JustPaste.it

............الردّ على مَن زعم أنّ التكفير هو أصْل الدين.........


كتَبَ أحَدُ الحثالات مقالا بعنوان..الرد على الزاعِمين بأنّ تكفير أهل الشرك ليس مِن أُصول الدين..وزَعمَ في مقاله أنّ التكفير هو أصل الدين..ولا ندري كيف يَقْرأ ذلك الحمار قولَه تعالى..ما سلَكَكُم في سَقَر ؟ هل يَقْرؤها..لمْ نكُ مِن المُصَلّين..أمْ يَقرؤها..لمْ نكُ مِن المكفِّرين..فإذا كان التكفير هو أصْل الدين ـ كما يَزعم ذلك الساقِط ـ فلماذا قال رسولُ الله..رأسُ الأمر الإسلام..وعموده الصلاة..وذروة سنامه الجهاد..ولمْ يقل..وأصْلُهُ التكفير.. ولماذا قال تعالى.. ووصّيْنا الإنسن بوالديه..ولمْ يقل..وصّينا الإنسان بالتكفير..ولماذا قال..ولقد وصّينا الذين أوتو الكتاب مِن قبْلكم وإيّاكم أن اتقو الله..ولمْ يقل..وصّيناهم وإياكم بالتكفير..ولماذا قال..وسارِعو إلى مغفرة مِن ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أُعِدتْ للمتقين..الذين ينفِقون في السرّاء والضراء..ولمْ يقُل..الذين يكفِّرون في السرّاء والضراء..ولماذا قال..فَخلَفَ مِن بعدهم خلْفٌ أضاعو الصلاة..ولمْ يقل..أضاعو التكفير..ولماذا قال..كُتِبَ عليكم الصيام..وكتب عليم القتال..ولمْ يقل كُتِبَ عليكم التكفير..ولماذا قال تعالى إنّ الله يأمُرُ بالعدل والإحسان..وقال إنّ الله يأمُركم أن تؤدو الأمانات..ولمْ يقل..إنّ الله يأمُركم بالتكفير..ولماذا قال..قل أمَرَربي بالقسط..ولمْ يقل..قل أمَرَ ربي بالتكفير..ولماذا قال..يا أيها الذين آمنو اركعو واسجدو..وقال في الآية التي تليها..وجاهِدو..ولمْ يقل..وكفِّرو..ولماذا قال..التائبون العابدون الحامدون..ولمْ يقل..المكفِّرون..ولماذا قال..إنّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات...إلى قوله والذاكرين الله كثيرا والذاكرات..ولمْ يقل..والمكفِّرين والمكفِّرات...وإذا كان التكفير هو أصل الدين..كما يزعم ذلك السفيه المعتوه.. فلماذا عَلّمَ رسولُ الله أصحابَه الصلاة..وقال..صَلّو كما رأيتموني أُصَلّي..ولمْ يُعَلِّمْهم كيف يكفِّرون..ولمْ يقُل..كفِّرو كما رأيتموني أكفِّر..ولماذا قال إنّ الله قد فَرَض عليكم الحج..فحُجُّو..ولمْ يقل..إنّ الله فرَضَ عليكم التكفير..فكَفِّرو..ولماذا علَّمَهم كيف يحجّون وقال خُذو عني مناسككم..ولمْ يعلِّمْهم كيف يكفِّرون..ولمْ يقل..خذو عني تكفيركم..ولماذا كان الناس يأتون إلى رسول الله فيَسألونه عن أفضل الأعمال..أو يقول أحدُهم دلّني على عمل..أو يقول..أَوْصِني..ولمْ يُؤثَرْ عنه أنّه أوْصَى بالتكفير ولو مرّة واحدة..ولماذا قال..أكثرْتُ عليكم في السواك..ولمْ يَقُلْ أكثرْتُ عليكم في التكفير..ولماذا كان يباِيِع الناس على الصلاة والزكاة والطاعة في المعروف..ولمْ يبايِعْ أحَدا على التكفير..ولماذا أمَرَ وفْدَ عبد القيس بأربع..ونهاهم عن أربع..ولمْ يأمُرْهم بالتكفير..ولماذا لمْ يشترِط التكفير على رجل أو امرأة مِمّن أرادو الدخول في الإسلام..ولماذا سُئل عن الإسلام والإيمان والإحسان..في حديث جبريل..فلمْ يَذكُر التكفير..
صحيح البخاري..يَبدأ بكتاب بدء الوحي..ثم كتاب الإيمان..ثم كتاب العلِم..ثم الوضوء..ثم الغسل..ثم الحيض..ثم التيمّم..ثم الصلاة..ثم الزكاة ثم الحج ثم البيوع..ثم الخصومات والمظالم والشهادات..ثم الشروط والوصايا..ثم الجهاد..ثم كتاب بدءالخلْق..ثم كتاب أحاديث الأنبياء..ثم فضائل الصحابة..ثم المغازي..ثم التفسير..ثم فضائل القرآن..ثم النكاح والطلاق..ثم الأطعمة والأشربة والطب والأدب..وفي آخره شيء عن استتابة المرتدين..وليس في الصحيحين أو في كُتب الحديث باب اسمه التكفير ..وهذه كتب الفقه..تكلَّمَ الفقهاءُ في الأحكام كلها..ولمْ يُغادِرو صغيرة ولا كبيرة إلّا وتكلَّمو في حُكْمها..حتى الفسوة والفسية..فكيف نسُو كلُّهم أنْ يقولو إنّ التكفير فريضة أو أنّه أصْلُ الدين..ستَجِد التكفير عند أهل البدَع والأهواء والضلالات والنجاسات..يبْتَدِعون أصولا ثمّ يكفِّرون بها المخالِف..وسَتَجِد أنّ كلّ هذه الأصول التي هي أشْبَهُ بأصول أذناب الإبل وليست مِن أصول الدين..كلها قد خرجتْ مِن أرض الفتنة..ومِن حيث يَطْلُعُ قرْنُ الشيطان..مِن الشريط الذي يمتد مِن ساحل عُمان جنوبا..وحتى النجَس الأنْجَس في الكوفة شمالا..ففيها ارتد الناس في خلافة أبي بكر..ومِنها خرجَ الدجالون والمتنَبِّئون..وفيها ومنها خرجَ الرافضة والقرامطة والمعتزلة والخوارج المارقون..وفيها الحفاة العراة رعاء الشاء الذين يتطاولون..وفيها كهنة الكنيسة النجديّة..وفيها بهائم البدعة الحازميّة..الذين يقولون إنّ التكفير أصْلٌ مِن أُصول الدين..قَطَعَ اللهُ أُصولَهم..وقَطَعَ اللهُ رؤوسَهم بأنهم قومٌ لا يَفقَهون..

وذلك السافِل الذي كَتَبَ المَقال..قد كَتبَه باسم أبي مَيسرة الشامي..وليس هو أبو ميسرة الذي نَعْرِف مقالاته عن يهود الجهاد..ونعرف ردودَه على المقدسي وعلى الحازميّة السفهاء..فالكاتب مِن الغُلاة الضفادِع..الذين يَقْفِزون مِن مُعَرِّف إلى مُعَرِّف..ومِن حساب إلى حساب..تابعْتُ بعضَها على تويتر سابقا...وإذا تبيَّن أنني مخطِئ..وأنّ الكاتِب هو أبو ميسرة الذي نعرف مقالاتِه..فلن أتراجع عن كلمة واحدة كتبْتُها هنا حتى يتراجع هو عن أصْلِهِ الفاسد الذي زَعمَ أنه أصْلُ الدين..فنحن لا نناصِر الدولة لِأشخاص فيها..وإنما نناصرها لِجهادها ولِمنهجها وعقيدتها..ولِما مَعها مِن الحق..وهذه االدولة هي دولة كلّ المسلمين..لا يَمْلِكُها أبو ميسرة..ولا يَملكها أبو مَهزَلَة..ولا يَمْلكها أبو مَضْرَطَة..وقد خاطبَ أميرُ المؤمنين أبو بكر البغدادي كل المسلمين..وقال..هذه دولتكم .. فهلُمّو إليها..وكلّنا يَعْلَمُ عِلْمَ اليقين أّنّ مئات الملايين الذين خاطبهم مِن العرب والعجم..لمْ يَسْمَعو يوما بالكفْر بالطاغوت..ولا يُؤمِن أحَدٌ منهم بأصْل التكفير الذي يُؤمِنُ أبو مَضْرَطَة....وهذه كلمات أمير المؤمنين وكلمات العدناني كلها..ليس فيها شيء مِن ضلالات ذلك المخنَّث المأبون الذي ستقرأ مقاله بعد قليل..فتَدَبَّرْ معي..عزيزي القارئ..قولَ هذا الخنزير الضالّ..إنّه يَزعم أنّ إسلامك لمْ يصحّ ولن يصحّ حتى تؤمِنَ بأصل بدعته ونجاسته..فإذا آمنتَ بأصْلِ ضلالَته فعليك بإعادة حجّك أو صلواتك لأنك لمْ تكن على دين صحيح..وعليك بعقد نكاح جديد لإنك قبْل هذا كنتَ مُقيما مع زوجتك على الزنا والفجور..وإذا آمَنَتْ زوجتُك بضلالته ولمْ تؤمِنْ بها أنت فسترجِعُ يوما ولن تجدها في بيتك..لأنّها كفَّرَتْكَ بغيرناقِض..وكَفَرتْ بزواجها منك..ولأنها تعلّمتْ من أبي مَضرَطة أنّك لمْ تُحقِّق الكفْر بالطاغوت..وإنْ لمْ تكن مِن جند الطواغيت..وإنْ لمْ تناصِرْهم في حياتك كلها..

ودولتنا التي هي دولة كلّ المسلمين..قد أعدمَتْ عددا مِن هؤلاء الغُلاة الأنجاس الضالّين..وبإذْنِ الله لن تُبقيَ منهم ولن تَذَر..ونحن نتقرّب إلى الله بِعَدَاوَتِنا لهؤلاء الغُلاة وباحتِقارهم..ونبصُقُ على لِحاهُم في مَحْياهُم..ونبصُقُ على قُبورهم في مَماتهم..ونبْصُقُ على أصْلِهم وعلى أُصولهم..ونَنْقش ونرقم ونَكتُبُ أُصولَهم على أحجارِ استنجائنا..ونمسَحُ بها مؤخَّراتِنا..فأُصولُهم ليستْ مِن الدين..وإنّما أُصولُهم رِجْسٌ ونجَس وضَلالٌ مُبين...ونحن هنا لا ندْعُو إلى ترْك التكفير..بل نحن أوَّل مَن يَدْعو إليه..ونحن أوَّل مَن يُحذّر الناس مِن تقليدِ دينهم لعُملاء استخباراتيين..أو لِسَلاوِلَةٍ مُنحطين..أو لِإخوَنجِيّةٍ وسُرُورِيَّةٍ مُختَرِقين..اخترَقُو الصحوات..واختَرَقُو جبهة الردّةِ والخيانة..مِن أمْثال رسولِ الطاغوت وعَبْدِ آلِ سلول المحيسني..ومِن أمثال الكويتي العرجاني الضرطاني..ومِن أمثال أُسّ الضراط في الشام..فإنك إن أخَذْتَ بتنظير هذه الحشرات الضارّة في مسائل التكفير.. فسينتهي بك الأمْر إلى القتال تحت راية طاغوتية صليبية أو حتى نصيرية..أقول..كَفِّرِ الصحوات..لا أمنعك مِن ذلك..وقاتِلْ واقْتُلْ مَن قاتَلَ تحت رايتهم العمية الكفريّة..إفْعَلْ ذلك كله..ولكنْ لا تَكْذِبْ على الله..ولا تقُلْ إنّ التكفير هو أصل الدين..
وإليك المقال..الذي كتَبَه الخنزير الضالّ..وأحذِّرُك..قد يُصيبُك الغثيان وأنت تقرأ..

فقد خرج علينا بعض الملبسين المضلين ممن يتزينون بزي العلم والدين فميعوا أصل الدين وارادوا عنه ابعاد تكفير المشركين ، فزعموا أنه لا يضر أصل الإيمان ولم يفرضه الواحد الديان ، و حصر ( الكفر بالطاغوت ) في اجتناب عبادة الند المعبود ، فزل و ضل وللفساد أصل وحرف شرعة الله التي أنزل ، فبالله أستعين و اقول القول المبين ، واسال الله ان يسددني وهو ولي المؤمنين.. 

قال الله تعالى

قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ

 

فهذه الآية صريحة الدلالة على وجوب تكفير المشركين وانه من اصل الدين اذ هو من ملة إبراهيم عليه السلام

ولكن هناك بعض الملبسين حاول صرف هذه الآية عن دلالاتها الصريحة على تكفير المشركين فقالوا ان (كفرنا بكم لا يعني كفرناكم)

فنقول لهم هل العداوة والبغضاء تأتي بدون التكفير؟

فإن قالوا ( لا ) فلقد ظهر فساد قولهم وان قالوا ( نعم )

نقول لهم : وهل تصح البراءة من المسلم والبغضاء له مطلقا ؟؟ فهنا مهما كان ردهم سينقضون عقيدة الولاء والبراء التي بينها الله تعالى في كتابه

قال إبن القيم رحمه الله:

لما نهى الله تعالى المؤمنين عن موالاة الكفار اقتضى ذلك معاداتهم والبراءة منهم ومجاهرتهم بالعدوان في كل حال

بدائع الفوائد 69/3

ويقول الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله على هذه الآية: (وهنا نكتة بديعة في قوله: {إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله}، وهي: أن الله تعالى قدم البراءة من المشركين العابدين غير الله، على البراءة من الأوثان المعبودة من دون الله؛لأن الأول أهم من الثاني، فإنه قد يتبرأ من الأوثان ولا يتبرأ ممن عبدها، فلا يكون آتيا بالواجب عليه، وأما إذا تبرأ من المشركين، فإن هذا يستلزم البراءة من معبوداتهم، وهذا كقوله تعالى: {وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقياً}، فقدم اعتزالهم على اعتزال معبوداتهم، وكذا قوله: {فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله}، وقوله: {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله}، فعليك بهذه النكتة فإنها تفتح لك باباً إلى عداوة أعداء الله، فكم من إنسان لا يقع منه الشرك، ولكنه لا يعادي أهله فلا يكون مسلماً بذلك إذا ترك دين جميع المرسلين، ثم قال: {كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً} فقوله: {وبدا}؛ أي: ظهر وبان، وتأمل تقديم العداوة على البغضاء لأن الأولى أهم من الثانية، فإن الإنسان قد يبغض المشركين ولا يعاديهم، فلا يكون آتياً بالواجب عليه حتى تحصل منه العداوة والبغضاء، ولا بد أيضاً؛ من أن تكون العداوة والبغضاء باديتين، أي ظاهرتين بينتين) [15] أهـ

والبعض يقول ان هذه الآية نزلت في المدينة اي انها نزلت بعد اكثر من 13 سنة من البعثة

فيتسائل كيف تستدلون بها على ان تكفير المشركين من أصل الدين!!

نقول لا يعني إذا تأخر نزول آية تبين لنا أصل الدين انها ليست من أصل الدين فالقرآن يأتي يبين المسألة وليقيم الحجة على من ضل والا لزمكم طرد هذا الأصل في جميع المسائل كاجتناب الشرك واخلاص العبادة لله تعالى فآيات اجتناب الشرك لم تنزل فورا بعد البعثة فهل تقولون انه ليس من أصل الدين !!

ثم قول الله تعالى: قل يا أيها الكافرون 

هذه الآية تدل على أن تكفير المشركين أصلا من أصول الدين وهي نزلت في مكة ..

قال ابن تيمية رحمه الله

قال تعالى(قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتهم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين) فهو أمر بالقول لجميع الكافرين من المشركين وأهل الكتاب. فإن أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا بما أنزل إليه من ربه. كافرون قد شهد عليهم بالكفر وأمر بجهادهم وكفر من لم يجعلهم كافرين ويوجب جهادهم قال تعالى: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة [البينة] وقال تعالى: لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح إبن مريم [المائدة 17]

الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ج3 ص63

 

وهنا في بداية كلامه أيضا لم يفرق بين اهل الكتاب وغيرهم من المشركين انما ذكر مثال عن اهل الكتاب ..

و يقول الإمام برهان الدين البقاعي رحمه الله :

" فإنه لم يأت نبي إلا بتكفير المشركين - كما أشار إلى ذلك صلى الله عليه وسلم بقوله « الأنبياء أولاد علات ، أمهاتهم شتى ودينهم واحد » ".اهـ تفسير نظم الدرر (ج2،ص446)

ومن الأدلة على أن تكفير المشركين أصل من أصول الدين قوله تعالى: فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ

فهنا لما أرادوا التوبة بعد فوات الأوان شهدوا على أنفسهم أنهم كانوا مشركين

قال ابن كثير في تفسير هذه الآية:

( فلما رأوا بأسنا ) أي : عاينوا وقوع العذاب بهم ، ( قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين ) أي : وحدوا الله وكفروا بالطاغوت ، ولكن حيث لا تقال العثرات ، ولا تنفع المعذرة . وهذا كما قال فرعون حين أدركه الغرق : ( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ) [ يونس : 90 ] ، قال

الله [ تبارك وتعالى : ( آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ) [ يونس : 91 ] أي : فلم يقبل الله منه ; لأنه قد استجاب لنبيه موسى دعاءه عليه حين قال : ( واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ) [ يونس : 88]

 

ومن المعلوم أيضا أن تكفير المشركين من الكفر بالطاغوت وهؤلاء المشركين هم عبدة الطاغوت (ونحن هنا لا نتحدث عمن يقع في ناقض معين انما حصرا عن المشركين الذي يعبدون هذا الطاغوت الذي يجب الكفر به) فلا يصح إيمان الشخص الا بالكفر بالطاغوت

قال الله تعالى:

(فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم)

قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

(فأما صفة الكفر بالطاغوت أن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها وتبغضها وتكفر أهلها وتعاديهم)

مجموعة التوحيد _ رسالة الكفر بالطاغوت ص9

وأما من يريد اخراج تكفير المشركين من اصل الدين بحجة ان هذا الحكم يعرف بالنص لا بالفطرة

نقول أيضا انه يلزمه طرد اصله في أي مسألة من أصل الدين كمسألة اجتناب الشرك فإن التزم نقول له قد خالفة صريح القرآن

قال الله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُون

ثم من قال أن تكفير المشركين لا يعرف بالفطرة

فكيف عرف ذلك زيد بن عمرو بن نفيل حينما كان يخاطب قريش قبل البعثة

(يا معشر قريش ، والله ما منكم على دين إبراهيم غيري)

اما قول بعضهم يلزمكم ان تكفروا كل من توقف في كفر فلان من المشركين دون ازالة الشبهة والتسلسل في التكفير

فنقول لا لايلزم هذا فنحن نتحدث عمن انتفى عنده أصل التكفير لمن عرف عنه انه اشرك بالله

وانت وقعت بما وقع به الغلاة وهذا أسلوبهم دائما فلم تفرق بين من كان اصله عدم التكفير بحجة ان هذا ينتسب للاسلام او انه ينطق بالشهادتين او أنه لا يلزمه تكفيره وان الله لن يسأله عنه وبين من كان عنده هذا الأصل ولكن وقع عنده شبهة ببعض المشركين فلم ينزل عليهم الحكم بحجة وجود مانع فيهم او ان فعله لم يتحقق فيه المناط فهذا فيه تفصيل في حكمه قد يكفر وقد لا يكفر والمسألة تحتاج الى تظر وهي داخلة ضمن قاعدة من لم يكفر المشركين او شك في كفرهم على تفصيلها عند العلماء

فالأول لم يحقق الكفر بالطاغوت بلا خلاف في هذا اما الثاني فيه خلاف

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : ( وأنت يا من منَّ الله عليه بالإسلام ، وعرف أن ما من إله إلاَّ الله ؛ لا تظن أنك إذا قلت هذا هو الحق ، وأنا تارك ما سِواه ، لكن لا أتعرض للمشركين ، ولا أقول فيهم شيئاً ، لا تظن : أن ذلك يحصل لك به الدخول في الإسلام ، بل : لا بُدَّ من بُغضِهم ، وبغض من يحبهم ، ومسبتهم ، ومعاداتهم ، كما قال أبوك إبراهيم ، والذين معه : إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ سورة الممتحنة: (4) وقال تعالى : فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا سورة البقرة : (256)وقال تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ سورة النحل : (36). 

ولو يقول رجل : أنا أتبع النبي وهو على الحق ، لكن : لا أتعرض اللاَّت ، والعُزى ، ولا أتعرض أبا جهل ، وأمثاله ، ما عليَّ منهم ؛ لم يصح إسلامه

وقد سُئِلَ الشيخ حسين والشيخ عبدالله إبنا الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله :" ما قولكم في رجل دخل هذا الدين وأحبه لكن لا يعادي المشركين أو عاداهم ولم يكفرهم أو قال : أنا مسلم ولكن [ لا أستطيع أن ]أكفر أهل لا إله إلا الله ولو لم يعرفوا معناها ؟ ورجل دخل هذا الدين وأحبه ولكن يقول : لا أتعرض للقباب وأعلم أنها لا تنفع ولا تضر ولكن لا أتعرضها ".   فالجواب :" أن الرجل لا يكون مسلماً إلا إذا عرف التوحيد ودان به وعمل بموجبه وصدق الرسول فيما أخبر به وأطاعه فيما نهى عنه وأمن به وبما جاء به فمن قال لا أعادي المشركين أوعاداهم ولم يكفرهم أو قال لا أتعرض أهل لا إله إلا الله ولو فعلو ا الكفر والشرك وعادوا دين الله أو قال لا أتعرض القباب فهذا لا يكون مسلما ً بل هو ممن قال الله : ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً * أولئك هم الكافرون حقاً واعتدنا للكافرين عذاباً أليماً والله سبحانه وتعالى أوجب معاداة المشركين ومنابذتهم وتكفيرهم ... الخ ". [ مجموعة التوحيد : 1 / 353 ــ والدرر السنية : 10 / 139 ]

ويقول الشيخ أبو بط

ين رحمه الله تعالى

فمن قال: إن التلفظ بالشهادتين لا يضر معهما شيء، أو قال: من أتى بالشهادتين وصلى وصام لا يجوز تكفيره، وإن عبد غير الله فهو كافر، ومن شك في كفره فهو كافر، لأن قائل هذا القول مكذب لله ورسوله، وإجماع المسلمين كما قدمنا، ونصوص الكتاب والسنة في ذلك كثيرة، مع الإجماع القطعي، الذي لا يستريب فيه من له أدنى نظر في كلام العلماء، لكن التقليد والهوى يعمي ويصم {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} 

مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (الجزء الأول: ص: 660

فتأمل أقوال هؤلاء الأئمة وحكمهم على من إمتنع عن التكفير وأنه ليس له حظ من الإسلام

وهذا والله تعالى أعلم والحمد لله رب العالمين 

مع تحيات أخوكم / أبو ميسرة الشامي … 

أقول..هذه الضلالات والنجاسات..كلّها حازميّات..نعْرفها جيدا..ولمْ يَأْتِ ذلك المُخَنَّث الصعلوك بشيء جديد مِن كيسه..وستَرى الآنّ أنّ هؤلاء الكلاب لا يَتّبِعون ما تشابَهَ مِن القرآن ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله..بل يَبتَدِعُون تفسيرا لِمُحْكَمِ القرآن ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويلِه..وأنّ تأويلاتهم تتراوح بين الكذِب..والسفاهة..والتفاهة..والنجاسَة..والغباء..والاستدلال العقيم..والفهم السقيم..


تفسير قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ..
تفسير الطبري..
[ ص: 317 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ( 4 ) )
يقول تعالى ذكره للمؤمنين به من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد كان لكم أيها المؤمنون أسوة حسنة . يقول : قدوة حسنة في إبراهيم خليل الرحمن ، تقتدون به ، والذين معه من أنبياء الله .
كما حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قول الله عز وجل : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه ) قال : الذين معه الأنبياء .
وقوله : ( إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله ) يقول : حين قالوا لقومهم الذين كفروا بالله ، وعبدوا الطاغوت : أيها القوم إنا برآء منكم ، ومن الذين تعبدون من دون الله من الآلهة والأنداد .
وقوله : ( كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ) يقول جل ثناؤه مخبرا عن قيل أنبيائه لقومهم الكفرة : كفرنا بكم ، أنكرنا ما كنتم عليه من الكفر بالله وجحدنا عبادتكم ما تعبدون من دون الله أن تكون حقا ، وظهر بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا على كفركم بالله ، وعبادتكم ما سواه ، ولا صلح بيننا ولا هوادة ، حتى تؤمنوا بالله وحده ، يقول : حتى تصدقوا بالله وحده ، فتوحدوه ، وتفردوه بالعبادة .
تفسير القرطبي..
قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم لما نهى عز وجل عن موالاة الكفار ذكر قصة إبراهيم عليه السلام ، وأن من سيرته التبرؤ من الكفار ; أي فاقتدوا به وأتموا ; إلا في استغفاره لأبيه . والإسوة والأسوة ما يتأسى به ، مثل القدوة والقدوة . ويقال : هو إسوتك ; أي مثلك وأنت مثله . وقرأ عاصم أسوة بضم الهمزة لغتان .
والذين معه يعني أصحاب إبراهيم من المؤمنين . وقال ابن زيد : هم الأنبياء
إذ قالوا لقومهم الكفار .
إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله أي الأصنام . وبرآء جمع بريء ; مثل شريك وشركاء ، وظريف وظرفاء . وقراءة العامة على وزن فعلاء..
" كفرنا بكم " أي بما آمنتم به من الأوثان . وقيل : أي بأفعالكم وكذبناها وأنكرنا أن تكونوا على حق .
وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا أي هذا دأبنا معكم ما دمتم على كفركم .
حتى تؤمنوا بالله وحده فحينئذ تنقلب المعاداة موالاة..
تفسير الماوردي..
قد كانت لكم أسوة حسنة ذكر الكلبي والفراء أنه أراد حاطب بن أبي بلتعة، وفيها وجهان: [ ص: 518 ] أحدهما: سنة حسنة، قاله الكلبي .
الثاني: عبرة حسنة، قاله ابن قتيبة. في إبراهيم والذين معه من المؤمنين. إذ قالوا لقومهم يعني من الكفار. إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله فتبرؤوا منهم فهلا تبرأت أنت يا حاطب من كفار أهل مكة ولم تفعل ما فعلته من مكاتبتهم وإعلامهم.
ثم قال كفرنا بكم يحتمل وجهين:
أحدهما: كفرنا بما آمنتم به من الأوثان.
الثاني: بأفعالكم وكذبنا بها..
أقول..وليس في كتب التفسير كلها أنّ.. كفَرْنا بكم..معناها كفَّرْناكم..هذا لمْ يقله أحد إلّا الحازمي وحثالاتُه 
تفسير فتح القدير..
قال الفراء : يقول أفلا تأسيت يا حاطب بإبراهيم فتتبرأ من أهلك كما تبرأ إبراهيم من أبيه وقومه ، والظرف في قوله : إذ قالوا لقومهم هو خبر " كان " ، أو متعلق به ، أي : وقت قولهم لقومهم الكفار إنا برآء منكم جمع بريء ، مثل شركاء وشريك ، وظرفاء وظريف .
قرأ الجمهور برآء بضم الباء وفتح الراء وألف بين [ ص: 1483 ] همزتين ، ككرماء في كريم .
وقرأ عيسى بن عمر ، وابن أبي إسحاق بكسر الباء وهمزة واحدة بعد ألف ، ككرام في جمع كريم .
وقرأ أبو جعفر بضم الباء وهمزة بعد ألف
ومما تعبدون من دون الله وهي الأصنام كفرنا بكم أي : بما آمنتم به من الأوثان أو بدينكم أو بأفعالكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا أي : هذا دأبنا معكم ما دمتم على كفركم حتى تؤمنوا بالله وحده وتتركوا ما أنتم عليه من الشرك ، فإذا فعلتم ذلك صارت تلك العداوة موالاة والبغضاء محبة..
ثم لما ذكر سبحانه ما ينبغي للمؤمنين من معاداة الكفار وترك موادتهم فصل القول فيمن يجوز بره منهم ومن لا يجوز فقال : لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أي : لا ينهاكم عن هؤلاء أن تبروهم ، هذا بدل من الموصول ، بدل اشتمال ..
وكذا قوله : وتقسطوا إليهم يقال : أقسطت إلى الرجل ، إذا عاملته بالعدل .
قال الزجاج : المعنى وتعدلوا فيما بينكم وبينهم من الوفاء بالعهد إن الله يحب المقسطين أي العادلين ، ومعنى الآية : أن الله سبحانه لا ينهى عن بر أهل العهد من الكفار الذين عاهدوا المؤمنين على ترك القتال ، وعلى أن لا يظاهروا الكفار عليهم . ولا ينهى عن معاملتهم بالعدل .
قال ابن زيد : كان هذا في أول الإسلام عند الموادعة وترك الأمر بالقتال ثم نسخ .
قال قتادة : نسختها فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وقيل : هذا الحكم كان ثابتا في الصلح بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش ، فلما زال الصلح بفتح مكة نسخ الحكم .
وقيل : هي خاصة في حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم ومن بينه وبينه عهد . قاله الحسن .
وقال الكلبي : هم خزاعة وبنو الحارث بن عبد مناف .
وقال مجاهد : هي خاصة في الذين آمنوا ولم يهاجروا ، وقيل : هي خاصة بالنساء والصبيان .
وحكى القرطبي عن أكثر أهل التأويل أنها محكمة ..
وأخرج الطيالسي ، وأحمد ، والبزار ، وأبو يعلى ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والنحاس في ناسخه والحاكم وصححه وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال : قدمت قتيلة بنت عبد العزى على ابنتها أسماء بنت أبي بكر بهدايا : ضباب وأقط وسمن ، وهي مشركة ، فأبت أسماء أن تقبل هديتها أو تدخلها بيتها حتى أرسلت إلى عائشة أن سلي عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته ..
فأنزل الله : لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين الآية ، فأمرها أن تقبل هديتها وتدخلها بيتها ، وزاد ابن أبي حاتم في المدة التي كانت بين قريش ورسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي البخاري وغيره عن أسماء بنت أبي بكر قالت : أتتني أمي راغبة وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم أأصلها ؟ فأنزل الله : لا ينهاكم الله الآية ، فقال : نعم صِلِي أمَّكِ..
تفسير قوله تعالى.. قل يا أيها الكافرون..
تفسير الطبري
القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه : ( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين ) .
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وكا.ن المشركون من قومه فيما ذكر عرضوا عليه أن يعبدوا الله سنة ، على أن يعبد نبي الله صلى الله عليه وسلم آلهتهم سنة ، فأنزل الله معرفه جوابهم في ذلك : ( قل ) يا محمد لهؤلاء المشركين الذين سألوك عبادة آلهتهم سنة ، على أن يعبدوا إلهك سنة ( يا أيها الكافرون ) بالله ( لا أعبد ما تعبدون ) من الآلهة والأوثان الآن ( ولا أنتم عابدون ما أعبد ) الآن
( ولا أنا عابد ) فيما أستقبل
( ما عبدتم ) فيما مضى ( ولا أنتم عابدون ) فيما تستقبلون أبدا ( ما أعبد ) أنا الآن ، وفيما أستقبل . وإنما قيل ذلك كذلك ؛ لأن الخطاب من الله كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أشخاص بأعيانهم من المشركين ، قد علم أنهم لا يؤمنون أبدا ، وسبق لهم ذلك في السابق من علمه ، فأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يؤيسهم من الذي طمعوا فيه ، وحدثوا به أنفسهم ، وأن ذلك غير كائن منه ولا منهم ، في وقت من الأوقات ، وآيس نبي الله صلى الله عليه وسلم من الطمع في إيمانهم ، ومن أن يفلحوا أبدا ، فكانوا كذلك لم يفلحوا ولم ينجحوا ، إلى أن قتل بعضهم يوم بدر بالسيف ، وهلك بعض قبل ذلك كافرا .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ، وجاءت به الآثار ..
تفسير الماوردي..
قل يا أيها الكافرون الآيات ، ذكر محمد بن إسحاق أن سبب نزولها أن الوليد بن المغيرة ، والعاص بن وائل والأسود بن عبد المطلب وأمية بن خلف لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا محمد هلم فلتعبد ما نعبد . ونعبد ما تعبد ، ونشترك نحن وأنت في أمرنا كله ، فإن كان الذي جئت به خيرا مما بأيدينا كنا قد كنا قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه ، وإن كان الذي بأيدينا خيرا مما بيديك كنت قد شركتنا في أمرنا وأخذت بحظك منه ، فأنزل الله تعالى قل يا أيها الكافرون فصار حرف الأمر في هذه السورة وسورة الإخلاص والمعوذتين متلوا ، لأنها نزلت جوابا ، عنى بالكافرين قوما معينين ، لا جميع الكافرين ، لأن منهم من آمن ، فعبد الله ، ومنهم من مات أو قتل على كفره ، وهم المخاطبون بهذا القول فمنهم المذكورون . لا أعبد ما تعبدون يعني من الأوثان ..
تفسير الألوسي..
بسم الله الرحمن الرحيم.. قل يا أيها الكافرون.. قال أجلة المفسرين: المراد بهم كفرة من قريش مخصوصون..قد علم الله تعالى أنهم لا يتأتى منهم الإيمان أبدا..
أقول..إذا قرأْتَ قول الألوسي وما قبْله..علِمْتَ أنّ أبا مَهْزَلة الشامي..ما هو إلّا معتوه..ومأبونٌ في عقله..ولا يدري ما يَخرُجُ مِن رأسِه..
تفسير قوله تعالى.فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ..
تفسير الطبري
يقول - تعالى ذكره - : فلما رأت هذه الأمم المكذبة رسلها بأسنا ، يعني عقاب الله الذي وعدتهم به رسلهم قد حل بهم .
كما حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي ( فلما رأوا بأسنا ) قال : النقمات التي نزلت بهم .
وقوله ( قالوا آمنا بالله وحده ) يقول : قالوا : أقررنا بتوحيد الله ، وصدقنا أنه لا إله غيره ( وكفرنا بما كنا به مشركين ) يقول : وجحدنا الآلهة التي كنا قبل وقتنا هذا نشركها في عبادتنا الله ونعبدها معه ، ونتخذها آلهة ، فبرئنا منها..
أقول..وتفسير ابن كثير لِلآية..قد نَقَلَهُ الحمار الشامي..ولا أدري أين قال ابنُ كثير في تفسير هذه الآية أو غيرها أنّ التكفير هو أصل الدين..
تفسير قوله تعالى..فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ..
تفسير ابن كثير
وقوله : ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ) أي : من خلع الأنداد والأوثان وما يدعو إليه الشيطان من عبادة كل ما يعبد من دون الله ، ووحد الله فعبده وحده وشهد أن لا إله إلا هو ( فقد استمسك بالعروة الوثقى ) أي : فقد ثبت في أمره واستقام على الطريقة المثلى والصراط المستقيم..
قال أبو القاسم البغوي : حدثنا أبو روح البلدي حدثنا أبو الأحوص سلام بن سليم ، عن أبي إسحاق عن حسان هو ابن فائد العبسي قال : قال عمر رضي الله عنه : إن الجبت : السحر ، والطاغوت : الشيطان ، وإن الشجاعة والجبن غرائز تكون في الرجال ، يقاتل الشجاع عمن لا يعرف ويفر الجبان من أمه ، وإن كرم الرجل دينه ، وحسبه خلقه ، وإن كان فارسيا أو نبطيا . وهكذا رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من حديث الثوري عن أبي إسحاق عن حسان بن فائد العبسي عن عمر فذكره..
ومعنى قوله في الطاغوت : إنه الشيطان قوي جدا فإنه يشمل كل شر كان عليه أهل الجاهلية ، من عبادة الأوثان والتحاكم إليها والاستنصار بها..
أقول..وهذا قول أكثر السلف في معنى الطاغوت..وقد اختَلَفَ أهل التأويل في معنى هذه الكلمة كما قال ابن جرير..فكيف يختلفون في الأصل الذي يزعمُ الحمار الشامي أنّه أصل الدين..
تفسير ..فتح القدير
فمن يكفر بالشيطان أو الأصنام أو أهل الكهانة ورءوس الضلالة أو بالجميع ويؤمن بالله عز وجل بعد ما تميز له الرشد من الغي فقد فاز وتمسك بالحبل الوثيق ، أي المحكم..
تفسير الماوردي..
فمن يكفر بالطاغوت فيه سبعة أقوال: أحدها: أنه الشيطان وهو قول عمر بن الخطاب. والثاني: أنه الساحر ، وهو قول أبي العالية. والثالث: الكاهن ، وهو قول سعيد بن جبير. والرابع: الأصنام. والخامس: مردة الإنس والجن. والسادس: أنه كل ذي طغيان طغى على الله ، فيعبد من دونه ، إما بقهر منه لمن عبده ، أو بطاعة له ، سواء كان المعبود إنسانا أو صنما ، وهذا قول أبي جعفر الطبري. والسابع: أنها النفس لطغيانها فيما تأمر به من السوء..
تفسير قوله تعالى.. وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُم..
تفسير فتح القدير..
وقد ذهب إلى هذا جماعة من المفسرين ، قالوا : ومعنى أشهدهم على أنفسهم دلهم بخلقه على أنه خالقهم فقامت هذه الدلالة مقام الإشهاد ، فتكون هذه الآية من باب التمثيل كما في قوله تعالى : فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ( فصلت : 11 ) .
وقيل : المعنى : أن الله سبحانه أخرج الأرواح قبل خلق الأجساد ، وأنه جعل فيها من المعرفة ما فهمت من خطابه سبحانه ، وقيل : المراد ببني آدم هنا : آدم نفسه كما وقع في غير هذا الموضع..
والمعنى : أن الله سبحانه لما خلق آدم مسح ظهره فاستخرج منه ذريته وأخذ عليهم العهد ، وهؤلاء هم عالم الذر ، وهذا هو الحق الذي لا ينبغي العدول عنه ولا المصير إلى غيره لثبوته مرفوعا إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وموقوفا على غيره من الصحابة ولا ملجئ للمصير إلى المجاز ، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل ، وسنذكر آخر هذا البحث إن شاء الله بعض ما ورد في ذلك..
وقد أخرج مالك في الموطأ وأحمد ، في المسند وعبد بن حميد ، والبخاري ، في تاريخه ، وأبو داود والترمذي ، وحسنه والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان ، في صحيحه ، وأبو الشيخ ، والحاكم وابن مردويه ، والبيهقي في الأسماء والصفات ، والضياء في المختارة : أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية وإذ أخذ ربك الآية فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يسأل عنها فقال : إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية ، فقال : خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية ، فقال : خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون ، فقال رجل : يا رسول الله ففيم العمل ؟ فقال : إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة ، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله النار ..
أقول..كيف فَهِمَ الحمار الشامي مِن كلّ هذا الكلام أنّ التكفير هو أصل الدين.. وفي أيّ كتاب وجد أنّه لمْ يحقق الكفر بالطاغوت مَن كان اصلُه عدم التكفير بحجة ان هذا ينتسب للاسلام..وكيف لذلك الصعلوك الحقير أن يقول.. لمْ يحقق الكفر بالطاغوت مَن كان اصله عدم التكفير..وبلا خلاف..؟ ومَنْ هو الذي قسَّمَ الناس بهذه الطريقة..هذا أصله التكفير..وهذا أصله عدم التكفير.مَن هو الذي ابتدعَ هذا التصنيف قبْل تطلع به بهائمُ الدعوة الحازمية مِن مطلع قرن الشيطان..ومِن أرض الفتنة والضلالة والبدعة والنجاسة ؟ هكذا وبكلّ وقاحة..يأتي أحَدُهم بكلمة مِن رأسِه..أو مِن رأسِ شيخه..لمْ يقلها إنسانٌ ولا حيوانٌ مِن قبْله.. ثم يقول..بلا خلاف...؟؟؟ .. هل تَعْلَم ماذا يَقْصد بقوله إنّك لمْ تحقِّق الكفْرَ بالطاغوت ؟..إنّه يَقصِد أنّك كافر..هل تدري ما هي جريمتك التي كفَّرَك بها..؟ جريمتك هي أنّك لمْ تسمعْ إلى الآن ببدعته الخبيثة والقبيحة..وهي أنّ التكفير أصْلٌ مِن أصول الدين..وجريمتك هي أنك لا تكفِّر بعضَ الناس بحجة أنهم يَنتسِبون إلى الإسلام..وجريمتك هي أنّك تتوقّف في تكفيرهم..لا لِشُبهة..ولكن لأنّ أصل التكفير غير موجود عندك...
... قُلْ رَبِّ احكُمْ بالحقّ..وربُّنا الرحمن..المُستَعانُ على ما يَصِفون...

....أبو حفص الحنبلي.....