بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
أما بعد
ردا على بعض ما جاء في مقال الكلباني
رابط المقال https://t.co/UsVWUlD3Hk
جزء من المقال يطالب فيه الكلباني الرجال أن لا يسألوا عن بناتهم ونسائهم ( أين ذهبت وماذا فعلت ) !!!!!
قرأت المقال الذي أشار إليه (مطية الليبراليين) عادل الكلباني فوجدته نسج أفكارا من خياله وتحدث عن مجتمع غير مجتمعنا دون أدنى حياء من القارىء , لأن الكلباني يزعم أن مجتمعنا يسجن المرأة في البيت ولا تخرج حتى الممات , الحقيقة أن الكلباني تجاوز الكذب الذي يفعله بعض الماكرين والذي قد يصدقه بعض الناس , تجاوزه إلى الكذب الأحمق الذي لا يصدر إلا عن أحمق , لأنه يتكلم عن المجتمع السعودي حيث مدارس البنات وجامعات البنات وأماكن توظيف النساء ( قطاع عام وخاص ) والأسواق التي غصت بها المدن وأماكن الترفيه والحدائق , كل هذه أكثر روادها النساء , فكيف يزعم هذا المغفل أن مجتمعنا يسجن النساء سجنا مؤبدا
ثم من جهة أخرى
قرار المرأة في بيتها وعدم خروجها إلا لحاجة أو مصلحة هو الأصل في الدين , وزعم الكلباني أن قوله تعالى(وقرن في بيوتكن) خطاب خاص بأمهات المؤمنين صحيح لكن هناك نصوص أخرى تدل على أفضلية بقاء المرأة في بيتها وتدل على أن قوله تعالى ( وقرن في بيوتكن ) وإن كان خطابا موجها لأمهات المؤمنين إلا أنه عام لكل نساء المؤمنين بدلالة أدلة أخرى مثل قوله تعالى في نفس الآية ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) هذا أيضا خطاب موجه لأمهات المؤمنين لكن هناك أدلة أخرى تجعل هذا الخطاب(النهي عن التبرج ) عاما ,
ومن الأدلة على أن الأصل أن تقر المرأة في بيتها ولا تخرج إلا لحاجة أو مصلحة قول النبي ﷺ لأم ورقة الأنصارية ( قري في بيتك ) رواه أبو داود وحسنه الألباني , ومن الأدلة قول النبي ﷺ عن صلاة العيدين ( ليخرج العواتق وذوات الخدور ) رواه الشيخان , فلو كانت المرأة كالرجل في دخولها وخروجها لما لما قال النبي ﷺ شيئا عن إخراج العواتق وذوات الخدور لأنها حينئذ تكون في خروجها ( مثل الرجال ) كما يزعم الكلباني , ثم إن الكلباني لو كان من أهل العلم وعرف ما معنى ( ذوات الخدور ) لما تجرأ على هذا الكلام الجاهل
وكذلك قول النبي ﷺ ( وبيوتهن خير لهن ) فالصلاة في بيتها خير لها من الصلاة في المسجد مع أنه قربة إلى الله
في تفسير قوله تعالى ( فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء ) الآية , روى ابن جرير في تفسيره عن عمر رضي الله عنه ( لم تكن سلفعا من النساء خرَّاجة ولاجَة ) ا.هـ. 19/559
خراجة ولاجة أي كثيرة الخروج من بيتها , مما يدل على أن الأصل هو قرار المرأة في بيتها
ومن جهة أخرى
وصف الكلباني لمجتمعنا بالتزمت غير صحيح من وجهين ,
الوجه الأول : هو ما سبق الرد عليه في بداية المقال ( وهو أن المجتمع لم يحبس المرأة )
الوجه الثاني: أن الكلباني عكس الوصف الصحيح للمجتمع , فمجتمعنا وبرغم أنه لا زال مجتمعا محافظا بفضل الله إلا أننا تساهلنا بخروج النساء قياسا على ما جاء في الشرع وما كان عليه السلف الصالح , وما سار عليه مجتمعنا إلى زمن قريب جدا
يقول الشيخ رشيد رضا وهو يتكلم عن خروج النساء للأسواق و يصف حال النساء في زمنه (والتعرض لنظر أحد الفريقين للآخر إنما يكون في الأسواق ونحوها من المجتمعات العمومية، التي هي للرجال بالأصالة، ولا يغشاها
النساء إلا نادرًا للضرورات ) إلى قوله ( ففي نابلس والقدس وبلاد
أخرى من سوريا وفلسطين لا تكاد ترى امرأة مسلمة في السوق إلا نادرًا ) ا.هـ. مجلة المنار 7/ربيع الأول/1317 هـ
هذا هو حال النساء في المجتمعات المسلمة , القرار في البيت وعدم مزاحمة الرجال ولا الاختلاط بالرجال وما كتبه الكلباني ما هو إلا جهالات لا زمام لها ولا خطام لا من شرع ولا من واقع