كلمات في القائد الشهيد سيف الله الشيشاني (تقبله الله)
ها قد ترجل الفارس البطل بعد مسيرة جهادية طيبة، ابتدأت بالقوقاز وانتهت على أرض الشام؛ ليلقى بذلك جمعًا من أبطال القوقاز الذين قضوا نحبهم في هذه الأرض المباركة، ويسجل التاريخ اليوم مجدًا فاخرًا يُضاف إلى أمجاد القوقاز العظيمة، ولكنه اليوم بحبرٍ من دم أبناء الشيشان الجريحة على صفحات من ثرى الشام المكلومة.
قضى سيف الله وهو يدفع بكل قوته لتحرير المسلمين والمسلمات من سجن الطاغية، قضى سيف الله مصرًّا متحمسًا ولسان حاله: إما تحرير المسلمات وإما شهادة وجنات، ونسأل الله أن يكتب له الأمرين معًا.
لقد شرط عليَّ شرطًا وحيدًا قبل أن يمدَّ يده للبيعة، وهو أن يقتحم السجن ويحرره، وما رضي دون ذلك بديلاً.
وقد كان أشيع عنه أنه صاحب غلوّ في الدين، والشهادة لله: لم أجده إلا شديدًا على كل من يغلو في دين الله.
كنتُ يا سيف الله أطمع بك لتقود جيشًا تفكّ به الحصار عن أهل الغوطة، ثم ندخل سوية لنحرر دمشق، ويوم ألمحتُ لك بذلك وجدتُ السرور في عينيك، وكأني بك الآن بعد مقتلك تقول: لن تعدم أمهات الشيشان أن تلد للأمة من قيادات المسلمين من يكمل المسير.
وستبقى القوقاز تنجب لنا من الأفذاذ والأبطال من يعيدون للأمة مجدها، ويقيم الله بهم هذا الدين بعزِّ عزيز أو بذلِّ ذليل.
اللهم تقبل سيف الله عندك في الشهداء .. ولا تحرمنا من أبطال القوقاز في الشام.
أبو محمد الجولاني