حزمة تغريدات للشيخ : أبي محمّد الصّادق
الشرعي العام لحركة أحرار الشام الإسلاميّة
بسم الله الرحمن الرحيم
1- أحال إليّ أحد الأفاضل مقالةَ الأستاذ صاحب الوسم (شؤون استراتيجية) فاطلعت عليها وكذلك على بعض التفاعلات المؤيدة لها والمستدركة عليها .
2- ومقالة الأستاذ فيها إشارة هامة إلى ضرورة مواكبة الحركات الجهادية لتغير الأحداث والمعطيات بتنويع أساليبها واستراتيجياتها في المدافعة والتغيير .
3- وقد أشار العديد من قادة الجهاد إلى ذلك ممن قضوا نحبهم وممن ينتظر ولكن قلّ السامع وعزّ الواعي .
4- إنّ الحركات الجهادية إن لم تتقن إدارة الجهاد للوصول إلى مقاصده وتتكيف مع المتغيرات وتوظفها ضمن حدود المتاح والمباح شرعاً .
5- فإنّها ستبقى حبيسة الانفعالات النفسية تستنسخ تجارب فاشلة تزيد في آلام الأمة يعقبها اللطم وتبادل التهم .
6- وإنّ ثورات الشعوب بما تضمنته من كسر قيود المستبدّين وإمكانية الوصول إلى آذان الناس وقلوبهم لهي فرصة تاريخية للدعاة والمجاهدين طالما حلموا بها .
7- إنّ تعاطي الحركات الجهادية مع حركة المدافعة في ظل هذه الثورات بنفس النمطية السابقة بعجرها وبجرها لهو دليل جمود وأمارة على ضعف الأهلية .
8- كما يدل على ضعف في فقه السياسة الشرعية التي من أصولها العمل بما لا يصادم الشريعة لتحقيق مقاصد الشريعة والعمل بالمسكوت لتحقيق المأمول .
9- ويفترض ألا تكون هذه الثورات مطية لتكرار تجارب فاشلة وفق نمطية واحدة لطالما تفنن الغرب والشرق في أساليب القضاء عليها .
10- بل الواجب على الجماعات الجهادية أن تتبنى المطالب المشروعة للشعوب وتحمل آمالها وتعيش آلامها واحتياجاتها وتتماهى معها .
11- بحيث يترافق ذلك كله مع الدعوة والبيان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتلطف بالناس .
12- وبذلك يمكن أن تحمل الشعوبُ تكاليفَ المشاريع الإسلامية وتتحول الحركات الجهادية إلى ظاهرة مجتمعية يصعب اقتلاعها مهما تحالف عليها الشرق والغرب .
13- فمن أمارات فهم الجماعة لسنن التغيير نجاح انتقالها من مفهوم الجماعة إلى مفهوم المجتمع .
14- وقد أدرك الغرب والشرق قواعد اللعبة فحرصوا على دق الإسفين بين الشعوب والحركات الإسلامية وسهلوا ظهور المشوهين فكرياً وسلوكياً .
15- فأطلت الخارجية القبيحة بما تحمله من عقد نفسية وأمراض عقلية وقلبية فصبغت الجهاد والثورة بصبغة مزورة لا تعبر عن حقيقتها .
16- ورغم تأخرنا في الشام إلا أن الفرصة ما زالت سانحة وربما تكون الأخيرة لإعادة قراءة الواقع بشكل جيد ثم حسن التصرف بناء عليه .
17- مستحضرين كليّات الشريعة ومقاصدها مع التفريق بين الثوابت التي لا يجوز التنازل عنها والمتغيرات التي لا يجوز إهمالها ولا التشنج معها .
18- وذلك قبل أن تتحوّل الثورة الجهادية الشامية إلى تجربة مسطورة في الكتب تضاف إلى الأسفار الماضية التي قلّ من اعتبر منها .
19- ومن تجاهل فقه الموازنات والمثاقيل فسيقع في مخالفة الشرع من حيث لا يريد فضلاً عن الفشل الذريع ثم الصد عن سبيل الله وهو يحسب أنه يحسن صنعا .
20- فهنالك خطوط وسقوف لا تنازل عنها ولا حيدة وهي الثوابت والكليات والقطعيات في الدين فتلك التي دونها النفوس والدماء .
21- وما دون ذلك داخل في فقه الموازنات فيُطرح في ميزان المآلات ويقوّمُ في سوق الغايات والكليات بعيداً عن الظاهرية المفرطة والرأي المجرد على حد سواء .
22- وذلك باستجلاب الحسنات و زيادة كفتها على قدر وجوبها وحسنها وبتقليل السيئات وطمس أثرها على حسب شرّها وأذاها .
23- وضابط ذلك كله نصوص القدرة والاستطاعة فإنّها أصل ثابت معتبر في الشريعة بشرط البعد عن الهوى والادّعاء الكاذب لانتفائها .
24- فالسياسة الشرعية يدخل فيها كل مباح - ولو لم ينص عليه الشرع بعينه - يكون معه الناس أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد .
25- وقد نقل ابن القيم هذا التعريف في "الطرق الحكمية" عن ابن عقيل وحكى عنه تخطئته لقول من اشترط نطق الشرع بها وتحديده إيّاها .
26- فليت المجاهدين يحسنون إسقاطه على واقعٍ دامٍ مؤلمٍ يعيشه أهل الشام اختلط فيه المكر العالمي بالحقد الباطني والخبث الرافضي واللؤم الخارجي .
27- وليتنا نُوفّق إلى التمييز بين عصمة الشريعة وقدسية مرجعيتها في القطعيات والكليات فلا نخلط ذلك باجتهاداتنا واختياراتنا فيما دون ذلك .
والحمد لله رب العالمين
الإثنين 25 جمادى الأولى 1436 هـ
الموافق 16 آذار 2015 م