أسباب سقوط الغوطة الشرقية
(23 تغريدة كتبها الناشط أبو جعفر الشامي @mohamaad1970 عن الأحداث في الغوطة من سنتين تقريبا حتى يوم السبت 8-4-18)
1.البعض يرى بخروج جيش الإسلام بعد حديثه عن الصمود عار بعد أن جريّنا دوما لهجمة جديدة.
في ما يلي بعض مشاهداتي وتحليلي لما حصل وللمتابع أن يحكم بعدها.
2.بدأ الهجوم الكاسح على الجبهات الشرقية وكان جيش الإسلام يحاول قدر الإمكان تأخيره سياسياً بالسير بكل مشروع سياسي ممكن.
#جنيف
#أستانا
خفض التصعيد
وكان يخوّن ويصمت لأنه يعرف ضراوة المعركة القادمة
3.التي تحتاج منه للإستعداد حيث خبر جيش الإسلام فارق التسليح الكبير بعد التدخل الروسي في معركة "الله غالب"؛
-تشويش وحرب الكترونية
-طيارات حرارية موصولة بمدفعية دقيقة
-طيران استطلاع أحدث
-إضافة لتدريب النظام على استخدم السلاح
-وإعطاءه تكتيكات سياسية وعسكرية جديدة.
4.لمواجهة ذلك تم ضخ أكثر من 80% من قدرات جيش الإسلام في:
-التصنيع العسكري
-التحصين وإنشاء قطع مائي أمام المدرعات "خط الموت"
-التنظيم للألوية والهيئات
-التدريب عالي المستوى
أخَّرَ الخطط الموضوعة بغي السفهاء وسلبهم للسلاح والمصانع ونقضهم خطوط الرباط
5. كل ما تعرف عن التصنيع والتطوير والتحصين بالغوطة هو كالجزء الظاهر من جبل الثلج وكانت هذه المصاريف على حساب المجاهدين وجُعَلِهم التي لا تتجاوز 50$ شهرياً بمكان محاصر.
-لعل الأيام القادمة سوف يتم نشر بعض الاصدارات السرية عن حجم التصنيع والتدشيم وقصة البغي وأثرها.
وسوف تذهل لما ترى-
6.بدأت معركة إدارة المركبات وحاول الجيش إقناع أحرار الشام بتأخيرها ريثما ترتفع الجاهزية الدفاعية
ومع إصرارهم لم يشارك بمشاة على الأرض فيها لكن قدم دعم كبير عسكري وطبي وإستخباراتي
وتحمل "التّخوين" مرة أخرى و "المزاودة" ووجهة نظر قادته:
إما معركة تكسر ظهر النظام
أو المحافظة على خفض التصعيد.
7.كان رد النظام بإستجلاب قوة لمشاغلة حرستا ودوما من ناحية الأستراد
ثم لما فشل في فك حصار إدارة المركبات فتح لها طريق من ناحية عربين وبما أن المعركة فشلت بإزالة هذا الجيب فهي زادت الوضع سوءا وبداية النهاية!
8.كان الرد على الغوطة هو إستجلاب قوات النمر وهو أمر محتوم لكن معركة الإدارة سرعته وفشلُها مكّن قوات النمر من تنفيذ خطة كان وضعها النظام منذ أكثر من سنة لقسم الغوطة.
لمعرفة جيش الإسلام بهذه الخطة قام بالإستماته بالدفاع عن حوش الظواهرة ودمر عربات النظام الجسرية التي حاولت تجاوز القَطع -المائي-.
9.شهدت حوش الظواهرة معارك ضارية وتم إستعادتها مرتين أو أكثر من النظام ضمن فترة "خفض التصعيد"
وكان جيش الإسلام قد وضع نخبته للدفاع عنها والذين ما خرجوا إلا شهداء وجرحى ومحروقين بالأسلحة المحرمة وأهلهم خلفهم قد قتلوا بالشيفونية مكان إقامة أكثرهم وضربوا بالكيماوي!
10.بالحقيقة لست أفضل من يتحدث عسكريا لأني لم أكن بغرفة العمليات أو الأركان لكن كان هجوم النظام متطورا أكثر من وقت عهده الجيش في "الله غالب" وزاد تسليحه وزادت قدرات الطيران بشكل كبير.
-حرب التشويش
-والطائرات الحربية المربوطة مع الإستطلاع هي النقطة الفارقة التي تهاوت أمامها المناطق.
11.يتحدث الفيلق عن أنه لم يكن مستعد وتفاجأ بانسحاب جيش الإسلام وهذا ما ينفيه وجود خط رباط مسبقاً بين الطرفين ويعتبرُ الجيشَ عدوّا على الإعلام -للأسف- ويروج بأنه خائن فأين المفاجأة؟!
كما أن قادة فصائل الغوطة إجتمعوا قبل المعركة وأثناءها لكن طلبَ أن لا يعلن عن ذلك! ولم يخرج بمخرجات ترتقي!
12.أصبح تقسيم الغوطة واقعا وحاول جيش الإسلام وضع تكتيكات جديدة وتنظيم صفوفه وهو يملك مجال وقدرة للمناورة السياسية ففاوض الأمم المتحدة بهذه الفترة قرابة ال25 يوم تقريباً وكان جيش الإسلام ودوما خلالها مثل خلية النحل!
13. فمما جهز للجولة القادمة:
-حفر قرابة 10 كم كأنفاق تحت المدينة لإستكمال الشبكات التي كان يحاول تأسيسها من قبل بعمل ضخم شارك فيه كل عنصر بالجيش لمواجهة ضرب طرق الإمداد وقت القصف ولجعل التنقلات والإسعاف داخل المدينة كلها تحت الأرض.
ومدينة دوما ضخمة ليس من السهل تنفيذ هذا الهدف
14.ومما جهز لهذه المعركة:
-تخلي الجيش عن مركزية الأركان والعمليات التي كانت متبعة وناجحة قبل وأعاد توزيع ألويته على 3فرق لكل منها خط جبهة واحد وتملك كامل مقومات الصمود منفردة لو عزلت بسبب القصف حيث تملك مدرعات وعمليات وأركان ومستودعات ذخيرة ومحروقات ومطبخ.
15.أول تجربة كانت مسرابا حيث حررها جيش الإسلام بساعات من النظام وأسر وقتل وغنم منها وبقي فيها 40 ساعة لكن لم يتخذ الفيلق خطوة مقابله من مديرا فيُتِمّوا التقدم سوياً
وكان أهم نتيجة للمعركة إستعادة مجاهد جيش الإسلام الثقة بنفسه
16.بهذا الوقت وبعد خروج الفيلق للشمال وعدم القدرة على المحافظة على مسرابا وصل اليأس ببعض أعيان #دوما وكوادرها ليطالبوا بإجهاض هجوم أخر على المدينة بقبول جيش الإسلام بالخروج
بالمقابل كان الجيش مصرا على الصمود ويرى أن خططه الجديدة وإنتقال الحرب لملعبه فيه فرصة كبيرة
17.كان لابد لتحصين الجبهة الداخلية وبمناورة سياسية قدم جيش الإسلام فرصة لمن يريد الخروج من المدينة لحضن الأسد بالخروج الآمن عن طريق الهلال
ومن يرى بالإستسلام حل طريق آمن لجرابلس وفعلاً بقي من يؤمن بوجوب الصمود من المدنيين والفئة المحتارة.
18.بدأت المعركة وكانت ضارية أكثر من قبل حيث تركز جهد الطيران الموزع على الغوطة -سابقا- على #دوما وحدها حتى غير معالمها
ولأن النظام موقن قبل أن يبدأ أن التقدم البري صعب ومستحيل كان يلوح بورقة الكيماوي ويهدد فيها القلب الطبي "النقطة واحد" التي يعرف أن بإنتهاءها تنتهي أخر قدرة على الصمود
19.جيش الإسلام كان قد حصن هذه النقطة بناء على نصائح من كانوا في حصار حلب
وكان تحصينها بسواتر تراب ضخمة وتدعيم وممرات وحفر غرف إضافية تحت الأرض
لكن كل هذا لا يفيد أمام السلاح الكيماوي الذي من معروف أنه أثقل من الهواء ويهبط للأسفل
20.النقطة كانت تعج بآلاف البشر بشكل جنوني حيث أن سكان الأحياء القريبة كانوا يهربون إليها من القصف وأهالي الجرحى لا يجدون وقت مستقطع من القصف للعودة لمنازلهم
الممرات ، الغرف ، الأنفاق كلها تعج بالجرحى والأهالي بشكل رهيب
21.جاءت ضربة الكيماوي بعيدة عن النقطة مسافة بناء واحد فقط فتأثر الموجودون بالنقطة مما سبب عدد هائل من الإصابات 700 لكن مكان الضربة لم يخرج أحد كأنهم نيام ورحمة الله كانت واسعة حيث تساقطت بخات المطر بشكل مفاجئ فتوقف مد التأثير فلم يشمل مناطق أخرى
22.هذا ما حصل وهنا فهمت قيادة جيش الإسلام الرسالة أن جبهات القتال ليست الفارق بهذه المعركة ووقف الزحف البري لن يغيّر شيء والاستمرار قد يدفع النظام لتوسيع الهجمات بالكيماوي وزيادة حجمها وهو ما سوف يفضي لهزيمة محققة فقبلت بصفقة لن أتطرق لتفاصيلها وإذا نفذت سوف تكون خير لأبناء #دوما
23.فعلاً خرج جيش الإسلام من الغوطة وهو من كان يعد نفسه للصمود عشرات السنين في أرضه يزرع التمور لكسر الحصار
كما يصنع الذخيرة للدفاع
خرج ووضع العالم أمام إستحقاق قد يغيير شيء بمستقبل المنطقة كلها
ولعل إذا كتب الله سقوط الطاغية بالضربات سوف يكون لصمود آخر 10 أيام سهم كبير بذلك
إنتهى