JustPaste.it
User avatar
@anonymous · Dec 31, 2014


الجزء الرابع

بَذَلت الدولة جهداً كبيراً لتدفع عن نفسها شبهة القتل والتكفير ، ورَدًّدَت عشرات المرات أنها لا تكفر المسلمين وأنها لم تبدأ خصومها بالعداوة ، وقد وضحنا بجلاء في الأجزاء السابقة http://goo.gl/Qxiu7j وبالتسلسل التاريخي ومن كلامها هي أنها هي من بدأت الاعتداء والاستعلاء على باقي إخواننا المجاهدين .

وفي هذا الجزء سنبين بوضوح أن الدولة غارقة في مستنقع التكفير الذي أدى بها لكل تلك الجرائم .. سأسرد بعض القصص التي عشتها بنفسي وسأنقل شهادة بعض الشهود الذين وثقت شهادتهم بنفسي ، وسأسلط الضوء ببساطة على بعض بيانات الدولة التي لم ينتبه أغلب الإخوة لما فيها من تكفير صريح لخيرة المجاهدين ، أدى بعد ذلك لاستحلال دمائهم.

أُذَكّر القارئ أني أكتب مذكرات ، والمذكرات هي مجموعة قصص وأحداث عاشها صاحبها ، ومعلوم أن الاقتناع بفكرة يمر بعدة مراحل ، وكنت في بداية الأحداث ميالاً للدولة ، وكان هذا الميل يزيد كلما سمعت شبهات (بل أكاذيب) عن الدولة لا زال بعض الإخوة يرددها حتى اليوم ، ولازلت أذكر أكثر من مجلس دافعت فيه عن الدولة (في البداية) حتى بدأت أسمع همس الهامسين بأني (متعدشن على الطريق).


1. مواقف تكفيرية متفرقة قبل الاشباكات
---------------------------------------

في البداية لم أكن ألقي بالاً لعشرات العبارات والمشاهد التكفيرية التي كنت أظنها مجرد أفكار شاذة لا يترتب عليها عمل أو خطورة ، ولكني أدركت بعد ذلك أني كنت متهاوناً في تقدير حجم الخطر ، وشيئاً فشيئاً وقصة تلو أخرى بدأ جهاز الاستقبال عندي يصبح أكثر حساسية..
ولا زلت أذكر أول تلك المشاهدات "المضحكة المبكية" قصة حكاها لي أحد الإخوة الثقات وكان شاهد عيان على بعض تفاصيلها:

أمر أحدُ الشرعيين بالدولة أحدَ الآباء (منتسب للدولة أيضاً) أن يُفَرِّق بين ابنته وبين زوجها (زوجها هذا هو صديق صديقي الذي يروي القصة) ؛ لأن زوجها هذا مرتد فقد شارك في الانتخابات المصرية !!

وبالفعل امتثل الأبُ لأمر ذلك الشرعي ومنع ابنته من زوجها ولم تَعُد له حتى وَقَّع الزوج على ورقة استتابة !!

وكان هذا قبل وقوع أيِّ صدامات بين الدولة وخصومها ..

الله أعلم بدقة هذه القصة وهي لا تهمنا كثيراً ولكني أشرك القارئ في التدرج النفسي الذي مرَّ بي تجاه الدولة منذ البداية ، ومثل تلك القصص على بساطتها عندما تضمها لبعضها قد يتضح لك شئ ما .. ولكني لم أكن أعتمد مثل هذه القصص مهما كثرت لتغلب المنهج البحثي الاستقصائي على شخصيتي..

موقف آخر .. أخبرني أحد الإخوة مستغرباً أنه حضر دورة شرعية عند الدولة سمع فيها بأذنه تكفير الدولة للشيخ ابن باز رحمه الله (وغفر له زلته) بسبب فتواه الشهيرة بجواز الاستعانة بالأمريكان أيام حرب العراق الأولى.

ومرة ثالثة كنتُ في زيارة لمقرٍ به عشرات المهاجرين ، وبعد أن صلينا الفجر قدمني أحد من يعرف عني اهتمامي بباب السياسة الشرعية ، فسألني أحد الإخوة السؤال المُلَغّم الشهير:

ما رأيك في مرسي؟

(وكان مرسي لازال يحكم مصر)

ولخبرتي بهذا النوع من الأسئلة اعتذرتُ عن الإجابة ونصحت بأن نكمل أذكار الصباح ، فألحَّ باقي الإخوة عليَّ أن أُجيب ، ولكن ليقيني أن السائل يريد أن يسمع إجابة معينة ، ولعلمي بتنوع معتقدات الحاضرين ، وأن ردي ربما يسبب فتنة كررت الاعتذار عن الإجابة ، فما كان من أحد الحضور إلا أن قال -باندفاع متوَّقع- كلاماً معناه:

(لماذا تتهرب من الإجابة .. مرسي والإخوان مرتدون ردة أوضح من الشمس)

وبعدها علمت أن كل هؤلاء الإخوة التحقوا بالدولة ..

مواقف عديدة جداً (قبل أي اشتباكات) كانت تقول لي:

هؤلاء الإخوة سيتسسبون في مشاكل كثيرة مستقبلاً .


2. تفاصيل جديدة عن قتل الدولة لأبي المقدام (صائد الدبابات)
---------------------------------------------------------------------

بعد مقتل أبي المقدام بعدة أسابيع راسلتُ أحد الإخوة القريبين جداً منه ، وسألته:
ما سر تأكد الأحرار أن الدولة هي من قتلت أبي المقدام؟

فقال لي: سألتَ خبيراً.
ثم أردف قائلاً: سأروي لك بعض التفاصيل التي لم يتيسر نشرها ولازال لا يعرفها إلا أسرة أبي المقدام وقلة من أصدقائه رحمه الله.

فسررت أني وصلت لخيط جديد في توثيق هذه اللقطة الدموية من تاريخ الثورة.

قال لي: أرسلت الكتيبة الخضراء وفداً صغيرا لمنزل أبي المقدام بعد استشهاده ليقصوا على أسرته تفاصيل اعتقاله قبل قتله ، وكنت حاضراً لهذا المجلس ، وكان في هذا الوفد شهود عيان يحكون لنا ما رأوه مباشرة دون وسيط ..

ثم توقف هذا الراوي عن الحديث لانشغاله فقد كنت أحادثه على الإنترنت ووعدني بإرسال ما سمعه من وفد الكتيبة الخضراء كاملاً وبالفعل أرسل لي الأسطر التالية بعد عدة أيام (تركت أغلب أخطائه اللغوية كما هي وصححت فقط ما يستعصي على القارئ فهمه):

قصة أبو المقدام - تقبله الله

تراسل الأخ أبو المقدام مع الأخوة في جبهة القلمون وأخبروه بأنه يوجد عندهم صواريخ كونكرس ولا يوجد شخص محترف ، والمعركة هناك عصبها الحيوي المضادات بعيدة المدى ، ومع أن المسافة بعيدة جدا كونه يقيم في مناطق قريبة من الحدود التركية ويلزمه أن يقطع سورية كاملة حتى يصل إلى حدود لبنان ، والطريق فيه ما فيه ، فاعتبر هذا النداء أمانة يُسأل عنها يوم القيامة ، وبالفعل ذهب بمفرده واصطحب معه قاعدة إطلاق كونكرس ، وكان برفقة الكتيبة الخضراء ، وهي كتيبة مستقلة أغلبها من المهاجرين ولها شبه هدنة مع داعش ، وتستطيع المرور من مناطقهم ، وبالفعل ذهب متخفياً على أنه تابع لهم ضمن قافلة إغاثة ، وأخفى قاعدة الإطلاق ضمن الإغاثة ، و وصل إلى القلمون وخاض معارك ودمرَ دبابات ، ووفقه الله أن يوقف رتل لحزب اللات ، واوجع الإحتلال هناك كثيرا ، وسطر بطولات وملاحم ، وفكر أن يبقى يعمل في ذاك الثغر كونه يسده ، ثمَّ عاد ليزور عائلته ويخبرهم بقراره ، وفي طريق عودت أبو المقدام رحمه الله تعالى أوقفت داعش الرتل التابع للكتيبة الخضراء ، فقال له أبو عويد مسؤول المنطقة لداعش لك الأمان إن اخبرتنا بالجهة التي تتبع لها ، فأخبره أبو المقدام أنه من أحرار الشام ، وقد كان الوحيد الذي تورع في قتالهم ، ولعله حين أخبرهم بهويته ظن أن هذا يشفع له عندهم ؛ لأنه فعلاً يوم المعركة معهم لبس لباس مدني وذهب لأحد أصدقائه من الدولة "أبو البراء الجزائري" ، وأخبره أنه شخصيا لن يقاتلهم ، فلما تعرف الحاجو على شخصيته اعتقلوه ، وغادرت الكتيبة الخضراء بدونه ، وعندما عاد قيادات الكتيبة الخضراء شاهدوا أبو أيمن العراقي يجر أبو المقدام من رأسه ويضعه في سيارته ، وجاء إليهم وقال لهم : لم تنقلون معكم أحرار الشام ؟

وفي اليوم الثاني أو الثالث من هذا الكلام ظهرت صور نحره ، والذي تعرَّفَ على شخصيته بالحاجز هو سائق "أبو ... قيادي معروف بالدولة" ، والذي اعتقله "أبو .... قيادي بالدولة" وهذه القصة أنقلها عن إخوة الكتيبة الخضراء الذين كانوا معه منذ خروجه إلى القلمون حتى اعتقل من بينهم))

انتهت شهادة صديق أبي المقدام.

ومرت الأيام وهذه الرواية لا تفارق رأسي ، حتى كنت مرة بمدينة سراقب فقررت زيارة أسرة أبي المقدام وقابلت أحد إخوة أبي المقدام ، فحكى لي نفس الرواية تقريباً من أولها إلى أن زارهم وفد الكتيبة الخضراء بالبيت وحكوا لأسرته التفاصيل السابقة.

وبالأمس فقط 20 – 10 – 2014 قابلت أحد أصدقاء أبي المقدام فقال لي:
مرة كان أبو المقدام في السوق عند محل حلويات فسأله أحد الإخوة قائلاً:
ماذا ستفعل لو دخلت الدولة مقر كتيبتكم ؟ فقال : سأضيفهم بهذه الحلوى.

وهذا الفيديو الهام http://goo.gl/6uAZJ7 بجوار هذه الرواية كاف جداً للرد على إنكار مشجعي الدولة ، وأنا مؤمن جداً بمحتوى هذا الفيديو لأني رأيت بنفسي جميع هذه الصور المعروضة بالفيديو على حساب قاتل أبي المقدام قبل أن يحذف.


3. نقطة التحول الكبرى (البيان الذي أزال الغموض)
-------------------------------------------------------

من أعجب الأمور أن مئات المعجبين بالدولة ينفون عنها تهمة الغلو في التكفير بينما الدولة نفسها لا تنفي أنها تكفر خيرة الجماعات الجهادية ، وليس هذا رأياً فرديا من بعض شرعييها بل هذا موقف رسمي يُدَّرسُ في معسكراتهم ودوراتهم الشرعية ، بل ومذكور في بياناتهم الرسمية ، ويكفي أن تقرأ فقط بيانهم في الجبهة الإسلامية الطافح بالتكفير ..

لازلت أذكر لهفتي وكيف كنت ألتهم هذا البيان حين نزل ، ولازلت أذكر الصدمة التي صدمتها عند قراءتي بعض الجمل التي وردت فيه مثل:

((إن أمراء ما يسمى بالجبهة الإسلامية قد تلبسوا بمناطات كفرية قبل إنشاء جبهتهم وبعدها، ومن أهمها: تقرير وتصحيح مذهب الكفار فضلا عن تولي المرتدين في هيئة كفرية، وهي هيئة الأركان))

ولن أقف عند تكفيرهم لهيئة الأركان هنا (بالقبول أو الرفض) ولنا عودة علمية تأصيلية خارج هذه المذكرات إن شاء الله ، وإنما هالني ما تلى ذلك من تحكم وتعنت في إلصاق حكم الردة عنوة بالجبهة الإسلامية وإلزامها بما ليس بلازم واقرأ:

•(( فإذا عُلم حكم هيئة الأركان، تقرر لدينا الناقض الأول الذي تلبس به أمراء ما يسمى بالجبهة الإسلامية وهو: تولي أمراء الجبهة للمرتدين وموافقتهم لما هم عليه من الكفر وذلك لعضويتهم في هيئة الأركان))

ولم يكتفِ البيان بتكفير الجبهة الإسلامية بل قعَّدَ قاعدةً تكفيرية عجيبة تقول:

• ((وكل من تولى الأركان والائتلاف، أو ناصرهم، أو أعانهم، أو قاتل تحت رايتهم، فحكمه حكمهم سواء بسواء قال تعالى ومن يتولهم منكم فإنه منهم)) انتهى

بل راحوا لأبعد من ذلك فقد كفروا الجبهة الإسلامية حتى لو كانت تنكر في باطنها على الأركان:
• ((فإذا تقرر هذا فمن ادعى من أمراء الجبهة أنه يخالف هيئة الأركان ومجلسها العسكرَّي في الباطن مع موافقته لهم في الظاهر، تحت أي ذريعة كانت، فإن هذا الادعاء لا يرفع عنه حكم الردة)) انتهى

بل انظر إلى التحكم العجيب في إسقاط الأحكام فالإنكار بالقلب عندهم في هذه المحنة الملتبسة المتشابكة لا يخرجك من الردة (رغم أن رموز الجبهة الإسلامية أنكروا أصلاً كل مشروع يفكر بعلمنة سوريا) لكن هذا لا يكفي عندهم بل ولا يكفي حتى ترك هيئة الأركان:

• ((ولو أن أمراء ما يسمى بالجبهة الإسلامية تركوا العمل في هيئة الأركان، فإن مجرد الترك - على فرض حصوله - لا يكفي لإعادتهم إلى دائرة الإسلام ما لم يستوفوا شروط التوبة الآتي ذكرها، ويعلنوا أنهم تركوا العمل في هيئة الأركان لكونها موطن ردة)) انتهى.

ورغم صفرية حججهم في تكفير الجبهة الإسلامية عند البحث العلمي

(الذي أعد القراء مرة أخرى أن أفرده برد خاص ويمكن مراجعة هذا الرد مؤقتاً http://justpaste.it/i2s5 )

فقد ضربوا عرض الحائط بباقي أدبياتها وصيحاتها المحكمة التي تنادي بالشريعة فقال البيان:
• ((فإذا تقررت ّردة أمراء ما يسمى بالجبهة الإسلامية بما تقدم من النواقض قبل تشكيلها ... فلا اعتبار بما أوردوا من بيانات ومواثيق وتصريحات؛ إذ ليس فيها ما يدل على تحقق أي شرط من شروط التوبة)) انتهى بتصرف يسير

ولمن ظن أنهم يكفرون القادة لا الجنود نقول اسمع لهذا المقطع الطافح بالتكفير الجمعي:
• ((فإذا تقررت ردة أمراء ما يعرف بالجبهة الإسلامية .... فليعلم أن كل من التحق بهؤلاء المرتدين بعد العلم بحالهم وقاتل تحت رايتهم فحكُمه حكُمهم سواء بسواء، فلا خلاف بين أمة التوحيد في حكم من صار مع المرتدين وأعداء الدين ، في أنه من جملتهم وحكَمه حكُمهم))

وقد وردت جملة جعلت بعض الإخوة يظن أن الدولة لا تكفر قواعد الجبهة الإسلامية:
(فإذا تقرر هذا فليعلم أن حكم الردة لا يطَّرد عندنا في أفراد وأتباع ما يسمى بالجبهة الإسلامية))


وللإجابة نقول لمن ظن هذا الظن أكمل باقي المقطع واقرأه كاملاً:
• (حكم الردة لا يطَّرد عندنا في أفراد وأتباع ما يسمى بالجبهة الإسلامية، إلا بعد علمهم بحال رايتهم المتمثلة في امرائهم، فلا يحكم بردة أعيان هذه الطائفة إلا بعد علمهم بحال أمرائهم وردة هؤلاء الأتباع يكون من جهة اتباعهم المرتدين من أمراء ما يسمى بالجبهة الإسلامية)) انتهى

لم يقولوا (أتباع الجبهة الإسلامية مسلمون) بل قالوا (نحن لا نكفر أتباع الجبهة الإسلامية إلا بعد علمهم بحال رايتهم) وهذا يعني أنهم يكفرون الأتباع أيضاً (بشرط معرفتهم بتلك الأحكام التي بينها البيان) ، فلا يقولن قائل أنهم لا يكفرون الأتباع بهذا الإطلاق مجدداً بل يكفرونهم بأعيانهم ويقتلون الإخوة في المعركة قتال المرتدين ، لذلك يُجهزون على الجريح ويتتبعون الفار ويغتنمون أموال إخواننا بالجبهة إلى آخر أحكام قتال الردة لا البغي ، وبذلك تعرف سبب ذبحهم لأبي المقدام وغيره رغم القبض عليهم في أوضاع مدنية ورغم ثبوت عدم مشاركتهم في قتال الدولة وهو ما أكده البيان عندما ختم هذه الفقرة بقوله:
(فالقاعدة أن التابع له حكم المتبوع، وهذه التبعية والمشاركة لهؤلاء الأمراء ردة عن دين الإسلام، فهم كالطائفة الواحدة في الأحكام الدنيوية وكذلك في الأخروية) انتهى

بعد هذا البيان اتضح لي كل شئ واتضح لي مصدر الخلل عند الدولة ، ورغم أن الدولة هي من كتبته لتوضيح موقفها ، فقد كان هذا البيان نقطة تحول كبيرة عندي وعند كثير من الباحثين وطلاب العلم ، وبدأْتُ رحلة بحثية جديدة هي رحلة البحث عن إجابة هذا السؤال :

هل الدولة تكفر (جبهة نصرة/القاعدة بالشام) أيضاً؟

لم يكن سؤالاً فضولياً ، لكن كان لي هدف بحثي من ورائه هو:

التعرف على حدود التكفير عند الدولة .. أين تتوقف الدولة عن التكفير بدعوى الولاء والبراء؟
إذا كانت (جبهة نصرة/القاعدة بالشام) التي رماها العالم كله بالإرهاب كافرة مرتدة عند الدولة فأين تقف الدولة عن التكفير؟


والحقيقة أن رحلتي في توثيق إجابة هذا السؤال لم يكن لها معنى فلو صبرت قليلاً لتكشفت الإجابة بيسر، ففيديو واحد كهذا الفيديو كان كفيلاً بتوقفي عن البحث http://goo.gl/eXUZr9

ولكن قدر الله وما شاء فعل فقد استفدت من تلك الرحلة أشياء أخرى كثيرة ، وغصتُ في بحث مسائل جديدة في بابي المفضل (السياسة الشرعية) ، ولكن دعوني أثبت لكم أن هذا الفيديو ليس حالة فردية ..


4. مكالمة سكاي بي مع أحد المنتمين للدولة:
----------------------------------------------------

في رحلة الإجابة عن هذا السؤال: (هل تكفر الدولة جبهةالنصرة؟) حدثت هذه المكاملة على السكاي بي بيني وبين صديق سوري تعرفت عليه في المناطق المحررة قبل أن يبايع الدولة ، وفجأة اختفى ، فلما سألت عنه قالوا: بايع الدولة ..

تواصلت معه على السكاي بي ودار بيني وبينه حوار طويل أقتطع ما يعنينا منه ولن أتصرف في شئ من كلامه بل سأنقله بكل أخطائه الكتابية

(ملحوظة : gam هي أول حروف اسم حسابي على السكاي):

10/04/2014 08:23:49 م] gam : هل الدولة تعتقد بكفر أحرار الشام ؟ اريد أجابة دقيقة مقتضبة جدا يا (ابو ...)

[10/04/2014 08:25:23 م] (ابو ....) : اخي الكريم انا حجوبك على بعرفو ويلي مابعرفو رح اخلي الشرعي يجاوب ان شاء الله

[10/04/2014 08:26:18 م] (ابو ....): اخي الدولة حكمت على احرار الشام بلردة لتعاونه مع الجيش الحر على قتال الدولة ولغدر عناصر احرار الشام بلدولة

[10/04/2014 08:28:34 م] gam: جزاك الله خيرا

[10/04/2014 08:28:41 م] gam: السؤال الثاني

[10/04/2014 08:28:45 م] (ابو ....): بدك جواب شرعي مع أدلة ان شاء الله الشرعي يعطيك الجواب المفيد

[10/04/2014 08:29:09 م] gam: هل الدولة تعتقد بردة جبهة النصرة ايضا ؟

[10/04/2014 08:34:56 م] (ابو ....): نعم اخي لشتراكها القتال معى الجيش الحر والبيككه (الأكراد) ضد الدولة وكانت تكفر الجيش الحر والبيككه ، كيف تقاتل معهم وتكفرهم؟

[10/04/2014 08:35:55 م] gam: جميل .. أنا سعيد جدا بتعاونك معي وسعيد اكتر بهذا الوضوح

[10/04/2014 08:36:09 م] gam: هل ممكن اكمل اسئلتي؟

[10/04/2014 08:38:00 م] (ابو ....): هههههههههه اخي انا ما عم اوضحلك شي ان شاء الله الشرعي سوف يعطيك الجواب المفيد اكثر من ذلك شكرا اخي على المجاملة

[10/04/2014 08:38:11 م] (ابو ....): تفضل اخي اكمل اسئلتك ,, قال شيخ الإسلام ابن تيمية : لو رأيتموني أقاتل في صفوف التتار وعلى رأسي مصحفا فاقتلوني ! فكيف لو رأى طائرات ابن سعود تقاتل في صفوف الصليبين ؟

[10/04/2014 08:42:59 م] gam: جميل.. لكن قبل ما اكمل خليني اتاكد من شئ .. انت سمعت الاجابات السابقة على السؤالين اللي فاتوا بأذنك ولا اجاباتك مجرد استنتاجات منك؟

[10/04/2014 08:44:03 م] (ابو ....): اخي انا اعرف انت ماذا تريد ان شاء الله الشرعي حيشفي صدرك وحيجاوبك على كل الأسألة .. انت اكيد عم تشوف اعلام شو رايك بيلي عم يصير اخي انت جاوبني

[10/04/2014 08:45:47 م] gam: انا الاعلام كله لا يعنيني بشئ وانا يا ابو .... لا احكم على الاخوة الا اذا سمعت منهم بنفسي الاعلام كذاب ولو صدقته ما سألتك يا أخي ... س قبل ما ننتقل لأي نقطة خلينا نقفل النقطتين السابقتين تماما .. واسمحلي اعيد السؤال .. اجاباتك السابقة انت سمعتها بنفسك صح؟ يعني ليست استنتاجات لاني لا اريد ان اُُكوّن فكرة ثم يقال لي : هذا الكلام كلام اخ بالدولة لا يعبر عنها لذلك اسألك هل هذا كلام الشرعيين ولا توقعاتك

[10/04/2014 08:50:28 م] (ابو ...) : هذا كلام شرعيين طبعا اخي بس مو دقيق الشرعي حيجاوبك جواب دقيق وان متأكد رح يشفيلك صدرك ويغيرلك رايك بلدولة

[10/04/2014 08:52:21 م] gam: صدقني انا ابحث عن الحق ومشتاق جدا للحديث مع شرعي فعلا لان المعلومات اللي بتوصل للعالم عنكم غير دقيقة وانا اوعدك اني ابلغ صوتكم بدقة .. لكن عفوا ما قصدك بكلمة (غير دقيق؟) يعني هل ممكن اسمع من الشرعي كلام مختلف كعدم كفر النصرة والاحرار ولا انت قصدك انهم كفار اكيد والتوضيح اكتر سيكون عنده؟

[10/04/2014 08:55:20 م] (ابو ....): وين رحت اخي

[10/04/2014 09:42:28 م] (ابو ....): اخي ان شاء الله حتسمع جواب موضح وجيد ومن اجل كفرهم لا مجال الى الكلام فيه

ثم ختم بهذه الجملة الصادمة ذات الدلالات البعيدة:

((( اخي نسينا تكفيرهم من زمان الان المشكلة فيمن لا يكفرهم ))) !!!!!!


5. صلاح الدين الشيشاني يدق مسمار التكفير الأخير
----------------------------------------------------------------

هناك فصائل قليلة جداً بالشام تأذن لها الدولة بالمرور على أراضيها: جند الأقصى - الفجر - جيش المهاجرين والأنصار ويرأسه صلاج الدين الشيشاني ، وقد اندمجت تحته الكتيبة الخضراء ، ثم اجتمعت هذه الفصائل في تجمع أطلقوا عليه (أنصار الدين) ، وبالتالي لا يمكن الطعن في شهادة الرجل بحجة عدم الحياد، فالدولة تفرق بين خصومها وبين هذه الفصائل الثلاثة بالذات ، وكانت تعاملهم في أشد أوقات الفتنة معاملة مختلفة ، ومن عاش بالشام يعرف معنى أن يسمح لك حاجز الدولة أن تمر بسلام وأنت تنتمي لفصيل آخر.

خرج صلاح الدين منذ أيام في مقطع فيديو قال فيه أنه ذهب للدولة في محاولة تهدئة يبدو أن (الجبهة الإسلامية) و (جبهة النصرة) كانوا موافقين عليها ولكن الدولة قابلت ذلك بالرفض بل قال ما نصه في الترجمة:

فأجاب تنظيم الدولة بالرفض وعللوا ذلك بأنهم كفــــــــــار ولا عهود لهم (يقصدون النصرة والجبهة الإسلامية)

Video thumb



وكالعادة شغب بعضهم على هذه الشهادة وطعنوا فيها بحجة أن الأحرار لم يفوضوه!

وهذا لا يسقط شهادة هذا القائد الثقة فالمتأمل يلحظ أن الرجل لم يقل أن

(جبهة النصرة والأحرار) هم من فوضوه بل قال (جبهة النصرة والجبهة الإسلامية)

ومعروف أن الجبهة الإسلامية لا تتكون من الأحرار فقط ولعل بعض عناصر أو قيادات آخرين بالجبهة الإسلامية هم من طلبوا منه ذلك باسم تنظيماتهم أو بصفة شخصية.


6. منوعات تكفيرية
---------------------

إذا تكرر فكرة معينة بكثرة داخل تنظيم معين لدرجة أن تصبح سمة بارزة على أفراده فلا يمكن أن يقال حينها (التنظيم غير مسؤول) أو (تصرفات فردية) فما بالك عندما يبارك التنظيم القواعد الاستدلالية التي تؤدي لهذه الأفكار ويؤصل لها ويجودها ؟

وقد تيسر لي أن أتتبع في صمت بعض عبارات شباب الدولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، فلاحظت كما لاحظ الجميع نبرة التكفير الغير منضبطة ، وعلم الله أني كنت أتلمس بعض الأعذار ك(لعلها حسابات وهمية) و (ربما لا ينتمون للدولة) إلخ

ولكن لحسن الظن حدود وإلا تحول لخداع للنفس وإنكار للواقع .. عندما تتطابق مئات التغريدات الدموية التكفيرية مع فيديوهات عفوية لشباب التنظيم مع بيانات الدولة الرسمية مع شهادات عشرات الشهود الثقات فلا مجال حينها لورع في غير محله من جنس: (لا أستطيع أن أحكم حتى أسمع منهم بنفسي)

وغالباً لا ينتبه من يقول ذلك أنه بالفعل يسمع منهم بنفسه دون أن يشعر ففيديوهاتهم أنت تسمعها منهم بنفسك .. وبياناتهم أنت تقرأها منهم بنفسك ..

** لا زلت أذكر كيف كنت أكذب نفسي وألتمس الأعذار وأنا أشاهد عدة فيديوهات لإخوة انشقوا من الدولة يروون ما شاهدوه من غلو في التكفير وتساهل في الدماء.

** ولازلت أذكر كيف كنت أكذب نفسي وأنا أسمع بأذني مباشرة من أحد الإخوة الذين أسرتهم الدولة وهو يحكي لي ما لاقاه من تعذيب في سجونهم

بل كنت أكذب عيني وأنا أرى يده المكسورة وإصبعه المسحول الذي دقوه بالشاكوش قبل أن يطلقوا سراحه لعدم ثبوت أي تهمة عليه (أي والله رأيت يده بعيني عقب خروجه من سجونهم)

** ولا زلت أذكر كيف كنا نضحك من طرافة الكوميديا السوداء للمدعو أبو ذر الجزراوي وهو يقول لمحدثه في الفيدو الشهير:

أبو تركي إنت حكمك ما دمت تقاتل تحت راية الجولاني فأنت مرتد انفد بجلدك .. والله مرتد يا ابو تركي .. والله لو يمكنا الله منكم أقسم بالله ما نرحمكم .. انفد بجلدك وانا اخوك"
Video thumb



وكالعادة كنت أُعمل ماكينة الأعذار فأقول لعله فرد متهور أو لعل الفيديو مفبرك أو لعل بعض الحاقدين هو من سجل هذه الكلمات ليورط الدولة ومن أدراني أنه من الدولة .. إلخ

** ولازلت أذكر كيف كنت أُغلب المنهج العلمي التحقيقي البحثي وأقول على مثل هذه المادة أنها مهاترات صبية ومبالغات فردية لايمكن أن نحاسب التنظيم كله عليها:
Video thumb



** لا زلت أذكر كيف كنت أكذب نفسي وألتمس الأعذار وأنا أشاهد ذلك الشاب الجزراوي الانغماسي المنشق عن الدولة الذي بكى ندماً وهو يروي شهادته التي جاء فيها (كان يأتينا الشرعيون ويقولون أن الجبهة الإسلامية مرتدين .. وبعدها قالوا جبهة النصرة مرتدين)
Video thumb



** ولازلت أذكر كيف كنت أحسن الظن عندما أقرأ مثل هذه التغريدات على حساباتهم وأقول لعلها حسابات مزورة:

1 - الله أكبر الآن تم تطهير مركدة من صحوات جبهة الجولانى و أذنابه من قبل أسود الدولة الإسلامية فى ولاية البركة (والصحوات عندهم مرتدون).

2 - أدين الله أن الجولاني ومن معه طائفة ردة عن شرع الله لإعانتهم للمرتدين ومناصرتهم والقتال في صفهم.

3 - الجبهة في الرقة وقائدهم ابو عيسى قاتلناهم قتال مرتدين وليسوا بغاة وكذلك الاحرار

** ولكني أذكر أيضاً كيف كان يزول كل حسن الظن الذي كنت أتكلفه بداخلي عندما أقرأ بياناً رسمياً واحداً للدولة يتناغم تماماً مع كل تلك التصرفات والشهادات الفردية كذلك البيان الذي أصدرته الدولة في 9/ 2/ 2014 ب(ولاية الخير) يصفون فيها (جبهة النصرة/القاعدة بالشام) بالتالي:

(فقد بان الآن لكل ذي لبٍّ وعينين أنّ هؤلاء قد انتكسوا وارتكسوا في خندقٍ واحدٍ مع صحوات الخيانة والعمالة، ومع الذين يريدون تحقيق مآرب الغرب ويسعون في إرضائهم) انتهى

وللقارئ أن يتخيل التركيب الفكري والدماغي لتنظيم يصف القاعدة بأنها وقفت في خندق واحد مع الذين يريدون تحقيق مآرب الغرب ، فما بالك بما دون القاعدة !!

وللأمانة أحب أن أثبت أيضاً أن بعض الشرعيين بالدولة لا يكفر جبهة النصرة بالتحديد ، ولكن هذا لا يجدي مع ذلك التيار التكفيري الجارف الذي تناولنا بعض صوره العملية والنظرية.

7. !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

----------------------------
سأفرد للمشاهدة رقم 7 بالذات الجزء القادم (الخامس) إن شاء الله ، ففيها تفاصيل هامة وخطيرة تنشر لأول مرة.