JustPaste.it

تعليق عاجل عن كلمة العدناني الأخيرة – هل من جديد عندك يا متحدث العوادية؟

د طارق عبد الحليم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد

لا إله إلا الله. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

والله لقد أعرضت عن الحديث عن كلمة المبهت الكاذب العدناني الأخيرة، التي روج لها مهرجو تنظيمهم، وكأنها تنزيل من التنزيل، أو قبسٌ من الذكر الحكيم! لكنّ هؤلاء لا يعرفون قدرهم ولا يقيسون قاماتهم. فعدت إلى ما قال، فوجدته كماء في غربال، لا يمسّك به من أراد تحصيلا ولا يقنع إلا من أراد تهويلا. فراغ ملئ بحروف مرصوصة، يجهل عنها السامع قبل أن يبدأها، ويجهل عن قصدها بعد نهايتها. فالسامع للرجل بين جهلين، جهل بما سيقول، وجهل بما قصد به.

وقد قمنا من قبل بتفنيد كذبه وبهتانه، بعد نشر كلمته المخزية عن عقيدة قاعدة خراسان، وافتراءاته التي لم يستح أن يتلوها على الناس وأصحابها أحياء، وكلماتهم مسموعة منشورة. فرددنا عليه سطراً سطراً، وخسفنا به وبكلمته الأرض[1]، ولم نسمع لهم ركزا بشأنها إلى اليوم، يدعون أن لا وقت لديهم، وكذبوا كعادتهم، بل نزلت عليهم كصاعقة أفحمتهم، وألجمتهم، فعيوا عن الرد.

والرجل يبدأ حديثه بكلمات فخمات، وآيات كريمات، إيهاما للسامع أنّ ما سيأتي بعدها له معنى معتبر، كما أن تلك الكلمات والآيات لها معنى معتبر، وكذب. فحديثه كله من بعد خالٍ من المعنى، عريّ عن الصحة.

ولننظر كيف اشتملت كلماته في صرخته ألمه الأخيرة، التي استجدى فيها واستعبر، واستعطف ثم تكبّر، فهدد وتوعد، ورغى وأزبد، ثم كان حصاده هشيما، وخراجه لا تأكله إلا بهيمة.

    1. كلمات جوفاء عن انتصارات يقوم بأضعافها غيرهم، وكأنه يتحدث عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    2. عام مضى، كم من مسلم قتلتم، وكم من عائلة شرّدتم، باسم الردة التي حكمتم بها خزايا وندامي، غير صائبين ولا مأجورين. وكم من بعثيّ آويتم، ونفط سربتم للنظم التي تزعمون أنكم تقاتلونها، وكأن هناك غير تلك النظم من يشترى نفطاً خاماً يكرره! وكأن مصافي النفط منشرة خلف بيوت الموحدين! كذب وبهتان.

    3. ما حققتهم حققتم لأنفسكم، وأجنادكم الذين أغدقتم عليهم من مال المسلمين الذين سلبتم وغللتم، فعلكم فعل السيسي وآل سلول، أشحة على الناس، كراماً على الأجناد. فبئس للظالمين مثلاً مثلكم.

    4. يفتح روما والأندلس، العاد-ناني يفتحهما، تحقيقا لا تعليقا، وكأنه مهدي هذا الزمان. سبحان الله. أتلك الفسلة التي أنشأها سيده بن عواد هي ما قصدت بها الأحاديث؟ هذا حديث من ذهب عقله وتعلق بأماني لا حق فيها. كلام لا ينطوى إلا على كلّ مغفلٍ مخدوع.

    5. ثم يتحدث عن الجهاد وعن الوقوف في وجه الطواغيت، وكأن تنظيمه الحروري هو أول من بذر بذرة جهاد. كاذب مبهت، فوالله لم تكن لك ولا لصاحبك راية حتى أسلمك إياها قادة القاعدة، تحسيناً للظن في مجهولين، غفر الله لهم ما فعلوا، فقد ابتليت الأمة بحرورية متنطعة، أهل كذب وبهتان. لكنكم منافقون تنسبون لأنفسكم عمل غيركم "لَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أَتَوا۟ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا۟ بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا۟ فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍۢ مِّنَ ٱلْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌۭ" آل عمران 188. ففرحتم بنصر ساعة، وبتجمع الغافلين الجاهلين حولكم، ونسبتم أنفسكم إلى الطائفة المنصورة، وصفاً أنكره عليكم أساتذتكم الذين تنكرتم لهم بعد أن كنتم تجلسون بين أيديهم مجلس الصبيّ من أبيه، لا أقول المتعلم من الفقيه، فإنه والله لم يتخرج منكم أحد على يد عالمٍ، وقد عرف الناس أقداركم، خاصة الكاذب المبهت، الذي فضح تاريخه المنافق البنغلي، فيما أسماها سيرة ذاتيه، وهي محض مسخرة كوميدية. كما عرفنا قدر بن عواد ممن درّسه أياما، أبوعبد الله منصور، ففضح قصور فهمه وبطيء تحصيله.

    6. ثم يتجرأ الرجل على أن يصف الصنف الثالث ممن عدّهم من أعداء تنظيمه الهار، ويعنى بهم المخالفين لأهوائهم، فقال إنهم والوا ضدهم الكفار ورموهم بكل أذى وعار، وكذب كعادته. من يا مبهت الذي قتل رؤوس المجاهدين من المخالفين، بعد أن رماهم بالردة؟ من الذي حاصر الدير يا كاذب القوم؟ من الذي شرّد الشعيطات؟ من الذي سبى نساء مجاهدين أحياء من جبهة النصرة؟ من الذي قتل أبو محمد الفاتح وعائلته وأبو سعد الحضرمي وأبو خالد السوري؟ وغيرهم عشرات بل مئات؟ لا نذكر هنا مذبحة الأحرار، حتى لا يتعلق بها متعلق، وإن كنتم أول متهم بها، بالشواهد والقرائن.

    7. تكذب اليوم، وتتودد وتستعطف، وتقول عن المخالف "من أهل البدع"، وقد رميتهم بلسانك الكذوب من قبل بالردة، ورماهم كل بهيمة أنعام ممن سار خلفك بالردة. الآن هم من "ذو القربي" يا الله ما أخسك وأحطّ سريرتك. أليسوا هؤلاء بالمرتدين الذين قلتم عنهم ذلك عيانا بيانا في بيانات وتصريحات؟ لكنه ينقض نفسه هذا الفسيل، إذ يستشهد بعدها بآيات "ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً" هم إذن من الذين أشركوا؟ قَدَمُ الكذب لا تحمل صاحبها شبراً.

    8. يتحدث هذا الكذوب عن أن تنظيمهم الحروري لا يعتبر المخالفين ومن لم يبايعوا مسخهم "صحوات" ووالله لا نقول إلا "إن لم تستح فاصنع ما شئت". فكلّ قول لكلّ متحدث في تنظيمكم المشؤوم يعتبرهم صحوات، ويعلن ردتهم، في تسجيلات أكثر من أن تحصى، لكنك كاذب، جبنت عن أن تعترف بهذا اليوم واضحا كالأمس، حين غرتكم الأماني، وعميتم عن حقائق الساحة، فقلت "في هذه المرحلة" وهل هذا يعنى أنه في المرحلة القادمة سيعتبر هؤلاء صحوات إذن؟ وكيف يصبح من تعتبره مسلما اليوم، مرتدا غدا بتبدل المراحل يا فقيه عصرك؟ هي والله تقية إخوانكم الروافض، ليس إلا.

    9. ثم يستشهد الكذوب بحديث رسول الله "ما لم يصب دماً حراماً"، ولله الأمر من قبل ومن بعد في هذا الأفاك الأشر. أدم أبو خالد السوري جم حلال أهدرتموه؟ أدماء كلّ من قتلتم، واعترفتم بقتلهم دمهم حلال إذن؟ اليس هذا اعتراف باعتبارهم مرتدون حلال دماؤهم؟ تناقض نفسك في جملة واحدة، قبحك الله.

    10. ثم يتحدث عن منهجية حرورية، ساروا عليها يسميها اليوم أخطاء. شاه وجهك. ما هذه بأخطاء، بل هو منهج ممنهج، وبدعة حرورية لن ترتفع عنك حتى يقتص منك أصحاب الحقوق بقطع رأسك جزاءً وفاقاً، وقصاصاً عدلا بما قدمت، أنت ومن تحالف معك ودعمك. وكما هو معروف في الأصول "ما تكرر تقرر، وما انتشر تأكد" فتكرار "الخطأ" يجعله منهجاً يا عالم عصرك، وأقل ما فيه يعكس معنى "الإصرار" الذي تحدث عنه علماء العقيدة، لو كنت تفهم. وقد تكرر شنيع فعلكم، تكراراً جعله أصل دائم، وانتشر في نواحي سلطتكم، دون إنكار منكم، فتأكد أنه منهاجكم. وهو ما كتبنا فيه من قبل مقالاً "هذا منهاجكم معوجّا فاتركوه"[2].

    11. أما عن الغلظة والعنف، فتنكره اليوم يا من قلت من قبل "نبقر البطون ونضرب الرصاص في الرؤوس" أليس هذا حديثك قبل أسابيع؟ أهذا حديث متحدث باسم دولة أم باسم سلخانة لحوم؟ قبحك الله من كاذب، يتودد اليوم ويستعطف.

 

  • ثم يقول الكذوب، أن المخالفين بحثوا عن سوأة لهم فلم يجدوا، فهاجموهم! لا والله يا كذوب، إنما حاولنا قدر المستطاع أن نبرر لكم من قبل، غفر الله لنا ما كان، لكنكم أبيتم إلا الاستمرار في الغيّ، وعدم الاعتذار عنه، ومقالاتنا وتسجيلات الشيخ الفاضل الأريب د هاني السباعي، وبياناتنا شاهدة علي ذلك، وليرجع من يشاء إلى مقالنا المطول "تأريخ وتوثيق لتطور العلاقة بيننا وبين تنظيم إبراهيم بن عواد العِراقيّ"[3] ليعرف ما حاولنا مع هؤلاء الكذبة المبتدعون، ويعلم أنهم ما خرجوا اليوم بهذا لون من الحديث إلا ضعفاً وهواناً، ومحاولة لاستجداء الرحمة بعد أن رأوا ما سينزل بهم الله من جرّاء ظلمهم وقتلهم لعباد الله.

  1. ثم يستدل بما استدل به الحرورية، آيات وأحاديث يضعها في غير موضعها، ثم ينزلها على غير مناطاتها، داء الحرورية في كل زمان ومكان، لا فائدة من تكرار الحديث عنها.

"الفقير إلى الله العدناني"، هكذا يصف نفسه، نعم هو فقير إلى الله، فقير إلى العدل والرحمة والصدق والتوبة، فقير إلى الاستقامة والرجوع عن البدعة. ولن تغنى عنه مثل تلك الكلمات، التي يتناقض فيها، فيستعطف تارة ويهدد أخرى، ويصف المجاهدين بالأهل والعشيرة تارة، و"الذين أشركوا" أخرى. لو أن تلك كلها أخطاء، فما هذه الدولة التي شاع فيها الخطأ حتى أصبح أصلاً مُقعّداً ومبدأ مُمَهّداً، دون إنكار أو اعتذار؟ ألا ما أخزاها من دولة إذن. والله لقد دعا أسلافكم من الحرورية إلى نفس ما تدعون، تحكيم كتاب الله وشرعه، وكذبوا وكذبتم، إنما هي دعوى عريضة، تطبقونها على هواكم، لا على الشريعة.

هذا والله ما رأيته ودونته مما سمعت من حديثه على عجالة، وفي حديثه سقطات أكثر كثيرا مما ذكرت، لعلى أعود اليها. وعذراً، فلما لم أجد تفريغها كتابة، اضطررت أن أسمعها، وهو ألم يكفيني ما عانيت منه الساعة الماضية، فإن نبرة صوت الرجل فيها رنة مزعجة، تجعلك تريد أن تنتهي منها قبل أن تبدأها!

د طارق عبد الحليم

28 ذو القعدة 1435 – 23 سبتمبر 2014

 

[1]  هؤلاء روؤسكم .. فاقطعوهم - الإعلام ببهتان العدناني  http://www.tariqabdelhaleem.net/new/Artical-72587#

[2] http://www.tariqabdelhaleem.net/new/Artical-72584

 http://www.tariqabdelhaleem.net/new/Artical-72748 [3]