطاغوت وأنه جهمي أو مرجئ!
4- طعنهم في علماء أهل السنة وله صور:
تجد كثيراً منهم يتهمون العلماء بأنهم لم يقوموا بواجبهم وأنهم مقصرون وكاتمون للحق !
وبنحو هذا قال سلمان العودة وناصر العمر وعائض القرني وغيرهم
وتجد كثيرا منهم يتهمون العلماء بأنهم عملاء وأنهم مداهنون وأنهم علماء يعيشون من أجل دراهم الملك أو أنهم علماء سلطان أو علماء سوء !!
وتجد كثيراً منهم يتهمون العلماء بالجهل بالواقع وأنهم مغفلون وأنهم يتلاعب بهم وأنهم تستخرج منهم الفتاوى وأنهم لا يفهمون دسائس عدوهم!!
وتجد بعضهم يقدح في العلماء على حساب المدح في معظمه وصاحبه !
وتجد بعضهم يشتم العلماء ويسبهم ولا يأبه بهم ولا يقيم لهم وزناً.
وتجد بعضهم يكفر العلماء ولعل هذا البعض إذا تورع وصفهم بأنهم مجرمون!!
وهكذا في صور كثيرة للطعن في العلماء والنيل منهم ومحاولة تهميشهم واستبدالهم بالشباب الحماسيين !!
حتى بلغ الحال ببعضهم أن قال لي: إن الشيخ ابن باز ساقط من مدة!! ولولا أن الشيخين سفر وسلمان يحترمانه لأسقطناه!!
فانظر إلى هذا الغلو وهذه النكسة!
5- الافتئات على ولي الأمر المسلم وعدم السمع والطاعة له ، ولا يجيزون البيعة لولاة الأمر، ولا يرون لهم عليهم بيعة ولا سمع ولا طاعة.
ولا أعلم أنه يوجد في كلام سفر أو سلمان أو الطريري أو العمر دعوة للشباب في البلاد السعودية -حرسَها اللهُ- للسمع والطاعة ولزوم بيعة خادم الحرمين الشريفين .
بل من يدعو إلى ذلك يصفونه بأقبح الأوصاف وأبشعها.
6- بذل الدين (المداهنة) من أجل الوصول إلى مصالحهم الدعوية أو (الشخصية)!
فتجد بعضهم بالليل يكفرون الحاكم والأمير ، وبالنهار يجلسون في مجلسه ويسلمون عليه ويؤاكلونه ويباسطونه!!
وتجدهم يمارسون الكذب والتزوير والغش للوصول إلى مآربهم!
ومن أولئك أحد سدنة القطبيين وكبيرهم في المدينة النبوية ، فهو منذ أن عرفته عام 1413هـ ، لَمَّا كان مسؤولاً في بعض المؤسسات التعليمية وهو يقرب الحزبيين ومن على منهجه ، ويقصي الآخرين ، ويذهب إلى التجار ويطلب منهم الأموال للطلاب ثم يشتري بها الطلاب ويكون له قاعدة عريضة بينهم لنشر فكره القطبي التدميري .
وقد كان زكى شخصاً سويدياً تبين أن ذاك السويدي هو المسؤول عن أموال أسامة بن لادن في السويد وسجن ذاك السويدي بسبب ذلك.
وذاك القطبي الكبير يمد جامعة الإيمان التابعة لحزب الإصلاح اليمني سنوياً بمليونين ونصف أو ثلاثة عن طريق شخص يمني معروف!
وذاك القطبي الكبير عنده تحيز كبير جدا وحزبية مقيتة وتفرقة بين الطلاب وصاحب فكر هدام، وهذا يعرفه جميع مشايخنا ممن عرفوه كالشيخ ربيع المدخلي والشيخ محمد بن هادي المدخلي والشيخ صالح السحيمي والشيخ علي ناصر فقيهي ، والشيخ عبيد الجابري ، وغيرهم كثير جداً من المشايخ العارفين بحقيقته ، وبأساليبه في المخادعة والمداهنة .
7- احترام بعض أهل البدع والزيغ مهما ظهر منهم من البدع والانحرافات كسيد قطب ومحمد قطب ومحمد سرور والمودودي وحسن البنا وغيرهم.
8- الاعتداء الجسدي على المخالفين لهم ممن هم على منهج السلف الصالح .
فقد اعتدى القطبيون على الشيخ محمد أمان في بيت من بيوت الله في الرياض
وكذلك اعتدوا على الشيخ صالح السحيمي والشيخ عبد الرزاق العباد في بيت من بيوت الله في بريدة
وكذلك اعتدوا على بعض المشايخ وكادوا أن يقتلوه !
وكذلك هددوا العديد من طلاب العلم السلفيين بالضرب والطرد والإبعاد وأكل الحقوق !
هذه بعض مزايا القطبيين والتي يشتركون فيها مع التكفيريين المفجرين .
خامساً: من بروتوكولات القطبيين الدخول في جميع المجالات في الدولة ، والحصول على أعلى المراكز حتى يحققوا مقالة شيخهم وزعيمهم محمد قطب الذي قال: سنستولي على الكراسي ونترك للحكام العروش!! )
فهم يسعون إلى قلب الحكم ، والثورة على الدولة السعودية -حَرَسَهَا اللهُ- ولكنهم يعملون بتكتم وهدوء وعدم استعجال ، وهذه لعلها النقطة الفارقة بينهم وبين التكفيريين المصرحين .
وليس معنى كونهم يفترقون معهم هنا أنهم لا يؤيدونهم ويشدون من أزرهم .
فهم يحبونهم ويحنون عليهم ، ويناصرونهم بما أمكن ولو بصرف النظر عنهم!!
فتجدهم بدل معالجة السبب الرئيس في التفجير ألا وهو منهج الخوارج المستشري المنتشر بين شريحة كبيرة من الشباب يلقون باللائمة على البطالة! ، وعلى العلماء! ، وعلى أمور أخرى لم يخل منها زمن من الأزمان.
هذه أهم المزايا التي يشترك فيها القطبيون والسروريون مع إخوانهم وأحبابهم من التكفيريين المفجرين .
وفي الختام أدعو إخواني المسلمين في جميع بقاع الأرض للحذر من الأفكار الهدامة ، والمعتقدات الفاسدة التي يروجها القطبيون والسروريون ، والتي هي في الحقيقة تمهيد وتسليك للطريق أمام المكفرين المفجرين .
فلا تغتروا أيها المسلمون بالعبارات المنمقة ، ولا بالأقوال المزخرفة ، ولا بالأحوال المصطنعة التي يتستر بها الإرهابيون من القطبيين وأشباههم .
واحذروا من مصائد الحزبيين ومكائدهم فطرقهم وأساليبهم في نشر باطلهم كثيرة جداً ومتنوعة ، وينطلي حالهم على كثير من الناس .
وقد ذكرت لكم بعض مزاياهم وعلاماتهم لتعرفوهم وتحذروهم والله يقول: {ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم إسرارهم}.
ويقول جلَّ وعلا : {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون}.
أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين ، وأن يرد كيد المفسدين في نحورهم.
وأسأله تعالى أن يحمي البلاد السعودية من كيد الكائدين ، وعبث العابثين.
وأسأله تعالى أن يوفق ولاة أمرنا من العلماء والأمراء لما يحبه الله ويرضاه.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

الحاشية:
(1) وهذا لا يعني أن جميع أفراد القطبيين أو جميع رؤوسهم يؤيدون العمليات التفجيرية في بلاد المسلمين في الباطن ، ولكن هذا هو منهج التيار القطبي ، ومقتضى بروتوكلاتهم ، وقول جماعة من منظريهم والله أعلم بحقيقة ضمائر جميع المتظاهرين بالإنكار