JustPaste.it

بسم الله الرحمن الرحيم


مجموعة نخبة الفكر تقدم

مخبر القاعدة في نظر القاعدة

كتبه/ إبراهيم العسيري

 

/files/justpaste/d238/a9594741/jy808l.jpg

WV8P68.gif

بسم الله الرحمن الرحيم
"بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أما بعد؛


فقد طالعتنا قناة الجزيرة ببرنامج وثائقي أسمته "مخبر القاعدة"، وأخذت تعد له الدعاية والتسويق لفترة طويلة قبل أن تعرضه على قناتها الجزيرة. ومن يدقق النظر ويقرأ الأحدث التي ظهر فيها الفلم يعلم أن الفلم لم يأت "اعتباطاً" هكذا؛ لا، بل إن الإعداد له والترتيب لإظهار الشخصيات الاستخباراتية في الفيلم مع تلك الفترة الدعائية الطويلة؛ كانت القناة تريد من خلالها أن تحقق هدفاً أعدت فلمها من أجله. فالموضوع ليس بهذه البساطة "جاء مخبر وأدلى باعترافات ثم ذهب إلى بيته لينام"؟! لا، لا.


وحقيقةً أني لم أُرد الرد أبداً على هذا الكلام، ولا يحبذ الكثير من الإخوة الرد لاعتبارات عندنا في الجماعة المجاهدة، وقد يلومني بعض إخواني عليه، لأن الأصل عندنا ومعلوم من ديننا الإسلامي أن الفاسق ليس بعدل ولا تقبل شهادته ولا يقبل خبره إلا بالتبيّن، فما بالك عندما يأتي الخبر من جاسوس عن مرتد. صحيح أن سنده متصل ورواته قليل لكنهم في دائرة المخابرات البعيدة كل البعد عن دائرة الإسلام، لذلك فإن هذا الرد سيخاطب أولئك الذين لم يبنوا دينهم على هذه الأصول أو لا يعرفون هذه القواعد من الدين، أو بعض أولئك الكتاب والصحفيين الذين لا يؤمنون بها أصلاً.


وبما أني عايشت كثيراً من الأحداث التي ذُكرت في الفلم وذُكرت أنا على وجه الخصوص؛ فإنني هنا أقدم شهادتي من أرض الجهاد والرباط حراً طليقاً معتزاً بديني وعقيدتي. ولن أقف على كل التفاصيل، وسأبين أبعاد هذا الفلم وأسباب اختيار التوقيت والشخصيات، وسيكون الرد إما على الطريقة الخبرية التي أُعيد روايتها بحقيقتها التي عشتها، وأشهد الله على ما أقول فيها، وأجعل لعنت الله وملائكته على الكاذبين. وإما بطريقة الرد المنطقي على بعض التفاصيل التي ذكرت في ثنايا الفلم.

فأبدأ مستعيناً بالله وأقول:
بدأت الجزيرة عرضها للفلم بمقدمة، وهي؛ أن ناشطاً سابقاً في القاعدة اتصل عليها وعرض عليها معلومات واستجابت الجزيرة لهذا "الرجل المجهول" وجعلته يتحدث ثم أخذت نصوصه وعرضتها على مجموعة من المحققين ليكشفوا من خلال النصوص "فقط" حقيقة ما قاله الجاسوس. وبكل هذه البساطة تتبنى الجزيرة هذا الرجل وأقواله، وبكل هذه البساطة يتم تحقيق تلكم المعلومات، وبكل هذه البراءة يتم اللقاء؟!


أيها القارئ الكريم، هب أننا لا نفقه شيئاً في مجال العمل المخابراتي، فهل هذه هي طريقة التحري عن صحة أي معلومة تُزعم؟! بمجرد أن تأتي بطبيب نفسي ومحلل ورجل مخابرات ثم يقرأ النصوص هكذا؟!


وماذا يقرأ، هل ينزل عليه شيء من الوحي أو إلهام الاولياء حتى تتكشف له الحقائق؟!، إذا كان الأمر كذلك فلا حاجة لأمريكا بطرق التعذيب بأنواعها حتى تحقق في صحة معلومات المجاهدين في السجون إذاً!


ثم كيف لقناة الجزيرة وهي تزعم أنها منبر الأحرار وأنها تبحث عن الحقيقة أن تعتمد فلماً كاملاً من مصدر وحيد عدو لطرفٍ آخر، ثم هو في الأصل "جهة استخباراتية"، هل هذا من الإنصاف أو المهنية؟!


إن الجزيرة ليست عاجزة عن إرسال من يتحرى بنفسه عن الحقيقة كما أذنت لأحمد منصور أن يتحرى ويشهد بالصدق الذي رآه في الشام. أو على الأقل تتحرى من أطراف محايدة، ومظان المعلومة الصحيحة لا تخفى عليها.


وحتى يفهم القارئ الكريم كثيراً من الحقائق التي قيلت في الفلم؛ لابد وأن يفهم تلك الطريقة التي يفكّر فيها الأمن القومي الأمريكي بأفرعه في بلادنا الإسلامية، ولابد أن يفهم أن أي جاسوس مهم لابد وأن يكون له ارتباطان، الأول إداري محلي، والآخر عملي مع الأمريكان رأساً، وهذا هو واقع عمل أي فرع للأمن القومي في بلادنا، فهذه الطريقة يعتمدها الأمريكان حتى يستمر عملهم، ولا ينقطع بحصول أي طارئ إداري، فعمار صالح على سبيل المثال "وكيل الأمن القومي سابقاً" عندما تم استبعاده من عمله فإن العمل الأمني للأمريكان لم يتوقف أو يتأثر. وعمل الأمن القومي شبيه بحال الجبل الذي يخفي ثلثي حجمه في الأعماق وما يظهر منه إلا الثلث. ونحن نعلم هذه المعلومات جيداً وقد قبضنا سابقاً على من أفنى عمره في هذا العمل. والذي يثبت هذا المبدأ في العمل عند الأمريكان هو ما حكاه الجاسوس نفسه عندما طلبه الأمريكان للقاء المباشر، ما يؤكد أن الأمريكان لا يكتفون بالرجل الإداري المحلي في متابعة جواسيسهم، وهذا ما يوحي أن الجاسوس بعد سقوط عمار انتقل إلى ضابط آخر، وليس عندي معلومة يقينية على هذا، لكني أقول ما هو الدافع أصلاً في تقديم الجاسوس هذه الادعاءات إذا لم يكن هذا هو من صميم عمله الآن؟! هل الدافع مثلاً القيم النبيلة التي يحملها كل جاسوس؟!
ولنقل مثلاً أن عمار صالح كان يريد استهداف الأمريكان أو تسبب في إلحاق الأذى بهم؛ فلماذا لم يطلبه الأمريكان ولم يقبضوا عليه ويعتقلوه أو يستدعوه للتحقيق على الأقل، أيعقل أن أمريكا ستتركه بهذه الطريقة؟!

وبما أن أكثر عمليتين حاول أن يربط بها الجاسوس علاقة المجاهدين بالمخابرات هي عملية الاسبان وعملية السفارة الأمريكية -وكلتا العمليتين قد عاصرتها-فسأتحدث عن بعض حقائقها التي عايشتها، ولنبدأ بالعملية الأولى:


1- عملية الاسبان/ ذكر الجاسوس أنه جاء من المدينة إلى منطقة القبائل "مأرب" والتقى بالمشايخ في وسط الصحراء وبقدرة قادر رأى السيارة المفخخة التي ستستهدف لاحقاً السواح الاسبان!


ونسأل: أيعقل أن الإخوة سيستقبلون رجلاً من المدينة ويضعونه مباشرة عند السيارة المفخخة وهو سيرجع للمدينة وقد يتعرض للأسر!! وإذا كان كما يدعي أن الإخوة أو بعضهم جواسيس فما الداعي أصلاً لبلاغه؟! لأن الجواسيس الكبار سيقومون بالمهمة!!


 ألا ترى أخي القارئ كيف أن الباطل ضعيفٌ لا يمكنه أن يصمد أمام سلطان الحق، وللعلم فإن هذه العملية قد أضرت بالحكومة العميلة أكثر مما أضرت بالأمريكان وضربت صميم الاقتصاد السياحي للدولة، فلا يعقل أن يدمر عمار ماله الذي هو دافعه للتدمير أصلاً.


أما عن حقيقة عملية الاسبان، فإن العملية قد أعدت بكامل تفاصيلها في صعدة، وأمير العملية هو القائد حمزة القعيطي "رحمه الله"، وتم تجهيز السيارة في المأوى الذي كنت أعيش فيه، وقد كنت أنا وأخي أبو الخير العسيري وأبو خالد العسيري وأبو همام القحطاني مع القائد حمزة ولم نلتقي حينها بالشيخين أبي بصير وأبي هريرة وهذا طبعاً في بدايات العمل، ولم يكن القائد حمزة يعمل بأمرة الشيخ أبي بصير وقامت مجموعته بإعداد كامل العملية، ومن دون معرفة الشيخين، والعملية أصلاً لم يكن الشيخان موافقان على مكان الاستهداف فيها، لأن منطقة مأرب كانت حينها منطلقاً لترتيب العمل في المناطق الأخرى عند المشايخ، وقد شارك كل إخواني في المأوى تقريباً في هذه العملية ولم أستطع المشاركة لا أنا ولا أخي أبو الخير فأعطينا إخواننا سلاحنا وقلنا على الأقل يشارك السلاح.


2- عملية السفارة الأمريكية/ من قام بعملية السفارة الأمريكية هي مجموعة الشيخ لطفي بحر "تقبلهم الله" بمجهود فردي لا علم لجميع الإخوة بها، فقد تم الإعداد والتجهيز للعملية ثم التنفيذ، وبعدها بقي من مجموعتهم من جاءنا بتفاصيل العملية وما اتفقوا عليه، فقد قرروا أن العملية يتبناها التنظيم بعد أن تتم، فاحتفظوا بجميع التصويرات وأوصلوها لنا عبر من التحق منهم بنا، وقتل منهم لاحقاً اثنين أحدهم "بدر مشرع" الذي قتل في عملية محاولة اغتيال نايف بن عبد العزيز، وآخر قتل في انفجار خاطئ لقنبلة يدوية. فالفضل أولاً وأخيراً هو لأولئك الأبطال. وما حاول الإعلام أو الجاسوس أن يخفيه هو حجم الاختراق الكبير من قبل هذه المجموعة لأجهزة الدولة، فلقد كان الجزء الأكبر من الإعداد والتجهيز وجمع المعلومات من نصيب الشيخ عدنان القاضي، وقد كان هذا الأخ ضابطاً كبيراً في الجيش وقريباً من الرئيس السابق علي صالح ولم يعلم العدو أنه يعمل مع هذه المجموعة، وبعد أن تمت العملية قبض الأمن على الشيخ عدنان وأودع السجن ثم خرج بعدها ليلتحق بنا ثم يقتل بطائرة بدون طيار رحمه الله. ولقد أثرت هذه العملية كثيراً على الحكومة وأثبتت فشلها وعدم قدرتها على التصدي للقاعدة وبالتالي قل الدعم المالي من الأمريكان وبدأت الثقة تتزعزع بينهم.


هذه بعض تفاصيل العمليتين، وأما ادعاؤه مقابلتي في مأرب وأنه دخل إلى مختبري، فبالله يا قوم كيف أكشف مكاني لرجل يعود إلى المدينة وقد يتعرض للأسر!!


 ووالله إني لم أرَ هذا الجاسوس ولم ألتقه أبداً.


ثم يقول هذا الجاسوس:( أن الكثير من قيادات القاعدة أصبحت بيد علي عبد الله صالح).


فنسأله ونقول من تقصد بالقيادات؟ هل تقصد الشيخ سعيد الشهري مثلاً أم الشيخ عادل العباب أم الشيخ إبراهيم الربيش أم القائد أبا أيمن المصري أم الشيخ أبا بصير أم الشيخ حارث النظاري، من تقصد بالتحديد؟ إن أولئك الأبطال هم من قام العمل على أكتافهم ومن بقي من إخوانهم، وربوا جيلاً من الشباب على امتداد عقد من الزمان والذي نظن -بإذن الله-أنه كفيل بتحمل مسؤوليات وتبعات هذا الطريق. لقد عشنا مع أولئك الرجال فما وجدناهم إلا أرحم الناس بالناس. قمة في التواضع والأدب والأخلاق الحميدة مع حكمة وحنكة رحمهم الله جميعاً، وقد أبقى الله للأعداء ما يسوؤهم-بعون الله-.


ثم وقبل نهاية الفلم يكشف له عمار صالح معلومة في غاية الخطورة وهي أن عميلاً من الدرجة الأولى كان يجلس قبله على نفس كرسي العمالة. وللرجل البسيط أن يسأل فيقول: هل المخابرات بهذه السذاجة يمكن أن تكشف هذه المعلومة لجاسوس قد يُرمى به في القمامة-كما نعت نفسه-في أي وقت، أو قد يؤسر عند المجاهدين فيفضح ذلك الجاسوس الخطير الذي خفي علينا؟! أو إننا جميعاً جواسيس؟! عندها سنقول: ما الفائدة إذاً من عملك كمخبر؟!

وفي نهاية الفلم أتت الجزيرة بعدد من الشخصيات ليعطوا التقييم النهائي لكلام الجاسوس-طبعاً هذا التحليل بالفراسة والذكاء الخارق والإلهام الذي تتحلى به تلك الشخصيات-فأحدهم يقول إن كلام الجاسوس فيه مقدار من المصداقية، ونحن نسأل؛ ما هو القدر الآخر الخالي من المصداقية إذاً؟ ويقول آخر أن تقييمه لكلام الجاسوس سبعين مقابل ثلاثين، سبعين من الكلام واقعي والثلاثين الباقي غير حقيقي، ونسأل قناة الجزيرة ونقول؛ كيف لها أن تطلق تلك العبارات " الكلام الأكثر دقة" أو " هذا يلقي الضوء على تحالفات صالح الخفية والمعقدة" كيف استطاعت أن تغربل ذاك الخليط من الكلام الغير منطقي والمنطقي، ثم تطلق تلك الإطلاقات التي تقذف بها جماعة كاملة وترميها بالعمالة، جماعة لها عشرات الآلاف من المؤيدين والأنصار والمتعاطفين والمحبين، بمعلومات لا ترقى في نظرهم إلى حد الحقيقة المطلقة؟!


إن هذا البناء الركيك والمتهاوي لا يمكن أن يصدقه رجل سوي بكامل قواه العقلية، وهذا ما يلقي الضوء حقيقةً على أبعاد هذا الفلم قراءةً للسياقات والتوقيتات التي خرج فيها الفلم.

 

إن هذا الفلم خرج بعد نزول أمرين على الساحة، الأول: هو تلك الدراسة الأمريكية لمؤسسة راند والتي ذكرت خطوات حرف مسار الجهاد وذكرت الجهاد العالمي وتنظيم القاعدة على وجه التحديد، وذكرت من البرنامج والرؤية التي تقدمها مجموعة من الطرق لإسقاط الرموز الجهادية والعلماء والمشايخ الذين يدعمون تنظيم القاعدة فكرياً. أما الأمر الثاني: هي تلك العملية التي أطلقها الأمريكان باسم عملية "إرباك الوحش" والتي تقضي بقتل الشيخ أبي بصير والشيخ إبراهيم الربيش -رحمهما الله- بعدما كثرت لقاءاتهم للأخوة من الجماعة وخارجها وقلّت قيودهم الأمنية. وتقوم فكرة هذه العملية على تصفية تلك الشخصيتين تصفية جسدية ما سيسبب ارتباكاً أو انقساماً في صفوف الجماعة هكذا ظنوا. إذاً فملخص هذين المخططين أو المشروعين هو "حرف مسار الجهاد" وسيستخدم لتحقيقه أسلوبين، أسلوب أمني يتبنى قتل أكبر قدر من القيادات، وأسلوب إعلامي يتبنى فكرة التشويه على نمط "مخبر القاعدة". وفعلاً لم يمضِ على هذين الأمرين عدد من الأسابيع إلا وبدأت التصفيات -التي أعد لها مسبقاً-لقيادة القاعدة من المشرق إلى المغرب مروراً باليمن والشام، قتل فيها عدد من الرموز التي تتبنى فكر الجهاد العالمي بنظرة الشمول والرحمة والدعوة إلى الله في أوقات متقاربة، وللمتابع فقط للأحداث دون أن يعلم بهذه الخلفيات الاستنتاج بداهة بما ذكرنا، ولسنا الآن بصدد لماذا نجح العدو في تحقيق بعض هدفه مع علمنا به مسبقاً، أو ماذا يجب أن نفعل الآن؟، أو هل يمكن الصمود أمام هذه المؤامرات التي تحاك بالطائفة المجاهدة؟ نعم من حق القارئ والمحب أن يسأل وسنجيب بإذن الله في موطنٍ آخر بشيء من الإسهاب والله المستعان. ونعود إلى صلب الموضوع ونقول لماذا كان المستهدف في فلم" مخبر القاعدة" هو الشيخ أبو هريرة-حفظه الله-بالتحديد، ولم يكن المستهدف مثلاً الشيخ أبو بصير-رحمه الله-أو غيره؟


والجواب أن الشيخ أبا بصير-رحمه الله-في الفترة الأخيرة رفض إلا أن ينزل إلى الميدان ويعالج ويربي الإخوة على كثير من المعاني بنفسه، وكان يرجح هو تلك المصلحة على مفسدة قتله وهذا اجتهاده -رحمه الله- مع علمه بأنه مستهدف بالقتل. وقد كان الشيخ أبو هريرة أقل لقاءاً بالشباب منه وأكثر حذراً ولا يغني حذر من قدر لكن هذا ما حصل، ومعلوم عند جميع الإخوة أن أكفء الإخوة بعد الشيخ أبي بصير هو الشيخ أبو هريرة، ولا يذكر أبو بصير إلا ويذكر أبو هريرة، هما ركنا الجماعة ومؤسساها. فاستعمل العدو طريقتين حاول فيها إخفات نجم الشيخ أبي هريرة، الأولى هي اغتيال رمزيته بين المجاهدين، وحاول بالأخرى جاهداً تصفيته جسدياً لكن الله كان يحول بينهم وبين مرادهم، وكانت آخر تلك المحاولات هي قبل مقتل الشيخ أبي بصير بأسابيع عندما قتل في تلك المحاولة اثنين من مرافقي الشيخ أبي هريرة، وقد ظن العدو أن الشيخ من بينهم، وكان أحد أولئك المرافقين هو أخو الشيخ أبي بصير صلاح الوحيشي-رحمه الله-. وحرصت الحكومة السعودية أشد الحرص على اغتيال الشيخ أبي هريرة فآخر جواسيسها كانت اعترافاتهم تفيد بأن أول شخصية لها الأولوية في عملية الاغتيال هي شخصية الشيخ أبي هريرة-حفظه الله-.

وهناك سبب آخر في استهداف رمزية الشيخ أبي هريرة، وهو أن المخابرات الأمريكية أخذت تردد ما كان قد أطلقه "المفاوضون" في صنعاء في السابق مع بدايات العمل، وهؤلاء المفاوضون للذين لا يعرفهم هم عبارة عن مجموعة من الأشخاص حاولوا عدم قيام العمل في اليمن بتاتاً بحجج مختلفة، ومنهم أشخاص كانوا يقابلون مسؤول الأمن السياسي سابقاً غالب القمش ثم يعودون إلى الإخوة يخذلونهم عن الجهاد وينشرون الشائعات الصادّة لنفير الشباب من صنعاء وغيرها إلى الجهاد. ومع تزايد أذاهم أصبح الشيخ أبو هريرة يتعامل معهم بشدة والشيخ أبو بصير يحاول أن يتألف بعضهم، لأن –وللأسف-بعض أولئك المفاوضين ممن كان له سابقة في الجهاد. فمن تلك الأيام بدأ أولئك المفاوضون يشنون حملات التشويه على الشيخ حتى أصبحت تلك الأسطوانة المشروخة ممجوجة وسامجة عند الشباب لا يلقى لها بالاً، بل إن الأمر تعدى ذلك؛ فقد أصبحت تلك الشعارات من علامات الجواسيس عندنا، فمن سمات الجواسيس في أرضنا هي القدح والتشكيك في القيادة. وقد سبق القبض على مجموعة من الجواسيس حاولوا شق جماعتنا قبل حوالي أربعة أعوام واستخدموا فيها نفس الطريقة، وكان الترتيب لهذا العمل(سعودي-أمريكي) وباء عملهم بالفشل والحمد لله. ومرت السنيين وانتهت تلك الحيلة، وفي أقل من ستة أشهر بدأت تعود نفس تلك الحملة لكنها بقوالب جديدة (مقال، فلم وثائقي) وهكذا.


لقد حاولت السعودية جاهدة بصمت الماكر أن تغتال الشيخ أبا هريرة عدة مرات، لعلمها اليقيني أنه كان العقل المدبر لعملية اغتيال محمد بن نايف، وحرصت أمريكا على قتله لأكثر من سبع محاولات لأنه المسؤول العسكري وصاحب فكرة عملية عمر الفاروق، فموتوا بغيظكم والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.


أما قناة الجزيرة فنقول للصحفيين والمذيعين المحايدين فيها ولأصحاب النزاهة والشرف المهني منهم؛ أن ينكروا على كل من يريد أن يدخل القناة في "حرب أوباما القذرة" وتحمل تبعاتها.


ولي بعض الرسائل أبعثها إلى العلماء الصادقين في سجون الأمن والسجون الكبرى "سجون الإقامة الجبرية" في بلاد المسلمين وخارجها، الذين لم يسلموا من تلك الحرب القذرة؛ نقول لكم: بيض الله وجوهكم؛ فوالله إنكم من عوامل صبرنا وثباتنا وأنتم تاج رؤوسنا، وقولوا نسمع لكم ونطيع. ووالله إن أحدنا ليتمنى أن يقبّل تلك الرؤوس التي لم تنحنِ للباطل لحظة، فصبرت على بلاء الضراء والسراء وما تغيرت. ولإن جاء أحدكم بيننا لن يجد له مكاناً إلا فوق الرؤوس وداخل حدقات العيون.


أيها العلماء: إنكم لن تسلموا من مكر العدو بكم؛ فاستعينوا بالله واصبروا، وأعدوا الشباب لطلب العلم قبل النفير فنحن دائماً في حاجة لمن يفقه دينه ويعلم مسائله ومقاصده.


 وإلى إخواني المجاهدين في مغرب الإسلام إلى من نحبهم ويحبوننا، وإلى أسود الصومال أهل الشدة والبأس، وإلى المجاهدين الأبطال في القارة الهندية وخرسان، إليكم نبعث خالص التحايا والشكر والامتنان ونبشركم أن حالنا تسركم وتسر الصديق، ونحرضكم على ضرب أمريكا في عقر دارها وخارجه، فإن أمريكا لم تعد تحمل الكثير من الأوراق، فقد ألقت بأكثرها ولم يعد لديها إلا القليل من الخيارات، وإننا بمواصلة استهدافها سنقلص من خياراتها التي تحاول أن تحمي بها نفسها، وآخر تلك الأوراق التي رمت بها في التنور هي ورقة "السيادة الدينية" لآل سعود التي استخدمتها في شن الحملات المتنوعة على المجاهدين عبر كل السنين الماضية. وها هي بدأت تستغني عن تلك الورقة بعدما أصبحت الضرورة ملحة عليها لإيجاد شيء من التوازنات العرقية والدينية في المنطقة. والحقيقة أن أمريكا باعت الحكم السعودي بطريقة الحياد الذي ستتكلفه في الأيام المقبلة ليتسنى لها اللعب على النار الهادئة، وإقحام غيرها في صراع يقلل من خسائرها في الحرب. إن أمريكا تظن أنها إن فعلت ذلك فإنها ستظل ممسكة بزمام الأمور، وما تدري أن سقوط نظام آل سعود هو عز الإسلام ونصر المسلمين.


أما نحن في جزيرة محمد -صلى الله عليه وسلم- فلقد اخترنا حرب أمريكا ومقارعتها وفهمنا الدرس جيداً والذي مفاده "أمريكا أولاً"، لقد قلت لأميري أبي بصير-رحمه الله- قبل أن نبدأ العمل على أمريكا؛ إننا إن ضربنا أمريكا فإننا سوف نجد منها أذىً كثيرا، فقال لي -رحمه الله- : والله لو فنينا عن بكرة أبينا في الجماعة لنقاتلن أمريكا ، لو لم يكن من قتالنا إياها إلا التخفيف على إخواننا في أفغانستان والعراق لكفى -وكان ذلك أيام الاحتلال-.


إننا بفضل الله لم نزدد بقتال أمريكا إلا قوة على عكس ما يظن البعض "وبالقتل ينجو الناس من غبة القتل". ولإن قتلت منا أمريكا فإن الجماعة لا تزداد يوماً بعد يوم إلا قوة وصلابة وزيادة بفضل الله. ولقد قطعنا شوطاً طيباً في "الحرب الدعوية" والتي نَعُدها -بإذن الله- مقدمة التمكين، نسأل الله من فضله.
وإلى إخواننا المجاهدين في الشام: بارك الله في جهادكم، ووالله إننا بقلوبنا ودعائنا معكم، ونظن أن الله يهيئكم لأمر عظيم فأقبلوا عليه هو حسبكم ونعم الوكيل.

وآخر المقال سلام على شيخنا المفضال أميرنا العام الدكتور أيمن الظواهري حفظه الله ورعاه .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

كتبه/ إبراهيم بن حسن بن طالع العسيري.
جزيرة العرب

ZXPt2b.gif