JustPaste.it

 

7777777777_small.jpg



الموضوع  " كيف نُـرجِع عزّ الأمة الاسلامية "


 قلم : مصعب الخير 


                                 
 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين

اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً , وأنت تجعل الحزن اذا شئت سهلاً  , اللهم ارزقنا الفهم وحسن أخلاقنا بالحلم , وافتح علينا فتوح العارفين

اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا , ونور أبصارنا , وجلاء همومنا وأحزاننا , اللهم علمنا منه ما جهلنا , وذكرنا ما نسينا ,وارزقنا تلاوته آناء الليل واطراف من النهار على النحو الذي يرضيك عنا . 

بداية أسأل الله أن يحفظكم وينور قلوبكم وبصيرتكم , ويجعلكم من صفوة الأمة , ونجوماً نيرة تهدي الناس الى الحق , وأسأل الله ان ينشئ على يديكم نشئاً اسلامياً جديداً يرجع لنا عز الأمة المُضيـّع 


لأننا والله بحاجة لأن نوجد أمتنا الميتة من جديد , ونـُرجع فيها أعلاماً كـ صلاح وخالد والمثنى , وسعداً والقعقاع , لأن جيلنا وجيل آبائنا هو جيل متطبع ولو رآنا رسول الله لأنكرنا وما عرفنا

وإن أطباعنا هي وليدة الاستعمار الذي دمرنا ودمر منهجنا ودمر الأخلاق في نفوسنا , وأخذ منا أحكامنا وطبقها في بلاده وشوّه لنا معتقداتنا وعقيدتنا الصحيحة , فأصبحنا أبعد ما نكون عن الإسلام الصحيح ... وصار المسلم الصحيح والمسلمة الصحيحة في زماننا  غرباء

فأصبح الشـاب الملتحي او المقصر لثوبـه او الحامل لسواكه ... غريــب
وأصبحت الفتاة المنقبة المحتشمة بلباس الوقار والعفة  والطهار ...غـريبة

لأننا ُمفرطين مُضيّعين وقد أغُـريت بنا أمم الكفر , ووجدونا لقمةً سائغةً فالتهمونا واستحلونا واستعمرونا لعشرات السنين حتى أُنشئت أجيالاً في عهودهم

كـنا أساتـذة الـدنيـا وسادتـها .. ما بالنا اليوم أصبحنا من الخدم
لا لست أرضى من التاريخ ملحمة .. ليس فيها مداداً من زهيد دمي

 
لذلك أخي المسلم يجب أن تصحى من غفلتك ومن نومك يجب أن يكون لك مشروع

ألا وهو تقديم النفوس والمهج وبذلها في سبيل الله , وفي سبيل إعلاء كلمته وكل ما سوى ذلك أن يكون وسيلة تسخير لتحقيق هذا الهدف

ويجب أن نتذكر أننا لم نخلق للدنيا ولهوها ولعبها , ولا لكي نتثاقل ونركن إليها , ويجب علينا أن نضحي ونبذل الغالي والرخيص وتكون القاعدة الاساسية لنا هي :

لن ألين
لن أتردد                 ( في قول الحق )
لن أخاف

ويجب أن يتبين لنا أن العزة ليست للذَّات أو النفس وإنما هي عزةٌ للعقيدة ولإعلاء راية التوحيد
وليست كل عزة هي عزة  , فالعزة التي ترتبط بالكفر والفسق  والنسب والوطن والمال ونحوها هي عزة مذمومة مردودة , فلا عز لنا إلا بالإسلام

"
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله "
" نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فلا نطلب بغير الله بديلاً "
 كما قال أبا حفص رضي الله عنه

ولو نظرنا إلى أحوال المسلمين قبل ظهور الإسلام نرى عجائب وغرائب، من الجهالات والظلمات، التي أضلّت الكثير عن طريق الهداية والرشاد، فالأصنام تُدعى وتُرجى، ومجالس الخمر معمورة صباح مساء، والظلم رايته مرفوعة وقد تلوثت في أوحاله أقدام الكثيرين .

و حياتهم لم تزل في ظلماتِ الجهل والفوضى حتى بعث الله محمّداً صلى الله عليه وسلم، فأخرجهم الله تعالى به من الظلمات إلى النور، ومن الذل والمهانة إلى العزة والمكانة، فأمسكهم بزمام الأمور، وتوالت الفتوحات والانتصارات، ولم يزالوا في رفعة وعزة بسبب تمسكهم بدينهم.

____________________________________


وفي هذا الصدد سنذكر مآثر ومواقف تدل على العزة التي كانت الأمة الاسلامية تحلو بها
من باب تضميد الجراح لا من باب البكاء على الماضي لأنني أعي تماماً مجرد الوقوف على الماضي للبكاء والنحيب فحسب هو شأن الفارغين العاطلين وأعي تماماً أن ازدراء واحتقار الماضي بما فيه من خير ونور هو شأن الحاقدين الجاهلين فلا بد لنا أن نعي الماضي لأن أعدائنا لا يريدون للأمة ان تستمد من هذا الماضي نوراً يضيء لنا الطريق

أولاً : موقف ربعيُّ بن عامر رضي الله عنه مع رستم : 
بعث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ربعيُّ بن عامرٍ رضي الله عنه إلى رستم فدخل عليه وقد زينوا مجلسه بالنمارق المذهبة والزرابي والحرير وأظهر اليواقيت واللآلئ الثمينة والزينة العظيمة وعليه  تاجه وغير ذلك من الأمتعة الثمينة وقد جلس على سريرٍ من ذهبٍ، ودخل ربعيٌّ رضي الله عنه بثيابٍ سخيفةٍ رثةٍ وسيفٍ وُترسٍ وفرسٍ قصيرٍ ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد وأقبل وعليه سلاحه ودرعه وبيضته على رأسه, فقالوا له: ضع سلاحك. فقال: إني لم آتكم وإنما جئتكم حين دعوتموني فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت, فقال رستم: ائذنوا له فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق فخرق عامتها, فقالوا له: ما جاء بكم ؟, فقال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله, ومن ضيق الدنيا إلى سعتها, ومن جَورِ الأديان إلى عدل الإسلام, فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه, فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه ومن أبى قاتلناه أبداً حتى نفضي إلى موعود الله. قالوا: وما موعود الله ؟ قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى والظفر لمن بقي. فقال رستم: قد سمعت مقالتكم فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا ؟, قال : نعم, كم أحبُّ إليكم يوماً أو يومين ؟, قال: لا بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا. فقال ربعي رضي الله عنه : ما سنَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نؤخر الأعداء عند اللقاء أكثر من ثلاث فانظر في أمرك وأمرهم واختر واحدةً من ثلاثٍ بعد الأجل ، فقال رستم: أسيدهم أنت ؟ قال: لا ولكن المسلمون كالجسد الواحد يجير أدناهم على أعلاهم فاجتمع رستم برؤساء قومه, فقال: هل رأيتم قط أعز وأرجح من كلام هذا الرجل؟.

ثانياً : موقف هارون الرشيد ـ رحمه الله ـ مع نقفور: 
لما نقض الروم الصلح مع المسلمين وعزلوا ملكتهم وملكوا عليهم نقفور الذي كتب إلى هارون يطلبه برد ما دفعته إليه الملكة السابقة من أموال: وافدِ نفسك به و إلا فالسيف بيننا وبينك. فغضب هارون غضباً شديداً وكتب على ظهر الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما ترى لا ما تسمعه.

ثالثاً : موقف المعتصم ـ رحمه الله ـ مع ملك الروم : كتب ملك الروم إلى المعتصم كتاباً يهدده فيه فأمر بجوابه, فلما قرئ عليه الجواب لم يرضه, قال للكاتب: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم, أما بعد: فقد قرأت كتابك وسمعت خطابك والجواب ما ترى لا ما تسمع وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار.
____________________________________

كنا عزيزين وكنا أسياد الكون ... ما الذي حصل ؟ ما الذي انقلب ؟ كيف أصبحنا أذل الأمم والكل يتجرأ علينا ويتطاول حتى وصل بهم الحال إلا أن يهينونا برموزنا وأغلى شيء نملكه وهو أن يستبيحوا مقدساتنا ويرسموا نبينا ويحرقوا قرآننا ويغتالوا أعلامنا وعلماؤنا

يقول الشاعر :
آنـّا نظرت إلى الإسلام في بلدٍ ... وجدته كالطير مقصوص الجناحِ .

والله ما ازداد ضعفنا وانهزمنا بين الامم إلا بقدر ابتعادنا عن ديننا

ولا بد لنا أن نسلط الضوء على أهم
الأسباب التي أذلتنا وأهانتنا  :
-  البعد عن كتاب الله و الإعراض عن تحكيم شرعه
- الركون الى الدنيا والانفتان بها وكراهية الموت والآخرة
- العصبية الحمقاء  لجنس أو لون أو لسان أو وطن رسمه لنا سايكس وبيكو

- التبعية المطلقة للكفار ولأعداء الإسلام
تعطيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتخوف من ذلك.


أ ولاً: البعد عن دين الله وكتابه وشرعه :
إن بعد الناس عن الكتاب والسنة, أهم سبب في وقوع الضعف في الأمة، وحلول الهزيمة فيها

وإن هذا الدين الإسلامي الحنيف دين عزة وقوة وإباء , وإن الله تكفل بأن ينصر ويعـز من عمل وتمسك به ظاهراً وباطناً , ويقهر به عدوه أيضاً , فالعزة لله ولرسوله صلى الله عليه وللمؤمنين قال الله تبارك وتعالى
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ}  - المنافقون: 8
 قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :مَنْ كان يحب أن يكون عزيزاً في الدنيا والآخرة فليلزم طاعة الله، فإنه يحصل له مقصوده ؛ لأن الله مالك الدنيا والآخرة، وله العزة جميعه , فمن ابتغى العزة من عند غير الله أذله الله، فلا تطلب العزة إلا منه تبارك وتعالى
 قال الله
: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً} - النِّساء: 139
وقال
:{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} - فاطر: 10

قال القرطبي رحمه الله في تفسير قوله :
 "{فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً} أي: الغلبة والقوة لله
وقال الزجاج رحمه الله في هذا الموطن : من كان يريد العزة من الله وصدقه في طلبها ؛ بافتقارٍ وذلٍ وسكونٍ وخضوع ، وجدها عنده غير ممنوعة ولا محجوبة .



ثانياً: - الركون الى الدنيا والخلود اليها والانفتان بها واتباع شهواتها:
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ},
{
وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ} - آل عمران: 14

إن حب الدنيا والعيش من أجلها هو سببٌ في إذلالنا وهواننا وإن الركون اليها يجعلنا  ذليلين حقراء مهانين ، فكم أفسدت الدنيا من قلوب ، وكم دنست وذلت أقواماً في أوحال الردى ولا حول ولا قوة إلا بالله                                  
{ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} - الحجر: 3

وإن حب الدنيا وتقديمها على الآخرة يؤدي به إلى ترك الجهاد في سبيل الله , ومن المعلوم أنه لا عزة لأمة الإسلام إلا بعودتها إلى دينها، ومن ذلك الجهاد في سبيل رب العباد
فعن ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها) فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال:  ( بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن ) فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال:  (حب الدنيا، وكراهية الموت) - أخرجه أبو داوود وصححه الألباني

وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: 

(
من أحب دنياه أضرَّ بآخرته، ومن أحب آخرته أضرَّ بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى) - رواه أحمد - صححه الحاكم
فتبين بهذا أن سبب ضعف الأمة، وتسلط الأعداء عليها؛ هو بسبب حب الدنيا، وكراهية الموت, فعلى المسلم أن يجعل دنياه مزرعةً لآخرته .

   

ثالثاً - التفرق والعصبيات :
" ليس منا من دعا بدعوى جاهلية , وليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل لعصبية "
هكذا أعلنها صريحة مدوية حبيبنا وقائدنا محمد صلى الله عليه وسلم وحذر منها ومن وتبعاتها على الأمة الاسلامية من تفرق وتشرذم وضعف وهذا ما قد عَمل عليه أعداء الاسلام وجعلوه واقعاً راسخاً في مجتمعاتنا وقسموا لنا أمتنا الى بلادٍ رسموها بالقلم والممحاة ووضعوا على رأس هذه البلدان عملاء لهم فرقوا البلاد بحدود زائفة وربوا الشعوب على الولاء لهذه الحدود وأنسوهم ولائهم للدين والكتاب فأصبحوا يتنازعون ويتفرقون على أتفه الامور

( دعوها فإنها منتنة  ) [صحيح البخاري] ، هكذا وصفها خير خلق الله ومعلم البشرية نعم أعلن أنها منتنة دعاوى الجاهلية وعزاء الجاهلية منتنة كريهة الرائحة كريهة العاقبة قد أعرض عنها صلى الله عليه وسلم ولو شاء لكان أفخر الناس بمآثره فهو أعرق الناس نسباً صلى الله عليه وسلم وأعظم الناس شرفاً صلى الله عليه وسلم وأعظم الناس مكانة من الله صلى الله عليه وسلم , ولكنه عليه الصلاة والسلام طرحها كلها تحت قدميه وأعلنها إسلامية الفخر للإسلام والعز للإسلام والسؤدد بالإسلام والصلة والقربى بالإسلام


أبي الإسلام ليس لي أباً سواه  ....   إذا افتخروا بقيس أو تميم

ليكن هذا منهجنا وليكن هذا دليلنا ولا نجعل من الديمقراطية والوطنية المزيفة التي جاء لنا الغرب بها دليلاً ومنهجاً فالإسلام وطني وقوميتي ولا نرضى بغيره بديلاً وليكن دليلنا صحابة رسول الله الحبشي منهم والفارسي والرومي  حينما تركوا العنصرية وتركوا القومية وتركوا الوطنية والشعوبية خلف ظهورهم ورفعوا راية التوحيد والإسلام والوحدة ففتحوا الدنيا من مشرقها إلى مغربها فتحوا الدنيا بالإسلام وأسعدوا الدنيا بالإسلام وأنقذوا الناس من النار إلى الجنة بدعوى الإسلام لا بالعنصرية ولا بالحزبيات ولا بمذهبيات ولا بطائفيات ولا بشيء من هذه المفسدات .
إخوة الإسلام ألا ترون حال المسلمين حينما تفرقوا وكان أمرهم شيعاً رفعوا الرايات العنصرية بطبقية أو بقومية أو بحزبية أو بطائفية أو بمذهبية ماذا فعل بهم ذلك !!  أليس العدو يأكلهم كما تأكل النار الهشيم ؟ نسأل الله أن يرفع ما أحل بنا من ضرر , لكن ليكن لنا فيهم عبرة فإن من لم يعتبر بغيره كان عبرة لغيره,
فبالله عليكم ارجعوا الى كتاب ربكم وسنته وأجعلوا الاسلام الرابط الوحيد بينكم لا رابط غيره أو سواه
هل رأيتم في زماننا الحاضر مجازر إلا في بلاد الاسلام ؟؟ في بورما , والشام , والعراق, ومصر, وليبيا , وافريقيا الوسطى
هل رأيتم من مجازر في أمريكا أو أوربا أو استراليا ؟؟ ألم تسألوا أنفسكم لماذا , ورسول الله يقول في ما صح من حديث :
(  مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى  ) - البخاري ومسلم
فهل نحن كالجسد الواحد حقاً , ماذا سيقول رسول الله لو رأى حالنا , وازنوا بيننا وبين أمم الكفر التي اجتمعت علينا فأوروبا اجتمعت على أمرٍ واحدٍ في اتفاقية وقعوها فيما بينهم وهي اتفاقية الاتحاد الاوربي على اختلافهم واختلاف ألسنتهم وألوانهم واعتقاداتهم , فما لنا نحن الذين نملك كتاب واحد ودين واحد ونبي واحد قد تفرقنا وسمحنا لهم أن يفرقونا ويجمعوا
أنفسهم
 يقول الشاعر :
هم وحدوا في سبيل الظلم رايتهم .... فوحدوا الصف جيش الكفر ينهزمُ


رابعاً - التبعية المطلقة للكفار ولأعداء الإسلام :
وقد اجمل نبينا الكريم وأبلغ حينما قال في حديثه الشريف :
عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال
 ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاً ذراعاً حتى لو دخلوا جحر ضبٍ تبعتموهم. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ ) .  رواه البخاري  - فمن " بمعنى : ومن غيرهم "
وهذا الذي حصل بالفعل !! كيف لا ؟ وهو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى

 


خامساً تعطيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :

يقول عليه الصلاة والسلام ( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم ) [رواه الإمام أحمد] 
وهل بعد هذه الطامة من طامة , وهل بعد الذي نحن وأمتنا فيه من عقاب ؟ فعلاً سلط علينا عقاباً !! ألا وهو الذل والهوان , هل سألنا أنفسنا لماذا ؟ نعم أحبتي لأننا عطلنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وصدق الصادق المصدوق .


____________________________________


وصلنا الى زبدة الكلام , وصلنا الى التشمير عن الأيدي والاستعداد للعمل والجهاد وصلنا الى عقد العزم وصلنا الى السؤال الذي يسأله الملايين ولا يلقون له جواباً ...

كيف نرجع كيف نعيد عز الأمة ؟؟ .. كيف نسود الدنيا ونرجع مقدساتنا وأراضينا  ؟؟
وما هي الأسباب التي ترتفع بها الأمة، وتأخذ مكانها اللائق به ؟؟
1 ـ الرجوع الى كتاب الله وسنة رسول الله والتمسك بهما وتطبيق أحكامهما
2- الالتفاف حول العلماء الصادقين الربانيين والابتعاد عن المضللين الزائفين وأخذ العلم الشرعي عنهم
3- تمحيص وتحميص منهج " الولاء والبراء " ودارسته ونشره بين الناس
4 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
5 ـ الجهاد في سبيل الله
6 ـ الثقة واليقين بنصر الله وانتصار الدين إذا طبقنا ما سبق

وسنفصل كل مســألة تحتاج إلى تفصيل إن شاء الله تعالى وسنبدأ بـ :

الرجوع إلى الكتاب والسنة والتمسك بهما :
منهجاً وعقيدة، ففي ذلك الفلاح كله والخير كله، فلا فلاح إلا بالأخذ بهما معاً، وتحكيمهما في جميع مجالات الحياة

{ إنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً } - الإسراء: 9

{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } - الأنعام: 153

وقال صلى الله عليه وسلم ::
(
تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله، وسنتي ) رواه الحاكم وصححه الألباني

فالرجوع والتمسك بالكتاب والسنة من أعظم أسباب الفلاح في الدين والدنيا، ومن لوازم التمسك بهما- محاربة البدع والتحذير منها، وعدم الغفلة أو التهوين من شأنها مهما صغرت، فإن البدع إذا غُفل عنها زاد انتشارها فكيف إذا أقرَّها من عملها أو هوّن من شأنها؟ لا شك أن هذا من الجهالة بمكان، بل هو من أعظم أسباب الهزيمة النفسية، ويُلقى أكثر حمل هذا على من زعم الإصلاح بخلاف ما كان عليه منهج سلف الأمة وقدوتها .

الالتفاف حول العلماء الصادقين الربانيين :
نعم أحبتي ولعلي أصف هذه النقطة بأهم نقطة في هذا السياق
يجب علينا البحث عن علماء الأمة الراسخين في
 العلم، المعروفين بصلاح المعتقد، وسلامة المنهج، الذين تربوا على الولاء والبراء فالقرب من أولئك والاستئناس بآرائهم والصدور عن رأيهم فيه مصلحة عظيمة للأمة وشبابها فعلماء السنة هم الاطباء وهم أدرى الناس بمعالجة قضايا الأمة، وهم أبصر الناس بمجاراة واقعها وإيجاد الحلول الناجعة لها، فأولئك الثلة من العلماء لا تصدر آراؤهم إلا بعد النظر في النصوص الشرعية ، وهم لا يخافون في الله لومة لائم وقد بذلوا أرواحهم رخيصة لرفع قدر هذه الامة والسمو بها عالياً
إبحثوا عنهم ولازموهم
إبحثوا عنهم ولازموهم
إبحثوا عنهم ولازموهم  ... حتى ينقطع النفس 


انتهاج منهج " الولاء والبراء " ودارسته ونشره بين الناس :
يكفي أن أقول لكم راجعوا ما كتب شيخ الاسلام إبن تيمية بهذا الصدد ومحصوا وحمصوا هذا المنهج والعقيدة التي يجب أن تسري فينا كالدماء في العروق بل ويجب علينا أيضاً أن نربي اولادنا على هذا المنهج بل ويجب علينا أن نرضعهم هذا المنهج إرضاعاً
من حين التقام الثدي حتى اشتداد العود ووقوفه .


ـ الجهاد في سبيل الله :
الجهاد وما أدراك ما الجهاد ’ سادس أركان الاسلام وذروة سنامه إنها فريضة الأمة المضيعة المنسية الأمر الذي قال بحقه رسول الله الأحاديث الطوال واثنى على المجاهدين كيف لا وهو سيد المجاهدين وهو من بُعث بالسيف رحمةً للعالمين وهو الذي قال :
(
ما ترك قوم الجهاد إلا أذلهم الله )
( والذي نفس محمد بيده لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا ) - صحيح مسلم

لذلك أحبتي يحب علينا أن نحيي هذه الفريضة من جديد ويجب على كل واحد من المسلمين مهما كان موقعه وشأنه أن يوقن أنه مسؤول ومسائل عن هذه الفريضة وعن وجوبها

فعلى المقاتل ان يسخر سلاحه لخدمة ونصرة الاسلام

وعلى الكاتب منّا أن يُسخِّر قلمه لخدمة الإسلام ونصرته
وعلى التاجر أن يسخر ماله وتجارته لخدمة الاسلام ونصرته ويراعي حق الله تعالى من زكاة ونفقة، ثم عليه أن يجعل من ماله نصيباً في دعم المسلمين والمجاهدين فيؤدي ما يقدر عليه من دعم الإسلام مهما كان حجم ذلك الدعم، ولو كان يسيراً في نظره أو نظر الآخرين، فـ لربما يكون ذلك اليسير عظيماً حيناً من الدهر  
{
وما تُقدِّموا لأنفُسكم من خيرٍ تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً } المزمل: 20
 
وليعلم كل واحد منا أنه على ثغر من ثغور الإسلام ، فليحذر أن يؤتى الإسلام من قبله.

 
ومن الأمور الهامة التي يجب ان نركز عليها هي التنبه من مكائد الأعداء والحذر منها؛ لأنها تتنامى وتزداد بحسب تجاهلنا وعدم إلقاء البال لها
والواجب على كل مسلم أن يحذر ويُحذِّر منهم وأن يجهز العدة والعتاد وان يكون متيقظاً حذراً

قال الله تعالى :

{ وأعدُّوا لهم ما استطعتم من قُوَّةٍ ومن رِّباط الخَيْل تُرهبون به عَدُوَّ اللهِ وعدوَّكُم } - الأنفال: 60
 

الثقة واليقين بنصر الله:
إذا طبقنا ما سبق من أسباب ووسائل العزة وإرجاع الأمة الى سكتها الصحيحة فثقـوا بعدها  كل الثقة بنصر الله وموعوده فحاشاه أن يخلف وعده ووعيده وهو الذي يقول في كتابه الكريم :
{ حتَّى إذا استيأس الرُّسل وظنُّوا أنَّهُم قد كُذِبوا جاءهم نصرنا فنُجِّيَ من نَّشاء ولا يُردُّ بأسُنا عن القوم المجْرمين } - يوسف: 110
{
حتَّى يقول الرَّسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إنَّ نصر الله قريبٌ } - البقرة: 2014

ابدأ بإصلاح نفسك وبيتك ، وأقُـسم بعدها ستتسع دائرة الإصلاح و سيعم الخير في الأمة لعلك تكون حجر أساس في إعادة مجدها , نعم أخي الحبيب عليك نُـعـوّل فأنت صادق وقوي وأعلمُ أنك تحمل في قلبك الخير الكثير وتستطيع فعل الكثير ... هيا انطلق عاهد نفسك وقل : سأكون عاموداً من أعمدة الإسلام وسأصنع بصمة لهذه الأمة العظيمة لن أكون نسخةً بشرياً زائدة سأكون مختلف
ماذا صنعت ؟؟
ماذا فعلت ؟؟

أسئلة لن يستطيع الجواب عليها إلا أنت !!

_________________________________small.j



اللهمَّ أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين، اللهم أصلح أحوال المسلمين وردّهم إلى دينهم رداً جميلاً .



 المدونة بقلم : مصعب الخير

_________________________-__________smal