JustPaste.it

حوار حول

إشارة المرور ورخصة السياقة

*******

الوعد الحق

السؤال: يا شيخ ، لم استطع مخالفة إشارة المرور ، فأنا لم أقدر على الوقوف قبلها، لأن سيلاً من السيارات خلفى وقد علت كلاكسناتها تقول لي أنت عطلت حركة المرور على الطريق؟ ولا استطيع أيضاً الوقوف بعدها لأن ذلك من شانه أن يجعلني اصطدم بالسيارات التي تعبر لأن الإشارة لهذه السيارات عندئذ خضراء ولى حمراء . ولو لم استجيب فأن ذلك سيؤدى إلى موتى وموت الاخرين؟ فهل أخالف واعرض حياتي وحياة الاخرين للهلاك ، أم استجيب لقانون الإشارة و اقع في الكفر؟

أفتنى مأجورا

الجواب:

إن الجواب يكون على قدر ما حصل من علم وبما انك تسال عن مسألة في التوحيد فلا ادري هل انت تعيش في واقع اسلامي تقوم افعاله وأقواله على طاعة الله تعالى وطاعة رسوله فقط أم انت في واقع شركي تخضع فيه الاقوال والافعال الى طاعة الآلهة من دون الله تعالى وما طبيعة هذه الآلهة ، فأرجو التوضيح حتى يتم الاجابة بناء على تأصيل صحيح بغض النظر عن الجزئيات التي لا حصر لها كما ونوعا لأنه كما هو معلوم فان رجلا دخل النار في ذبابة بانتظار توضيحك.

الوعد الحق

وأين الواقع الإسلامي الذى تقوم أفعاله واقواله على طاعة الله تعالى ورسوله فقط ، خبرني عنه أخي الكريم ، الواقع الذى أعيش فيه هو نفس الواقع الذى تحياه أنت ، فأفتني مأجورا أحسن الله إليكم؟

الجواب:

اذن انت تقر انك في واقع شركي محكوم بغير حكم الله تعالى وقائم على غير شرع الله تعالى وهذا الغير ( الاله من دون الله تعالى ) هو الدستور والقانون فهما كبيرا الآلهة التي تعبد من دون الله تعالى وعنهما تتفرع الآلهة الأخرى ، وهذا القانون والدستور جماد من صناعة البشر- وما يصنعه البشر لا حياة له ولا ارادة ولا علم ولا حكمة- تنسب له الاحكام والشرائع والأوامر فكل التشريعات والاحكام صادرة باسم القانون والدستور وانهما هما اللذان يامران بها مع انهما لا حياة لهما -وهذا عين ما كان يفعله سدنة الأوثان حيث يتكلمون باسمهما وينسبون اليهما الاحكام والاوامر والتصرفات فعندئد اي امر وحكم صادر عنهما فحقيقته على الواقع هو: اننا آلهة من دون الله تعالى ونأمرك ان تفعل كذا وان الحكم في امر ما هو كذا فأنت بين أمرين:

..الأول: ان تنظر الى الفعل الذي امرا به او حكما به وتطيعه وأنت تعلم كونك تدعي الاسلام ان هذان معبودان من دون الله تعالى وأنهما جمادان فكيف يكون لهما امر وحكم فانت في هذه الحالة تعترف ان هذان الجمادان لهما علم وحكمة وارادة بطاعتك لهما بغض النظر عن طبيعة الفعل فهل في الاسلام طاعة للأوثان ؟ ومن فعل هذا فهو المشرك بالله العظيم .

..الثاني: أن تقول انهما ليسا معبودان ( الهان من دون الله تعالى) وان الطاعة ليس لهما فتكون قد حكمت على نفسك بجهل الواقع ومخالفة ما ثبت بالعقل الصريح وكذبت نفسك لانهم يصرخون ليل نهار باعلى اصواتهم الجميع تحت القانون والدستور ونحن ننفذ احكامهما وأوامرهما .

واصل الاسلام هو : اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت () التي هي : -اطيعوا الله واجتنبوا طاعة الطاغوت فاذا قلت ان الطاعة لها تقسيم نقول لك اذن انت تقر بطاعة الأوثان ومن قال ذلك فقد اتخذ الها آخر مع الله تعالى ويقول لك علماء الاسلام قاطبة وانقل لك نصين من اقوال شيخ المفسرين الطبري عليه رحمة الله تعالى الذي ينص فيهما على ان التوحيد هو افراد الله تعالى وحده بالطاعة

قال شيخ المفسرين رحمه الله تعالى: والذي أراد ابن عباس إن شاء الله بقوله في تأويل قوله:اعبدوا ربكم, وحدوه أي: أفردوا الطاعة والعبادة لربكم دون سائر خلقه أ.هـ تفسيرالطبري1/160.

وقال أيضا: ويكون الدين كله لله يقول حتى تكون الطاعة والعبادة كلها لله خالصة دون غيره أ.هـ الطبري9/248.

وانا اقول بقوله رحمه الله تعالى فمن اطاع الطاغوت فقد اشرك بالله في الطاعة .

و ازيدك : قال تعالى يصف من ارتد بطاعة الكفار: ذلك بانهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر () فمعنى بعض الامر اي: بعض شأنكم وبما انك في واقع شركي محكوم من المشركين فانت بطاعتك لهم في شيء من دينهم وشريعتهم قد دخلت في قوله تعالى وليس قولي .

- احكموا وتحاكموا بحكم الله واجتنبوا الحكم بحكم المعبود من دون الله تعالى والتحاكم اليه. -اتبعوا شرع الله تعالى ولا تتبعوا شرع المعبود من دون الله تعالى . وهذا كله مناطه الاطلاق فليس للمعبود من دون الله تعالى في حياة المسلم شيء لان اجتناب المعبود من دون الله

تعالى مقتضاه عدم النظر الى ما هية الفعل وانما النظر الى مصدره .

وقبل ان تبحث في الوقوف على الاشارة لا شك انك لا تقصد ماشيا او راكبا حمارا وانما تقود سيارة مرخصة ( أحلها لك المعبود من دون الله وتقودها بموجب( ترخيص) تحليل منه ، فانت ذهبت برجليك اليهم تطلب منهم ان يمنحوك هذا التحليل (الترخيص) بناء على شريعة اوثانهم( القانون والدستور ) ثم بعد ذلك تقول انظروا طلال البدوي يكفر من يقف على الاشارة ناسيا كل الشركيات التي وقعت بها . فانت تسأل عمن حاله هذا ،

اما ان سألتني عمن حاله مجتنب لطاعتهم واحكامهم ويقود سيارته بناء على تحليل الله تعالى بناء على القاعدة الاصل في الاشياء الاباحة فهو يقودها لان الله تعالى احلها له وانه لا يعترف بهذه القوانين والقائمين عليها ومر على اشارة من هذه فاقول لك ان الوقوف هنا له الصور التالية: الوقوف للاشارة طاعة لها وللقانون فهذا لا يفعله موحد،

الثانية ان يقف عند الاشارة وهذا لا يكون الا بناء على السبب ،

والثالثة: أن يقف على الاشارة وهذا ايضا بناء على السبب فالموحد ليس همجيا ورعاع فانه يفعل ما يحفظ عليه نفسه وماله والذي بدوره فيه حفاظ على اموال وانفس الآخرين بكل بساطة دون الالتزام بشرائع الأوثان والاعتراف بها وتكون بالنسبة له من باب الامور التنبيهية لان غيره لا ينظر الى الامور برؤيته التوحيدية .

ارجو ان يكون وصلك الجواب كاملا وان تناقش بعلم لا للجدال والتهويل فان الله تعالى قال: قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا () وشيئا هنا نكرة في سياق النفي وتعني العموم مهما كان هذا الشيء صغيرا او كبيرا والسلام على من اتبع الهدى

الوعد الحق

الذى فهمته من ردك يا شيخ ، أن الإنسان متى ركب السياره وتقدم لحصوب ترخيص لها بالسير فهو واقع فى شرك الطاعه، لا محاله ، وما الحل إذن ، نعود لعصر الحمير والبغال؟ أم نسير بسيارات بدون ترخيص وتعلم أنت أن ذلك مُحال ، وسؤالى يا شيخ ، هل تملك سياره؟ إذا كنت تملك فكيف تُسيّرها ؟ ولو لم تملك سيارة الآن وتملكتها فى المستثبل، ما هى الأحتياطات التى ستتخذها كى لا تقع فى شرك طاعة الدستور؟ هل ستسير بها بدون ترخيص؟ وكيف ذلك ؟ أم أنك لن تشتريها حتى لو ملكت ثمنها حنى تتجنب الوقوع فى هذا الشرك ؟ وماذا لو فعل كل الناس ما فعلت ولم يشتروا السيارات لكى لا يقعوا فى الشرك حينما يذهبون لطلب الترخيص ؟أرجو أن تكلمنى كلاماً يقره الذين والعقل لا أفتراضيات يستحيل تطبيقها

اقول :

1- ان الحصول على الترخيص هو من التحاكم فانت تطلب منهم حكما بتحليل قيادة السيارة ، فانت من اجل ان لا تعود الى عصر الحمير والبغال فالامر سهل عندك وهو الكفر بالرحمن .

2- انت خلقك الله لعبادته وان لا تشرك به شيئا هذه مهمتك وبالتالي كل حركة في الحياة تابعة لها وليس العكس

3-: كونه محال هذا فرضي وانت في واقع شركي محكوم لآلهة من دون الله تعالى لا شك ان اهلها يسعون لتعبيد الناس لها بكل حركة في الحياة وهذا هو ما شهد به القرآن قال تعالى: فقالوا انؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون() فلعداء بين المشركين والموحدين هل هو بالتقرب الى الله بالشعائر ؟ فانت اذن ساذج لا تعرف طبيعة الايمان والشرك لقد فهم فرعون ما لم تفهمه من حقيقة الدين: ﴿ وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ ذَرُونِيٓ أَقۡتُلۡ مُوسَىٰ وَلۡيَدۡعُ رَبَّهُۥٓۖ إِنِّيٓ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمۡ أَوۡ أَن يُظۡهِرَ فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡفَسَادَ ٢٦ [غافر: ٢٦] وهذا ما فهمه ايضا قومه: وقال الملأ من قوم فرعون اتذر موسى وقومه ليفسدوا في الارض ويذرك وآلهتك () فهو تغيير الدين اي تغيير المنطلقات التي تبنى عليها الأقوال والافعال فبدلا من ان تكون ما صنعوه من آلهة تكون بناء على دين الله تعالى ، فالمشرك يريدك ان تتبع ملته انم تفعل بناء على شريعته.

4- انت لم تفقه حقيقة الايمان ولماذات شرعت الهجرة وما معنى اخراج المشركين للمسلمين اليست الهجرة هي مفارقة الاوطان والاهل في دار الشرك الى دار لعبادة الله وحده وهل الهجرة الا لان المسلم لا يستطيع ممارسة شؤون الحياة بناء على شرع الله تعالى وترسخت فيك الوطنية مع ان المسلم وطنه حيث يوجد الاسلام..

5- انت لسوء ظنك بالله لا تتصور ان يتغير هذا الواقع وتكره تغيره وتحب بقاءه محكوما باحكام الشرك ولا تتصوره بدون هيمنة الشرك والمشركين وجهلت حقيقة الاسلام مع ان من اهم حقائق الاسلام ان المسلمين قلوا وان اهل الشرك هم الكثرة وان الله تعالى ناصر عباده المؤمنين المستضعفين وهذا ليس له توقيت ومكان محددين .

6- نعم ان الاسلام الذي هو اجتناب الطاغوت يعني ان تجتنب ممارسة شؤون حياتك من خلاله ولو فعل الجميع ذلك لسقط الطاغوت وظهر الاسلام فانت لا تريد ظهور الاسلام والا ما هو الاسلام ؟

7- ومن قال لك انها فرضيات ان تجتنب الطاغوت مستحيل عندك في جزئية واحدة فكيف تحقق الاجتناب المطلق الذي لا يقبل الله غيره واين ذهب الايمان فلا غروا ان لا تعرف حقيقة الايمان فهذا هو دين الله تعالى واما الدين الذي لا يقر هذا فهو ليس دين الله تعالى وانما دين ابليس .

فاذا كنت لا تصبر على الحياة دون قيادة سيارة فما هو الصبر الذي ستدخل به الجنة : سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.