JustPaste.it

file1.jpeg

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله العلي الناصر المتين
والصلاة والسلام على نبينا النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فهذه رسالة أبعثها من ثغر الشام الى ثغر القوقاز ، من أرض الملاحم والبطولات أرض بسطت ملائكة الرحمن أجنحتها عليها
من العبد الفقير الى أخي القائد الأمير أبي محمد الداغستاني حفظه الله ووفقه وسدده
منطلقا فيها بقول نبينا صلى الله عليه وسلم : الدين النصيحة والمؤمن مرآة أخيه
فأقول مستعينا بالله
ألخص هذه النصيحة في عدة محاور




المحور الأول والنصيحة الأولى :

أيها الأمير اوصيك وإخوانك بتقوى الله سبحانه وتعالى فالتقوى مفتاح النجاة والتقوى سبب النصر وسبب العز والتمكين والتقوى سبب تنزل رضى الله سبحانه وتعالى ، اوصيك أيها الأمير وإخوانك بالصدق مع الله سبحانه وتعالى ، فإننا والله لا ننتصر بقوة السلاح والعتد والعتاد ولكن بقوة الإيمان وإن الله وعد بالنصر ولكن الله سبحانه وتعالى ؛ قيد ذلك الوعد بصفة ألا وهي الإيمان ، من أجل ذلك يقول الله سبحانه وتعالى ﴿ إِنَّا لَنَنْصُر رُسُلنَا وَاَلَّذِينَ آمَنُوا﴾ ويقول الله سبحانه وتعالى ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ويقول الله سبحانه وتعالى ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ، فيا أيها الأمير الله الله باستجداء نصر الله سبحانه وتعالى بزيادة الإيمان في قلوبنا ونشره في جنودنا ، ولنا في وصية عمر رضي الله عنه الى أهل الثغور أعظم عظة ودرس وعبرة.




الوصية الثانية :

لا يخفاكم عظم المعركة التي كتب الله سبحانه وتعالى لكم خوضها ، فمعركة القوقاز هي معركة استراتيجية ومعركة عسكرية بل ومعركة تاريخية فإن كنا نحن في أرض الشام نضرب الرافضة ونضرب النصيرية ومن ورائهم الامريكان الذين جاءوا بطائراتهم وجيشهم ومعهم الخونة ، فإنكم تضربون راس الأفعى تضربون روسيا وتنهكونها وتستنزفونها ، فالله الله بالإخلاص واحتساب الأجر في ذلك ، ثم يا أيها الأمير أنتم تعلمون ما حل بالأمة الإسلامية وما حل بالشعوب المسلمة من تغريب ومن تزييف للحقائق ومن حرب إعلامية شعواء قلبت الحق باطلا والباطل حق ، فغاب عن كثير من الناس استشعار هذه الشعيرة ، غاب عن كثير من الناس قول نبينا صلى الله عليه وسلم (لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها) ، غاب عن كثير من الناس قول نبينا صلى الله عليه وسلم (عينان لا تمسهما النار ، عين باتت تحرس في سبيل الله) ، فالله الله أيها الأمير بالرفق بهذه الشعوب ومراعاة جهلها ومراعاة حالها والسعي الحثيثي لدعوتها وادخال هذا الجهاد الى كل بيت ، فإن كل بيت يدخل منه مجاهد في صفوفكم فإن ذلك البيت هو حاضنة شعبية وملجأ آمن للمجاهدين في سبيل الله ، فاستوعبوا المجاهدين ما استطعتم وادخلوا المسلمين في صفوفكم واجعلهم يذوقون لذة الجهاد وطعمه في سبيل الله ، واغرسوا الإيمان في قلوبهم فإنهم يكونون عصباً للجهاد في سبيل الله بإذن الله تعالى.




الوصية لثالثة :

لا تستكثروا من الأعداء واجعلوا لكل مرحلة من مراحلكم سياسة وحكمة فلا تستكثروا من الأعداء وحيّدوا الخصوم ما استطعتم ، ولا يجرفنكم التيار العام لدى عامة المجاهدين بسبب حديث الإنضمام للجهاد من رغبة في توسيع عداواتكم ومعارككم ، فإن تحييد الخصوم سياسة شرعية انتهجها رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما عرض على قريش أن يخلوا بينهم وبين الناس فإذا فتح الله له فليأتوا الى الإسلام ، وكذلك في فعل النبي صلى الله عليه وسلم إبان دخوله المدينة حينما حيّد اليهود وبدأ في قتال المشركين ، وكذلك حينما حيّد الروم وحيّد الفرس ، فإن ذلك هدي نبوي انتهجه نبينا صلى الله عليه وسلم أحوج ما نكون إليه في هذا الزمان.




الوصية التي تليها :

استوعبوا المجاهدين في أرض القوقاز جميعا ما استطعتم الى صفوفكم ، والله الله في وحدة الصف وتعاونوا وليكن مبدأكم في ذلك (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو ي سبيل الله) ومعنا أياً كان اسمه وأياً كان لونه ورسمه وان بلغ من الذنوب والمعاصي والتقصير ، فإن ذلك لا يحول بيننا وبين جمع الكلمة فإن كثير من شبابنا اليوم يعجز أن يستوعب ما يقرأ في تاريخ النبي صلى الله عليه وسلم وفي غزواته وفي سيرته ؛ لذلك نجد كثير من شبابنا أن في جيش النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد ثلاثمئة رجعوا عن الجيش وانتكسوا والعياذ بالله مع رأس المنافقين ، فلا يستوعب كثير من الناس أن أبا محجن كان مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل في الثغور فأوقف في السجن لشربه الخمر ، لا يستوعب كثير من شبابنا هذه المعاني فعلينا أن نوصل هذه المعاني الى شبابنا وأن نجعل المعيار بيننا وبين الآخرين ان من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، من قاتل لتطبيق الشريعة ، من رفض العلمانية والديموقراطية فهمو معنا أياً كان لونه ورسمه وان اختلفنا في بعض الجزئيات وبعض الأحكام.




الوصية التي تليها :

الله الله أيها الأمير بجمع كلمة ما استطعتم فإن أُم المصالح مصلحة جمع الكلمة وان من الداء الذي استفحل في الساحات الجهادية أن ينظر البعض الى مصلحة جماعته على أنها مصلحة الأمة ، فرق بين مصلحة الجماعة وبين مصلحة أمة المسلمين ، فرق بين مصلحة الجماعة وبين مصلحة الدعوة الى الله ، فرق بين مصلحة الجماعة وبين مصلحة الجهاد في سبيل الله ، وإن أُم المصالح جمع كلمة المسلمين على أمير واحد وجمع كلمة المجاهدين على جماعة واحدة يقاتلون في سبيل الله ، إني تأملت في حالننا في الشام وحال الفصائل المتنازعة وسعيت في جمعها جمعاً حثيثاً ؛ فيتعلل كل أمير بعلته وعذره ووالله ما رايت تلك الأعذار إلا واهية وما أرى أولئك الأمراء إلا مخطئون وما أرى أولئك الأمراء إلا آثمون ، إلا من استفرغ وسعه في سعيه لجمع كلمة المسلمينووحدة صفهم ، إن الله سبحانه وتعالى حينما وعد بالنصر أمرنا بأمر ان حققناه انتصرنا ألا وهو قول الله سبحانه وتعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ ، مهما تركب في ذهن واحد منا وتجمع مصالح يتوهم أنها أجمع من جمع الكلمة فهي سراب فإن كل مصلحة خالفت أمر الله سبحانه وتعالى فهي ملغاة ، فالله الله بجمع كلمة المسلمين ولو تنازلتم عن كثير من مصالحكم ولو تنازلتم عن كثير من أموركم لأجل ذلك فإن في ذلك خير عظيم.




الوصية التي تليها :

حذار أيها الأمير ان يتسلل داء الغلو وداء الإرجاء الى أرضكم فإنهما داءان ما ان تسللا الى أرض إلا أفسداها ، وإن من فطرة الناس وطبيعة البشر أن الإرجاء ينتشر في أماكن لا سلاح فيها وأن الغلو عند حامل السلاح أكثر من غيره ، وكذلك الأمر في قتل الأنفس بغير حق ، فيا أيها الأمير داء الغلو داء ما انتشر في ساحة إلا أفسدها ، إن التنطع ما حل في جماعة إلا دمرها يقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم (هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون) ، وإن مما يخطئ فيه بعض القادة التهاون مع هذه البذرة بذرة الغلو فيتركها حتى اذا استفحل أمرها كثر سوادها بدأ في محاربتها ومحاولة وأدها وحينئذ قد فات الأوان ، وإن من أشد ما يحارب به الغلو محاربة المسائل التي ينتشر منها هذا الداء فإن رأيتم مسألة قد انتشر وكثر فيها الخلاف فاجمعوا أهل العلم عندكم وتواصلوا مع العلماء واحسموا الأمر فيها واقطعوا الخلاف وامنعوا الخوض فيها فإن ذلك من أفضل الأبواب في قطع هذه المسائل كمسائل الغلو ، ان ذلك فيما يتعلق بمسائل العذر بالجهل وما يتعلق بمسائل التكفير وغير ذلك من هذه المسائل اجعلوا هذا الأمر منوطاً بالحكماء والعلماء وطلاب العلم ولا يكن ذلك لعامة الناس ولعامة المجاهدين يقوله كل صغير وكبير فينتشر ذلك الداء ويصعب عليكم حينئذ احتواء الموقف ، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعصمنا وإياكم من الهلاك الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم ووعد به المتنطعون (فقد هلك المتنطعون).




الوصية التي تليها :
أيها الأمير ما خرجنا من بلداننا وما تركنا الدنيا بأسرها إلا رغبة في النجاة من عذاب الله ، فالله الله أيها الأمير لا يسرين التهاون في دماء المسلمين بغير حق في جماعتكم ولا بين جنودكم وكونوا حاسمين في هذا الباب فلإن تلقى الله سبحانه وتعالى بكل ذنب بعد الشرك أهون من أن تلقاه بسفك دماء مسلمة ، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً) ، فإن أصاب المرء دما حراما فقد وقع في الضلال وقد وقع في الغي نسأل الله السلامة والعافية ، يقول ابن عمر رضي الله عنه (إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن وقع فيها سفك الدم المسلم بغير حق) ، الله الله أيها الأمير تعلم قول نبينا صلى الله على وسلم (لان تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من سفك دم مسلم بغير حق) ، إن هذا الوعيد الشديد من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبل ذلك من رب العالمين لهو أمر يقشعر منه جسد الواحد منا اذا نزّله على واقع الساحات الجهادية ، وان من طبيعة كل حامل للسلاح أن يكون في سيفه شيء من الرهق من أجل ذلك خص الله المجاهدين بوصية دون غيرهم وقدمهم فيها على من سواهم فقال الله سبحانه وتعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا فتبينوا هذه وصية هذه وصية للمجاهدين ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ ، أكد الله التبين بمؤكدات كثيرة وكرر الله سبحانه وتعالى الوصية بذلك مرتين وأمرنا الله سبحانه وتعالى ألا نتسرع في الحكم على المسلمين بإخراجهم من دائرة الإسلام لأجل مصلحة دنيوية رخيصة ، فكم من مسلم أخرج مسلماً من دائرة الغسلام لسبب خفي ألا وهو المصلحة الشخصية ، كم نرى هنا في الشام من أناس ومن مجاهدين ومقاتلين يخرجون غيرهم من دين الله لمصلحة تنظيماتهم أو لأجل قتال حصل بينهم أو لأجل أن يحظوا بأموالهم ودورهم أو مزارعهم ان بإسم الجهاد وان بإسم مصلحة الجهاد وان بإسم غير ذلك من الحجج والبراهين والتعليلات الواهية والله المستعان ، فلا تلقين الله أيها الأمير وفي رقبتك دم إمرئ مسلم فتخسر الدنيا والآخرة لا تلقين الله بدم امرئ مسلم فتخسر الدنيا والآخرة ، تذكر أيها الأمير تلك القصة التي رواها أسامة بن زيد رضي الله عنه عند البخاري ومسلم في صحيحيهما قال (خرجنا من حرقات الى جهينة فصبحنا القوم وهزمناهم فلحقت أنا ورجل من الأنصار رجل منهم فلما عليناه بالسيف قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله ، فكف الأنصاري عنه وعلوته بالسيف فقتلته ، يقول فلما رجعنا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبلني رسول الله غاضباً ثم قال يا أسامة ما تفعل بلا إله إلا الله اذا جائتك يوم القيامة) ، ان الخطب عظيم وان الأمر كبير وانها عند الله لعظيمة فالله الله بدماء المسلمين.




الوصية التي تليها :

الله الله بإغلاق باب التأول فانا نرى وصية شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رأي العين حينما قال (ما فسد هذا الدين وما دخلت البدع وما سفكت الدماء وما عذب الإمام أحمد بن حنبل وما ابتلي الصالحون وما أفسد الجهاد إلا من باب التأول في دين الله) ، فإن الحرام حراماً وان بحثت له المعاذير وإن المعصية منكراً وان جعلت بين يديها المقدمات فكم من بيوت للمسلمين أخذت بتأويلات وكم من دماء سفكت بتأويلات وكم من أراضي انتهكت باسم التأويلات ، فكم من إنسان يتأول فيأخذ المال باسم أن صاحبه كذا أو باسم أنه محتاج له في ساحات الجهاد أو باسم أنه كذا وكذا ويبحث عن معاذير وهي والله سرقة وان سماها باسم مصلحة الجهاد وكذلك سفك الدماء باسم مصلحة الجهاد وباسم غير ذلك من الأسماء رواه دماء المسلمين وهي والله كبيرة وان سميت باسم المصلحة وان تأول أصحابها ، كم من أناس يجمعون التبرعات ثم يتأولون ويأخذون منها لأنفسهم حظاً كبيراً ، كم من أناس يولّون على عمل جهادي فيعملون به لأنفسهم باسم مصلحة الجهاد ، وكم وكم والله رأينا من الطوام وقلة الورع وقلة خشية الله في هذا الباب والله المستعان.




الوصية التي تليها :

الله الله أيها الأمير في تربية المجاهدين على السمع والطاعة ولقد كان قدوتنا صلى الله عليه وسلم حازم في هذا الباب في تربية الجنود على السمع والطاعة وإنا والله نأسف حينما نرى الطواغيت يربون جنودهم على طاعة عمياء وهم يأمرونهم بباطل وضلال ونحن نرى الأمراء في الجهاد لا يربون جنودهم على الإمتثال على السمع والطاعة ، انظر الى حسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما أمر جنوده يوم أحد ألا ينزلوا من الجبل قال (ولو رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تنزلوا) فلما نزل من الصحابة وخالفوا أمر الأمير رسول الله صلى الله عليه وسلم حلّت الهزيمة وابتلي المسلمون بما ابتلوا به آنذاك ، فالله الله في تربية الجنود على طاعة الأمير في المباحات وفي الطاعات من باب أولى وقطع باب الإجتهاد وتضييقه ما استطعنا الى ذلك سبيلا ، لتنحصر الأمور لدى الأمير وليعرف الأمير كيف يقود جماعته وكيف يمشي بهذا المركب الجهادي لنصرة دين الله سبحانه وتعالى ، وان من أولى ما نربي عليه جنودنا ونعلمه عليه شبابنا أن نربيهم على معنى التحاكم لشرع الله سبحانه وتعالى وأن نربيهم على معنى تولي الإمارة وعلى معنى العزل منها ، فإن التحاكم لشرع الله يطالب به كل مسلم ولكن عند المحك وعند الاختبار تتبين الأمور ويظهر الصادق من الكاذب ، فكم من نزاع حصل بين أخوين فدعونا الى التحاكم لشرع الله  فجاءوا منعمين لأمر الله ولأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ولكن ما ان يصدر الحكم من القاضي حتى يغضب أحدهما وحتى يضمر في نفسه التخريب على الآخر والتشويش عليه والتغبيش عليه ، ألم يقل الله سبحانه وتعالى ﴿ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ ، ليس الشأن بالقبول بالتحكيم فحسب إنما ما بعد ذلك ﴿ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ ، فإن هذا أعني التحاكم لشرع الله هو محك اختبار إيمان المرئ فالصادق مع الله هو الذي يرضى بقضاء القاضي ويرضى بحكم شرع الله سبحانه وتعالى ما لم يخالف نصاً شرعياً صريحا ولو كان على نفسه ، اذ يقول الله سبحانه وتعالى ﴿ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ انظر هنا الى بلاغة القرءان فلم يقل الله سبحانه وتعالى (ثم يعترضوا على شرع الله) ولكن ﴿ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حتى أنفسهم تطيب لأمر الله سبحانه وتعالى ﴿فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً﴾ ، فوالله لو ربينا جنودنا على هذا الأمر لزالت كثير من خلافاتنا ولا يقبل في هذا الباب أعني باب التحاكم لشرع الله أي عذر أو مبرر أو تأويل فكل مسلم مأمور بالتحاكم لشرع الله بل ولو كان المتحاكم معه ظالماً أو مخطئاً أو كافراً فان الله سبحانه وتعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم إذا جاءهم يهود يتحاكمون لشرع الله أن يحكم بينهم فنحن مخاطبون ان نحكم بين المسلمين وان نقبل الكفار اذا جاءوا لمحاكمنا أن نحكم عليهم بشرع الله سبحانه وتعالى ، كذلك مما يجب علينا تربية جنودنا عليه أن نربيهم على عدم التعلق بالإمارة والتشبث بها فكم رأينا من أخوة صلحاء فُرضت عليهم الإمارة وعُرضت عليهم تولّي بعض الأمور فرفضوها رفضاً قاطعا ممتثلين لقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تسأل الإمارة) ، فما أن يُلح عليهم باستلامها حتى يتولّوها مكرهين فما أن تتغلغل الى قلوبهم حتى يتشبثوا بها فما أن يعزلوا أو يطلب منه ترك هذا العمل حتى تخلق حينئذ المشكلات وتظهر يومئذ النزاعات فيا سبحان الله ما أسرع ان تتغلغل هذه الإمارة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم أنها يوم القيامة ندامة ، فيا أيها الجندي يا أيها المجاهد في سبيل الله لا تتولين الإمارة فإذا ما أُجبرت عليها وأُلزمت بها فلا تتشبث بها فإن ما عزلت منها فقل الحمدلله  الذي أراحني منها ؛ إن كنت كذلك فنعم الرجل أنت ، ولنا في وصية شيخ المجاهدين أسامة تقبله الله درس وعبرة حينما كان يقول لكل جندي من جنوده يولّيه أمر من أمور المسلمين (وطّن نفسك على العزل حتى لا تجد في نفسك يوم العزل حظاً فتزيغ عن الحق) نسأل الله الثبات عليه ، ولنا في قصة خالد رضي الله عنه أعظم درس وعبرة حينما أرسل عمر رضي الله عنه فقد فتح الله على يد خالد الفتوحات فلا يكاد يهزم له جيش ولا يقف أمامه عدو فإذا بالكتاب يصل إلى أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه أمير هذه الأمة (أني قد عزلت خالداً وولّيتك هذا الأمر) فاحتفظ أبوعبيدة بالكتاب حتى فرغت الغزوة فلما فرغت الغزوة وخالد منتصر جاءه أبو عبيدة بالكتاب فنظر إليه خالد ثم قال (الحمدلله الذي أزاح عني هذا الحمل وخفف علي هذا الثقل ، أنا جندي من جنودك يا أباعبيدة) ، لله هذا الموقف ما أعظمه كم نحن بحاجة لتدريسه لدى شبابنا ولدى جنودنا.

أيها الأمير :

الله الله في مسألة الأمنيين فإن مسألة الأمنيين لا تكاد في ساحة من ساحات الجهاد إلا ونرى فيها ظلماً عظيماً وان الظلم ظلمات يوم القيامة وإنّا نخشى من دعوة مظلوم من المستضعفين تصعد الى السماء فتفتح لها الأبواب فتدمر ساحة جهادية ، إن الأمنيين يغلب على عملهم أنهم يبنون أمورهم على غالب الظن وعلى اساءة الظن ونحو ذلك ، فالله الله برد هذا الباب وعلى تولية لجنة شرعية لا تخاف في الله لومة لائم ، هذا الملف فوالله لأن يؤتى من ضعف الأمن أحب إلينا من أن يؤتى من الظلم ةالله لأن يؤتى من قصورنا من جانب الأمنيين أحب إلينا من أن يؤتى من جانب معصيتنا لرب العالمين.




الوصية التي تليها :

تعلم أيها الأمير أن الساحات الجهادية تواجه معركةً ضروساً إعلامية لتشويهها وإسقاطها لدى المسلمين ، فالله الله بباب الإعلام وبالجانب الإعلامي اجتهدوا في ذلك ما استطعتم سبيلا ، اجتهدوا في نشر فتوحاتكم في نشر سماحتكم في نشر أخلاقكم وكونوا خير رسول للإسلام وخير ممثل له في أرض القوقاز







قلوبنا معكم ودعواتنا تنطلق إليكم ونسأل الله لكم الثبات حتى تلقون ربكم

اسال الله إن لم يكتب لنا أن نجتمع في أرض الشام أن يكتب لنا الإجتماع في مسرى نبينا صلى الله عليه وسلم
وان يجمعنا في جنات النعيم على سرر متقابلين مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين
جزاكم الله عنا خيرا وجزاكم الله عن المسلمين خيرا
ونفع الله بكم وثبتنا الله وإياكم على دينه
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين