JustPaste.it


(( الثبات - التوبة - وسائل تقوية الإيمان ))

وسائل الثبات على الطريق
:

ينبغي عليك أخي الحبيب أن تحافظ على التزامك من خلال تطبيق علمي يعكس هذا الالتزام في حياتك العملية

 

أولاً
أن تحمد الله وتشكره على هذه النعمة لأن شكرها يزيدها، كما قال الله تعالى:

(وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) [إبراهيم:7]

وقال تعالى عن عباده الصالحين:
(وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله)[الأعراف:43] فحمدوا الله وردوا الفضل له سبحانه، وهكذا ينبغي أن تكون حال كل مهتد.

ثانياً :
أن تسأل الله الثبات على هذا الالتزام حتى الممات، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يدعوا بذلك فعن أنس رضي الله عنه قال:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول:
" يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" فقلت: يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا؟ قال: "نعم، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء"
رواه الترمذي وحسنه.


أن تجتهد بالمحافظة على أداء الواجبات و مفارقـة المحرمات والابتعاد عنها .

عليك باختيار الرفقة الصالحة الناصحة والبعد عن رفقاء السوء
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" رواه أحمد و أبو دود و الترمذي

وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافح الكير، فحامل المسك: إما ان يحذيك -يعطيك- وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة"

ثالثاً :
الإكثار من قراءة القرآن، وقراءة الكتيبات النافعة، وسماع الأشرطة المفيدة، وحضور مجالس العلم والمحاضرات.




_________________________________________________

سارع الى التوبة إذا أذنبت أو قصرت :

إعلم أخي الكريم: أسعد ما في هذه الدنيا وألذ ما فيها أن يمتلأ القلب بالإيمان، ويترطب اللسان بالذكر وتلاوة القرآن، وتخضع بالطاعة الجوارح والأركان.

أخي الموحـد : تعال لنقف مع آيات الغفور الرحمن، آيات تهز المشاعر، وتحرك الوجدان، آيات تحيي القلوب، وتنير الأبصار، يقول الله تعالى:
(فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) [طـه:123-126].


ويقول عز وجل:
(أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) [الزمر:22].

ويقول عز وجل:
(فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) [الأنعام:125].

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"ذاق طعم الإيمان من رضى بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمداً رسولاً" رواه مسلم.

ويقول صلى الله عليه وسلم:
"ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار" متفق عليه.

هذا الذوق والحلاوة عبر عنهما بعض السلف بقوله:
إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة.

وقال الآخر:
لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السعادة لجالدونا عليها بالسيوف.

وقال شيخ الإسلام رحمه الله وهو في السجن:
ما يفعل بي أعدائي؟! أنا جنتي في صدري، إن قتلي شهادة، وطردي سياحة، وسجني خلوة. وكان يقول: المحبوس من حبس قلبه عن الله، والمأسور من أسره هواه.

أخي المسلم الموحد المجاهد : اعلم أن جنة المؤمن في الدنيا في صدره، وإن عاش فقيراً سجيناً، وفي الآخرة جنته في روحه وبدنه.

وإن نار الكافر في الدنيا في قلبه، وإن عاش في نعيم المال والسلطان، وسائر متع الدنيا، وفي الآخرة ناره في روحه وبدنه.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم:
"يُؤْتَىَ بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدّنْيَا، مِنْ أَهْلِ النّارِ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ. فَيُصْبَغُ فِي النّارِ صَبْغَةً: ثُمّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْراً قَطّ؟ هَلْ مَرّ بِكَ نَعِيمٌ قَطّ؟ فَيَقُولُ: لاَ. وَاللّهِ يَا رَبّ وَيُؤْتَىَ بِأَشَدّ النّاسِ بُؤْساً فِي الدّنْيَا، مِنْ أَهْلِ الْجَنّةِ، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنّةِ. فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْساً قَطّ؟ هَلْ مَرّ بِكَ شِدّةٌ قَطّ؟ فَيَقُولُ: لاَ. وَاللّهِ يَا رَبّ مَا مَرّ بِي بُؤْسٌ قَطّ. وَلاَ رَأَيْتُ شِدّة قط" رواه مسلم.

وقال الله تعالى:
(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [الحديد:20].

أخي المسلم : إن لذة الدنيا وشهواتها فانية، يسبقها تعب وجهد في تحصيلها، ويعقبها ألم وحسرة وضيق بعد المتعة بها.

أخي المسلم : إذا سول لك الشيطان المعصية، فتذكر أنه عدوك اللدود يدعوك إلى النار، ودار البوار
(إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)
[فاطر:6].

والخلاص أن تستعيذ بالله منه:
(إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [النحل:99].

أخي: تذكر نظر الله إليك وقدرته عليك، واعلم أنه يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود:102].

وإذا أذنبت فعليك بالتوبة سارع اليها ولا تزهد بها لكي لا يسود قلبك
نعم التوبة إنما أدعوك إلى توبة صادقة ، تجلي بها صدرك من أدران الذنوب والمعاصي فالتائب حبيب الله، كما قال الله :
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة:222].

واذكرك بقول رسول الله وبشارته لكعب حينما أنزل الله توبته:
"أبشر بخير يوم مر عليك منذ أن ولدتك أمك" متفق عليه، فالتوبة تجب ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.


_______________________________________________________




الاستقامة عين الكرامة
الاستقامة على طاعة الله والثبات عليها يجب أن يكونا هاجس كل مؤمن بلقاء الله تعالى، لأنها هما السبيل الوحيدة للسعادة في الدنيا والآخرة

قال الله تعالى :
(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون* نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون* نزلاً من غفور رحيم) [فصلت: 30-31-32 ]

وقال تعالى:
(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون* أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاءً بما كانوا يعملون) [الأحقاف: 13-14]

وفي المسند وصحيح مسلم وغيرهما :
أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله مرني في الإسلام بأمر لا أسأل عنه أحداً بعدك قال: "قل آمنت بالله ثم استقم "
ومن الواضح تلازم الإيمان بالله تعالى والاستقامة على أوامره، والثبات عليها كما في هذه النصوص وغيرها.

والسبيل إلى الاستقامة والثبات على الدين هو الاستعانة بالله تعالى، والالتجاء إليه سبحانه، والعمل بمقتضى كتابه، واتباع هدي رسوله صلى الله عليه وسلم، ومصاحبة أهل الخير الذين يدلون على طاعة الله تعالى ويرغبون فيها، ويحذرون من طاعة الهوى، وإغواء الشيطان.

مع البعد عن قرناء السوء المنحرفين عن سبيل الهدى المتبعين للهوى، فإنه قد قيل سابقاً:

عن المرء لا تسأل وأسأل عن قرينه  ,,  فكل قرين بالمقارن يقتدي



_______________________________________________________


أساب ضعف الايمان ووسائل تقويتـه:
ضعف الإيمان مرض يعتري القلوب المؤمنة ، وهو من أخطر أمراضها ، لما ينشأ عنه من الوقوع في المعاصي ، والتهاون في الواجبات ، وقسوة القلب ، وضيق الصدر ، وتغير المزاج ، وعدم التأثر بقراءة القرآن ، والغفلة عن ذكر الله عز وجل .. إلى غير ذلك. ولا طريق للتخلص من هذا المرض إلا بالسعي في ما يقوي الإيمان ، ويكون ذلك بدفع الأسباب الموجبة لضعفه ، وهي:

1- البعد عن الأجواء الإيمانية ، من حضور مجالس العلم  ، والصلاة في جماعة ، ومجالسة الصالحين ، يقول الحسن البصري: "إخواننا عندنا أغلى من أهلينا ، أهلونا يذكروننا الدنيا ، وإخواننا يذكروننا الآخرة".

2- فقدان القدوة الصالحة ، لذلك لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وووري التراب قال الصحابة رضي الله عنهم :"فأنكرنا قلوبنا" رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.

3-الاختلاط بأهل الفسق والفجور من أعظم الأسباب التي تورث قسوة القلب.

4-الانشغال الشديد بأمور الدنيا ، وقد ذم النبي صلى الله عليه وسلم من هذه حاله ، وعده عبداً للدنيا ، فقال: "تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الدينار .." رواه البخاري.

5-الانشغال بشؤون الأولاد والأهل عن طاعة الله عز وجل ، قال تعالى: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم)[التغابن:15]

6-طول الأمل قال تعالى: (ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون)[الحجر:3] وعن علي رضي الله عنه أنه قال: أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى ، وطول الأمل ، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة.

7-الإفراط في المباحات من أكل ، وشرب ، ونوم ، وكلام ، وخلطة ، فكثرة الأكل تبلد الذهن ، وتثقل البدن عن طاعة الله ، وتغذي مجاري الشيطان في الإنسان ، حتى قيل: من أكل كثيراً شرب كثيراً ، فنام كثيراً ، فخسر أجراً كثيراً.

والإفراط في الكلام يقسي القلب ، والإفراط في مخالطة الناس تحول بين المرء ومحاسبة نفسه والخلوة بها ، والنظر في تدبير أمرها ، وكثرة الضحك تقضي على مادة الحياة في القلب فيموت لذلك ، قال صلى الله عليه وسلم : "لا تكثروا الضحك ، فإن كثرة الضحك تميت القلب" رواه ابن ماجه وصححه الشيخ الألباني.

فهذه بعض أسباب ضعف الإيمان ، وبدفعها والعمل بضدها يقوى إيمان المسلم ، وعلى قدر اجتهاد المرء في الطاعة يقوى إيمانه ، وعلى قدر انغماسه في المعصية يضعف إيمانه ، إذ الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، وقد ذكر ابن القيم أن افضل علاج لمثل هذه الحال هو: (أن تنقل قلبك من الدنيا فتسكنه في وطن الآخرة ، ثم تقبل به كله على معاني القرآن واستجلائها ، وتدبرها ، وفهم ما يراد منه ، وما نزل لأجله ، واختر نصيبك من كل آياته ، وتنزلها على داء قلبك ، فإذا نزلت هذه الآية على داء القلب برئ القلب بإذن الله). انتهى.

ولا بد أن يصحب ذلك كله الدعاء بالثبات ، فقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يكثر منه: " اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" رواه أحمد.

والدعاء بأن يجدد الله إيمانك ، فقد روى الحاكم في مستدركه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الإيمان يخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم".