JustPaste.it

__________________small.jpg


الموضوع : { رسالة إلى الشباب المسلم }


قلم : مصعب الخير

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين


اليوم سنتباحث بأهم موضوع ممكن أن يـُتباحث فيه , ولا سيما في هذه المرحلة الخطيرة , والمفصلية التي تمر بها الأمة الاسلامية , من تكالب وتآلب من قوى الكفر عليها
- المنافقين , وضعيفي النفوس , والعلمانيين , والديمقراطيين , وعلماء السوء من الداخل
- الكافرين , والملحدين , والصليبيين , واليهود من الخارج

كلهم يسعون لوئد شوكة الاسلام وكسرها , لكن السؤال هنا من سيقف بوجه هؤلاء , من سيحرس الدين , ومن سيقف بوجه سرطان الداخل وفيضان الخارج ؟؟

هل هم الحكام والرؤساء ... كلا : فهم أحجار شطرنج بيد من ذكرناهم آنفاً

من سيحمي هذا الدين ويحرس حدوده إذاً ؟؟
أنا – أنت – أنتي .... شباب الأمة  , لن ننتصر بالشيوخ ولن ننتصر بالمخذلين الذين آتوا لنا بالاستعمار , وآتوا لنا بهؤلاء الحكام العملاء الذين أذاقوا المسلمين الويلات ومازالوا يفعلون .

لذلك لا بد من عملية تبديل وتجديد , وهذا الأمر يحتاج لرجال , وما صفات هؤلاء الرجال ؟؟

يقول الشاعر :
لابدَّ من صُنعِ الرجالِ ومثله صُنعُ السلاحْ
لا تُصنَعُ الأبطال إلا في مساجدنا الفِساحْ
في روضة القرآنِ في ظل الأحاديث الصِّحاحْ
شَعبٌ بغير عقيدةٍ ورقٌ تُذَرِّيه الرِّياحْ


نعم أحبتي نحتاج الى شباب العقيدة الصحيحة , شباب التوحيد , شباب صلاة الفجر , شباب القرآن , الغيورين على دينهم , نريد الغرباء .... نريد الفئة المنصورة الظاهرة على الحق التي لن يضرها من خذلها

وبالمقابل فإننا بغنى عن الشباب الذين يضيعون أعمارهم وراء تفاهات الدنيا واهوائها , وكم رأينا من شباب جل حياتهم والهدف الاسمى فيها أن يكلم فتاة أو يحفظ أغنية  , ولو استُـثمرت قدراته بشكل صحيح , واكتشف نفسه لأزاح جبل من مكانه , ولصنع بصمة في تاريخ الأمة , ولنا في صحابة رسول الله عبرة وعظة كيف كانوا في الجاهلية , وكيف اصبحوا بعد عز الاسلام

غيروا مجرى التاريخ , غيروا معالم وموازين قوى الأرض , قلبوا الأرض رأساً على عقب وأصبحوا أساتذة الدنيا وسادتها

أحبتي وإخوتي ::
(( إن أي أمةٍ ... تُـعرف بشبابها وليس بغير , ولا يضطلع على الدين بمسؤولية وحرقة إلا الشباب , ولقد بُعث الضحوك القتال في الأمة , فحالفه الشباب , وخالفه وتخاذل عنه الشيوخ ))

قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
   :

" الشباب في أي أمَّة من الأمم هم العمود الفقري الذي يشكل عنصر القوة ، إذ لديهم الطاقة المنتجة ، والعطاء المتجدد ، ولم تنهض أمَّة من الأمم - غالباً - إلا على أكتاف شبابها الواعي ، وحماسته المتجدد , ولقد علم أعداء الإسلام هذه الحقيقة ، فسعوا إلى وضع العراقيل في طريق الشباب المسلم ، أو تغيير اتجاههم ، إما بفصلهم عن دينهم ، أو إيجاد هوة سحيقة بينهم وبين أولي العلم ، والرأي الصائب ، في أمتهم "


وهناك
سياسةٌ خبيثة إنتهجها أعداء الاسلام تجلت بثلاثة أمور :
1- القضاء على الشباب المسلم الصحيح وقتله
2- تطبيع الشباب وافساده وتحويله عن منهجه
3- جذب الكوادر الشبابية المسلمة الى اوروبا وامريكا وتشكيكها في دينها وعقيدتها واستثمارها فيما بعد لخدمة مشاريعهم

- دعونا نتباحث هذه النقاط ولنبدأ
بالنقطة الأولى :
لو نظرنا الى الثورة السورية وهي اكبر مثال على ذلك , لقد بلغ عدد قتلى أهلنا في الشام حتى الآن ما يقارب الـ مليون 1000,000 مسلم , ولو نظرنا الى القتلى لوجدنا أن اكثر من 80% من القتلى هم الشباب وفي سن الريعان , معظمهم من سن الـ 18 إلى الـ 30 يعني العامود الفقري والعصب تم القضاء عليه ومن تبقى منهم على قيد الحياة , إما أصيب بعاهة او تشويه أو قطعت يده أو قلعت عينه , فأصبح بذلك عديم التأثير وفاقداً لخصائص القوة
ربما تقولون لي أن بشار والرافضة والنصيرين هم قتلوا وأعطبوا الشباب , فأقول لكم هذا صحيح لكن من يدعم بشار من تحت الطاولة سياسياً وعسكرياً واستراتيجياً ؟؟

من يسعى لخلق التوازن دائماً بين الطرفين ؟؟ هل تظنون بأن المجتمع الدولي الصليبي سيسمح بفئة أن تنتصر على أخرى قبل القضاء والانتهاء من فئة الشباب المسلم أو إعطابها وتعطيل مهامها ؟؟ من يظن هذا فهو ساذج من احترامي لعقولكم !!

-
النقطة الثانية تطبيع الشباب وافساده وتحويله عن منهجه :
لعلي أختصر هذا الأمر بقصة حدثت معي عندما كنت ادرس في جامعة دمشق , وكان عندنا حينها محاضرة في الاحوال الشخصية وكنا ما يقارب الـ 100 طالب في المحاضرة وطلب الدكتور المحاضر من الطلاب قراءة بعض آيات من القرآن موجودة في الكتاب , فلم يعرف أحدٌ  قراءة الآيات إلا ثلاثة من الموجودين
3 من 100 يعرفون قراءة القرآن يا أمة القرآن !!! أتذكر حينها أن المحاضر صار يبكي وهو يتآوه آلماً وكمداً , ويقول : هل حقاً أنتم من سترجعون عز الأمة وتعيدوا الأمجاد ؟؟

وأقسم لكم أن معظم شبابنا يعرفون عن الممثلين , والمغنيين , والفرق الرياضية أكثر مما يعرفونه عن رسولهم وصحابته !!

النقطة الثالثة ولعلها تكون أخطر نقطة بين النقاط الثلاثة , جذب الكوادر الشبابية المسلمة الى أوروبا وأمريكا وتشكيكها في دينها وعقيدتها , واستثمارها فيما بعد لخدمة مشاريعهم :
هل تعلمون لماذا سُيمت أوروبا بالقارة العجوز ؟؟سميت بذلك لإنعدام الشباب فيها وكثرة العجائز , وكنا قد تكلمنا فيما سبق من المقال أن الشباب في أي أمَّة من الأمم هم العمود الفقري الذي يشكل عنصر القوة لأي أمة كانت , وهذا ما قد حصل سعوا الى قتل وتدمير وتشويه شبابنا , ولم يكتفوا بذلك بل جذبوا الكوادر والعناصر الشبابية اليهم بعد كذبة اللجوء الانساني , وقد رأينا كيف فتحوا أبوابهم للشباب , وقدموا لهم المسكن والمأكل والمشرب والأموال , وأن جل الشباب العراقيين والسوريين أصبحوا الآن جالية في أوروبا , وبالنسبة لي انا أعلم مئات الشباب قد خرجوا من الأردن , ومن تركيا , ومن ليبيا , ومن مصر الى ألمانيا والنرويج والسويد والنمسا والدنمارك وفرنسا وأمريكا , ومنهم المهندسين والأطباء والعلماء , ومنهم مهندس سوري قام بتخطيط مشاريع عقارية مخيفة , ومشاريع للجسور وتدعيمها بعد سنة فقط من هجرته الى هناك , وتمت الموافقة على مشاريعه وسيتم تنفيذها , والدكتور المسؤول عن الابحاث الكيميائية في السويد " مصري " وكثير من هذه الأمثلة التي لا يسعني ذكرها هنا , فالخطب جلل والمصائب كبيرة جما .

هذا وبعد أن عرضنا الأخطار والسموم التي انتشرت , وفشت في صفوف شبابنا لابد لنا ان نتوحد على عقيدةٍ واحدةٍ , على فكرٍ واحد , على أهداف واحدة , ومن كان مستضعف في المكان الذي هو فيه فليخرج لا تنتظر , فـ الإسلام أغلا من كل شيء لا تجعل عاطفة أمك  , او فراش زوجك , أو أنين طفلك يخلفك عن واجباتك اتجاه دينك وإسلامك
 
إلى متى إخواننا وعلمائنا ومشايخنا في السجون ؟؟
إلى متى بناتنا وأخواتنا في زنازين الطغاة يُغتصبنّ وتنتهك أعراضهم ؟؟
إلى متى ورسولنا يهان ويستهزأ به ؟؟

اسأل نفسك , ماذا سيكون جوابك حين تقف أمام الرحمن ويسألك ماذا قدمت عبدي ؟ , كيف زدت عن ديني ودافعت عنه ؟؟ كيف نافحت عن رسولي ؟؟ , كيف وكيف وكيف ؟؟ هل أعددت جواباً لذلك !!

أيها الشباب إن عليكم مسؤولية كبيرة , ولن ينتصر هذا الدين الا إذا رجعتم مرة أخرى الى حقيقتكم , وإن أشرف الاعمال قاطبةً أن تموت وأنت خادماً , ونافحاً وحامياً لهذا الدين , ولا سيما في هذا الزمان الغريب , ويجب علينا أن نرجع الى الشرب الأول ونستمسك بما كانوا عليه  وأحلف بالله بعدها إننا لمنصورون

ليكن هدفك من هذه الحياة أن تموت واقفاً وأنت تناضل عن دينك إلى آخر لحظة , واقسم أننا لمنصورون وحتى ولو كانت امكاناتنا ضعيفة , مادام معنا ايمان قويم راسخ
نحن ضعاف !! نعم
ليس في أيدينا ما في أيدي اعدائنا !! نعم
لكن ما دمت على الحق , وتقف في هذا الغرس فأنت منصور .

يجب علينا ان نُصلح أنفسنا ونجتهد في إصلاح الشباب , ولو أصلحنا من كل ألف واحد , يقول الشاعر :

يا ألفَ مليون وأين همُ إذا دعتِ الجراحْ
هاتوا من المليار مليوناً صِحاحاً مِن صِحاحْ
من كل ألفٍ واحداً أغزو بهم في كل ساحْ
من كلِّ صافي الروح يوشكُ أن يطير بلا جناح
ممن يخف إلى صلاة الليل بادياً ارتياحْ
ممن يَعَفُّ عن الحرام وليس يُسرفُ في المُباحْ


الادوار التي يجب على الشباب ان يفعلوها لكي ينهضوا من جديد :

1- العلم الشرعي وعقيدة التوحيد الصحيح  :

قال تعالى :(هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ) - الزمر: 9 .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( طَلَبُ العِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَىْ كُلِّ مُسْلِمٍ ) – رواه ابن ماجه ، وهو حديث حسن .

فالعلم واجب شرعي على كل مسلم ، ولا يمكن للجاهل أن يفهم دينه ، ولا أن يدافع عنه ، والجاهل لا تستفيد منه أمته ، لذا كان على الشباب المسلم أن يسارعوا إلى علماء الصدق والحق , علماء التوحيد والعقيدة الراسخة , علماء الجهاد , علماء الولاء والبراء ، وأن يستثمروا نشاطهم وفراغهم في حفظ القرآن ، وقراءة الكتب
أخي لا تسمح للدنيا ان تشغلك , او تلهيك عن قرآنك او دينك , فـ في مرحلة الشباب لا تضع في نفسك هدف غير نصرة الدين  والأمة , والرقي بها , ولا هدف آخر سواه ويجب أن تتنبهوا , وتصحوا لما يخططه أعداء الاسلام وتعرفوا ما مكانكم من الاعراب في هذا الوقت بالتحديد .

 2- الالتفاف حول العلماء الثقات  :

قال تعالى : ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ) النساء: 83 .

والشاب المسلم لا توجهه عاطفته ، ولا تقوده حماسته ، إنما يسير على طريق الهداية بتوجيه العلماء الثقات ، والشيوخ الكبار ، ممن لهم علم واسع ، وتجارب نافعة ، فيهتدي بنصحهم ، ويعمل بمشورتهم ، ويُرجى أن يكون بعد ذلك أكثر نفعاً لأمته ، ودينه ، ويكون أكثر حماية ممن يكيد بالشباب لصرفهم عن رسالة الحق ، ونشر التوحيد في الأرض  .

3- ترك تقليد الكفار :
قال تعالى – في هذه النقطة : ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ) إلى قوله تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) الممتحنة: 4 – 6
.

وأكثر من نراه اليوم في عالَم تقليد الكفار في هيئاتهم ، وحركاتهم وأفكارهم : المسلم الحق فخور معتزّ بدينه ، وهو يبغض في قلبه الكافر ، وفعله ، فلا يتشبه بهيئته ، ولا بلباسه ، وهو بهذا يكون قدوة لغيره من الشباب الذي انماع في قبائح الحضارة الغربية الكافرة وأفكارها ومعتقداتها  

والشاب المسلم ينظر بنور الله, فلا يسارع إلى تقليد المخالفين, ومحاكاتهم في عاداتهم وأساليبهم وإن لم تقم على رعاية مصلحة , وضعفاء الإيمان يحرصون على أن يقلدوهم في كل شيء ولو خالف آداب الشريعة  

و من اللهو و اللعب و ضياع الأوقات ، إلى ضياع الهوية الاسلامية النقية ، حتى في الأفكار ، فهل يبتغون عندهم العزة ؟
!! لابد من الحديث أيضا عن ميوعة التدين عند الشباب المسلم اليوم ، فهم يريدون التدين و لكن بطريقة أمريكية عصرية و سهلة ، و دون تضحيات  أو بذل , ولكن هيهات هيهات 
 
4- الجهاد ، وبذل النفس في سبيل الله :
الأمة الإسلامية تحتاج لكل طاقة في الشباب المسلم ، فلذا يبذل الشاب نفسه رخيصة في سبيل إعزاز دينه ، فإذا ما غزا كافرٌ بلاد الإسلام سارع للذب عنها ، والدفاع عن حرمات المسلمين ، وإظهار الحقائق للشباب الآخرين البعيدين عن الواقع , الذين زيف لهم الاعلام الخبيث الحقائق وجعل لهم الحق باطلاً والباطل حقاً
 وإذا شُرِّدت العائلات : قام على رعايتها ، والعناية بها ، وهو في كل ذلك جندي للإسلام ، يُرَى حيث تكون الحاجة لنشاطه وقوته فيبذلها رخيصة لربه تعالى ، وقدوته في ذلك : الشباب المسلم ولكم في الصحابة الأجلاء قدوتةً ومنهاجاً ، كعلي بن أبي طالب رضي الله عنه حين نام في فراش النبي ليلة الهجرة ، وكعبد الله بن أبي بكر ، حيث كان يستمع أخبار قريش ، ويزوِّد بها النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبا بكر رضي الله عنه ، وأسامة بن زيد رضي الله عنهما ، حين قاد جيشاً فيه كبار الصحابة رضي الله عنهم ضد الروم الصليبين 



وهنا نعرض بعض صفات التي تتوافر في الشاب المسلم :

- هو الذي يدرس سيرة رسول صلى الله عليه وسلم دراسة واعية , ويأخذ منها العبر والعظات ويطبقها في واقعه ومجتمعه من كفاح وصعاب وغزوات وجهاد ومآثر  

 
- يعتز بدين الله, فيدافع عنه ويزود عنه, ويرمي بشواهد حكمته في وجه المهاجم له, أو ملقي الشبه حوله, ولو كان الطاعن ذا سلطان واسع وكلمة نافذة , وضعفاء الإيمان من شبابنا تتضاءل نفوسهم أمام أولئك الطغاة , ويقابلون تهجمهم على الدين بالصمت , وربما بلغ بهم ضعف العقيدة أن يجاروهم فيما يقولون, وسيعلم الذين يشترون رضا المخلوق بغضب الخالق أي منقلب ينقلبون

- البعيد عن الميوعة و عدم الجدية التي أصبحت سمة بارزة في شخصية المسلم اليوم ، فالكثير منهم لا يعي مدا يعني كونه مسلم ، و لا يعي عظم الدور الملقى على عاتقه تجاه دفاعه عن هذا الدين وبذل روحه رخيصة من أجله ، فتراهم في سهو و غفلة ، يلعبون و يضيعون الأوقات في التفاهات
يقول
السيد قطب رحمه الله واصفاً مثل هذه النفوس الفارغة :
إنها صورة النفوس الفارغة التي لا تعرف الجد ، فـ تلهو في أخطر المواقف ، و تهزل في مواطن الجد ، و تستهتر في مواطن القداسة ، و النفس التي تفرغ من الجد و الاحتفال بالقداسة تنتهي إلى حالة من التفاهة و الجدب و الانحلال ، فلا تصلح للنهوض بعبء ، و لا الاضطلاع بواجب ، و لا القيام بتكليف ، و تغدو الحياة فيها عاطلة هينة رخيصة  ، ثم يقول عن حياة المسلم كيف يجب أن تكون :
إن حياة المسلم حياة كبيرة ، لأنها منوطة بوظيفة ضخمة ، ذات ارتباط بهذا الوجود الكبير ، و ذات أثر في حياة هذا الوجود الكبير ، و هي أعز و أنفس من أن يقضيها في عبث و لهو و خوض و لعب ، و كثير من اهتمامات الناس في الأرض يبدو عبثاً و لهواً و خوضاً و لعباً حين يقاس إلى اهتمامات المسلم الناشئة من تصوره لتلك الوظيفة الضخمة المرتبطة بحقيقة الوجود .
" وهنا لا بد من التنويه أن
السيد قطب دفع حياته ثمناً لدفاعه عن الاسلام "
 

أما أنتم يا نسائنا وبناتنا : فحاشى لله أن أبعدكم أو أُحجم من دوركم وواجبكم , 
بل هناك واجبٌ كبير منوط بكم , فلتعزم كل واحدةٍ منكم أن يكون لها أشبال كـ معوذ ومعاذ إبنا عفراء , ولتعزم أن تكون هي عفراء الزمان وتجهز شبابًا قد ربتهم على حب الجهاد , والدفاع عن الأمة , وتنشء جيلاً لا يخاف في الله لومة لائم , ربوا على القرآن والسنة والعقيدة والتوحيد على نهج الصحابة والسلف وغرست فيهم هذا الغرس
وأوصيكي في هذا الصدد ببعض الوصايا فتقبليها مني أختاه : 
 الحياء , والنقاب , والقرآن , خذي بهذه الثلاثة تفوزين وتفلحي بعدها إن شاء الله ...

- لا تقبلي إلا بزوجٍ كافرٍ بالطواغيت أجّمعْ , رجلٌ يحملُ هم الأمة , رجلٌ ينزف ألماً وكمداً على الأسيرات القابعات في سجون الظلم والطغيان , لا تقبلي ولا تبيعي حياتك مع غيره ... رجلٌ بألف رجل , تربى وغُذيّ على عقيدة التوحيد الصحيحة  وجزاكي الله عنا كل خير يا أماه و يا أختاه .

_________1_small.jpg



أخيراً أقول لك ابحث عن الفئة المنصورة  التي تحدث عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم , والتي تحمل الإسلام الصحيح والمنهج القويم وأتبعها وكن معها حيثما كانت وإن كانت في غير بلادك فانفر وأهرب بدينك وعقيدتك الصحيحة اليها , وهنا أضع لك صفة هذه الفئة كما وصفها الشيخ الألباني رحمه الله تعالى :

يقول رحمه الله :
إن الإسلام الصحيح الذي لا يقبل الله تبارك وتعالى سواه من أي إنسان , ليس هو نفسه الإسلام المعروف اليوم عند الكثير من المسلمين فضلاً عن غيرهم

ذلك لأن :  الإسلام المنزل على قلب الرسول عليه الصلاة والسلام قد دخل فيه ما ليس منه , عقيدةً , وفقهاً , وسلوكاً  .

ولذلك فنحن دائما ندندن حول التمسك بهذا الإسلام الصافي المصفى الذي جاء به عليه الصلاة والسلام وشرحه الصحابة الكرام ثم نقله إلينا الخلف عن السلف بالأسانيد الصحيحة المعروفة عند أهل الحديث والسنة

لأجل ذلك فنحن ننصح الشباب المسلم في كل زمان , وفي كل مكان , وبخاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن التي تحقق الفرقة , والتي نهى عنها ربنا عز وجل في كتابه العزيز , أن يتبع حديث رسوله الله صلى الله عليه وسلم , وهو قوله عليه الصلاة والسلام :

[ قد تركتكم على بيضاء نقية ليلها كنهارها ليلها كنهارها لا يضل عنها إلا هالك وفي لفظ إلا زائغ ]
 
ولذلك فالعصمة حينما تحيط بالمسلمين الفتن , إنما هو المرجع إلى كتاب الله , وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى وسلم على ما كان عليه السلف الصالح.

فأنتم تعلمون قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
[ تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستختلف امتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال هي الجماعة ]

الجماعة أي جماعة محمد صلى الله عليه وسلم , فهي التي لن تجتمع على ضلالة
 

أما من جاء بعدهم ففيهم من انحرف عن الخط المستقيم الذي خطه الرسول عليه السلام في الحديث الذي يرويه الحاكم عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه :
[ أن النبي صلى الله عليه وسلم , خط يوماً على الأرض خطاً مستقيماً , ثم خط حول هذا الخط المستقيم خطوطاً قصيرة , ثم قرأ عليه الصلاة والسلام على ذلك الخط المستقيم : { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ
} .
وقال عليه الصلاة والسلام مشيراً إلى الخط المستقيم هذا صراط الله , ومشيراً إلى الخطوط التي من حوله القصيرة قال رسول الله صلى الله عليه : هذه طرق وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه " أي السبل " ]

هذه الطرق كانت , ولاتزال وفي ازدياد مستمر , وخاصة في آخر الزمان , ولذلك فما هو المنجاة من هذه الطرق التي هي سبب كل فتنة تحيط بالمسلمين , في كل زمان وفي كل مكان ؟؟
هو الرجوع إلى ما تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيضاء نقية لا يزيغ عنها إلا هالك .

لكن السؤال  ها هنا : كيف  نعرف هذه الطريقة البيضاء , التي تركها الرسول عليه الصلاة والسلام لنا نقية , وأوعد من حاد عنها بأنه زائغ هالك ؟
لاشك أن الذين يعرفون هذا المنهج النقي الأبيض : إنما هم الطائفة المنصورة , التي تحدث عنها النبي في الحديث المتواتر الثابت بطرق قطعية الثبوت , ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام :
[ لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى تقوم الساعة لا يضرهم من خالفهم ]

ولذلك ينبغي أن نكون من عباده القليل , أي من الطائفة المنصورة .
 

من هي الطائفة المنصورة وما هي صفاتها ؟؟
هنا بيت القصيد في هذه الكلمة , الطائفة المنصورة هم من جاء ذكرهم بأحاديث  رسول الله عن الغربة , أحاديث جاء فيها ثلاثة روايات صحيحة ...

في صحيح مسلم من رواية سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
[ إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ] هذا حديث مسلم


الرواية الثانية : في مسند الإمام أحمد رحمه الله ذكر هذا الحديث وزاد زيادة طيبة وهي [ أن سائلاً سأل فقال : من هم الغرباء يا رسول الله , فقال عليه الصلاة والسلام : هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ]


أما صفتهم في الحديث الثالث , فهي صفة خاصة : أجاب عنها رسول الله مرة , وذلك في السؤال من هم الغرباء ؟
فقال عليه الصلاة والسلام :  [ هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ]

إذاً الغرباء تعني : المتمسكين بالكتاب والسنة , وعلى منهج السلف الصالح  وهم الفرقة الناجية

أيضاً هم : أهل القرآن الذين أثنى عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث خاص ألا وهو قوله :

[ أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ] أهل القرآن : الذين يفهمون القرآن ويفسرونه على ما كان عليه زمن نزوله على قلب النبي عليه الصلاة والسلام , ولا يلون النصوص حسب أهواء السلاطين والحكام أو أهواء الناس الضالين.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم , اللهمَّ أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين، اللهم أصلح أحوال المسلمين وردّهم إلى دينهم رداً جميلاً .


المدونة بقلم : مصعب الخير