JustPaste.it

أَسَبَايَا أَمْ بَغَايَا؟!

مقالة لأم سُميّة المهاجرة

 

بسم الله القوي المتين، معزّ المسلمين بنصره ومذلّ المشركين بقهره، والصلاة والسلام على النبي القدوة والرسول الأسوة، وعلى من تبعه واقتفى أثره وعلى آله وصحبه ومن نصره؛ أما بعد:

فقد قال الله تعالى: {فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا} [النساء: 3].

وقال أيضًا: {وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} [النور: 32].

وقال أيضًا واصفًا عباده المؤمنين: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون: 5-6].

وقال سبحانه حاثّا عباده المؤمنين على الزواج من الجارية المملوكة وتفضيلها على سليلة البيوت من المشركات: {وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ} [البقرة: 221].

وملك اليمين: السّبايا اللواتي فرّق بينهن وبين أزواجهن السِباء، فحُلّلن لمن صِرْن له بملك اليمين، من غير طلاق كان من زوجها الحربي لها.

عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "كل ذات زوج، إتيانها زنًا، إلا ما سُبِيَت" [رواه الحاكم في المستدرك، وقال: "حديث صحيح على شرط الشيخين"].

والسبي سنة نبوية عظيمة فيها من الحكم الربانية والفوائد الدينية الشيء الكثير، علم ذلك من علم وجهله من جهل! والسيرة تشهد بأن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم قد غزا الكفار فقتّل رجالهم واسترقّ ذراريهم وسبا نساءهم، تحدثنا عن ذلك غزوات الحبيب فسلوا عنها بني المصطلق وبني قريظة وهوازن!

عن ابنِ عَوْنٍ قالَ: كَتَبْتُ إلى نافعٍ، فكَتَبَ إليَّ: أنَّ النبىَّ صلى الله عليه وآله وسلم أغارَ على بني المصطلِقِ وهم غارُّونَ، وأنعامُهُم تُسقى على الماءِ، فقتلَ مُقاتِلَتَهُم، وَسَبَى ذَراريَّهُم، وأصابَ يومئذٍ جُوَيرِيَةَ، حَدَّثَنِي بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَكَانَ فِي ذَلِكَ الجَيْشِ [رواه البخاري ومسلم].

وذاتِ حَليلٍ أنْكَحَتْها رِماحُنا *** حَلالاً لِمَنْ يبني بها ولَمّا تُطلَّقِ

 

وبعد الخندق نزل بنو قريظة على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه، فقَالَ سَعْدٌ: "فَإِنِّي أَحْكُمُ أَنْ تُقْتَلَ المُقَاتِلَةُ، وَأَنْ تُسْبَى الذُّرِّيَّةُ"، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: (لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللهِ) [رواه البخاري ومسلم].

وقد بلغ قتلى يهود في معارك خيبر ثلاثة وتسعين رجلاً [مغازي الواقدي]، وسُبيت نساؤهم وذراريهم، ووقعت في السبي صفية بنت حيي بن أخطب أم المؤمنين رضي الله عنها، فأعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها [رواه البخاري ومسلم].

وفي غزوة حنين سبى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من هوازن حتى بلغ السبي ستة آلاف رقبة [الطبقات الكبرى لابن سعد].

وقد ذكر أهل السير والمغازي أنه صلى الله عليه وآله وسلم تسرّى بأربع إماء منهنّ مارية القبطية وريحانة النضرية [زاد المعاد].

وقد سار على درب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بعده صحابته ومن تبعه بإحسان فلا نكاد نجد صحابيًّا لم يسبِ ولم يسترقَّ الغلمان، وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان له من الإماء تسع عشرة، فعن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: كتب علي بن أبي طالب في وصيته: "أما بعد، فإن حدث بي حدث في هذا الغزو، فإن ولائدي اللاتي أطوف عليهن تسع عشرة وليدة منهن أمهات أولاد، معهن أولادهن، ومنهن حبالى، ومنهن من لا ولد لهن..." [مصنّف عبد الرزاق].

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "كانت لي جارية كنت أعزل عنها، فولد لي أحب الناس إلي" [مصنّف عبد الرزاق].

أفبعد هذا، وما إن سطعت شمس الخلافة من جديد، وهبت رياح النصر والتمكين، وأخرجت الدولة الإسلامية بفضل ربها وحده حدود الله وأحكام الشريعة من دواميس الكتب والقراطيس، فعشناها واقعًا بعد أن وُئدت لقرون، أفبعد هذا يجرؤ المتشدقون فيطيلون ألسنتهم بالأراجيف الباطلة، والتهم الكاذبة لتشويه حكم شرعي عظيم وسنة نبوية طاهرة اسمها "السبي والاسترقاق"؟! أو بعد هذا يُضحي السبي زنًا والتسري اغتصابًا؟ وليتنا سمعنا هذي الأباطيل من الكفار الجاهلين بأمور ديننا، ولكننا سمعناها من المحسوبين على أمّتنا، ممن أسماؤهم محمد وإبراهيم وعلي! فقلتُ تعجّبًا: فيا ليتَ شعري، أأيقاظ قومنا أم نيام؟ بل ما راعني يوم إلا وبعض المناصرين – غفر الله لهم – قد هبّوا مدافعين عن الدولة الإسلامية – دام عزها ومدّ الله في ظلها – بعد أن تطرق الإعلام الكافر لموضوع سبي الدولة للأيزيديات، فأخذ المناصرون ينكرون الأمر وكأن جنود الخلافة قد أتوا منكرًا أو خطيئة!

وبعد أن زاد الأمر عن حده وعلا على منابر الضلال نباح الدجالين من علماء السوء، أضحى لزامًا أن نقارض مجاهرتهم بالمجاهرة، لكن بالحق لكبتِ باطلهم وكفّ ألسنتهم.

نعم؛ لقد فتح الله لأوليائه الأمصار، فدخلوا وجاسوا في الديار، فقتلوا المحاربين من الكفار، وسبوا نساءهم واسترقوا الذراري والصغار.

ومنْ لم يروِ رمحه من دم العدا *** إذا اشتبكتْ سمرُ القنا بالقواضب

ويعطي القنا الخطيّ في الحرب حقَّه *** ويبري بحدّ السّيف عرض المناكب

يعيشُ كما عاش الذليل بغصة *** وإن مات لا يجري دموع النوادب

فضائلُ عزمٍ لا تباع لضارع *** وأسرارُ حزمٍ لا تذاع لعائب

 

أخطها والحرف يقطر فخرًا؛ نعم يا ملل الكفر قاطبة، لقد أغَرْنا وسبينا الكافرات الأصليات، وسقناهن بحد السيف سوق الغنائم والعزة لله ولرسوله والمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون!

وما أنكحونا طائعين بناتهم *** ولكن خطبناها بأسيافنا قسرا

 

أم أنكم ظننتم ومن والاكم أنّا يوم أعلناها خلافةً على منهاج النبوة كنا مازحين؟! بل إنها وربي خلافة مثلما أنكم تنطقون وترون وتسمعون، بكل ما فيها من عزة للمسلم وفخار، وذلة للكافر وصغار. ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم يقول كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: (بُعثْتُ بين يَدي السَاعة بالسيف حتى يعبدَ الله وحدَه لا شريك له، وجُعلَ رزقي تحت ظل رُمْحِي، وجُعل الذلةُ والصَّغَار على من خالف أمري) [رواه أحمد]، فليس نحن من أذلهم ولكنه الله بأيدي عباده الصادقين الذين ما أرادوا وما يُريدون إلا أن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى، وفي سبيل ذلك بذلوا ويبذلون الأنفس والمُهج، همهم رفعة الدين وذلة من ابتغى غير الإسلام دينا!

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ مَدَائِنُ قُبْرُسَ، وَقَعَ النَّاسُ يَقْتَسِمُونَ السَّبْيَ، وَيُفَرِّقُونَ بَيْنَهُمْ وَيَبْكِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَتَنَحَّى أَبُو الدَّرْدَاءِ، ثُمَّ احْتَبَى بِحَمَائِلِ سَيْفِهِ، فَجَعَلَ يَبْكِي، فَأَتَاهُ جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ؟ أَتَبْكِي فِي يَوْمٍ أَعَزَّ اللَّهُ فِيهِ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ؟ وَأَذَلَّ فِيهِ الْكُفْرَ وَأَهْلَهُ، فَضَرَبَ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا جُبَيْرُ بْنَ نُفَيْرٍ، مَا أَهْوَنَ الْخَلْقَ عَلَى اللَّهِ إِذَا تَرَكُوا أَمْرَهُ، بَيْنَا هِيَ أُمَّةٌ قَاهِرَةٌ ظَاهِرَةٌ عَلَى النَّاسِ، لَهُمُ الْمُلْكُ حَتَّى تَرَكُوا أَمْرَ اللَّهِ، فَصَارُوا إِلَى مَا تَرَى، وَإِنَّهُ إِذَا سُلِّطَ السِّبَاءُ عَلَى قَوْمٍ فَقَدْ خَرَجُوا مِنْ عَيْنِ اللَّهِ، لَيْسَ لِلَّهِ بِهِمْ حَاجَةٌ" [سنن سعيد بن منصور].

بل وأزيد الحاقدين غيظًا؛ لقد سجدت ومن كان في البيت شكرًا لله يوم دخلت بيتنا أول سبيّة، نعم شكرنا ربنا أن مد في العمر حتى رأينا الكفر مذلولًا منكّس الراية، وها نحن اليوم وبعد قرون نعيد سنة نبوية وأدها أعداء الله عربًا وعجمًا، وبحد السيف أعدناها ورب البيت لا بالسلمية والمفاوضات، أو بالديمقراطية والانتخابات، أعدناها مُحمديّةً حمراء قانية، بالبيض القواطع لا بالأربعة أصابع!

هم البيض القواطع حين يمسي *** لهم من نسج خيلهم عمود

بنو حرب لهم علقُ الأعادي *** رضاع والسّروج لهم مهود

 

وأما من أنكر على جنود الخلافة السبي فلا غرابة، فهم أنفسهم الذين عطلوا فريضة الجهاد بشبهات باطلة وأقاويل مائلة، نفس اللحى ونفس التيوس الأتباع، فلمَ نثرب عليهم أوما يكفينا فيهم وزر القعود الذي نفخ كروشهم وزادهم في الغثاثة بسطة؟

إنهم يتوجسون من الجهر بأصل من أصول الدين ألا وهو الكفر بالطاغوت، فهل ننتظر منهم كلمة حق في فرع من الفروع؟ حتى لا إله إلا الله يُجمجمون بها ولا يصدعون بها خشية أن يمسهم شيء من بطش الظالمين أوليائهم من دون الله، ونسي هؤلاء أمر الجبار لعبده محمد صلى الله عليه وآله وسلم: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} [الحجر: 94]، فالله الواحد الأحد هو الآمر، وليس ابن سعود ولا ابن زايد ولا ابن موزة ولا غيرهم وكلهم ربائب البيت الأبيض!

قالوا يومًا لا جهاد، فأقامت ثلة مؤمنة بقوة الله وحده خلافة على منهاج النبوة، ويقولون اليوم لا سبي وبعض السبايا في دولتنا حوامل بل ومنهن من أعتِقت لوجه الله وتزوجت في محاكم الدولة الإسلامية بعد أن أسلمت وحسن إسلامها. فلقد تسرى أبونا الخليل عليه السلام بهاجر فولدت له إسماعيل عليه السلام وتسرى نبينا عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم بمارية فولدت له إبراهيم. ومما يُروى أن زيد بن علي (بن الحسين بن علي بن أبي طالب) دخل يومًا على هشام بن عبد الملك، فقال له هشام: "بلغني أنك تُحدث نفسك بالخلافة ولا تصلح لها لأنك ابن أمة! فأجابه زيد: أما قولك أني أحدث نفسي بالخلافة فلا يعلم الغيب إلا الله، وأما قولك أني ابن أمة؛ فإسماعيل ابن أمة أخرج الله من صلبه خير البشر محمّدًا".

وجاء في البداية والنهاية: "لَمْ يَكُنْ لِلْحُسَيْنِ عَقِبٌ إِلَّا مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَلَمْ يَكُنْ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ نَسْلٌ إِلَّا مِنَ ابنة عَمِّهِ الْحَسَنِ، فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ: لو اتخذت السراري يَكْثُرَ أَوْلَادُكُ، فَقَالَ: لَيْسَ لِي مَا أَتَسَرَّى بِهِ، فَأَقْرَضَهُ مِائَةَ أَلْفٍ فَاشْتَرَى لَهُ السِّرَارِيَّ فولدت لَهُ وَكَثُرَ نَسْلُهُ، ثُمَّ لَمَّا مَرِضَ مَرْوَانُ أَوْصَى أَنْ لَا يُؤْخَذَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين شئ مما كان أقرضه، فجميع الحسينيين من نسله رحمه الله".

بل وأزيد المبغضين كمدًا، إن منهن من غدت بعد السبي طالبة علم جادّة مُجدّة، بعد أن وجدت في الإسلام ما لم تجده في الكفر، رغم "الحريات والمساواة" إنه إسلامنا الحنيف؛ يرفع كل خسيسة، وبه تتم كل نقيصة.

وقد أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (عَجِبَ اللهُ مِن قَوْمٍ يَدْخُلونَ الجنَّةَ في السَّلاسِلِ)، قال ابن الجوزي رحمه الله: "معناه أنهم أسِرُوا وقيدوا، فلما عرفوا صحة الإسلام دخلوا طوعاً فدخلوا الجنة، فكان الإكراه على الأسر والتقييد هو السبب الأول، وكأنه أطلق على الإكراه التسلسل، ولما كان هو السبب في دخول الجنة أقام المسبب مقام السبب" [فتح الباري لابن حجر].

فمن ظن أن السبي غايته العظمى الاستمتاع فهو واهم جاهل، وإلا لما حث الشارع على الإحسان إلى الإماء والرقيق وحسن معاشرتهم، فهم وإن كانوا كفرة قد أذلهم الله بأن جعلهم مماليك لأهل الإسلام، إلا أنه سبحانه قد جعل في افتكاكهم من أراضي الكفر سبيلًا لمنجاتهم وهدايتهم سبل الرشاد.

عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: (إِخْوَانُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ، وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغلبهم، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ) [رواه البخاري ومسلم].

وعن أبي مسعود رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لِي، فَسَمِعْتُ مِنْ خَلْفِي صَوْتًا: (اعْلَمْ، أَبَا مَسْعُودٍ، لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ)، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ، فَقَالَ: (أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ)، أَوْ (لَمَسَّتْكَ النَّارُ) [رواه مسلم].

نعم هذا هو إسلامنا "المتوحش" – زعموا – يأمرنا بالإحسان حتى للمماليك، وهو مطلوب وإن بقوا على كفرهم، وإني والله في دولة الإسلام لم أسمع أو أرى من أكره جاريته أو غلامه على الإسلام، بل رأيتُ كل من أسلمت فعلت ذلك عن طوع لا كراهية، ومتى ما شهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وبدأت بما كُتب عليها من شرائع فحيهلا بها وأما باطنها فنكله إلى الله تعالى.

وأما من ظهرت على بعض شاشات الإفك مدعية الهروب من الدولة، وألفت في ذلك الروايات الكاذبة، وصنفت المصنفات الباطلة، فأقول أن من قرأ التاريخ ودرس السيرة يعلم أنه قد كان لبعض الجواري على مر الزمن قصصا تشيب لها الولدان من الماكرات منهن والخبيثات، فها هي حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها تأمر بقتل جارية لها كانت قد عملت لها سحرًا فقتلها عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وها هو ابن عمر رضي الله عنهما قد فرت منه جارية، فهل نشنع على تيك الحقبة من الزمن ونثرّب على أهلها؟!

إنهم يلوموننا على شرعة ربانية حميدة ويغضون الطرف عما تكاد الجبالُ تتصدّع لهوله، فويح الدجالين ويحهم؛ أسبايا جئنا بهن بأمر رب العالمين خير، أم بغايا يتلقفهن أشباه الرجال في ديار الكفر حيث تقيمون ولا تنكرون؟ إن البغيَّ تصول وتجول في دياركم مجاهرة بالمعاصي بل تقتات بعرضها على مرأى ومسمع من لحى الضلال ولا نسمع لهم ركزا، والسبية التي جاءت بها سيوف الرجال متأسين بالضحوك القتال، سبيها مخالف لحقوق الإنسان ووطؤها اغتصاب؟ مالكم كيف تحكمون؟! ما دينكم؟ ما شرعكم؟ بل قولوا لي من ربكم؟! ما أحيى جنود الخلافة سنة أو أماتوا بدعة إلا ونطقتم عُهرا وزندقة، فكفوا عنا جشاءكم وانتظروا خلافة يأتيكم بها أوباما، أو يرسم لكم معالمها أبو كردوس؟!

ووالله أيها المتعالمون الضاجون بالباطل في كل محفل؛ لتُقامن أسواق النخاسة، رغم أنوف مدعي السياسة.

ومن يدري؛ لعل ميشيل أوباما لن يزيد سعرها على ثلث الدينار، والثلث كثير!

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

مترجم من مجلة دابق العدد التاسع شعبان 1436