JustPaste.it

التوضيح لمن بدل الدين الصحيح

نقض مذهب ابي قتادة الفلسطيني

 

المقـدمة
الحمد لله رب العالمين الهادي الى الصراط المستقيم ومبين سبيل المجرمين والصلاة والسلام على خير الموحدين المبين لكتاب رب العالمين الآمر بالدين القويم وعلى صحابته الذين ادوا الامانة من بعده غير مبدلين ولا محرفين .
يقول عليه الصلاة والسلام :إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض () . وقال ايضا : تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة رسوله () . وقد جرت سنة الله تعالى ان تتفرق هذه الامة كما اخبر عليه الصلاة والسلام فكان بداية التفرق لا يخرج عن التمسك بالكتاب والسنة فيما يتعلق بالتفرق ضمن دائرة الاسلام سواءا كانوا الخوارج او المرجئة او المعتزلة او غيرهم ممن لم يخرجوا من الاسلام والمتتبع لاستدلالاتهم يعلم علم اليقين انها كانت فيما يتعلق دون عبادة غير الله تعالى أي بشق الاثبات- فيما يتعلق بالأمر الرباني او الاسماء والصفات _من كلمة التوحيد وهو اعبدوا الله ولم يكن الخلاف بينهم في شق النفي وهو اجتنبوا الطاغوت فهم كانوا متفقين على هذا ولكن التفرق حصل نتيجة عدم فهم الادلة التي تمسكوا بها .
ولكن ما حصل بعد ذلك ان الأمر تتطور الى تحريف لدين الله تعالى- وهذه سنة الله في عباده كلما تقادم الزمان عن زمن الوحي _ بسبب عدم الفهم ومخالطة المشركين وأخذ الدين بالوراثة : انهم الفوا آباءهم ضالين فهم على أثارهم يهرعون() وأصبحت الادلة الشرعية تُؤول الى عبادة غير الله تعالى والتي نزلت لتنزيه الله تعالى بعبادته وحده فاتسع الخرق على الراقع .
وازداد الخطب بعد ذلك في ايامنا هذه ان اصبح التمسك بأقوال العلماء - التي قالوها في ظروف الخلاف حسب واقعهم وظروفهم - لتسويغ الشرك والكفر ( عبادة غير الله ) وبذلك حقت سنة الله : اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله () ولو عرضت اقوال الخلف على على السلف رحمهم الله لتبرؤا من قائليها ومنها وهذا سيحدث : يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ()وذلك ان الذين اوتوا الكتاب من قبلنا قد حصل التحريف عندهم في كتاب الله على و جهين :
الأول : قال تعالى : يحرفون الكلم عن مواضعه ()
وتحريف الكلم عن مواضعه أي :تبديلا للكلم سواءا بالاضافة او النقصان اوالحذف.
الثاني:قال تعالى : يحرفون الكلم من بعد مواضعه ()
وهذا هو تحريف مدلول الكلم فيتم التغيير والتبديل في مفهوم ومدلول النصوص الشرعية مع المحافظة على النص سليما .
وهذه الامة سارت على نهج وخطى الامم السابقة وستحرف كلام ربها وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام اما تحريفه عن مواضعه فهذا قد تكفل الله تعالى بعدم حدوثه لأنه تولى حفظ كتابه قال تعالى : انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون () .
فبقي فساد الامة من قبل الامر الثاني وهو تحريف الكلم من بعد مواضعه وهذا من قبل مشايخ ( احبار السوء والجهالة ومن رهبان ( المتنسكين ( الضلالة والعمى .وصدق الامام عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى حين قال :
وهل افسد الدين الا الملوك واحبار سوء ورهبانها
ومن هؤلاء المدعو ابو قتادة فقداستمعت اليه في مناظرة جرت بينه وبين المدعوا ابو عمر الكويتي استمرت لا يقل عن اربع ساعات في اهم مسائل الدين والتي يتوقف عليها كفر وايمان فمن البديهيات في نقاش مثل هذا ان تكون الكلمة للشرع (قول الله وقول رسوله عليه السلام )ولكن للأسف خلال مدة الجلسة لا يقل عن اربع ساعات لم يذكر ابو قتادة الا اربع آيات وثلاثة احاديث فقط واستدل بها استدلالا باطلا وسأتعرض اليه بالتفصيل
واقول كلمة لأبي قتادة : ان كنت ممن لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا فان نصحي لك علنا لن يكون مانعا لك من مراجعة الحق لتنجو اولا من غضب الله تعالى وتكون سببا لهداية آخرين خير لك من الدنيا وما فيها . فلا تاخذك العزة بالاثم فوالله انك لن تضر الا نفسك واعلم ان الله هو الغني الحميد غني عني وعنك لقوله تعالى : من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد () وان ضل قوم فان الله تعالى يقول : وان تتولو يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم () .
لقد حرصت في هذا الامر ان اذكر كلامه بالنص كما هو في الشريط دون تدخل مني سواءا فيما يتعلق بالتكرار او الاخطاء اللغوية او غيرها لنقل الصورة كما هي ومن المعلوم ان واقع النقاش ليس كواقع الكتابة فان النقاش يتخلله هفوات كثيرة فيما يتعلق بالاخطاء اللغوية او التكرار او اللهجة العامية وهذا امر طبيعي فهو ليس من موارد التعليق واعتباره من الاخطاء التي يؤاخذ عليها .
كما وانبه ان الاشرطة وعددها اربعة قد تخللها مواضع كثيرة من التداخل التي لم استطيع تمييز الاصوات والكلمات بسبب خفض الصوت او ان التسجيل لم يكن واضحا بحيث لم اتمكن من معرفة بعض الكلمات او الجمل والتي لا تؤثر على حقيقة المسائل المطروحة ليس لتقصير مني فقد سمعت الاشرطة عدة مرات وقمت بتفريغها وتحققت من كل كلمة والامر لا يخلوا من تقصير بشري فكل كلمة لم اتبينها فقد ابقيت مكانها فارغا وكل كلمة حصل عندي بعض الشك ولو كان يسيرا وضعت تحتها خطا .
وكنت في طريقة البحث امام خيارين :
الاولى : ان اقوم بذلك تبعا للتسلسل في الاشرطة ومناقشة كل ملاحظة .
الثاني : ان اجمع الملاحظات ذات الموضوع المشترك والبحث فيها .
فاخترت الثاني منهما مع انه يأخذ وقتا اكثر وجهد اكبر وذلك لأنه اكثر فائدة وتحصيلا للمقصود
واذا لزم الأمر فسأقوم بذكر الدقيقة التي قال فيها أقواله وقد اكتفيت بذكر رقم الشريط ورقم القسم سواءا كتابة او ترقيما مثل ( 4/1) والتي تعني الشريط الرابع القسم الأول
ولا يعني الرد على ابي قتادة موافقة مني لأبي عمر - فأنا لا اعرفه ولم يحدث بيني وبينه نقاش وقد عرفت مذهبه من كلامه في الاشرطة وليس بيني وبينه الا النصح - وانما هو احقاقا للحق وموعظة لمن يلتفون حول ابي قتادة لكي لا يغتروا بكلامه ويتقوا الله في انفسهم وفيه .
والله اسأل ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على امام الموحدين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين

 

القسم الاول:ابو قتادة و اصل الدين
يقول ابو قتادة في الشريط الرابع القسم الثاني : وأنا على التوحيد الذي أمر الله به وأعتقد كما قال الشافعي آمنت بالله على مراد الله وعلى مراد رسول الله وان أتبع رسول الله هذا ايمان مجمل واذا بين لي بعد هذا من التفصيل الذي أتى به الرسول صلى الله عليه وسلم …… الى قوله : ولكن مدارك النظر في فهم كلام النبي صلى الله عليه وسلم هل هذا عام دخل فيه الخصوص هل هذا عام يراد به الخصوص مسائل الاصول اناقش بها أ. هـ
اقول :
اولا : ان ما وصفه بانه ايمان مجمل غير صحيح وانما هذا ايمان مبهم لأن هذا القول متعلق بالايمان بالاسماء والصفات التي جرى عليها الخلاف في ذلك الوقت وهي مما لا يعلم حقيقته الا الله تعالى وعلمه نبيه عليه الصلاة والسلام فهو ايمان التفويض على معنى اثبات الاسماء والصفات بلا تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تتعلق بكلمة التوحيد التي نزل القرآن تبيانا لها ..
فما هو هذا المراد ؟فهو هنا يعمم لأن الايمان هو كلمة التوحيد لا اله الا الله وهذه من اطلاقاته التي عاب غيره بانهم يطلقون الاحكام ؟مع ان اطلاق الاحكام ليس فه ما يعيب فالنصوص الشرعية المتعلقة باصل الدين اما مطلقة وإما عامة وهذا هو قسم الإحكام من النصوص الشرعية وكل نص احتمل التخصيص او التقييد يخرج عن كونه محكما الى كونه من المتشابه ومعاذ الله ان يجعل الله سبحانه وتعالى النصوص المتعلقة باصل الدين من المتشابهات وقائل هذا جاهل لدين الله تعالى .
ان مراد الله تعالى ومراد رسوله عليه السلام مبين في قول الله تعالى وقول رسوله عليه السلام سواءا اجمالا او تفصيلا .

فالادلة الشرعية ( قرآن وسنة) ما هي الا مراد الله سبحانه وتعالى ومراد رسوله عليه السلام .
قال تعالى : هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن ام الكتاب () فالله تعالى انزل آيات محكمات واضحات بينات تبين مراد الله تعالى من الايمان المجمل والمفصل .
والله عز وجل ارسل رسوله ليبين للناس ما انزله مما يحتاج الى تفصيل قال تعالى : وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون ()
ثانيا: ما هو الايمان المجمل الذي أراده الله تعالى وأراده رسوله عليه السلام ؟

هذا السؤال المهم في مثل هذا الواقع لا يترك مبهما وانما لا بد ان يكون واضحا بينا عند كل من يدعي دين الله تعالى
ولتتضح الامور فان الجواب ما يلي :
ان الايمان المجمل الذي بعث الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام وكل نبي الى قومه هو ما اراده الله تعالى وبينه بقوله : ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المفسدين()
وهي نفسها التي امر الله عز وجل بها بقوله : وما أرسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه أنه لا اله الا انا فاعبدون () . وهذا الأمر المجمل قائم على علم مجمل كما قال تعالى : فاعلم انه لا اله الا الله () .
فالايمان المجمل ( كلمة التوحيد) تتضمن امرين مجملين لا يكون المرء موحدا الا اذا جاء بهما على الاجمال وهما :
الاثبات : اعبدا الله
النفي اجتنبوا الطاغوت
أما ما يتعلق بشق الاثبات من ناحية العلم فلا بد ان يكون معلوما من حيث الاجمال أي ما هي مظاهر العبادة المجملة اما من حيث الكيفية والتي هي التفصيل فهذا امر غير معلوم لأن العبادة الاصل فيها التوقيف فلا نعبد الله الا بما امر بالكيفية التي بينها رسول الله عليه الصلاة والسلام .
وأما ما يتعلق بشق النفي فان معناه معلوم وجاء بعدة معان واضحة بينة وكذلك كيفيته معلومة ايضا وهذا ما بينه الله تعالى بما قصه علينا من حال الامم السابقة :
فقوم نوح قالو : لا تذرن آلهتك ولا تذرن ودا الآية .
وقوم هود قالوا : أجئتنا لنعبد الله وحده ونترك ما كان يعبد آباؤنا الآية .
وقوم صالح قالوا : قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا ان نعبد ما يعبد آباؤنا الآية.
و قوم شعيب قالوا : اصلاتك تأمرك ان نترك ما يعبد آباؤنا الاية .
وقوم فرعون : أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الارض ويذرك وآلهتك الآية .
اما العرب : انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون () ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون().
والعبادة كمعنى يفهمه العربي هي الذل والخضوع وهذا الذل والخضوع له مظاهر وصور والله تعالى خاطبهم بلغتهم التي يفهمون مدلولات الفاظها قال تعالى : وكذلك اوحينا اليك قرآنا عربيا لتنذر به ام القرى ومن حولها () ومعلوم ان الرسول عليه السلام طيلة الدعوة في مكة لم يطلب منهم الا الايمان المجمل قولوا : لا اله الا الله تفلحوا . ولذلك فان رفضهم قول هذه الكلمة لأنهم علموا حقيقتها من خلال مدلولها ومعناها .

فمعنى لا إله إلا الله المجمل هو: انني قبلت اوامر الله واحكامه جملة وعلى الغيب ومستعد لتنفيذ أي امر وحكم تفصيلي وانني غير قابل وممتثل لاي أمر او حكم لغير الله تعالى جملة وتفصيلا
ثالثا: الايمان المفصل وهو المتعلق بكيفية عبادة الله تعالى الذي من اجله ارسل الله تعالى رسوله ليبينه للناس فاذا امر الله بالصلاة مثلا:
فالصلاة حقيقتها تنفيذ أمر أي طاعة فهي تدخل في مظهر العبادة المجمل الطاعة اما كيفيتها فهي الكيفية التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والخطأ المقبول هو متعلق بالكيفية من حيث :
أنه قد يعرض أمر الله تعالى على شخصين عندهم الايمان المجمل ولكن الايمان المفصل مجهول لديهما :
فمن توقف في الفعل كونه لا يعلم الكيفية فهو محق .
ومن ادى الكيفية باجتهاده بمعنى فهمه من وضع اللفظ اللغوي الظاهر فهو محق .
وهذا الذي يدخله الجهل والتاويل والخطأ والله تعالى لا يكلف نفسا الا وسعها .
أما ان يدعي انسان الايمان المجمل وهو لا يعلم المعنى المجمل للأيمان فهذا ليس بمؤمن .
وعندما طُلب منه ( من ابي قتادة) المباهلة في الشريط الثالث قال: وانما نباهل على الامور اليقينية التي يتعلق بها الدين ويتعلق بها الحق والباطل ……… الى قوله كـَ لا اله الا الله محمد رسول الله أ .هـ .
فما هو علم اليقين ب لا اله الا الله محمد رسول الله عنده ؟! فان مسالة اليقين لها ثلاث مراتب :
الأولى : علم اليقين .
الثانية : عين اليقين .
الثالثة: حق اليقين .
والايمان اليقيني المطلوب من العبد هو القائم على علم اليقين .
فما هو علم اليقين عنده بالتوحيد أي المتعلق بـ لا اله الا الله من حيث المعنى المجمل اليقيني ؟!
فهذا الأمر لا بد ان يكون محدد ومعلوم ومفهوم والا اصبحت دعوة الانبياء غير مفهومة وهذا ما ننـزه دين الله عنه ولذلك فان كل نبي خاطب قومه وامرهم منذ اللحظة الاولى للدعوة بعبادة الله تعالى بلغتهم التي يفهمون منها المعنى كاملا غير منقوص قال تعالى : وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي اليه من يشاء وهو العزيز الحكيم () فكلمة العبادة التي هي الخضوع والذل والتي فهمها العرب والتي يفهمون منها المعنى العملي وهو مظاهرها وحقيقتها .
ولكن ابا قتادة جاءنا بأمر ليس عليه برهان بقوله في الشريط الرابع القسم الأول بقوله: الحقيقة في نقطة قد لا يفهم بعض العرب معنى العبادة بمعنى التزام العبادة فيفهم معنى العبادة على قوله صلى الله عليه وسلم : يا عائشة ذريني أعبد ربي . بمعنى العبادة النسك وهذا عندي يدخل في حديث عائشة لما عدي بن حاتم أسلم دخل على الرسول عليه السلام ثم أسلم فقرأ النبي بعد أن أسلم عدي …
قاطعه ابو عمر بقوله : ضعيف ……
ابو قتادة : طيب يصلح للإحتجاج من باب ضعفه يسير كما تعلم
ابو عمر : أظن فيه كثير ابن عبد الله وهو ……
ابو قتادة: بس أنا أتكلم معك في هذا الباب ابن عدي ويوجد في العرب هذا الكلام ويوجد مما يستخدمه العرب في أساليبهم أن العبادة تطلق على معنى النسك وأما على معنى اتباع الأمر فتحتاج الى بيان زائد على معنى كلمة العبادة أقول تحتاج الى بيان زائد أ.هـ
أقول :
1-
ما دليله على ان معنى العبادة عند العرب وفي الشرع هو التزام العبادة ؟
فهذا القرآن نزل كما اخبر تعالى انه قرآن عربي بلغة عربيه على فهم العرب فاين قوله تعالى : ان العبادة هي التزام العبادة ؟فالله تعالى يقول : وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين () ولم يقل وما امروا الا ليلتزموا عبادة الله .
وأين في سنة رسول الله عليه السلام الذي قال الله فيه : لتيبن للناس ما نزل اليهم () بل مَن مِن العرب قال أن معنى العبادة التزام العبادة ؟
2-
اما احتجاجه بالحديث فالحديث رواه ابن حبان بسند صحيح بلفظ : يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي أ.هـ وليس لفظ الحديث : ذريني أعبد ربي .
فقوله : ذريني أتعبد الليلة لربي وليس ذريني التزم عبادة ربي . بل من قال من العلماء أن قوله عليه السلام يدل على ما قاله .
ثم قولنا : العبادة هي التزام العبادة فكلمة التزام زائدة لا معنى لها الا ان تكون قيدا للعبادة كونها التزام بمعنى ان هناك عبادة وهناك التزام عبادة وان الاحكام الشرعية متعلقة بالتزام العبادة وليس بالعبادة وهذا هو التحريف لأن اضافة أي لفظ الى اللفظ الشرعي لا بد من دليل عليه فقوله هذا باطل ومردود .
فالعبادة لفظ عام يدخل فيه عبادة القلب واللسان والجوارح فلا يعبد الا الله تعالى سواءا بالقلب او اللسان او الجوارح .
فلفظ الالتزام متعلق بماذا ؟ قال ابو قتادة في الشريط الرابع القسم الأول: نقض عقد الالتزام شو معنى الالتزام لا اله الا الله ؟ انا لا اعبد الا الله ولا آخذ الا من طريق رسوله هذا عقد الالتزام عندي بعد ذلك ما زاد عليه فهو من لوازمه مما يعذر به كالصلاة وغيرها أ.هـ
أقوله : فتفسيره عقد الالتزام لـ لا اله الا الله بأنه لا أعبد الا الله لم يأت بشيء جديد لأن معنى لا اله الا الله أي لا أعبد الا الله . فمعنى ذلك ان عقد الالتزام متعلق بالقول : انا لا اعبد الا الله وهل العلم المتعلق بـ لا اله الا الله هو فقط العلم بأنها لا أعبد الا الله ؟ فالمقصود منها هو العلم بالنفي والاثبات نفي مظاهر العبادة _ والتي هي من معنى العبادة الظاهر الذي يدل عليه الوضع اللغوي _ عن غير الله تعالى واثباتها لله تعالى ونفيها عن غير الله تعالى كما سبق هو ترك فعلها لغير الله سواءا بالقلب او القول او الجوارح .والمقصود منها من حيث اقامة الاحكام الشرعية هو المتعلق بالقول والعمل اما القلب فعلمه عند الله تعالى فمن فعل او قال ما هو عبادة لغير الله تعالى فقد عبد غير الله عز وجل ونقض اسلامه لأن من فعل أي عبادة لغير الله تعالى فقد خرج من الاسلام وانتقض اسلامه . أما اذا كان الناس لا يفهمون من معنى العبادة الا معنى مخصوص بحكم ما ورثوه فهذا أمر آخر فجهلهم لمعنى العبادة ليس عذر شرعي لأن القرآن حجة الله على خلقه لم يتغير فيجب على المكلفين البحث عن حقيقة الاوامر الشرعية من الذي أمر بها والحمد لله فالله تعالى يقول: ما فرطنا في الكتاب من شيء () والعبادة هي الغاية التي خلق الله تعالى الجن والانس من أجلها قال تعالى : وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ( ) والله تعالى قد بين معنى العبادة اوضح بيان ولم يترك لمتقول قول كما يلي :
1-
الدعاء : قال تعالى : وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعوا ربي عسى الا اكون بدعاء ربي شقيا() فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له اسحق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ()
والدعاء له ثلاثة معان: السؤال تضرعا وخفية والتنسك والتسمية بالاسماء الحسنى .
2-
الحكم وما يتعلق به : ان الحكم الا لله أمر الا تعبدوا الا اياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ()
فاذا كان الحكم لله أي انه احد مظاهر الالوهية لله تعالى ومن معان الحكم التشريع فتكون العبودية من الخلق بالتحاكم والحكم بأحكامه
3-
الولاء قال تعالى : والذين اتخذوا من دون الله أولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى()
والولاء هو القرب والتقرب الى الله تعالى يكون بالطاعة والاتباع والنصرة والمحبة وهي معان الولاء .
وقد تم بيان كل ما يتعلق بالعبادة في كتاب القول السديد .
وقد يقول قائل الله أكبر تريد ان يعلم كل هذا العجوز والشيخ وعامة الناس فنقول لهم :
أ_ الله تعالى يقول : فاعلم انه لا اله الا الله () أي لا معبود بحق الا الله فاذن هناك علم وهذا العلم متعلق بالعبادة اذن فالعبادة تحتاج الى علم ليعلم حقيقتها ويؤديها كما يريد الله تعالى ولا يقع بعبادة غير الله عز وجل.
ب- ان لا اله الا الله شهادة حق يؤديها الانسان فلا بد ان تكون عن علم والا فلا تقبل شهادة من لا يعلم حقيقة ما يشهد به قال تعالى : الا من شهد بالحق وهم يعلمون ()
ج- اذا كان الانسان يبذل من الجهد والوقت الشيء الكثير ليحصل على شهادة دنيوية تؤهله للحصول على عرض من الدنيا قليل فما بالكم بشهادة تؤهل حاملها للخلود في جنة عرضها السموات والارض في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
علما بان تعلمها لا يستغرق دقائق لكن العمل بها يستغرق حياة حاملها لأنها تصبح عنوان افعاله وأقواله بمعنى ان كل قول او فعل ظاهرا وباطنا يجب ان يتحقق فيه ركني هذه الشهادة بان يجتنب فيه الطاغوت وان يفعله لله تعالى بالكيفية التي بينها رسول الله عليه الصلاة والسلام مصداقا لقوله تعالى: وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا الى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل ()
فدعوة الله تعالى هي : ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ()
واتباع الرسل كما قال تعالى : وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله ().
3-
بخصوص حديث عدي رضي الله عنه :
أ_ الحديث حسن واحتج به علماؤنا رحمهم الله تعالى .
ب- ان اسلام عدي كان متأخرا بعد فتح مكة وفهمه هذا لم يقل به غيره لأن الآية نزولها متقدم على اسلامه ولم يصدر عن أحد من الصحابة انه فهم غير معنى العبادة المجمل الذي يفهمه العربي .
ج- ان الخلل في فهم عدي رضي الله عنه يعود لمخالطته أهل الكتاب وتدينه بدينهم ومعلوم ان اللغة انما تكون بالمخالطة فعلم من معنى العبادة ما تعلمه من اهل دينه بأنها النسك فقط وليس من لغة العرب .
2-
قوله: وأما على معنى اتباع الأمر فتحتاج الى بيان زائد على معنى كلمة العبادة أقول تحتاج الى بيان زائد أ.هـ
أقول: أ- اذا كانت تحتاج الى معنى زائد فمعنى ذلك ان لفظ العبادة أصلا بوضعه اللغوي غير متضمن لهذا المعنى وهذا مخالف للأدلة الشرعية قال تعالى: والذين اتخذوا من دون الله اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى() فهذه الاية مكية .
فالله تعالى اخبر ان الكفار قد اتخذوا من دونه اولياء وكلمة اولياء من معانيها : مطاعين ومتبعين . فأخبر الله تعالى عن العرب انهم قالوا : ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى () ففهموا ان اتخاذ الاولياء (أي: مطاعين ومتبعين ) من دون الله هي عبادة لهم . فأصل اللغة التي نزل بها القرآن وهي العربية تدل بوضعها على ان الاتباع هو العبادة .
ب- معلوم ان البيان الزائد لا بد ان يكون الشرع الذي يحدده فأين الدليل الذي يقول ان العبادة لا تعني اتباع الأمر من حيث الاصل وهو متعلق بالالفاظ العربية التي اراد الشرع منها معنى غير ما يدل عليه اللفظ بوضعه اللغوي الظاهر وهذا لا يجوز القول به الا بدليل خاص والا كان من القول على الله بلا علم وتشريع ما لم يأذن به الله تعالى سبحانه.
فقوله تعالى : ألا له الخلق والأمر () فالله تعالى يقرر ان الآمر لا بد ان يكون خالقا وبما انه لا خالق الا الله تعالى فانه لا آمر الا هو فمن مظاهر الالوهية الأمر .
فالربوبية من مظاهرها الأمر ويقابلها العبودية من المخلوق باتباع وطاعة الأمر لأن علاقة المخلوق مع الخالق علاقة عابد مع معبود .
رابعا: قوله : ولكن مدارك النظر في فهم كلام النبي صلى الله عليه وسلم هل هذا عام دخل فيه الخصوص هل هذا عام يراد به الخصوص مسائل الاصول اناقش بها أ.هـ
فأقول: ان النصوص الشرعية ليست خاضعة لمدارك النظر في الفهم وما ذكره من عام يدخل فيه الخصوص الخ خاضع للنصوص الشرعية فكلام النبي عليه الصلاة والسلام لا يعرف المراد منه الا ببيان الرسول عليه الصلاة والسلام له فاذا عرض علينا نص نبوي فلا نعمل فيه النظر وانما الاصل فيه انه يؤخذ على ظاهره وهذا ما قرره في الشريط الرابع القسم الأول بقوله : كما قال الشاطبي كل القرآن أغلب القرآن وأغلب السنة تجري مجرى الظاهر والظاهر لا ينقضه التأويل . أ.هـ .

وبعد ذلك اذا ظهر لنا خصوص او غيره فنعمل القواعد الاصولية وهذا متعلق بتفصيلات الشرع لا باصل الدين وإلا اصب حاصل الدين من المتشابهات وهذا محال قبوله في دين الله تعالى . فالخلاصة ان كلام النبي لا يخضع لمدارك الفهم وانما يخضع للبيان النبوي

. ----------------------------------------------



القسم الثاني: الألوهية والربوبية عند أبي قتادة

1-
قال ابو قتادة 1/1: وأعرف الشرك كيف يقع لأن الشرك لا يقع في الالوهية الا اذا وقع في الربوبية على خلاف كثير من تقريرات المتاخرين وسأبين المعنى الذي اريده أ.هـ
اقول :

اولا:ان ابا قتادة يقرر ثلاثة اصول بنى عليها مذهبه :
الأول : ان الالوهية تختلف عن الربوبية
الثاني: ان الامر لا يكون شركا في الالوهية الا بشرط وقوعه في الربوبية كقيد منفصل .
الثالث : وهو مفهوم قوله ان الشرك في الالوهية لا يقع منفردا .
ثانيا: ان الالوهية هي الربوبية والعكس صحيح وانما اختلفت العبارة لاختلاف الاعتبار فقط فالالوهية على اعتبار التوجه والربوبية على اعتبار التلقي لأن التوحيد هو :توحيد جهة التوجه بأعمال واقوال القلب والجوارح وتوحيد التلقي أي الكيفية التي تؤدى بها الأعمال والأقوال.وهذه الالفاظ كلفظ الايمان والاسلام إن اجتمعت تفرقت وإن تفرقت اجتمعت فالله تعالى قرر ان الربوبية هي الالوهية والعكس صحيح بالادلة التالية:
-
قال تعالى : اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون ()
فالله تعالى ينكر عليهم اتخاذ الاحبار والرهبان ارباب لأن هذه عبادة لهم والعبادة هي تاليه وجاء آخر الاية موضحا لذلك بامرين بقوله : لا اله الا هو() وهذا تأليه وقوله ( سبحانه عما يشركون) .
-
قال تعالى : امن خلق السموات والأرض وأنزل لكم من السماء ماءا فانبتنا به حدائق ذات
بهجة ما كان لكم ان تنبتوا شجرها أأله مع الله بل هم قوم يعدلون ()
فأمور الخلق وانزال المطر والانبات من الربوبية ثم جاء الاستفهام الاستنكاري أأله مع الله هل هناك اله آخر فعل ذلك مع الله او ان من لم يفعل ذلك لا يستحق ان يكون الها .
-
قوله تعالى : أمن جعل الارض قرارا وجعل خلالها انهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أأله مع الله بل اكثرهم لا يعلمون ()الآيات 60-64من سورة النمل والآيات كثيرة في ذلك .
فثبوت هذه المقدمة دليل على فساد المسألتين الثانية والثالثة فكون الربوبية هي الالوهية تسقط كل القيود التي ابتدعها ابو قتادة من غير علم ولا هدى ولا كتاب منير فلا يعتبر أحدهما شرطا للآخر.
ثالثا: ان اصل دعوة الرسل هي كما اخبر تعالى : اعبدوا الله ما لكم من اله غيره أفلا تتقون ()
فقوله هذا يعني:
1-
أعبدوا الله ما لكم من معبود غيره أو
2-
ألهوا الله وحده مالكم من اله غيره .
فالله تعالى يخبر ان الرسل جاءت الى أقوامهم جميعا بدعوتهم الى التوحيد كون الشرك عندهم في الالوهية وابو قتادة يقول ان الشرك الأكبر في الألوهية لا يقع منفردا .
وحتى لا يخرج علينا بالأسلوب الذي اتبعه مع ابي عمر ليقول انا لم اقل هذا باللفظ وتحولت المسالة الى هل قاله) جواز التحاكم) باللفظ أي يجوز التحاكم ؟. نقول له ان الكلام وضع من اجل التفاهم بين البشر من خلال ما عهدوه من لغتهم فهذا مفهوم قوله الا اذا ارادنا ان ان نستعلم منه مقصوده من كل قول فحينئذ يصبح كلامه لا اعتبار له ولا يؤخذ به فعدمه خير من وجوده ولكن هذا لا يسلم به فان لم يكن عالما بما يقول فعليه السكوت وان كان كلامه لا يفهم من وضع خطابه فعليه السكوت وعلى كل حال فان هذا الذي قررناه ذكره في :
رابعا: في الشريط الرابع القسم الأول على حديث ابن عباس : أجعلتني لله ندا . قال ما نصه : بل اتخذه ندا بمعنى لا يخرجه عن الشرك بمعنى لا يخرجه عن الاسلام ، هذا ما اعتقده يا استاذ ان الآن الشرك الاصغر اتخذ عبد : أفرأيت من اتخذ الهه هواه () اشرحلك اياها يا ابو عمر .
أرأيت من اتخذ الهه هواه () اتخذه اله لكن هذا الاتخاذ لا يصل الى درجة الخروج من الاسلام . الهوى اله لكن الاله لم يصل الى الدرجة أن يخرجه من الاسلام بالكلية فمن هنا يسمى كفر أصغر شرك أصغر نفاق أصغر .
عرفت اتخذه ندا حقيقة اتخذه ندا لكن ليس لـِ الألوهية الكاملة لتبطل الوهية الرب الحقيقي سبحانه وتعالى في قلبه واعتقاده أ.هـ .
اقول :
1-
اتخاذ الند لله تعالى هل جاء في الشرع على معنى غير الشرك الأكبر؟ الجواب لا للأدلة :
أ - من القرآن الكريم .
- -
قوله تعالى: ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله الآية فقوله : والذين آمنوا قسيمه الذين لم يؤمنوا وهم المشركون الشرك الأكبر.
- -
قوله تعالى: يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون () الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناءا وأنزل من السماء ماءا فأخرج به من الثمرات رزقا لكم
فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ()
- -
قوله تعالى: وجعلوا لله اندادا ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فان مصيركم الى النار()
- -
قوله تعالى: وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار اذ تأمروننا ان نكفر بالله ونجعل له اندادا الآية.
- -
قوله تعالى: واذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا اليه ثم اذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعوا اليه من قبل وجعل لله اندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا انك من اصحاب النار()
- -
قوله تعالى : قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين ()
فهذه ست آيات هي كل ما ورد في كتاب ربنا عز وجل بهذا الخصوص وكلها تدل على الشرك الأكبر .
ب- اما قول نبينا صلى الله عليه وسلم :
- -
عن عبدالله بن مسعود قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم عند الله قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت إن ذلك لعظيم قلت ثم أي قال وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك قلت ثم أي قال أن تزاني حليلة جارك. رواه البخاري .
- -
عبد الله بن مسعود قال النبي صلى الله عليه وسلم كلمة وقلت أخرى قال النبي صلى الله عليه وسلم من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار وقلت أنا من مات وهو لا يدعو لله ندا دخل الجنة رواه البخاري
- -
قال عبد الله بن قيس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أحد أصبر على أذى يسمعه من الله تعالى إنهم يجعلون له ندا ويجعلون له ولدا وهو مع ذلك يرزقهم ويعافيهم ويعطيهم .رواه مسلم .
فهذه الايات والاحاديث والتي هي مصدرنا في الاحكام والاقوال والافعال تقرر بعمومها ان اتخاذ الند لا يكون الا بمعنى الشرك الأكبر وهذه ادلة محكمة فجاءنا ابو قتادة بمتشابه ليقرر لنا قاعدة تنقض كل ما سبق بناءا على حديث رواه البخاري في الأدب المفرد حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن الأجلح عن يزيد بن الأصم عن بن عباس قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت قال جعلت لله ندا ما شاء الله وحده .
هذا الحديث رواه الدارقطني في تاريخ بغداد بصيغة الاستفهام عن ابن عباس قال قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت فقال أجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده .
أ_ فان هذه الرواية تبين الرواية السابقة وليست احدى الروايتين بأولى من الثانية ان هذا القول : ما شاء الله وشئت . انها تحتمل ان تكون على معنى الند الشرعي وهو الشرك الكبر ولوجود الاستفهام فلا تكون هذه العبارة هي اتخاذ ند الا على اعتبار نية وقصد القائل .
ب- اما من حيث المشيئة فان الله تعالى قد أثبت للإنسان مشيئة قال تعالى : وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين() فعلى هذا فمن قصد مشيئة مطلقة فيكون على معنى اتخاذ الند وأما ان قصد انها غير مطلقة فلا تكون على معنى الند .ويكون قوله عليه السلام في رواية الادب المفرد على اعتبار سد الذريعة فشرع حرمة هذا القول لحماية الدين من ذرائع الشرك كما حدث مع قوم نوح ومن بعده .فهذا الدليل ليس متعلق بلفظ الند مجردا وإنما متعلق بلفظ المشيئة من حيث كونها تدخل في الندية أم لا.
ج-عن قتيلة بنت صيفي الجهنية قالت جاء حبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال نعم القوم أنتم يا محمد لولا أنكم تشركون قال وما ذاك قال تقولون والكعبة إذا حلفتم قال فأمهل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ثم قال إذا حلفتم فقولوا ورب الكعبة فقال نعم القوم أنتم لولا أنكم تجعلون لله ندا قال وما ذاك قال تقولون ما شاء الله وشئت قال فأمهل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال من قال ما شاء الله فليقل ثم شئت .الطبقات الكبرى والاحاد والمثاني رواه الامام احمد والطبراني في المعجم الكبير .
اقول: فهذه الرواية تقول ان الرسول عليه السلام امهل فلو كان شركا اكبر هل يتمهل عليه السلام ؟ وهو الذي جاء بالتوحيد ويعلم ما انزل عليه من ربه من اتخاذ الأنداد فالحلف بالكعبةكونها بيت الله تعالى كان مشروعا ومن ينه عنه لان الحلف بها تعظيم لها وهو من تعظيم شعائر الله تعالى فجاء النهي عنه لاحقا وكذلك المشيئة فإن للمخلوق مشيئة حقيقة ولكن ليست مستقلة فجاء النهي عنها لاحقا كونها تحتمل الامر الشركي .
فحاصل القول ان هذا الأثر متعلق بقول : ما شاء الله وشئت فقط ولا يستدل به على غيره .
أما بخصوص الحلف فان الحلف ليس عبادة بمعنى ان الله تعالى لم يأمرنا بالحلف به وجعل ذلك عبادة يؤجر عليها بل ان الشرع جعل الحلف من مسائل التخيير فقال عليه السلام : من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت رواه البخاري .
والنهي عن الحلف بغير الله سدا لذريعة الشرك .
2-
هذا هو تقرير الشرع قول الله وقول رسوله الذي امرنا عليه السلام ان نتمسك بهما اما ما ذكره من تقريرات المتأخرين فهذا ما فهمه هو بفهم يخالف ما عليه الشرع :قال عليه السلام من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد () فتقريرات المتأخرين التي يحتج بها مردودة وباطلة لأن الألفاظ الشرعية لا يجوز لكائن من كان ان يتلاعب بها ويغير مدلولاتها مع انه لم يقل أحد باقواله فتقريرات المتأخرين عليه ان يبلها ويشرب ماءها فهي بقول رسوله عليه السلام مردودة فهي رد.
3- اقحامه لقوله تعالى : أرأيت من اتخذ الهه هواه () وجعلها من الشرك الأصغر تحريف لكتاب الله عز وجل وقول على الله بغير علم .
فان أي شيء يتخذ اله من دون الله تعالى فهو كفر أكبر كيف وهذا اصل الدين :
قال تعالى : وقال الله لا تتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد()
وقال تعالى: لا تجعل مع الله اله آخر فتقعد مذموما مخذولا ()
هذا قول ربنا ومن اصدق من الله قيلا وليس في ديننا اتخاذ اله آخر لا يكون شركا أكبر ولا يجوز اطلاق هذا اللفظ على غير الشرك الأكبر .
أما اذا كان أبو قتادة لا يعلم كيف يكون الهوى الها فهذا أمر آخر وهذا هو حقيقة الأمر انظر الى قوله : قال في الشريط الرابع القسم الأول: كلمة الربوبية انا ابين لك ان القصة مش حدية حتى الالهية . الاخلاص من الالهية الاخلاص من الالهية ومع ذلك من ينقضه لا ينقض أصل الدين أ.هـ
اقول: ان الربوبية والالوهية عنده ليس لها حد فهو ليس عنده ضوابط تحدد الالوهية والربوبية هذا بلفظه فنقول له ان كلمة اله ورب حسب المعنى الحقيقي لها ضوابط واضحة بينة لمن فهم دين الله تعالى ويدعوا اليه على بصيرة والا كيف نقول للناس لا تتخذوا الها غير الله ولا تشركوا بالوهية الله ولا تتخذوا ربا غير الله ولا تشركوا بربوبية الله فاذا لم تكن حدية فمعنى ذلك ان الدين ضايع فمن الذي يحدد ذلك ؟؟؟سبحانك ربي هذا بهتان عظيم .
وانظر الى قوله في الشريط الرابع القسم الثاني :: والله يا ابا عمر والله استغفر الله اخاف انه يعني … عن جد حقيقة مواطن الكلمات مواطن الاحكام الشرعية ضايعة عندكم أ.هـ
واقول له: من هو الذي ضيع مواطن الاحكام والكلمات فهي ضائعة عنده فوالله انها لأشد ضياعا عندك وأنت اولى بهذا القول .

اما مسألة من نقض الاخلاص لا ينقض اصل الدين فلا ادري مع من يتكلم وبأي لغة يتكلم فنقول له : قال ربنا تعالى : وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ()
وقال تعالى : قل الله اعبد مخلصا له ديني()
وقال تعالى: انه من عبادنا المخلصين () والايات في ذلك كثيرة وهذه من اطلاقاته التي يطلقها ليجعل من الدين العوبة يفصل فيه كما يشاء بالكلام الفلسفي الذي لا يستند الى الشرع الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام والانبياء من قبله .
وهذا كتاب الله وسنة رسوله بين ايدينا وأقوال المفسربن هل قال احد منهم ان اتحاذ الهوى اله يكون شركا أصغر؟ فهل نترك قول ربنا لقوله .
4-
ثم جاءنا بطامة هي قوله : عرفت اتخذه ندا حقيقة اتخذه ندا لكن ليس لـِ الألوهية الكاملة لتبطل الوهية الرب الحقيقي سبحانه وتعالى في قلبه واعتقاده أ.هـ
أقول :
أ - لقد تبين ان المعنى الحقيقى لاتخاذ الند هو الشرك الأكبر وقوله باطل لا اساس له من الصحة وتم بيان حقيقة ما استدل به . .
ب - عند ابي قتادة الوهية كاملة والوهية ناقصة فمن الممكن عنده ان يتخذ الانسان الها غير الله ولكن على معنى ناقص لا يكون شركا وهذا من عجائبه التي ليس عليها برهان .
ت - ان كان يقصد الالوهية الكاملة بان يكون المُتَخذ الها الها كاملا فهذا غير متحقق اطلاقا لأن الشرك يكون في بعض مظاهر الالوهية وليس كلها .فمن فعل أوقال شيئا مهما كان وجعله لغير الله فقد خرج من الاسلام وأين هو مما يعلمه صغار المسلمين بان الشرك ان يجعل الانسان اي شيء لله تعالى لغير الله تعالى .
ث - اما ابطال الوهية الله تعالى فهذا من عجائبه ونسأله كيف ؟ وهل عنده أثارة من علم او حتى قول شاذ بان احدا ابطل الوهية الله تعالى وهل يستطيع احد ان يبطل الوهية الله عزوجل .!!!!!!
فحسب عقيدته فان قوله تعالى : وقال الله لا تتخذوا الهين اثنين () لا يكون كفرا الا بمعنى : لا تتخذوا الهين كاملين .
وقوله تعالى : اعبدوا الله ما لكم من اله غيره () أي : ما لكم من اله كامل غيره وانا لا اعلم حسب علمي المتواضع ان هناك صفة لله او اسم كامل او الكامل .
وكفى بهذا ضلالا وتحريفا لآيات الله سبحانه وتعالى .
ج - اما عقيدة الارجاء فهي في تقييده لابطال الوهية الرب في القلب والاعتقاد اما من ابطل الوهية الرب الحقيقي في غير ذلك فهذا ليس شرك وهذا هو اسوأ انواع الارجاء وأكثره غلوا وهذا كلامه بنصه ونحن نتعامل مع الا لفاظ رضي ابو قتادة ام لم يرض فالرسول عليه السلام يقول : ان أحدكم ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا تلقيه في جهنم سبعين خريفا() .

5-
قول ابي قتادة 4/2: حتى هناك امور قالها بعضهم في شرك الربوبية واختلفوا في الاعيان الآن ضربت لك مثال القول بان الانسان يخلق أفعاله هذا نقض بان الله خالق كل شيء ومع ذلك اختلفوا في تكفير القدرية وهو شرك ولم يكفروه العلماء يقولوا هذا شرك في الربوبية وقالوا هذا القول كفر واختلفوا في تكفير أعيانهم أ.هـ
اقول: هذا الذي وعدنا ببيانه وان هناك شركا في الربوبية قال عنه العلماء غير مخرج من الملة !!!فلا ادري من أي شيء اعجب أمن استدلالاته ام من فهمه لأقوال العلماء ام من ضياع مواطن الألفاظ الشرعية عنده.

أ - نعامله بما يعامل به الاخرين هل قال احد باللفظ هكذا ان هذا شرك بالربوبية ؟ وما الدليل على ذلك ؟. وانا اريحه لا يوجد .
ب - هل من قال ذلك اتخذ ربا مع الله تعالى ؟ فالله تعالى يقول : فتبارك الله احسن الخالقين () فالله تعالى يثبت خالقين غيره وهذا بنص قرآني صريح عن عيسى عليه السلام: أني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير .. الآية.
فاقول له ان كلمة خلق لها معان قال الأصفهاني :خلق : الخلق اصله التقدير المستقيم ويستعمل في : ابداع الشيء من غير اصل ولا احتذاء قال : خلق السموات والارض() أي ابدعهما بدلالة قوله: بديع السموات والأرض () ويستعمل في ايجاد الشيء من الشيء الى قوله: وأما الذي بالاستحالة فقد جعله الله تعالى لغيره في بعض الاحوال كعيسى حيث قال : واذ تخلق من الطين كهيئة الطير باذني ()
فلذلك فان من قال ان الانسان يخلق افعاله لم يأت من ناحية اللفظ بكفر واشراك بالربوبية ولكن هذا شرحه مبسوط في كتب العقيدة والفرق .
فليس فيه ما ذهب اليه وهذه حال اهل البدع يأتون بالمتشابهات ليبطلوا بها المحكمات وصدق الله : فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنةوابتغاء تأويله .
2-
في الشريط الرابع القسم الأول قال ابو عمر: راح أجاوبك مسألة التحاكم الى الطاغوت كفر بالله عز وجل . كذلك ما يوجد في شرك الربوبية والالوهية أعذار الا مسألة الاكراه .
ابو قتادة : ايش ايش هالكلام شرك الربوبية شرك الالوهية هذه يا استاذ … ألفاظك مجملة ما ارضاها ما ارضاها الا بما ( انتهى القسم الأول)
أقول:

اولا: ان شرك الربوبية بمعنى اتخذ ربا غير الله وشرك الالوهية اتخذ الها غير الله تعالى وهذه الالفاظ شرعية ولا تعني الا الكفر الاكبر حسب المعنى الشرعي والحقيقي لها وليس في شرعنا غير ذلك وقد تم بيانه سابقا.
ثانيا: معنى اللفظ المجمل هو اللفظ الذي يحتمل معنيين أو أكثر دون رجحان لأحدهما على الآخر لدى السامع . وهذا التعريف موجود في كل كتب الاصول .
فهل الالوهية والربوبية في ديننا من الالفاظ المجملة سبحانك ربي هذا بهتان عظيم فعلى هذا المعنى فان دعوة الانبياء مجملة وانهم لما قالوا لاقوامهم لا تجعلوا الها مع الله ولا تجعلوا ربا غير الله كان هذا الأمر لديهم يحتمل اكثر من معنى .
فهل قوله تعالى : قل اغير الله ابغي ربا () مجمل وغير مفهوم للعرب وأنه يحتمل اكثر من معنى الم يقل ذلك الصحابي عندما ساله الرسول عليه السلام كم الها تعبد ؟قال سبعة ,ستة في الارض وواحد في السماء .
فاذا كانت الالوهية والربوبية عند ابي قتادة من الالفاظ المجملة فما هو توحيد الله الذي يدعوا اليه ام ان ازالة هذا المجمل لا يكون الا حسب فهمه : قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين()
وماذا يفعل بقوله تعالى : قال اغير الله ابغيكم الها ()
ثالثا: اما انه لا يرضاها الا بما …( ولا يوجد تكملة حتى في القسم الثاني) فمهما كان تبريره فمردود فليس عندنا في الاسلام الا ان شرك الربوبية والالوهية بمعنى الشرك الأكبر .
وكلمة اقولها له ولغيره ممن حرفوا الدين : ان الاسلام يختلف عن باقي الملل انه لا يوجد فيه احبار ورهبان يستأثرون بعلم الكتاب ,ومسائل الشرك والكفر هي من البديهيات عند كل مسلم ليس بالغ وانما لم يبلغ الحلم لأنه هكذا تحفظ الاديان بأن يربى عليها الصغار لينشؤوا عليها بوصية رب العالمين لأن ديننا من لدن حكيم عليم قائم على الحكمة ومنها : ولقد آتينا لقمان الحكمة ان اشكر لله ومن يشكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان الله غني حميد () فبعد ان ذكر الكفر بين تعالى ان اول حكمة ان ينقذ الانسان نفسه من الشرك ثم يورث هذه الحكمة لأبنائه: واذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم () فأول موعظة يعظها المسلم الحقيقي هي تعليم ابنائه في الصغر ما هو الشرك حتى لا يقعوا فيه على الكبر .
فكيف حال الامة اذا كان احبارها ورهبانها لايعلمون بديهيات الدين وبعد ذلك يجلس هؤلاء يتشدقون خوارج مارقون يكفرون الناس .
هذا ليس عجيب من اناس لا يميزون الشرك من غيره ولا يعلمونه ,وصدق الفاروق رضي الله عنه حين قال : تنقض عرى الاسلام عروة عروة اذا نشأ في الاسلام من لا يعرف الجاهلية .
رابعا: قوله: في الشريط الرابع القسم الأول : نقض عقد الالتزام شو يعني الالتزام لا اله الا الله ؟أنا لا اعبد الا الله ولا آخذ الا من طريق رسوله هذا عقد الالتزام عندي بعد ذلك ما زاد عليه فهو من لوازمه مما يعذر به كالصلاة وغيرها …
ابو عمر : … الربوبية كذلك
ابو قتادة : … بس لأ دعك ما تلزمنيش بالضبط لأن كلمة الربوبية تدخل فيها الاسماء والصفات اثبات الاسماء والصفات فمن أول الاسم والصفة يدخل في الربوبية يا شيخ افهم الفرق لكن لا تلزمني بالألفاظ لأني أعرف أنا أين مدلول الألفاظ يعني بهمش بلاش لأن الآن يسجل فلا تلزمني باللفظ لكن الرجل مثلا جهل ان الله يعني الرجل الذي قال : لئن قدر الله علي …… وجهل هذا جهله في الربوبية هل نقض مسمى الرب ؟ نقض مسمى الرب حقيقة الرب ؟ ما نقضها ……?الى قوله :أخذ من عقله أن ينقض اساس الربوبية . كلمة الربوبية انا ابين لك ان القصة مش حدية حتى الالهية . الاخلاص من الالهية الاخلاص من الالهية ومع ذلك من ينقضه لا ينقض أصل الدين أ.هـ
أقول:

  1. ان من أخطأ في مسائل الاسماء والصفات بالصورة التي ذكرت في كتب العقيدة هل حقا جعل ربا مع الله تعالى ؟ الجواب لا وألف لا فلا يوجد قول لعلم ممن تصدى لهذه البدع ان قال ان هذا اتخاذ اله مع الله او من قال ذلك فهذا قد اتخذ ربا غير الله تعالى…
    2-
    انظر الى تناقضه يقول : هل نقض مسمى الرب ؟ نقض مسمى الرب حقيقة الرب ؟ فيجيب بنفسه : ما نقضها . ثم بعد ذلك مباشر يقول : أخذ من عقله أن ينقض اساس الربوبية .
    ومرة يقول : …… وجهل هذا جهله في الربوبية ؟ فالجهل بالربوبية ليس كمن جهل واتخذ ربا غير الله فشتان فبينهما بعد المشرقين .

  1. أما بخصوص قول الرجل الذي ذرى نفسه فليس كما ذهب اليه ابو قتادة لان هذا الامر يدخل في قاعدة التناقض وهي اجتماع قولين متناقضين لا يصار الى احدهما إلا بالقرائن المصاحبة قولية او فعلية او حالية وهذا كقول الرجل الذي فقد راحلته عندما وجدها :اللهم أنت عبدي ,انا ربك , قال ذلك من شدة لفرح ...

والرجل قال قوله من شدة الخوف من الله تعالى لانه مقر بالعبث .
4-
قوله في 4/2: أنا أقول رد عليّ بالمعنى الالوهية هو ان لا تعبد الا الله ان لا تعبد الا الله وهذا حين حسب القواعد فقضية ان العلماء ادخلوا كل حادثة في قاعدتهم هذا لا يوجد أ.هـ
اقول ان من فهم معنى الربوبية فانه سيدخل فيها كل جزئية والجزئيات لا تنحصر فهي تختلف باختلاف البشر والزمان ولكن حقيقتها واضحة فكونهم لم يدخلوا كل حادثة لأن الحوادث لا تنحصر وليس لأنهم لا يعتبرونها داخلة في حقيقة الربوبية وكل جزئية تنقض الربوبية لا يوجد عالم أخرجها عن حقيقتها.
5-
اليك هذا الحوار في 4/2:
ابو قتادة: انا اريد ان ابين لك ان …كلمة … الألوهية والربوبية
ابو عمر : الربوبية قلت لي ما لها ضابط انت قلت ما فيها ضابط ما تستطيع تضبطها بشيء
مداخلة ………
ابو عمر: انت قلت ما استطيع اني اضبطها بمسألة لا تلزمني بالالوهية والربوبية لأن ……
( ) :
ايش يعني ما فهمت
احد الحاضرين: انت قلت له انه كل شرك في الربوبية والالوهية كفر قال لك لا تضبطها بهذا الضبط
ابو قتادة : يعني لا تضبط كلامي انت بقواعدك هذه
………
مداخلة……
ابو قتادة: لأنك قد لا تقرني لكن عندي ضابط
ابو عمر: يعني عطني شيء في الالوهية والربوبية نختلف انا واياك فيه انت تقول شرك انا ما اقول شرك
مداخلة…….
ابو قتادة : انت لم تسمه انا سميته نقلت لك افهم الكلام … بحسب… كلامي اذن الآن لا تحط لي قواعدك في الكلام انا لا ارى هذا القصد فقط ارجوا ان تفهم اين …
اقول : اذا وصل الحد في دعاة يدعون التوحيد ان الالوهية والربوبية الفاظ غير محددة المعاني فما هو هذا التوحيد ؟!!!


المسالة الثالثة:الأصول الفاسدة عند أبي قتادة في فهم الدين


أولا: قال في نهاية الشريط الثاني: أنا اقول لك كلمة مهمة جدا حتى تفهموا عليّ كيف أنا افهم دين الله عز وجل ان الالفاظ الشرعية ليست على مرتبة واحدة ومما علق الله عز وجل عليها القابا أو عبارة أو علق الله عز وجل عليها ايمانا وكفرا . مثال ذلك أضرب لك أمثلة : يقول الله سبحانه وتعالى : انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا أن يقتلوا او يصلبوا أو تقطع ايديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من ألارض()
كلمة يحاربون الله ورسوله ليست على مرتبة واحدة والدليل منها ما هو كفر .

المحارب لله ورسوله قد يكون كافرا وقد لا يكون كافرا والدليل أنه ينفى من الارض فلو كانت على مرتبة واحدة لكانت …… فيجب أن نعرف الفعل أنتهى الشريط ولا يوجد تكملة في الشر يط التالي .
أقول:
1-
ان قوله: ان الالفاظ الشرعية ليست على مرتبة واحدة أ.هـ تعميم واطلاق فاسد لقاعدة تهدم الدين فان الالفاظ الشرعية تؤخذ بناءا على حقائقها الشرعية الموضوعة مثل الاله الرب الكفر الايمان الشرك البدعة الكبيرة المعصية وهذه الالفاظ هي وهذه الالفاظ والاحكام تطلق على افعال واقوال ظاهرة وباطنة تتحقق فيها معنى اللفظ .
وهناك من الأفعال والأقوال الظاهرة والباطنة ما يطلق عليها اللفظ الذي هو الحكم الشرعي ولكن لوجود القرائن يصرف هذا الحكم عن حقيقته بحيث يكون أقرب اليه وذريعة له ولولا وجود القرائن لاستحق الحكم على حقيقته .
اذن فالتقسيم وإعمال المراتب ليس للأحكام وانما للأفعال والأقوال لأن الحكم له درجة واحدة فقولنا مثلا شرك فهذا يعني انه خروج من الاسلام وقولنا شرك اصغر فهذا حكم آخر غير الحكم الأول فتنبه لهذا فانه مزلة الأقدام..
2-
لفظ محاربة الله ورسوله ليس حكم وانما فعل فننظر في هذا الفعل هل معناه الكفر والشرك ام المعصية بحيث يأخذ حكم المعصية او الشرك وهذا لا يعرف الا من الشرع نفسه .
هذه الآية كما روى البخاري ومسلم وغيرهما عن أنس رضي الله عنه قال: أن نفرا من عكل قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسلموا وآمنوا فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتوا ابل الصدقة فيشربوا من أبوالها فقتلوا راعيها واستاقوها فبعث النبي صلى الله عليه وسلم في طلبهم فأتي بهم فقطع ايديهم وأرجلهم وسمل أعينهم ولم يحسمهم وتركهم حتى ماتوا فأنزل الله ( انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله 9 الآية:
أ- العمل الذي قام به النفر من عكل وهو قتل الراعي وأخذ الابل ليس كفر بعد اسلام فسبب
النـزول بحق معصية والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فكل معصية تسمى محاربة لله ورسوله ولكن عقوبة المعصية تختلف من معصية لأخرى بحسب ما يقرره الشرع بدليل قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين () فان لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله () والربا معصية فمن فعل الربا فقد حارب الله ورسوله وليس بكفر .
كذلك قوله تعالى في الحديث القدسي : من عادى لي وليا فقد آذنته بحرب . رواه البخاري
وفي رواية البيهقي: من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة .
وبموجب مفهوم الموافقة للآية يطلق على من فعل كفرا انه حارب الله ورسوله علما بان هذا المفهوم ورد منطوقا في آية أخرى وهو قوله تعالى : والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وارصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل الآية . وهذه نـزلت بحق المنافقين الذين وقع منهم فعل الكفر .
قال ابن العربي رحمه الله : الحرابة تكون بالاعتقاد الفاسد وقد تكون بالمعصية فيجازى بمثلها وقد قال تعالى : ( فان لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله .
فان قيل : ذلك فيمن استحل الربا قلنا نعم فيمن فعله أ.هـ أحكام القرآن 2/94ز
وقال الشنقيطي رحمه الله :فان قيل : وهل يصح أن يطلق على المسلم أنه محارب لله ورسوله ؟ فالجواب نعم. والدليل قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين فان لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله () أ.هـ اضواء البيان 2/96.
ب- ان من المسلمات انه لا يعني التساوي في العقوبة التساوي في الذنب .
فالقاتل عقوبته القتل والمرتد عقوبته القتل وشتان بينهما.
بينما حد الخمر التي هي ام الخبائث الضرب بالجريد والنعال على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما سرقة حبل قيمته ثلاثة دراهم قطع يد .
فكون الذي يحارب الله ورسوله عقوبته القتل والصلب لا يعني انه كفر وخروج من الاسلام فهذا استدلال فاسد . بل على العكس من ذلك تماما فان التخيير من القتل الى النفي دليل على أن الاية تتحدث عن فعل هو دون الكفر وانما يطلق على الكافر انه محارب لله ورسوله من باب الأولى
واخيرا انبه تنبيها هاما مرة اخرى ان محاربة الله ورسوله ليس حكم وانما فعل له حكم الكفر او المعصية بحسب نوع الفعل .
ثانيا: قال في 4/1: أما الآن انا اباهل هكذا أنا اجبن من ان اباهل أي انسان يقول لي هذه الحالة تدخل فيها ( الحديث عن البرلمان والانتخاب ) او لا تدخل فيها سبحان الله هذه مسألة اجتهادية الواقعة كيف تتصورها تدخل او لا تدخل لذلك كان منصوصا عليه دع خلاص حينئذ نخبره بالنص ويكفي أن يعلم دين الله من قراءة النص وان هذا سبب النزول والنص يكفي ممكن أن يجهل المعنى لجهله في سبب … أ.هـ
أقول:

1_ ان التكلم في دين الله تعالى قائم على اصلين كما ذكر ذلك شيخ الاسلام حين سئل عن التتار :
الأول: معرفة الحكم الشرعي
الثاني : معرفة الواقع
واذا فقد احدهما حصل التحريف في الدين وقلب الحقائق والاحكام الشرعية
فمسألة البرلمان مثلا نحن لا نتكلم عن انسان يدخل مبنى البرلمان دخولا مجردا فهذا حكمه متوقف على سبب الدخول وكيفية الدخول .
فمثلا : من دخل كنيسة ليشاهد ما فيها ليس كفرا ومن دخل كنيسة ليصلي كما يصلي النصارى فهذا كفر فهذا متعلق بالسبب .
أما الكيفية : فانسان دخل سيرا على الاقدام وتجاوز البوابة ليس كفر ولكن انسان دخل الكنيسة بعد ان قبل الصليب هذا الكفر وكذلك البرلماني ولكن قبل الحديث عن ذلك لا بد من تقرير قاعدة وهي ان المسلم في تعامله مع الناس الذين لهم حكم الاسلام في دار الاسلام الاصل فيه انه قائم على البراءة وحسن الظن كون التعامل من خلال الشرع وكذلك تعامله مع الكفار اصحاب الأمان ينطلق من سلطان الاسلام واحكامه كون السلطان للمسلمين وهذا الكافر يتعامل مع المسلم بناءا على هذا .
لكن المسلم في دار الكفر اذا كان له شوكة يتمكن بها من التعامل معهم من خلال الاسلام فلن يقبل ولا يكون مسلما اذا تعامل معهم من خلال سلطانهم واحكامهم ولكن اذا لم يكن له شوكة فلن يقبلوا منه التعامل الا من خلال احكامهم وسلطانهم قال تعالى : ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل ان هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير () .
فالغاية التي عندها لا يتعرض الكفار للمسلم هي اتباع ملتهم أي اظهار التعامل معهم من خلال شرعهم وقد حكم الله تعالى على فاعل ذلك بالكفر بقوله : ما لك من الله من ولي ولا نصير()
فحكم الكفر من قوله : ما لك من الله من ولي () هو قوله تعالى : ذلك بان الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم ()
وحكم الكفر من قوله : ولا نصير () هو قوله : انا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد ()
وهنا نفي عموم الولاية والنصرة ولا تنتفي ولاية الله ونصرته الا عن القوم الكافرين .
فهذا الذي يدخل البرلمان يريد ان يدخل مجلسا تشريعيا للكفار فلو فرضنا اسلامه :
فحينئذ حكم الكفر منوط بالسبب او الكيفية او كلاهما : فاذا كان السبب أي النية ليس كفرا فننظر الى الكيفية والكيفية هي بموجب قوانينهم الوثنية واحكامهم الكفرية الذي هو دينهم فالنتيجة انه سيدخله متدينا بدينهم المتعلق بكيفية الدخول الى هذه المجالس .لمَ؟ لأن من معاني الدين : الطريقة فنحن نقرأ قوله تعالى : اهدنا الصراط المستقيم () والصراط هو الطريق .
فمعنى الدين هو : الطريقة أي: الكيفية التي يمارس بها الانسان حياته في التعامل مع الله تعالى ومع نفسه ومع الآخرين .
ولذلك ما من ملة الا وتؤمن بالله واليوم الآخر وغايتهم من ذلك الجنة فهم متفقون على هذه المقدمة ولكن كلهم مختلفون في كيفية الايمان وفي الطريق أي كيفية الوصول الى هذه الغاية فاذا لم يفهم العبد هذا فقد سلك في طريق ملة هي غير ملة الاسلام .
1-
قوله : سبحان الله هذه مسألة اجتهادية الواقعة كيف تتصورها تدخل او لا تدخل أ.هـ فهل المشاركة في مجلس تشريعي ( مجلس آلهة من دون الله ) مسألة اجتهادية ؟؟؟!!! ولو اعتبرنا ان الدخول اليه دخولا مجردا لدعوتهم الى دين الله هل هذه الصورة ( الواقع) حسب تسميته مسألة اجتهادية – والاجتهادية هي المسائل التي لم يرد فيها قرآن وسنة - لا شك انها ليست اجتهادية لأن الدعوة الى دين الله تعالى وردت بها النصوص وهي اكثر مما تحصى وهي مهمة الانبياء وورثتهم من بعدهم .
وان كان دخولا حسب دينهم ( احكامهم وقوانينهم) فهل هذه ايضا مسألة اجتهادية ؟!!! سبحان ربي هذا بهتان عظيم على الله تعالى فلماذا اذن ارسل الله تعالى رسله وانزل معهم الكتاب والميزان ؟ اوليس من اجل التدين بدينه أي العمل بأحكامه وشرائعه؟!!!!!!!!!!!
2-
قوله: لذلك كان منصوصا عليه دع خلاص حينئذ نخبره بالنص ويكفي أن يعلم دين الله من قراءة النص وان هذا سبب النزول والنص يكفي ممكن أن يجهل المعنى لجهله في سبب … أ.هـ
أقول : ان قوله هذا من اسوا مقالات الفرق الضالة وهي الحكم بالاسلام على مجرد العلم بدين الله فهل من علم النص دليل ايمان به وانظر الى تقييده العلم بمجرد القراءة ثم انظر كيف عذر من جهل معنى النص اذن ما الفائدة من قراءته والعلم به فان جاهل معنى النص لم يعلم النص,فهذا هو مذهبه الذي يدعي انه مراد الله سبحانه ومراد ورسوله عليه السلام .
ثالثا: قوله في 4/1في تقريره ان جاهل التوحيد لا يعذر وعندما قاطعه ابو عمر : او فعل الشرك قال : أو فعل الشرك . الشرك الذي بعث محمد صلى الله عليه وسلم انتبه هناك الشرك وهناك مقتضياته هناك الايمان وهناك مقتضياته هناك التوحيد وهناك مقتضياته فهناك مما يدخل في المقتضيات ممكن المرء ان يجهلها انت الآن قلت كلمة هنا غريبة جدا ارجوا ان اراجعك فيها وهي انك قلت ان ترك الاعمال لا نسميها شركا . الرسول صلى الله عليه وسلم سمى تارك الصلاة شركا وهي تسمية شرعية أ.هـ
اقول :

  1. ان القول بان ترك الاعمال ليس شركا ليس غريب في ديننا فان شعب الايمان ثلاث وسبعون شعبة منها واحدة تركها كفر باجماع المسلمين عامتهم وخاصتهم وهو ترك لا اله الا الله محمد رسول الله .
    ومنها واحدة تركها مختلف فيه وهي الصلاة لورود ادلة دلالتها أقرب الى الشرك .
    ومنها ثلاثة تركها مختلف فيه الراجح انها من الكبائر .
    وهناك ثمانية وستون تتفاوت بين الكبيرة الى المباح.
    2-
    هل الايمان ومقتضيات الايمان تختلف في ديننا عن التوحيد ومقتضيات التوحيد ؟ قطعا لا . فالايمان هو التوحيد والتوحيد هو الايمان بالأدلة : لقوله عليه السلام : عندما سئل عن الاسلام : قال ان تشهد ان لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله الحديث .
    وعندما سئل عن الايمان : قال : ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله الحديث .
    ومعلوم ان الاسلام هو التوحيد,ولكن هذا القول من ابي قتادة لأنه مغرم بالتقسيمات والتفريعات التي تجعل لكل شرك مخرجا ليتسنى ادخال ما يشاء كيفما يشاء تبريرا لكل فعل فاذا كان الاشتراك في مجلس الآلهة من دون الله في دول الكفر اتباعا

لدينهم وشرائعهم له مخرج فما بالك بأدنى من ذلك
3-
هل الشرع ابهم التوحيد ( الايمان) ومقتضياته ام انه فصلها وبينها احسن بيان ؟ لا شك في ذلك وهذا غني عن الشرح .
4-
لكن بالنسبة للفظ مقتضى فهذا اللفظ ماذا يقصد منه وأنا اجزم ان غالب من يقرأ هذا اللفظ لا يدري ما معناه حتى أبي قتادة لا يعلم معناه لأنه استخدمه استخداما فاسدا فهو يقصد بمقتضيات التوحيد ما يتفرع عنه ولا يكون من أركانه فحكم المخالفة في مقتضيات التوحيد ليس كحكم المخالفة في التوحيد وكذلك الايمان و الكفر ولكن ابو قتادة كما نبهت على ذلك مغرم بالتفريعات والتقسيمات القائمة على الفلسفة واسلوب اهل الكلام لا الدليل الشرعي ومن يقرا له ويسمع كلامه يدرك هذا جليا .
اما بخصوص هذا اللفظ:
مقتضى النص : ما لا يدل اللفظ عليه ولا يكون ملفوظا لكن يكون من ضرورة اللفظ أعم من أن يكون شرعيا أو عقليا وقيل جعل غير المنطوق منطوقا ليصح المنطوق المقتضي هو الذي يطلبه عين العبد باستعداده من الحضرة الإلهية أ.هـ التعاريف 1/671
مقتضى النص : هو الذي لا يدل اللفظ عليه ولا يكون ملفوظا ولكن يكون من ضرورة اللفظ أعم من أن يكون شرعيا أو عقليا وقيل هو عبارة عن جعل غير المنطوق منطوقا لتصحيح المنطوق مثاله فتحرير رقبة ( النساء 91 ) وهو مقتض شرعا لكونها مملوكة إذ لا عتق فيما لا يملكه ابن آدم فيزداد عليه ليكون تقدير الكلام فتحرير رقبة أ.هـ التعريفات 1/290
فمقتضى الشيء : هو موجبه ولازمه الذي لا ينفك عنه ضرورة وحكمه حكمه .
كقوله تعالى : الا له الخلق والأمر) . فالله تعالى ذكر الخلق ومقتضاه . فمقتضى كونه خالقا انه االآمر . ومقتضى الاعتراف به خالقا امتثال أمره وحده كونه لا خالق الا هو .
مقتضى التوحيد ( لا اله الا الله ): عبادته وحده ومقتضى عبادة الله وحده هو: اللجوء اليه وحده والاستعانة به وامتثال أمره ووصفه بالاسماء الحسنى والصفات العلى والحكم باحكامه والتحاكم الى احكامه وطاعته واتباع شرائعه ومحبته ونصرته وحده سبحانه وتعالى .
ومقتضى الايمان : التصديق والاطمئنان الذي يقتضي التوكل .
5-
وهنا مزلة للأقدام جرفت كثير من الناس وهي قولهم بقول العلماء : لازم المذهب ليس بلازم او ليس بمذهب أ.هـ

لقد اصبح من المسلمات عند كثير ممن يحسبون انهم من الموحدين ودعاة التوحيد اخذ اقوال العلماء وجعلها نصوصا لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها كأنها تنزيل من حكيم حميد وفوق هذا يذكرونها بلا فهم ودراية ويحملونها على اوجه تضاد الدين وقواعده .
فهذا القول ليس عاما وانما متعلق بالبدع التي حدثت ولكن بدعتهم لم تكن في عبادة غير الله تعالى كالأسماء والصفات ونحوها فهي بحق اناس ثبت اسلامهم ولكن لقولهم المبتدع في الدين بناءا على شبهات لديهم فالبنظر السليم فانه يلزم منها ما هو كفر صريح ولكن هؤلاء لا يقولون بهذا اللازم ولو قالوه لكفروا ولأن قولهم مبني على مقدمات متسلسلة توصل الى هذه النتيجة وكذلك استنادا الى أدلة شرعية فان بيانها يحتاج الى اقامة حجة ,اضافة الى ان قولهم مبني على قاعدة التوحيد وتنزيه رب العالمين لقوله تعالى : ليس كمثله شيء ) فهذه المقدمات المتضاربة توجد شبهات لها اعتبار
والدليل على انها ليست عامة نقول : من قال ان النصراني ليس بكافر فلازم هذا القول ان دين النصارى صحيح وهذا كفر وتكذيب صريح لله تعالى . فهل نقول لازم المذهب ليس بلازم . ومن هنا جاءت قاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر لأن عدم القائل بكفر من عبد غير الله تعالى اما انه لا يعلم حقيقة التوحيد فكفره لجهله بالتوحيد وعدم تكفيره الكافر مبني على جهله بالتوحيد ومن كان عالما بالتوحيد فلن يكون ممن لا يكفرون الكافر واما تصحيحا لمذهب من عبد غير الله تعالى التي هي محادة لله تعالى في اصل دعوته التي أمر الرسل بها وهي : اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ....الآية.
فهؤلاء الذين يعتبرون ان طاعة الطواغيت واتباع شرائعهم الى غير ذلك من معاني العبادة مسلمون وأنهم على التوحيد فهم جاهلون للتوحيد فكفرهم ليس لأنهم لا يكفرون الكافر ابتداء اذ كيف يستقيم اصل الدين ( اجتناب الطاغوت) الذي هو ترك طاعته واتباع شرعه ومحبته ونصرته والاستعانة به الى غير ذلك مع ضدها وهو عدم ترك فعلها ؟‍‍‍‍ ‍‍‍‍ ‍‍‍
رابعا: في 4/2 : ابو قتادة : لكن ابو الوليد أخي وحبيبي وأدافع عنه قد اخطئه لكن اكفره هنا البدعة والضلال البدعة والضلال الخلاف بينكم تصل للتكفير .
ابو عمر : اذا جوز التحاكم هذا شرك
مداخلة
أبو عمر: اذا كان هذا شرك في الالوهية هنا هنا يعني هنا .
ابو قتادة : والله يا ابا عمر والله استغفر الله اخاف انه يعني … عن جد حقيقة مواطن الكلمات مواطن الاحكام الشرعية ضايعة عندكم أ.هـ
اقول:

  1. قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم واخوانكم أولياء ان استحبوا الكفر على الايمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون ()
    قال تعالى: لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو اخوانهم أو أزواجهم أو عشيرتهم الآية .

روى البيهقي في سننه عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عبد الله أي عرى الإسلام أوثق قال قلت الله ورسول الله أعلم قال الولاية في الله الحب في الله والبغض في الله روي ذلك من حديث البراء وابن عباس وعائشة رضي الله تعالى عنهم .
فاذا كان الله تعالى قد حكم بان من يتحاكم الى الطاغوت فهو كافر مؤمن بالطاغوت ولو ادعى الايمان فايمانه زعم ومعلوم ان الكفر ظاهرا لا يجوز الا بالاكراه.
فاذا جاء انسان ايا كان اب او اخ أو ام او أعز البشر وقال يجوز التحاكم من اجل عرض من الدنيا فهذا قد حاد الله تعالى فالله يقول كفر وهو يقول يجوز وينسب هذا الى دين الله تعالى فأي محادة لله عز وجل أعظم من هذه,فلا اقل من استتابته ليرجع عن كفره فان اصر فلا محبة ولا اخوة ومن قال انه حبيبي واخي فهو سفيه قال تعالى : ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه () وهذه الملة هي قوله تعالى : وما كان استغفار ابراهيم لأبيه الا عن موعدة وعدها اياه فلما تبين له انه عدو لله تبرا منه ان ابراهيم لأواه حليم()
ومن لم يفعل ذلك فقد افنصمت عنه عروة الاسلام .
ولم يكتف ابو قتادة بهذا فأضاف محادة اخرى لله عز وجل بقوله: قد اخطئه لكن اكفره هنا البدعة والضلال البدعة والضلال الخلاف بينكم تصل للتكفير .أ.هـ فجعل الدين القويم بدعة وضلال نعوذ بالله من الخذلان .
فمن هو الذي مواطن الكلمات والاحكام - ليس ضايعة -وانما ضيعها ؟!!!!
فالاسلام: هو عقد مع الله عز وجل ظاهرا وباطنا بطاعته وحده واتباع شرعه وحده والحكم بحكمه وحده والتحاكم الى احكامه وحده ومحبته وحده ونصرته وحده والاستغاثة به وحده واللجوء اليه وحده .
وهو عقد مع المسلمين ظاهرا لتسري عليه احكام الاسلام .
وكل عقد لا بد فيه من اركان ومبطلات .
وعليه لا يكون المسلم مسلما الا اذا دخل هذا العقد عالما بأركانه ليأتي بها عالما بنواقضه حتى يجتنبها .
فمن نقض العقد باطنا دون الظاهر فهو عند الله كافر وعقده مستمر عند المسلمين.
ومن نقض العقد ظاهرا نقض العقد عند الله تعالى وعند المسلمين .
فمن مقتضى لا اله الا الله محمد رسول الله انها عقد ولهذا لم يقلها العرب المشركون لأنهم علموا انها عقد يقتضي التخلي عن كل شيء منسوب ويرد الى غير الله تعالى يجب الوفاء به وانها ليست مجرد كلام باللسان فافهموا هذا رحمكم الله .
خامسا: قوله في 1\2: صورته أنه يريد أن يستنفذ حكمه طالبا منه هذه القضية حقه طالبا منهم الحق وليس طالبا منهم الحكم فاهم يا استاذي . هذا الذي عندي هاي الشبه التي عندي يسميها الآخرون شبهة .
سائل: طالب الحق ولكن لا يؤخذ بغير شريعة الله .

ابو قتادة: هو شريعة الله هو هذه الصورة تلتقي مع شريعة الله فيها . ما المخالفة في ذلك؟
أقول :
1-
ان كل حركة في الحياة فانها تحقق حصول مطلوب اما في الدنيا واما في الاخرة فالاسلام ( وهو دين الانبياء جميعا) جاء للمحافظة على الضرورات الخمس وأهمها : عبادة الله واجتناب الطاغوت ()
فكل مطلوب يتعارض مع اجتناب الطاغوت فلا اعتبار له ولا يصبح حقا لأن من يقرر الحقوق هو الشرع وليس الاجتهاد .
وكل مطلوب يتعارض مع عبادة الله تعالى فينظر فيه ويقدر بقدره والشرع وضع له ضوابط معلومة مبينة .
على ان الحقوق لا تصبح حقوقا الا بالكيفية التي قررها الشرع فمن حق الانسان ان يأكل ليعيش ولكن ليس من حقه ان يحصل على هذا الحق كما يريد وانما كما يريد الشرع . فالله تعالى يقول : انا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم ايهم احسن عملا() فكل ما على الارض سواءا ملكته او لم تملكه فهو زينة وأنت مبتلى به أي :بكيفية الحصول عليه والمحافظة عليه والتصرف فيه فاذا ذهب مالك فاردت ان تحصل عليه بعدم اجتناب الطاغوت فلا يصبح حقا لك لأن حق الله عليك ان تجتنب الطاغوت وحق الله مقدم على حقك ولذلك فان الرسول عليه الصلاة والسلام لم يطالب ببيته في مكه وقال : هل ترك لنا عقيل من رباع او دور () فقد تركها عليه السلام امتثالا لأمر الله بالهجرة فأخذها ابن عمه وهي حق له ولكنه لم يطلب هذا الحق بأي طريقة لا تحاكم ولا معصية ولا حتى بمجرد الامر الذي لا يترتب عليه أي شيء ولكن يريد ان يعلمنا ان الحقوق لا تعتبر حقوقا الا باعتبار الشرع لها وأنا اعجب من انسان يدعي التوحيد وعندما يسأل عن الدليل لطلب الحق بهذه الكيفية ( عن طريق المحاكم الطاغوتية يقول بالنص: الدليل على انه حق حق .أ.هـ
ثم ان المسالة هي ليست هل هو حق ام غير ذلك فالمسالة هي : كيف اصبح حقا ؟وهل يجوز طلب الحق بهذه الكيفية فلا علاقة بالشيء كونه حقا من ان يكون له حكم آخر .
فالذهاب الى المحاكم الطاغوتية للحصول على أي شيء معلوم بالاقتضاء ان من يطلب ذلك انهم لن يعطوه حقه مجردا وانما بموجب اصدار حكم ولولا هذا الحكم ما حصل على حقه المزعوم ثم علق ابو قتادة على قيد الالزام : فاقول له يا عبد الله لولا السلطان الذي لهذه المحاكم والذي بموجبه يلزمون الناس بالخضوع للحكام اتراك تحصل على شيء؟؟؟!! ثم ان من يطلب هذا الحق فهو يطلبه بموجب الزام الخصم من قبل الطاغوت الذي بدوره يعمل على ان يلتزم الخصم بالحكم ليؤدي هذا الحق .
فالنتيجة ان طلب الحق لا يكون الا بالزام والتزام وهو ما علق عليه الحكم بالكفر .
ثم يأتي بعد ذلك ليقول انا اخرجت هذه الصورة من باب التحاكم ....ما شاء الله وهل اخراجك لها من باب التحاكم تصبح غير تحاكم فانت جعلت نفسك ربا من دون الله تعالى لتدخل ما تشاء وخرج ما تشاء والحقيقة لم يات بأثارة من علم وكل ما احتج به فليس بمسلم به لأنه اذا وقع الاحتمال بطل الاستدلال فيصبح الدليل متشابها لا يقوم على معارضة المحكم .
2-
اما قوله : هو شريعة الله هو هذه الصورة تلتقي مع شريعة الله فيها . ما المخالفة في ذلك؟ أ.هـ
أقول : في جملة واحدة تعارض اول قوله مع ما يليه فالقول انه شريعة الله يتعارض مع قوله تلتقي مع شريعة الله فشتان بين العبارتين مع عدم صحتهما .
فالقول انها شريعة الله يعني انها قائمة على امر الله وشرعه في كل جزيئاتها . والقول انه تلتقي مع شرع الله أي انه حصل تباين اما في المقدمة واما في النتيجة بحيث ان الالتقاء حصل بعد التباين
فنقول له الله تعالى يقول: وان احكم بينهم بما انزل الله( ) ولم يقل : وان احكم بينهم بمثل ما انزل الله () فالأولى ايمان والثانية كفر .
وقال تعالى : ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي الي ولم يوح اليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما انزل الله ()
فالله تعالى يقرر ان ما كان مرده الى غير الوحي اذا ادعى انسان انه مثل شرع الله تعالى فهذا من اظلم الناس والظلم هنا الكفر وهذا ما قع فيه ابو قتادة فهو بنص قول الله تعالى انه لا يوجد من هو اظلم منه والظلم هنا هو الشرك, فالاعتبار بالأقوال والأعمال إنما هو للرد : فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليو الآخر ذلك خير واحسن تأويلا () فحد الايمان بالله واليوم الاخر هو الرد الى الله والرسول أي ان يكون مستندا الى قول الله وقول رسوله : وهل قول الطاغوت باعادة الحق ( المزعوم) مثل قول الله الم يقل العلماء ان الفرق بين كلام الله تعالى وبين كلام البشر كالفرق بين الخالق والمخلوق . فلا ادري ماذا اقول له .
3-
الاجابة على سؤاله ما المخالفة ؟ الجواب : قد سبق ذكره وبيانه فإذا كان هذا مبلغ علمه وهو من يدع انه راس دعاة الدين فما حال اتباعه ؟؟؟!!!

فالمخالفة أنه حكم وقرار الطاغوت الذي اعاد الحق على زعمه فشتان بين حكم الله وقراره ( ان صحت العبارة) وبين حكم الطاغوت وقراره هل علمت ما المخالفة وهي انك لجأت الى الطاغوت طالبا حكمه بموجب سلطانه الطاغوتي لإلزام الخصم باعادة الحق والذي بموجب هذا الالزام سيعمل الطاغوت على ان يلتزم الخصم هذا الحكم لرد الحق .
فهذا من افسد الاصول وهو : الالتقاء مع شرع الله او مثل شرع الله تعالى .