JustPaste.it

أبصر به واسمع

القران وكفى

محاولة تدبرآيات القران الكريم لفهم الاية رقم 29 من سورة التوبة

عسى ان نكون من الذين أقاموا فريضة التدبر الغائبة

       أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ( 24 ) محمد

وغياب هذه الفريضة هو المسؤول عن الفهم الخاطي لايات القران البينات

وبسم الله الرحمن الرحيم نبدأ

 

 قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29) التوبة

هذه الآية الكريمة يحتج بها السلفيون لتبرير قتال المختلف عقديا ويحاولون إقناع أتباعهم وإقناعنا بأن الآية نزلت لقتال أهل الكتاب لأجل معتقدهم وهذا في الحقيقة هو فهم السلف والمدون في كتبهم التي كتبت في العصر العباسي الأوسط وعليه كانوا يفرضون ما يعرف تراثيا بالجزية(ولها معنى مختلف في القران)  على أهل الكتاب ويضطهدونهم وهذا الفهم المنحرف يتماشى مع الاستبداد الديني الذي مارسته الدولة العباسية 0 ويتجاهلون الكثير من الآيات الكريمة التي تأمر ببر المختلف ومعاملته بالحسنى وبالقسط وتعطي الحق للناس باعتقاد ما يشاءون  وحسابهم من حيث المعتقد على الله يوم القيامة حيث يحكم بين الناس فيما هم فيه مختلفون والآيات كثيرة التي تصب في هذا الاتجاه نذكر منها على سبيل المثال

لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)البقرة

وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)الكهف

 

ولكي نفهم الآية يجب أن نفهم الآيات الأخرى التي تحدثت عن تشريع القتال وضوابطه في القران الكريم المبين لكل شي يخص الدين

لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)الممتحنة

 

وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) البقرة

هذه ضوابط القتال قي الإسلام التي نفهم على ضوئها الآيات الأخرى

لكي نفهم القران لابد أن نعرف أن هناك آيات محكمات وآيات متشابهات ويجب أن نفهم المتشابه من خلال المحكم بدون تأويل

هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) آل عمران

الآية رقم 190 من سورة البقرة هي الآية المحكمة في القتال ويفصلها الآيات التي تليها ولاحظ إنها لم تستثني احد لجنسه أو معتقده (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم) بمعنى كائن من كان في سبيل الله أي هذا حق شرعي للدفاع عن النفس وبانتظار الأجر من الله دون أن تكون لكم أهداف أخرى لطلب حطام دنيوي او ما يعرف حاليا مكسب سياسي (ولا تعتدوا) أيضا على احد كائن من كان (إن الله لا يحب المعتدين )

وطالما اعتدوا عليكم فمارسوا معهم ما فصله الله في الآيات التي تلي الآية 190 من سورة البقرة المتشابهة التي تفصل الآية 190

أيضا لكي تفهم الآية 29 من سورة التوبة لابد من فهم طبيعة فهم المؤمنون في عصر النبي عليه السلام للإسلام ونظرتهم أيضا لليهود والنصارى الذين يجاورنهم في يثرب والذي يفترض إنهم يتبعون رسلهم موسى وعيسى عليهما السلام

وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138) قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139) أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ۗ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140)البقرة

من خلال هذه الآيات نستطيع فهم طبيعة العلاقة بين أتباع الرسول محمد عليه السلام في المدينة واليهود والنصارى الموجودين آنذاك ونظره كل الفريقين للآخر , بما إنهم أتباع النبيين موسى وعيسى عليهما السلام فكان ينظر لهم على أنهم مسلمون لدرجة أنهم كانوا يطالبون أتباع النبي محمد عليه السلام بان يتبعوا تراثهم المزور على انه هو مله إبراهيم (كما يفعل حاليا المسلمون بفرقهم) وكان الرد يأتي من الله عز وجل بأن هؤلاء ليسوا على رسالة الإسلام الحقيقية فقولوا لهم آمنوا بما انزل إلينا وما انزل إلى إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون حين إن اليهود كانوا يقولون إن موسى نبينا وتراثهم مختلف عن النصارى أتباع عيسى عليه وأيضا لديهم تراثهم الخاص وكل الفريقين يكفر الآخر (كما السنة والشيعة الآن المشهد يتكرر)

وكان الرد يأتي من الله بان يتبعوا ما جاء بها النبيين الذين أتوا بملة إبراهيم الحنيفية الخالصة لله وحدة وهي ما انزل الله على أنبيائهم الذين يدعون أنهم يتبعونهم وهو ما انزل على النبي محمد عليه السلام ولا يجب التفريق بين الرسل حيث انه أتوا برسالة واحده رسالة الإسلام (مله إبراهيم) وهو ما طلب منهم الإيمان به يا أتباع محمد عليه السلام . أم إن الأنبياء المذكورين في الآية عليهم السلام كانوا هودا أو نصارى فكان يجب عليهم أن يتبعوا ما انزل إليهم من ربهم ويتبعوا مله إبراهيم . وعليه فان امنوا بهؤلاء الأنبياء كلهم وبملة إبراهيم فقد اهتدوا وهنا فهم أتباع الرسول محمد طبيعة تدين هؤلاء (اليهود والنصارى) الذين يدعي كل واحد منهم انه على الصراط المستقيم .

وكانوا يحرفون الدين الإلهي الحق ويشترون بآيات الله ثمنا قليلا  ويصدون عن سبيل الله (كما يفعل شيوخ الفضائيات الآن) ويأتي التحذير من الله للمؤمنين بان طاعة هؤلاء سيردكم بعد إيمانكم كافرين

 قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاءُ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100)

 

ومع ذلك فما زال من أتباع النبي محمد من ينظر لهم النظرة الأولى على إنهم أولياء الله وأحباءه كما يشيعون دائما بين أهل يثرب وهم الذين وصفهم الله ان لازال في قلوبهم مرض بتقديس هؤلاء الذين يفترون على الله الكذب (بالضبط كعلاقة الأتباع ألان بشيوخ الفضائيات )

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)

وكانوا يمارسون الاعتداء على النبي محمد عليه السلام وأتباعه بالتحالف مع الأعداء القرشيين ومظاهرتهم أي الغدر بهم بهدف إخراجهم من يثرب

 

فكان الأمر الإلهي للمؤمنين بقتالهم كونهم معتدين ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله (كما يحاولون إقناعكم ولن تصيبكم دائرة أو عقاب من الله لقتالهم) (ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله) إذ أنهم يعتدون والاعتداء محرم في الدين السماوي الحق  بموجب الرسالة السماوية التي نزلت سواء على موسى أو عيسى أو محمد عليهم السلام . حتى يدفعوا الجزية وهي تعويض عن اعتداءهم وهم صاغرون أي رغما عنهم وذلك بقوه السلاح

وهذه الآية تشير بوضوح على اعتدائهم على أتباع الرسول محمد عليه السلام بالمظاهرة أي بالغدر والتحالف مع الأعداء

 وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا  (26)    الأحزاب

ولذلك نفهم من السياق القرآني هذه الآية الكريمة التي يستغلها شيوخ الفضائيات والدواعش لاستخدام الآية 29 من سورة التوبة لقتال المختلف عقائديا حتى لو كان مسالما وذلك لبعدهم عن القران الكريم وإتباعهم ما وجدوا عليه آبائهم من تأويل لآيات الله وما يعرف بالنسخ بمعنى الإلغاء وكذلك الأحاديث الضالة التي نسبت زورا للرسول بعد وفاته بأكثر من 250 سنه على الأقل ويكرون سيرة اليهود والنصارى في عهد الرسول وكأنها تتكرر بحذافيرها

وتتكرر الأحداث أيضا في هذا العصر حيث إن في سوريا ألان هناك ناس من أهل السنة يتحرجون من قتال داعش والنصره ينظرون لهم على أنهم أولياء الله وأحباءه ويخافون أن تصيبهم دائرة على الرغم من أنهم قتله ومعتدين ويخالفون صريح القران

ونحن الآن نطالب الأمة الإسلامية بهجر ما وجدوا عليه آبائهم (التراث السني والشيعي والصوفي والاباضي وغيره)والعودة إلى مله إبراهيم المسطرة عقائدها في القران الكريم وان يؤمنوا بجميع الرسل ولا يفرقوا بين أحدا منهم وان رسالة الإسلام واحده وتكون رسالتهم للعالم إن الإسلام ليست الرسالة التي نزلت على النبي محمد فقط وإنما رسالة الإسلام نزلت على جميع الرسل كما يقول القران

والقران بين أيدينا ولازلنا نهجره إلى تاريخه والله المستعان