JustPaste.it
User avatar
@anonymous · Dec 31, 2014

الجزء الثاني

توضيح:

1. بالجزء الأول http://goo.gl/kKR8uZ استخدمت بعض العبارات التي تدل على أن (الدولة انفصلت عن النصرة) ويبدو أنني لم أوفق في استخدام الألفاظ التي تعبر عن مرادي لذا أعدت صياغة بعض العبارات بجمل أخرى تشير إلى (انفصال الدولة والنصرة) وليس (عن النصرة) والحقيقة أن هذه النقطة لم تكن في بالي أصلاً حين كتبت الجزء الأول ولا يهمنا في هذه المذكرات من انفصل عن من ومن المصيب ومن المخطئ في هذا الاتفصال وإنما عدلنا العبارة لمنع أي التباس وخروجاً من الخلاف وجزا الله الناصحين (المهذبين) خيراً..

2. واستخدمت تركيباً لغوياً آخر قلت فيه (فقد ورثت الدولة من الجبهة تركة كبيرة) وهذا اللفظ (ورث) لا يلزم منه أبداً ما فهمه البعض .. لا يلزم منه أن ما ورثته الدولة ليس من حقها (ولا يقتضي العكس أيضاً) فلفظ (وَرِثَت) ليس مرادفاً ل(نهبت) أو (سرقت) بل يقصد به الكاتب (آلت) أو (صارت) أي : آلت كثير من ممتلكات الجبهة إلى الدولة ومثله قول الله تعالى (إنا نحن نرث الأرض ومن عليها) أي تؤول وتصير إليه (رغم أنه صــــــــاحبها أصلاً) فتأمل ..

ولكي يلمس القارئ الواقع أكثر استحسنت أن أنقل للقراء عموماً وللمتحسسين خصوصاً عبارة سمعتها من مواطن حلبي بسيط:
(نمنا بالليل صحينا لقينا أي شئ مكتوب عليه جبهة نصرة صار مكتوب عليه الدولة)

فأهل الشام عاشوا أول سنتين بالثورة لا بعرفون شيئاً اسمه (الدولة) فلما حصل الانفصال ظهر هذا المصطلح (الدولة) رغم وجوده سابقاً بالعراق .. ومرة أخرى نؤكد عدم اهتمامنا (هنا) بالتعرف على المستحق لهذا الإرث ومن انفصل عن من إلخ.

3. من حق الكاتب أن يذكر رأيه في الأحداث فأنا مثلك أخي القارئ الكريم لي رأي ومن حقي أن أذكره .. حقك علي أن أنقل ما رأيت وسمعت بأمانة ولا يضرني ولا يطعن في شهادتي أن يكون لي رأي في الأحداث .. الكاتب طرف محايد تماماً وليس خصماً للدولة ولا لغيرها ولا طرفاً في أي نزاع ، وحكمي على ما رأيت لا يؤثر في نزاهة نقلي وقد ذكرت كثيراً مما للدولة (حتى قال البعض عني دولجي متخفي) وكذلك رويت كثيرا مما عليها (حتى قال بعض أنصار الدولة: ثعبان ناعم) ..

أما أن يطلب البعض ذكر ما رأينا فقط دون رأي أو تحليل فهذا يمكن أن يطلبه القاضي من الشاهد في المحكمة أو يُطلب من قناة إخبارية في تقرير إخباري أما هنا فأنا أتقمص دور (أبي مصعب السوري) في شهادته على التجربة الجزائرية و (زليم خان يندربي) في شهادته على التجربة الشيشانية و(عزت بيجوفيتش) في شهادته على التجربة البوسنية وغيرهم وكلهم (روى) و (حلل) وقد وضعت لك علامات في الطريق تفرق بها بين ما هو رأيي وبين ما هو تاريخ ..

قبل أن نبدأ بسرد الأحداث ننبه إلى 3 أمور ستريح القارئ بشدة:

1 – لن أرهقك بذكر تفاصيل الفتن ..
لن نذكر تفاصيل النزاع في كل حادثة حتى لا يتوه القارئ .. عندما تقوم الفتنة تختلط الأحداث ويختلط الحابل بالنابل وسط صور قتلى كلا الفريقين لذا سنأخذ من كل واقعة مشهدا واحدا فقط هو (لحظة الاشتعال الأولى) .. فقط سنسلط الضوء على (كيف بدأ الحدث) .. سنتعرف عن قرب على خطأ الدولة المتكرر الذي كان سبب نزع فتيل الفتنة في كل حادثة تقريباً حتى لو كان القتيل الأول من الدولة ..


2 – اطمئن لصدق ما تقرأ .. فسنعتمد شهادة الفصيل على نفسه:
من أكثر الأمور التي ترهق القارئ وتفقده الاطمئنان لما يقرأ هو مصداقية المحتوى .. وقد انتهجت منهجاً سيريح القارئ جداً .. لن أستشهد في أحداث هذه الحلقة بشهادة الخصوم على بعضهم بل سأدين كل طرف من كلامه هو فقط لا من كلام خصمه ، والقاعدة تقول: الاعتراف سيد الأدلة .. سيفاجأ القارئ أن كلام رموز الدولة نفسه فيه إدانة رهيبة لهم وفيه تفسير ظاهر لكل ما حدث.


3 – الأحداث الثلاثة التي سنرويها في هذا الجزء تستطيع أن تسميها أحداث البداية أو ما قبل اشتعال الأحداث ، فلا تصدق أبداً أخي أن أحداً احتك بالدولة في تلك الفترة بل الثابت أنَّ الدولة كانت محل تكريم وترحيب خلال تلك الفترة ، وأكثر من قتلتهم الدولة لاحقاً وكفرتهم هم أنفسهم من استقبلوا شباب الدولة بل وأعطوهم مقرات مجانية للإقامة وأنا أشهد والله - وهذا مشهور - أن أهل الشام أكرموا المجاهدين عامة والمهاجرين خاصة إكراماً لا يوصف حتى كنت أقول (ليتهم يعاملون بعضهم كما يعاملوننا)..

الزوايا الجديدة في مقتل أبي عبيدة البنشي:
--------------------------------------------------

كانت هذه الحادثة من أوائل أحداث احتكاك الدولة بباقي الفصائل وتوثيق هذه الواقعة سهل لسبب بسيط جداً هو أن أغلب تفاصيلها متفق عليه بين الدولة وخصومها وحتى يستريح القارئ نفسياً فسأنقل مقاطعاً من تقرير الدولة نفسها كتبه قاضيها الذي كلفته الدولة بالنظر في القضية:

((ولقد أفادت شهادة المتهمين أن الموقف الذي تم بسببه إطلاق النار على ساق أبي عبيدة كان أنه قد تواجد ضمن مجموعة من أعضاء منظمات إغاثية من جنسيات غير سورية وتحديدًا من جنسيات شرق أسيوية، ولقد كانت الإفادة قد جاءت إلى أعضاء هذه المفرزة الأمنية أنه ثمة أجانب من جنسيات شرق آسيوية يتجولون في مناطق سورية وبصحبتهم سوريون، هذا .... تحركت المفرزة الأمنية ضمن خطة معينة وقاموا بنصب حاجز في طريق المشتبه فيهم وتم إيقافهم على الحاجز بالفعل ثم سؤالهم عن هوياتهم ثم طلبوا منهم اصطحابهم إلى جهة معينة للتحقيق معهم والتأكد من سبب وجودهم على الأراضي السورية، ولقد كان أحمد نينال (أبو عبيدة البنشي) قد أخبرهم عند سؤالهم الأول أنه عضو في حركة أحرار الشام .... تم اعتقال أحمد نينال ومن معه واصطحابهم في سيارة بصحبة اثنين من الأمنيين، ثم إنهم وفي طريقهم إلى مقر التحقيق حدثت ملاسنة كلامية بين أبي عبيدة وبين أحد الأمنيين والذي كان يجلس بجوار السائق، مما أدى أولًا إلى إنزال أبي عبيدة من مكانه في المقعد الخلفي للسيارة ووضعه في حقيبة السيارة الخلفية، ثم بعد ذلك وبعد أن اخترق أبو عبيدة غطاء الحقيبة الخلفية من داخل السيارة وبدء يتكلم من جديد مع مرافقه من أحد أعضاء المنظمة الإغاثية والذي كان معه في السيارة فكان أن رآه صاحب السائق من الأمنيين وتشاجروا من جديد وتم ضربه في هذه اللحظة على رأسه بقبضة المسدس مما أدى إلى سيلان الدم من رأسه، ثم تم إنزاله بعد ذلك من السيارة وهو يقاوم مقاومة شديدة وحاول انتزاع بارودة أحد الأمنيين بالقوة، فكان أن عالجه أحدهم برصاصات في الفخذ الأيسر أدت إلى توقفه عن المقاومة ووقوعه على الأرض)) انتهى .

هذه (مقاطع) من تقرير قاضي الدولة نفسه وتعمدتُ ذكر الشق المتفق عليه دون الدخول في باقي التفاصيل الموجودة في مذكرات الطرفين .. وصحيح أن الدولة أقرت بأن ما حدث خطأ ويبدو أنها اتخذت إجراءات (داخلية) ضد الفاعل (وهذا لم يرض الطرف الآخر الذي طالب باستلام القاتل) إلا أن كل هذا لا ينفي الحقائق التالية (وهنا الزبدة):

أ - الدولة أعطت نفسها الحق في اعتقال من تشتبه بهم وليس فقط من تلبس بتهمة فورية ..
ب - قرأنا أن قاضي الدولة بنفسه أقر وبشهادة الشهود أن عنصر حاجز الدولة الأول علم من أبي عبيدة أنه عضو بأحرار الشام !!! كيف تعتقل عضواً لفصيل جهادي آخر ؟؟ من أعطاك هذا الحق ؟؟ وما المشكلة في أن يدافع عن نفسه بل وأن يقتلك إن أصررت على الذهاب به لمكان يجهله ؟؟

ج - لا يخفى على من قرأ القصة تأثر شباب الحاجز بوسواس الدولة المشهور تجاه كل ما يُظن أنه عميل مندس (تتحسس الدولة كثيراً من الدعم الخارجي والوجوه الأجنبية الإغاثية) وأنا أؤكد أن هذا الفوج لو مر على ألف حاجز غير حاجز الدولة ما كان ليصاب بأي أذى فالدولة فقط هي من تزرع في أبنائها كل هذا التحسس الذي أدى فيما بعد لتكفير كثير من الفصائل بدعوى موالاة الكافرين ..

د – لو حدثت هذه الواقعة بأراضي الدولة الآن "أي بعد إعلانهم الخلافة" لكنت تفهمت الأمر فهي دولة ولها ان تحطاط وتفرض نفوذها لكن الحدث وقع يوم كانت فصيلاً عادياً .. وكذلك أغلب الأحداث التي سنذكرها بعد قليل (تنبه لهذا) ..

وبغض النظر عن حكم المحكمة (المشتركة) النهائي .. نؤكد أن الأيام مرت وطويت الحادثة من حيث اتخاذ مواقف ضد الدولة وتغاضت الفصائل الأخرى وتعامل الناس مع الدولة بصورة طبيعية وهذا شاهد يستأنس به على بطلان ما ادعته الدولة من أن أحداً بدأها بالعدوان (إلا نادراً) فقد كانت فصيلاً عادياً من ضمن عشرات الفصائل وغفرت زلتها هذه رغم عظمها ولكن التوجس بدأ يزحف في القلوب من هذا الفصيل الجديد.

وهذا تقرير الدولة بالواقعة: http://www.dawaalhaq.com/?p=8114
وهذا تقرير الأحرار بالواقعة: http://ahraralsham.net/?p=2941



مقتل الأخ محمد فارس على يد بعض شباب الدولة:
--------------------------------------------------------

لم تمر الأيام حتى وقعت واقعة الأخ محمد فارس رحمه الله ، وللمرة الثانية قتل بعض شباب الدولة شخصاً آخر من الأحرار وكنت حينها في مدينة حلب بجوار المشفى الذي وقعت فيه الواقعة تماماً ..

ومرة أخرى وجدت نفسي أمام واقعة سهلة في توثيقها ولا تشابك فيها ولا اختلاف في سردها بين الفصيل المعتدي والفصيل المعتدى عليه وهي موثقة بهذا الفيديو الشهير الأليم: http://goo.gl/ItwdQj

محمد فارس رحمه الله كان مصاباً وفي غيبوبة بالمستشفى .. بلغ بعض شباب الدولة بالخطأ أن المصاب عدو شيعي فذبحوه وقطعوا رأسه وألقوا خطبتهم الشهيرة ممسكين برأسه في أحد شوارع حلب .. ثم تبين لهم أنه من خيرة جنود الأحرار ..

هكذا القصة بكل بساطة وبدون دخول في تفاصيل فهذا القدر الواضح محل اتفاق بين الدولة والأحرار والشهود وسأتجاوز بعض التفاصيل التي لا تخدم الشاهد من القصة ..

تأملاتي:
• على فرض أن محمد فارس رحمه الله كان شيعياً فعلاً ؛ من أعطاك الحق أن تذبح مصاباً دون استئذان المستشفى ؟ كيف ذبحته بهذا القدر القليل جداً من المعلومات ودون سؤال المستشفى بعناية عن بياناته الشخصية التي بسهولة جداً كانت ستقودك للحقيقة؟


• كيف لم تسأل عن الفصيل الذي أسره حتى تستأذنه في ذبحه؟ (على فرض أنه أسير)
(هذا الشعور بالانفراد والاستقواء لفت الأنظار أكثر من بشاعة الحدث)

وعلى الطرف الآخر ليس من الإنصاف أن يقال: (الدولة قتلت محمد فارس وأبو عبيدة) لأن التصرف فردي فعلاً .. وصحيح أن الدولة اعترفت بهذا الخطأ الجسيم مرة أخرى (وقالت) أنها عاقبت المخطئين ولكني أتحدث عن أمر آخر هنا:

أتحدث عن الدوافع النفسية والتأصيلات الشرعية التي تؤصلها الدولة في أنفس أبنائها والتكوين الدماغي الهجومي الذي ستلحظه في أحداث مسكنة وغيرها .. كل هذا الحشد الفكري والتحذير المبالغ فيه من الصحوات والداعمين الأجانب والمنظمات الخارجية التي لا ننكر خبث أهداف (بعضها) كل ذلك كان سببا في هذا التحفز والاندفاع (الفردي) الذي أصله (منهجي) كما سنبين بالأجزاء القادمة ..

المفاجأة أن باقي الفصائل بما فيهم الأحرار لم يتخذوا أي موقف عنيف ضد الدولة حتى بعد هذه الواقعة وظلت الدولة بحواجزها ومقراتها آمنة حتى بعد وقت طويل من الحادثتين السابقتين ..

وللتاريخ ولبناء الوعي (لا تبريراً للدولة ولا استهانة بالدماء) نقول: ليس هناك جهاد بدون أخطاء ، ولا يوجد جهاد وردي وبمجرد أن يكون لك حاجز أمني فقد بدأت مواجهتك للجماهير وستصيب وتخطئ ، والخطأ هنا ربما تسبب في إراقة دماء وإزهاق أرواح معصومة ولكن انتبه جيداً لما تزرعه في عقول عناصرك .. انتبه عندما تحدد لهم العدو والصديق (وبالتالي سنجد أنفسنا – في الأجزاء القادمة - مضطرين للحديث عن الولاء والبراء الذي أعتبره زبدة أخطاء الدولة)

أحداث مدينة (مسكنة) رؤية جديدة:
----------------------------------------

لازال الخط الزمني للثورة كما هو:
- الجميع منشغل بمحاربة النظام على الجبهات ..
- الدولة فصيل عادي ضمن الفصائل لكن بدأ البعض ينتبه لخطره ..
- الأمن الداخلي حينها في مرحلة الفراغ المشهورة التي تتخلل الثورات حيث لا حكومة ولا مؤسسات ولا ولي أمر ..

ووقتها نبه أكثر الإخوة الكبار على أن أي محاولة من أي فصيل للتطهير الداخلي الآن سيراها أصحاب الشوكات الأخرى اعتداء عليهم وستسمع الجملة الشهيرة:
من أنت حتى تفعل كذا؟ من أعطاك حق الاعتقال وحق الحساب؟ لذلك كانت تحرص باقي الفصائل على دعم وتقوية المحاكم الشرعية حتى تستمد قوتها من اجتماع الناس عليها وكانت الأمور في تحسن ولكن أصرت الدولة أن تغرد خارج السرب مرة أخرى فكانت أحداث مدينة صغيرة إسمها مسكنة ..

وكعادتنا في هذه المذكرات لن ننظر لما بعد أول نقطة دم بل سننظر لسبب اشتعال الفتيل .. وعادة لا يكون القتل هو سبب اشتعال الأحداث بل يكون القتل ناتج عن شئ قبله ..

البحث عن هذا الشئ هو أصعب ما في التوثيق وكما اتفقنا سنستخدم أسهل الطرق وأقصرها (شهادة الجاني نفسه) .. سأقتطع نصوصاً تفي بالغرض من أهم شهادة للدولة على هذه الأحداث .. الشهادة التي انتشرت بشكل كبير لأحد قيادات الدولة (أبو دجانة الكويتي) وهو شاهد عيان أصيل وشهادته تلك من أوفي الشهادات عندهم على هذه الواقعة ..

قال أبو دجانة:
((ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺑﻴﻦ ﻭﺃﻭﺿﺢ اﻟﺼﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﺴﻜﻨﺔ اﺑﺘﺪاءاً ﻗﺒﻞ اﻟﺸﺮﻭﻉ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺔ .. ﻟﻴﻌﺮﻑ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻛﻴﻒ ﻗﺎﻣﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﺸﺮاﺭﺓ ﻭﻫﺬﻩ اﻟﻨﻌﺮاﺕ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭاﻟﺤﻤﻴﺔ اﻟﻤﻘﻴﺘﺔ ، ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﻣﺴﻜﻨﺔ ﻭجد اﻷﺧﻮﺓ اﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻓﻲ مقرات اﻟﻨﻈﺎﻡ ﻗﻮاﺋﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻟﻠﺠﺎﻥ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭاﺕ اﻷﺳﺪ ﻭﻫﺬﻩ اﻟﻠﺠﺎﻥ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺴﺘﻠﻤﺔ ﺳﻼﺡ ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺭﺋﻴﺲ ، ﻣﻬﻤﺔ ﻫﺬﻩ اﻟلجاﻥ اﻟﺘﺤﺮﻙ ﻭﺿﺮﺏ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ (اﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ) ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﺇﺫا ﺗﻄﻠﺐ اﻷﻣﺮ ﺫﻟﻚ ، ﺃﻱ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺧﻼﻳﺎ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ اﻷﺳﺪﻱ ..

وكان أبو جابر قد قام ﺑﺎﺳﺘﺪﻋﺎﺋﻬﻢ وﺳﺤﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﻞ اﻟﺴﻼﺡ اﻟﺬﻱ ﺗﺴﻠﻤﻮﻩ ﻣﻦ اﻟﻨظام ﻭﺃﺻﺪﺭ ﺑﻬﻢ ﻋﻔﻮ ﻋﺎﻡ ﻭﺃﻣّﻨﻬﻢ ﺑﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺳُﻠّﻢ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻤﺤﻠﻲ ﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﺴﻜﻨﺔ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺮﺏ .. ﺑﺪﺃﻧﺎ ﺑﻔﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﻭﻣﻨﻪ ﻭﻛﺮﻣﻪ ﺑﺠﻤﻊ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﻋﻤﻞ ﺩﺭاﺳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﻭﻋﻦ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺑﺤﺚ ﻭﺗﺤﺮﻱ ﻋﻦ ﺃﻭﺿﺎﻋﻬﻢ وﺗﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ أن ﺑﻌﺾ هذه اﻷﺳﻤﺎء ﻻ ﺧﻼﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﺜﺎﺭ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺷﺒﻬﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺑﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺛﺒﺘﺖ ﻋﻤﺎﻟﺘﻪ ﻭﺭﺩﺗﻪ ﻣﻊ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻨﺼﻴﺮﻱ ، ﻓﺒﺪﺃﻧﺎ ﺑﺤﻤﻠﺔ ﺗﻄﻬﻴﺮ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻼء ﻭاﻟﻤﺨﺒﺮﻳﻦ اﻟﻤﺘﻮاﺟﺪﻳﻦ .. ﻭﺃﻳﻀﺎً ﺣﻤﻠﺔ ﻭﺿﻊ ﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮاﻝ اﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ اﻟﺸﺒﻴﺤﺔ ﻭاﻟﻤﺆﻳﺪﻳﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﺭﺽ اﻟﺸﺎﻡ ، ﺑﺪﺃﻧﺎ باﻟﺨﺒﻴﺚ اﻟﻤﺠﺮﻡ اﻟﻌﻤﻴﻞ (ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻌﻠﻮﻛﺔ) ﻫﺬا ﺃﺣﺪ ﺃﺟﻨﺎﺩ اﻟﻨﺼﻴﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﻭﻣﻘﺮﺏ ﻟﻠﻤﻔﺎﺭﺯ اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ اﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ اﻵﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﺃﺧﺬ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﺎ ﺟﻬﺪ ﻭﻭﻗﺖ ﻭﻓﻘﻨﺎ اﻟﻠﻪ ﻟﺬﻟﻚ وﻭﺿﻌﻨﺎ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻼﻛﻪ .. ﻭﺣﺪﺛﺖ ﺿﺠﺔ ﻋﻨﺪما ﺑﺪﺃﻧﺎ ﺑﻪ ، ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﺇﻧﺘﻬﻴﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﻭﻛﺎﻥ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻌﻤﻴﻞ اﻟﻤﺨﺒﺮ (ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻼﻭﻱ) ..

ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻼﻭﻱ ﻳﺴﺮﺡ ﻭﻳﻤﺮﺡ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻨﺬ ﻗﺮاﺑﺔ ﺳﻨﺔ ﻭﻧﺼﻒ ، ﻭﻟﻤﺎ ﺑﺪﺃﻧﺎ ﺑﺎﻟﺤﻤﻠﺔ ﺑﺪﺃﻧﺎ ﺭﺻﺪ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﻭاﻋﺘﻘﻠﻨﺎﻩ ﺑﻔﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﻭﻛﺮﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺛﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻋﺘﻘﺎﻝ ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﺑﺴﺎﻋﺔ ﻭﺑﻌﺪ اﻧﺘﺸﺎﺭ اﻟﺨﺒﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺠﻴﺐ اﻗﺘﺤﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮ اﻟﺪﻭﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻴﻜﺎﺑﻴﻦ (أي سيارتين) اﻏﻠﻘﻮا اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻭاﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺭﺷﺎﺵ ﺑﻲ ﻛﻲ ﺳﻲ ، ﻭﺩﺧﻞ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﻮاﺑﺔ اﺛﻨﻴﻦ (ﺃﺑﻮ ﺭﻳﺎﻥ) ﻭ (ﺃﺑﻮ ﺃﺣﻤﺪ) ﺣﺎﻭﻝ اﻷﺥ (الحارس) ﺃﻥ ﻳﻤﻨﻌﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺪﺧﻮﻝ ﺭﻓﻌﻮ اﻟﺴﻼﺡ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻗﺎﻟﻮا ﺑﺎﻟﺤﺮﻑ “ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻼﻭﻱ ﺑﺪﻭ ﻳﻄﻠﻊ” ﺃﺗﻰ ﺃﺣﺪ اﻷﺧﻮﺓ ﻭﻫﻮ “ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻴﻢ” ﻗﺎﻝ اﻧﺘﻈﺮﻭا اﻷﻣﻴﺮ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺗﻜﻠﻤﻮ ﻣﻌﻪ ﻗﺎﻟﻮ “اﺑﻌﺪ ﻳﺪﻙ ﻻ ﻧﻜﺴﺮﻫﺎ ﺑﺪﻭ ﻳﻄﻠﻊ”
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺣﺠﺘﻬﻢ ﺃﻧﻪ “ﻣﻄﻠﻮﺏ ﻟﺪﻳﻬﻢ” ، ﻃﺒﻌﺎً اﻟﻌﻼﻭﻱ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻢ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﻭﺭﻗﺔ اﺳﺘﺪﻋﺎء ﻣﻦ ﻣﺼﻌﺐ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ ﻭﻣﻜﺘﻮﺏ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ ﻭاﻟﻮﺭﻗﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻟﺪﻱ ، “ﺇﻟﻰ اﻷﺥ اﻟﻌﺰﻳﺰ” ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻼﻭﻱ اﻟﺮﺟﺎء ﻣﺮاجعتنا)) انتهى كلام أبو دجانة.


ولمن أراد المزيد فهذه شهادته كاملة : http://goo.gl/yQ5D8j
وهذه شهادة الطرف الآخر كاملة : http://www.hanein.info/vb/showthread.php?t=342574


وفي الشهادتين تفاصيل عجيبة لدماء كثيرة أريقت كان أعجبها مقتل (أبو ريان) وتذكر هذا الاسم جيداً فسنحتاجه في الحلقة القادمة ..

من شهادة أبي دجانة نفسه نجد التالي:
1. وضعت الدولة قبل ذلك يدها على أملاك رجل يدعى أحمد علوكة دون مشورة أحد ثم اعتقلت علي علاوي ، ولا إشكال في أن المذكورين كانا (قبل تحرير مدينة مسكنة) يخدمان النظام ولكن ..

من قال لك أن أهل البلد يثقون في تقييمكم ؟ لماذا ينزلون على محكمتكم في ظل وجود محكمة سابقة لوجودكم؟ لقد جربوكم قبل ذلك وأخطأتم أخطاء كبيرة في أماكن أخرى فما الذي يجعلهم يصدقون أن أبناءهم لن يكونوا ضحيتكم القادمة التي ستقولون بعدها كالعادة: أخطاء فردية واجتهدنا فأخطأنا ..
وبالفعل لاحظت اختلافاً كبيراً في تقييم حجم الجريمة وسألت بنفسي أحد زملائنا القضاة: ما تقييمك لعلي علاوي هذا؟

فأجابني إجابة دقيقة عجيبة لها مغزى شرعي قال:
(الدولة تعتبره "شبيح" أما نحن فلم نعرف عنه إلا أنه "نبيح").

ملحوظة: تحدثت إلى أكثر من شاهد فأكدوا فعلاً أنه لم يثبت على هؤلاء الذين استلموا السلاح من النظام قبل تحرير مسكنة أنهم استخدموه ضد المجاهدين بعد تحرير مسكنة أبداً ..

2. في نفس الوقت الذي اعتقلت فيه الدولة علاوي كانت (المحكمة الشرعية) قد أرسلت له رسالة تطالبه بالتوجه لمقرها الأمني للتحقيق معه .. إذاً المحكمة تعمل وتحاول أن يكون لها تواجد ، ولتأكيد ذلك فقد ذكر أبو دجانة نفسه أن المحكمة كانت قد سحبت كل السلاح من هؤلاء المجرمين قبل ذلك .. ضربت الدولة عرض الحائط بكل جهود المحكمة الشرعية وراحت تعاقب بنفسها وتتصرف بهذا الاستقواء المستفز ولا زالت الدولة تظن أنها مظلومة ولم تعتدِ على أحد !!

3. ثاني أكبر أسباب هذه الأحداث (وسنذكر السبب الأكبر في آخر هذا الجزء) هو:
شعور الدولة الدفين في ذلك الوقت بأنها دولة بينما كان الجميع ينظر لها على أنها تنظيم.

ولم يبخل علينا أبو دجانة بتوضيح ذلك دون أن ينتبه أنه يلف الحبل حول عنق جماعته حين قال:
((ﺳﺘﻘﻄﻒ ﺩﻭﻟﺔ اﻹﺳﻼﻡ ﺭﺃﺱ ﻛﻞ ﻋﻤﻴﻞ ﻣﺨﺒﺮ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ اﻟﻨﺼﻴﺮﻱ اﻟﻜﺎﻓﺮ ﺛﺎﺑﺘﺔٌ ﺭﺩﺗﻪ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﻘﺎﻃﻊ))

هكذا بكل وضوح: سنفعل بكم ما نراه نحن صواباً واذهبوا أنتم للجحيم ..

من قال لك أننا متفقون معك أصلاً في تعريف العمالة أو تعريف الردة التي توسعتم فيها توسعاً أنكره جميع علماء الأمة تقريباً بما فيهم علماء الجهاد والثغور؟؟

هل تريد أن تضحك؟

وتبلغ الكوميديا السوداء مداها عندما تعلم أنه وبعد أن أزهقت أرواح كثيرة في هذه الفتنة (راجع شهادة الأحرار بالرابط الذي تركناه) أفرجت الدولة عن (علي علاوي) لأنه لم يثبت عليه جرم !!!

كل هذه دروس جهادية مهمة في التعامل مع الحاضنة الشعبية آمل أن تفيد التجارب الجهادية القادمة.

ورغم كل ما سبق لا زال شباب الدولة يقلب كفاً على كف ويتعجب ويستغرب من أسباب هياج الناس ضدهم ..

لا زال شباب الدولة يدَّعون أنهم لم يبدؤوا أحداً بالعداوة وأنهم هم الضحية:

- نعم .. تعتقل أفراد فصيل آخر لاشتباهك بضيوفهم وتبقى أنت الضحية (أبو عبيدة البنشي) ..

- ثم تنزله من المقعد الأمامي وترغمه على التقوقع في حقيبة السيارة الخلفية تحت تهديد السلاح بل وتضربه بالمسدس على رأسه فتريق دمه وتبقى أنت الضحية ..

- ثم ترميه بالرصاص في ساقه لأنه قاوم الانقياد لك وتبقى أنت الضحية !!


- ثم يتجاوز الناس ذلك فتقتل أحد أبنائهم وتطوف برأسه دون تثبت من هويته وتبقى أنت الضحية (مقتل محمد فارس) ..

- ثم تتجاوز المحاكم الشرعية وأعراف الناس وتعتقل بطريقتك وتبقى أنت الضحية (أحداث مسكنة) ..

من كل ما سبق (وسيأتي) تكتشف بسهولة أن الدولة ترى أن لها منزلة أعلى من الجميع ، وترى أن منهجها هو المنهج الصافي ، ولعلك تستغرب أخي القارئ أني لا أتحفظ على كل هذا .. طبيعي أن أرى جماعتي هي الصواب (أو الأصوب) وإلا لماذا اخترتها إذاً ؟؟

ليست هذه هي المشكلة .. مشكلة الدولة كانت في تعاملها الغير شرعي مع باقي التيار الإسلامي .. ليس معنى أنك ترى أن الصواب معك أن تفعل كل ما سبق ..

ولكن لحظة ..


هل فعلت الدولة ما فعلت لأنها كانت ترى أنها على (صواب) و الآخرون على (خطأ) فقط؟

الإجابة: لا .. الأمر أكبر من ذلك ..

كان هناك سر آخر خلف كواليس كل تلك الأحداث .. سر اكتشفناه مع الوقت..

إن السر الدفين وراء كل الأحداث السابقة هو أن نبتة التكفير كانت قد بدأت تترعرع في جسد الدولة .. طوال هذا الوقت كان عدد ليس بالقليل من رموز الدولة يرى أن باقي الفصائل الإسلامية (مرتدون) .. لم تكن معركة هذا الخط مع أغلب الفصائل (حتى الإسلامية) معركة (صواب وخطأ) بل كانت معركة (إيمان وكفر) .. وانتصر هذا الفكر بعد ذلك وبدأت مرحلة جديدة هي مرحلة التأصيل العلني لتكفير كل من يقف أمام (تمدد) الدولة بدعوى موالاته للكفار .. وتخلصت الدولة من حيائها في التكفير وانتقلت إلى مرحلة (تأصيل التكفير) وإصدار بيانات تكفيرية علنية بوضوح (كبيانهم المشهور في تكفير الجبهة الإسلامية) وسنأتي على كل ذلك في (الجزء الرابع) من هذه الحلقات بإذن الله ..


الجزء الثالث قريباً إن شاء الله ..