JustPaste.it

23-12 | إعــــــــــلام خائــــــــب | للدكتور ابراهيم الشمري الناطق الرسمي بإسم الجيش الإسلامي في العراق

بسم الله الرحمن الرحيم
اعــــــــــلام خائــــــــب
الحمد لله رب العالمين وناصر المظلومين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى الدعاة الى دينه وهديه الى يوم الدين، أما بعد:
فإن المتتبع اليوم لوسائل الاعلام كالقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي المنتسبة لاهل السنة ويطالع واقعنا السني على وجه الخصوص وواقعنا العراقي بعمومه ليدهش من حجم التناقض بين الحاجات والمصائب التي تلم بهذا المجتمع وبين ما يتابعه على تلك الوسائل التي يدّعي كثيرون أنها تهتم لشكواهم وآلامهم، فبعضها أخذته السكرة بعيداً، حتى أصبح يسبح في عالمٍ افتراضي لا علاقة له بالواقع فهو يحدثك مثلا عن الشعب العراقي الواحد بسنته وشيعته وبعربه وأكراده، وأن المشكلة في نظره إن هي إلا سياسية فقط!!!، قلت اذن من الذين تقتلهم وتستبيح ديارهم مليشيات الحشد الشيعي المنعج بفتاوى كبار المرجعيات الشيعية حتى التي أرمت عظامها ولم تزل تتنفس حقداً على أهل السنة والاسلام؟!!!!، ومن هم أبو بكر وعمر وعائشة الذين ظهرت مواكبهم الشيعية ترفع لافتات لعنهم علانية وأمام كاميرات الفضائيات؟!!!، وبالطبع فالفضائيات والمواقع المحسوبة على هذا التيار لا تبث تلك المشاهد، وحتى عندما تنقل الجازر بحق أهل السنة فهي تنقلها على أساس انها مشكلة بين السياسيين فقط، رغم أن السياسيين بينهم اليوم من الاتفاق ما دعاهم إلى التلاحم أكثر من أي وقت مضى، فسياسيو أهل السنة بعمومهم سكتوا أو تغاضوا عن مصاب أهلهم ومرروا تشكيل الحكومة وانخفضت وتيرة تصريحاتهم ورحبوا بالنسخة الجديدة المعدلة من الحكم الشيعي الا من تصريحات خجولة في بعض الاحيان، إذن هي ليست مشكلة بين السياسيين، وانما هي عقدة مرضية متأصلة عند مليشيات شيعية وعصابات طائفية لديها عقدة انتقام تاريخية ولا أقول منهج ديني فليس ثمة دعوة دينية تقوم على ارتكاب كل تلك المجازر والفضائع بحق البسطاء والضعفاء الذين يفترض أنهم ميدان دعوتها، حتى وصل الامر إلى اغتصاب الرجال وأمام الكاميرات، فقبل ايام ظهرت صور تعرية شيخ مصاب بالجنون في ديالى وارتكاب ما لا يتصوره انسان مهما كان بحقه، فهل هذه مشكلة سياسية فقط؟!.
بعض وسائل اعلامنا لم يعد فيها شيء يستحق المتابعة فأخبارها كثير منها كاذب مختلق، وبعضها متناقض وكثير منها ليست أخباراً مهمة لشعب كامل تحول إلى أكبر شعب نازح في عالم اليوم، بعضها الآخر لاه مشغول بالتوافه من الاخبار في عالم تجري فيه دماء أهلهم وتنتهك حرماتهم وتخرب ديارهم على يد الاغراب من كل صقع ولون، قال ابن القيم :"أخسر الناس صفقة من اشتغل عن الله بنفسه، بل أخسر منه من اشتغل عن نفسه بالناس".
أنا لا أشك أن هناك متحرقون لنقل معاناة أهلهم وتراهم يبذلون مايسعهم لذلك، ولكنك لا تجد أحدهم يمتلك قناة فضائية مشهورة ولا حتى مغمورة، بل غاية امكاناتهم تصميم بوستر أو مقطع فديو ينشر على "يوتيوب" ، رأيت من ذلك مثلاً فديو نشره بعض الناشطين في بعض المنظمات التي تعمل لاغاثة النازحين تظهر فيه عجوز نازحة يلخص حديثها كل معاناة أهل السنة وآلامهم، وفي هؤلاء وأمثالهم من الذين يعتصرهم الألم لنقل معاناة أهلهم يصدق قول المتنبي:
ولمَ أرَ في عيوب الناس شيئاً ************** كنقص القادرين على التمام
اللهم منزل الكتاب وجري الحساب وهازم الاحزاب اهزم أعداءك وانصرنا عليهم نصرك المبين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

د. ابراهيم الشمري الناطق الرسمي بإسم الجيش الإسلامي في العراق
الثلاثاء 1 ربيع الأول 1436هـ - 23-12-2014 مـ