بسم الله الرحمن الرحيم
لم يزل المنافقون منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحزنون لنصر المسلمين ويفرحون لهزيمتهم، ولم يزل أحفادهم في كل زمان يجندون لزعزعة الصفوف وإضعاف العزائم، ويتحيَّنون الفرص لبثِّ الوهن والفرقة بين المسلمين .
يقول الله تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به} (النساء:83). وقد انتشرت بين شريحةٍ من الناس موجة استهجانٍ واستغرابٍ لانسحاب المجاهدين من مدينة عدرا العمَّالية وبات الكثيرون، يسألون عن سبب هذا الانسحاب وغاياته، ويطالبون القادة بإيضاحات حول الموضوع .
ومما لا شك فيه أن الله تبارك وتعالى قد نهى عن تولية الكفار الدبر، وهو ما يعرف اليوم بالانسحاب من المعارك، ولكنَّه استثنى من هذا النهي ما يكون لغايات تكتيكيَّة أو مصالح حربيَّة، يقول تعالى: {ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير} (الأنفال:16) .
ولكنَّنا نرى أنَّ أكثر من في قلوبهم مرضٌ لا يقيمون لهذه الآية وزناً ولا يعيرونها انتباهاً، ولا يريدون أن يروا إلا ما يغذِّي أحقادهم ويكشف عوارهم .
وتقديراً منا لحرص الكثيرين على الاحتفاظ بالمواقع المحرَّرة، وغيرتهم على الدماء التي أريقت في سبيل تحريرها، وتفويتاً للفرصة التي حاول المرجفون وعملاء النظام انتهازها ليفتوا في عضد المجاهدين ويوهنوا عزائمهم، فإننا نبين ما يلي :
- إنَّ الحرب في العرف العسكري هي كرٌّ وفرٌّ، ونصرٌ وهزيمة، وإنَّ حربنا مع النظام النصيري وأعوانه هي حرب طويلة الأمد وإن العبرة في النهايات .
- إنَّ المعارك الطويلة التي خاضها مجاهدونا في مدينة عدرا العمالية آتت أكلها من حيث استنزاف النظام المتهالك ومشاغلته وصرف نظره عن مواقع أخرى تم تحريرها .
- إن القوات المنسحبة من مدينة عدرا العمالية لم تعد لقواعدها، وإنما هي تقاتل الآن في ساحة أخرى من ساحات الجهاد.
- إن الناصح للمسلمين لا يستغل المواقف ليثبت للناس أن ما أصاب المسلمين إنما هو هزيمة نهائية نكراء، في حين أنها لا تعدو كونها تكتيك حربي .
- لا يتوقع عملاء النظام أن يوقعونا بفخ الإحراج كي نكشف لهم عن خططنا العسكرية واستراتيجيتنا الحربية. وإننا نقول للمرجفين والمنافقين والعملاء خاب فألكم وخسئتم، وإن الله تعالى لناصرنا ومؤيدنا، وإنكم وأسيادكم إلى زوال .
جيش الإسلام
المكتب السياسي – قسم التوجيه المعنوي