قلنا في المخططات السابقة أن دعوة بوتين للمعلم لم تأت عن عبث !
دعوة بوتين من المؤكد أنها أتت بعد إشارات سعودية من ابن سلمان بعد زيارته لموسكو ..
وأنها أتت أيضاً بتوافق أمريكي ضمني، وخصوصاً إن ربطنا كلام بوغدانوف المهم الذي نقله عن شتاينر (نائب وزير الخارجية الأمريكي) الذي قال فيه بتصريح : وأخيراً اقتنع الأمريكيون بأنه لابد من بقاء الأسد .
فبعد هذه الإشارات مجتمعة :
(كلام بوغدانوف ثم زيارة ابن سلمان لموسكو ثم دعوة بوتين للمعلم وكلامه عن حلف)،
حدث لقاء مملوك وبن سلمان !
دعونا نبحث قليلاً بمن سرّب هذا اللقاء ولماذا ؟!
التسريب بالبداية أتى من صحيفة تتبع لحزب الله (الأخبار) ..
فلو كان السوريون هم من يريد التسريب لما سرّبوه بصحيفة موالية لهم، لأنها تصبح قصّة مكشوفة !
لكن بالمقابل لو أنّ هذا التسريب لم يكن بمصلحة الحزب والنظام الحالي لما سرّبته جريدة الأخبار .
_ من هذا التحليل نستنتج أنّ التسريب أتى من داخل الممكلة من تيّار معارض لابن سلمان (والذي هو تيار بن نايف) وأن نشره بجريدة الأخبار جاء بعد تيقّن النظام والحزب أنّ السعودية انقلبت على التفاهم مع روسيا !
_ لماذا انقلبت السعودية على التفاهم مع روسيا ؟!
ولماذا هذه التصريحات "الفولاذية" للجبير في موسكو،
(والتي أتت مخالفة لكل ماسبقها من تفاهمات مع روسيا) ؟!
السبب الأكبر برأيي هي الحرب الداخلية الشرسة بين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان !
كلاهما يعرض نفسه دولياً الآن على أنه الرجل الأجدر للسعودية دولياً بهذه المرحلة ..
بن نايف مدعوم من الأمريكيين لأنه رجلهم كما ذكرنا بمخططات سابقة ..
فالآن بن سلمان يلعب لعبة :
أنّه الأنسب للأمريكيين وأنه يريد حل مشاكل السعودية الإقليمية وأنه سيكون مرضي عنه عالمياً .
_ بن سلمان ذهب لواشنطن في لقاء كامب ديفيد،
وقال أنه لايرى الآن بضرورة رحيل الأسد لأنه سيحل مكانه الإرهاب .
وذهب لروسيا وقال نفس الكلام وأعطى إشارات لروسيا باستعداده للحلف ..
فهو يسوّق الآن نفسه أنه قائد متفتّح يريد حرب الإرهاب وأنه غير متخشّب !
_ الولايات المتحدة الأمريكية تريد هكذا قائد سعودي بهذه المرحلة،
وهي مرحلة ماقبل الانتخابات الأمريكية،
حيث يجب علينا أن ننتبه لهذه النقطة جيّداً فهي الآن ستحدد الكثير من السياسات الأمريكية بالمنطقة .
_ أوباما والديمقراطيين بحاجة لنصر لأمريكا قبل الانتخابات،
يكون كردّ للحملة المسعورة عليهم من قبل الجمهوريين أنهم هزموا أمريكا مع إيران بالملف النووي !
ومن هنا كان التعجّل الأمريكي بغطاء روسي لإقامة هذا الحلف لمحاربة الإرهاب وتحقيق نصر ما، يجب أن يكون بمعيار تحرير الموصل أو الرقة قبل موعد الانتخابات الأمريكية!
وهذا يحتاج لحلف إيراني تركي سعودي سوري .
أَفَهِمْتُم الآن اللعبة وفهمتم سر دعوة بوتين بغطاء أمريكي ؟!!
هذه النقطة الهامة ستفهمكم الكثير ممايحدث بإذن الله .
ستفهمكم مسألة الصراع المحتدم بين بن سلمان وبن نايف .
_ بن نايف وبن سلمان التقطا المتغير الأمريكي برأيي ..
ويريد كل منهما أن يسوق نفسه أنه الأجدر .. وبالتالي كل منهما يحاول أن يخرّب عمل الآخر بهذا الإطار !
فابن نايف لوتذكرون كلامي عنه في مقال مخططات سابقاً، قلت أنه يطرح الآن نفسه على أنه سيكون أكثر محارب للإرهاب وأنه سيحاول أن يصلّح العلاقات بينه وبين إيران!
وهذا تريده أمريكا بهذه المرحلة، لأنها تريد حلف إقليمي كما قلنا يعطيها نصر بوجه "داعش" قبل الانتخابات الأمريكية لمواجهة حملة الجمهوريين على الديمقراطيين أنهم هزموا أمريكا !
وكذلك تريد تخفيف ثقلها بالشرق الأوسط بعد ترتيب أوراقه،
لكي تتفرّغ أكثرللتوجه للخطر الداهم من الشرق الغول القادم : الصين والهند ودول البريكس .
_ فمن سرّب الخبر هو بن نايف ليقيم الدنيا على بن سلمان،
وجاءت ردّة الفعل "الجبيرية" الخشبية هذه لتردّ هذه الحملة،
_ لكن هدفي من كل الشرح السابق أن تفهم أن التنسيق السعودي السوري الإيراني،
سيستأنف بعد فترة بنفس الإطار وخصوصاً بعد تشرين الأول (نوفمبر)،
موعد القرار الأممي بخصوص تطبيق إيران ماعليها بالملف النووي !
وأن خط التسويات الإيرانية السعودية ولاحقاً المصرية قد بدأ وسيعملون على استئنافه بقوة ..
ولايهمكم هذه التصريحات الجبيرية من موسكو فهي من شظايا الصدمة الأولى ..
وستذكروووون !
(سنشرح لماذا تسعى إيران للسعودية بالتحديد وتحاول عزل تركيا) .
ولهذا السبب أيضاً (الانتخابات الامريكية)،
غضّوا الطرف عن تركيا (حالياً) بحربها مع حليفهم الوحيد حالياً على الأرض في سوريا بحرب داعش (الأكراد)، وعسّلوا لها الكلام حتى ظنّت تركيا أنها أخضعت أمريكا :) !! ,
لكن الأتراك لايعلمون تماماً خبث أمريكا معهم أو لعلهم يعلمون وهذا أكثر مافي اليد ..
وهذا الخبث يتجلّى الآن بأربع نقاط :
1- فقلت في مخططات سابقة من يعطي الإحداثيات للطيران التركي هم المخابرات الأمريكية،
وأنا واثق أنها تخبر الأكراد بأن الطيران التركي سيقصف المواقع فيخلونها !
2- الأهم والأخطر هو سحب الباتريوت من تركيا !!
سحب الباتريوت من تركيا أيها السادة أكبر "خازوق مبشم عثماني" دخل بتركيا أردوغان !
فهو عملياً حطّم أي حلم له بمنطقة عازلة آمنة متفشكلة ... الخ !
وبالأخص أنه أتبعه تسليم طائرات الـ ميغ 31 للنظام، وهي طائرات عندها قدرة كبيرة على المناورة وضرب الأهداف من مناطق بعيدة لا تطالها الصورايخ التركية الضعيفة أصلاً، ولديها القدرة على الطيران الليلي وإصابة الهدف بدقة متناهية حتى في الليل، والتخفي على الرادارات !
وهي فخر الصناعة الجوية الروسية !
وأتبعها الإعلان عن تسليم صواريخ الـ S300 لإيران ولمن لايعلم فهي أقوى من الباتريوت !
فكانت المعادلة العسكرية ببساطة بالمنطقة :
يُسحب الباترويت من تركيا الضعيفة صاروخياً بالأصل ..
وتُسلّم إيران القوية صاروخياً بالأصل صواريخ الـ S300 بمباركة أمريكية،
ويصبح تحت تصرف إيران ولها وبقرارها !!
ويسلّم النظام طائرات الميغ 31 بحيث تكون رسالة لأي محاولة إنشاء منطقة عازلة !
فهاتوا لنشوف أيها المتدشون الموهومون .. خلي تركيا تنشئ منطقة عازلة أو آمنة الآن ؟!!
_ والأخطر هو الإعــــــــــلان عن كل هذه التحركات،
وسبق لأمريكا أن حرّكت الباتريوت لكنها لم تعلن حدث هذا في كوريا وفي أوروبا الشرقية ..
أفلا تفكر لماذا أعلنت الآن وخصوصاً إن قرنت هذا بالإعلان الروسي،
عن تسليم النظام وإيران الـ S300 والميغ 31 ؟!!
إنها المصيدة التي أوقعت أمريكا تركيا فيها أيها السادة .
ثم يأتي أحمق لينقد قولنا أن مفاتيح المنطقة تتجه ببطء لإيران ؟!!!
دسّوا رؤوسكم في التراب أكثر .. فهكذا ترتاحون من التفكير يا أغبياء !
3- قواعدها التي توفر على الأمريكيين الكثير مادياً من ناحية تكلفة الطلعات،
والأهم أنها ستفوّقهم تكنولوجياً،
فمعلوم أن الطيران يقصف بعد استطلاع بطائرات دون طيار .
ووجود القواعد في تركيا يسمح للطائرات بقصف الأهداف المرصودة من طائرات الدروانز بعد دقائق معدودة، بينما عندما تأتي الطائرات من الخليج سيمر وقت طويل (15 - 20) دقيقة قبل وصول الطائرات لضرب الأهداف المرصودة وهذه الفترة كافية باختفاء الأهداف المرصودة .
_ وبرأيي إن قتل (أبو مسلم التركماني) إن صح لهو من نتائج دخول تركيا باللعبة الأمريكية فمعلوم أن التركماني هو (أبو) التركمانيين بالدولة، وهل يعقل أنه ولا واحد منهم على صلات بالمخابرات التركية ؟!
وبرأيي أن انطلاق الطائرات من القواعد التركية،
ساعد كثيراً بضرب الأهداف المرصودة قبل اختفائها، ومنها التركماني !
4- إن تركيا صار لها تقصف الأكراد 30 عام دون نتيجة !
فأمريكا تعلم أن هذه الضربات الجوية لن تؤثر عملياً على الأكراد وأن الحرب لاتحسم بتدخل جوي لوحده !
وأن تركيا لن تجرؤ على التدخل برياً أبداً .
وأن النتيجة الوحيدة التي يمكن أن أردوغان حقّقها من هذه الحرب حقيقةً بالمنظور القريب :
هي أنه منع تشكيل أي ائتلاف حكومي معارض له بحيث زرع بهذه الحرب أسفين بين الـ (MHP) والـ (HDP) يستحيل به تشكيل حكومة ائتلافية بينهما تقصي العدالة والتنمية !
شرحنا سبب تعسيل أمريكا الكلام لتركيا وغضّ الطرف عنها بالتحرك ضد حلفائها الأكراد !
وهو الانتخابات الأمريكية وسعي الديمقراطيين لكسب نصر قبلها،
يسكت عنهم الجمهوريين الذين يعيّرونهم أنهم هزموا أمريكا أمام إيران !
ولإثبات صحة نظر أوباما بأن تحالفه مع إيران سيحقق فوائد كبيرة للأمن القومي الأمريكي !
وهذا يحتاج نصر لأوباما من مستوى دخول الرقة أو الموصل ..
_ ومعلوم أن وجود الديمقراطيين بالحكم مفيد لإيران وستسعى إليه ..
فبرأيي أن إيران ستحاول جاهدةً بهذين العامين قبل الانتخابات الأمريكية دخول الموصل أو الرقة !
لكنها لن تدخلها ببلاش، بل بعد أن تستفيد أكبر فائدة من هذا الدخول !
فالجيش الذي سيدخل الرقة أو الموصل سيكون المعتمد العالمي بحرب الإرهاب وستعطى له كل الشرعية والجوائز، لذلك يتسابق محور إيران الحزب النظام الحشد العشبي ليكون هو،
وليس تركيا أو توابعها من أحرار شام أو النصرة أو ... الخ !
...
لكن يجب أن ننتبه أن مصلحة إيران هي الديمقراطيين ومصلحة إسرائيل هي الجمهوريين !
وهذا لعله أول صراع خطير بينهما !
قد بدت بوادره الآن وسنتحدث عنه بعد قليل إن شاء الله ..
فبغض النظر عن كل ما جرى وما قاله الجبير في موسكو،
لكن روسيا تعتبر أن هذه صدمة أولى وكل ما جرى فيها شظايا طبيعية كما قلنا،
فانتقلت للخطة ب ..
الخطة ب (طبعاً بتفويض أمريكي كله وشرحنا السبب) خطّها العام المغطّي لها سيكون :
دخول السعودية كطرف في إيجاد حل سياسي للوضع السوري مع إيران (على أساس) !
بحيث تتم إنشاء لجنة من الدول : (روسيا أمريكا السعودية إيران)،
ولاحظوا أنه في (جنيف1) لم يرضوا حتى بذكر إيران، ولكن الآن أصبحت إيران عضو أساس في الحل !!
_ هدف هذا المشروع كله برأيي :
لا يهدف لسوريا مباشرة بل الهدف الأكبر منه :
مجرد إعطاء غطاء لجلوس الإيراني مع السعودي على طاولة مفاوضات واحدة !
_ فإن كان غطاء محاربة داعش لم يفلح ولم ينجح به ابن سلمان، (شرحنا الأسباب منذ قليل)،
فالآن لن يعترض أحد على هذا الغطاء !
_ ومتى مارأيتم هذه اللجنة تشكلت، ومجرد جلوس إيران والسعودية على طاولة واحدة،
ستبدأ الملفات الإقليمية بالتحلحل بذكاء المفاوض الإيراني وخبثه !
_ وهذا قد حصل سابقاً كثيراً أقربها الملف الإيراني النووي،
فكل (الخمسة +1) كانت غطاء لتقبّل الرأي العام بالبلدين جلوس أمريكا مع إيران،
فبدأت بـ (خمسة +1) لكن صرنا نرى آخراً وزير خارجية إيران وأمريكا يمشيان سويةً،
وهذا لو حصل بشكل مباشر لكانت قامت قائمة الدنيا لكن (بلعوهم ياها تبليع) !
وكذلك سيحصل في هذه اللجنة التي ستتشكل بعنوان إيجاد حل سياسي سوري !
_ وهذا المشروع الثاني لروسيا سيكون مرتبط ارتباطاً عضوياً بتشرين الأول – تشرين الأول :
وهما موعد القرار الأممي حول تطبيق إيران ما عليها من بنود،
ولوقتها سيكون قد ظهر هل قبل الكونجرس بالاتفاق،
ولوقتها ستكون قد ظهرت ملامح الانتخابات التركية المبكرة !
ماذا سيحدث في المنطقة حتى تشرين الأول تشرين الثاني؟!
برأيي سيجن جنون المنطقة،
والهدف تحصيل مكاسب أكثر كفرصة أخيرة من أجل التسوية النهائية !
دعنا نبدأ الآن من إسرائيل وماتفعله بحربها ضد إيران ..
التي بدأ يرتسم بما فعلته بالجولان ..
وماعلاقته بالسعودية من جهة، وعلاقته بتركيا وغزّة بالتحديد ؟!
وأكبر دليل أن المنطقة إما على وجه حرب عالمية أو تسويات نهائية ..
(سنرى أيهما الأقرب) ..
هي ضيق اللعبة والتوجه للاعبين الرئيسين بالشرق الأوسط أكثر وأكثر !
_ فبدأت الساحة الآن تفضى قليلاً قليلاً للرئيسين الكبيرين : إسرائيل وإيران !
وتركيا بينهما !
والسعودية ومصر هما لاعبان ثانويان يعمل كل فريق الآن على كسبه !
وهذا هو المشهد باختصار !
يتبع إن شاء الله قريباً ..
أتمنى لو تراجع وتتعمق وتدرس كل حرف بهذه المخططات أخي !
فهدفي أن يكون كل واحد فيكم يعرف طريقة التفكير الصحيح وبالتالي يقتدي بنبيّه !
وإلا لكنت قلت لكم سيحدث كذا وكذا وأريّح رأسي وأرتاح من كل هذا الشرح !
#نديم_بالوش .
قبل أن أبدأ بمحور إسرائيل ..
فاتني بعض الأحداث التي ترونها الآن على الساحة،
والتي يجب أن نعرف خلفياتها المرتبطة ارتباطاً عضوياً بما تحدّثنا به بالجزء الأوّل،
ومنه الوضع في دوما ودمشق !
فما ترونه في هاتين الجبهتين هو تفسير للعلاقات السورية السعودية،
فزهران علّوش يأيته الوحي فجأة بعد لقاء الجبير بلافروف بموسكو ويقصف دمشق قصفاً قوياً !!
فكان هذه المرة القرار الروسي السوري (النظام) بالردّ عليه رداً موجعاً مؤلماً،
وذلك لأنهم يريدون السعودية للدخول بالحلف !
_ تقول لي كيف يريدون السعودية وكيف يصعّدون معها ؟!
بالإستراتيجيا هذا الذي يحدث، أنت عندما تريد أن تُنضج طرفاً ما لتسوية ما تُصعّد معه لتضغط عليه !
وهذا قاله بشار حتى بلقائه أمس حيث قال عندما سأله هل نحن في ربع الساعة الأخير ؟!
قال نحن لم نصل لربع الساعة الأخير بعد، لكن هذا التصعيد دليل على اقترابنا منه !
_ هم يريدون أن يحصروا السعودية ويضغطوا عليها لتُغلق الطرق بوجهها وخصوصاً بعد انقلابها عليهم،
فتعود للتفاوض معهم وللحلف الذين يريدون تشكيله !
وهذا عين مايفعلونه الآن باليمن ..
_ ومن أجل ذلك سُمح بظهر سلاح روسي متطور بأيدي الحوثيين بل والإعلان عنه (ومنه صاروخ طوشكا الروسي) فهم انسحبوا من المناطق لحفظ ماء وجه السعودية كما ذكرنا ولترغيبها بدخول الحلف الروسي الإيراني السوري بمكافحة "الإرهاب" ! ، لكن يبدو أن السعودية كبر رأسها وصارت تريد أخذ صنعاء !!
(ومن هنا أقول لكم من حذائي بياخدوها !)
_ فالآن القرار الحوثي الإيراني الروسي في اليمن هو التصعيد والإيلام ..
فظهرت صواريخ طوشكا الروسية دقيقة الهدف وظهر الكورنيت وسيظهر السكود بشكل كبير،
وسيظهر غيره، وقد يتقدمون لمدينة جيزان نفسها إن تطورت الأمور ..
_ لكن كل ماترونه من تصعيد كما قلنا وشرحنا سابقاً أن كل المعارك الآن هي معارك تسويات،
وليست معارك إقصاء أو إبادة !
وهذا الأمر تم منذ 2014 أن المعركة كلها ستكون معركة تسويات !
دعنا نبدأ الآن من إسرائيل وماتفعله بحربها ضد إيران ..
التي بدأ يرتسم بما فعلته بالجولان ..
وماعلاقته بالسعودية من جهة، وعلاقته بتركيا وغزّة بالتحديد ؟!
تكلمنا أن خطة محور إيران هي القلمون، ثم الزبداني،
والهدف الأكبر من الزبداني ليس كما يروجون بأنها قريبة من دمشق !
فجوبر ملاصقة لدمشق وكذلك دوما !
_ بل الهدف : هو الهدف الإيراني الكبير بالسيطرة على الجولان السوري،
وتنظيف المنطقة المبتدئة من تلكلخ جنوب طرطوس إلى اليرموك على الحدود الأردنية الإسرائيلية السورية !
(حيث حدثت معركة اليرموك المشهورة) .
_ فبعد الزبداني سيتجهون إلى منطقة القنيطرة ومنها إلى تل الحارة الهدف الأهم لهم هناك !
واحفظوا هذا الاسم جيداً،
كنت حياً أو ميتاً ستسمعون أن محور إيران يوماً يخوض أشد المعارك للسيطرة عليه !
والسيطرة عليه برأيي ستكون من أخطر وأهم فصول الحرب السورية على الإطلاق !
وياليت عندنا قادة وفصائل تفهم إستراتيجيا أصلاً، لتعرف كيف وأين ومتى تتحرك !
..
إسرائيل تعلم تماماً أن وجهة محور إيران القادمة هي الجولان،
والانتشار فيه وجعله جنوب لبنان ثاني بقيادة سمير القنطار (بديل عماد مغنية) .
_ إسرائيل بما فعلته بالأمس من غارات تعد الأكبر على الإطلاق،
كان لتوجيه هذه الرسائل :
1- إن كنتم تريدون الاتفاق مع السعودية (برعاية أمريكية) وسحبها لصالحكم لتحييدها،
فالسعودية لن تفيدكم شيئاً !
أنا اللاعب الأقوى هنا بالجبهة الجنوبية والكلمة لي أنا وليس للسعودية !
وخصوصاً أن الأردن لن يخرج عني وغرفة الموك بأمري أنا !
2- وممنوع وخط أحمر إسرائيلي أن ينتشر حزب الله وإيران في الجولان،
لأن إسرائيل تعلم أن هدف إيران الأكبر الآن هو خنقها وحصارها بطوق إيراني !
ثم إظهار نفسها أنها الحامي لها .. ثم بعد ذلك القضاء عليها،
لأن أي إمبراطورية ستقوم بالشرق الأوسط لابدّ لها من كسر إسرائيل ..
كما شرحنا سابقاً كثيراً !
إذن إسرائيل تريد القول :
أنه لن يتم أي تسوية في المنطقة الجنوبية وخصوصاً حزام الجولان،
إلا بإذني وعلمي وأنا يا أمريكا جادة كل الجد بهذا !
والسعوية لن تفيدكم كثيراً !
_ لكن بالحقيقة هدف إيران من تحييد السعودية هو لهدفين :
الأول تخفيف وطأة الحرب في سوريا وكسر الحلف التركي السعودي فيها !
والثاني وهو الأهم برأيي والذي يعمل عليه الآن محور إيران بقوة هو كسب مصر !
(انظر لقاء المعلم مع قناة النهار ورد الخارجية المصرية عليه أن لامانع لدينا من التنسيق مع نظام الأسد،
ولقاء بشار مع الصحفي عمرو ناصف القومي المصري الناصري سيكون كلّه في هذا الإطار،
وزيارة زلمة بشار الإعلامي سالم زهران لمصر،
ومقاله في جريدة الجمهورية اللبنانية الذي أعلن أن التعاون الأمني المصري السوري لم يتوقف !)
فالسعودية هي أكبر عائق أمام مصر بالانضمام لحلف سوري مصري إيراني،
بوجه تركيا والإخوان و"داعش" !
وإن كسبت إيران مصر .. أنهت بذلك جولة من أخطر الجولات لصالحها !
وقد قلت لكم ونبّهتكم منذ وقت طويل على خطة إيران بهذا عن مصر !
وكان وقتها محاولة سعودية لتقريب بين تركيا ومصر،
(قبل عملية اغتيال النائب العام المصري وماتلاها)
وهذه الصورة جزء من كلامي وقتها قبل 4 أشهر من الآن في مقال مخططات (7) :
لكن السؤال المهم الذي يجب أن تسأله لنفسك هنا كمسلم محمدي مجاهد،
ويجب أن تبحث عن جوابه أنت، ولاتتركه يمرّعليك مرور الكرام !
وهو : لماذا اتهمّت إسرائيل حركة الجهاد الإسلامي تحديداً بإطلاق الصورايخ عليها،
وخصوصاً أنها أول مرة تتهم الحركة بعملية خارج فلسطين بالعقدين الأخيرين بالأقلية !
_ للإجابة على هذا السؤال وفهم اللعبة لابد أن تركّز قليلاً :
لتعرف هذا الجواب لابد لك أن تفهم المحور التركي وتوازناته !
تقول لي ما علاقة تركيا بهذا أقول لك اقرأ وستعرف ..
قلنا دائماً أنّ أردوغان في مأزق كبير جداً،
وأن دولة صفر مشاكل، أصبحت المشاكل في غرفة نومها !
وشرحنا كثيراً وضع ومأزق أردوغان الكبير جداً،
إن كانت بمسألة الانتخابات أو مسألة الأكراد أو بمعضلته مع إسقاط الأسد ... الخ !
أردوغان علم أن هناك توافق دولي على "قصقصة أجنحته"،
لأنه كما قلنا وشرحنا سابقاً مد رجليه أكثر من اللازم،
وعلم أنه لن يحقق شيء من هذه الحرب التي دخل بها كما شرحنا بالجزء الأول !
إلا أنه منع تشكيل حكومة معارضة له وإقصاء حزبه وهذا كان سيكون ضربة قاصمة له !
_ أردوغان لما رمى ورقته الأخيرة بالحرب على الأكراد وإعلان "داعش" إرهابية" .
مقابل أن يأخذ المنطقة العازلة !
والآن أصبحت منطقة خالية من داعش لتجبر الأسد على التفاوض !!!!
_ وكنت قد تحديتكم أن تقوم المنطقة العازلة وأنتم تقولون أن الأسبوع القادم،
وبعضكم قال أنه متأكد كما يرى نفسه الآن !!!
والعجيب أنهم يقولون هذا وهم على الأرض ولهم صلات واتصالات دولية مع أجهزة مخابرات،
ثم يؤكدون 100% !!
ثم يأتي عبد فقير لله سبحانه وتعالى بعيد عن الأرض الكل يطلب رأسه،
يلتقط الخبر من محطة تلفزيونية أو حساب تويتر،
ثم يحلله حسب ما آتاه الله من خبرة ويتحدى أن تقوم منطقة عازلة !
وهو يعلم أن الآلاف ينتظرونه على خطأ واحد ..
فيصدق كلامه ويكذب كلام أولئك بإذن الله !!
ألا يستدعيك -أخي- هذا لمجرد التفكر لماذا يبعد أمثال هؤلاء عن الساحة وما السبب ؟!!
أردوغان الآن لاهــــــمّ له إلا الانتخابات القادمة والفوز بها !
سيفعل أي شيء من أجلها !
قلت سابقاً أنه استخدم مخزونه الاستراتيجي الشعبي في هذا وشرحنا هذا ..
الآن هو سيستخدم مخزونه الاستراتيجي الدولي !
كيف هذا ؟!!
كيف هذا يا قومي .. .. ... ! هذا بما انبحّ قلبي دائماً وأنا أعلمكم إياه كإستراتيجيا !
وهو تلك الدولة الصغيرة على طرف البحر،
التي هي أساس كل شيء ومعيار توازناته : إسرائيل !
أردوغان أيها السادة يطرح نفسه الآن كحامي لأمن إسرائيل،
وكحالّ لعقدة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي،
وهذا لعمري همّ كبير للغرب،
وهذا سيعطيه جائزة كبيرة سينالها من الغرب وقد تعيد الحياة إليه ولحكمه ..
لكن إن نجح !
فهل سينجح ؟!
مشروع أردوغان كان نفس مشروع إيران وهو نفس مشروع كل من يريد بناء دولة حقيقة تثبت وتكبر،
وليس دولة أوهام ودولة صراعات استخباراتية تزول متى مازالت هذه الصراعات !
وهو نفس مشروع العبد الفقير الذي اقترحه عليكم هنا لبناء دولة :
حلول مقترحة للمخططات القادمة لللمنطقة اضغط هنا
_ لما أراد أردوغان البدء بمشروعه العثماني كان هدفه البعيد القضاء على إسرائيل ..
لكن كان هدفه القريب إظهار نفسه حامي لها (كما تفعل إيران الآن تماماً)،
وهذا تجده عندما عمل على ترويض سوريا وبَدَأَ بالمشي بوساطة إسرائيلية سورية للسلام،
في عام 2008 و 2009 (كما شرحنا في مخططات 9 !) .
_ فكل شيء في الشرق الأوسط يجب أن يمرّ عبر معيار إسرائيل الاختباري !
لكن شبابنا مشغولون بشيء آخر .. !
_ حاول أردوغان الدخول لساحة الصراع مع إسرائيل،
فبدأ بسقف عالٍ اعتقد أنه حاول خداع الغرب وإسرائيل به،
حيث أظهر نفسه معادي لإسرائيل وأنا واثق أن هذا باتفاق مع إسرائيل نفسها بالبداية ..
لكن يبدو أنو راسو للزلمة ماحملوا وصدق الشغلة :) !
_ وهذا حدث معه بمرات عديدة ومنها فوز الإخوان بمصر وتونس وليبيا ..
فما عاد حملو راسو للزلمة وفكّر أنو اللعبة صارت GAME OVER ..
وهذا يدلّك على ضعف بعض القراءات موجودة عند الرجل ..
وكذلك ماحدث معه في الـ 2012 فظن أنه سيصلي بالأموي ..
والآن آخر تصريحاته : سنقوم بعملية ضد داعش لنجبر الأسد على التفاوض !!!!
(بدها معجم يحلّلها :) ) !
_ المهم بدأ الرجل بإظهار نفسه معادي لإسرائيل بالاتفاق معها بالبداية وهذا محسوم عندي ..
بدءاً من قيامه بمجلسه مع بيريز لسفينة مرمرة لما روّجه من قطع العلاقات (العلاقات لم تقطع إلا بشكل جزئي)
لكن بنفس الوقت نراه دخل وسيط بين سوريا وبين إسرائيل لإحلال السلام !!
لكنه بعد الربيع العربي ظن نفسه السلطان سليم !
فتعجّل بأمور كثيرة ومنها أنه أظهر عدواة لإسرائيل حقيقية،
واستقلّ بمشروعه هو ولم ينسّق مع أحد !
..
الآن بعد نتائج الانتخابات وبعد دخول تركيا بأزمات معقدة قد لاتخرج منها أبداً،
وبمعرفته أنها بداية نهايته دولياً وإقليمياً ..
رجع لتقديم نفسه حامي إسرائيل وحال لمشاكلها،
كما فعل بوساطته للمفاوضات بينها وبين سوريا في الـ 2009،
لكن هذه المرة بورقة مهمة جداً عند إسرائيل تحلم بها منذ زمن بعيد وهي : دولة غزّة !
ماهي دولـــــــــة غـــــــــزّة ..
وماهو المشروع التركي الإسرائيلي بهذا ؟!
من يراجع التاريخ سريعاً يرى أن إسرائيل أول ماعرضت حلول للقضية الفسطينية،
عرضت على ياسر عرفات غزّة وأن تكون دولة فيها .. هو رفض وقتها لأسباب عديدة !
وغزة هي المنطقة الوحيدة في فلسطين التي أجبر المستوطنون فيها على اخلاء مستوطناتهم وبالقوة !!
بينما في الضفة رغم كل الضغوط تزداد المستوطنات أكثر وأكثر !!
..
لماذا غزة وتخاف من الضفة والقدس ؟!
إنها عقائدهم أيها الإخوة ..
غزة تاريخياً أرض مصرية وليست أرض فلسطين أو هي بينهما بأحسن تقدير .
دولة يهوذا والسامرة هي الآن مكانها تقريباً في نابلس والضفة الغربية وجنوبها !
الساحل ماكان يوماً (تاريخياً) يهودياً على فكرة !
فإن رأينا جنون إسرائيل على مناطق بالساحل لاتهمها عقيدياً،
فكيف ستكون بمناطق تهمها عقيدياً ؟!
من يحلّ لإسرائيل معضلة الضفة .. ويحلها بدولة للفلسطينيين بغزّة !
يكون فعل لإسرائيل خدمة لاتقدر بثمن !
مايفعله أردوغان الآن هو هذا بالضبط !
باختصار : أَحلُّ لكم القضية الفلسطينية مقابل أن لا تسقطوني في الانتخابات ..
وأن تغضوا الطرف عني وعن الأكراد من أجل الانتخابات ..
التي هي بالنسبة له أكون أو لا أكون !
_ يعطي للعالم أمن إسرائيل وحل لقضية معضلة فيها ..
مقابل وجوده وبقائه وخصوصاً باقتراب انتهاء معاهدة لوزان الموقعة منذ 100 عام !
والتي قد تقسّم تركيا !
_ ومن هنا كلّه أتى فجأة الحديث عن هدنة بين حماس وإسرائيل !!
بحيث تمنع حماس أي عمل ضد إسرائيل،
مقابل أن تعطي إسرائيل لحماس دولة نظامية فيها مطار وميناء وجوازات سفر ومعابر بين قبرص التركية وغزة وستنتشر قوات تركية على غزة مع تمويل قطري كبير جداً ..
وبذلك تصبح غزة هي قبرص الثانية ولاية تركية غير رسمية .. !
وهذا المخطط وراءه مخطط إسرائيلي لتدمير حماس كحركة "جهاد ومقاومة" بالعموم ..
لأنه انتهى وقتها .. وسيدخل مكانها الدولة ..
لأن حماس "المرتدة الكافرة" توافقت مع اليهود .. فستنشق وتدخل الدولة مرحباً بها من طائفة من الشباب المتحمس، وستصبح حماس السلطة الفلسطينية الجديدة وستصبح الدولة حماس الجديدة ..
وستقتحم الدولة غزة من مصر ..
وستحترق غزة ببعضها وشواطئ حيفا تتنعم بالبرونزاج !
هذا مخططهم .. فهل سينجح ؟!!
ماذا ستكون ردة فعل إيران على مخطط تركيا ؟!!
باختصار هذا المخطط هو كمن يأتي إلى قلب إيران ويضربه بالسكين !
فإيران التي تقيم الدنيا الآن وتقعدها من أجل مخططات تعتبر غير مصيرية بالنسبة لمشروعها،
ماذا ستفعل إن أتيت لقلبها وضربته بالسكين؟!!
لا بد من جذب مصر ومغازلتها والتقرب منها،
وإفهامها أنه إن نجح أردوغان بتسويق الإخوان المسلمين كضامن لحدود إسرائيل ..
فسيقوون في مصر !
وكذلك ستفعل مع تونس وليبيا وحتى مع السعودية !
_ ثم إنّ الجهاد الإسلامي (التابعة لإيران) ستقيم الدنيا على حماس في غزّة ولن تقعدها من أجل هذا الاتفاق،
وكذلك الجبهة الشعبية وغيرها ..
_ ولهـــــــــــــــــــــــــــذا السبب ..
تم ذكر الجهاد الإسلامي في صواريخ الجولان !
وهي تمهيد لضربها من قبل إسرائيل وتصفيتها وتصفية قيادتها !!
ولهذا السبب رأيت المسارعة بالنفي من الجهاد الإسلامي لعدم الاستفراد بها !
_ وإيران لا بد أن تكون مخترقة لجزء من كتائب القسام أيضاً،
فإيران لا تدعم لسواد العيون ويقال أن محمد الضيف قائد القسام يميل لإيران،
فقد تقتل إيران محمد الضيف نفسه بعملية اغتيال لتشعل حماس وتنشق ..
أو قد تستدرج حماس السياسية لقتله ..
اللعبة الآن لعبة خطيرة في المنطقة وجودية بالنسبة لأردوغان،
مصيرية بالنسبة لإسرائيل، محورية بالنسبة لمشروع إيران !
فهل ممكن أن تتحول لحرب إقليمية ؟!
يتبع إن شاء الله ..
بسم الله الرحمن الرحيم ..
انتهينا في الجزء الثاني عند بحث احتمالات حدوث حرب إقليمية من عدمها ..
لكن قبل أن أبدأ باحتمالات حدوث حرب إقليمية ..
يجب أن نفهم هذا الحلف : ((الروسي الصينيّ الإيرانيّ السوريّ الحزبيّ)) جيداً !
* هذا الحلف الذي كلّمتكم عنه منذ وقت طويل جداً لو تذكرون ..
وقلتُ لكم أن لاتسمعوا لما يروّجوه عن أن روسيا ستبيع النظام وهذه الخرافات،
فلا يقولها إلا كل جاهل بالإستراتيجيا وفهم اللعب الدولية،
وشرحتُ لكم في خرائط حتى وقتها عن أهداف هذا الحلف ولعبته السياسية،
وما المصالح التي تجمعه بحرب سوريا (راجع مخططات 8 ) !
الآن لاحظوا هذه الخريطة :
في اللون (العفني) مناطق الحلف الروسي الكبرى : الصين إيران روسيا .
هذا الحلف يقف معهم اقتصادياً دول اليوراسيك (باللون الأخضر الفاتح) :
كازاخستان طاجكستان قيرغيرستان أوزبكستان ..
(والآن ستدخل هذه الدول بالحلف حتى عسكرياً لمواجهة "الإرهاب" بسوريا ..
كما قرّروا في اجتماعهم منذ يومين لو احتاج الأمر لقوات برية)
فواضح أن هذا الحلف (مع توابعه) ماضٍ في مشروعه المصيري إلى النهاية .
_ ويقف معهم اقتصادياً دول البريكس :
جنوب إفريقيا، البرازيل، الهند، إضافة إلى منظمة شنغهاي !!
وقد تحدثت عنها سابقاً وأهم مافيها إيجاد بديل للبنك الدولي الأمريكي، عصى أمريكا الاقتصادية الغليظة بالعالم الدائن لأكثر دول العالم، والعمل على بنك خاص لهم برأس مال مبدئي 100 مليار دولار !
...
هذا الحلف أعلن ساعة الصفر لبدء مشروعه الذي سيغيّر العالم (بكل أحواله نجح أم فشل) .
بتدخله العسكري بسوريا !
لذلك نستطيع القول بسهولة أن :
ما قبل بدء التدخل العسكري الروسي (ومعه كل الحلف) ليس كما بعده .
ونستطيع القول أيضاً أن هذا التدخل هو أكبر بكثير من سوريا وقضيتها ..
بل هو شارة البدء وساعة الصفر لانطلاق وثبة هذا الحلف التي أعدّ لها لسنوات !
...
لكن يجب أن نعلم أن هذا الحلف كان أساسه وقاعدته هو : الاتفاق النووي الإيراني ..
وقد قلت لكم سابقاً أن ماقبل الاتفاق ليس كما بعده وها أنتم تذكرون !
_ فهذا الحلف وهذا التدخل لم يمكن الإعلان عنه هكذا علانيةً ..
إلا بعد الاتفاق النووي الأمريكي فلذلك يُعتبر أحد نتائجه .
إلا أنه يمكننا أن نعتبر ببساطة أن الاتفاق النووي، كان مجرد مرحلة عبور وتحضير و"تضحية" لبدء ساعة صفر الحلف، وتنازل إيران عن القنبلة النووية كان لقنابل نووية أهم سيأخذها هذا الحلف !
وهاقد بدأت عوالم هذه القنابل تتضح الآن !
فهذا التدخل الروسي الإيراني الصيني وحتى الكوبي الآن !!
هو الذي تطلب ذهاب سليماني بنفسه رغم حظر سفره إلى موسكو ليجهزوا به ..
لأنه كما يخططون هو ساعة الصفر لتغيير العالم وتحالفاته وتوازاته بعد الاتفاق النووي !
لمحــــــــــــــــــــة تاريخيـــــــــة مهمة :
من الخريطة وبدون أي تحليل وتنظير يلاحظ حتى المراقب العادي وأي مبتدِئ،
أن اللون الأحمر الموجود بالخريطة يمنع تواصل هذا الحلف بريّاً أولاً (أفغانستان) .
ويمنعه من الوصول لأهم بحر بالعالم إستراتيجياً والمياه الدافئة ومنفذ أوربا للعالم : البحر المتوسط، ثانياً !
(سوريا - العراق) .
_ فهل من الصدفة،
أن تحصل الحروب بهذه البلاد الثلاثة (أفغانستان ثم العراق ثم سوريا) مجتمعة ؟!!!
فلابد لك أخي الكريم من صفنة طويلة هنا،
صفنة من أحداث سبتمبر إلى الآن !!
_ ملاحظة سريعة :
أكرّر القول : أنا لا أقول أن الأحداث من تخطيط مخابرات وعملاء، بل هي ببساطة وباختصار :
استدراج أجهزة مخابرات والإيرانية منها بالذات، أنا نفسي من لو قلت لي هذا قبل 10 سنوات كنت كرهتك وهجمت عليك واستحقرتك ولعنتك في قلبي وأوصدت سمعي وأغلقت بصري وسكّرت عقلي عن أي كلام تقوله ..
لكن الفرق هنا أن من كان يقول لنا مثل هذا الكلام كان قاعد من القاعدين وكل همه بطنه وفرجه، أما أنت من يقوله لك الآن شخص عُرض ويعرض عليه الكثير ليذهب ويترك الجهاد، لكن لايتركه، فالجهاد هو طريق النجاء،
لكن الفرق بين الجهاد والتصهود فرق كبيــــــــــر،
(التصهود : مصطلح أطلقته على جماعة متصوفة الجهاد الذين يقدسون جماعاتهم وأمراءهم أكثر من المتصوفة أنفسهم والله لكن بطريقة أخرى، يظنون أنهم يدافعون عن الدين ونسوا أن الدين أكبر من جماعاتهم ومن قادتها البشر الذين يخطئون وقد يُخترقون ببساطة، وأنا كنت من أشدهم) .
نعود لموضوعنا ونبدأ بلمحة تاريخية عن هذا الحلف (الإيراني الروسي) :
كما أنبّهك دائماً فإن أحد أهم أسس الإستراتيجيا وفهم العلاقات واللعب الدولية هو فهم التاريخ.
فعندما تفهم تاريخ الدول والأنظمة والتنظيمات والجماعات وأسباب نشوئها، تفهم كثيراً من اللعب الدولية المعاصرة فيها .
فعلنا هذا بمقالات سابقة عندما حاولنا فهم نظام حافظ الأسد ونشوءه وفهم عدة أمور أخرى ..
والآن لابدّ لنا أن نفهم طبيعة العلاقات التاريخية بين إيران وروسيا لنستطيع أن ندخل باللعب فيهما،
فدائماً في أي بلدين كان بينهما خصومة،
مهما تحسنت العلاقات يبقى في قلوبهم نعرات تاريخية لاتزول يمكنك اللعب فيها !
(كل كلمة من الكلام السابق مبحث لوحده يجب أن تفهمه بتعمّق) .
* علاقة الخميني بالاتحاد السوفيتي :
هل تعلم أن الخميني بالأصل جاء نتيجة مصالح أمريكية واستراتيجية (قديمة حديثة) بمواجهة المدّ الشيوعي الذي كان الهاجس الأكبر لأمريكا في أواخر القرن الماضي وجذب الكثير من الشباب المسلم بعد عبد الناصر، فكانت الخطة أن تواجهه بمدّ ديني ثم تقضي على هذا المد الديني بمدّ آخر (وقد يكون أيضاً ديني لكنه أقسى) وهكذا دواليك ..
بحيث تكون أنت الأقوى دائماً !
* بالأصل "الثورة" بإيران من قام بها وحضّر لها في السبيعنات ليس الخميني بل تحرّك شيوعي محالف للاتحاد السوفيتي هو حزب (تودة) الشيوعي، في نفس الوقت كانت أفغانستان متجهة إلى الاتحاد السوفيتي أيضاً بعد الانقلاب الشيوعي بقيادة محمد نور تراقي عام 1978 م !
* وهذا يعني (لو تم) أن الروس (حسب الخريطة السابقة) سيبتلعون الشرق الأوسط بل العالم، فالاتحاد السوفيتي وهو ثلث العالم وفيه كل غاز ونفط العالم تقريباً ماعدا الخليج، سيأخذ أفغانستان (تراقي) وإيران (حزب تودة) والعراق (صدام حسين) وسوريا (حافظ الأسد) ومصر (عبد الناصر ثم أنور السادات) قبل كامب ديفيد !
* فدقّ ناقوس الخطر الأمريكي وعرفوا أن هذه نهاية اللعبة إذاً، وخصوصاً بعد خسارتهم بفيتنام بدعمٍ من الروس أنفسهم، فالروس سيصلون للمياه الدافئة (البحر المتوسط)، والروس سيسيطرون على الخليج وبالتالي سيطروا على الغاز والنفط في العالم كله، ولن يبقى أمامهم في المنطقة وقتها إلا تركيا المحاصرة من كل جهاتها بمد شيوعي وحتى اليونان وإن كانت من الناتو إلا أنها تشترك مع روسيا بالأرثوذكسية والآن أصبحت تميل أكثر وأكثر لروسيا !
وبالتالي إن حدث هذا كله حاصر الروس الناتو ووصلوا لإسرائيل !
* فلعب الأمريكان اللعبة الأخطر هنا وهو دعم مدّ ديني (شيعي) في إيران يقابل المد الشيوعي، ثم مد ديني سني في أفغانستان يواجه المد الشيوعي فيها، ثم بعد انتهاء الحرب تكون ورقتهم تقوية الشيوعين على المتدينين السنيين لأنهم الأشد خطراً على أمريكا، وتعذيبهم بالسجون وبث الحقد والعداوات بينهم، ومن ثم إطلاق العنان للمتدينين وعدم السماح لهم بالانتصار !
وهكذا يستنزفون الفريقين !
* وفعلاً في عام 1979 وهو عام دخول روسيا لأفغانستان ومحاولة تثبيتها الحكم الموالي لها نفسه، حدث أيضاً أن قامت الثورة في إيران ضد الشاه وكان الشيوعيون قوة كبيرة فيها، وفي العام نفسه تولى صدام حسين الرئاسة في العراق، وكان حافظ الأسد يمكّن نفسه في رئاسة سوريا !
* فدعمت أمريكا ثورة الخميني الذي كان مقيماً في باريس ليس حبّاً به لكن مضطرة ضد المد الشيوعي الخطير، وفعلاً قشى الخميني بالفكر الديني وبالفكر الديني فقط على المد الشيوعي الإيراني لاحقاً ! ودعمت المجاهدين السنة في أفغانستان ضد الروس وسخّرت لهذا السعودية كل إمكانياتها وفتاوى مشايخ سلاطينها وفعلاً هزموا الروس وقتها لأسباب كثيرة ليس الآن مجال طرحها ! وفي نفس العام تولى صدام حسين حكم العراق فعلياً بعد أن كان يحكمه من وراء ستار فاستدرجه الأمريكان بعد عام واحد فقط لحرب الخميني وبذلك يقضون على الطرفين ويستنزفونهما !
فكان المد البعثي (السوفيتي) في العراق يستنزف المد الديني الشيعي،
وكان المد البعثي في سوريا يستنزف المد الديني السني في سوريا !
وهكذا ضربوا المد الشيوعي بالمد الديني،
وأغرقوا الروس بأفغانستان كما أغرقهم الروس من قبل بفيتنام !
* استمرت اللعبة الأمريكية واستمرت الحرب العراقية الإيرانية العراقية 8 سنوات كاملة !
وأمريكا تدعم العراق، وحليفتها إسرائيل تدعم إيران فيها !!! فتأمل خبثهم !
...
وبدأت أمريكا تسخّن المنطقة وتهيء الظروف فيها لتدخلها المباشر في الخليج لحمايته من النفوذ الروسي بالدرجة الأولى فلم يكن هناك وقتها خوف من مد ديني اسلامي، فانتهت حرب أفغانستان وخرج الروس واستُنزف الخميني عن طريق صدام الذي دعمه الخليج وقتها كثيراً، فلا بد من ضرب صدام وجيشه القوي واستنزافه وبنفس الوقت جعل بعبع جديد لدول الخليج بعد السوفييت فاستدرجت صدام لغزو الكويت وكان هذا خطأه القاتل والله أعلم بما وعدوه لدرجة أنه في 1 آب (أغسطس) 1990 كان مايزال يحتل جزء من إيران لكنه سحب قواته من إيران فجأة وبعد يومين فقط غزا الكويت في 2 آب 1990 !!
* فكان الجو المناسب وخنقوا دول الخليج (كما خُنق بشار الآن من إيران وروسيا نفسهما راجع مخططات سابقة) وهرول الخليجيون للحفاظ على عروشهم إلى أمريكا راجين منها التدخل بل ويدفعون لها الأموال !!
فتدخلت أمريكا مباشرة وبنت قواعدها بالخليج كما تدخل روسيا الآن مباشرة وتبني قواعد بسوريا وكثير من السوريين مسرورين منها !!
واستمرت خطة أمريكا المحكمة هذه وانهار الاتحاد السوفيتي وظنّت أمريكا أن لامانع لها الآن في العالم كله، وهذا شبه طبيعي فأن تهدّ دولة كانت ثلث العالم بقوته واستخباراته وجيوشه وموارده وعدد سكانه وجغرافيته وموقعه كالاتحاد السوفيتي الذي هزم هتلر نفسه وتجعله ينهار فهذا إنجاز تاريخي أسطوري عظيم ومن الطبيعي أن يشعر الطرف المقابل بالغرور وأن لاشيء سيقف أمامه الآن وأنّ كل شيء سهل بعد هذا، وهنا كان مقتل أمريكا بأفغانستان وبعده بالعراق !
* حدثت ضربات أيلول، وكانت بداية تاريخ جديد في العالم، أمريكا المنتصرة التي هدّت الاتحاد السوفيتي في نهاية التسعينات، بعد عامين فقط من هذا التاريخ تتعرض لأكبر ضربة في تاريخها، في قلب قوتها ورمز عزّتها وعنوان عنفوانها وفي قلب عاصمتها الاقتصادية والسياسية !
فلا بدّ لها من الرد العسكري وقتها وخصوصاً أنها ظنت أن لا أحد الآن يستطيع أن يقف بوجهها !
* وبغض النظر عن من وراء هذه الضربات أهي مجرد صدفة وتخطيط من الشيخ أسامة بن لادن (ولا أظن أبداً أن الأمر مجرد هكذا فمن يفهم إستراتيجيا الآن يعلم أن الموضوع أكبر من مجرد صدفة وتخطيط من شباب عاديين)
- أو أن هناك من سهّل للشيخ أو استدرجه أو اقترح عليه ..
- أو أن هذا خطة من داخل أمريكا واليهود لتحقيق نبوآتهم التوراتية والإنجيلية من ظهور الهيكل والمسيح الذي لايظهر إلا بظهور الهيكل كما يزعمون أو .. أو ... الخ !
- فالمهم الآن هو النتيجة ..
وأن هذه الضربات كانت أكبر بكثير مما كان يحسب له الشيخ نفسه فقد غيرت خارطة العالم الإستراتيجية تماماً ، بعد أن غيرتها أمريكا بهزيمة الاتحاد السوفيتي .
* فببساطة دخلت أمريكا الحرب لأفغانستان لتواجه المد الديني رغم تجربتها المريرة بفيتنام ورغم أنها رأت بعينها ماحدث لروسيا قبلها لكن هو الغرور والشعور بالقوة بعد هزيمة دولة كالاتحاد السوفيتي كما أسلفنا، ودخلت المستنقع الأفغاني وبدأت إيران بدعم أمريكا بحربها أول الأمر لاستدراجها أكثر ثم بدأت بعد ذلك بدعم طالبان والتسهيل للقاعدة وفتح الحدود للدعم اللوجيستي (كنت في ذلك الزمان وكنت أتعامل مع الإخوة الموجودين في إيران والذين خرجوا من أفغانستان وقتها) وآوت عائلاتهم وتركت لهم حرية الحركة ولم تسلمهم أبداً لأمريكا،
وبنفس الوقت دعمت أمريكا بالدخول للعراق لكنها أوعزت لسوريا بغض الطرف عن "المجاهدين" الذين كان أكثر وأثقل شخص فيهم يُسجن شهر أو شهرين في الأفرع الأمنية ثم يخرج وكانت الحكومة السورية تنقل الناس للحرب بالعراق بالحافلات على حسابها !! فاستُدرجت أمريكا نفسها عن طريق القاعدة نفسها للعراق (اعترف ابن الشيخ الليبي الذي كان معتقل في أمريكا وكان أمير معسكر في أفغانستان "معكسر خلدن التابع لعبد الله عزام" أن صدام كان يدربهم على الكيماوي ولم يحصل هذا!)
* طبعاً لاننسى أن أمريكا نفسها كان لها رغبة بدخول أفغانستان والعراق وتثبيت قواعد فيهما لقطع الطريق على الحلف الروسي الصيني كما شرحنا بالخريطة من أهمية أفغانستان والعراق (الملونتان بالأحمر في الخريطة) ، فدخلت أمريكا الحرب فيهما وساعدتها إيران كما اعترف المسؤولون الأمريكيون والإيرانيون بعد هذا،
وبدأت إيران والنظام السوري (ولا أدري ما كان دور روسيا وقتها) باستنزافها وتدمير اقتصادها وإمكانياتها، وكل هذا طبعاً عن طريق حجر الشطرنج الدائم كما تلاحظون من كل ما مر بنا وهو بكل بساطة : نحن .. !
للأسف !!!!
وبدأ صعود الدور الإيراني المحوري المركزي بالمنطقة، وبدأ بنفس الوقت صعود الدور الروسي مع مجيء بوتين وشخصيته القوية، وبدأت أمريكا بحربها للطرفين معاً حيث حاصرت إيران وضيّقت عليها تمنع تمددها أكثر من المسموح لها، وحاربت روسيا وأوصلت البل لذقنها وأوصلت الناتو لحدودها ونشرت درع صاروخية على حدودها بحجة إيران !!
فوضعتهما سوياً بـ "الخانة يك"، وحصرتهما بزاوية الوجود -(وهما إمبراطوريتان صاعدتان طامحتان)-
فلمّت الآلام منهما شملهما وجعل التهديد الأمريكي لهما يقرّبهما، فأصبح العدوان القديمان حليفين !!
وهنا مقصد كلامي الذي بدأت به ولأجله سردت كل هذه التفصيلات لك لتفهم أخي الحبيب، وأعود لما بدأت به وهو قولي :
((فدائماً في أي بلدين كان بينهما خصومة،
مهما تحسنت العلاقات يبقى في قلوبهم نعرات تاريخية لاتزول يمكنك اللعب فيها !))
الآن الدب الروسي وحائك السجاد الإيراني على وفاق ..
فما هي الخطط التي ستفجّر الخلاف بينهما ؟!!
وهل هناك حرب إقليمية قادمة وماهو وضع المنطقة القادم باختصار،
انتظروا الجزء الرابع قريباً إن شاء الله ..
قبل أن ندخل بالتفاصيل الإيرانية الروسية وكيفية اللعب في العلاقة والخلافات بينهما ..
لابد من نظرة قادمة لوضع المنطقة وخصوصاً في ظل الانتخابات التركية القادمة ..
_ فالآن المنطقة كلها شاءت أم أبت واقفة على الانتخابات التركية ..
هذه الانتخابات ببساطة ستحدد مصير تركيا بل مصير المنطقة بل مصير العالم بدون أدنى مبالغة !
هذه الانتخابات الآن تمثل حرباً عالمية بين محور روسيا وإيران ... الخ من جهة،
ومحور أمريكا تركيا السعودية من جهة اخرى !
والذي سيكون كلمة الفصل بهذه الانتخابات هم الأكراد !
إن تجاوزوا عتبة 10% قضوا على أردوغان عملياً،
وإن لم يتجاوزوها نجا أردوغان من السقوط لكن تركيا لن تنجو من الاضطرابات الشديدة !
_ من هنا كان تحليل أغلب ماجرى بتركيا بعد حزيران (موعد الانتخابات الأولى التي فشل فيها أردوغان) !
فمن هنا كان تفجير سوروج ومن هنا كانت الحملة التركية على الـ PKK لأن أردوغان عرف أن الـ PKK سيردّون وفعلاً قد ردّوا، وهذا سيهيّج الصراعات القديمة بتركيا والحقد "التركي القومي" عليهم وسيكسبه أصوات بالانتخابات ..
* لكن كان الرد المخابراتي الإيراني (إيران هي الراعي الأول للـ PKK منذ انطلاق ثورة الخميني فيها) بتفجيرات أنقرة التي لم تشهد تركيا لها مثيل بتاريخها والتي استهدفت الأكراد المطالبين بإيقاف الحرب والتي أظهرت للرأي العام أن أردوغان من استهدفهم (طبعاً هذه لعبة مخابراتية) !
* والآن أردوغان يردّ على هذا التفجير بالاعتقالات والعمليات الأمنية التي يعلنونها الآن بكل فترة (تسمعونها في نشرات الأخبار الآن كثيراً) ضد "الدولة" (داع ش) في ديار بكر والمدن التركية، لأن الشعب التركي بأغلبه (وبطبقته الريفية التي هي أغلب نسيجه) ساذج سياسياً ومن السهل جداً تسييره ويتأثر كثيراً بالإعلام ، وكما شرحتُ لكم بمخططات سابقة أن عند هذه الطبقة تقديس لمفهوم الدولة من أيام (العثمانلي) إلى الآن، فلو أغلقت الدولة طريقاً لمدة 10 أعوام لم يسألوها لماذا ؟! خلص هيك الدولة بدها،
ودائماً ما أقول مازحاً : الله يرزقني هيك شعب :) !
وذلك لكثرة سذاجته السياسية وتأثره بأي رئيس يظهر لهم مظاهر الدين، وتأثرهم بالإعلام، وسهولة انقياده وتطويعه وسوقه، وطاعته العجيبة لدولته وجيشه وتقديسه لها (بأغلبه) ؟!!!
فالإقليم الآن في حرب ضروس من أجل هذه الانتخابات ..
إيران - النظام - الحزب - مصر (من وراء ستار) من جهة ..
والسعودية - قطر- أردوغان من جهة أخرى
* وطبعاً أمريكا كالعادة ولو أنها تميل لانتصار محور (تركيا - السعودية ..الخ) ..
لكن لاتنساق وراءه أو تربط مصيرها به ،
بل هي تنتظر الفائز من الطرفين لتستثمر معه كعادتها دائماً، كما شرحت لكم سابقاً .
_ فهذه الانتخابات ستحدد مصير العالم باختصار ..
فمن سيفوز بها سينهي كثيراً من الحرب لصالحه !