JustPaste.it

يردد الكثير مقالة قد يظنها البعض نصا شرعيا،أو قاعدة مجمع عليها بين أهل العلم، وهي قولهم (لا يفتي قاعد لمجاهد) بدون تفصيل في ذلك #شماعة_القعود

وهذا لاشك من الجهل فالكثير جعل هذه المقالة قاعدة ومنطلقاً يُخطئ بها العلماء ويتطاول بها على الأخيار وهي مقالة لامستند شرعي لها

فيجعل من قعود العلماء وعدم نفير كثير منهم للجهاد لأسباب مختلفة وجيهة وغير وجيهة شماعة لرد آراء العلماء وأقوالهم وفتاويهم #شماعة_القعود

ومما لابد أن يعلمه الجميع وخاصة المجاهدين أن الفتوى في أمور الجهاد تظل منوطة بأهل العلم سواء كانوا قاعدين أو مقاتلين #شماعة_القعود

وقد يكون من هو في غير ساحات الجهاد والمعارك أعلم ممن هو يجاهد فيكون حاجة المجاهدين إلى فتواه أقوى وأشد تثبيتا #شماعة_القعود

هذا رجل شُج رأسه في المعركة فأفتاه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بأن يغتسل وقالوا أنهم لا يجدون له رخصة، فاغتسل فمات

بينما قال بعد ذلك صلى الله عليه وسلم وهو البعيد عن المعركة “قتلوه قتلهم الله” فالفتوى تتعلق بالأعلم لا بمن حضر الجهاد من عدمه

والعالم عندما يفتي للمجاهد لا يفتي اعتباطا وإنما يفتي بعد الاطلاع على واقع المسألة وبعد معرفة تفاصيلها فيفتي وفقا لذلك

ومتى اجتمعت للمفتي آلة الفتوى وأركانها جاز له أن يفتي للمجاهدين وغيرهم ولايشترط أنه مجاهد أم قاعدلايجاهد وهو ما سارت عليه الأمة

فعبارة“لا يفتي قاعد لمجاهد”ليست آية ولاحديث ولا من قواعد الأصول ولم يقل بها ابن تيمية كما ينسبها إليه البعض،

ولم يزل علماء الإسلام عبر التاريخ الإسلامي يفتون لأهل الثغور وأهل الثغور يراسلون العلماء ويستفتونهم ولم يقل أحد لايفتي قاعد لمجاهد

وليس من شروط الفتوى أن يكون المفتي من المجاهدين ولكن لو قلنا أن العالم الموجود في الثغور فتواه مقدمةعلى القاعد لكان للقول وجاهة

وخاصة إذا كانت الفتوى تخص حوادث ووقائع في الجهاد فيكون ذلك العالم النافر أقرب إلى فهم الواقعة وحكمها المناسب من ذلك القاعد

والمهم هو المعرفة والعلم بالنص والواقع فعلى قدر فهم الواقع و استيعابه تكون الفتوى أقرب للصواب وأكثرتحقيقاً لهدفها والغاية منها

ولهذا قال شيخ الإسلام: “والواجب أن يُعتبر في أمور الجهاد برأي أهل الدين الصحيح الذين لهم خبرة بما عليه أهل الدنيا الذين يغلب عليهم النظر في ظاهر الدين، فلا يؤخذ برأيهم ولا برأي أهل الدين الذين لا خبرة لهم في الدنيا“

وليس كل قعود مذموم في الشرع، ففي الحديث:“إن بالمدينة رجالا ما قطعتم واديا ولا سرتم مسيرًا إلا كانوا معكم أولئك قوم حبسهم العذر

فقد يكون للقاعد عذر لا تعلمه وقد يكون عالما اجتهد فرأى مصلحة بقائه أكبر بغض النظر عن صواب ذلك الاجتهاد من خطئه

وقد يكون هذا العالم ممنوعاً من السفر ، أو غير قادر على النفير لعذر من الأعذار الشرعية ..

نقول ذلك مع قولنا: بأن نفير العلماء فرض عين مؤكد بل والله لانجد لقادر منهم عذراً أمام الله .. فلكم نعتصر ألماً لحال الساحة

وأقولها: لله ثم للتاريخ .. والله لو نفر العلماء لكان وضع الساحة خلاف ماهي عليه ، فجل خلافات الساحة منهجية تحتاج لعالم صادع

والمهم بالنسبة لنا أن لا نسقط العالم لخطأ وقع فيه ولاجتهاد أخطأ فيه ونرد علمه ونترك مشورته ونقدح في دينه فذلك حمق وجهل

خاصة أولئك العلماء الذين عرف الناس صدقهم وحبهم للجهاد والمجاهدين وصدعهم بالحق في وجوه الطغاة وهو أفضل الجهاد

وقد يكون ذلك العالم يمثل مددا للمجاهدين بما يجمعه من مال للجهاد ويرسل من رجال ويحرض الأمة على القتال فلا تستهين بعمله

وقد يكون العالم على ثغر عظيم لا يقل أهمية عن ثغر الجهاد من نشر العلم وتصحيح العقائد والدعوة إلى الله عزوجل ومقارعة الطواغيت

ومع قولنا بإثم العالم القادرالقاعد فلا يعني أن نطرحه ونطرح العلم الذي معه وإلا اتخذنا رؤوسا جهالا وأخلينا الساحات من العلماء

هذه وصيتنا لإخواننا المجاهدين وأما وصيتنا للعلماء .. فأن يتقوا الله بساحة الشام فيعجلوا بالنفير فوالله لعالم واحد يعدل جيشاً

ونقول لإخواننا المشايخ من أراد أن يفتي للمجاهدين فليضع نصب عينه(الحكم على الشيئ فرع عن تصوره) فليتحر الواقع ما أمكن

فوالله إننا هنا في شمال الشام نعجز عن معرفة تفاصيل حال إخواننا في جنوب الشام .. فلا تكفي مكالمة سكايب للفتوى في دماء وأموال

فبعض إخواننا هداهم الله ، تكون له علاقة مع مجاهد أو اثنين من فصيل ينظر للساحة من خلالهم دون غيرهم فتتكون عنده صورة مغلوطة

فليحرص المفتي أن يستمع من أكثر من مصدر من مختلف الاتجاهات لتتكون عنده صورة واضحة ، أو ليتقي الله في إخوانه وليمسك

أخيراً: الواجب عليك أيها المجاهد هو أن تحمد الله وتشكره أن وفقك للجهاد من بين الأمة فلا تشمت بأحد ولا تحتقرأحدا فيحبط الله عملك

كتبه : د.عبدالله ﷴ المحيسني @mhesne