الحمد لله القوي المتين, والصلاة والسلام على من بعث بالسيف رحمة للعالمين, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين , وعلى من تبعهم بإحسان الى يوم الدين أما بعد:
قال الله تعالى: ( ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٨٣﴾ ) .
كتب الله تعالى على المؤمنين الصيام لما فيه من تزكية للنفس وتطهيرها وتنقيتها مما قد يشوبها. . وذكر الله أنه كما أوجبه عليكم فقد أوجبه على من كان قبلهم فلكم فيهم أسوة. وليجتهدون في أداء فرائض الله أكمل مما كان عليه السابقون.
رمضان شهر الفتوحات والإنتصارات
قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} [التوبة: 111].
لقد شهد تاريخنا الإسلامي على مر العصور أنَّ أغلب الغزوات والمعارك التي قادها المسلمون في شهر رمضان كانت ولله الحمد والمنة تُكلَّل بالظفر والانتصار،
ومن هنا حرص الرسول الحبيب - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن تكون جل غزواته في هذا الشهر المبارك ؛ تقربًا وطاعةً إلى الله - جلَّ في علاه - وإرشاداً للمسلمين وتبياناً لطريق مسلك الاسـتعداد لتحمل الشـدائد في الجهاد، حينما تجتمع لدى المجاهد العابد الصائم - مجاهـدةُ النفس ومجاهدةُ أعداء الله؛
فإنِ انتصرَ بإذن الله وظفرَ بها تحقَّق له انتصاران:
ألا وهما الانتصار على هوى النفس ، والانتصار على أعداء الله،
وإذا استُشْهِد وارتقى لقِيَ الله - جل في علاه - وهو صائم مجاهد ، فيتحقَّق فيه قولُ الله - جل جلاله-: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} [التوبة: 111].
فيا جنود الدولة الإسلامية .. يا من بعتم دنياكم واشتريتم ما عند الله .. (وما عند الله خيرٌ وأبقى) .. أمامكم وعلى مقربة منكم شهر مبارك حافل بإكرام الله لكم وقربه وأنسه .. شهر فيه تعم الخيرات والبركات .. شهر التوبة والغفران .. شهر الإنتصارات والفتوحات...
في شهر رمضان دارت رَحَى معركة فاصلة بين الإسلام والكفر، بين الإيمان والشرك ، بين حزب الله وحزب الشيطان، انها غزوة بدر الكبرى.
كانت موقعةٌ فاصلةٌ في التاريخ الإسلامي، لا بل في تاريخ البشرية كلِّها إلى يوم يبعثون ،
كانت تلك هي معركة الفرقان؛
قال تعالى : {إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأنفال: 41].
وقتها كان المسلمون - لقلتهم ولضعفهم وقلة عدّتهم وعتادهم - يودُّون الظفر بالقافلة، ولا يتمنون لقاء جيوش الكفر ؛
قال تعالى: {وَإِذْ يَعِدُكُمْ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ} [الأنفال: 7]،
وعند ابتداء المعركة، واشتداد وطيسها وأُوارها، واشتعال نارها، أيَّد الله - سبحانه وتعالى - أهلَ الإيمان والحق بملائكة من عنده ؛
قال تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9]،
بل وقاتلت تلك الملائكة مع المؤمنين الموحدين الثابيتن ؛
قال تعالى :{إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} [الأنفال: 12]،
هذه ما كانت بطولاتٍ عدة وعتاد، بل كانت مؤيَّدةٌ من قِبَل رب العباد - جلَّ وعلا - تستمد قوَّتَها من دعائه سبحانه، والاستغاثة به، واللجوء إليه، والتوكل عليه، فيمُدُّ أصحابَها بتثبيته وبتأييده ونصره؛
قال - تعالى -: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7].
فما كانت النتيجة الا هزيمةً ساحقة وقعتْ على الكفر والشرك وأهله، وأعوانه ومؤيديه وجنده ، وقد أسفرت عن مقتل وهلاك عدد كبير من طواغيت قريش وفراعنتها وصناديدها.
وكان الظفر والنصر للإسلام وأهله ومؤيديه وجنده بفضل الله وقوته وحده ..
كانت هذه لمحة ونفحة عن معية الله وتأيديه لجنده في شهر رمضان المبارك ..
وبعد قرون عديدة وعقود مديدة وسنوات جديدة .. أعز الله الإسلام وأهله بأن جعل لنا دولة تعيد للأمة مجدها وعزتها وتقيم حدوده وتحكم شرعه وتوالي أولياءه وتبرأ وتعادي أعدائه .. فامتدت وقويت بفضل الله واشتدت واستقامت على شرع الله وما حادت .. وقامت في شهر رمضان المبارك .. خلافة على نهج النبوة .. أعزها الله وأدامها ...
إن دولة الإسلام اليوم تُواجه ثبات دولة المسلمين الموحدين الذين خاضوا معركة بدر، فنصرهم الله وأعزَّهم بفضله ومنه وكرمه ، وجدير بنا أن نتلمسَ العبرَ والعِظَاتِ من هذه الغزوة المباركة؛ لتكون لنا نِبراسًا وهاديًا، وأنتم نخوضون معركة الأمة جمعاء مع أعداء الله - عزَّ وجلَّ - وتَظهر للمتأمل جملةٌ من الحقائق التي تنير الدرب :
1 - إن الدعواتِ الأرضيةَ لن تُجمِّعَ الأمة، ولن تُنشئَ قاعدةً صُلبة تحفظ الأمة، وتُعيد لها كرامتها، فلا اللغة، ولا القومية، ولا الأنساب، أغنتْ يوم بدر؛ بل العقيدة الإسلامية الراسخة الثابتة في صدور أصحابها ..
2- إن النصر لا يكتسب بالعدد الكثير ولا بالعتاد الوفير، بل هو مقرون بالإخلاص لله وحده ، وجميل التوكل على الكبير المتعال.
3- إن النصر ما كان ولن يكون لفئة خاصة أو جهة معينة، بل نصر وفرحة لعامة المسلمين الموحدين في مشارق الأرض ومغاربها.
وها هي القرون و السنوات الطوال قد مضت، وها هو سليل بيت النبوة خليفة المسلمين أبي بكر البغدادي الهاشمي القرشي حفظه الله.. حفيد أنبل الناس وأزكى الناس، محمد ابن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه الذي حورب واضطُهِد فجاهد وثبت وانتصر .. فجاء ابا بكر اليوم على خطى جده سائرا، مجاهدا أعداء الله بمواجهة أعتى قوى العالم من مغربها الى مشرقها .. فأفاء الله عليه بنصره وتأيديه وفتح على يديه السدود والحدود والبلاد وقلوب العباد .. نسأل الله له ولجنده الثبات والسداد والنصر والتمكين انه ولي ذلك والقادر عليه ..
مَلَكْنَا هَذِهِ الدُّنْيَا قُرُونا وَأَخْضَعَهَا جُدُودٌ خَالِدُونَا
وَسَطَّرْنَا صَحَائِفَ مِنْ ضِيَاءٍ فَمَا نَسِيَ الزَّمَانُ وَلَا نَسِينَا
======================
اللهم بلغنا رمضان غير فاقدين ولا مفقودين
اللهم إنا لك نعبد ولك نركع ونسجد وإياك ندعو ونحمد آمنا بك نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك كان مَحْذُورا،
اللهم يا فارق الفرقان ومنزل القران خالق الإنسان عالم السر والإعلان. بارك اللهم لنا وللمسلمين في صوم شهر رمضان وأعنا فيه وفي غيره على الصيام والصلاة والقيام وعلى تلاوة القران، واقطع عنا حزب الشيطان وزحزحنا عن النيران، وامنن علينا بالتوبة والغفران والقبول والرضوان وحبب إلينا الإيمان وزينة في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان
وانصر اللهم جندك المخلصين وعساكر الموحدين في دولة الإسلام وخلافة المسلمين في ارضك وجوك وفي كل مكان يذكر فيه اسمك
للهم لا يردّ أمرك، ولا يهزم جندك، سبحانك وبحمدك. اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، هازم الأحزاب، اهزم الصليب الحاقدين وأعوانه من الطواغيت والمرتدين، اللهم مزق دولهم، وشتّت شملهم، وزلزل أقدامهم، وخالف بينهم، وألق الرعب في قلوبهم، واجعل بأسهم بينهم شديدا، واجعل تدبيرهم لهم تدميرا. اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم سلط عليهم جندك البواسل، وأرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم انصر جندك، وأيدهم في العراق والشام واليمن وسيناء وفي كل مكان، اللهم آمن خوفهم، وفك أسراهم ، وتقبل شهدائهم، واجعل عتادهم سجيلا على الصليب الحاقدين، اجعل قتلهم للكفر إبادة، واحفظ دينهم وأهليهم وحرز المسجد الأقصى على أيديهم وسائر بلاد المسلمين. اللهم ارحم ضعفنا وقلة قوتنا، فقلوبنا مكلومة، ودماؤنا مراقة، ونحن لا حول لنا ولا قوة إلا بدعوات ندعوك بها. اللهم فلا تردنا خائبين، واشف صدورنا وصدور قوم مؤمنين بنصر الإسلام والمسلمين وقتل الكفار والمرتدين، إنك على كل شئ قدير.
أختم بإذن الله بـدعاء الشيخ المجاهد أبو محمد العدناني حفظه الله
اللهم إن أمريكا وفرنسا وحلفاءهم اعتدوا علينا، وجاؤونا بجحافلهم يقاتلوننا عداوة لدينك، يمنعوننا من إقامة دينك وتطبيق حدودك والحكم بما أنزلتَ، اللهم وإنك تعلم ضعفنا، ما لنا حيلة بطائراتهم، اللهم قلتَ وقولك الحق: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139].
اللهم إنا آمنا بك، وتوكلنا عليك، أنت حسبنا ونعم الوكيل، اللهم إن أمريكا وحلفاءها يكفرون بك ويشركون، اللهم وقد جعلتهم فوقنا بطائراتهم، اللهم وتعلم ما لنا حول ولا قوة عليها إلا بك، اللهم لا يكونوا فوقنا وأنت فوقهم، اللهم لا يكونوا فوقنا ونحن الأعلون، اللهم لا يكونوا فوقنا ونحن الأعلون.
لا إله إلا أنت سبحانك لا تخلف الميعاد، نستغفرك ونتوب إليك.
اللهم ربنا لَتكفينّا إياهم بما شئتَ وكيف شئتَ، أنت العزيز الجبار.
اللهم لَتنزلنّهم إلى الأرض، ولَتجعلنا فوقهم، أنت الملك القهار.
اللهم واجعلها آخر حملاتهم الصليبية؛ نغزوهم بعدها ولا يغزوننا.
لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، نستغفرك ونتوب إليك، فلا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، أنت حسبنا ونعم الوكيل، التجأنا إليك، وفوّضنا أمرنا إليك، سبحانك، سبحانك، نعم المولى ونعم النصير.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أخيكم
فتى معان