JustPaste.it

بـراءة للذمَّة

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فبعد بياني الأخير عن موقفي من الدولة، والذي أسميته (اللهم ألا هل بلغت)

* انقسم الناس تجاهه إلى أقسام :

- قسم: قَبِل النصيحة متجرّداً عن هواه وتعصُّبه، ورأى حقاً فاتَّبعه ..

- وقسم: خالف في بعض ما ذكرت، فناقشه وردَّ عليه، وطلب من إخواننا في الدولة توضيحاً عن ما ذُكر في البيان.

- وقسم: كَرِه ما جاء فيه تعصُّباً لما كان عليه، فطفق يحاول صرف الناس عنها بتشتيتهم عن الحق، فيُورد شبهات وأغاليط لا تُغني من الحق شيئاً .. فتجده يهاجم قائلها واصفاً إياه بالعمالة ونحو ذلك من التُّهَم دون التطرق الموضوعي لما ذُكر في البيان!

فرسالتي هذه إبراءٌ للذمة ومعذرةٌ إلى الله لتوضيح بعض الشبهات التي أُثيرت، والتساؤلات التي أُورِدَتْ.. ثم ختمتها بموقفي من التغريدات المنسوبة لي (قبل النفير) والتي أراد البعض استغلالها لصرف الناس عن سماع الحق واتّباعه..

وإني أناشدك أخي..

قبل أن تسمع لهذه التساؤلات، آمُل أن تسمعها بقلب متجرد لله بعيداً عن التعصب..

أريدك أن تسمعها وتتأملها..

وبعد ذلك قرِّرْ ماتدين الله به وما ستلقاه عليه يوم لا ينفع مال ولا بنون..

 

 

أما الشبهات:

فالشبهة الأولى:

١- قالوا: الدولة لم ترفض التحاكم لشرع الله وإنما وضعت شروطاً لذلك ؟

أقول:

نرى أن هذا الاشتراط باطل من وجوه:

١- أن الشرطين – اللذَين اشترطَتْهُما الدولة - كان ينبغي اشتراطهما في القُضاة، لا في المتخاصمين؛ لأن القُضاة هم الذين سيتأثر الحكم بولاءاتهم أو انحراف عقيدتهم واختلال مبادئهم وقد نصَّت المبادرة على أن يكون القضاة مرضيُّون عند الدولة وغيرها كالشيخ الربيش وغيره، ونرى أن هذه مجرد مبررات للرفض ..

فهل يعقل أن تتخلفوا عن المحكمة، مع أن غيركم - مهما كان منهجه وفكره - قد رضي بالصلح، وبالتحاكم إلى شريعة الله تعالى، والرجوع إليها في هذا الشأن، وهذا يكفي، وهو الواجب عند أي تنازع، فكيف عند القتال!.

٢- الكافر إذا ترافع مع المسلم وجب الترافع معه إلى شرع الله..

فقد اتفق العلماء على مشروعية الحكم بين الكفار بشريعة الإسلام إذا ترافعوا إلينا، يقول الله تعالى: {فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} [المائدة :48].

و لم يقل أحد من العلماء بأنه يُشترط على الكفار تبرؤهم من المناهج المخالفة لشريعة الإسلام (ومقتضاه أن يكون الكافر غير كافر) ونحو تلك الشروط التي اشترطتها الدولة في المتخاصمين، ولو قيل بجواز اشتراطها عليهم؛ لكانت بدعة مستنكرة!

فما دام أنه قد جاز الحكم بين المسلم والكافر بشرع الله دون أن يُشترط على الكافر مثل تلك الشروط، فمن أين أتت الدولة بتلك الشروط على من ترى رِدّتهم وكُفرهم؟  

٣- هل عدم تصريح الكتائب بِرِدَّة الدول العميلة تُعتبر رِدَّةً تُوجب عدم قبول الترافع؟

يقول الشيخ المقدسي في ثلاثينيته: "يُباح ترك إظهار العداوة وإبدائها حال التقية، لا ترك أصلها. وعلى هذا فلا يجوز إلزام المسلمين عموماً بإظهار العداوة للطواغيت وأنصارهم وإعلانها وإبدائها في واقع اليوم، وفي ظل الاستضعاف، وإلا كانوا غير موحدين ولا مسلمين كما يطلق بعض المتهورين"

٤- ليس هناك رابط بين الصلح والتحاكم، وبين تبرّي بعض الجماعات من الأنظمة العربية، وغيرها، فلسنا بصدد ذلك، فالمقام مقام جهاد دفع شر عظيم، تُتحمّل فيه المفسدة الصغرى في مقابل دفع المفسدة الكبرى، وهذه من القواعد المتفق عليها.

٥- كيف رضيت الدولة سابقاً بالترافع والتحاكم في قضية حادثة "شلخ" ورضيَتْ بعبدالله المحيسني قاضياً ولم تشترط آنذاك شيئاً، وهنا اشترطت ؟!

٦-هل ترضى الدولة بمحكمة بينها وبين جبهة النصرة، فقد طبقت كل الشروط التي طلبتها الدولة، وأعلنتها، وهي موافقة عليها؟

الشبهة الثانية:

قالوا : لماذا تذكر أخطاء الدولة وظلمها ولا تذكر الظلم الذي تعرضت له؟

أقول:

لست أُنكر مظالم حصلت لإخوتي في الدولة كما حصل في جبل الزاوية أسأل الله أن يقصم ظهر من قام بها .. ولكني دعوت الدولة لترضى بالحكم بشرع الله لنأخذ بحق إخواننا المظلومين في الدولة أو في غيرها، فرفضت الدولة المحكمة الشرعية !

من أجل ذلك ذكرت ما ذكرت؛ فخلافي مع إخوتي هو في عدم قبولهم التحاكم لشرع الله في ما شجر بين المجاهدين

الشبهة الثالثة:

قالوا :

المفخخات التي ذكرتها لم تفعلها الدولة ؟ ولم تشهد عليها ؟

أقول:

يشهد الله عليَّ أني قلت للشيخ الأنباري : هذه المفخخات تضرب مشروعنا الجهادي كله، فأوقِفوها، فإن أرواح الموحدين عند الله عظيمة ..

فقال: بل مفخخة واحدة يردع الله بها المئات!

قلت: إذاً فتبَنّوا أيّ مفخخة تقومون بها وانفوا مالم تقوموا به؛ حتى لا يُنسب لكم مالم تقوموا به.

فقال: نحن أعلم بما ننفي وما نتبنى !

ومع ذلك نَفَتْ الدولة مسؤوليتها عن تفجير "باب الهوى" !

أما ما عداه فلم تَنْفِهِ ، وفي الحديث: (واليمين على من أنكر)..

ونحن لا نريد يميناً، بل يكفيناً مجرد النفي !

وأما "داركوش" فقد حدّثني أخي أمير الدولة بنفسه عن تبنّيها !

وأما الشهادة:

فإني لم أذكر مفخخة إلا بعد وقوفي على مكانها وسماع شهادة الشهود، ولا أكتفي بواحد أو اثنين، بل عدد من أهالي المنطقة الذين شهدوا الحادث بأنفسهم..

 

 

الشبهة الرابعة:

قالوا:

لماذا لا تدعوا جنود الأحرار وغيرهم لينشقُّوا للنصرة؟ ولم لا تبايع النصرة ؟

فأقول :

ذكرت سابقاً أن محل خلافنا: ( لم لا ترضى الدولة بالتحاكم لشرع الله ) ؟!

وأما هذا السؤال: فإني إنما طلبت من إخوتي في الدولة الالتحاق بالنصرة أو الأحرار أو غيرها من الكتائب الإسلامية ؛ لأن الدولة هي الوحيدة التي رفضت التحاكم في هذه الفتنة لشرع الله ..

وأما قولهم لِـمَ لَـمْ تُبايع ؟

أقول: منذ وصلت الشام قلتها: إني سأبقى مع الجميع، أحاول نصح مخطئ، وتصويب جاهل، وخدمة مجاهد، وجمع كلمتهم على كلمة التوحيد .. ولا يخفى أن بيعة جبهة النصرة هي بيعة قتال لا بيعةً خلافة، وأما في المعارك فنقاتل تحت لواء كل من يقاتل لرفع راية التوحيد ..

الشبهة الخامسة :

قالوا:

هم بدأوا الدولة بالقتال؟

أقول :

أما هذه فتختلف من مناطق لأخرى، ولكن مادام الأمر كذلك فمن الذي يحدد الجاني والظالم من المظلوم؟ أليس شرع الله ؟

فتعالوا إلى شرع الله ليحكم بيننا !

الشبهة السادسة:

راسلَني عدد من إخوتي في الدولة يقولون: هل نأثم بترك الدولة وفي أعناقنا بيعة ؟

أقول فيها:

أخي المسدد: يقول الله تعالى: (وأمرُهم شورى بينهم) ويقول: (وشاورهم في الأمر)..

أمر الله بالشورى مع أن الوحي ينزل ويحسم الأمر، ومع أنه مهما بلغ من بلغ من العقل الراجح، والرأي السديد، والفهم الثاقب، واجتماع صفات القيادة والسيادة، مع التقوى والصدق والترفع والنزاهة عن حظوظ النفس؛ فمن عساه يكون بجوار النبي عليه الصلاة والسلام؟ ومع ذلك أُمر بالشورى، ولم يكن يترك مشاورة أصحابه!!

كل ذلك لأن الناس لا تصلح إلا بالشورى ، فحين يُجمِع المسلمون على أن أفضل الأمة بعد نبيها هو أبو بكر الصديق، إلا أن تشاور الصحابة فيه كان هو مَعقِد الأمر حتى أجمعوا عليه ورضيه الناس إمامًا لهم وخليفةً عليهم..

يقول ابن تيمية رحمه الله عن بيعة أبي بكر:

( ولو قُدِّر أن عمر وطائفة معه بايعوه وامتنع الصحابة عن البيعة لم يصر بذلك إمامًا، وإنما صار أبو بكر إماماً بمبايعة جمهور الصحابة الذين هم أهل القدرة والشوكة).

ويقول ابن تيمية عن خلافة عمر مع أن أبابكر الصديق استخلفه: (وكذلك عمر لما عهد إليه أبو بكر إنما صار إماما لما بايعوه وأطاعوه ، ولو قدر أنهم لم ينفذوا عهد أبي بكر ولم يبايعوه لم يَصِرْ إمامًا)

 

 

 

أي أخي:

إن في الشام اليوم أكثر من ٢٣ مليون نسمة، عدد المقاتلين يفوق ١٥٠ ألفاً، ومنهم مجاهدون كُثُر، لهم شوكة وعدد، وإن البيعة والإمامة إذا تجاوزت أهل الشوكة من هؤلاء كانت بيعة غير صحيحة..

ومن أجل ذلك قال عمر رضي الله عنه:

(من بايع رجلاً من غير مشورة المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي تابعه تَغِرّة أن يُقتلا)

أيها الإخوة : لقد أتينا للشام لا لنفرض أنفسنا عليهم حُكاماً من دون مشورتهم،

إنما أتيناهم لنفديهم بأنفسنا، نحورنا دون نحورهم، ودماؤنا دون دمائهم وأعراضهم،

أتينا للشام ليُحكَم بشرع الله وليختار أهل الشوكة في الشام من توفرت فيه شروط الإمامة المتفق عليها، كائناً من كان، مادام يحكم بشرع الله ..

وأما قول بعضهم:

أنها صحت الولاية في العراق فتمددت للشام؛ فنقول:

لو صحت هناك لم يصح تمددها في الشام؛ لأنه لا يُعرف في الاسلام إلا توسع حاكم مسلم الى بلد كافر، كما وسع الخلفاء الراشدون رقعة الدولة الإسلامية بعد ثبوت بيعتهم.

ولو قُدّر أن بيعةً صحت في الشرق وبيعة في الغرب وبيعة في الشمال وبيعة في الجنوب، فمن الذي يصح له أن يتمدد على الآخر؟!!

 

 

 

وبناء على ما سبق نقول لإخواننا :

في مسألة البيعة : إن هذه البيعة بيعة باطلة لم تثبت، وما بُني على باطل فهو باطل، فلستَ بآثم بخروجك وهذه فتوى كبار علماء الإسلام في هذا الزمن ، وهي أنجى لنفسك وأقرب لتحقيق جهادك ونصرة دين ربك، بل إنك شريك في إثم المفخخات التي تضرب المسلمين ما دمت راضياً مُقراً بها ..

وأما مسألة :

حديث: (من مات وليس في عنقه بيعة؛ مات ميتةً جاهلية)

هذا الحديث لا يُجوّز لأحد أن يخلق بيعة باطلة ليدفع عن نفسه ميتة الجاهلية، فينتقل من جاهلية إلى جاهلية، والمراد من كان في عنقه بيعة مع وجودها صحيحة، وقد عاش الصحابة من غير بيعة في الحبشة وأبو بصير وأبو جندل لم يكونوا في أرض بيعة، ولم يبايعهم النبي صلى الله عليه وسلم؛ لانهم ليسوا في أرضه، بل دخلوا في دينه وجوباً ولم يأمرهم ببيعته بيعة ولاية وسلطان.

ثم إن الحديث عام يدخل فيه بيعة القتال في أرضٍ لا خليفة فيها.

فيا أيها المهاجرون!

لا تتقدموا على حق الأنصار في أرضهم، هذا أسامة لم يتقدم على الأفغان في بلادهم!

وهذا خطاب لم يتقدم على الشيشان في أرضهم.

فلا تتقدموا على أهل الشام، بل انصروهم وأيّدوهم وقدموا أهل الحق منهم، واحموه ليصل إلى تحكيم شرع الله في أرض الله ..

 

 

الشبهة السابعة:

قالوا:

لك موقف ضد الدولة قبل نفيرك ؟

أقول:

نعم : لما دخلت الدولة وبدأت الخلافات فور دخول الدولة سألت شيخنا العلوان - فك الله أسره - فسمعت منه موقفاً شديداً ضد الدولة، وأنها ستسبب المشاكل في الشام فاتبعته..

فلما يسر الله لي النفير أخذت على نفسي عهداً أن لا أحكم إلا بما أرى، وزُرت إخوتي في الدولة مراراً وأثنيت على ما رأيت من جهود وتحدثت بما رأيت من خير..

بل وغردت تغريدة لامني عليها الكثير قلت فيها:

( لم لا تجتمع الكتائب على بيعة البغدادي.. يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله )

وإنما انتقدت الدولة وطالبت إخوتي بالانضمام للنصرة أو غيرها لما وصلنا لطريق مسدود في الصلح بين إخواننا؛ وكان كل ذلك لأجل رفض الدولة للمحاكم الشرعية المستقلة ..

ويعلم الله كم سعيت لحقن الدماء، وكم سعيت لجمع الكلمة وتوحيد الجبهة والدولة والصلح بينهما، وكم سعيت لمجلس شورى للمجاهدين .. وكل ذلك ترفضه الدولة، ومع ذلك سكتُّ للمصلحة، ولكن لما سالت الدماء وبدأت المفخخات تُزهق الأرواح الموحِّدة تذكرت قول نبينا ﷺ: (من شارك بقتل مسلم ولو بشطر كلمة ...)

*قلتُ الحل الوحيد أن نحتكم لشرع الله.. فلما رفض ذلك إخوتي في الدولة خشيت أن أكون شريكاً في الدماء التي تُسال بسكوتي ..

 

 

وها أنا أقولها.. وما زلت أقولها :

لو رضيت الدولة اليوم بمحكمة شرعية لحُقنت الدماء، ولهم أن يشترطوا في القُضاة كل ما ينبغي توافره في القاضي شرعاً، فهذا حقٌ لهم..

وإني أقولها لكل أخ عزيز في الدولة أو مناصر: يا أخي أخشى والله عليك من أن تكون شريكاً في الدماء .. إلا إن رضيت الدولة بالتحاكم لشرع الله..

وما زلت في كل مجلس أقول بالرغم من رفض الدولة للتحاكم لشرع الله ..

فإني أناشد إخواني أن لا يبدؤوا إخوانهم بالقتال، بل ينزل الجميع لشرع الله ..

ولا أقول عن إخوتي في الدولة عملاء، حاشا لله؛ بل هم مجاهدون مخطئون يجب علينا نصحهم وتبصيرهم..

الشبهة الثامنة:

قالوا:

تكالُب الناس على الدولة دليل على صحة منهجها ؟

أقول:

قد اجتمع على الإخوان في مصر كل الناس، فهل هذا دليل على صحّة منهجهم ؟

نعم؛ لو كان من اجتمع على الدولة هم أهل الباطل، ولو كان من خالفوها قد خالفوها لأجل سعيها لشرع الله ، لكن اليوم اجتمع علماء كبار كالظواهري والعلوان والمقدسي والفلسطيني والطريفي وإياد قنيبي والأحمد وحامد العلي وغيرهم كثير، كلهم مُجمعون على مخالفتها، فهل هؤلاء أهل جهل أم أهل باطل؟

 

 

الشبهة التاسعة:

قالوا:

كيف تقفون في صف الصحوات والمرتدين والسُّراق ضد الدولة وكيف اجتمعتم على ذلك؟ ..

أقول:

لم يقف إخوانكم في صف أولئك، ولكن الدولة قد استعْدَتْ الجميع بمظالمها، فظلمت من النصرة والأحرار والتوحيد والجيش الحر وغيرهم ..

وليست القضية في المظالم وحدها؛ فالأخطاء تقع من الجميع، لكن الذي أشعل الساحة أن الجميع رأى أن الدولة رفضت أن تقبل أن ترد مظالم الناس بالتحاكم لشرع الله ووضعت لذلك شروطاً وعراقيل، فذاك هو الذي جمع الناس عليها..

الشبهة العاشرة:

قالوا:

المحيسني سروري ومرجئ ومدسوس...!!

قلنا:

الله يعلم بحال المحيسني، وبحال جميع عباده سبحانه، وعند الله تجتمع الخصوم ..

وعجباً كيف كنتم ترضون به بالأمس قاضياً، واليوم صار سرورياً مدسوساً!!

الله يحكم بيننا..

ولكنا نقول: لماذا تشتتون الناس عن الحق؟ فقد دعوناكم للتحاكم لشرع الله وها أنا أجدد الدعوة ولو مع جبهة النصرة التي تنطبق عليها الشروط فهل تقبلون؟

---------

أما التساؤلات:

س١/ لماذا كلما خالف الدولة أحدٌ حاول البعض تشويهه وإسقاطه لكي لا تتأثر بالحق الذي يقوله؟!

وهذا منهج أهل الباطل والضلال: ( وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون) أي ارفعوا أصواتكم حتى لا يسمع الناس الدعوة !

بل قالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( قالوا ساحر أو مجنون) ..!

فالتهجُّم على الأشخاص هو منهج أهل الباطل، أما منهج أهل الحق فهو الرد بـ (قال الله) و (قال رسوله)..

فعلى سبيل المثال:

انظر إلى الشيخ أيمن الظواهري حفظه الله وقد أمضى عقوداً في الجهاد، انظر إلى العلامة الأسير العلوان والمقدسي والفلسطيني وغيرهم، كلهم حين انتقدوا الدولة بدأت الحملات لإسقاطهم ؟!

ولقد كنتُ في السابق لا أتكلم عن الدولة؛ فكانوا يستشهدون بكلامي، بل رضوا بي قاضياً وحكماً، وعرض علي أحد إخوتي أعضاء مجلس شورى الدولة أن انضم للدولة وأكون قاضياً..!

ولكن بعد أن نصحتُهم بدأ البعض حملة التشويه والسباب !

 

 

 

مثال آخر:

(جبهة النصرة تنظيم القاعدة) التي عرفت بكُفرها بـ (سايكس بيكو) ونبذها للأنظمة الطاغوتية؛ ما حالها لما خالفت الدولة ..؟

لقد أصبحت عميلة للصحوات، وستذكر ما أقول لك ..

سيأتي يوم يقولون: كل من في الشام صحوات مرتدون !

سيقولون: إن الكتائب التي في الشام إما صحوات مرتدون وإما مظاهرون للمرتدين وإما....

وهكذا يتمدد التكفير حتى لا يبقى في الشام مسلم إلا من بايع الدولة..!

حتى تنزلق أنت في التكفير الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم:

{من قال لأخيه يا كافر ولم يكن كذلك حارت عليه} .

س٢/ التساؤل الثاني:

أسألك بالذي خلقك هل نفرت للشام إلا لأمرين:

١- لإقامة شرع الله.

٢-لنصرة المستضعفين من الرجال والنساء والولدان .

فهل سنقيم شرع الله بالتقاتل فيما بيننا؟ أم سنُفرح طواغيت الشرق والغرب بفناء المجاهدين بأيدي بعضهم؟!

*وأما نصرة المستضعفين ، فهل أنت نصرتهم الآن أم تسببت ببلائهم؟!

أسألك بالله: لماذا ضعفت الفتوحات بعد دخول الدولة في الشام، بل بدأ النظام يتقدم؟

سل نفسك: لماذا لم تبدأ النزاعات إلا بعد دخول الدولة؟

سل نفسك: لماذا الناس ينبذون الدولة ويريدون النصرة وصقور العز والجند والكتيبة الخضراء؟

س٣/التساؤل الثالث:

سل نفسك: هل أنت تجاهد لتحكيم شرع الله ؟

ألستَ على الحق ؟

إذاً لماذا تضع الشروط والعراقيل عن التحاكم لشرع الله؟

سل نفسك لماذا ترفض الدولة التحاكم لشرع الله في حل النزاعات مع النصرة مع أن الشروط تنطبق عليها ؟

كيف تجاهد لتحكيم شرع الله ولا ترضى بالتحاكم لشرع الله !

سؤال آخر: لو جاءك يهودي وقال: أريد أن أتحاكم معك لشرع الله عند قاضيكم!

هل تقول له: لا! لابد من شروط.. أم أنك تقبل بالتحاكم معه إلى شرع الله ؟!

أليسوا صحوات؟! إذاً لنعرضهم على شرع الله، فإن قضى القُضاة (ولا تنسى أن القضاة من أهل المنهج) فإن قضوا عليهم بالردّة أو أنهم صحوات وسُرَّاق ولصوص حُكم عليهم بحكم الله ..

أسألك بالله أخي: أهذا حق أم باطل ؟!!

س٤/ تساؤل رابع ؟!

سل نفسك أخي المجاهد والمناصر ..

لماذا قبلت الدولة بالمحيسني قاضياً حين كان الحق لها في حادثة "شلخ" حين قُتل أخ من الدولة - تقبله الله - ولم تقبل به قاضياً حين كان الحق عليها في مقتل محمد فارس ؟!

س٥/ تساؤل خامس؟!

سل نفسك بصدق: هل نحن نقاتل عصبيةً لأسماء أم لأجل تحكيم شرع ؟!

فإن كان لأجل تحكيم شرع الله؛ فلتَفْنَ الأسماء والتنظيمات، وليبقَ مطلب تحكيم الشريعة.. ألم تتساءل ما الذي يمنع أن تبقى الدولة في العراق ويلتحق مجاهدوها بالنصرة أو الكتيبة الخضراء أو الجند أو غيرها .. وتُحقن الدماء وننطلق للجهاد في سبيل الله وتحكيم شرعه ؟

 

         .... التغريدات قبل النفير ....

 

-----

أما مسألة التغريدات التي كانت لي قبل النفير فقبل الإجابة عليها أقول:

*لماذا كتمتم الحق سابقاً فسكتُّم عن هذه التغريدات حين كنت لا أتحدث عن أخطاء الدولة ؟

*لماذا قبلتم بالمحيسني قاضياً وعرضتم عليه القضاء وقد كانت له هذه التغريدات؟

*لماذا قبلتم بالمحيسني قاضياً حين كان الحق للدولة ورفضتموه حين كان الحق لغيركم؟

*لماذا حين أعلن المحيسني براءته من التغريدات لم تقبلوا ذلك وتعاميتم؟

أم أن من شروط قبول التوبة أن لا ينتقد التائب الدولة ؟

*أليس في الدولة وغيرها قيادات كانوا في أنظمة طاغوتية ثم تابوا والتحقوا بالجهاد؟ فهل يُقبل منهم أم لا ؟

*لماذا كلما نصحكم أحد حاولتم تشويهه لصدِّ الناس عمّا جاء به مِن قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم.

*لماذا تخرجون عمّا هو سبب البلاء ومنشأ الداء: ألا وهو رفض الدولة القبول بمحكمة شرعية، ثم تنصرفون إلى مواضيع أخرى كمثل هذه التغريدات؟!

أم أن القصد منها هو تشتيت الناس عن الحق ؟

*لماذا لا تقبلون بمحكمة شرعية بينكم وبين جبهة النصرة وقد حققت الشرطين الذَين ذكرتموهما ؟

*أما ما أثاره البعض من تغريداتٍ قديمة جاوزت ٥٠٠ يوم !! فأقول #إبراء_للذمة

إن فتح حسابي بادئ الأمر لم يكن مني، بل من بعض الإخوة الطلاب، فكنت أغرد فيه ويغرد فيه معي إخوتي غفر الله لهم بتغريدات دعوية وسياسية ودروس وغير ذلك، بل لقد كانت تصل أحياناً إلى ٤٠ تغريدة يومياً، ففوجئت بما نُشر منها، ولقد كان ذلك خطأٌ استغفر الله منه، فليس كل ما نشر وأثير أعتقده، بل إني أحلف بالله غير مستحلَف أنّ جُلَّه لم أكتبه.. ومع ذلك أقول لمن أبى: هَبْ أنني قلتُه ثم تراجعت عنه!

فهل تُقبل توبتي ؟!

إن كان نعم؛ فإني أشهد الله وأشهدكم أني بريء منها، وأني بريءٌ من كل من حارب المجاهدين أو عاداهم أو حارب شرع الله وظاهر المشركين على المسلمين ..

وأما البيعة .. فلم أبايع أحداً من الناس!

وأما حديث: ( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية )..

فهو محمول على وجود الإمام الذي اختاره أهل الحل والعقد، ومعلوم أن البيعة التي تأخذها الكتائب اليوم كجبهة النصرة وغيرها هي بيعة قتال لا بيعة خلافة..

وهذا الحديث – كما سبق - لا يُجوّز لأحد أن يخلق بيعة باطلة ليدفع عن نفسه ميتة الجاهلية فينتقل من جاهلية إلى جاهلية، والمراد من كان في عنقه بيعة مع وجودها صحيحة، وقد عاش الصحابة من غير بيعة في الحبشة وأبو بصير وابو جندل ليسوا في أرض بيعة، ولم يبايعهم النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم ليسوا في أرضه، بل دخلوا في دينه وجوباً، ولم يأمرهم ببيعته بيعة ولاية وسلطان..

وأما موقفي من الديموقراطية والبرلمانات والدساتير ونحوها..

فلا شك أن النظم الديمقراطية أحد صور الشرك الحديثة في الطاعة والانقياد والتشريع، حيث تُلغي حق الخالق في التشريع، وتصادم قول الله تعالى: (إن الحكم إلا لله)..

الديمقراطية تعطل الأحكام الشرعية من جهاد وأمر بمعروف ونهي عن منكر، وكذا أحكام الردّة والجزية وغيرها من الأحكام!

فهي لا تجوز لضرورة ولا لأخف الضررين ولا لمصلحة، بل كل مصلحة تصادم التوحيد فهي باطلة باطلة..

بل ومما لا ينبغي أن يختلف الناس عليه ما ذكرنا، لاسيما بعد أن كشفت أحداث مصر أن ما استند إليه الذين جوّزوا الدخول في الديموقراطية قد سقط مستنَدُهم..

وقد ذكرت ذلك في دروس لي سابقة وفي عدد من المحاضرات، منها ما ذكرته هنا:

تفسير قصار المفصل من الفيل الى النصر / تونس

 

 

 

 

وأما غايتي في ساحات الجهاد:

فهي: الجهاد بنفسي ومالي ولساني حتى يكون الدين كله لله ..

غايتي خلافة على منهاج النبوة..

لا أؤمن بحدود سايكس بيكو المصطنعة ولابرلمانات شركية ولا دساتير غربية ..

غايتي تحقيق: ((إن الحكم إلا لله)) ..

ذكرت ما ذكرت #إبراء_للذمة وبياناً للحق الذي أدين الله به..

فما تركت الدنيا لأُماري في دين الله تعالى..

ومع ما سبق .. فقد يكون هناك ثُلّة من إخوتي في الدولة لن يقبلوا هذا الحديث عن منهجي؛ لأنهم لن يرضوا إلا بالمبايعة، أو فإن التوبة لا تُقبل..! ولكن هؤلاء قلة والحمد لله.

وسأظل ناصحاً للمجاهدين، عدواً لكل من يحكم بغير ما أنزل الله أو يحارب المجاهدين أو يتربص بهم وينتقصهم ..

ختاماً :

إليك يا أخي في ساحة الجهاد:

معاذ الله أن أتهمك بالعمالة ونحوها ..

ولكنه حق أدين الله به، نصحتك به لأُبرئ ذمتي عند ربي، وهذه شهادة وضعتها بين يديك سأُسأل عنها أمام الله، وستسأل أنت عنها..

وإنني أنهاك عن قتال أبناء المدرسة الواحدة، يفنى فيه شباب الأمة الساعين لدَحْر طغيان الغرب وعملائه، ولا يستفيد منها إلا الطغاة في مشرق الأرض ومغربها..

 

أي أخي:

يعلم الله كم لقيت من بياني من أذى، ولكن الحق له ثمن باهض..

لذلك كان الصادع بالحق الذي يُقتل لأجله هو سيد الشهداء !

فوالله إنه لأَحَبّ إلى نفسي أن أظل محبوباً لدى إخوتي في الدولة أزور مضافاتهم، وكلما زرت مضافة أكرموني، ويعلم الله أن محبتي لهم ما زالت ولم تتزحزح ..

ووالله لو أردت بما أقول غير وجه الله لبقيت في داري ونِلتُ ما أريد من الوجاهات ..

بل لو أردتها لقبِلتُ بما عُرض علي من القضاء في الدولة ..

لكن يعلم الله ما قلت ما قلت إلا امتثالاً لقول الله (لتبيننه للناس ولا تكتمونه)

وأما سخط بعض الناس مني فإنّ حسبي رضى الله عني ..

أي أخي:

أقول لك: والله لن يغني عنك فلان وفلان..

فإذا رأيت الحق فاتبعه ولا تأخذك في الله لومة لائم، فأنت في ساحة جهاد ولا تدري متى تهجم عليك منيّتُك ومتى تلقى الله..

وستذكرون ما أقول لكم وأفوّض أمري إلى الله إن الله بصيرٌ بالعباد..

وأقول لكل من طعن وهمز ولمز: (اللهم اغفر لإخوتي فإنهم لا يعلمون)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ...