JustPaste.it

((هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ))

 

الحمدُ للهِ القائل)ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا)

والقائل: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}

والقائل:{وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}

والصلاةُ والسلامُ على نبيِّنا الصادقِ المصدوقِ، ، الذي أخبرَنا أنّ الجهادَ ماضٍ إلى قيامِ الساعة، لا يضرُّ أهلَه من خذلَهُم ولا مَن خالفَهم، ؛ أما بعد :

فهذه رسالةُ مُحبٍّ صادق، وناصحٍ مُشفِق، إلى أهلِنا في الشامِ، لعلّنا أن نُبرّئَ بها الذمةَ أمامَ اللهِ سبحانَهُ وتعالى، ونقولَ كلمةَ الحقِّ فنلحقَ بربِّنا غير مبدّلين ولا مُفرّطينَ ولا كاتمينَ لما نعلَمُه من الحقِّ،

إلى أهلِنا في الشامِ: قادةً وكتائبَ، رجالاً ونساءً، شيوخاً وأطفالاً، شِيباً وشُبّانًا..

إنَّنا اليومَ في منعطفٍ تاريخيٍّ عظيمٍ، تـمُرُّ بهِ بلادُ الشامِ، تِلْكُمُ البلادُ العظيمةُ التي أخبرَ النبيُّ  عمَّا انفردَتْ بهِ من الفضائلِ، وما يكونُ فيها من أحداثٍ في آخرِ الزمانِ، فهيَ أرضُ الملاحمِ الجسامِ، والأحداثِ العظامِ، قبل قيامِ الساعةِ، فها هي كلماتُه تتحققُ، وكأنَّه بأبي هوَ وأمّي يعيشُ بينَنا، فلقدِ اجتمعَتْ أُمَمُ الكفرِ اليومَ وتحالفَت معهُمُ الدولُ العميلةُ وأعلنت الحرب على اللهِ ورسولِه ودينِه وأوليائِه بِاسْم (الحربِ على الإرهابِ) ..

فيا أمةَ الاسلامِ.. يا أهلَ الشام.. يا قادةَ الكتائبِ.. إنني مرسل من خلال هذا البيانِ رسائلَ, إن أريد منها إلا الإصلاح ومعذرةً إلى الله يوم أن أقف بين يديه..

 

الرسالةُ الأولى:

إلى قادة الكتائب في الشام على مختلف أسمائها .. ياقادة الكتائب إنكم اليوم أمام منعطف تاريخي عظيم وابتلاء كبير .. اليوم يوم المواقف .. اليوم تزول التخرصات والتكهنات فكم من فصيل نظر البعض إليه نظرة الريبة والتوجس , وأنه إنما شكل لحرب المجاهدين , فإذا به اليوم يقف موقفاً مشرفاً أمام هذه الحملة الصليبية ..

ياقادة الكتائب: إني أقولها اليوم ممتناً ومفتخراً بكم .. إن الحملة الصليبية لم تجد لها حتى الآن موطئ قدم في أرض الشام .. فلم تجد لها قوات برية تساندها .. وما كان ذلك ليكون لولا فضل الله على الكتائب في الشام .. وبيان طلاب العلم لخطورة الحملة الصليبية ..

ياقادة الكتائب .. يامن حملتم سلاحكم لإسقاط الطاغية ورفع راية التوحيد..

تعلمون أنّ هذه الحملةَ الصليبيةَ ما  أُريدَ بها  إلا أن تقضيَ على كلِّ مجاهدٍ ومقاتلٍ وثائرٍ خرجَ لإعلاءِ كلمةِ (لا اله الا الله) وسعى لتحكيمِ شرعِ اللِه، ولم تخرجْ هذه الحملةُ للقضاءِ على فصيلٍ بعينِه أيًّا كانَ اسمُه أوشعارُه أو آراؤُه أو توجهاتُه!

ولو أن هؤلاءِ كانوا صادقينَ في إرادتِهِم حقيقةَ (الإرهاب) فهل هناك إرهاب كإرهاب بشار وإسرائيل؟

فهذه حملتهم بدأَتْ قصفَها بقتلِ قائدٍ مِن أمهَرِ القناصينَ وأشدِّهِم إثخاناً في النظامِ النصيري، إنه (أبو يوسفَ التركي) تقبّله الله، والذي درب جميع الكتائب المحاربة للنظام وهاهي قد بدأت بقتل أطفال المسلمين وقصف آبار النفط التي منها يعيشون..

فيا قادةَ الكتائب.. إن هذه الحملةَ ما هيَ إلا حملةٌ لرفعِ رايةِ الصليبِ وتثبيت أركان النظام ..وإن التعاونٍ مع هذهِ الحملةِ إنّما هو ردّةٌ جموحٌ عن دينِ اللهِ سبحانه وتعالى،

فلا تفجعُونا بأنفسِكم؛ فواللهِ إنّا لا نخافُ من هذهِ الحملةِ، وإنا واللهِ لا نستغربُها؛ فهذه سُنّةُ اللهِ سبحانه، وإن الحقَّ والباطلَ في صراعٍ ما بقيَ في الأرضِ اثنان، وإنّ هذا الدينَ مُحارَبٌ حتى يكتبَ اللهُ له الهيمنةَ والتمام، وإنّ القتالَ لا يزالُ حتى يأتيَ وعدُ اللهِ لعبادِه بالنصرِ، وإن عُقر دارَ المؤمنينَ الشام، وإن الملاحمَ ستأتيْ في الشام، وإن حملة الأعداءِ هذه لا تُحزنُنا، إنما الذي يُحزِنُنا ويفجعُنا هو أن نرى فصيلاً من الفصائلِ الموجودةِ في الساحةِ قد سعى لحربِ المجاهدين وأصبحَ سهماً في كنانةِ،الصليبيين وجعلَ جنودَه مرتزقهً لدى الكفارِ.

كما انخدع صحواتُ العراق، فقاتلَوا تحتَ رايةِ الأمريكانِ ثم امتطاهَم الرافضةُ بعد ذلك.

الرسالةُ الثانية:

إليكم أيضاً أيها القادة:

إنَّ هذه الحملةَ لم تستهدفْ جبهةَ النُّصرةِ وحدَها، أو أحرارَ الشامَ وحدَها، أو الكتائبَ التي تُسمّى بالإسلاميةِ وحدَها؛ بل تستهدفُ كلَّ مسلمٍ شريفٍ، وكلَّ مجاهدٍ حُرٍّ، وستَعرِضُ  بطريقٍ مباشرٍ أو غيرِ مباشرٍ - على كلِّ فصيلٍ في الساحةِ أن ينضمَّ إليها وينضوي تحتَ رايتِها، فإما أن يخونَ دينَه ومبادئَه ووطنَه، وإما أن يُصنَّفَ إرهابياً يستحقُ المحاربةَ والقتل!

وإن الصليبيين لا يعترفون إلا بمبدأ إما معنا وإما ضدنا ..

 فآنَ الأوانُ أيها القادة لأنْ تجتمعُوا اليوم وتتوحّدوا، فكم مِن محنةٍ جاءتْ في طيّاتِها منحهٌ، ورُبَّ ضارةٍ أصبحت بفضلِ اللهِ نافعةً، فاجتمِعُوا وتوحّدوا،  واحذرُوا أن تجدَ الحملةُ الصليبيةُ من خلالِ خلافاتكم سبيلاً لأنْ تصنعَ من المجاهدينَ صحواتٍ يقاتلون إخوانَهم في الدينِ ليثأروا لبعضِ الخلافاتِ التي بينَهم فيقَعُوا في

الردّةِ عياذاً باللهِ من ذلك..

وإنني أقولُها شهادةً لله: لقد تجولتُ سنةً كاملةً بينَ المقاتلينَ في الشامِ فلا أكَادٌ أجدٌ أحداً منهم يرضى بأن يقاتلَ تحتَ رايةِ الحلفِ الصليبيِّ أبداً، وهذه نعمةٌ من اللهِ وبركةٌ من بركاتِه على الشامِ وأهلِه..

فاعلموا أيها الإخوةُ الصادقونَ: قادةً وأفراداً في الكتائبِ المجاهِدَةِ، بدءًا من جبهةِ النصرةِ إلى أحرارِ الشامِ إلى الجيشِ الحُرِّ إلى كلِّ من يقاتلُ لإعلاءِ كلمةِ (لا إله إلا الله) وإسقاطِ النظامِ النصيريِّ، اعلموا أن النظامَ لن يستطيعَ أن يجدَ له موطئَ قدمٍ إذا أغلقنا بابَ الخلافاتِ والنزاعاتِ بينَنا..

 واعلموا أن التحالف الصليبي في هذه الفترةِ الجديدةِ سيبدأُ بنَشرِ الخلافاتِ ويبدأُ باستخدامِ أوراقهِ ليخلقَ النزاعَ ويزرعَ الشقاقَ ويزيدَ فجوةَ الخلافِ بينَ الفصائلِ، ليتّجِهَ بعدَها إلى استغلال الخلاف لتطويع بعض الفصائل لتكون ذراعاً له على الأرض ، وإني لأعجب كيف لنا أن نختلفَ وكتابُ اللهِ بينَ أظهُرِنا؟ نعم؛ كيف للخلافِ أن يدومَ ويستشري إذا كنا كلما اختلفنا رجعنا إلى كتابِ اللهِ وامتثلنا قوله: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ}

وإنني في هذا المقامِ: سأنطلق مع بعض الدعاة المستقلين لتشكيل لجنة عليا مرضية من جميع الفصائل لتنظر في أي نزاع يطرأ في الساحة في قابل الأيام..وسنطلب اعتراف الفصائل بها بإذن الله..

وتكون اللجنة على أتمِّ الاستعدادِ بإذنِ اللهِ للسعيِ في الإصلاحِ وحلِّ أيّةِ مشكلةٍ أو خلافٍ يحدثُ بينَ الفصائلِ والكتائبِ لإظهارِ الحقِّ وردِّ المظالمِ بما يوافقُ الشرعَ بإذنِ اللهِ؛ لنزعِ فتيلِ الفتنهِ وقطعِ الطريقِ على أعداءِ الأمةِ؛ ولن نجدَ في أنفسِنا غضاضةً أو حرجاً أن نُعلنَ مَن الذي قَبِلَ التحاكمَ إلى شرعِ اللهِ ممن لم يقبلْه كائناً مَن كان، دونَ أدنَى مجاملةِ أو محاباةِ! وبذلك - أعني بقبولِنا جميعاً للتحاكمِ إلى شرعِ اللهِ - سنقطعُ الطريقَ على هذهِ الحملةِ الصليبيةِ وعملائِها، وعلى حملاتِ التشكيكِ والتخوينِ ورميِ التُّهمِ التي تقولُ بأنَّ الفصيلَ الفلانيَّ سيكونُ الظهرَ الذي يمتطيهِ الأعداءُ في حربِهم على الإسلامِ، ونحوِ ذلكَ من التُّهم!

فإنه حينَما يكونُ في الساحة لجنة مرتضاةً من الجميع لنزع الخلافات فإنه لاسبيل

للخونة والعملاء أن يدسوا سمهم بين الكتائب..

فلو أن فصيلاً أرادَ أن يقاتلَ المجاهدين أو أن يوقِعَ بينَهم، فإنا ندعوهُ إلى شرعِ اللهِ تعالى ونحاكمُه إليه، فإن قَبِلَ فقد زالتْ عنه التُّهمهُ، وبقيَ له حقُّ الأخوةِ والدينِ، وإن رفضَ كانَ ذلك أبيَن دليلٍ لكشفِ عَوارِه وأوضحَ برهانٍ لهتكِ ستارِه!

الرسالةُ الثالثة:

إلى علماءِ الأمّةِ.. إلى علماءِ المسلمين.. إلى المجاميعِ العلمية والفقهيةِ..

لقد آنَ الأوانُ لتقولوا كلمةَ الحقِّ.. آن الأوانُ لتعلنوها صريحةً مُدوّيةً للعالمِ أجمَعْ..

آن الأوانُ لترتفعَ سجلاتُكم ممهورةً بكلمةِ الفصلِ علَّكُم أن تلحقوا برَكْبِ الصادعينَ بالحقِّ يومَ كثُرَ المتخاذلون والأفّاكون..

يا علماءَنا الأفذاذ.. بيّنوا لقادةِ الكتائبِ الإسلاميةِ في الشامِ وبيّنوا لجميعِ الناسِ مغزَى هذه الحملةِ الصليبيةِ، وأنها إنما جاءتْ لحربِ الإسلام..

بيّنوا للناسِ أنَّ الانضمامَ والتعاونَ مع هذه الحملةِ المشؤومةِ رِدّةٌ عن دينِ اللهِ تعالى..

أين بياناتكم وخطاباتكم إن كلمةَ العالمِ تُغيّر مجرَى الأحداثِ، وتحقنُ الدماءَ، وتعصمُ الأنفُسَ، وتحفظُ أرواحَ الأبرياءِ، ويقي اللهُ بها منَ الزيغِ والزللِ..

وبالمقابلِ: فإن سكوتَكم يُعرّضُ آلافَ العوامِّ من المسلمينَ لمظاهرةِ المشركينَ والوقوعِ في الردّةِ والعياذُ بالله، وإن اللهَ سائلُكم عن ذلكَ يومَ القيامة ..

ولقد عدَّ الإمامُ محمدُ بنُ عبدِالوهّابِ رحمهُ اللهُ الناقضَ الثامنَ من نواقضِ الإيمان: (مظاهرةَ المشركينَ ومعاونتَهم على المسلمينَ) واستدلَّ بقولهِ تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [المائدة: 51].

وقالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ رحمه اللهُ في اختياراتِه: (مَن قفز إلى معسكرِ التَّتَرِ، في حرب المسلمين ولَحِقَ بهم ارتدَّ، وحلَّ مالُه ودَمُه )

ختاماً:

رسالة إلى أمة الإسلام عامة وأهلنا في الشام خاصة:

تذكروا أن الله توكَّل بالشامِ وأهلِه»([1]).

تذكّروا يا أهلَ الشامِ أنَّ أرضَكم هي أرضٌ مباركةٌ، وأنها أرضُ النبواتِ، ومهدُ الرسالاتِ، لها شأنُها في مُبتدَإِ الأمرِ ونهايتِه،

قال «ألا إنَّ الإيمانَ إذا وقعَتِ الفتنُ بالشام»([2])؟

وقال «الشامُ أرضُ المحشرِ والمنشَر»([3])؟

 

فلاتهولنكم حشودهم وتذكروا أصحاب نبيكم لما رأوا الأحزاب فقالوا

هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا}[الأحزاب:22].

{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران:173- 175]..

فهذا الإرهابُ الذي يقومُ به الغربُ إنما هو تهويلٌ من شياطينِ الإنسِ والجنِّ، وتخويفٌ من الشيطانِ لأولياءِ اللهِ بأوليائِه،

فأين قوّتُهم من قوةِ الجبارِ سبحانه؟ وأين جنودُهم من جُندِ اللهِ سبحانه؟: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}، {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}..

ما أغنَتْ حملاتُ الأعداءِ في وَأْدِ هذا الدينِ وإطفاءِ جذوتِه على مَرِّ التاريخ؟

ما أغنت عنهم حملاتُهم الصليبيةُ في القديمِ والحديث؟

ما الذي آلَتْ إليه حملاتُ الاتحادِ السوفيتيِّ خلالَ أكثرَ مِن عشرِ سنين

بل ما الذي آلَتْ إليهِ الحملةُ الصليبيةُ في أفغانستانَ والتي قامَتْ بها اثنانِ وأربعونَ دولةً

أينَ قواتُ التتارِ التي انتفشَتْ واجتاحتِ البلادَ وقتلتِ العبادَ، ثم ما لبثَتْ أن وذَوَتْ وانتهت كأنْ لم تكنْ، وبقيَ دينُ اللهِ شامخاً عزيزاً، وهو محفوظٌ إلى قيامِ الساعةِ بحفظِ اللهِ سبحانَهُ وتعالى: {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة:32].

انظروا إلى ملياراتهم التي يرصدون ثم تأملوا قول الله سبحانه

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ * لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.

فاصبروا يا أهلَ الشامِ، وصابرُوا ورابطوا؛ فقد قارعتُمُ الرافضةَ المجوسَ، وأنهَكتُمُ النظامَ النصيريَّ، وها أنتم تقارعونَ الصليبيينَ وحلفاءَهم، وإنّنا لنحسَبُ ذلك نصراً من اللهِ وفتحاً قريباً مُبيناً إن شاءَ الله..

فأبشِروا وأَمِّلُوا؛ فواللهِ ما اشتدَّ العُسرُ إلا اقتربَ اليُسرُ، ولا تطاولَ الليلُ إلا دنَا الفجرُ: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا} [يوسف:110]..

أبشروا فقد سبقَ وعدُ الله بنصرِ رُسُلِه وأوليائِه: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات:171-173].

أبشروا فواللهِ إن إخوانَكم المجاهدينَ في الشامِ لن يخذلُوكم؛ فقد وقفوا معكم ضدَّ النصيريةِ، وإنهم بإذنِ اللهِ واقفون معكُم ضدَّ الصليبيةِ حتى يأذنَ اللهُ بإحدَى الحُسنيين: بمجدِ النصرِ أو شرفِ الشهادةِ..

 

 



([1]) رواه أحمد وأبو داود، وقال الألباني: صحيح.

([2]) رواه الحاكم وقال الألباني: صحيح.

([3]) قال الألباني: صحيح.