JustPaste.it

رسائل الطريد

إنا كفيناك المستهزئين

 

____________________small.jpg

 


الحمد لله رب العالمين

الرحمن الرحيم

مالك يوم الدين ...

إياك نعبد اللهم وإياك نستعين ..

اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه..
وبعد..


فيالله ماهذا النبي الذي أرسله الله إلينا
أقف أمامك سيدي يا رسول الله محتاراً متعجباً ...

ما يكاد يمر علي أمر من أمور الدنيا أو الآخرة إلا وجدتك سبقتنا اليه .. إلا وجدته قد مر عليك ..

إلا وجدت ما يمر بي هو غيض من فيض مما مر عليك ... بأبي أنت وأمي ونفسي ومالي وعرضي ... فداك نفسي يا رسول الله ... وإذا كان ربك قد سلاك بقوله ( وكذلك نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك )... فإن قصتك والله تثبت أفئدتنا أي رسول الله ... بأبي أنت وأمي ما خسر من اتبعك وما ربح من عصاك ...


كنت قديماً أقرأ قصصك لعلي أشعر بها شيئاً ما ... ولكني لما مررت بشيء يسير مما مر عليك .. عرفت أنني لم أكن أشعر بشيء مما كان يحدث معك ..


والله لولا أن الله ابتلانا بشيء يسير مما ابتلاك به ما شعرنا كم عانيت وصبرت ...
كم تأثرنا وحزنّا أي حبيبي .. لما تكلم الناس علينا في أمر ما كنا نبغي فيه إلا رضاء الله ... فكيف بك يا نبي الله؟!! يامن لو دعوت ربك لأطبق عليهم الاخشبين وهم يقولون عنك كذاب لشر ساحر مبين ... ومن عمك وأقرب الناس اليك ..


أواه كم كنتَ حزيناً وكم كانت نفسك حزينة مكسورة لما دخل عليك عمك وقال يابن أخي إن قريش أثقلت علي يريدون أن تقف فقط عن ذكر آلهتهم ... أواه كم أنت عظيم .. ويالتلك الهمة التي لديك أي رسول الله ( والله ياعم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه )


أواه ماهو شعورك أي رسول الله وأنت تسجد لربك بين جهابذة قريش تكفر بآلهتهم جهاراً (وكم هو عمل عظيم عند الله تبتغي الذكر الحسن به كما نعمل نحن ) فيلقون السلا على ظهرك!! ..كم حزنت لحزن ابنتك وهي تلقي بالسلا من على رأسك .. ألم تفكر سيدي بأن ابنتك تقول لك بلسان حالها: أي أبت ادع ربك الجبار القوي ينتقم منهم ...!


أواه كم هو موقفك صعب وأنت ترى صاحبك أبا بكر والناس يضربونه حتى شارف على الموت وأنت لا تستطيع أن تعمل له شيئاً .. وفوقها أول ما يصحو يقول ما فعل محمد؟

كم تأثرت وقتها بهذا الصاحب الصدوق وأنت تراه بتلك الحال ولا تستطيع مساعدته ولا تعلم متى سينتهي هذا العذاب له ...


أواه ما أصعب حالك أي سيدي وأنت ترى أصحابك ومن صدقك وسار معك يسومونهم سوء العذاب بلال وعمار ....!!
ويصفونهم بأشنع الأوصاف ويقولون أنك تسحرهم وأنهم مسحورين..
أواه ما أعظم وأعجب صبرك .. عندما مات عمك من كان يحميك من قريش، وماتت زوجك وما أدرانا ما زوجك !! ..

تلك الصادقة الصدوقة المواسية المواتية القانتة الحبيبة تلك التي أطلقتَ أسيراً لديك لأنه أتى لك بقلادة منها بعد 7 سنسن من وفاتها ... كم كنت تحبها! كم كانت تواسيك! ... يالله يالله.. ماهو شعورك أي سيدي وربك الذي يصير بك هذا من أجله ( بعد أن كنت المطاع في قومك (حادثة الحجر الأسود) وبعد أن كنت الصادق الأمين ذو السمعة الحسنة بعد أن كنت فتى قريش وابن أسيادها ) ربك هو من يحيي ويميت .. فيقضي أن يميت لك أقرب الناس إليك .... أواااااه أوااااه
أواه كم كان موقفك صعباً كموقف أم موسى لما أجابت وحي ربها وكانت تهرب من أزلام أزلام فرعون فتستجيب لوحي ربها وتلقي ابنها فلذة كبدها في البحر فيذهب لفرعون نفسه فـ....أصبح فؤادها فارغاً ... لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين ...!!


أواه ..كم كنت في هم وغم عندما سمعت الناس تلوك عرضك وتتكلم على زوجك وهي أحب نسائك إليك بعد خديجة!! ...

حتى تصعد المنبر وتقول أيها الناس (أيها الذين تحملت من أجل أن أبلغكم رسالة ربكم ما تحملت كي تخرجوا من النار وتدخلوا الجنة) من لي برجل بلغ أذاه في أهلي ...

 

كم حزنت وتألمت أي سيدي وأنت ترى أصحابك يتنازعون فيما بينهم في هذا الأمر حتى علا صراخهم وكادوا يقتتلون..!
لي أن أتصور كم كنت حزيناً عندما خرجت من المسجد واتجهت إلى البيت تكلم عائشة ...
أما أنت يا عائشة .. أواه كم كان موقفك صعباً أي حبيبة رسول الله عندما اتهمت بأصعب مايمكن أن تتهم به امرأة في مجتمعنا وأنت بريئة !!... كم كنتِ في موقف صعب (يستحيل أن نشعر به مهما قرأناه إلا إذا صار معنا مثله أو جزءا منه ) وماهي حالتك رضي الله عنك ...؟!!
وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ فِي قَوْلِ أَهْلِ الْإِفْكِ وَلَا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ ، وَهُوَ يَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لَا أَعْرِفُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَشْتَكِي ، إِنَّمَا يَدْخُلُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُولُ :«كَيْفَ تِيكُمْ» ؟ فَذَاكَ يَرِيبُنِي وَلَا أَشْعُرُ بِالشَّرِّ ، حَتَّى خَرَجْتُ بَعْدَ مَا نَقَهْتُ ، وَخَرَجَتْ مَعِي أُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ وَهُوَ مُتَبَرَّزُنَا
وقد بكيت ليلتين ويوماً لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم حتى إني لأظن أن البكاء فالق كبدي ....
فبينا أبواي جالسان عندي وأنا أبكي فاستأذنت علي امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي ...


يالله ما أصعب موقفك في تلك الحالة وما كان وضعك حتى أقرب الناس إليك زوجك وأبوك وأمك حتى هؤلاء شكوا فيك.. وقال لك زوجك وحبيبك وأقرب الناس إليك إذا كنت بريئة فسيبرئك الله !! فقلت لهم .. " أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ ؛ فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا ، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ ؛ فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبٍ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ» . فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً ، فَقُلْتُ لِأَبِي : أَجِبْ عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا قَالَ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَقُلْتُ لِأُمِّي : أَجِيبِي عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَقُلْتُ -وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ ، لَا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنْ الْقُرْآنِ: إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ بِهَذَا حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي نُفُوسِكُمْ ، وَصَدَّقْتُمْ بِهِ، فَإِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي بَرِيئَةٌ -وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ - لَا تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ ، وَلَئِنْ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ -وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ - لَتُصَدِّقُونَنِي ، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا إِلَّا كَمَا قَالَ أَبُو يُوسُفَ : {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} .
ثُمَّ تَحَوَّلْتُ فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي ....
والله إنه لمن أصعب المواقف التي ممكن أن تمر بالإنسان ... مر بها خير بيت وعائلة عرفتها الناس .....


أواااه ما أصعب حالك أي حبيبي يا رسول الله يا صابر يا صبور !!...

والله كسرت ظهري حزناً عليك يا سيدي ووالله ما كنت أشعر بك لوما أصابني بعض ما أصابك نسيماً من إعصار ما أصابك سيدي ... عندما فقدت حبيبك وخليلك وأخوك بالرضاعة ورفيقك وعمك حمزة ... وماذا مثلوا به أكلو كبده ...

أما فكرت ترفع يديك لربك الذي سيستجيب لك وتدعو أن ينتقم لك (إن من كان قبلكم كانوا يقرضون بالمقاريض ...)
أأنت تقول يا سيدي لو لبثت ما لبث يوسف ( الذي اتهم زوراً وبهتاناً أنه زاني وفاحش وبقي صابراً على ذلك وهو نبي الله 7 سنين)، ولما خرج لم يقل لربه سجنتني 7 سنين بل قال( وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن ... وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي .. إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم ) لأجبت الداعي ..


أواااه كم لقيت بعد أن مات عمك وزوجتك وذهبت تدعو إلى الله في الطائف فقالوا لك: أما وجد الله غيرك ليرسله ... كم كنت هائناً بنظرهم (ثم ماذا صرت بنظرهم بعد سنوات ) حتى سلطوا عليك سفهاءهم وغلمانهم حتى يركضوا خلفك ... !!

آااه والله يتقطع قلبي عليك وأنا أتخيل حالك .. ويسبونك ويشتمونك ويرمونك بالحجارة حتى دميت قدماك ... حتى قلت أي سيدي ..

اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ...

يا أرحم الراحمين .. أنت رب المستضعفين .. وأنت ربي ..

إلى من تكلني .. إلى بعيد يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري ...

ماذا .. إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ...
.................
..................
سبحان الله أردت فقط أن أقدم لهذه الوريقات بسيرتك ...

فحتى هذا أكملت ووفيت وما حاجتي للكلام بعد هذا فقد عطرت سيرتك الورقات ...
إنا كفيناك المستهزئين ... وقد كفاكهم الله ...
ولقد نعلم أنه يضيق صدرك بما يقولون ... فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين .. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ....
أَبَعْد هذا العلو والسمو الرباني الرفيع ننظر لهؤلاء الأوساخ الدنيئين ...؟!!
أَنَنْظر لكلامهم .. ومن هم لنعبر كلامهم أي أخي! ...

من يرتفع ويسمو بالقرآن والسيرة العطرة والله لما يذكر أولئك السفهاء الأرجاس الأنجاس ... يضيق صدره ... سيكفينا إياهم الله ...

وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي ومانرى لكم علينا من فضل بل نظنكم من الكاذبين ... فماذا ..
فأنجيناه هو والذين ءامنوا معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وماكانوا مؤمنين ...
(فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين).
(إن شانئك هو الأبتر)
ولو كان هؤلاء إخوتي ممن يبغون حقاً ... لكنا وضحنا لهم أو حاججناهم، ولو كان من غير منهجنا وطريقنا وعقيدتنا التي نترفع عن الناس بها عقيدياً وليس خلقاً ولو كانوا عواماً ..

لكنهم أعمى الله أبصارهم وطغى الحقد عليهم وعم الحسد جوارحهم فأضلهم الله ضلالاً بعيداً وختم على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم غشاوة .. أفَيَهُمني أمرهم ولو كانوا أقرب قريب!

ألم يقتل أبوعبيدة أباه؟

ألم يقل مصعب لأخيه المسلم أن يشد وثاق شقيقه؟ ..

إنهم رجس فلا يقربوا المسجد الحرام ولا نقربهم ولا نجادلهم .. فمجادلتهم ومحاورتهم رفعة كبيييييييرة لهم أي أخيّ ..

وهل نحن نراهم أو نسمع صوتهم أصلاً لدنوهم .. حتى نرد عليهم ...


يقول الشافعي :

إذا سبني نذل تزايدت رفعة ********** وما العيب إلا أن أكون مساببه


ومن عدو رماني لو قصدت له ********** لن يأخذ النصف مني حين يرميني


ويقول أيضاً عندما دخل عليه رجل و استفزه بكلام كثير فسكت الشافعي رحمه الله و لم ينطق ببنت شفه.. فلما رأى الرجل السفيه أن الإمام الشافعي لم يلتفت إليه توقف و انصرف.
فعاتب القوم الشافعي لأنه لم يوقف هذا الدعي عند حده وهو من هو لغة وبلاغة و حجة ؟؟؟
فقال:
قالوا سكتّ وقد خوصمت ؟ قلت لهم: ***** إن الجواب لباب الشر مفتاح

وإن السكوت عن جاهل أو أحمق شرف *** و فيه أيضاً لصون العرض إصلاح

أما ترى الأسد تُخشى وهي صامتة ***** و الكلب يُخزى لعمري وهو نباح

وله أيضاً أنه قال:

يخاطبني السفيه بكل قبح ***** فأكره ان أكون له مجيبا

يزيد سفاهة فأزيد حلماً ***** كعود زاده الإحراق طيبا



إذا نطق السفيه فلا تجبه ***** فخير من إجابته السكوت

فإن كلمته فرجت عنه ***** وإن خليته كمداً يموت
..............


سكتت عن السفيه فظن أني **** عييت عن الكلام وما عييت

ولكني اكتسيت بثوب حلم **** وجنبت السفاهة ما حييت
.......


ما ضر الورود وما عليها *** إذا المزكوم لم يطعم شذاها

ما ضر شمس الضحى في الأفق ساطعة *** ألا يرى نورها من ليس ذا بصر

وما يضر البحر أمسى زاخراً *** أن رمى فيه غلام بحجر


وآخراً أختم كلامي بقول الله سبحانه (إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب أليم)


هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين

 

كتبه العبد الغريب