إحذروا داعي الغلو
ناطقهم الإعلامي يبيح دماء المخالفين
بعد تكفيرهم بمقدمة فاسدة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد ..
فقد زعم العدناني في كلمته الأخيرة (ياقومنا اجيبوا داعي الله ) : ( أنه لايوجد على وجه الأرض بقعة يطبق فيها شرع الله والحكم فيها كله لله سوى أراضي الدولة الاسلامية ) وهذه مقدمة غير صحيحة سيقيم عليها نتيجة فاسدة ، أما لماذا هي مقدمة غير صحيحة ؟
فلأن إخواننا في الطالبان يقيمون ما يقدرون عليه من الشرع ، وكذلك غيرهم من أهل الجهاد ممن يقيم ما يقدر عليه من الشرع وقد رأينا من الفصائل كجبهة النصرة من يفعل ذلك بحسب الإمكان ، وهم حين يقيمون ما يستطيعون إقامته من شرع الله لا يشوهونه كما يفعل الغلاة ، فالغلاة يكفرون مخالفيهم ويستبيحون دماءهم وأموالهم بعد هذا التكفير، فهل هذا حكم الله ؟ وهل هذا من تطبيق شرعه ؟ هل تكفير المسلم المعصوم وإباحة دمه وماله من حكم الله أم من حكم الطغاة ؟
والله إن من يقول أن هذا من حكم الله يفتري الكذب على الله ويشوه شرع الله ..
وقد بنى الناطق على مقدمته الفاسدة هذه نتيجة فاسدة مثلها ، وهي قوله : (تذكر أنك ان استطعت أن تأخذ منها شبراً أو قرية أو مدينة سيستبدل فيها حكم الله بحكم البشر ) وهذه النتيجة فيها تعميم يشمل حتى جبهة النصرة وأمثالها من المجاهدين الذين يعلنون صراحة عن هدفهم بإقامة دولة إسلامية ، وهذا التعميم سببه غلو القوم وتشكيكهم بإسلام كل من لم يبايعهم،هذا غير تكفيرهم لكل من خالفهم أو قاتلهم ، وبالتالي فهم يرون أن لا أحد يرغب بتحكيم الشريعة في الدنيا كلها غيرهم . فهم الدولة الإسلامية والخلافة وكل من سواهم فحكم الطاغوت ..
هذا صريح قوله ودعواه وجزمه وإطلاقه (إن استطعت أن تأخذ منها شبراً أو قرية أو مدينة سيستبدل فيها حكم الله بحكم البشر )
يقول هذا ليصل أخيرا إلى النتيجة النهائية التي يكفر بها بكل سهولة كل من يقاتلهم حتى لو كان دفعا للصائل ، يعني يريدون أن يعتدوا على المجاهدين ويصادروا المحرر من مناطقهم ويذبحوا من يقع تحت أيديهم منهم ، ثم عندما يدفع المجاهدون صيالهم وعدوانهم : يكفرون ( تلك إذا قسمة ضيزى).
يقول هذا الناطق : (ثم اسأل نفسك ماحكم من يستبدل أو يتسبب باستبدال حكم الله بحكم البشر ... نعم انك تكفر بذلك ) لا شك أنه يستخف بهذا الكلام بعقول أتباعه فهو يعلم أن أكثرهم رعاع جهال تنطلي عليهم مثل هذه الدعاوى والمزاعم ، فقد صوّر لهم بهذا الإطلاق أن كل من يقاتلهم بأي نوع من أنواع القتال فهو يريد أن يستبدل حكم الله بحكم البشر !! تأملوا فقد وضع بهذا الإطلاق في سلة تكفيرية واحدة جميع من يقاتلهم حتى من يدفع عن نفسه وعياله وحريمه أو يدفع غلوهم واعتداءهم ومن يسعى لإقامة حكم سني لا بدعي كحكمهم ؛ فهؤلاء كلهم بزعم هذا المغالي أنهم يسعون لإزالة حكم الله لإقامة حكم البشر!!
فوضع بإطلاقه هذا جبهة النصرة وكل فصيل يصرح بسعيه لإقامة حكم الله في سلة واحدة مع النظام النصيري والروافض والشبيحة والأمريكان والتحالف والبي كي كي ونحوهم من الفصائل العلمانية !!
أي جور هذا وأي اعتداء وغلو وبهتان ؟ وإذا لم تكن هذي هي طريقة الخوارج وجرأتهم في تكفير المسلمين فما هي ؟
ثم يفرح رعاعه بتصريحاته هذه وتنطلي عليهم إطلاقاته وخزعبلاته .. خصوصا بعد أن يبني على هذه المسلّمة عنده النتيجة النهائية الخطيرة وهي قوله المطلق : (فاحذر ... فإنك بقتال الدولة الاسلامية تقع بالكفر من حيث تدري أو لا تدري) اهـ وتأمل كيف أطلق هنا وتحلل من كل القيود .. وفتح لأتباعه من الغلاة والرعاع سفك دماء كل من خالفهم أو قاتلهم ، ثم يغضبون حين يوصفون بالغلو أو بنهج الخوارج !!
وإذا لم يكن مثل هذا الإطلاق يمثل عقيدة الخوارج فمن هم الخوارج ؟ وإذا لم يكن هذا هو قمة الغلو فما هو الغلو إذن وما لونه وما طعمه ؟؟
إن رعاع الدولة يقتلون من خالفهم قبل هذه الفتوى المفتوحة ، وقبل هذا الإطلاق المرسل ، فما بالك بعد أن نعق من يرونه بطلا صنديدا بهذا الغلو وزيّنه لهم ، لقد فتح لهم الباب ليقتلوا كل مقاتل مخالف لهم قتل ردة وكفر ، ولم يبق مجالا لأي نوع آخر من أنواع القتال التي قد تقع بين مسلمين مما ذكره الله تعالى في كتابه أو نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته ، فكل ذلك ألغاه وسوّل لأتباعه قتل المخالف المقاتل لهم ردة حتى لو كان يدفع صيالهم ، وكأن هذا الغوي يريد من الناس إذا ما هجم رعاعه عليهم أن ينبطحوا لهم ويمدوا رقابهم للذبح ولا يدافعوا عن أنفسهم وإلا ارتدوا ..
هذا الإرهاب الفكري التكفيري لا ينطلي إلا على الحمقى والمغفلين الذين يتابعونه كالعميان ، أما الأفاضل العقلاء الذين يفقهون عن الله دينه، وعن رسوله تبيينه فلا يمكن أن يقبلوا بمثل هذا الإطلاق ، ولذلك فإني أظن أن تخبطهم بدأ يتكشف لكل أحد ، وأن فتنتهم التي كان يميزها العلماء والفهماء وكانت تتلبس على الجهال والمتحمسين قد تكشفت اليوم لكل أحد ، وقد آن الأوان للعقلاء أن يفعلوا فعل أبي الوليد المقدسي وأمثاله ..
خصوصا وأن هذا التكفير الذي يبيح دم المسلم المخالف هو ما كان أنكره هذا الناطق الناعق وجحده من قبل ، بل وباهل عليه الشيخ ابي عبدالله الشامي حيث قال هذا الناطق نفسه في كلمته ( ثمَّ نبتهلْ فنجعلْ لعنةَ اللهِ على الكاذبينَ) : ( فيا أيُّها المسلمون أمّنوا، واجعلوا لعنة الله على الكاذبين: ـ اللهم إن أبا عبد الله الشامي زعم أننا .....إلى قوله : ( وأن الدولة ترى كل من قاتلها قد صار محاربًا للإسلام خارجًا عن الملة.)
اللهم إني أُشهدك أن ما ذكرته آنفًا مما قاله عبدك أبو عبد الله الشامي كذبٌ وافتراءٌ على الدولة، وإنه ليس من منهجها ولا تعتقد به، ولا تتقصد فعله، بل وتنكر على من يفعله.
اللهم من كان كاذبًا فاجعل عليه لعنتك، وأرنا فيه آيةً، واجعله عبرة.) اهـ.
فتأملوا هذا الكذاب الذي نقض غزله ، وقال وصرّح وأعلن بما باهل على إنكاره من قبل فلعن بذلك نفسه ..
وإذا كان أتباعه ينسون أو يتغافلون عن هذا ، فغيرهم لا ينسى ولا يتغافل ..
فيا أيها المقلد أفق من غفلتك ولا تتابع مثل هذا الكذاب الجريء على الله وعلى دماء المسلمين ، المباهل على باطله ..
أفق فهذا بدايته وهذا منتهاه ..
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
أبو محمد المقدسي
رمضان 1436هـ