JustPaste.it

 

النص العربي الصحيح لشهادة الشيخ أبي جرير الشمالي

(قاعدة وزيرستان - شهادة من الداخل)

 

بسم الله، والصلاة والسلام على نبيّ الله المبعوث بالسيف رحمة للعالمين، وعلى آله وأزواجه أجمعين، وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

ففي الأردن ومساجدها، في عمّان والزرقاء وإربد وغيرها من المدن، ارتبطت ببعض أبناء هذه المدن من الذين سمّوا أنفسهم جماعة التوحيد، وما كان يربطنا إلا الولاء والبراء الذي تعلّمناه من القرآن ومن كتب التوحيد، وما كتبه أبو محمد المقدسي عن الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، وبعض الذين كتبوا عن التوحيد مثل عبد القادر (سيد إمام) -أعادهما الله إلى ما كانا عليه من الحق- والكتب القديمة لابن تيمية وابن القيم وغيرهما، على يد إخوة قدماء أصحاب علم شرعي.

قارعنا الجماعات الضالة كلها كجماعة الإخوان المسلمين والتبليغ والصوفية وغيرهم، وظهر أمرنا وأصبحنا نتنقّل ما بين دائرة المخابرات العامّة والأمن العام، أو الرجوع للمنازل بإقامات جبرية وقيود أمنية وهكذا.

كان أبو مصعب الزرقاوي مثالا للموحّد الممارس للجهاد، وكان محط قلوب الجميع من الإخوة، وكان بمثابة أمير لنا، ولم أرَ في الساحة مخالفا لهذا الرأي والإجماع، وقبل أحداث 11 سبتمبر كنا نرى تنظيم القاعدة تنظيما جهاديا له توجّه إرجائي لما كان يصدر عن بعض قيادته قديما (نهاية الثمانينات وبداية التسعينات) بخصوص بعض الحّكام المرتدّين -خاصّة آل سعود- وعساكرهم والتوقّف في ردّتهم(1)، وكذلك كنا نرى جماعة الطلبة في أفغانستان مقصّرين في تعليم أفرادهم التوحيد، ووقوع الكثير منهم في مسائل شركية، كالطواف بالقبور والتمائم والتعويذات، والتي ما زالت موجودة إلى الآن، وللأسف.

ذهب أبو مصعب الزرقاوي لأفغانستان أثناء الوجود الروسي لصدّ العدو الشيوعي الصائل على أرض أفغانستان المسلمة، رغم ما كان يراه من عوام القوم من المحظورات الشرعية، ولذلك كنّا نحن المجموعة على قسمين، قسم يرى العمل في أفغانستان رغم ما فيها، وقسم آخر لا يرى العمل هناك.

رجع أبو مصعب الزرقاوي للأردن قبل حرب الخليج الأولى (الكويت)، ثم دخل السجن في الأردن مع أبي محمد المقدسي بعد انتهاء الحرب لمدّة خمس سنوات بقضية سمّاها النظام الأردني حينها قضية "بيعة الإمام".

خرج من السجن وشدّ رحاله بسرعة إلى أفغانستان ليبقى هناك حتى وقعت أحداث 11 سبتمبر 2001، فقد كانت ساحة أفغانستان مهيأة للجهاد لعدم وجود أنظمة كفرية مسيطرة، وامتداد مساحات كبيرة للإخوة المجاهدين فيها، وسهولة الحركة وكثرة السلاح للإعداد والتدريب، ولكن كما هو معلوم، دخلت أمريكا إلى أفغانستان واحتلتها.

بعد بدء الحملة الأمريكية، انحازت جميع الجماعات المجاهدة وخرجت من الساحة إلى ساحات أخرى، أهمّها كانت الساحة الوزيرية (وزيرستان)، حيث مُلِئَت بالجماعات والعقائد والتوجّهات المختلفة التي انتسبت إلى الجهاد، واشتركت جميعها في قتال العدو (أمريكا).

ومن هذه الجماعات كانت جماعة تنظيم القاعدة، والتي اشتهرت بعمليات نوعية كان أشهرها إسقاط الأبراج في نيويورك، وضرب المدمّرة كول والسفارات الأمريكية في نيروبي ودار السلام.

وفي آخر التسعينات كان لأبي مصعب الزرقاوي وجماعته ذات العدد القليل جدا مركز في مدينة هيرات الأفغانية ذات الأغلبية الرافضية بعيدا عن تجمّعات الجماعات المجاهدة المهاجرة لعزل جماعته حينها عن تزاحم الأقدام للمحافظة عليهم من الاختراقات الأمنية، وبسبب ما كان يُشار إليه وإلى جماعته من بعض أفراد الجماعات الأخرى بأنه تكفيري خارجي صاحب فكر غالٍ.

أما القسم الثاني من الإخوة، أي نحن الذين بقينا في الأردن، ولم نكن نرى القتال في أفغانستان (قبل 11 سبتمبر)، بل كنا نرى أن الأفضلية للبقاء في الأردن والدعوة إلى التوحيد، وخاصة بعد أن حضر أخ من أفغانستان وشرح لنا وضع أفغانستان والطلبة فيها، والتجاوزات الشرعية لديهم.

وفي بداية القرن الجديد، قام الطلبة في أفغانستان بتدمير صنم بوذا بأمر من الأمير الملا محمد عمر، فتحرّكت النفوس للذهاب إلى ساحة أفغانستان، ولكن ولعدم وجود سبل لذلك، كانت المسألة متوقفة على تهيئة الظروف.

وفي عام 2001 انهارت أبراج منهاتن في نيويورك الأمريكية بتوفيق من الله بضربات الإخوة في تنظيم القاعدة، والتي إن دلّت على شيء، دلّت على صدق سريرة هذا الرجل مع الله، الشيخ أسامة بن لادن، والله أعلم.

في عام 2002 التقيت بالأخ أبي مصعب الزرقاوي في الأردن، وأخبرته بنيّتي مغادرة الأردن لساحات الجهاد إلى أي مكان كان، وفعلا رتّب لي الشيخ رحمه الله طريقا، وخرجت من الأردن، وفي الطريق إلى أفغانستان اعتقلت في إيران، بعد سقوط بغداد بوقت قصير (بداية عام 2003).

بعد غزوات 11 سبتمبر بفترة، أعلن الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله في بعض خطاباته ردّة حكّام بلاد الحرمين وردّة عساكرهم ووجوب الخروج عليهم(2)، وبذلك أُزيلت العوائق المانعة لالتحام صف الموحدين المجاهدين: الزرقاوي وجماعته، وابن لادن وتنظيمه.

ثم في الوقت الذي كانت فيه جحافل المجاهدين بقيادة الشيخ أبي مصعب تدكّ الرافضة والأمريكان ومن كان معهم من مرتدين وعملاء نهاية عام 2004، أعلن الشيخ بيعته للشيخ أسامة، مما حدا بنا نحن مجموعة أبي مصعب في سجون إيران أن نُبايع كذلك، فقد كان معنا في سجون الرافضة مجموعة من الإخوة من تنظيم القاعدة، كانوا هناك عندما اعتقلت أنا والأخ خالد العاروري فكّ الله أسره، بايعنا نحن أفراد جماعة أبي مصعب الزرقاوي جماعة التوحيد والجهاد حينها إلا الأخوين خالد العاروري وصهيب الأردني(3)، ولم نسمع منهما أي تعليق على ذلك، وقد يكون ذلك بسبب اعتقادهما أن التنظيم لا يزال متساهلا في تعامله مع جيوش الردّة، وخلاف الأخوين مع أسرى التنظيم في سجون إيران ممن كان لا يرى كفر الرافضة والسجّانين.

ببيانات الشيخ ابن لادن رحمه الله، تغيّر تصوّرنا عن التنظيم عمّا كان عليه من قبل.

أصبح التنظيم الآن مرآة لما كنت أراه عن واقع الإخوة في الأردن (جماعة التوحيد)، وكم كنت أحبّ أن يطلق سراحي لأعانق الشيخ أبا مصعب رحمه الله لجمعه الصف على التوحيد وإغاظته الأعداء بتلك البيعة، وبقيت الصورة في الذهن على ذلك، وكنت أنتظر لحظة الخروج من السجن لأعيش مع الإخوة في ساحات الجهاد في تنظيمي الجديد الكبير.

وفعلا أُطلق سراحنا جميعا وأبقت الرافضة في سجونها بعض الإخوة، ومنهم الأخَوان الذَين لم يُبايعا: خالد العاروري وصهيب الأردني، وذلك في نهاية عام 2010، وإني أظن أن السبب في عدم إطلاق سراحهما عدم مبايعتهما للتنظيم.

ذهبت إلى مدينة "كويتا" الباكستانية، وبقيت فيها مدّة 6 أشهر، حتى أُذن لي من قبل التنظيم بالدخول إلى منطقة وزيرستان [أي في 2011]، وكان سبب التأخير عندهم كثافة القصف الأمريكي للإخوة في وزيرستان، ولذلك هذه الشهادة تخصّ ما رأيته من أحداث وحضرته من مواقف في وزيرستان بعد رحيل أمير التنظيم ومؤسسه الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله في العملية التي قامت بها القوات الأمريكية في أبوت آباد.

كانت المفاجأة الأولى والصدمة الكبيرة لي، فقد كنت أظن أن منطقة وزيرستان منطقة محررة بشكل كامل يسير فيها الراكب شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، لا ترى فيها جيوش الردّة ولا تسمع لها ركزا، وأن المجاهدين هم أصحاب القرار في المكان، وأن الأحكام الشرعية مُقامة عندهم.

وللأسف الشديد، فقد كانت الأحكام العشائرية هي السائدة، تسوس القومَ أصحابَ الأرضِ على حساب الأحكام الشرعية، وكانت جيوش الردّة الباكستانية تُغطّي كل تلّة وجبل يُشرف على أي تجمّع سكاني أو قرية أو مدينة، وكان هذا الجيش الباكستاني يعمل في الأسبوع يوما يحظر فيه التجوال، ليقوم بالتنقلات بين قطعاته ويُذخّر نفسه ويموّل، وإن حدث أمر ما ينغّصه، فكان يُمدّد الحظر كما يريد ويشاء.

وإن أردت التنقّل والسير من مكان لآخر، فعليك دوما الابتعاد والانحراف عن الطريق لكيلا تقترب من معسكراتهم وتحتكَّ معهم، فالمعسكرات كثيرة، مما يُطيل عليك ويُصعّب عليك سفرك ويزيد عناءك.

أمَّا عن حال المجاهدين على الأرض، فترى العجب العُجاب، فتنظيم الأم "قاعدة الجهاد" صاحب الصيت الكبير والذي ترنو إليه الأنظار وتحنُّ إليه القلوب من عوام الناس الطيبين أصحاب الفطر السليمة، الذين ينتظرونها لتقودهم إلى التحرير والقيام على طواغيتهم وإقامة حكم الله على أرضهم والانتصار لحقوقهم ومستضعفيهم، فلم نجد هذا في تلك الساحة أبدا، فقد كان التنظيم منهمكا في فرز المجاهدين في الساحة ما بين هذا غال في التكفير وهذا خارجي وهذا عنده نزعة تكفيرية، مقرِّبا إليه كل من كان مفرطا في الإرجاء بحجّة قمع وبتر الفكر الخارجي من التنظيم، ولهذا كان سُلَّم التنظيم الهرمي الموصل للقيادة سُلَّما مُحاطا بغربال من أفراد متمنهجين بنفَس استخباراتي، فلا يستطيع أي أخ صاحب منهج يرونه مخالفا لهم خاصّة لمن كان يريد تغيير المنكر، والجهر بالحقّ المخالف لما عند التنظيم من مخالفات شرعية أو عسكرية أن يفعل ذلك، فقد كان لمثل هؤلاء الإخوة الإقصاء والنبذ والتهميش وحتى الطعن.

فكما تعلمون وكما هو الحال، فقد ظهر خبث الرافضة ومكرهم وكيدهم وحقدهم الدفين ضد الإسلام والمسلمين من صحابة وتابعين وعلماء ربانيين، فقد فضحهم الله وأظهر عوارهم، وما هذه الوسائل الإعلامية (القنوات الفضائية الرافضية) إلا حجّة وبرهان صادق على ما يفعله هؤلاء الرافضة وما يدّعونه على رسولنا وديننا، ولتكون هذه الأدوات حجّة علينا في الدنيا ويوم القيامة حيث لم نفعل شيئا ضد هؤلاء الزنادقة (الرافضة).

فبعد أيام قليلة من وصولي إلى أرض ميرانشاه وسط وزيرستان هدّدني وعنّفني أمير اللجنة الشرعية في تنظيم القاعدة بحجّة قولي "رافضة"، وكنت أقصد بها إيران، والتي كنت أسيرا عندهم لمدّة ثماني سنوات تقريبا، وكنت أقولها عند سؤال الإخوة الذين كانوا يأتون لزيارتي بعد رجوعي من سفري عن أحوالي، ومن أين قدومي، وهكذا، واتُّهمت بأنّي خارجي تكفيري، وقيل لي على لسان أمير اللجنة الشرعية حينها (سالم الطرابلسي الليبي رحمه الله): "اذهب إلى الأردن وكفّر هناك كما تريد، ونحن ندعمك"، فكانت تلك الصدمة الثانية لي، ولكنّي قررت البقاء مصرّا على محاولة الإصلاح ما استطعت، فبدأت أُكلم الإخوة جميعا في التنظيم بكافة طبقاتهم في المواضيع التي كنت أراها في الساحة، وهي:

1) الساحة مليئة بالمجاهدين المسلحين ولديهم القدرة على التمكين على الأرض فلماذا لم يتمّ بسط شرع الله عليها؟

2) لماذا كانت تُقام الأحكام العشائرية الطاغوتية (الجرقا) وغيرها من الأحكام من دون أي تعليق ولا محاولة نصح حتى؟

3) دخول المجاهدين لساحة النزال في أفغانستان عن طريق الجيش الباكستاني دخولا وخروجا لمقاتلة الأمريكان؟

4) مدّ الطرق ما بين المدن والمقاطعات في وزيرستان عن طريق الحكومة الباكستانية مما كان يدلّ على أن الدولة الباكستانية لها مشروع في المنطقة.

5) دخول أبناء وبنات المنطقة إلى المدارس العلمانية الحكومية بشكل كبير وملفت للنظر من دون أن يكون هنالك إرشادات أو ترتيبات لعمل دور تعليم من طرف المجاهدين وخاصّة القاعدة الأم التي قصّرت كثيرا بعدم تدخلها بموضوع المدارس والتدريس لأبناء المجاهدين المهاجرين وأبناء الأنصار، إلا في الفترة الأخيرة فكان ذلك على فئة معيّنة من أبناء التنظيم.

6) الإصرار على عدم التدخل في المخالفات والمغالطات الشرعية والسلوكية عند القوم، بحجة المصلحة الشرعية وعدم تنفيرهم أو المصادمة معهم.

7) طلبت من القيادة في التنظيم وذلك عن طريق المسؤول الأمني والمنظّر الفكري للتنظيم (أبي عبيدة المقدسي – عبد الله العدم رحمه الله) عدم المبالغة في مدح الثورات العربية أو ما يُسمّى "الربيع العربي".

8) جمع شمل الجماعات المقاتلة المتفرقة وحلّ المشاكل العالقة بينهم وبين التنظيم.

9) إخراج النساء من الساحة حتى لا يكون وجودهن عائقا لحركة الإخوة المجاهدين في حال عمل عسكري مفاجئ وهو المتوقّع، وذلك لصعوبة تضاريس المنطقة الجبلية وانعدام التمكين لدى المجاهدين.

 

كانت هذه النقاط تصل إما برسائل خطية عن طريق الأخ أبي صالح المصري رحمه الله أو عن طريق المشافهة مع الأخ أبي عبيدة المقدسي والذي كان من ضمن عمله أن يكون حلقة وصل بين الساحة وأفرادها من طرف، والقيادة في التنظيم من طرف آخر، فقد كان الأخ أبو صالح المصري صديقا حميما لي أثناء سجننا في إيران، واستمرت العلاقة بيننا في وزيرستان، وجعل الله هذا الرجل مدافعا عني وسترا لي لعلاقته الحميمة أيضا مع قيادة التنظيم، فقد كان أميري في عمل كنا نعمله سويا وهو عمل خاص.

 

بقي التنظيم على هذا الحال لا يسمع ولا يرى ولا يريد أن يغيّر، حيث كان تنظيم القاعدة تنظيما هلاميا سرّيا، والوصول إلى قيادته من الصعوبة بمكان، إلا في حالات نادرة كزيارة هذا المسؤول للمعسكرات في الجبل، حتى أن الأخ إن كانت له حاجة أو مسألة أو مظلمة لا يصله الردّ، وإن كان ذلك فهو من المحظوظين، وقد يكون ذلك إما بعد أسابيع أو أشهر أو قد لا يكون، نظام طبقي لا يُخترق، فغربال التنظيم يُغربل الجميع في الساحة، فكل من لم يكن مخالفا لمنهج القيادة يكون ممَّن تسلّق السلم الهرمي، وللأسف وجدت أن منهج قاعدة الجهاد بعد مقتل الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله هو نفس ما كانت عليه القاعدة قبل خطاباته التي كفّر فيها النظام السعودي وعساكره، فالقاعدة قبل دخولي السجن هي قاعدة الجهاد بعد خروجي منه(4)، منهج إرجائي يتوقّف في أمور كثيرة من باب التورّع وتحقيق المصلحة، والأغرب من كل ذلك توقّفه في رافضة هذا الزمان، والذي لا يخفى عوارهم وردّتهم على القاصي والداني؛ وأما فترة اعتقالي، فلا أعرف ما كان عليه حال التنظيم.

لم أكن أنصحهم بطريقة التجريح ولا التشهير ولا المصادمة العنيفة، لما كنت أراه لتحقيق المُراد، ولعلي أجد في النهاية آذانا صاغية أو تغييرا يُذكر عند التنظيم، ولكن وللأسف ما كان أحد يسمع مني حتى الطبقة الثانية والثالثة من التنظيم، وإنما تجد الصدّ والردّ وعدم قبول الفكرة والتولّي.

لقد كان أبو عبيدة المقدسي رجلا منهجيا وصاحب فكر "قاعدي" إرجائي، ولكنه لم يكن يترك الحوار ولا النقاش، بل كان يسمع، ويُحاور ويُناقش، وقد كنت أظنّ به خيرا كثيرا، رغم علو أصواتنا بعضنا على بعض في المجالس العامة والخاصة، حتّى سمعت منه أقوالا عجيبة، منها قوله أن التنظيم يعتبر الطنطاوي (مفتي الأزهر سابقا)، والقرضاوي من علماء المسلمين ولا يكفرونهما.

في الوقت نفسه، أصدرت مجلة الصمود الناطقة باللغة العربية على لسان الأمير الملا محمد عمر مجاهد بيانا يُخاطب فيه الأمّة الإسلامية بمناسبة حلول عيد الفطر لعام 1433هـ شارحا فيه مستقبل أفغانستان بعد خروج الأمريكان من أفغانستان، وذكر في البيان بنودا تمسّ الإسلام، ويُنادي بلهجة وطنية قومية، وكذلك احترام المواثيق الدولية والحدود ويُبارك لدول الثورات العربية التي بدّلت أنظمتها، ويُطالب الذين خرجوا من تلك الدول ويقصد بهم المهاجرين المجاهدين المظلومين بالرجوع إلى بلادهم(5).

وكنت أتساءل، أين تنظيم القاعدة الذي يُحارب أمريكا راعية الكفر والديمقراطية من هذا؟ وهل خفي هذا البيان عن قاعدة الجهاد؟ رغم أن هذا البيان قد ظهر بعد مقدمات سبقته في مؤتمر باريس ولقاء مندوب الملا محمد عمر في جامعة طوكيو باليابان ليُكلّم العالَم الغربي عن مستقبل أفغانستان بعد خروج الأمريكان وسياسة الطلبة الجديدة، وخاصّة أن أمير تنظيم القاعدة (الظواهري) كان دائما يُصرّح أنه مبايع للملا محمد عمر ويدعو إلى ذلك سائر الأفرع والجماعات.

تساؤلات كثيرة كانت تدور في الرأس.

كتبت ردّا على بيان الملا محمد عمر بعد أن ذكّرت التنظيم بالبيان، فقد أخبرني أبو عبيدة المقدسي أن أكتب، وراجعت جماعة حقّاني والذين كانوا يمثّلون جماعة الملا محمد عمر في وسط وزيرستان، فقد أخبروني أيضا أن أكتب ردّا على الملا محمد عمر، وفعلا كتبت ردّا وأرسلت نسخة عن طريق جماعة حقّاني للملا محمد عمر، كما أخبروني أنَّ الرد سيكون عنده في يوم عيد الأضحى، ولكن وللأسف لم يأتِ رد حتى الآن، قابلت نائب الملا محمد عمر (محبّ الله) وأعطيته صورة عن ذلك الردّ، وللأسف لم يأت ردّ حتى الآن أيضا.

نظرت حولي، فلم أجد مكانا أذهب إليه أرى فيه الإسلام على حقيقته وتُقام أحكامه، وضاقت عليّ الأرض، ففكرت أولا بالذهاب إلى بورما للقتال هناك، وسألت أحد الإخوة الأصدقاء من المجاهدين القدامى البارزين في الساحة من الإخوة البنجاب، وأخبرني أن الذهاب إلى بورما مستحيل بسبب صعوبة الطريق الطويل ولوجود نظام بنغلادش الطاغوتي والعنصري، عندها فكرت بالذهاب إلى اليمن، وكان هذا هو المشروع الذي كنت أريد تنفيذه.

ولكن علمت أن هنالك إخوة في شمال وزيرستان من الطلبة وهم "تحريك طالبان باكستان" في منطقة خيبر، وكانوا على خير عظيم، يحملون العقيدة السلفية ويطمعون ويسعون لإقامة أحكام الإسلام في مناطقهم.

وفعلا، حزمت أمري وذهبت هناك في 26/1/2013، ووصلت إلى منطقة "كوكي خيل" في 7/3/2013، عرفت طبيعة الأرض والناس وأمورا لم تكن واضحة لي من قبل، فعرفت الجماعات وخاصة التي تُسمّى بالطلبة(6):

1) طلبة أفغانستان كجماعة "حقاني" أصولهم أفغانية وهدفهم أفغانستان كما يقولون ويعتبرون الملا محمد عمر أميرا عاما لهم.

2) طلبة وزيرستان ويعتبرون أنفسهم باكستانيين، أمراؤهم كُثر مثل: "قلبهادر" و"غلام خان" و"قد عبد الرحمن" وغيرهم، يعتبرون أنفسهم بشتون باكستان، يبحثون عن مصالحهم في المنطقة وعلى حساب كل الجماعات، ارتباطاتهم مع الاستخبارات الباكستانية، ويعتبرون أيضا أن الملا محمد عمر أميرهم.

3) طلبة مستقلين في منطقة خيبر شمال وزيرستان، موالين للحكومة الباكستانية جدا، يعيشون على زراعة الأفيون والحشيش، ويُحاربون تحريك طالبان باكستان، ويقطعون الطرق عليهم، ولهم مسميات كثيرة، مثل: "لشكر إسلام" و"أنصار الإسلام"(7) و"جماعة التوحيد" و"منقل باغ" وغيرها.

4) تحريك طالبان باكستان، وهم نازحون من مناطق دخلها الجيش الباكستاني في "وادي سوات" وغيرها من المناطق القريبة من بيشاور، هم تقريبا أفضل الموجودين في الساحة الوزيرية، ولكن وللأسف استطاعت الاستخبارات الباكستانية التغلغل بين بعض أفرادهم والتحريش بين بعض أمراء قبائلهم على قضية السيادة والاقتتال فيما بينهم، فهم عبارة عن تكتلات قبلية، ولكل تكتل أمير.

أقاموا الأحكام الشرعية في وادي سوات قبل دخولي لوزيرستان، فما لبث أن أرسل تنظيم القاعدة إليهم رجلا بشتونيا اسمه (مفتي حسن) ليُقابل التحريك ويقنعهم بعدم الاستعجال بإقامة الأحكام الشرعية تحقيقا للمصلحة العامّة، وعندما التقى مفتي حسن مع الشيخ مقبول (مفتي التحريك) وأقنعه بصحّة تطبيق الأحكام الشرعية في ذلك الوقت، فرجع مفتي حسن بأفكار جديدة ليطرحها على تنظيم القاعدة، ولكنه كوفئ بالطرد من التنظيم، وهو الآن عضو في جماعة تحريك طالبان باكستان، روى لي تفاصيل هذه الأحداث بعض القادة في التحريك ممن حضرها.

استطاعت الحكومة الباكستانية تأليب كل فصائل الطلبة ضد التحريك في مناطق تواجدهم في شمال وزيرستان حيث كان من المتوقع أن تكون تحريك طالبان هي المسيطرة هناك.

واستطاع التحريك دخول وتحرير أكبر منطقة في شمال وزيرستان تُسمّى "مَيدان" (منطقة جماعة "أنصار الإسلام"(8) الموالية للنظام الباكستاني) وأميرها "محبوب الحق"، بعدما تمّ الهجوم عليها من قبل التحريك، فما لبث أن دبّ الرعب فيهم وتركوها فارّين من غير قتال، وجلسنا فيها ثلاثة أشهر حتى بدأ الجيش يدكّها دكّا، فأصبحت "مَيدان" ميدانا لرماية الجيش الباكستاني وساحة حرب مستباحة لقذائفه، ثم انسحبنا من مَيدان إلى الوراء ("كوكي خيل" و"توردارا")، فدخلها الجيش ليكون بذلك قد حقّق نصرا كسر فيه أكبر قوّة معادية له وهم (التحريك) وإخراجهم من المنطقة. ليكون برنامج الحكومة بعد ذلك النزول جنوبا إلى وسط وزيرستان منطقة "ميرانشاه" و"ميرعلي" وغيرها من المناطق التي يتواجد فيها المجاهدون المهاجرون والتي أصبحت شبه خالية من المجاهدين تقريبا بسبب خروج المجاهدين من الساحة إلى ساحات أخرى، والذي كان تنظيم القاعدة هو المسؤول عن ذلك التفريغ، وأنا أُحمّل أمير تنظيم القاعدة [الظواهري] وكلّ من يزيّن له أعماله ويعينه عليه المسؤولية عن ذلك التفريغ للساحة.

جماعة تحريك طالبان باكستان من خيرة من رأيتهم من المجاهدين في الساحة وهم على خير عظيم، أغلب قادتهم أصحاب عقيدة سليمة وعلى منهج السلف ونحسبهم كذلك، أما عوامّهم ففيهم ما فيهم بسبب قلّة العلم الشرعي وقضية التعصّب المذهبي.

أميرهم (فضل الله) قابل الملا عمر قبل أكثر من 15 سنة وبايعه حينها وأهداه الملا عمر عمامته ولغاية اليوم هو وَفِيّ للملا عمر رغم ما عند الملا عمر من أخطاء شرعية كبيرة لم يرَها (فضل الله).

قررت الرجوع إلى ميرانشاه لأبلّغ الإخوة المتبقّين من تنظيم القاعدة والقيادة من باب الوفاء والنصح بعدما كنت عازما على الخروج من الساحة من شمال وزيرستان والدخول إلى أفغانستان ثم الخروج من الساحة بالكلية، ولكن الله هيّأ لي الأفضل، فكان الرجوع إلى وسط وزيرستان.

عندما وصلت ميرانشاه، كتبت للإخوة في "لجنة بخارى" (لجنة إدارية تابعة لقيادة القاعدة أُسّست بعد مقتل عطية الله وأبي يحيى الليبي رحمهما الله) خطابا شرحت فيه ما حصل ووجهة نظري لمستقبل وزيرستان القريب وحتمية دخول الجيش الباكستاني إلى مناطق الوسط بعد إتمام سيطرته على الشمال وأرفقت مع هذا الخطاب صورة عن الردّ على بيان الملا محمد عمر السابق لتذكير الإخوة بأن الساحة الآن أصبحت بين مطرقة الوطنية وسندان القومية في أفغانستان ووزيرستان، وللأسف الشديد لم أتلقّ أي رد من التنظيم على هذا الخطاب.

حدثت في الساحة أثناء غيابي في الشمال والذي دام ستة أشهر أمور جعلت التنظيم على محكّ النهاية وهي قضية أبناء إخوة في التنظيم، أبناء شهداء نحسبهم كذلك، أبناء قادة، وقعوا في الفاحشة (فعل قوم لوط)، أدت ببعضهم إلى التجسّس (كما حصل في السودان من قبل مع غيرهم)، ما أدّى إلى العشرات من عمليات القصف ومقتل الكثير من الإخوة، تحرّكنا ضد صمت التنظيم وضغطنا عليه لإجراء محكمة وقيام قضاء مستقل للتنظيم بعيدا عن إمارة أفغانستان، إلا أن التنظيم أصر على ما عنده وعلى إحضار قاضٍ من الإمارة بحجّة تبعية التنظيم للإمارة والبيعة له، وكان سببُ طلبنا قضاء مستقلّا عن الإمارة خلافٌ في الأحكام حول قضية التجسس والفاحشة عند الإمارة بسبب التعصب المذهبي(9).

رفضت الإمارة التدخل في القضية وأحالتها إلى التنظيم(10)، انتشر خبر الأولاد أصحاب القضية في كل مكان مما جعل التنظيم محط سخرية، وطُرحت تساؤلات من قبل المجاهدين وعامة الناس: لماذا تأخّر التنظيم في القضاء فيهم؟ لماذا يصر التنظيم على ذلك؟ ولماذا أخرج التنظيم المتّهمين في القضية من الاعتقال قبل الحكم؟

في هذا الوقت، وصل إخوة لنا من شمال أفغانستان إلى ميرانشاه في طريقهم إلى الدولة الإسلامية وعندها أصبحت الدولة محط الأنظار والاستفسار حيث لم أكن أسمع عنها سابقا ولم أكن أعلم عن الدولة كثيرا بسبب ضعف الإنترنت في المنطقة، فهو بطيء جدا وصعب، وكان المصدر الوحيد الذي يبثّ المعلومات عن الساحة في بلاد الشام هو التنظيم نفسه، فلم يكن يظهر شيئا عن الدولة، وكأنها في حكم المعدوم، ومن ناحية أخرى، عندما أُعلن عن دولة العراق الإسلامية بإمارة أمير المؤمنين أبي عمر البغدادي رحمه الله، لم تكن الأضواء مسلّطة عليها، وكان الإعلام الكفري يستر عنها الأنظار تماما، وكنّا حينها في سجون إيران منقطعين عن العالم تماما، وكانت تبدو وكأنها جماعة صغيرة أو تنظيم صغير يظهر لها عمل أحيانا هنا أو هناك، ثم يسدل الستار عنها، وحتى عندما تولّى أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي حفظه الله إمرة الدولة كان السجن عائقا أيضا وكذلك كان شُحّ المعلومات الإعلامية منها أو عنها سببا.

وللأسف الشديد، حتى عند دخولها إلى بلاد الشام عن طريق جبهة النصرة لم تكن الأمة تعرف ذلك بسبب برنامج الدولة الأمني والإعلامي، فتراكمت الأمور لتزداد تعقيدا وضبابية، وكذلك قضية صراعنا مع التنظيم في ساحة وزيرستان كانت سببا في عدم الالتفات إلى ما يجري في سوريا على حقيقته.

ولكنّ الله منّ عليّ بعد حضور الإخوة من شمال وزيرستان ولهم دراية في التعامل مع الإنترنت، فجزاهم الله خيرا، وبدأت الصورة تتوضّح أكثر، ومع وضوح الرؤية وظهور الحق مع الدولة الإسلامية، فقد كانت بفضل الله هدية من الله لتكون بديلا عن الفوضى الواقعة في الساحة في هذه الأثناء.

اشتدت المعركة مع التنظيم وكتبنا رسائل للتنظيم لحثّه على القضاء في موضوع المتّهمين، وبعد الضغط عليهم وإثارتهم برسالة شديدة اللهجة للجنة بخارى، قابلني أمير اللجنة وأحد أعضائها الباشا (البحطيطي)، في المقابلة أعرب عن رفضه لقيام محكمة وعدم انتباهه لموضوع القضاء المستقل عن الإمارة البعيد عن التعصب المذهبي (بسبب الخلاف في الأحكام حول قضية التجسس والفاحشة عند الإمارة)، فقد قال عن موضوع المحكمة أنّه من السفاهة أن يُقام لهم محكمة معلّلا ذلك بأن ذلك ليس من الحكمة ولأن المتهمين لن يعترفوا بجريمتهم وبالتالي سيُجلد المدّعي عليهم، وهما أمير ومساعد اللجنة الأمنية حينها.

وبعد شدّ ومدّ كبير لإعادة المتهمين إلى السجن والقيام بمحاكمتهم، قال متخلصا من الموقف: "نجمعهم وهذا سهل ثم نضعهم أمام المحكمة ثم نخلي سبيلهم".

تم اللقاء على أن يُقنِع الباشا الإخوةَ في لجنة بخارى على إعادة جمع المتّهمين وعلى محاكمتهم، وبالوقت نفسه بدأ موضوع الدولة الإسلامية يتفعّل مع ما يحدث على أرض الواقع (أي أن الدولة ممكّنة وتقيم الأحكام عكس حال التنظيم)، وموضوع المتّهمين بدأ يسير بطريق مسدود، فالتنظيم يُعلن خوفه من أمّهات هؤلاء المتهمين أن يقمن بالاتصال بالإعلام الخارجي أو قيام مسيرات في شوارع مدينة ميرانشاه وتأليب الناس على التنظيم، وقوله إن التنظيم لم يعد يحتمل أو كما قال الباشا.

وبدأ موضوع الجولاني وخيانته لأميره يُطرح في السوق، وبدأت الصورة تتضح لي بالتزامن مع ما يجري في التنظيم.

وعند الرجوع إلى الذاكرة وخلط الأوراق بعضها مع بعض، فقد أصبح من الواضح لي أن تفريغ الساحة في وزيرستان كان مقصودا من قبل التنظيم، فقد تذكرت أن أبا عبيدة المقدسي في بداية العمل الجهادي في سوريا كان يضع يده في يد المهاجر إلى سوريا ويُطالبه بمبايعته على الذهاب إلى جبهة النصرة، في حين لم تكن جبهة النصرة منشقة، ولم يكن في الساحة جماعات كثيرة، فكان أبرزها نظام الأسد والجيش الحر وجبهة النصرة، فقد كان بالنسبة لي لغزا لم أفهمه في حينه، فكيف يُطالب المجاهد الذاهب إلى الشام لمبايعة جبهة النصرة ولسان الحال يقول أنه لن يذهب لغيرها؟ وقد كان يكرّر أبو عبيدة المقدسي مقولة: "نريد أن نجد موضع قدم لنا في تلك الساحة"، وكأنه يريد أن يُلزم المجاهد بالبقاء مع جبهة النصرة لأمر يُحاك في المستقبل من قبل التنظيم.

وما قام به الجولاني بعد ذلك من رفضه لتمدد الدولة الإسلامية إلى الشام إلا تخطيط واضح من أيمن الظواهري وأزلامه الذين خرجوا من ساحة وزيرستان لمّا حملوا رسائل خاصة سرية تُثبت تورط الظواهري مع الجولاني لوضع قدم لتنظيم القاعدة في بلاد الشام على حساب الدولة الإسلامية، والذي أثبت ذلك قبول الظواهري مبايعة الجولاني له فورا، وطلب الظواهري من أمير الدولة الإسلامية الرجوع إلى العراق مقابل "مقايضته" أن يكون البغدادي أميرا للمؤمنين وأن دولته دولة إسلامية، كل هذا إذا رجع أمير المؤمنين إلى العراق، وإلا تبقى دولته خارجية ولا "يعترف" به أميرا للمؤمنين.

وأصبح الظواهري يظهر دوما في الإعلام ويُظهر نفسه كالحمل الوديع في قضية الدولة والبيعة، ويصرّ على "أحقيته" في الإمارة و"وجوب" السمع والطاعة له، وبدأ بنعت الدولة وأميرها بأسوأ الصفات حتى أصبحت الدولة عرضة لكل من يحمل السلاح في بلاد الشام ممَّن دخل في تيه أفكار الظواهري، بعدما أوقع الكثير من الناس في حبائل فكره المعوج المضاد للجهاد وحمل السلاح، ودعوته إلى منهج السلمية واتباع الحاضنة الشعبية والتي أدت إلى تولي فراعنة جدد لبلاد الكنانة وغيرها من البلدان.

قُتل الكثير من النساء والأطفال والرجال من دون سبب، لا يملكون سوى الخروج إلى الطرقات والساحات والميادين ممارسين سياسة جديدة يدعو إليها الظواهري ومن هم على شاكلته على أن هذا الذي يُمارس هو الجهاد الحقيقي الذي سيبدّل الظلم عدلا والكفر إسلاما، فلم يعد يُرى الحق من الباطل، فأصبح يُثنى على الطاغوت ويُدعى له ويُذمّ الحق وأهله، مدمرا بذلك تنظيم القاعدة.

في الوقت نفسه لم يقم التنظيم بجمع المتهمين بل جعلوا لهم معسكرا خاصا بهم بين معسكرات التنظيم اسمه كتيبة أسامة بن زيد (رضي الله عنه وأرضاه)، قُتل الجاسوسان (وهما ابنان لقائدين في التنظيم) على يد اللجنة الأمنية بعد أن رأوا استخفاف قيادة التنظيم بالقضية، فقامت الدنيا ولم تقعد بعد ذلك في التنظيم، رغم أن اللجنة الأمنية قامت بذلك بعدما حاولت جماعة "صديق الله" بإيعاز من جماعة "قد عبد الرحمن" المرتبط مع الاستخبارات الباكستانية والذي كان له دور في تجنيد الجاسوسين في محاولة لتخليصهما من الأسر، طُردت اللجنة الأمنية ونُحيت عن الساحة وأُلزمت البيوت.

ونتيجة الضغط المستمر على التنظيم من اللجنة الأمنية وكثير من الإخوة، اضطر التنظيم إلى عرض القضية على الأخ أبي مالك التميمي والذي تزامن وصوله إلى ميرانشاه قادما من نورستان الأفغانية بقصد الذهاب إلى الدولة الإسلامية، وقضى فيها الأخ أبو مالك بهدر دم الجاسوسين المقتولَين أصلا.

تعاهدنا أنا وبعض الإخوة ممن وقَّعوا لاحقا على بيان البيعة للدولة الإسلامية قبل هجرتي إلى الشام على خوض حرب على تنظيم القاعدة وفضحه بعدما سُدّت كل الطرق بالتوصل إلى أي حلّ معه، وبدأنا عربا وعجما مهاجرين وأنصار بالتساؤل عما يحدث في الساحة، ووضعنا مجموعة أسئلة للتنظيم ليقوم بالإجابة عليها لتكون هذه الأجوبة المفترق الأخير الذي سيؤدي لنهاية العلاقة بالتنظيم.

حاول التنظيم وقف الغضب عندنا بمحاولة شراء الضمائر بالمناصب والمال، ولكن بفضل الله عز وجل باؤوا بالفشل.

أما الطلبات التي طُرحت، فهي:

1) أن يكتب التنظيم عقيدته خاصة في الروافض.

2) تبرير شرعي على دعاء الظواهري للطاغوت مرسي.

3) سبب اتهام الظواهري الدولة الإسلامية بالخارجية.

4) سبب تغيير مسار الجهاد من جهاد قتال إلى مسيرات سلمية ومتابعة الحاضنة الشعبية.

لم يأت أي ردّ على تلك التساؤلات حتى خروج آخر مجاهد من منطقة ميرانشاه والتي دخلها الجيش الباكستاني وأغلقها في شهر 6/2014، وحينها وبعدما أعطينا التنظيم الوقت الكافي لإعادة التفكير والرجوع عن أخطائه وتجاوزاته، ولكن للأسف الشديد، ولغاية كتابة هذه السطور، ما زال الظواهري يقود التنظيم إلى قرار الهاوية.

تبرأنا من تنظيم القاعدة ومن تجاوزات الظواهري الشرعية، وبايعنا الدولة الإسلامية وأميرها أمير المؤمنين أبا بكر البغدادي لمّا رأينا ما كنا نبحث عنه وما كانت النفس تتوق إليه وينشرح له الصدر ويرتاح له البال من التمكين للتوحيد والشريعة، معلنا من الداخل نهاية المسير في البحث عن الحق، طريق الجهاد الصحيح، طريق الجماعة الموصل للفردوس الأعلى بإذن الله.

نعم، بايعنا أمير المؤمنين أبا بكر البغدادي بعدما كنت مبايعا للملا محمد عمر بيعة إمارة، ومبايعا للشيخ أسامة أيضا، وكذلك الدكتور أيمن الظواهري، ولكن لانتقاض شروط البيعة من الملا محمد عمر والدكتور أيمن الظواهري بما كتب الملا محمد عمر من مصائب في بياناته للمسلمين بمناسبة الأعياد الشرعية، أما الظواهري فبرفضه لإقامة الأحكام الشرعية (بحجج واهية كالمصلحة المزعومة)، وإصراره على ذلك وغضَّه الطرف عن أميره الملا محمد عمر وأخطائه الشرعية الخطيرة، وأكون بذلك في حلّ من أمري وليس لهم عليّ سمع ولا طاعة مقابل ذلك.

فأصبح التنظيم كالثور الهائج يتخبط وقام أزلامه بالانتشار في كل مكان والالتقاء مع كافة الناس مجاهدين وغير مجاهدين جماعات وأفرادا في محاولة يائسة لالتقاط الأنفاس لغريق في مياه عميقة أجهده وأضناه التعب والتخبط فيها.

افتروا الكذب علينا ونعتونا بأشد النعوت: تكفيريين، خوارج، قتلة المسلمين، وهابية... وحذّروا الناس بأننا قتلة وسنذبحهم.

وبدأ تنظيم القاعدة بالعزف على وتر المذهبية وخاصة أن القوم على المذهب الحنفي، وأننا بهذه البيعة نُعلن الحرب عليهم وعلى مذهبهم وعلى أميرهم، وبوجودنا وبكوننا جندا للدولة الإسلامية في الساحة نشكِّل تحدِّيا لهم ولأميرهم.

وبفضل الله بدأ الناس بالتوافد علينا وللبحث عن أجوبة لأسئلة كثيرة منها العلم بالشيء ومنها الاستفسار عن شبهات، كان التنظيم يلقيها عليهم.

قام بعض الإخوة جزاهم الله خيرا بالتواصل عن طريق الإنترنت ونقل الصورة من داخل الدولة الإسلامية وعرضها على الناس وعرض الإصدارات بالمطاعم والمقاهي كدعوة لهم ولتسليط الضوء على الدولة الإسلامية وما تقوم به من جهاد حقيقي وفتوحات منّ الله بها عليهم مما ترك أثرا طيبا في الأنصار والناس عامة، وساهم ذلك بفضل الله في خلخلة التنظيم وإهمال إصداراتهم المبتورة أصلا.

وبدأت الجماعات المجاهدة في الساحة تناقش أطروحات التنظيم بخصوص السلمية والحاضنة الشعبية والجهاد الذي تقوم به الدولة، وأن الفكرة التي كان يطرحها التنظيم من مسيرات سلمية على حساب الجهاد لا تزيل طاغوتا ولا تلغي عن رقاب الناس ضيما، بل من الفساد العظيم والذي ظهر قتل النساء والأطفال في الساحات والطرقات على أيدي عسكر الطواغيت وشرطهم من غير ثمن، بل وأصبح هذا الفكر هو الذي يصنع الفراعنة الجدد.

ارتفعت أصوات أزلام القاعدة تُعلن الحرب من دون وجل ولا خجل، فقد قام التنظيم فورا بقطع الكفالات عن أُسر الإخوة الموقّعين على بيان البيعة دون مراعاة لوجود نساء وأطفال ومرضى، فأصبحت الأموال التي كان يقدّمها أهل الخير للقاعدة وأفرادها ليُجاهدوا فيها ليتقبّل الله منهم صدقاتهم، يقطعها الظواهري عن مستحقيها، لا لشيء إلا أنهم أرادوا الحق ونصرته وإقامة الدين، بل استعملها الظواهري لمحاربة الحق وأهله، فسبحان الله! سيلقى الله على ذلك إن لم يتب ويرجع عما كان عليه وإلا فالمظلوم لن يقف بين دعوته وبين الله حائل.

- لم يكتف تنظيم القاعدة بذلك، بل قد ذهب رجاله إلى جماعة الأوزبك (جماعة طاهر جان) وأميرهم عثمان رغم وجود فجوة كبيرة بينهما بسبب قتال مدينة "وانا" أواخر 2008 حيث تخلّى تنظيم القاعدة حينها عن نصرة الجماعة عندما قاتل الأوزبك الجيش الباكستاني وحليفهم "نذير" بحجة أن الأوزبك تكفيريون خوارج وغلاة، مما أدّى إلى مقتلة عظيمة فيهم وتمّ طردهم من "وانا" جنوب وزيرستان، ثم اتّجهوا إلى ميرعلي وميرانشاه، حاول تنظيم القاعدة استعطافهم ليقفوا أمام الإخوة في دولة الإسلام ولكن التنظيم رجع خائبا.

- التقوا مع جماعة روشن وتحدثوا مع أميرهم حميد الله وآخرين من الجماعة.

- قابلوا الإخوة جماعة أوزبكستان (أفغانستان).

- التقوا مع الإخوة الطاجيك وأميرهم عبد الولي.

- التقوا مع جماعة حاجي بشير الأوزبكية.

- التقوا مع جماعة الإخوة التركستانيين.

- التقوا مع الأخ عبد الله الشيشاني من جماعة إمارة القوقاز الإسلامية في ميرانشاه.

- التقوا مع حلفاء القاعدة، جماعة حقاني والممثلة لإمارة أفغانستان إمارة الملا محمد عمر.

- التقوا مع بعض جماعات التحريك (باكستان).

وما تركوا جماعة إلا وذهبوا إليهم لتنفيرهم منا ومن الدولة الإسلامية وتأليبهم علينا؛ لكن خابت مساعيهم، بل إن كثيرا ممن تحرّكوا عليهم إما بايع الدولة أو هو في طريقه لبيعتها.

- التقى التنظيم مع مندوب إمارة أفغانستان والمتورط في تجنيد الجواسيس لصالح الأمريكان والمخابرات الباكستانية "قد عبد الرحمن" وذلك في محاولة للإصلاح ما بين "قد عبد الرحمن" والقاعدة بعد فشل عملية اغتيال له، وكانت ثمرة الصلح أن خرجوا جميعا متعانقين بعدما قال "قد عبد الرحمن" بأن حربه مع الذي كان يريد قتله، ولا يقصد بذلك تنظيم القاعدة، إنما يقصد اللجنة الأمنية السابقة للتنظيم والتي طُردت من قبل التنظيم وبايعت الدولة الإسلامية.

- قام تنظيم القاعدة باستقبال مندوب من جماعة "أنصار الإسلام" وذلك لعمل مشترك مع التنظيم ضد الدولة الإسلامية على أرض العراق، إذ قام التنظيم بعمل تسهيلات للمندوب بالالتقاء مع أفراد أكراد من تنظيم القاعدة وإنزالهم من الجبل إلى مدينة ميرانشاه للمشورة والتخطيط لجمع كوادر كردية من التنظيم شرعية وعسكرية لمساعدتهم على التدريب داخل أفغانستان للعمل في العراق مرورا بإيران، فقد عملوا لهم إصدارا تحت مسمى "معسكر الملا غازي عبد الرشيد" الذي قُتل على يد القوات الباكستانية في إسلام أباد ونحسبه من الشهداء والله حسيبه، ولكن الله جعل كيدهم في نحرهم، فقد أعلنت أنصار الإسلام البيعة للدولة الإسلامية.

وما كانت الفتوحات الربانية التي وهبها الله لدولة الإسلام في الموصل وغيرها إلا سببا لإحباط كيد التنظيم.

لقد أُثلِجَ صدري عندما تذكرت جماعة البنجاب الصادقين الذين تركوا تنظيم القاعدة تاركين ما تبقى من التنظيم يلعب به الظواهري وجماعة البنجاب المتصوفة؛ جماعة عاصم عمر وأحمد فاروق الديوبنديين الذين سلمهما التنظيم عصب الجماعة وهي مؤسسة السحاب باللغة الأوردية يفسدون ما تبقى، حيث رتّب مهندس التنظيم مختار المغربي وهو حلقة الوصل بين التنظيم وبين البنجاب الديوبنديين ليكون تنظيم القاعدة تنظيما ديوبنديا تحت مسمى تنظيم القاعدة في بلاد الهند(11) زاهدا ومستغنيا عن كل الكوادر المهاجرة.

اللهم أوقف كل مشروع تُحارَب فيه الدولة، اللهم وقطّعه وأبِدْه.

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحفظ دولتنا وأن ينصرها نصرا مؤزرا وأن يسدّد على الحق خطى أميرها وأن يُعلي رايتها وأن نطأ بأقدامنا كل من يعادينا ويحارب ديننا إنه قوي سميع الدعاء.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

والله من وراء القصد.

أخوكم في الله، باغي الخير

أبو جرير الشمالي

(15/8/2014)

 

____________________________________________________________

 

(1) تعليق المحرّر: جاء في كلام قائد كبير للتنظيم -سيف العدل- إشارة إلى وجود اختلافات تاريخية في العقيدة والمنهج بين أبي مصعب والتنظيم، حيث قال سيف العدل: "فالنقاط الخلافية مع أبي مصعب لم تكن جديدة علينا ولم تكن وحيدة، فمئات الإخوة الذين يأتونا من مناطق متعددة من العالم كنا نختلف معهم في بعض الأمور والقضايا، وكل هذا كان مصدره الفهم المتعدد لبعض جوانب العقيدة، فيما يتعلق بالولاء والبراءة وما يترتب عليهما من مواضيع التكفير والإرجاء، والقضية الثانية؛ هي أساليب العمل والتعامل مع الواقع المعاش، كلٌ في محيطه وموطنه الأصلي، وكانت النقطة الأهم مع أبي مصعب هي الموقف من الحكم السعودي وطريقة التعامل والتعاطي معه، في ظل الأحكام الشرعية المتعلقة بالكفر والإيمان" [تجربتي مع أبي مصعب الزرقاوي]؛ لاحظ أن سيف العدل يحاول أن يقلّل من شأن هذه الاختلافات.

 

(2) تعليق أبي ميسرة: من الأمثلة على تصريحه بردّة آل سعود ووجوب الخروج عليهم، قوله (تقبّله الله): "كما نؤكد على الصادقين من المسلمين أنه يجب عليهم أن يتحركوا ويحرضوا ويجيشوا الأمة في مثل هذه الأحداث العظام والأجواء الساخنة لتتحرر من عبودية هذه الأنظمة الحاكمة الظالمة المرتدّة المستعبدة من أمريكا وليقيموا حكم الله على الأرض، ومن أكثر المناطق تؤهلا للتحرير، الأردن والمغرب ونيجيريا وباكستان وبلاد الحرمين واليمن" [الرسالة الأولى إلى أهل العراق خاصة والمسلمين عامّة].

 

(3) تعليق المحرّر: هذان الأخوان من أقدم أصحاب الشيخ الزرقاوي، فكّ الله أسرهما.

 

(4) تعليق أبي ميسرة: في كلامه استثناء واضح لمرحلة ما بعد 11 أيلول وتصريحات الشيخ أسامة بن لادن بردّة آل سعود إلى استشهاد الشيخ، فحكمه على التنظيم بالميل إلى الإرجاء يشمل التنظيم بقيادة الظواهري من جهة، والتنظيم ما قبل تصريح الشيخ أسامة بردّة آل سعود وعساكرهم، فمن أين أتى الرويبضات بزعمهم أن الأخ قال: "الشيخ أسامة مرجئ أو رأس الإرجاء"؟ سبحانك هذا بهتان عظيم! {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} [الأحزاب: 58].

 

(5) تعليق أبي ميسرة: يشير الشاهد إلى قول الملا عمر: "ترغب الإمارة الإسلامية في إقامة العلاقات المتبادلة مع العالم وبالأخصّ العالم الإسلامي ودول الجوار في جوٍّ من الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة في ضوء تعاليم الإسلام ومصالحنا الوطنية، ولا ترغب في التدخّل في شؤون الآخرين، كما لا تسمح لأحد بالتدخّل في شؤونها. والإمارة الإسلامية تطمئن العالم بأنّها لا تسمح لأحد باستخدام أراضيها ضدّ الآخرين، وكذلك تُعلن للجميع أنّها تحترم جميع القوانين والمواثيق العالمية في ضوء تعاليم الدين الإسلامي ومصالحنا الوطنية. نهنّئ حكومات ما بعد الثورات والشعوب العربية بحياتها وأوضاعها الجديدة، وندعو لها بالتقدّم والمستقبل الزاهر ومراعات التعاليم الإسلامية في حياتها" [بيان بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك لعام 1433 هـ].

 

(6) تعليق المحرّر: كلمة "طالبان" تعني "طلبة" باللغة البشتونية، وهي تشمل أي جماعة ظاهرها "طلبة مدارس شرعية" حتى إذا لم تنتمي الجماعات إلى كيان واحد، وحتّى إذا قاتلت بعضها بعضا.

 

(7) تعليق المحرّر: لا علاقة لهذه الجماعة بأنصار الإسلام في العراق.

 

(8) تعليق المحرّر: لا علاقة لهذه الجماعة بأنصار الإسلام في العراق.

 

(9) تعليق المحرّر: قضاة الإمارة ديوبنديون (ماتريديون أحناف)، فهم على مذهب من الإرجاء في الحكم على الجاسوس "المسلم" الذي يرتدّ بنصرة الكفّار على المسلمين، وعندهم أحكام أقل شدّة لهذا العمل الخبيث وكذلك لمعصية فعل قوم لوط مقارنة بباقي المذاهب الفقهية؛ فالخلاصة، إصرار التنظيم على إحالة القضية للإمارة كان ليمنعوا إعدام المتّهمين، لذلك الكاتب وإخوانه طلبوا محكمة يديرها التنظيم مستقلّا عن الإمارة.

 

(10) تعليق المحرّر: وبالتالي، لم يبق للتنظيم عذر في تبعيتهم للإمارة كي يمتنعوا عن القضاء في القضية مباشرة.

 

(11) تعليق المحرّر: سجّل الكاتب شهادته قبل الإعلان عن الفرع الهندي للتنظيم، فتنبأ به بناء على معلومات كانت لديه من قبل؛ قال المتحدّث الرسمي لإمارة طالبان: "في الآونة الأخيرة أظهرت بعض دول المنطقة -الهند، الصين، وروسيا- قلقها إذا ما انسحبت القوات الأمريكية من أفغانستان وتترك المنطقة فستواجه المنطقة حالة من عدم الثبات، وستواجه دول المنطقة لتهديدات من أفغانستان. نحن نعتبر هذا النوع من القلق أثراً للدعاية السالبة لوسائل الإعلام الاستخباراتية الغربية، ونأمل من دول المنطقة أن تستبين الحقائق لأنفسها وتطلق التصريحات في ضوء الحقائق والواقعيات العينية. الإمارة الإسلامية بصفتها الجهة ذات المسؤولية تطمئن الجميع بأنه لن يحصل ضرر من أفغانستان إلى أي بلد من بلدان المنطقة أو بلد مجاور، نحن نطلب الأمن لبلدنا والمنطقة" [تصريحات المتحدث باسم الإمارة حول قلق بعض دول المنطقة]، هذا التصريح للإمارة -التي ينتسب إليها التنظيم- يعارض دعوى توسّع التنظيم إلى الهند.