بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
إلى جنود القاعدة في ليبيا
"كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ"
اعلم أخي الحبيب أنك واقف بين يدي الله وحدك يوم القيامة ولن ينفعك مال ولا بنون ولن يحمل عنك الوزر قائد أو شرعي، فانظر أين تقف، وانظر أين تذهب بك قيادتك وقد خلطت في مواقفها وتناقضت في بياناتها
"وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا" مريم(95)
فهل تظن أن أحدهم سيتقدم بين يدي الله ينافح عنك عندما يسألك عن مخالفة أمره عز وجل بلزوم خليفة المسلمين وإمامهم أم أن حالهم سيكون، نفسي ... نفسي
"إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ" البقرة(166)
وها هي حججهم الباطلة التي زينوها لك لكي تتنكب الطريق معهم قد أصبحت هشيما تذروه أحرف شيخنا الفاضل أبي الحسن الأزدي، وبما أنك أخي الحبيب امتثلت حديث نبينا
"كُلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةً أَوْ فَزْعَةً طَارَ عَلَيْهِ إِلَيْهَا يَبْتَغِي الْمَوْتَ أَوِ الْقَتْلَ مَظَانَّهُ"
فأنت أولى الناس بهيعة نداء الحق التي ذللها لك شيخنا الأزدي في حروف كالحتوف لم تترك شيئا من شبههم إلا وفتكت به وجعلته كالرميم فعليك بها
"الهيعة في تذكير مجاهدي ليبيا واليمن بلزوم البيعة"
ثم انظر أخي الحبيب إلى شيخنا الشهيد محمد الزهاوي نحسبه والله حسيبه وقد أفضى إلى ما عمل ولم يأخذ معه تزكية من فلان أو مباركة من علان، إنما هو عمله الصالح وجهاده المبارك نسأل الله أن يتقبل منه، وأنت وأخوانك تقفون على الدور في قافلة الموت هذه مصيرنا ومصيركم حتما إلى القبر، فهلا أضفتم إلى شرف الجهاد في سبيل الله شرف السيادة فتكونوا كالحسن بن علي في عام الجماعة إذ تنازل عن الخلافة لمعاوية ليصدق فيه قول جده ﷺ
(إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين)
كونوا أسيادا ... فإن زهد بهذا الشرف وهذه المكانة شيوخكم في القاعدة فهل أنتم زاهدون؟
ولعل منكم من يقول إن القاعدة هي رأس حربة قتال المشركين وسياستها في ضرب رأس الأفعى هي سياسة بن لادن ونحن على إثره سائرون، فأقول لكم اقرؤوا لطفا لا أمر مقال
"ليبيا ... ضياع الفرصة أو بيعة الخليفة إبراهيم" للعبد الفقير
http://gareeb-alikhwan.blogspot.nl/2014/10/blog-post_8.html …
وربما يسأل آخر؛ لما تنصح الجنود وتترك القادة ؟ فأقول قد فعلت بعدة مقالات وكان آخرها نصحا مباشرا للشيخ الفاضل أبي عبد الله الليبي حفظه الله في مقال
"رسالة مفتوحة إلى الشيخ أبي عبد الله الليبي والشيخ مأمون حاتم حفظهما الله"
http://gareeb-alikhwan.blogspot.co.uk/2015/01/blog-post_20.html …
والأكيد أن البعض يتساءل ما للدولة ولليبيا ؟ فأقول له ألسنا أمة واحدة قوتنا في وحدتنا وإن صدر أمرنا عن مرجع واحد كانت لنا العزة وكان لنا النصر، فانظر هداك الله لأهمية ليبيا كما في مقال
"ليبيا البوابة الإستراتيجية للدولة الإسلامية " لكاتبه أبو ارحيّم الليبي حفظه
فكيف بنا إن كان الرأس المدبر والقائد المخطط والمُنفذ الميداني في كل من العراق وسوريا وليبيا واليمن وخراسان والصومال هو خليفة المسلمين ؟ ألسنا بذلك نواجه أمة الكفر المتحدة ضدنا والروافض المجتمعون علينا كأمة واحدة متكاتفة، حتما ستنتصر، سنة الله القدرية وحقيقة كونية مُسلمة.
ثم إني أعلم أن هناك من الجند - كما في كل الساحات - من لا زال يتعلق ببعض مخلفات الجاهلية من قومية ووطنية وينظر إلى الأمور من زاوية محلية ضيقة، وإن الكثير من جنود قوات فجر ليبيا هم من أولئك الذين نحسب نياتهم سليمة ولكن قيادتهم من الإخوان أضلوهم من حيث لا يعلمون وجعلوا لهم من دون الله صنما يعبدونه اسمه "مصلحة الدعوة" عقدوا عليه الولاء والبراء على أساس الوطن والقوم فكان حتما عليهم أن تكون مصالحم المحلية تتعارض مع مصالح الأمة، وتحت شرعة هذا الصنم خالفوا حديث "جعل رزقي تحت ظل رمحي" وطلبوا الرزق من تركيا ومن قطر، ولعل بعضكم تبعهم في ذلك لما رأوه من تدفق للسلاح وللمال، ووسوس البعض قائلا إنه دعم غير مشروط، وأما من رفض هذا الدعم ورعا التفوا عليه بأن جعلوه يأتي عن طريق وسطاء لا شبهة عليهم؛ حتى إذا ما قبله البعض وقع في فخ الأسر، وأصبح أسير حاجته للسلاح ولرواتب الجند، وهنا تبدأ عمليات المساومة كما حدث مع أحرار الشام في سوريا فقتل الله جمعهم ومجلس شوراهم في غداة، وإلى هؤلاء كتبت مقال
"فجر الحق لا فجر ليبيا"
http://gareeb-alikhwan.blogspot.co.uk/2015/01/blog-post.html …
ليعلموا ولتعلم الأمة أننا ننتظر فجر الحق لا أي فجر
إن القتال بطبيعته جذاب ويحمل من معاني البطولة والمجد ما يحمله، وقد مجدت كل الأمم عبر التاريخ من يقاتل من أبنائها دونها، ونصبت لهم التماثيل، وسطرت صفحات طلاب المدارس ببطولاتهم. وقد قال نبينا ﷺ في ذلك حديثه المشهور الذي رواه البخاري في صحيحه
((قال أعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر، ويقاتل ليرى مكانه، من في سبيل الله؟ فقال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)).
وعند هذا المنعطف وقعت حماس وانحرفت حين أصبح قتالها من أجل الوطن واعتبرت نفسها فصيل فلسطيني وصرحت أنها حركة تحرر وطني، وتحت هذا العنوان انحرفت الكثير من الفصائل الشامية واعتبرت أن سوريا ملكا خاصا لها، ونبذت وقاتلت لأجل ذلك المهاجرين، وفي ليبيا لبَّس الإخوان وبعض قادة الجماعة الليبية المقاتلة هذا الأمر على الجند فأصبح عندهم الليبي العلماني واليساري أو القومي والديمقراطي أو أصحاب الدولة المدنية التي تجعل الشعب ندا لله في السيادة والحكم والتشريع، لبسوا الأمر عليهم وعلى الناس ووقفوا معهم كثوار في صف واحد، فضاعوا وأضاعوا
"وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُم ولَكن كانوا أنفسهم يظلمون"
وقد فعلت ذلك جبهة النصرة في الشام كما أقرت مثله قاعدة المغرب في وثيقة أزواد المشهورة، فيا جند القاعدة في ليبيا إن وقوف قيادتكم من الفرقين على مسافة واحدة كما يصرح قادة القاعدة في اليمن لهو الطامة الكبرى ولهو الانحراف المنهجي
"هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ"
هل يستوي من يقاتل لإعلاء كلمة الله فقط وتطبيق شرعه وبين من يقاتل من أجل الوطن ؟
هل يستوى مَن جنده من كل جنسيات العالم لا فرق بينهم، وبين من يقتصر على أهل بلده وينبذ ويكره ويقتل من هاجر إليه يبتغي الموت مظانه ؟
يخالفون قوله تعالى
" وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ" الأنفال (74)
وقوله
"وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" الحشر (9)
هل يستوي من لم يكن حليفه ووكيله إلا الله وبين من تحالف مع من هب ودب كما فعلت قاعدة الشام وقوات فجر ليبيا ؟
هل يستوي من كان كل رزقه تحت ظل رمحه وبين من نبت لحم جنده من سحت وربا طاغوت تركيا أردوغان وأموال حليف أمريكا ومستضيفها في قاعدة السيلية في الدوحة ؟
هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ؟؟!!
الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
ولأن #الدولة_الإسلامية ثبتت على هاتيكم المبادئ اتهموها بالغلو والخروج لأنها فضحت منهجهم وقصر نفسهم وتنكبهم الطريق
يا جندي القاعدة لقد تعب قادتك وبعدت عليهم شقة وتبعات الثبات على كل صغيرة وكبيرة في الشرع فطفقوا يبررون وشنوا حملة خائبة لنقض شرعية الخلافة رددت فيها عليهم بمقال
"اتركها لله يا شيخنا أبا الحسن البليدي"
http://gareeb-alikhwan.blogspot.ch/2014/12/blog-post_27.html …
وها أنا اقفز عنهم بعد ان اتسع الخرق على الراقع وأخاطبك أنت سواء كنت في ليبيا أو في اليمن أو في المغرب واعذر إلى الله في نصحك وإقامة الحجة عليك
فاعلم أنك غدا وحدك ولن ينفعك أحد وقد تخليت عن الواجب العيني بمبايعة خليفتك خليفة المسلمين مولانا الخليفة إبراهيم أدام الله عزه ونصره على عدوه، وإن كنت تعتقد أن الظواهري أو النظاري أو البليدي أو الليبي أو الهراري سيحمل عنك وزرك، فاختم لك بقول الله عز وجل يوم تكون وحدك ونفسك مُثقلة
"وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ" فاطر (18)
نفسك ... نفسك
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد
ربيع ثاني 1436