JustPaste.it

الصلاة

 الحمد لله وحدة الصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..
أما بعد..

حياكم الله وبياكم أيها الإخوة المصلون، وجعل الجنة مثواي ومثواكم
أيها الإخوة هذه كلمة مختصرة عن عمود هذا الدين، عن سبب عظيم من أسباب النصر والتمكين، إنها الصلاة التي هي ركن من أركان الإسلام، فمن حفظها فقد حفظ دينه، ومن أضاعها فهو لما سواها أضيع، وهي أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة من عمله، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله.
كم في الأمة الإسلامية ممن شاب حمل من الإسلام اسمه ورسمه لكنه لم يدخل في قلبه ولبّه، إن لُبّ الإسلام وعموده الصلاة، وبها يفرق بين الكافر والمسلم، روى الترمذي بسند صحيح عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر».
أيها المسلمون: إن الصلاة صلة بين العبد وبين ربه، فياليت شعري كيف يقطع مسلم اتصاله بخالقه
ومن أجل ذلك توعّد الله من يتهاون بالصلاة فقال: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾.
الله يريد منا أن نحافظ على الصلوات الخمس، لا أن نصلي أحيانا ونترك أحيانا، الله يريد منا أن نهتم بالصلاة فنقيمها بأركانها وشروطها وواجباتها، ونحرص على أدائها في أوقاتها، قال سبحانه: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾.
الله يريد منا أن نصلي الصلاة في بيوته من أجل ذلك  قال : «ولقد هممت أن آمر بالصلاة، فتقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار».
الله يريد منا أن لانحافظ على الصلاة وحدنا بل وحتى أهلنا اسمع إلى قول الله وأمره﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾،
أيها المصلون :لو سألت الآن سؤالاً فقلت: أيكم يحب أن يحشر يوم القيامة مع محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه وأيكم يحب أن يحشر مع فرعون وهامان لعجبتم من سؤالي ..
إني أقول لاتعجبوا أتدرون أن أناساً من أمة محمد سيحشرون يوم القيامة مع فرعون وهامان .. ياسبحان الله أتدرون من هم إنهم أولئك الذين لايحافظون على صلاتهم !!
نعم سيحشرون مع فرعون وهذا ليس من كلامي بل كلام الصادق المصدوق الذي لاينطق عن الهوى ...
اسمع إلى عبدالله بن عمرو بن العاص _رضى الله عنهما وهويحدثنا عن النبى صلّ الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يوما فقال : " من حافظ عليها - أي الصلاة ‏كانت له نوراً وبرهاناً يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ‏ولا برهاناً ، ولا نجاة ، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان ‏وأبي بن خلف " رواه الإمام أحمد وابن حبان .. نسأل الله السلامة والعافية ..


أيها الإخوة:
من أراد أن يتذوق طعم السعادة الحقيقية فليتذوق لذة الخشوع في الصلاة، ولذة المناجاة بين يدي الله، إنها لتمحو الأعضاء من آثامها، وتغسل القلوب من همومها وأسقامها، وتزكي النفوس وتنهاها عن آثامها: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)..
ولذا ما اتبع أحد الأهواء ولا انقاد عبد للشهوات إلا بقدر إضاعته للصلوات؛ كما قال العليم الخبير سبحانه: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات..).
اللهم وفقنا لإقامة الصلاة ومن ذرياتنا ربنا إنك سميع الدعاء، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم وحد كلمتهم وقيادتهم، اللهم هيئ لهذه الأمة أمرَ رشدٍ يُعز فيه أهل طاعتك، ويُذل فيه أهل معصيتك، هذا وصلوا وسلموا على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.