بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من جبهة النصرة إلى شرفاء الجيش الحر وجنود الكتائب والفصائل والألوية المقاتلة في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي وإلى إخواننا من عوام المسلمين
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6]>
أما بعد؛
فعلى إثر تدخل أهل الخير والفضل في فض النزاع الواقع في جبل الزاوية بين الفصائل المجاهدة وجبهة ثوار سورية، وحرصًا على حقن الدماء والحفاظ على نقاط الرباط مع العدو النصيري، قبلت جبهة النصرة بتشكيل محكمة شرعية مستقلة للفصل في النزاع وأصدرت بيانًا ظهر يوم أمس السبت تبين فيه موافقتها على وقف إطلاق النار وقبولها بمحكمة شرعية يرأسها الشيخ عبد الله المحيسني، وتضمن الفصائل مثول جمال معروف أمام المحكمة بعد أن يطلبه القاضي ويتم بعدها تبادل الأسرى من الطرفين، وإذ بجمال معروف يهدد لجنة التفاوض ويبدي رفضه للمبادرة ويدعو فصائل ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي إلى التعاون معه وقتال الجبهة واقتحام جبل الزاوية بحجة أن الجبهة خوارج ودواعش جدد يرفضون التحاكم إلى شرع الله؛ وإذ به يخرج على الإعلام ويتهمنا بالعمالة لإيران ويريد طردنا من بين أهلنا في الشام الذين ما أتينا إلا لنصرتهم.
فليعلم كل من يقرأ هذه الكلمات أن جبهة النصرة تقبل تحكيم شرع الله وما خرج جنودها إلا لأجل ذلك، وأنها راضية بالمحكمة مع هؤلاء لا ضعفًا ولا خوفًا ولكن حرصًا على استمرار العمل ضد النظام النصيري وتجنب المنطقة صراعاً داميًا قد لا ترضي عواقبه أحدًا منكم.
فيا شرفاء الجيش الحر، ويا جنود الكتائب والفصائل والألوية المقاتلة في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، ويا إخواننا من عوام المسلمين؛ واعلموا أننا تجنبنا بكل الطرق هذا القتال، ولكن في كل مرة يضطرنا هؤلاء بأفعالهم إلى رد عدوانهم!
فيا شرفاء الجيش الحر، ويا جنود الكتائب والفصائل والألوية المقاتلة في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، ويا إخواننا من عوام المسلمين؛ فليبلغ من سمعنا من لم يسمعنا، وليراجع كل من يريد خوض هذه المعركة نفسه، وليعد جوابه يوم القيامة حين يسأله الله عز وجل: فيم قُتلت؟
اللهم هل بلغنا .. اللهم فاشهد!
اللهم هل بلغنا .. اللهم فاشهد!
قال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا * الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}.
والحمد لله رب العلمين، وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
