هــــــــــــــدايـــــــــة لــــلإنـــتـــــــــاج الإعــــــلامـــــــــي
تــقـــــــــدم:
[ إلجـــام المـــارقين ]
- الرد على أبي عبيدة اللبناني في لقاءه مع مجلة النبأ -
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين القائل: (من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته)، أما بعد:
فقد اطلعت على لقاء مجلة النبأ مع أبي عبيدة اللبناني، هذا اللقاء الذي لم يستند فيه إلى أي دليل شرعي ولا حتى واقعي، مع أنه كفَّر وضلل فيه جماعات بأكملها، وطعن بأهل السبق والفضل من الشهداء والأحياء.
وقبل أن أكتب هذا الرد وردتني عدة أخبار تفيد بأن أبا عبيدة اللبناني هارب من جماعة الدولة، بل إن كثيرا من الدواعش ممن نعرفهم سابقاً أصبح الآن بين سجين في زنازين داعش، وبين طريد تتبعه السكين التي كان يهدد بها المسلمين من قبل، فسبحان من جعل بأسهم بينهم شديد.
-
ذكرت مجلة النبأ الكاذب أن أبا عبيدة اللبناني كان المسؤول الأمني لقاعدة خراسان، ولم يذكروا أن علاقته مع هذه المسئولية انتهت بخُلع مبكر إثر فشل وتخبط، فالحقيقة أنه لم يكن مسئولاً إلا لبضعة أشهر ثم تم عزله تماما، وأحسب أن الإخوة اضطروا لاختياره اضطرار من أُجيز له أكل الميتة.
وقد كان ختام عمله في اللجنة الأمنية هو حكم قضائي من أبي مالك أنس النشوان يقضي بتعزير أبي عبيدة اللبناني وصاحبه، وذلك بسبب افتئاته على قيادة القاعدة كما ذكر ذلك أنس النشوان في ورقة الحكم الذي سلمت نسخة منها لأبي عبيدة اللبناني.
-
ثم ذكروا أنه كان مسؤول المعسكرات في اللجنة العسكرية، ولم يذكروا أنه كان معسكراً واحداً للجدد على رأس جبل، ولكن هذه عادة القوم في تضخيم أنفسهم والتشبع بما لم يعطوا فلا غرابة.
-
ثم وصفوه بأنه عضو المجلس الاستشاري لتنظيم القاعدة، وحقيقة هذه أول مرة أسمع فيها عن هذا المجلس المزعوم، بل ولم يسمع به أحد عاش في خراسان، فلعله كان مجلساً مع بعض أصحابه في غُريفتهم.
-
ثم لا أعلم لماذا لا يخرج الكلام من بعض الناس على قاعدة الجهاد إلا بعد أن يتم عزلهم عن أعمالهم، كحال أبي عبيدة اللبناني أو كما يُفرح لما ينادى بـ "الحجاج" اقتداء بمن أفتى بعض العلماء بجواز لعنه.
وكحال كبيرهم البغدادي وزمرته الذين لم يتبين لهم "ضلال" القاعدة إلا بعد أن تم فصلهم عنها، مع أن البغدادي كان يتمنى أن تنشق الأرض وتبلعه قبل أن يتم إعلان "الدولة الإسلامية في العراق والشام" من دون استئذان الشيخ أيمن كما ذكر ذلك البغدادي في رسالة له للشيخ أيمن بعد إعلان دولتهم الجديدة.
-
ذكر للمجلة أن جماعة القاعدة تداهن المرتدين، فتذكرت ثبات قادة وجنود القاعدة خلال حملة الجيش الباكستاني البرية على وزيرستان، والتي قتل خلالها خيرة مجاهدي القاعدة من قادة وجنود بل ومن أطفالهم ونسائهم، وذكرت في الوقت نفسه هروب أبي عبيدة اللبناني وأصحابه مع بداية الحملة، حتى أنهم كانوا أول الفارين من مواجهة المرتدين.
-
وجاء في لقائه أن (الأوضاع كانت سيئة جداً في وزيرستان، فالجواسيس في كل مكان، والطائرات المسيرة في الأجواء لا تكف عن قصف عناصر القاعدة)، فإذا كانت عداوة الكفار للقاعدة كذلك فكيف تقولون أنها انحرفت وهادنت واتخذت السلمية دينا لها؟
-
لعل البارز في اللقاء هو شهادته بأن الانحراف الذي يزعمونه على قاعدة الجهاد لم يكن وليد اللحظة كما يقول كبار المارقين أمثال العدناني، أي ليس بعد الخلاف الذي حصل مع جبهة النصرة وجماعة الدولة، بل إنه من أيام عطية الله وأبي يحيى وغيرهم من كبار قاعدة الجهاد، ويتضح ذلك في عدة مواضع من هذا اللقاء، منها:
-
ذكر أن الشيخ عطية الله كان يتجول بحرية في إيران بعلم المخابرات الإيرانية، وهو بهذا الكلام يريد الطعن بالشيخ عطية رحمه الله، مع أن الشيخ كان حينها متخفيا مطلوبا، وبالمناسبة فلعل أبا عبيدة قد نسي أنه قد حفظ شوارع طهران من كثرة تجواله فيها.
-
ذكر أنه سأل الشيخ الكريم عبد الله العدم -رحمه الله- فقال له أننا لا نريد تكرار تجربة جماعة دولة العراق الإسلامية في الشام، ووصف الشيخ العدم بأنه من كبار الغادرين بدولة العراق الإسلامية، ومن المعلوم عند الجميع أن الشيخ العدم قُتل قبل فتنة الدواعش، ومن المعلوم كذلك أن الذي كلف الشيخ العدم بملف إرسال الكوادر إلى الشام هو الشيخ أبو يحيى الليبي رحمه الله، فهل كان الشيخ أبو يحيى غادراً بدولتكم؟
-
ذكر عن قادة القاعدة الكبار أنهم كانوا يصرحون في مجالسهم الخاصة برفض منهج جماعة دولة العراق الإسلامية وأنه سمع هذا منهم شخصياً، وهنا أتساءل لماذا لم يسم هؤلاء القادة كما سمى غيرهم؟ أيخشى أن يفاجئ الدواعش "بانحراف" القادة الذين يتمسحون بهم؟
وإذا كان كذلك فلماذا تلبسون على أتباعكم بقولكم أن هناك فرقاً بين قاعدة الشيخ أسامة وقاعدة الحكيم الظواهري؟ لماذا لا تعلنوها صريحة بأن منهج جماعتكم المارقة مخالف تماماً لمنهج الشيخ أسامة وعطية الله وأبي يحيى رحمهم الله؟ لماذا لا تُصرح يا أبا عبيدة بالانتقادات التي كنت تراها وتتكلم بها مع الخواص عن منهج الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله؟
(إذا كان بيتك من زجاج فلا ترم الناس بالحجارة)
-
ثم ذكر قصة المخابرات الإيرانية، فإذا كان هذا حقيقة كما يزعم، فلماذا ذهب لداعش بنفس طريق المخابرات الإيرانية؟ ولماذا كان يتجول بحرية تامة في شوارع طهران؟، أفتونا يا شرعيي الدولة في حكم صاحبكم الذي ذهب لكم عن طريق الاستعانة بالمخابرات الإيرانية عارفاً مختارا؟
-
ثم أفتونا بحكم أبي عبيدة الذي التقى مع المخابرات الإيرانية على طاولة واحدة قبل نفيره لكم؟ وهل كان هذا اللقاء هو السر الذي جعلهم يسهلون له الذهاب لكم بعدها؟
-
ثم إنه بعد حديثه هذا تحدث عن الشيخين الكريمين الجليلين أبي محمد المصري وسيف العدل -حفظهما الله-، رفيقي درب الشيخ أسامة وصاحبيه في الحل والترحال.
ومما ذكرهم به أنهم لا يكفرون الرافضة، ليوهم القارئ أنه يعني المخابرات الإيرانية، مع أنه يعلم أن الرأي العام عند علماء جماعة قاعدة الجهاد هو عدم تكفير عوام الرافضة، وهذا الرأي منشور في المنتديات واللقاءات المفتوحة في الوقت الذي كان يمتدح به أبو عبيدة الرافضة ويثني عليهم نظراً لانتمائه السابق لحركة مدعومة من قبل إيران.
-
ثم أشار إلى مسألة أكل ذبائح الرافضة، ولكنه لم يخبر المجلة عن الطعام الذي أكله مع المخابرات! هل كان عدساً مثلا؟
ولعله قد نسي أن صاحبه في السكن ورفيقه في السفر أبا عبد العزيز المقدسي قد سَمِنَ من ذبائح الرافضة مع أنه كان يشاركه في نفس المائدة!.
-
ثم جاء في لقائه أن جماعة قاعدة الجهاد في شبه القارة الهندية تعارض قتال طواغيت باكستان، ونسي أو تناسى أن أول عملية عسكرية لهذه الجماعة المباركة كانت على البحرية الباكستانية.
ونسي أن جنود هذا الفرع هم الذين ثبتوا في مواجهة الجيش الباكستاني في الوقت الذي كان "والي خراسان" وغيره من المارقين في مغاراتهم يتفرجون.
ولكن أبا عبيدة لا تمنعه تخيلاته وأوهامه وأحقاده من أن يصف هذه الجماعة بالعمالة للمخابرات الباكستانية، مع أنها قد ضحت وقتل خيرة رجالها من القادة والجنود في مواجهة الجيش الباكستاني والصليبيين.
-
ومن الطريف أن أبا عبيدة اللبناني "عضو المجلس الاستشاري" "والمسؤول الأمني" "ومسؤول المعسكرات" كما زعمت مجلة الدجل، ذكر أن الشيخ الكريم عاصم عمر خلف الشيخ الأستاذ العزيز أحمد فاروق رحمه الله في قيادة فرع شبه القارة الهندية بعد مقتل الأخير، مع أن الجماعة من بداية تأسيسها أعلنت في إعلامها أن الشيخ عاصم عمر هو الأمير وأن الشيخ أحمد فاروق هو نائبه، وهذا إن دل على شيء دل على أن الرجل يتكلم عن أمور لا يعرف حتى أساساتها، كحال أكثر كلامه الذي لا يستند إلا على أوهام وخيالات وأحقاد.
-
ثم ذكر ضيف مجلة الكذب أن مولوي عاصم عمر كان في جماعة مدعومة من قبل المخابرات الباكستانية حسب زعمه، فاستنتج "بذكاءه" أنه بناء على ذلك فإنه يمكنك القول الآن أن تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية يقوده المرتبطون بالمخابرات الباكستانية. فأقول: بناء على فرضيته فإنه يمكنك القول الآن أن جماعة الدولة يديرها البعث العراقي، ولعل نظريته هذه هي السبب في كتمان أبي عبيدة للجهة التي كان ينتسب لها قبل دخوله في القاعدة وهي التي لا تُخفي علاقتها بإيران!.
في الختام، إذا كان أبو عبيدة يزعم أنه يقول الحق ولا يخاف فيه لومة لائم، فإننا ننتظر منه لقاء يبين فيه سبب حنقه وهروبه من جماعة الدولة وما هي المخالفات التي رآها منهم؟
والحمد لله رب العالمين.
بقلم/ أبو كريمة الخراساني