JustPaste.it

أواخر الدولة الأموية : مسلسل الدم داخليا وخارجيا فى 17 عاما فقط .!


آحمد صبحي منصور في الجمعة 22 ابريل 2016

مقدمة :                                             

كانت خلافة عمر بن عبد العزيز لمحة ضوء بزغت فى ظلام الخلافة ، ودليلا على إمكانية الاصلاح الاسلامى القائم على العدل والحرية والسلام ، ودليلا آخر على أن الظلم فى الداخل يؤدى الى حروب داخلية وخارجية. بموت عمر بن عبد العزيز عاد الظلم والحروب على كل المستويات : ( خارجيا ) فى الغرب ضد بيزنطة وأوربا ، فى الشرق الآسيوى ، و( داخليا ) فى حروب متنوعة بين القبائل ، وضد الخوارج ،   وأثناء هذا كانت الدعوة السرية للرضى من آل محمد تنتشر وتتمدد فى خراسان   

2 ـ نعطى نشرة أخبار سريعة لمسلسل الدم من عام 101 الى عام 117 

عام 101 :

1 ـ موت محمد بن مروان ( أخو عبد الملك، وكان قد ولي الجزيرة وأرمينية وأذربيجان، وغزا الروم وأهل أرمينية عدة دفعات . ) وابنه مروان بن محمد واصل بعده نفس الحروب ثم صار آخر خلفاء بنى أمية .

عام 102 : 

1 ـ مقتل  يزيد بن المهلب وآله فى موقعة العقر ، ثار ابن المهلب على الخليفة يزيد بن عبد الملك بسبب خصومة شخصية بينهما وبسبب عداء قديم للحجاج بن يوسف وآله وهم أصهار الخليفة يزيد . 

2 ـ غزو الترك  وهزيمتهم فى سمرقند.

3 ـ غزو الصغد ، وهزيمتهم ، ( وكانوا قد نقضوا العهد وأعانوا الترك على المسلمين، فقال الناس لسعيد: إنك قد تركت الغزو وقد أغار الترك وكفر أهل الصغد. فقطع النهر وقصد الصغد، فلقيه الترك وطائفة من الصغد فهزمهم المسلمون . )

  4 ـ قبض سعيد خذينة  والى خراسان على بعض دُعاة بنى العباس ، ثم أطلق سراحهم .   

5 ـ ( غزا عمر بن هبيرة الروم من ناحية أرمينية وهو على الجزيرة قبل أن يلي العراق، فهزمهم وأسر منهم خلقاً كثيراً وقتل سبعمائة أسير. ) ( وغزا عباس بن الوليد بن عبد الملك الروم فافتتح دلسة.)

عام 103   

1 ـ تولى سعيد الحرشي خراسان ، وعزل سعيد خدينة عنها ، وكان خدينة وقتها يغزو سمرقند ، وتولى الحرشى الحرب ، ( فلما سمع أهل الصغد بقدوم الحرشي خافوا على نفوسهم لأنهم كانوا قد أعانوا لترك أيام خذينة، فاجتمع عظماؤهم على الخروج من بلادهم. )  وذهبوا الى (حجندة )

2 ـ  ( أغارت الترك على اللان ). و  ( غزا العباس بن الوليد الروم ففتح مدينة يقال لها دلسة. )  

عام 104 :

1 ـ حرب الحرشى والصغد:وهزمهم الحرشى (فقتلوا عن آخرهم، وكانوا ثلاثة آلاف، وقيل سبعة آلاف، واصطفى أموال الصغد وذراريهم، وأخذ منها ما أعجبه . )( وسار الحرشي إلى كش وصالحوه على عشرة آلاف رأس، وقيل ستة آلاف رأس. وسار إلى زلرنج، فوافاه كتاب ابن هبيرة بإطلاق ديوشتى، فقتله وصلبه وولى نصر بن سيار قبض صلح كش، واستعمل سليمان بن أبي السري على كش ونسف حربها وخراجها. وكانت خزائن منيعة. ) وكان اسم ملكها سبغرى، وقد خدعه  الحرشى بالأمان ثم قتله وصلبه بعد ان استولى على خزائنه  .
 2 ـ  الخزر يهزمون الأمويين .  ( دخل جيش للمسلمين بلاد الخزر من أرمينية..فاجتمعت الخزر في جمع كثير وأعانهم قفجان وغيرهم من أنواع الترك فلقوا المسلمين في مكان يعرف بمرج الحجارة فاقتتلوا هنالك قتالاً شديداً، فقتل من المسلمين بشر كثير واحتوت الخزر على عسكرهم وغنموا جميع ما فيه. )

 3 ـ طمع الخزر فى مزيد من الانتصار ، فأرسل الخليفة يزيد بن عبد الملك جيشا كثيفا يقوده الجراح الحكمى وولاه أرمينيا ،  ( .. وسار الخزر إليه وعليهم ابن ملكهم فالتقوا عند نهر الران واقتتلوا قتالاً شديداً، وحرض الجراح أصحابه، واشتد القتال، فظفروا بالخزر وهزموهم وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون، فقتل منهم خلق كثير، وغنم المسلمون جميع ما معهم وساروا حتى نزلوا على حصن يعرف بالحصين فنزل أهله بالأمان على مال يحملونه، فأجابهم ونقلهم عنها.ثم سار إلى مدينة يقال لها يرغوا، فأقام عليها ستة أيام، وهو مجد في قتلهم، فطلبوا الأمان، فأمنهم وتسلم حصنهم ونقلهم منه.ثم سار الجراح إلى بلنجر .وهو حصن مشهور من حصونهم )واستولى الحكمى عليه ، (..ثم إن الخزر انهزموا واستولى المسلمون على الحصن عنوة وغنموا جميع ما فيه في ربيع الأول فأصاب الفارس ثلاثمائة دينار، وكانوا بضعة وثلاثين دينار، وكانوا بضعة وثلاثين ألفاً.ثم إن الجراح أخذ أولاد صاحب بلنجر وأهله وأرسل إليه فأحضره ورد إليه أمواله وأهله وحصنه وجعله عيناً لهم يخبرهم بما يفعله الكفار...)  

عام 105  

   1 ـ حركات للخوارج تم وأدها : عقفان  فى خراسان ، ومسعود العبدى فى البحرين . ومصعب بن محمد الوالى فى الموصل ,

2 ـ   غزا الجراح الحكمي اللان حتى حاز ذلك إلى مدائن وحصون وراء بلنجر ففتح بعض ذلك وأصاب غنائم كثيرة.غزا  سعيد بن عبد الملك أرض الورم، فبعث سرية في نحو ألف مقاتل فأصيبوا جميعاً. وغزا مسلم بن سعيد الكلابي أمير خراسان الترك بما وراء النهر، فلم يفتح شيئاً وقفل. وغزا مسلم أفشين فصالح أهلها على ستة آلاف رأس ودفع إليه القلعة،  وغزا مروان بن محمد الصائفة اليمنى فافتتح قونية من أرض الروم وكمخ.
3 ـ ومات يزيد بن عبد الملك حزنا على محظيته حبابة ، وتولى بعده أخوه هشام ، وعين الخليفة الجديد خالد القسرى على العراق ، أى النصف الشرقى من الامبراطورية الأموية . .

   عام 106 :  

1 ـ حرب بين قبائل مضر وقبائل اليمن فى بلخ .

2 ـ وغزا مسلم بن سعيد الكلابى الترك .وولى خالد القسرى أخاه ( اسد القسرى ) على خراسان ، وعيّن أسد القسرى على سمرقند ( الحسن الكندى ) ,قيل للحسن الكندى :(إن الأتراك قد أتوك في سبعة آلاف. فقال: ما أتونا، نحن أتيناهم وغلبناهم على بلادهم واستعبدناهم )

 3 ـ  غزا سعيد بن عبد الملك الصائفة. وغزا الجراح بن عبد الله اللان فصالح أهلها فأدوا الجزية.  

عام 107 :

1 ـ حرب الهند : كان جيشبه بن ذاهر ملك السند قد أسلم وتملك بلده بإتفاق مع عمر بن عبد العزيز . ولم يعترف خالد القسرى بهذا فأرسل الجنيد واليا للسند ، فتصدى له الملك الهندى وقال له : ( إننا مسلمون، فقد استعملني الرجل الصالح، يعنى عمر بن عبد العزيز، على بلادي ولست آمنك )، فأعطاه رهناً وأخذ منه رهناً بما على بلاده من الخراج . ثم نكث الجنيد بعهده (  فأتى الهند فجمع جموعاً وأخذ السفن ) وقتل ملك الهند ، ( وهرب أخوه "صصه " إلى العراق ليشكو غدر الجنيد، فخدعه الجنيد حتى جاء إليه فقتله.)
2 ـ وغزا الجنيد الكيرج، وكانوا قد نقضوا، ففتحها عنوةً وفتح أزين والمالبة وغيرهما من ذلك الثغر.

3 ـ غزوة عنبسة الفرنج بالأندلس:( ..ونازل مدينة قرقسونة وحصر أهلها، فصالحوه على نصف أعمالها وعلى جميع ما في المدينة من أسرى المسلمين وأسلابهم وأن يعطوا الجزية ويلتزموا بأحكام الذمة من محاربة من حاربه المسلمون وسالمة من سالموه، فعاد عنهم عنبسة. )   

4 ـ غزا أسد القسرى بلاد الغور،( جبال هراة )  وقد أخفى اهلها كنوزهم فى كهف ( ليس إليه طريق، فأمر أسد باتخاذ توابيت ووضع فيها الرجال ودلاها بسلاسل فاستخرجوا ما قدروا عليه.) وغزا أسد جبال نمرون ملك غرشس مما يلي جبال الطالقان، فصالحه نمرون وأسلم على يده .

5 ـ والى خراسان أسد القسرى إعتقل بعض دعاة العباسيين فقطع أيدى بعضهم وصلب البعض الآخر

6 ـ عزل الجراح بن عبد الله الحكمي عن أرمينية وأذربيجان وتولى مسلمة بن عبد الملك، فاستعمل عليها مسلمة الحارث ابن عمرو الطائي، فافتتح من بلد الترك رستاقاً وقرى كثيرة .  7 ـ أسد القسرى يقوم بتوطين الجند فى (بلخ  ) .  

عام 108   

1 ـ  غزوة الختل والغور:( وانهزم المشركون وحوى المسلمون عسكرهم وظهروا على البلاد وأسروا وسبوا وغنموا.)   

  2 ـ ( غزا مسلمة بن عبد الملك الروم مما يلي الجزيرة ففتح قياسرية، وهي مدينة مشهورة. ) ( غزا إبراهيم بن هشام ففتح حصناً الروم. )

 3 ـ ( سار ابن خاقان ملك الترك إلى أذربيجان فحصر بعض مدنها، فسار إليه الحارث ابن عمرو الطائي فالتقوا فاققتلوا فانهزم الترك وتبعهم الحاث حتى عبر نهر أس، فعاد إليه ابن خاقان فعادو الحرب أيضاً، فانهزم ابن خاقان وقتل من الترك خلق كثير. )

4 ـ حركة للخوارج فى اليمن تزعمها ( عباد الرعيني ) فقتله أميرها يوسف بن عمر وقتل أصحابه. وكانوا ثلاثمائة.

5 ـ غزا معاوية بن هشام بن عبد الملك قبرس، وغزا في البر مسلمة بن عبد الملك بن مروان.  

عام 109

1 ـ أسد القسرى يقتل عشرة من دعاة بنى العباس

2 ــ عزل خالد وأخيه أسد القسرى عن خراسان بسبب تعصبها للقبائل اليمنية ، وتولى أشرس السلمى خراسان .

3ـ غزا عبد الله بن عقبة الفهري في البحر، وغزا معاوية ابن هشام أرض الروم ففتح حصناً يقال له طيبة .
4 ــ غزا مسلمة بن عبد الملك الترك من ناحية أذربيجان فغنم وسبى وعاد سالماً.
5 ــ  وفيها غزا بشر بن صفوان عامل إفريقية جزيرة صقلية فغنم شيئاً كثيراً  

عام 110

1 ـ أشرس يدعو  أهل سمرقند الى الاسلام وأن يضع عنهم الجزية ، فأسلم كثيرون فأعادوا فرض الجزية عليهم ، فارتدوا .فاشتعلت الحرب سجالا بين ( المسلمين ) وانتصر الأمويون فى النهاية (، فحملوا على العدو فقاتلوهم فكشفوهم وركبهم المسلمون يقتلونهم حتى حجزهم الليل وتفرق العدو، وأتى أشرس بخارى فحصر أهلها.)

2 ـ حاصر خاقان الترك كمرجة بمن فيها من العرب ، ودارت معارك أسوارها ، ( وكانت مدة حصار كمرجة ثمانية وخمسين يوماً )

3 ـ أرتد أهل كردر، فأرسل إليهم أشرس جنداً فظفروا بهم .

4 ـ غزا مسلمة الترك من باب اللان، فلقي خاقان في جموعه فاقتتلوا قريباً من شهر وأصابهم مطر شديد، فانهزم خاقان وانصرف ورجع مسلمة فسلك على مسلك ذي القرنين.

5 ــ غزا معاوية الروم ففتح صملة. وفيها غزا الصائفة عبد الله بن عقبة الفهري، وكان على جيش البحر عبد الرحمن بن معاوية بن حديج .   

عام 111

1 ـ عزل أشرس عن خراسان واستعمال الجنيد ، والجنيد يقاتل خاقان الترك ويهزمه :، وكان الجنيد يتعصب لقومه من قبائل مضر . وكان التعصب القبلى سائدا بين العرب فى خراسان .

2 ـ   غزا معاوية بن هشام الصائفة اليسرى، وغزا سعيد بن هشام الصائفة اليمنى حتى أتى قيسارية، وغزا في البحر عبد الله بن أبي مريم.  

3 ـ  سارت الترك إلى أذربيجان فلقيهم الحارث ابن عمرو فهزمهم.

4 ـ عزل مسلمة عن أرمينية وتولى الجراح الحكمى مكانه ، فدخل بلاد الخزر من ناحية تفليس وفتح مدينتهم البيضاء وانصرف سالماً. ، ( فجمعت الخزر وحشدت وسارت إلى بلاد الإسلام، وكان ذلك سبب قتل الجراح. )

عام 112  

.1 ـ إتحد الخزر والترك وهزموا وقتلوا الجراح الحكم ، وتوغلوا حتى قاربوا الموصل .

2 ـ الجنيد يغزو طخارستان ، ومعارك متصلة مع الترك انتهت بأن ( سار المسلمون فدخلوا بخارى يوم المهرجان ).

3 ـ غزا معاوية بن هشام الصائفة فافتتح خرشنة.

عام 113

 1 ـ ( وفيها فرق مسلمة الجيوش ببلاد خاقان ففتحت مدائن وحصون على يديه وقتل منهم وأسر وسبى وأحرق ودان له من وراء جبال بلنجر، وقتل ابن خاقان، فاجتمعت تلك الأمم جميعها الخزر وغيرهم عليه في جمع لا يعلم عددهم إلا الله تعالى، وقد جاز مسلمة بلنجر فلما بلغه خبرهم أمر أصحابه فأوقدوا النيران ثم ترك خيامهم وأثقالهم وعاد هو وعسكره جريدة، وقدم الضعفاء وأخر الشجعان، وطووا المراحل كل مرحلتين في مرحلة حتى وصل إلى الباب والأبواب في آخر رمق.)

2 ـ هزيمة عبد الرحمن الغافقى أمير الأندلس  فى ( توربواتييه ) : (  فغزا إفرنجة وأوغل في أرضهم وغنم غنائم كثيرة، وكان فيما أصاب رجل من ذهب مفصصة بالدر والياقوت والزمرد، فكسرها وقسمها في الناس. ..  ثم خرج غازياً ببلاد الفرنج هذه السنة، ..  فقتل هو ومن معه شهداء.)
 3 ـ  عبيد الله بن الحبحاب، يغزو السودان : (  .. وسيرهم إلى أرض السودان فظفر بهم ظفراً لم يظفر أحد مثله وأصاب ما شاء، ثم غزا البحر ثم انصرف.)
4 ـ  غزا معاوية بن هشام أرض الروم فرابط من ناحية مرعش ثم رجع.
5 ـ الجنيد يقتل احد دعاة العباسيين .

 عام 114

1 ـ الخليفة هشام يولى مروان بن محمد أرمينية وأذربيجان:ومروان يسير بجيش من 120 الفا ، وخدع ملك الخزر بأنه يريد الصلح ، ودخل بلاده ، فانسحب ملك الخزر شرقا ( ودخل مروان البلاد وأوغل فيها وأخربها وغنم وسبى وانتهى إلى آخرها وأقام فيها عدة أيام حتى أذلهم وانتقم منهم، ودخل بلاد ملك السرير فأوقع بأهله وفتح قلاعاً ودان له الملك وصالحه على ألف رأس وخمسمائة غلام وخمسمائة جارية سود الشعور ومائة ألف مديٍ تحمل إلى الباب، وصالح مروان أهل تومان على مائة رأس نصفين، وعشرين ألف مدي، ثم دخل أرض زريكران، فصالحه ملكها، ثم أتى إلى أرض خمزين، فأبى حمزين أن يصالحه، فحصرهم فافتتح حصنهم، ثم أتى سغدان فافتتحها صلحاً ووظف على طيرشانشاه عشرة آلاف مدي كل سنة تحمل إلى الباب، ثم نزل على قلعة صاحب اللكز، وقد امتنع من أداء الوظيفة، فخرج ملك اللكز يريد ملك الخزر، فقتله راعٍ بسهم هو لا يعرفه، فصالح أهل اللكز مروان،واستعمل عليهم عاملاً، وسار إلى قلعة شروان، وهي على البحر، فأذعن بالطاعة، وسار إلى الدوداني فأقلع بهم ثم عاد.)

2 ـ غزا معاوية بن هشام الصائفة اليسرى، فأصاب ربض أقرن، وإن عبد الله البطال التقى هو وقسطنطين في جمع، فهزمهم البطال وأسر قسطنطسن. وغزا سليمان بن هشام الصائفة اليمنى، فبلغ قيسارية.

عام 115
1 ـ  غزا معاوية بن هشام أرض الروم.   

2 ـ وغزا عبد الملك بن قطن عامل الأندلس أرض البشكنس  وعاد سالماً.

عام 116  

1 ـ   غزا معاوية بن عبد الملك أرض الروم الصائفة.

2 ـ ثورة الحارث بن سريج بخراسان:إنشقّ عن الأمويين ، وحاربوه وانهزم (فاقتتلوا قتالاً شديداً، فانهزم أصحاب الحارث فغرق منهم بشر كثير في أنهار مرو وفي النهر الأعظم ومضت الدهاقين إلى بلادهم، وغرق خازم بن عبد الله ابن خازم، وكان مع الحارث، وقتل أصحاب الحارث قتلاً ذريعاً، ..واجتمع إلى الحارث زهاء ثلاثة ألاف.)

3 ـ  ( سير ابن الحبحاب جيشاً إلى صقلية، فلقيهم مراكب الروم فاقتتلوا قتالاً شديداً، فانهزمت الروم، وكانوا قد أسوا جماعة من المسلمين، منهم عبد الرحمن بن زياد، فبقي أسيراً إلى سنة إحدى وعشرين ومائة، وفيها سير ابن الحبحاب أيضاً جيشاً إلى السوس وأرض السودان فغنموا وظفروا وعادوا. وفيها استعمل عبد الله بن الحبحاب عطية بن الحجاج القيسي على الأندلس، فسار إليها ووليها في شوال من هذه السنة وعزل عبد الملك ابن قطن، وكان له كل سنة غزاة، وعو الذي افتتح جليقية والبتة وغيرهما ).

عام  117

1 ـ  ( غزا معاويةً بن هشام الصائفة اليسرى، وغزا سليمان بن هشام الصائفة اليمنى من نحو الجزيرة، وفرق سراياه في أرض الروم.)  

2 ـ ( بعث مروان بن محمد، وهو على أرمينية، بعثين، وافتحح أحدهما حصوناً ثلاثة من اللان، نزل الآخر على تومانشاه فنزل أهلها على الصلح.)

3 ـ ولاية ابن الحبحاب أفريقيا ( شمال أفريقيا ) والأندلس . (وبعث حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع غازياً إلى المغرب، فبلغ السوس الأقصى وأرض السودان فلم يقالتله أحد إلا ظهر عليه، وأصاب من الغنائم والسبي أمراً عظيماً، فملئ المغرب منه رعباً، وأصاب في السبي جارتيتين من البربر ليس لكل واحدة منهما غير ثدي واحد، ورجع سالماً. وسير جيشاً في البحر سنة سبع عشرة إلى حزيرة الردانية، ففتحوا منها ونهبوا وغنموا وعادوا. ثم سيره غازباً إلى جزيرة صقلية سنة اثنتين وعشرين ومائة ومعه ابنه عبد الرحمن بن حبيب، فلما نزل بأرضها وجه عبد الرحمن على الخيل فلم يلقه أحد إلا هزمه عبد الرحمن، فظفر ظفراً لم ير مثله، حتى نزل على مدينة سرقوسة، وهي من أعظم مدن صقلية، فقاتلوه فهزمهم وحصرهم، فصالحوه على الجزية، وعاد إلى أبيه، )

4 ـ ثورة البربر لأن والى طنجة اسماعيل بن عبيد الله بن الحبحاب إعتبر البربر فيئا للمسلمين : ( فأساء السيرة وتعدى وأراد أن يخمس مسلمي البربر، وزعم أنهم فيء للمسلمين، وذلك شيء لم يرتكبه أحد قبله، فلما سمع البربر بمسير حبيب بن أبي عبيدة إلى صقلية بالعساكر طمعوا ونقضوا الصلح على ابن الحبحاب وتداعت عليه بأسرها ملمها وكافرها، وعظم البلاء، وقدم من بطنجة من البربر على أنفسهم ميسرة السقاء قم المغدوري، وكان خارجياً صفرياً وسقاء، وقصدوا طنجة، فقاتلهم عمر بن عبد الله فقتلوه واستولوا على طنجة وبايعوا ميسرة بالخلافة وخوطب بأمير المؤمنين وكثر جمعه من البربر وقوي أمره بنواحي طنجة.وظهر في ذلك الوقت جماعة بإفريقية فأظهروا مقالة الخوارج . ) واصطدم العرب والبربر فى معركة  ( غزوة الأشراف ) التى انهزم فيها العرب هزيمة قاسية ، ووصلت الأنباء الى الأندلس فثاروا على واليهم ، وبعث هشام بجيش يقوده كلثوم ابن عياض القشيرى ، فانهزم وتفرق من بقى من جيشه ، ( فلما ضعفت العرب بهذه الوقعة ظهر إنسان يقال له عكاشة بن أيوب الفزاري بمدينة قابس، وهو على رأي الخوارج الصفرية، فسار إليه جيش من القيروان فاقتتلوا قتالاً شديداً، فانهزم عسكر القيروان، فخرج إليه عسكر آخر فانهزم عكاشة بعد قتال شديد وقتل كثير من أصحابه، ولحق عكاشة ببلاد الرمل.فلما بلغ هشام بن عبد الملك قتل كلثوم بعث أميراً على إفريقية حنظلة ابن صفوان الكلبي، فوصلها في ربيع الآخر سنة أربع وعشرين ومائة، فلم يمكث بالقيروان إلا يسيراً حتى زحف إليه عكاشة الخارجي في جمع عظيم من البربر ... ) وفى النهاية انهزم البربر والخوارج : (هزم الخوارج والبربر ونصر العرب، وكثر القتل في البربر وتبعوهم إلى جلولاء يقتلون ..فقيل: لم يقتل بالمغرب أكثر من هذه القتلة، فإن حنظلة أمر بإحصاء القتلى، فعجز الناس عن ذلك حتى عدوهم بالقصب، فكانت عدة القتلى مائة ألف وثمانين ألفا. )

ملاحظة :

قارن بين عدد القتلى فى الحرب العالمية الأولى ، وتلك الحروب التى تسبب فيها الأمويون خلال 17 عاما . عدد قتلى الحرب العالمية الثانية حوالى 60 مليونا . ربما يصل عدد القتلى هنا بضع مئات من الألوف ، ولكن الفارق فى نوعية الاسلحة . كان السلاح فرديا ، ( سيف مقابل سيف مثلا ) ، أما فى الحروب الحديثة فالطائرة يمكن أن تقتل آلافا مؤلفة . وبالتالى لو كان للأمويين نفس التسليح الحالى لتضاعف القتلى الى عشرات الملايين . هذا بالاضافة الى أن الحرب العالمية الأولى والثانية كانتا حربا علمانية ، قامت وتوقفت ، بل أصبح الخصوم خلفاء وأصدقاء تبعا لتغير المصالح . أما الحرب التى أشعلها الصحابة وتابعها الأمويون والعباسيون والعثمانيون فهى الحرب العالمية التى لا تنتهى طالما بقى دينها الأرضى مسيطرا .ولا تزال هذه الحرب الدينية مشتعلة بين الوهابية والغرب المسيحى ..

أخيرا : حتى لايضيع منا طرف الخيط :

نذكركم بعنوان الكتاب : الأصل التاريخى لتقسيم العالم الى ( دار السلام ودار الحرب ).

ونذكركم :

1 ـ بأن الله جل وعلا لم يخلق البشر ليكونا معسكرين متحاربين ، بل خلق البشر جميعا  أخوة من أب واحد وأم واحدة ، وجعلهم شعوبا وقبائل كى يتعارفوا سلميا ، لا لكى يتقاتلوا ، يقول جل وعلا يخاطب البشر جميعا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجرات )

2 ـ إن الله جل وعلا أرسل رسوله بالقرآن الكريم رحمة للعالمين وليس لقتال العالمين ، يقول جل وعلا : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء )

3 ـ إن الله جل وعلا أمر المؤمنين بالدخول فى السلام كافة ، فقال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) البقرة ). وتشريعات القتال الدفاعية هى إستثناء يخدم السلام .  ولكن الصحابة إتبعوا خطوات الشيطان بالفتوحات ، وجعلوها دينا ، نتج عنه تقسيم العالم الى معسكرين متحاربين ـ حربا مستمرة ، لا يزال الوهابيون يواصلونها حتى اليوم

4 ـ القتال فى الاسلام هو لرد العدوان فقط ، وهذا معنى أن يكون فى سبيل الله جل وعلا . أما القتال المعتدى الذى فعله الصحابة فهو فى سبيل الشيطان ، وليس هناك توسط : إما قتال دفاعى فى سبيل الله جل وعلا ، وإما قتال باغ معتد ظالم يريد الثروة والسلطة ، أى فى سبيل الشيطان . يقول جل وعلا عن نوعى القتال : (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ  )(76) النساء  )