JustPaste.it

حوار

نصح وملاحظات

على كتاب

(لماذا نقاتل ونقاتل من ؟)

*******

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده فلا شيء قبله ولا شيء بعده أنزل كتابه ليقوم الناس بالقسط فجعله مفصلا ومحكما ولم يجعل له عوجا من أستمسك به نجى ومن ضل عنه هوى.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلاة الله وسلامه عليه وعلى أصحابه الذين نصروه واتبعوا النور الذي أنزل إليه فبه هدوا واعتصموا فمكنهم الله سبحانه كما وعدهم والله لا يخلف الميعاد.

وبعد:

إن الحق غايتنا وأحب إلينا من أنفسنا وأهلينا ومن الناس جميعا فبه نعرف أهله وأنصاره لا يغرنا كثرة الهالكين ولا قلة السالكين ولا نستوحش الطريق وعليه نصبر فقد أحطنا به خبرا وكيف لمن لم يحط بالحق خبرا أن يقبله ويصبر عليه ويعادي ويوالي عليه،فليس المهم أن تعمل ولكن المهم والاهم أن تعمل صالحا يرضاه الله سبحانه وتعالى قال تعالى عن العبد الصالح سليمان عليه الصلاة والسلام: رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين()،ليس المهم أن نحسب أنفسنا على الهدى ولكن المهم والأهم أن نكون عند الله تعالى على الهدى قال تعالى: قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا() وقال تعالى: وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون()،ليس العيب أن نجهل ولكن العيب أن نصر على الجهل، ليس الكبر أن نطلب الحق فنخطئه ولكن الكبر بطر الحق وازدراء الناس واحتقارهم وعدم قبول الحق ممن استقر في قلوبنا عدم محبتهم فمن الابتلاء أن يأت الحق على لسان من تبغضه قلوبنا ليعلم الله تعالى هل نطلب الحق للحق أم نطلبه للهوى.. ليس من بيّن خطئي يقتضي عدم إرادة الخير لي وانه عدو لي فإذا كان المرء يعمل من أجل مرضاة الله تعالى وابتغاء الأجر عنده سبحانه فلن يضيره إن كان مخطئا أن يعود للحق ولا ينبغي أن ينظر إلى عمله ويلبس عليه الشيطان فإذا كان العمل السيئ بعد التوبة يبدله الله سبحانه حسنات فكيف بالعمل الصالح؟! قال تعالى: إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما() إن هدفنا الحق الذي يريده الله سبحانه ورحم الله تعالى من قال : لئن أكون ذنبا في الحق خير من أن أكون رأسا في الباطل والرسول عليه السلام قال : خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا()،فهذه نظرة في كتاب (لماذا نقاتل ونقاتل من ؟) الصادر عن اللجنة الشرعية للقاعدة في بلاد الرافدين أرجو من الله تعالى أن تأخذ موضع الجد والمراجعة وأن يقبلوا ممن يرونهم من القاعدين النصح فرب حامل فقه ليس بفقيه وأسأل الله تعالى أن يحسن خاتمتنا وأن يتوفانا مسلمين.

القسم الأول: ملاحظات في المصطلحات.

أولا:قولكم ص 1: أما بعد: فهذا بحث ٌكتبتُه على عَجَل وقد تظافر فيه جهد المقل وبضاعةٌ مزجاةٌ وفقرُ كاتبه إلى مولاه ولعله أن يكون نسمةً نائرةً لكل مجاهد موحد يسعى لإعلاء كلمة الله في الأرض ونبراسا ً يقتبس منه إخواننا المرابطون في ثغور بلاد الرافدين ليكونوا على بصيرةٍ من أمر دينهم وجهادهم لأعداء الله تعالى من الكفار والمرتدين أ.هـ

قلت:إن بيان المنهج الذي يتبناه أي شخص ناهيك عن جماعة يجب أن لا يتصف بالعجلة وقلة البضاعة لان الزلل فيه عام فلا يقال إن هذا من باب التواضع فهذا ما لا يحتمله المقام فيجب أن يكون البحث بروية وتأني وان يكون من خلال بحث مستفيض ودقيق ومراجعة شاملة.

ثانيا: قولكم مستأنسين بقول القرطبي رحمه الله وغيره على وجوب نصب إمام للمسلمين ص 2: قال الإمام القرطبي في تفسير هذه الآية الكريمة: (هذه الآية أصل في نصب إمام وخليفة, يسمع له ويطاع, لتجتمع به الكلمة وتنفذ به أحكام الخليفة ولا خلاف في وجوب ذلك بين الأمة, ولا بين الأئمة إلا ما روي عن الأصم حيث كان عن الشريعة أصم...هـ أن قال:دليلنا قول الله تعالى:(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً )البقرة: 30أ.هـ

قلت: إن البحث في المسائل الشرعية سواء كانت في الأصول أو الفروع لا بد أن تستند على قاعدتين كما قرر ذلك ابن تيمية رحمه الله تعالى وهما:

  1. العلم بالحكم الشرعي.

  2. العلم بالواقع.

فنصب الإمام مترتب على وجود المسلمين أي في الواقع الإسلامي -دار الإسلام- لإقامة الأحكام وتسيير شؤون المسلمين لحفظ الضرورات الخمس للمسلمين وغيرهم فإذا لم يتوفر هذا الواقع فنصب إمام لا طائل منه ولا يعني هذا أن نلغي وجود جماعة مسلمة لها إمارة ولكن هذه الإمارة تكون متعلقة بأفراد هذه الجماعة ولا يتحقق فيها ما يتحقق بالواقع الإسلامي (الإمامة العظمى) لأن الخلافة تابعة للتمكين .

ثالثا: قولكم ص( 3)وكذلك ندرك حقيقة الحكومات المرتدة المعاصرة التي تبنت مذهب الديمقراطية الكفري.هـ

قلت: هنا تقررون وصفين لا بد من بيان حقيقتهما :

الأول: (الحكومات) فهنا قد حكمتم عليها بأنها مرتدة ومعلوم أن الكفر والإسلام أحكام متعلقة بأشخاص مكلفين فهذه الحكومات من هي كأفراد؟ هل المقصود منها كل من انتسب إليها ويعتبر موظفا فيها أم تتعلق بأشخاص دون آخرين وما الدليل على ذلك؟

الثاني (الردة): إن مصطلح الردة مصطلح شرعي قد بين سبحانه وتعالى المقصود منه لأن لكل وصف شرعي حكم خاص به وكيفية تعامل خاصة بحسبه والخلط بين المصطلحات وعدم ضبطها يؤدي إلى خلل المقدمات والنتائج في الدعوة وفي التعامل مع الواقع مما يترتب عليه فساد بنية الإصلاح والنية لا تصلح العمل الفاسد.فمصطلح الردة معناه الرجوع عن الإسلام إلى الكفر أي الانتقال من حالة الإيمان إلى حالة الكفر كما بين تعالى بقوله: يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه الآية وقوله تعالى: ومن يرتدد منكم عن دينه الآية وقوله تعالى: ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين() وقوله تعالى: ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا الآية فهذه الآيات وغيرها خطاب للمؤمنين أي من تحقق إيمانه ثم انتقل إلى الكفر فهذا مرتد أما من لم يكن على الإيمان فكيف يحكم عليه بأنه مرتد ؟،ولذلك أنتم تطلقون على الشيعة الإمامية أنهم مرتدون بقولكم ص 31حكم طائفة الرافضة:إننا نعتقد بان الرافضة طائفة كفر وردة أ.هـ

قلت: هذا خطأ فاحش وتحريف للمصطلح الشرعي فهؤلاء الشيعة الآن متى كانوا على الإيمان حتى يرتدوا ويرجعوا عنه فهم لم يكونوا يوما على الإيمان إذ أنهم على دين غير دين الإسلام كما هو عند الله تعالى: إن الدين عند الله الإسلام() ورثوا الكفر من أجيال متلاحقة فحكم الردة لا ينتقل إذ انه من نشأ في الكفر ولو كان أبوه مرتدا لا يقال عنه انه مرتد بل هذا كافر أصلي إذ أن الردة متعلقة بالشخص الذي يكون على الإسلام الحقيقي ويرجع عنه،كما أنكم أخطأتم بإطلاقكم على الحكام أنهم مرتدون بقولكم ص 23: فلينظر العاقل منكم إلى قوانين هؤلاء الحكام المرتدين أ.هـ وكذلك قولكم ص26: 6-من العلوم الواجب إشاعتها بين الناس الآن هو جهاد هؤلاء الحكام المرتدين وجنودهم وشرطتهم وحرسهم وإن كانوا بني جلدتنا وعشائرنا إذ إن هؤلاء الحكام الكفار المرتدين المتسلطين على البلدان هم العدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا فتراهم يحكمون بقوانين عبدة الصلبان أ.هـ وقولكم: ص 28:كونهم مرتدين:إن قتال المرتدين الممتنعين مقدم على قتال الكفار الأصليين وذلك لان المرتد أعظم جناية في الدين و أشد خصما أ.هـ وهذا أيضا كسابقه فمتى كان هؤلاء الحكام على الإسلام ورجعوا عنه؟ إنهم ورثوا الكفر عن آبائهم ونشأوا عليه فهم كفار أصليون ولدوا عليه وعاشوا عليه ويموتون عليه كما أنكم استشهدتم ص 18، 20، 23-24 على قتال الحكام هذه الأيام بقتال الصحابة للمرتدين زمن أبي بكر رضي الله عنه وعنهم، فهل واقع أولئك كواقع هؤلاء؟ لا والله ما هؤلاء بمرتدين وما كانوا يوما على الإسلام -الإسلام الحقيقي وليس ما يسمونه إسلاما- فالأحكام بناء على الوصف الشرعي الحقيقي وليس بناء على ما يصف به غير الشر ع.ولذلك كان قولكم ما نصه: فقتال هؤلاء الحكام وجنودهم هو من جنس قتال الصديق رضي الله عنه لبني حنيفة وطليحة الأسدي إذ إن الصديق أول من سَلَ سيفَه لقتلِ وقتالِ المرتدين الممتنعين عن شريعة من شرائع رب العالمين أ.هـ ليس صحيحا وواقعيا وكما حذر الله عز وجل الأمة أن تسير على خطى أهل الكتاب من قبلها الذين حرفوا الكتاب وورثوا دينا محرفا ولم يطلق عليه وصف الردة وإنما قال : ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا . أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا () وكما بين عليه السلام أن هذه الأمة سيحدث فيها ما حدث لمن قبلها حتى يعود الإسلام غريبا كما بدأ.وعليه فما حقيقة واقع قولكم ص 28:إن قتال المرتدين الممتنعين مقدم على قتال الكفار الأصليين وذلك لان المرتد أعظم جناية في الدين و أشد خصما أ.هـ إن جهل الحقائق الشرعية وجهل الواقع يوقع في مآسي لا يعلمها إلا الله سبحانه تعود نتائجها بالضرر فبدل الإصلاح يتم الإفساد ويضيق دائرة العمل الصحيح.

رابعا: قولكم ص 28 فمعظم بلدان المسلمين الآن يحكمها ويتسلط عليها الكفار إما مستعمر أجنبي كافر و إما حكومة محلية كافرة أ.هـ وقولكم ص 43-44ما نصه: وما هذه الانتخابات إلا حيلة خبيثة لصرف المسلمين عن جهاد المرتدين وغيرهم من الكافرين, فيأتي شياطين الإنس ليقولوا ولمَ الجهاد والمشقة وصندوق الانتخابات هو الحل ؟ فالحل أيها المسلمون هو قول الله تعالى:(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه)الأنفال: 39.أ.هـ

قلت: فقولكم: فمعظم بلدان المسلمين أ.هـ ما المقصود به ؟

هل هو متعلق بالأرض كونها كانت في يوم من الأيام للمسلمين يقيمون عليها الإسلام فان كان كذلك فإسبانيا أرض المسلمين وشرق أوربا ارض المسلمين حتى موسكو ارض المسلمين بل إن الأصل في الأرض إنها كانت للمسلمين والكفر طاريء عليها.ولكن الحق كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بأن الأرض لا حكم لها وإنما حكمها بحكم الغلبة عليها فان حكمها المسلمون فهي دار إسلام وإن حكمها الكفار فهي دار كفر أما أن تكون الأرض محكومة بحكم الكفر وأهلها مسلمون فهذا من بدع هذا الزمان مما أحدث وليس عليه أثارة من علم.

وقولكم: وما هذه الانتخابات إلا حيلة خبيثة لصرف المسلمين عن جهاد المرتدين وغيرهم من الكافرين أ.هـ فأقول: أي مسلمين هؤلاء الذين يحتال عليهم أهل الكفر ويوقعونهم في الكفر ويجعلونهم يتخذون أربابا من دون الله تعالى؟ أم أنهم لا يعلمون كيفية اتخاذ إله مع الله فوقعوا في ضد قوله تعالى: لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا()؟ فقد جاء البعض بتقسيمات ما انزل الله بها من سلطان بنوا عليها أحكاما ضلوا بها وأضلوا عن طريق الحق علما بأن هذه الانتخابات ليست أمرا عرضيا أو بل من عشرات السنين ورثه الناس عن آباءهم وأجدادهم.فنحن في واقع كفري محكوم بأحكام الكفر مليء بالمعبودات من دون الله سبحانه( الطواغيت) وعليه لا بد من تحديد دقيق وواضح لكيفية تحقيق الإسلام بناءً عليه يتم تحديد المسلم من غيره والذي يترتب عليه كيفية محددة وواضحة للتعامل مع هذا الواقع لنكون ممن قال الله فيهم: قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ().

وكما ترون فإن هؤلاء ليسوا طائفة ردة وإنما كفار أصليون فهل ينطبق عليهم قولكم ص 9 ما نصه: وأما الكفار الأصليون، فنبدأ بدعوتهم إلى الإسلام، فإن أبوا عرضنا عليهم أمرين أ.هـ

 

القسم الثاني: عقيدة الجماعة وتطبيقات الواقع

1- هـ قولكم ص 16: إننا ندين الله بأن القوانين الوضعية دين من الأديان الباطلة إذ إنها طريقة متبعة وشريعة ملزمة (فالدين هو الطريقة المتبعة وهو نظام حياة الناس, وهو شريعتهم المتبعة, حقا كان ذلك كله أو باطلا, والخضوع لهذه الطريقة بالتزامها وطاعتها هو العبادة) ومنه قوله تعالى:(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ –إلى قوله:(لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) فسمّى سبحانه ما عليه الكفار دينا، أي: الطريقة المتبعة.أ.هـ وقولكم ص15: قتالهم في سبيل الطاغوت: وهو طاغوت الحاكم المتحاكم إليه من دون الله, وهو هنا الدساتير والقوانين الوضعية والحكام الكافرون, وهذا سبب مكفر لقوله تعالى ((الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً)) النساء / 76 أ.هـ.

قلت: فأنتم تقررون بشكل واضح أن طاعة القوانين والتحاكم إليها وإتباعها كفر ومن يفعل ذلك فهو في دين غير دين الله تعالى(كافر) لأنكم تقولون بأن الطاعة هي الدين والعبادة كما نقلتم عن شيخ المفسرين الطبري رحمه الله ص 13 ما نصه: وقال الطبري:(القول فـي تأويـل قوله تعالـى:{وَقَاتِلُوهُمْ حَتّىَ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدّينُ كُلّهُ لله فَإِنِ انْتَهَوْاْ فَإِنّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}..يقول تعالـى ذكره للـمؤمنـين به وبرسوله: وإن يعد هؤلاء لـحربك..فقاتلوهم حتـى لا يكون شرك ولا يُعبد إلاّ الله وحده لا شريك له, فـيرتفع البلاء عن عبـاد الله من الأرض وهو الفتنة, ويكُونَ الدّينُ كُلّهُ لله يقول: حتـى تكون الطاعة والعبـادة كلها لله خالصة دون غيره.و عن ابن عبـاس, قوله: حتـى لا يكون شرك...و وَيَكُونَ الدّينُ كُلّهُ لِلّهِ حتـى يقال: لا إله إلاّ الله, علـيها قاتل النبـيّ صلى الله عليه وسلم, وإلـيها دعا..عن الـحسن..قال: حتـى لا يكون بلاء...قال ابن جريج: أي: لا يفتُن مؤمن عن دينه, ويكون التوحيد لله خالصا لـيس فـيه شرك, ويخـلع ما دونه من الأنداد...قال ابن زيد..: حتـى لا يكون كفر, وَيَكُونَ الدّينُ كُلّهُ لِلّهِ لا يكون مع دينكم كفر...) أ.هـ،وكذلك قول ابن تيمية رحمه الله ص 8 ما نصه: فان الله يقول في القرآن:(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) والدين هو الطاعة فإذا كان بعض الدين لله وبعضه لغير الله وجب القتال حتى يكون الدين كله لله أ.هـ وكذلك قول الشوكاني رحمه الله ص 12 ما نصه: وقال الشوكاني عن قوله تعالى:(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ):(فيه الأمر بمقاتلة المشركين إلى غاية هي ألا تكون فتنة وأن يكون الدين لله وهو الدخول في الإسلام والخروج عن سائر الأديان المخالفة له، فمن دخل في الإسلام وأقلع عن الشرك لم يحلَّ قتاله) أ.هـ

أقول: لو طبقنا هذا على الواقع فإن غالب الناس داخلون في غير دين الله تعالى وأنهم لم يخلعوا الأنداد فمن من الناس من لا يطيع هذه القوانين ويتحاكم إليها ويتبعها ويعمل بها ويلجأ إليها فغالب الناس واقعون في هذا الكفر فكيف حكمتم على أنها بلاد مسلمين أم أن هناك تفصيل آخر غير ما صرحتم به وغير ما صرح به هؤلاء الأئمة الذين ذكرتم أقوالهم؟ وهل هناك فرق بين قانون وقانون؟ أو بين طاعة وطاعة؟ وما معنى الطاعة ومتى تكون؟ بالدليل الشرعي .وما معنى قولكم ص 14: فطالما أن علة الشرك قائمة فالقتال باقٍِ وعلى هذا الأصل العظيم فإن نظام الديمقراطية الكفري العالمي إنما هو تشريع بشري شركي يُفرض على الناس؛ لذا فإنه أعظم فتنة في زماننا هذا.أ.هـ

فقولكم يُفرض على الناس أ.هـ هل أن الناس لا علاقة لهم بإتباعها وطاعتها والتحاكم اليها ؟ وما الدليل الشرعي على ذلك؟ ومتى يكون الإنسان معذورا في هكذا واقع والدليل على ذلك؟ فلا بد من معرفة حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في هؤلاء ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة.

2-قولكم ص 17: فلا بد من معرفة حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في هؤلاء الذين ينصرون الكفر ويقاتلون في سبيل الطاغوت بأفعالهم وأقوالهم أ.هـ وقولكم ص15: أـ المناصرون بالأقوال: (ص 15)وقولكم ص 16:ب_ المناصرون بالأفعال:ويأتي على رأسهم جنود الحكام الكافرين, سواء في ذلك جنود الجيش أو جنود الشرطة, (الردء) منهم والمباشر أ.هـ.

قلت: معنى النصرة أي الاعانة وهي عامة تشمل العمل والقول بالمال والنفس أليس من يعمل معهم يعينهم على تنفيذ قوانينهم ؟ أليس من يدفع لهم المال طاعة لقوانينهم قد أعانهم؟ أليس من فعل ذلك قد أعانهم ونصرهم وحكمه الكفر كما قلتم ص 18:أما حكم أنصارهم من علماء السوء والإعلاميين والجنود وغيرهم فهم كفار على التعيين(لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ)الأنفال: 42 أ.هـ فعلى هذا هل الموظفون في هذه الأنظمة ينطبق عليه حكمكم أنهم كفار على التعيين؟ وهل دافعوا الضرائب لهذه الأنظمة ينطبق عليهم حكمكم أنهم كفار على التعيين وينطبق عليهم ما ينطبق على دافعي الضرائب لأمريكا وغيرها كونهم يحاربون الإسلام أم أن الأمر مختلف ؟ وهذا الجم الغفير وغالب الناس الذين لا يقولون بكفر الحكام اليس هذا نصرة لهم بالقول وهل ينطبق عليهم حكم الكفر سواء كان عن جهل أو بتلبيس من علماء السوء؟وغير ذلك مما يتعلق بهذه المسائل.

3-قولكم ص14-18:ورائدة هذا النظام الكفري هي: أمريكا (هبل العصر) ومن أعانها من طواغيت الحكم وأنصارهم ومن أجل هذا فإننا نكفرهم ونقاتلهم وذلك لاجتماع عدة أسباب في تكفير أنصار الطواغيت كل منها مكفر لهم بذاته وهي:1ـ موالاتهم الحكام الكافرين:إلى قولهم: 2ـ قتالهم في سبيل الطاغوت.. إلى قولهم: 3ـ معاداتهم لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولدينه أ.هـ

قلت: كل هذا من الولاء لأن الولاء له أربعة معان هي الطاعة والنصرة والمحبة والإتباع وهذه مناطها العموم لا تخصيص لها فهل عندكم تفصيل أوتوضيح لهذه الأمور حيث أنها من صلب التوحيد وعقيدة الإسلام التي لا يقبل الله تعالى إسلام المرء إلا بها.

القسم الثالث: الاستدلال الخاطيء

1- قولكم ص 7:وأما الذين آمنوا ببعض الإسلام وأعرضوا عن البعض الآخر فالواجب قتالهم حتى يقبلوا بالإسلام كله ولا يعطلوا أحكامه ولا شعائره الظاهرة، كما قاتل الصديق رضي الله عنه مانعي الزكاة، وكما رفض النبي صلى الله عليه وسلم إسلام اليهود الذين اشترطوا لإسلامهم عدم الحج إلى بيت الله الحرام أ.هـ

قلت: لقد حصل الخلط هنا بين مسألة الحكم بالإسلام ومسألة القتال وكذلك حصل لبس بالوصف الشرعي.فقتال الصديق رضي الله عنه كان للمرتدين ومانعي الزكاة فقتاله المرتدين لكفرهم وقتاله مانعي الزكاة لمنعهم الزكاة والطائفة الممتنعة قد لا يحكم عليها بالكفر كقتال علي رضي الله عنه للخوارج ولم يحكم عليهم بالكفر فهم رفضوا الدخول تحت طاعته.وكذلك فإن الرسول عليه السلام كما نقلتم لم يقبل إسلام اليهود ولم يعتبرهم مرتدين ولم يقاتلهم مع أن رواية عكرمة مرسلة ولا يحتج بها كما هو مقرر في الأصول.ولذلك كان قولكم ص 7: فالذين آمنوا ببعض وكفروا ببعض صنفان: المرتدون الذين دخلوا في الإسلام ثم كفروا ببعض أحكام، وتركواا قسما من شريعته، والصنف الثاني:الذين دخلوا فيه بشرط عدم التزام جميع أحكامه.وعن هؤلاء يقول شيخ الإسلام:(فهؤلاء الكفار المرتدون والداخلون فيه من غير التزام لشرائعه والمرتدون عن شرائعه لا عن سمته كلهم يجب قتالهم بإجماع المسلمين أ.هـ غير صحيح في الاستدلال والتقسيم إذ أن من قال قبلت الإسلام ولكن لن أزك أو لن أحج ونحوه لا يحكم عليه بالإسلام ابتداء حتى يعامل معاملة المرتد فهو ما زال على كفره ولم ينتقل إلى الإيمان حتى يرجع عنه وقد بين ابن تيمية رحمه الله أن الإسلام في بداية الدعوة غيره في نهاية الدعوة قلا يقبل إسلام إنسان إلا بقبول ما استقرت عليه الشريعة في وقت إسلامه.

2-قولكم ص 8: ولهذا قال الله تعالى:(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فان لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله )وهذه الآية نزلت في أهل الطائف لما دخلوا في الإسلام والتزموا الصلاة والصيام لكن امتنعوا من ترك الربا فبين الله أنهم محاربون له ولرسوله إذا لم ينتهوا عن الربا أ.هـ

قلت: هذا غير صحيح لأن الروايات في سبب النزول مرسلة لا تقوم بها حجة إنما الاحتجاج على قتال الطائفة الممتنعة - وهي الطائفة التي قبلت الإسلام مجملا ودخلت فيه ثم امتنعت عن شريعة من شرائعه - أما من شرط ابتداءً الدخول في الإسلام دون التزام بعض شرائعه فهذا لم يتحقق إسلامه بعد،ولا يقال عنهم أنهم طائفة ممتنعة فهي بهذا تكون امتنعت عن الدخول في الإسلام وليست ممتنعة عن بعض شرائعه.

3_ قولكم ص 8 نقلا عن ابن تيمية رحمه الله:وقد ثبت في الصحيحين أن عمر لما ناظر أبا بكر في مانعي الزكاة قال له أبو بكر: كيف لا أقاتل من ترك الحقوق التي أوجبها الله ورسوله وان كان قد اسلم كالزكاة، وقال له فان الزكاة من حقها أ.هـ

قلت: إن مناظرة عمر للصديق رضي الله عنهم ليس في الحكم عليهم بالكفر وإنما في قتالهم وشتان بين الأمرين إذ لا تلازم بينهما ومعاذ الله أن يكون الفاروق ممن يجهل حكم الكفر بحق من صدر منه الكفر وهو الشديد في دين الله تعالى ولاحظوا الوصف وأنه ليس حكم وذلك ما وصف به ابو بكر رضي الله عنه مانعي الزكاة بقوله: كيف لا أقاتل من ترك الحقوق التي أوجبها الله ورسوله أ.هـ فليس كل ترك لحق كفر أما أن فاعل ذلك يقالت فهذا أمر والحكم بكفره أمر آخر،فحديثكم عن (قتال المرتدين المبدلين للشرائع) المحكوم عليهم ابتداء بالكفر وليس عن قتال الممتنعين عن الشرائع الذين لا يحكم بكفرهم ابتداء.

4-قولكم ص 13:وكونُ الدين لله ينافي كونَ الفتنةِ، والفتنة قد فسرت بالشرك فما حصلت به فتنة القلوب ففيه شرك وهو ينافي كون الدين كله لله، والفتنة جنس تحته أنواع من الشبهات والشهوات وفتنة الذين يتخذون من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله من أعظم الفتن)أ.هـ

قلت: ليس كل ما تفتتن به القلوب شرك فهذا تعميم خاطيء فليست كل شهوة شرك وليست كل شبهة شرك أيضا فلا بد من تحديد واضح للشرك وكيفيته.

5-قولكم ص 14: ولحكم النبي صلى الله عليه وسلم على عمه العباس رضي الله عنه بالكفر يوم أُسر في معركة بدر على الرغم من اعتذار العباس رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم بأنه مسلم و أنه كان مكرهاً على الخروج مع الكفار، ولم يعذره النبي بل وقال له أما ظاهرك فكان علينا أ.هـ

قلت: لم يثبت إسلام العباس رضي الله عنه إلا عند فتح مكة ، والعباس رضي الله عنه اعترض على أخذ الفداء منه كونه خرج معهم مكرها لقتال النبي صلى الله عليه وسلم،كما أنه من لم يعلم منه إسلام وجاء بكفر ظاهر لا يقبل منه ادعاؤه الإسلام إذ أن أحكام الكفر والإسلام بناء على الظاهر علما بأن هذا الأثر لم يثبت ففيه عنعنة ابن إسحاق وعنعنة ابن ابي نجيح .قال ابن كثير رحمه الله رواه ابن إسحاق عن ابن أبي نجيح عن عطاء عن ابن عباس ،وقد أخرجه الحاكم والبيهقي والإمام أحمد وفيه يونس بن بكير مختلف فيه،قال أبو عبيد الآجري عن أبي داود : ليس بحجة ، يوصل كلام ابن إسحاق بالأحاديث،وأخرجه الطبري في تاريخه: حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وهذا سند ضعيف.

 

القسم الرابع:وقفة حق وصدق

ما الأسباب التي أدت إلى هذا ؟ الجواب:

  1. عدم الفهم الصحيح والمنضبط والدقيق للتوحيد.

  2. عدم فهم الواقع فهما صحيحا.بما يتوافق مع الواقع الشرعي.

  3. التقليد للمشايخ والتعلق بهم بدافع العاطفة والمحبة والألفة لهم،ولهؤلاء المشايخ أقوال لو قالها غيرهم لكفرتموه وعاديتموه فمثلا:

أ- عبد القادر عبد العزيز ففي كتبه التي تعتمدون عليها مصائب منها ما نقلتموه ص 23-24 ما نصه:يقول الشيخ عبد القادر عبد العزيز حفظه الله في كتابه العمدة:{(فيقاتل كل هؤلاء قتال المرتدين وإن كانوا ينطقون بالشهادتين ويظهرون بعض شعائر الإسلام لإتيانهم بما ينقض أصل الإسلام, وقال تعالى:(الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً)النساء: 76، فكل من نصر الكافر بالقول أو بالفعل لنصرة كفره فهو كافر مثله وهذا هو حكمه الظاهر في الدنيا كممتنع عن أهل الإيمان والجهاد, وقد يكون مسلما في الباطن لوجود مانع من التكفير في حقه أو شبهة ونحوه أ.هـ

قلت:أنظر إلى عدم تمييزه بين واقع الكفر وواقع الردة وقد سبق بيان ذلك وانظر إلى عقيدة الجهمية عنده بقوله: فكل من نصر الكافر بالقول أو بالفعل لنصرة كفره فهو كافر مثله وهذا هو حكمه الظاهر في الدنيا كممتنع عن أهل الإيمان والجهاد, وقد يكون مسلما في الباطن لوجود مانع من التكفير في حقه أو شبهة ونحوه أ.هـ.

فكيف يكون مؤمنا في الباطن وقد أظهر الكفر ؟وحكم الله تعالى إنما هو على الظاهر في قول وفعل الكفر وهل هناك مانع سوى الإكراه؟ وهذا( عقيدة الجهمية) ما قرره العلماء وعلى رأسهم ابن تيمية رحمه الله تعالى وهو مخالف لعقيدتكم ما نصه ص 18:أما حكم أنصارهم من علماء السوء والإعلاميين والجنود وغيرهم فهم كفار على التعيين(لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ)الأنفال: 42 أ.هـ

2- قولكم ص 39: قال الشيخ أبو بصير حفظه الله (وهؤلاء الذين ينكرون علينا تسميتنا للديمقراطية بالدين, عليهم أن يقرؤوا القرآن من جديد, ويتفقهوا في التوحيد, ويراجعوا المفاهيم والمبادئ الأساسية لدين الله تعالى هو خير لهم وأحسن) أ .هـ

قلت: وأبو بصير له موضوع بعنوان: (حالات يجوز فيها إظهار الكفر )يبيح فيه الدخول في الجيش وأنظمة الطاغوت بدعوى إزالة كفر أغلظ فمن دينه إزالة الكفر بكفر ويقول أن هذا من دين الله تعالى ولنا نقد لرسالته تلك بعنوان ( التبيان والتبيين في عدم جواز إظهار الكفر لغير المكره في الدين) وله غير ذلك من العقائد الباطلة وهذا مخالف لعقيدتكم أيضا .

3- اعتمادكم على أبي محمد المقدسي واعتباره شيخا لكم في التوحيد مع أن له مصائب في العقيدة بينتها في مائة صفحة من الحجم الكبير في كتاب القول السديد منها إباحته للعمل في هذه الأنظمة وتقييده حكم الكفر على المنتخبين بالاعتقاد وقصد الكفر واليك النص حرفيا قال في النكت اللوامع ص23: ولا يقع المنتخب في المكفرات العديدة التي يقع فيها العضو الذي ينتخبه للبرلمان من قسم على احترام الدستور والولاء لأربابه أو تحاكم إلى القوانين وتشريع ما لم يأذن به الله وفق القوانين الوضعية وغير ذلك أ.هـ قلت:فالانتخاب بصورته الحالية عنده ليس بكفر والمنتخب لا يعمل عملا كفريا لأنه يقول: أما ما عذرنا به العوام هنا عدم قصدهم واختيارهم للعمل المكفر أ.هـ وقال أيضا ص 23: وإنما يكفر بانتخابه وتوكيله نيابة عنه للقيام بهذه الأعمال( القسم والتشريع الخ) الكفرية أ.هـ وهنا يؤكد أيضا بأن الانتخاب ليس كفر بحد ذاته وانما يحتمل غير الكفر فمن انتخب لغير هذه الغاية فهو لم يرتكب كفرا بانتخابه ثم قال ص 23بعدذلك: وعلى هذا فمن انتخبهم لأجل ذلك( التوكيل في فعل المكفرات) فقد كفر لأنه أنابهم ووكلهم عن نفسه في ممارسة الكفر أ.هـ وأقول هنا : أن مجرد نيته لهذا الأمر مكفر دون الانتخاب.ثم يقول ص 24: فمن أختار وأناب عن نفسه نائبا وهو يعرف أن هذه حقيقة وظيفته فهو كافر أ.هـ وهذا كله مخالف لعقيدتكم كما صرحتم بذلك ص 43-44 ما نصه: أما الذين ينتخبونهم من أفراد الشعب فيكفرون أيضا, لأنه بموجب الديمقراطية النيابية فإن الناخبين هم في الحقيقة إنما يوكلون النواب في ممارسة السيادة الشركية - التشريع من دون الله - نيابة عنهم, فالناخبون يمنحون النواب حق ممارسة التشريع الشركي, وينصبونهم – بانتخابهم – أربابا مشرعين من دون الله ص 43؛ لذا فإن المشاركة في هذه البرلمانات بالترشيح أو الانتخاب من الكفر الأكبر بل هو تجاوز على مقام ربوبية الله تعالى ؟ أ.هـ

فهل كون الإنسان مجاهدا أو شيخا أو عالما مانع من موانع التكفير إذا أحل الكفر وجوزه ودافع عنه؟ ولأي شيء قال الله تعالى: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله... الآية وقد بين الرسول عليه السلام أنها بحق العلماء والمشايخ الذين أحلو الحرام وحرموا الحلال فكيف بمن أحل الكفر وحرف الدين.

إن من صفات المؤمن المجاهد كما بين تعالى: يا أيها الذين آمنوا من يرتد منك عن دينه فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم()

نعم من حبنا لله أن نحكم بما حكم به ولا نتجاوز ذلك سواء على الآباء والأبناء وأعز الناس فشرع الله ودينه أعز علينا من أنفسنا،ويجب علينا أن نصدع بالحق لا نخاف لومة لائم فالله حسبنا وهو ناصرنا ،عليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير.

فهذه كلمات أقولها لكم ناصحا ومبينا بموجب الميثاق ولن ننقض الميثاق بإذن الله تعالى قال عز وجل: وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون()

وأقول لكم كما قال شعيب عليه السلام: ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قو هود أو قوم صالح وما قوم لوط منك ببعيد()

يا قوم يا من وصلتم إلى التضحية بالنفوس هل أصبح الحق اشق عليكم من إزهاق النفوس وما جعل الله تعالى إزهاق النفوس إلا لأجل الحق.

يا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتغلقون آذانكم عن سماع الحق.

يا قوم هل التمكين إلا للحق.

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرتا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

اللهم رب جبرائيل وميكائيل عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم .

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين