"بسم الله الرحمن الرحيم"
ولا تحسبن اللذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون...
صدق الله العظيم...
كنا قد قطعنا العهد في حياتك أن نبقى الجنود الأوفياء فداء للأرض والعرض...
العهد العهد ياأبا غيث ...
لنبقى الجنود الأوفياء لدمك الطاهر المسفوك غدرا...
وإن ماخذينا حقنا من القوم ..
ياديرتي مااحنا لك سكان...
وهانحن اليوم نقف وقفة الحق والضمير موافين لعهد الرجال ..
بارين الذمة لوجه الخالق
كاشفين المجرمين الغادرين بسبع العرين...
وبعد التحقيقات المطولة في قضية الاغتيال، والأدلة التي تمكنا من جمعها بالتعاون مع القضاء، وأهمها أداة الجريمة، أثبتت تورط ابنة شهيد الكرامة في ارتكاب جريمة القتل بالتعاون مع والدتها، وبمساعدة من صديقها.
ونظراً لأننا أمام جريمة قتل شديدة التعقيد، حملت طابعاً سياسياً في أيامها الأولى نظراً لمكانة الشهيد مرهج الجرماني كقيادي معارض بارز، ثم تحوّلت إلى جريمة قتل أسرية باتت فيها الابنة متهمة رئيسية بقتل والدها، ونظرا لاستنكار المجتمع لهذه الجريمة وكيل الإتهامات ضاربين بعرض الحائط المعطيات والحقائق..
لا بدّ من سرد تفاصيل القضية
منذ اللحظات الأولى لوصولنا كرفاق للشهيد من قادة لواء الجبل إلى منزله بعد تلقينا اتصالات من زوجته تفيد بمقتله، كانت المؤشرات في مسرح الجريمة تدل على قاتل نفذ جريمته بكل أريحية، وكان يعلم باللحظة التي نام فيها المغدور، ومكان نومه، وأدق التفاصيل عن حياته الشخصية ومنزله.
هذه المؤشرات دفعتنا إلى الإصرار على حضور جهات مختصة في التحقيق والبحث الجنائي لمعاينة مسرح الجريمة، وترك المغدور أكثر من ساعتين على فراشه، حتى وصل قاضي التحقيق مع الطبيب الشرعي والأدلة الجنائية، وعاينوا موقع الجريمة واستمعوا إلى روايات الشهود.
أثارت الشهادات المتضاربة والمتناقضة من الزوجة والابنة خلال الساعات الأولى الشكوك حول تفاصيل الجريمة. فقد أنكرتا سماع أي صوت لإطلاق النار، وقدمتا للقاضي روايتين متناقضتين عن اللحظة الأولى لاكتشافهما حدوث الجريمة، مما جعلهما في دائرة الشك.
كما كان المقربون من الشهيد على علم بأن العلاقة الأسرية بين المغدور وابنته وأرملته سيئة منذ فترة طويلة، ومع استمرار صدور الروايات المتضاربة عنهما، زادت الشكوك حول تورطهما في الجريمة، مما دفع والدة الجرماني وأحد أشقائه لاتهامهما بالتورط في الجريمة أمام قاضي التحقيق، ورفع ادعاء ضدهما، بعد حوالي عشرة أيام من ارتكاب الجريمة.
كان التحري في حيثيات الجريمة خلال الأسابيع الأولى يجري على نطاق ضيق لدى ثلاث جهات: لواء الجبل، قاضي التحقيق، وعائلة المغدور. وذلك بدون أي عمليات توقيف أو احتجاز، نظراً لحساسية القضية واصرارنا على وأد الفتن وقطع الطريق على كل أصحاب الغايات وتزايد الشكوك حول الأم وابنتها بسبب استمرار صدور الروايات المتضاربة عنهما.
لكن أحد أشقاء مرهج الجرماني كسر الصمت في القضية وتوجه من قريته إلى منزل شقيقه في مدينة السويداء بعد ثلاثة أسابيع من مقتله، ليردي أرملته برصاصات قاتلة، ثم توجه لتسليم نفسه إلى فرع الأمن الجنائي، وقال إنه نفذ جريمته بقصد الثأر لمقتل أخيه، دون أي تنسيق مع أحد.
هذه الجريمة الثانية التي ارتُكبت، سارعت من عملية التحقيق في القضية خوفاً من ارتكاب جريمة ثالثة تضيع معها الحقيقة أكثر. فقمنا بنقل ابنته وابنه الصغير الذي لم يتجاوز من العمر ثمانية أعوام إلى منزل آخر، وتحفظنا عليهما بعلم آل الجرماني وقاضي التحقيق.
بعد يومين من مقتل زوجة المغدور على يد عمها، ومن خلال ربط الخيوط والتحقيق المطول...
اعترفت دلع مرهج الجرماني بأنها أقدمت على قتل والدها بتحريض من والدتها، بواسطة مسدسه عيار 7.5، وقامت بتسليم أداة الجريمة لصديقها واسمه سقراط أبو حمدان، في مطلع العشرينات من العمر.
وفي نفس اليوم، قمنا باحتجاز الاسم الذي ذكرته دلع، ولم ينكر منذ اللحظة الأولى مشاركته في إخفاء أداة الجريمة. قال أبو حمدان إنه يعرف دلع منذ فترة طويلة، وإنها كانت تحدثه دائماً عن رغبتها في التخلص من والدها وكرهها له. وقال إنه حاول مساعدتها سابقاً في تسميمه، لكن الأمر لم ينجح.
وأضاف سقراط أن دلع اتصلت به حوالي الساعة الرابعة والنصف في يوم مقتل والدها وطلبت منه الحضور على الفور إلى منزلها. وعند حضوره، قامت بتسليمه مسدساً مغلفاً بالنايلون، وطلبت منه إخفاءه بعدما أبلغته أنها "أنهت الأمر". وأضاف أنه احتفظ بالمسدس عدة أيام ثم توجه إلى سد جوالين ورماه هناك، خوفاً من انكشاف القضية.
قمنا بتسليم سقراط إلى قاضي التحقيق، واعترف أمامه أيضاً بنفس التفاصيل. ثم طلب القاضي من الدفاع المدني التوجه إلى السد وكنا برفقتهم بعد تحديد الزاوية التي رمى منها أبو حمدان المسدس، وخلال ساعة من البحث تم العثور على المسدس من قبل عناصر الدفاع المدني.
بعد اكتشاف مكان أداة الجريمة باعتراف المتهمين، وتثبيت أقوال دلع وتسليم صديقها للقضاء، قررنا كرفاق للشهيد مرهج الجرماني
وبإسم لواء جبل الكرامة كشف كافة المجريات التي توصلنا إليها أمام عائلة الجرماني، وطلبنا اللقاء معهم في مضافة شيخ عقل الطائفة أبو أسامة يوسف جربوع في مدينة السويداء.
حضرت المتهمة دلع أمام أفراد عائلتها في مضافة شيخ العقل، وقمنا بكشف كافة المعطيات التي توصلنا إليها، ثم تركنا الفتاة بعهدة عائلتها...
معلنين للجميع بأننا وفينا بعهدنا لدم الشهيد ولمواقف الكرامة التي جمعتنا باريين الذمة امام وجه الخالق...
وعلمنا بعدها بتسليم عائلة الجرماني للفتاة إلى القضاء المختص لاستكمال التحقيق معها، لا سيما أن دوافعها لقتل والدها تبدو مرتبطة بمشاكل أسرية ونفسية.
لتبقى هذه القضية المؤلمة بكافة تفاصيلها، والتي أثارت الرأي العام في السويداء منذ الساعات الأولى لاغتيال الشهيد مرهج الجرماني،والتي بقيت فيها دوافع قتل الفتاة لأبيها بتحريض والدتها، لغزاً يحتاج حلّه إلى تحقيق مستقل ومطول...
وبما أن الفتاة أصبحت بيد القضاء...
نقول هنا ك لواء جبل الكرامة بأننا أنجزتنا مهمتنا بضمير ومصدقية وفاء لدم قائد لواء جبل الكرامة...
الشهيد مرهج الجرماني..
الرحمة لشهيدنا ...
والخزي والعار لكل من استباح دماء الأحرار