JustPaste.it

الحملة الصليبية ضد الإسلام



الحمد لله القائل: "وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وتسليماً"، والقائل: "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"، والقائل: "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ"..

والصلاة والسلام على من بشرنا ببقاء الجهاد إلى قيام الساعة، فقال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال من أمتي أمة يقاتلون حتى تقوم الساعة، وحتى يأتي وعد الله" أخرجه النسائي وأحمد وإسناده صحيح، وبشرنا صلى الله عليه وسلم بالنصر والتمكين ففي الحديث: «بشِّر هذه الأمة بالسناء والرفعة والدين والنصر والتمكين في الأرض» صححه الألباني، وبشرنا عليه الصلاة والسلام بأن المستقبل لهذا الدين، وأن هذا الإسلام ستُفتح له البيوت كلها، فقال: «ليبلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيتَ مدَر ولا وبَر إلا أدخله الله هذا الدين، بعزّ عزيز أو بذل ذليل، عزا يعزّ الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر» صححه الألباني. وخَصّ صلى الله عليه وسلم أهل الشام ببشرى خاصة فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال أهل الغرب ظاهرين حتى تقوم الساعة" قال الشيخ الألباني رحمه الله: والمراد بأهل الغرب في هذا الحديث أهل الشام لأنهم يقعون في الجهة الغربية الشمالية بالنسبة للمدينة المنورة التي فيها نطق عليه الصلاة والسلام بهذا الحديث الشريف، وبهذا فسر الحديث الإمام أحمد وأيده شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

أما بعد:

عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل فهي وصيته للأولين والآخرين قال سبحانه: "وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ".

أيها المسلمون.. يا أهل الشام.. يا أهل العزة والكرامة والإباء.. يا من انتفضتم على الطغاة وقارعتم النصيرية الرافضة وقارعتم الفرس وروسيا وأحلافهم، يا من وقفتم في وجه أعتى الطغاة، و يا من خرجتم بصدور عارية تهتفون: الله أكبر الله أكبر، و يا من رفعتم شعاراً علّمتم فيه العالم معنى العزة والكرامة بقولكم: لن نركع إلا لله، فشهد التاريخ لكم بأنكم لم تركعوا أمام مخططات خارجية، ولم تركعوا أمام مزايدات داخلية، ولم تركعوا أمام مشاريع أجنبية، ولم تركعوا أمام داعم أو متسلط أو متسلق، ولم ولن تركعوا إلا لله..

أيها المسلمون: لقد تعرّض الإسلام منذ مبعث نبينا صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا إلى حملات شرسة أرادت اجتثاثه ومحوه، وظن أهل تلك الحملات أنهم قادرون عليه، فأتى الله بنيانهم من القواعد وخر عليهم السقف من فوقهم وانقلب مكرهم مكراً عليهم وخزيا، وصار كيدهم وبالاً، ولقد بدأت تلك الحملات المسعورة مع بداية ظهور الإسلام وانتشاره، فحين عجز المشركون في استئصال الإسلام والمسلمين في غزوة بدر، سعى قادة الكفر والشرك إلى تأليب الناس وحشدهم، وأخذوا يغرون القبائل ويحرضونهم، فجاؤوا بالأحزاب لاجتثاث الإسلام وأهله، وحوصر المسلمون آن ذاك في مدينة صغيرة فحفروا الخندق عليهم حماية لأنفسهم فإذا بهم يُفاجأوون باليهود قد غدروا بهم من خلفهم وإذا بالكفار يطبقون عليهم ويحيطون بهم إحاطة السوار بالمعصم، فاشتد الأمر آن ذاك على المسلمين حتى أصبح الرجل لا يستطيع أن يخرج لقضاء حاجته إلا وهو خائف، فقال المنافقون يومئذ: " مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورا" وقال المنافقون يومئذ: "غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ" وقال المنافقون يومئذ: "لقد كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كِسرى وقيصر ، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط" فاشتد الأمر على المسلمين وعَظُم،كما اشتد الحال اليوم علينا في الشام إلا أن إيمانة الصحابة بالله وعقيدتهم الراسخة حالت دون انهيار معنوياتهم، فنظروا إلى قوة الله وعزته ولم ينظروا إلى عدد أعدائهم وعدتهم، فكل تلك القوى تزول أمام قول الله تعالى: "كن فيكون" لقد نظر المسلمون إلى عددهم وعدتهم وضعفهم ونظروا إلى كثرة أعدائهم وتحالفهم ضد الإسلام، فقالوا كلمة خلدها التاريخ وسجلها القرآن الكريم، قال الله واصفاً ذلك المشهد العظيم: "وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّه وَرَسُوله وَصَدَقَ اللَّه وَرَسُوله وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً"، وقال الله عنهم: "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" فانتهت تلك الحملة الشركية اليهودية القذرة التي أرادت اجتثاث الإسلام وبقي الإسلام غضاً طرياً صلب العود راسخ الإيمان والتقوى متجذر العروق في قلوب المؤمنين..
فلم تزحزحه تلك الحملة ولا مثيلاتها، وتوالت الحملات على الأمة المسلمة فلقد حدثت في التاريخ الإسلامي حروب كثيرة وغارات متعددة على هذه الأمة، فأغار عليها أعداء كثيرون، وحمل عليها كفار متعددون، حمل عليها أهل الصليب الحملات المتوالية، منها حملات صليبية استولى فيها النصارى على بيت المقدس، حتى تم تحريرها على يد صلاح الدين الأيوبي، ومن الحملات الشرسة التي ظن الناس أنهم قد استؤصلوا وأنه لن تقوم للإسلام قائمة حملات التتار أو المغول الذين جمعوا الصفات الوحشية من القسوة والإبادة والدمار الشامل عندما اجتاحوا العالم الإسلامي بجيوشهم الجرارة حتى ظن الكثيرون أن نهاية المسلمين قد حانت، و أكثر الأسماء ارتباطًا في الأذهان بتلك الصورة الحالكة السواد عن التتار هو "هولاكو" فقد هجم على بغداد وقتل الخليفة العباسي المستعصم، وواصل رحلته التدميرية لأراضي المسلمين حتى وصل إلى دمشق، وهكذا حملات كثيرة توالت على الأمة حتى كان منها في العصر الحاضر حملة السوفييت القذرة حيث أرادوا كأسلافهم اجتثاث الإسلام، فظلوا يقارعون المسلمين بأقوى أسلحتهم عشر سنين فإذا باتحادهم وتحالفهم السوفيتي يتفكك ويتزعزع ويزول وبقي الإسلام غضاً طريا، ثم تأتي من بعد ذلك حملة أخرى يقودها العلج بوش تحت مسمى الحرب على الإرهاب فتتحالف معه ما يقارب من خمسين دولة، فجاءت القوى الصليبية ببارجاتها وطائراتها، ودباباتها ومدافعها وعدد هائل من جنودها ليقاتلوا المسلمين وليستأصلوا ثلة صغيرة من عباد الله الموحدين فإذا بحملتهم تعود خائبة وإذا بقواهم تتساقط وإذا باقتصادهم العالمي ينهار وإذا بالإسلام يبقى شامخاً لا تزيده تلك الضربات إلا قوة وبسالة وصموداً، ولا تزيد أبناءه إلا ثباتا، وها نحن اليوم يا أمة الإسلام أمام محملة صليبية شرسة يريدون بها القضاء على الإسلام، ولكن هيهات هيهات، فلأن كانوا قد ذاقوا فيما مضى ذلاً وهزيمة وهواناً في مستنقع الأفغان فإنهم اليوم في مستنقع الشام، الأرض المباركة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا" رواه البخاري. وقال عنها صلى الله عليه وسلم: (يا طوبى للشام! يا طوبى للشام ! يا طوبى للشام ! قالوا: يا رسول الله وبم ذلك؟ قال: "تلك ملائكة الله باسطوا أجنحتها على الشام" ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم خذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة" رواه أبو يعلى وقال الهيثمي رجاله ثقات..

فأَنّى لأولئك أن يُرّكعوا هذا الشعب المسلم، أَنّى لأولئك أن يستأصلوا الإسلام من جذر قلوب رجال ظل النظام البعثي أربعين عاماً يحاول استئصال الإسلام من قلوبهم، فيا أهل الشام إنها حملة صليبية فلا يغرنكم الأسماء التي يحاولون أن يزينوا بها حملتهم، فلقد عرفتم الإرهاب ولقد فضحت ثورتكم المباركة ماذا تعني كلمة الإرهاب عندهم، إنهم يعنون بالإرهاب: الإسلام، فإن الحملة الصليبية اليوم هي حرب ضد الإسلام، فهل سترضون يا أهل الشام أن يُغَيّب الإسلام عن بلادكم؟! هل ترضون أن يحارب الصليبيون الإسلام وأنتم تنظرون؟!  هل تحبون أن يكتب عنكم التاريخ أنكم خذلتم الإسلام وجنده؟!

هل يشرفكم أن يكون الغرب الكافر هو الذي يختار من يحكمكم وبأي شيء يحكمكم؟! تنبهوا يا رجال الشام فإن الخطب جسيم والعدو لئيم.

ثم اعلموا يا أهل الشام أن أرضكم هي أرض الملاحم، أرضكم هي أرض البطولات، أرضكم هي أرض الانتصارات، وإني سائلكم فأجيبوا.. أين دابق؟ أليست في الشام؟!  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق - أو بدابِقَ- فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بينا وبين الذين سُبُوا مِنَّا نقاتلْهم، فيقول المسلمون: لا والله، كيف نُخَلِّي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم؟ فينهزم ثُلُث ولا يتوب الله عليهم أبدا، ويُقتَل ثلثُ هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يُفتَنون أبدا...".
اللهم اجعلنا من جند الشام الفاتحين يارب العالمين ..
أين الغوطة الشرقية؟ أليست في الشام؟! . قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: "فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام".

فيا أهل الشام "وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" لقد انتهت قصة النمرود ببعوضة، وانتهت قصة فرعون بالماء، وانتهت قصة أبرهة بحجارة من سجيل، وانتهت قصة الأحزاب بالرياح، وانتهت قصة أتاتورك بالنمل الأحمر، وانتهت قصة هتلر بالانتحار، ينهي الله قصص الباطل بأبسط الأشياء، فلا تيأسوا.

واعلموا أيها المسلمون يا أهل الشام: أننا اليوم في منعطف تاريخي، إنها حرب ضروس أرادت الإسلام والمسلمين، أظننتم يا أهل الشام أن ترفعوا راية الإسلام ثم لا تُختبرون ولا تبتلون!! ألم يقل الله تعالى: "أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ" يا أهل الشام: اليوم تتبين الكتائب الصادقة من الكاذبة، اليوم يعلم الله الذين صدقوا من الكاذبين، اليوم تتمايز الصفوف، اليوم يُظهر الله الحق من الباطل، اليوم يتبين من يؤثر الدار الآخرة على الدنيا، اليوم يجب علينا أن نُري الله عز وجل من أنفسنا خيرا.. يا أهل الشام: إن الواجب علينا أمام هذه الحملة الصليبية أن نكون مسلمين حقا، وعلى قدر إيماننا وديننا وعظمة إسلامنا في نفوسنا نرفع شعارات: لا إله إلا الله..

يا أهل الشام: إنها حملة صليبية، و يا أمة الإسلام في العالم الإسلامي: اعلموا أننا أمام حملة صليبية أرادت ضرب الإسلام والمسلمين وإن وصفوها أنها ضد جماعة بعينها، كلا وربي.. إنها تريد استئصال الإسلام وإلا فانظروا إلى الجماعات المستهدفة إنها كل جماعة رفعت راية لا إله إلا الله، لم تكن الحملة ضد الكتائب التي تُسمى بالإسلامية فقط بل ضد المسلمين جميعا فسيقسمون الكتائب إلى قسمين: إما معهم وإما ضدهم، إما أن تحملوا راية الصليب وإما أن يحاربكم الصليب، وإنّا والله نريد أن يحاربنا وأن نحارب الصليب فذلك والله شرف عظيم أننا له بإذن الله سبحانه وتعالى..

يا أهل الشام.. سيسجل كل منكم اليوم موقفاً يكتبه الله له بإذن الله، وإن كل مسلم منا عليه واجب عظيم تجاه هذه الحملة أكان قائداً في كتيبة أو أميراً في سرية أو رجلاً من عامة المسلمين أو إعلامياً في إذاعة أو في قناة أو أكاديمياً أو مهندساً أو طبيبا، الكل يقوم بدوره، فليتظاهر المتظاهرون وليهتف الهاتفون وليعتصم المعتصمون وليجاهد المجاهدون وليقتحم المقتحمون، لإعلاء راية التوحيد راية لا إله إلا الله، واعلموا يا أهل الشام أن كل من انضم للحملة الصليبية فإنه مظاهر للمشركين، و يا لها من بلية تهون معها كل البلايا، و يا لها والله من رزية تتساقط معها كل الرزايا، أي رزية وبلية أشد وأشنع وأخطر من أن ينزلق المرء في الردة وأن ينسلخ عن دين الله عز وجل، تذكروا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يصبح الرجل فيها مسلماً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا" اعلموا أن كل من ظاهر المشركين فهو مشرك من جملتهم، قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى? أَوْلِيَاءَ ? بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ? وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ". قال ابن حزم رحمه الله في المحلى (11/ 138) : "صح أن قوله تعالى "وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُم" إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين".. وقال ابن باز رحمه الله تعالى: "وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم عليهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم" (ابن باز في فتاويه274/1).

فحذاري حذاري يا قادة الكتائب، حذاري يا جنود الإسلام أن ترتدوا عن دين الله، لا ترجعوا بعد الإسلام كفارا فتضعوا أيديكم في أيدي الصليب، إني والله لكم محب، وإني عليكم والله مشفق، وإني لكم والله ناصح، لا ترجعوا بعد الإسلام كفارا، لا تضعوا أيديكم في أيدي الصليب، الله الله يا جند الشام إنكم خيرة جند الله في أرض الله فلا تخذلوا الإسلام ولا يؤتين الإسلام من قبلكم، إن كل من يعترف ويتعاون مع الحملة الصليبية ضد الإسلام فهو مرتد عن دين الله وإن علق المصحف في عنقه وإن صلى وصام.

الرسالة الثانية: إلى علماء المسلمين وإلى المؤسسات والجمعيات في أرض الشام: آن لكم أن تصدعوا بالحق آن لكم أن تقولوا كلمة الحق التي حملتموها "وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ" يا علماء المسلمين إن سكوتكم اليوم ينتج عنه ردة وكفر من قبل الكثير، وتنبثق منه حملات ضد الإسلام، تزل منه أقدام عن دين الله سبحانه وتعالى، فاصدعوا بالحق وليكن لكم موقف كموقف الإمام أحمد بن حنبل لما امتنع عن القول بخلق القرآن فابتلي وعذب وسجن وأُوذي فصبر وثبت فأطفأ الله ردة كانت ستصيب أمما من الناس، وثبات كثبات أبي بكر الصديق رضي الله عنه يوم الردة.

الرسالة الثالثة: إليكم أيها الإعلاميون أيها الأكاديميون إليكم أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها: اليوم يومكم فليكن لكم وقفة ولتسجلوا موقفاً عظيماً في الجهاد في سبيل الله، الإعلاميون بإعلامهم، والكتاب بأقلامهم، وعامة الناس بدعائهم وأموالهم، ثم اعلموا أيها المسلمون: أنه من أوجب الواجبات اليوم أن نبرأ إلى الله من هذا الكفر ومن هذه الردة الصليبية، وإنني اليوم وإياكم سنخرج إن شاء الله لنتظاهر في الساحة المقابلة لنشرُف بقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر" واعلموا أن جهاد الكلمة من ن أعظم الجهاد فلا تخذلوا الإسلام فاليوم يومكم لنصرخ عاليا كما صرختم أمام الطاغية النصيري، لنصرخ اليوم أمام أمريكا وحلفائها، أننا سنقاتل في سبيل الله حتى يكون الدين كله لله، وبأننا لن نرضى بالحملة الصليبية، قفوا اليوم يا أهل الشام قفوا اليوم وقفة لله يحمدكم عليها ربكم، فسنقوم اليوم أيها الأحبة بمظاهرة بجوار المسجد جهاداً في سبيل الله ورفعاً لراية لا إله إلا الله..
نعم : سنتظاهر الآن بعد الخطبة في الساحة المجاورة ولن يتخلف منا أحد بإذن الله ، لتشهد لنا أرض الشام لترتفع حناجرنا بالتكبير ، لتصرخ أفواهنا بالتوحيد ، ليسمع العالم ويرى من هم أهل الشام ، ليرى الطيارون والعسكريون الذين جاءوا مساندين للصليب أنهم محتلون قتلة ، أنهم خدم وحماة للصليب ، سنصدع بكلمة الحق ولسوف نرفع أصواتنا بالتكبير فالعزة لله ولرسوله وللمؤمنين ..
أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم








الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم ومن والاه، أما بعد:

فكما أسلفنا أيها المسلمون سنقف إن شاء الله وقفة نرفع بها راية التوحيد خفاقة، وقفة لأجل دين الله لمدة قصيرة بعد الصلاة في الساحة المجاورة فلا تبخلوا بوقت يسير من أوقاتكم يحقن الله بها دماء أطفالنا وأبنائنا وقبل ذلك ديننا فلا تترددوا بأن تصدعوا بكلمة الحق فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم". رواه أحمد وأصحاب السنن.

والصدع بكلمة الحق واجب على كل مسلم في كل زمان ومكان وقد أمر الله رسوله ببيان الحق وتكفل بحفظه من عدوه فقال سبحانه: "فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ* إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ" فالصدع بكلمة الحق مسئولية وأمانة ورسالة لا يهدأ القلب ولا يرتاح الضمير إلا بإعلانها، ولذا قال عليه الصلاة والسلام: «سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله» (السلسلة الصحيحة).

اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، يا سريع الحساب، ويا هازم الأحزاب، اهزم أمريكا وحلفائها  المحاربين للإسلام والمسلمين، اللهم اهزمهم وزلزلهم, اللهم اقذف الرعب في قلوبهم, اللهم فرق جمعهم, اللهم شتت شملهم, اللهم خالف بين آرائهم, اللهم اجعل بأسهم بينهم, اللهم أرنا بهم عجائب قدرتك, يا قوي يا قادر، اللهم أذل الدول الكافرة المحاربة للإسلام والمسلمين, اللهم أرسل عليهم الرياح العاتية, والأعاصير الفتاكة, والقوارع المدمرة، اللهم أشغلهم بأنفسهم عن المؤمنين، اللهم لا تجعل لهم على مؤمن يدا ولا على مؤمن سبيلا، اللهم أتبعهم بأصحاب الفيل، واجعل كيدهم في تضليل، اللهم أرسل عليهم طيراً أبابيل, ترميهم بحجارة من سجيل، اللهم خذهم بالصيحة، وأرسل عليهم حاصبا، اللهم صب عليهم العذاب صبا، اللهم اخسف بهم الأرض، وأنزل عليهم كسفاً من السماء، اللهم اقلب البحر عليهم نارا، والجو شهباً وإعصارا، اللهم أسقط طائراتهم، اللهم دمر مدمراتهم، واجعل قوتهم عليهم دمارا، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، اللهم إن بالمسلمين من الجهد والضنك والضيق والظلم مالا نشكوه إلا إليك، ففرج عنا ما نحن فيه.. يا رب العالمين