JustPaste.it

الاوراق الثبوتية من الدستور الوثن

لقد أشكل علي كثير فهم اصل الدين سواء من حيث دلالة لفظ العبادة ومن حيث لفظ الطاغوت، فالله تعالى لما جعل الاجتناب للطاغوت الذي هو الإله من دون الله تعالى بناء على الحقيقة فما دام إلها فلا يتعامل معه ويكون الانسان قد حقق اجتناب الطاغوت لان الله تعالى سيسأل الناس عن هذا الامر قال تعالى: ﴿ وَيَوۡمَ يُنَادِيهِمۡ فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبۡتُمُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ٦٥ ﴾ [القصص: ٦٥]، عن أي شيء ؟ عن : ﴿ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ ﴾ [النحل: ٣٦]
وأما من حيث دلالة لفظ العبادة فإن معناها:
_ التسمية بالاسماء الحسنى .
_ التقرب والتنسك.
_ السؤال والاستغاثة .
_ التشريع .
_ الحكم .
_ التحاكم.
_ الطاعة.
_ الاتباع.
_ المحبة.
_ النصرة.
فلا بد من عرض أي مسألة على هذه المعاني فان وافقت احدها فهي شرك إن كانت متعلقة بالطاغوت ولا بد من وجد احدها والأوراق متعلقة بالطاغوت هو من أمر بها بموجب قانون.
ثانيا : إن من الجهل ان نبحث في حكم مسألة دون بيان حيقتها، لأن الحقيقة هي التي يترتب عليها الوصف الشرعي ومعلوم ان كل وصف شرعي له حكم شرعي فبدون هذا لا يمكن من اصدار الاحكام الشرعية إذ انه في هذ الحال يصبح انزال الحكم الشرعي على وصف غير معلوم فما هي حقيقة هذه الامور الجنسيات ،البطاقات، الجوازات، الرخص.
ثالثا: الرخص، الشهادات الجوازات البطاقات كيفية الحصول عليها ؟وما الهدف من اقتنائها؟
وماذا عن العمل بموجبها؟ هل تدري ما حكمها؟
فأمور لا تعلم حقيقتها ولا تدري ما يتعلق بها فكيف تعمل بها ؟
سؤال الأخير ماهي هذه الهوية التي تريد ان تثبتها لك البطاقة ؟
رابعا: أليست هذه أفعال والله تعالى قال : ﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسۡ‍َٔلَنَّهُمۡ أَجۡمَعِينَ ٩٢ ﴾ [الحجر: ٩٢] ، فعلى هذا سيسألك الله تعالى عنها وعن دفع ثمنها والحصول عليها واستخراجها واقتنائها واستخدامها، والجواب يجب ان يكون كما قال تعالى: ﴿ وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٖ جَاثِيَةٗۚ كُلُّ أُمَّةٖ تُدۡعَىٰٓ إِلَىٰ كِتَٰبِهَا ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ٢٨ ﴾ [الجاثية : ٢٨] ، فلا بد ان تأتي بالجواب من الكتاب فعلى هذا لا بد ان تكون متيقنا من حكم الله بها حتى تكون على بينة من أمرك.
إن الشرع الحكيم يقوم على أمرين:
الأول: أوصاف شرعية للأفعال والأقوال.
الثاني: أحكام شرعية الأقوال والأفعال.
وأول فعل مطالب به الانسان وهو أساس لكل الأفعال هو تحقيق التوحيد بركنيه النفي والإثبات: اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت الآية، يقول القرطبي ما نصه: (فاجتنبوه) تقتضي الاجتناب المطلق الذي لا ينتفع معه بشيء بوجه من الوجوه؛ لا بشرب ولا بيع ولا تخليل ولا مداواة ولا غير ذلك. وعلى هذا تدل الأحاديث الواردة في الباب. أ.هـ تفسير القرطبي6/266. فالطاغوت أعظم محرم حرمه الله تعالى فإذا كانت الخمر لا ينتفع بها بشيء فكيف ينتفع بالطاغوت بشيء؟ فإذا كانت العلاقة مع الخمر انتفاع بها فقط وأمرنا الله تعالى باجتنابها كونها أم الخبائث فكيف اذا كانت العلاقة مع الطاغوت -وهو أبو الشرك-وهي انتفاع به ونفع له ايضا لا ينفكان عن بعضهما فلو لم يكن له نفع بتعاملاتنا لكان اجتناب الانتفاع به هو الاصل فالحمد لله الذي هدانا للحق وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله تعالى، فلا يحقق الانسان الاسلام إلا إذا اجتنب الطاغوت في كل فعل وقول فهذه الامور سالفة الذكر من أين يتم الحصول عليها ؟ أليس من الطاغوت ؟ اليس بناء على أحكامه وأوامره خاضعين ذليلين؟ له أوليس هذا الطاغوت الذي يتم هذه الامور منه فكيف تحصلون عليها منه.
هذه البطاقات كفرها من اوجه:

اولا هي تشريع وقانون ومن يستخرجها تبع القانون ويستكمل الشروط القانونية لها ثم تعطى له.

ثانيا هي عبارة عن اثبات انتساب للدولة فتكون على هذا انت واحد من رعايا الدولة ، والدولة قائمة على جميع شؤنك فهي رابطة قانونية بينك وبين الدولة لك حقوق وعليك واجبات.

ثالثا هي تأصيل للقومية فهذه البطاقات والجوازات والجنسيات اساسها قومي وطني لا دخل للأديان فيها.
تنبيه :
ان عدم فهم العبادة ومدلولها وعدم فهم الطاغوت ادى الى كل الإشكالات التي جعلت الاسلام غريبا واكثر شيء حصل فيه اللبس والخلط هو مسالة الطاعة والاتباع من حيث عدم ضبطهما وعدم التمييز بينهما ومن حيث ضرب الامثلة الافتراضية التي ليس الهدف منها اثبات التوحيد وإنما هدمه فمن ناحية :
1-
الطاعة والاتباع : فالايمان يقوم على ان التوحيد هو توحيد مصدر التلقي والتوجه والطاعة والاتباع يدخلان في هذا من حيث:
أ- ان الطاعة توجه الى المطاع بفعل الشيء كما يريده وفيها تلقي من حيث انها بناء على امر صادر من المطاع والامر هنا يعني الايجاب فهو يوجب عليك فعل شيء وما اوجب عليك الا لانك دخلت في طاعته وداخل تحت خطابه فحصل فيها ان غير الله تعالى وهو الطاغوت اصبح مصدرا للتلقي والتوجه فان كان نية الفاعل لله تعالى في فعله( التوجه) فقد اشرك بالله من حيث التلقي لان الطاغوت يعمل على تعبيد الناس لغير الله تعالى وليس لله تعالى فليس المقصود من أوامره اقامة الدين .
ب- وأما الاتباع: فهو فعل ما امر به او استحسنه الطاغوت دون ان يكون الامر مباشر الى الفاعل _ أي عدم وجود آمر - مما يعتبر مباحا او مشروعا فيكون الفعل من ذات الفاعل واختياره دون وجود مؤثر خارجي فهذا فعله يكون عدم اجتناب الطاغوت اذا لم تتوفر فيه نية المتابعة فتوفر نية المتابعة تتحقق فيها انه جعل الطاغوت مصدرا للتلقي وانه فعله كما يريده فحصل ايضا انه جعله مصدر التوجه. فالطاعة لا تحتمل الا صورة آمر يصدر أمرا ملزما ومأمور ينفذ بناء على هذا الأمر والاعتبار للآمر هنا وليس في نوع الفعل.
2-
من حيث عدم التمييز بينهما فان كل طاعة اتباع وليس كل اتباع طاعة فالفرق بينهما دقيق فلذلك عندما نتكلم عن الطاعة فهي تعني وجود أمر مباشر وآمر يصدر الأمر ومأمور يتلقى الأمر وينفذه ،والأمر معناه الوجوب وهو من الاحكام التكليفية ، بينما الاتباع يكون الفعل بناء على ما صدر من الآمر او ان يكون الفعل بقصد المتابعة .فالصورة هنا تحتمل الاتباع وتحتمل عدمه.
3-
من حيث الفرضيات الهادمة لدين فان الطاغوت ما جعل نفسه معبودا الا لانه خرج عن دين الله تعالى اعتراضا على دين الله تعالى وتكبرا ومحاربة لدين الله تعالى فلا يمكن ان يجعل من أوامره او تشريعاته الهدف منها اقامة لدين الله تعالى وانما الهدف منها هدم دين الله تعالى واعلاء لكلمة الشرك والطغيان ، فلا يهمه تعظيم شعائر الله تعالى وان فعل فإنما يتخذ ذلك ذريعة لتعبيد الناس له ، وما يظنونه من اوامر شرعية كالصلاة وغيرها مما يقوم به بعض الطواغيت لو سألت من يأمر بها على أي اصل تقوم هذه الاوامر والتعليمات لوجد انها تقوم بناء على تشريعات لا علاقة لها بدين الله تعالى وانما مصدر التلقي فيها غير شرع الله تعالى والهدف منها أي التوجه المحافظة على عروش هؤلاء الطغاة ،هذا من ناحية ما كان له مثل في الشرع يبنونه على هذا الاصل الطاغوتي ، واما سوى ذلك ما لم يرد به الشرع ولم يثبت فالامر فيه محسوم فالنبي عليه السلام ما اوجد جوازات سفر ولا رخص قيادة ولا هويات شخصية وما شابهها ولا الخلفاء الراشدون فهؤلاء من امرنا الشرع باتباع سنتهم فهذه امور محدثة احدثها الطواغيت لتعبيد الناس لهم ولا يمكن ان تكون لتعظيم شعائر الله تعالى ، ولكن اوتي القوم من شبهة شيطانية وهي القياس الافتراضي الفاسد فقالوا اليس لو قامت خلافة اسلامية فان هذه ستكون موجودة فنقول لهم انتم تتصورون الخلافة الاسلامية بناء على التصور الذي الفتموه القائم على الطاغوتية ولكن لو حصل عندكم التجرد من الطاغوتية فمعنى ذلك ان يكمون التصور قائما على الايمان بعدم وجود هذا التصور الطاغوتي وشتان بين الأمرين فالحالة وهذه كما قال تعالى: واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم() فإذا كان بنوا اسرائيل الذين عاشوا تحت ظل الفرعونية لما نجاهم الله منها لم يتصوروا ان تكون صورة الحياة الاسلامية بخلاف ما الفوه فطلبوا من نبي الله موسى عليه السلام إلها غير الله تعالى ، وقومنا اسوا حالا من بني اسرائيل فهم يطلبون الها غير الله تعالى ويتصورون الحياة الاسلامية بانها بنفس الصورة الطاغوتية قبل ان ينجيهم الله من الحياة الطاغوتية فإنا لله وإنا اليه راجعون.
فكل فعل نفعله لا بد ان نثبت حقيقة صورته هل هو من الطاعة ام من الاتباع