JustPaste.it

 ۩  أركانُ التَّوحــــيدِ  ۩

  ✦▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂✦ 

.

.

التوحيدُ هو أساسُ الإسلام ودعامتُه ، لا تَصِحُّ أيُّ عبادةٍ إلا بصحتِه وتمامِه ، فكلُّ توحيدٍ ناقصٍ ليس بتوحيد ، وإنَّما شركٌ وتنديد
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
والتوحيدُ يشتمِلُ على ركنين أساسيَّين ، لا يكتملُ إلا بوجودِهما معاً ، فإنْ غابَ أحدُهما بطلَ التوحيدُ وبطلتْ مِن ورائِه جميعُ العباداتِ ، وهما :

الإيمانُ باللهِ
الكفرُ بالطاغوتِ
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
فمَنْ آمَنَ باللهِ ولم يكفرْ بالطاغوتِ فما وحَدَ اللهَ ، ومَنْ لم يُوحِدِ اللهَ فهو مشركٌ ، ومَنْ أشرَكَ باللهِ فليس له إلا نارَ جهنَّم خالداً فيها
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
الإيمانُ بالله

هو الإيمانُ بوحدانيَّة اللهِ وإخلاصُ العبادةِ له ، والإيمانُ بملائكتِه وكُتُبِه ورُسـلِه واليومِ الآخرِ والقدرِ خيرِه وشرِّه . ومَنْ أسقطَ واحداً مِنها فما آمَنَ باللهِ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ يَمْشِي ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الْإِيمَانُ ؟ قَالَ : ﴿ الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ ، وَمَلَائِكَتِهِ ، وَكُتُبِهِ ، وَرُسُلِهِ ، وَلِقَائِهِ ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الْآخِرِ ... ﴾ البخاري
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
الكفرُ بالطاغوت

الطاغوتُ هو كلُّ مَنْ أخرجَ الناسَ مِن النورِ إلى الظُلُماتِ ، وحرفَهم عن عبادةِ اللهِ للشركِ به . وله أتباعٌ يعبدونَه ؛ يسجدون له أو يعظِّمونَه أو يُطيعُونَه في غير طاعةِ اللهِ

قال تعالى ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾

فهو كلُّ رأسُ ضلالٍ أضلَّ الناسَ عن دينهم وفتنَهم فيه . وتُفضي طاعتُه ومتابعتُه للخلودِ في النَّار
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
فحتى يكونَ توحيدُك مكتملاً فيجب أنْ تؤمِنَ باللهِ وتكفرَ بما دونِه مِن أندادٍ طواغيت
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
وهذا مقتضى شهادةُ ألَّا إله إلا اللهُ ، فهي متضمنَةٌ لنفيٍ وإثباتٍ ، فـ(لا إله) نفيٌ للإندادِ ، (إلا الله) إثباتٌ لوحدانيَّة اللهِ ، والنفيُّ مقدَّمٌ على الإثبات
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
قال تعالى ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾

جاءت الآيةُ أعلاه بصيغةِ الشرطِ وجوابِه ، فجعلتْ الكفرَ بالطاغوتِ والإيمانَ باللهِ شرطين لازمَين لتحقيقِ الإسلامِ والاستمساكِ بعروتِه الوثقى
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
ولكي تُدرَك أنَّ الأمرَ عظيمٌ جليلٌ ، فأعلمْ أنَّ دعوةَ جميعِ الأنبياءِ والرُّسُلِ عليهم السلام كانتْ توحيدَ اللهِ وذلك بالإيمانِ باللهِ والكفرِ بالطاغوتِ

قال تعالى ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾

 قال تعالى ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ ﴾
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
فلا يصحُّ في الأذهانِ أنْ تؤمِن باللهِ ولا ترى بأساً في أندادٍ نازعوا اللهَ في ملكِه ودعوا النَّاس للشركِ به ، فلن يجتمعَ النقيضانِ في قلبٍ واحد
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
جاءَ في صحيح مسلم كتابٌ الإيمَانُ ، بَابُ بَيانِ أركَانِ الإسلَامِ ودعَائِمِه العِظَامِ ؛ ثلاثةُ أحاديثٍ صحيحةٍ تشرحُ بعضَها بعضاً ، وتبيِّنُ بوضوحٍ أنَّ للتوحيدِ ركنان أساسيَّان لا ينفكان عن بعضِهما البعض ، عبادةَ اللهِ والكفرَ بما دونِه مِن أندادٍ طواغيت

عَنْ عَبْدُ اللَّهِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ﴿ بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَحَجِّ الْبَيْتِ ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ

عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ : ﴿ بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسَةٍ : عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ ، وَالْحَجِّ

عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ : ﴿ بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ : عَلَى أَنْ يُعْبَدَ اللَّهُ ، وَيُكْفَرَ بِمَا دُونَهُ ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَحَجِّ الْبَيْتِ ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ

تكرَّرَ في الأحاديث الثلاثةِ الآنفةِ الذكرِ تعريفُ الركنِ الأولِ مِن أركانِ الإسلامِ بعباراتٍ مختلفةً في اللَّفظِ ولكنَّها متَّحدةً في المعنى ، فالتوحيدُ فيها هو شهادةُ ألَّا إله إلا اللهُ وهي عبادةُ اللهِ والكفرُ بما دونِه . ثم تأتي بقيةُ الأركان الخمسةِ بنفس الألفاظ تقريباً

▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

رؤوس الطَّاغـــوت
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂


الشيطـَــان

يدعو للشرِك باللهِ

قال تعالى ﴿ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
فسمَّى اللهُ طاعةَ الشيطانِ في الشركِ عبادةً له ، وكذلك طاعةَ كلِّ طاغوت

قال تعالى ﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ۝ وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ۝ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ﴾

قال تعالى ﴿ يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا ﴾

▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

الأصـــنام

عُبِدتْ وما زالتْ تُعـْبَدُ مِن دونِ اللهِ

قال تعالى ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
لذلك وجبَ الكفرُ بها

قال تعالى ﴿ قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ۝ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ ۝ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
والبراءُ مِن أتباعِها ، ومِن أتباعِ أيِّ طاغوتٍ

قال تعالى ﴿ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴾
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

مَنْ دعا النَّاسَ لعبادةِ نفسِه

كدأبِ فرعونَ والمسيحِ الدَّجالِ ، ومَنْ لفَّ لفَّهم مِن رؤوسِ الجماعاتِ المنحرفةِ الذين كذبوا على أتباعِهم بأنَّ لهم صفاتٌ تضاهي صفات اللهِ عزَّ وجلَّ ، فعبدَهم أتباعُهم

قال تعالى ﴿ وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَٰهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ﴾

قال تعالى ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ ﴾

▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

مَنْ عُبِدَ وهو راضٍ

كشيوخِ الجماعاتِ الضَّالةِ الذين عبَدَهم أتباعُهم ، ولم ينكِروا عليهم . وليس العبادةُ بالسجودِ والركوع فقط وإنَّما بالطاعةِ في الشركِ أيضاً

قال تعالى ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ۗ ... ﴾

قال تعالى ﴿ وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ۝ كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴾

▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

مَنْ ادَّعى شيئاً مِن علم الغيبِ

كالكهنةِ والعرَّافين وشيوخِ الضلالِ الذي يدَّعون معرفةِ بواطنِ الأمور وغيبِها ، وما ذلك إلا باستعانتِهم بالجنِّ والشياطين الذين خدعوهم

قال تعالى ﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴾

قال تعالى ﴿ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ۝ مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴾

▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

مَنْ حكمَ قومَه بغير ما أنزلَ اللهُ

أشدُّ رؤوس الطواغيت ضرراً على الأمَّة الإسلاميَّة ، وأكثرُهم إنتشاراً في زمانِنا هذا
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
فكلُّ حاكمٍ شرَّعَ القوانين والدساتير واستبدلَ بها أحكامَ الشريعةِ الإسلاميَّةِ فقد سمَّاه اللهُ طاغوتاً

قال تعالى ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾

فعدَّ اللهُ مجرَّد إرادةِ التَّحاكمِ للطاغوت كفراً ناهيك عن التحاكمِ له فعلاً ، والصحيحُ أنْ يُكفرُ به
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
ومناطُ كونِه طاغوتاً ليس حُكْمُه لشعبِه بغيرِ ما أنزلَ الله فقط ، بل تشريعُه القوانين عمداً ووضعُها بدلاً مِن أحكامِ الشريعةِ ، لذلك سمَّاهم اللهُ شركاء أيضاً

قال تعالى : ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ۚ ﴾
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
فكلُّ بلدٍ له هيئةٌ تشريعيَّةٌ تسنُّ قوانين الدستورِ وبنودِه ، ولجانٌ دستوريَّةٌ تُصيغُه لفظاً سدَّاً للثغرات ، وبرلمانٌ يُطرحُ فيه للتصويت ، فحاكمُه وجميع لجانِه التشريعيَّة والدستوريَّة وبرلمانِه هم طواغيتٌ مشرِّعون للأحكامِ مِن دونِ اللهِ
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
فصفةِ الحكمِ وتشريعِ القوانين هي صفةٌ مطلقةٌ للهِ وحده ، لا ينازعُه فيها أحدٌ إلا كفرَ باللهِ وصار طواغوتاً

قال تعالى ﴿ ... ۚ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون ﴾
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
مثال ذلك مَنْ استبدلَ الحدودَ كحدِّ السرقةِ والزنا بقانون العقوبات مِن سجنٍ وغرامةٍ ، أو وضعَ قانوناً للأوراق الماليةِ ينظِّمُ فيه تعاملَ البنوكِ بالربا ، وغيرها مِن القوانين الوضعيَّة

قال تعالى ﴿ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ ﴾

قال تعالى ﴿ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
وأشدُّهم مَنْ حكم قومَه بالديمقراطيَّة ، فالديمقراطيَّةُ نظامُ حكمٍ كاملٍ وضعَه نصارى ويهود الغربِ ، لها مبادئٌ تناقض الإسلامَ في أصولِه وفروعِه ، وليستْ هي الشورى كما يظنُّ الجهلاء

قال تعالى ﴿ ۚ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
وإنْ خلطَ بعضُهم الشريعةَ الإسلاميَّةَ بالأوامرِ الملكيَّة ، أو خلطها بالديمقراطيَّة فهو ما زال طاغوتاً

قال تعالى ﴿ ... ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
ومِنْ أشدِّ طواغيتِ الأرضِ تسلُّطاً ومحاربةً لدين اللهِ ؛ الأممُ المتَّحدةُ وما ينبثق عنها مِن هيئاتٍ وجمعياتٍ ، فمؤسِّسُـوها يهودٌ ونصارى ، وميثاقُها واتفاقياتُها كسـيداو وحقوق الإنسان دساتيرٌ وضعيَّةٌ مِن زُبالةِ أفكارِهم ، ومحكمتُها ومجلسُ أمنِها يحكمان في مصائر المسلمين بغير ما أنزل اللهُ تعالى ، كأحكامِ الفصل السادس والسابع
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
فمَنْ انضوى تحت لوائها ، وتحاكمَ لمجلس أمنِها ومحكمتِها ، وصدَّقَ على ميثاقِها ، ورضي بإتفاقياتِها وطبَّقها على شعبِه ، فقد تحاكمَ للطاغوتِ ورضي به ، بل صار جنديَّاً مِن جنودِه الذين يُقاتلون لإعلاءِ أحكامِه

قال تعالى ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾